Seif_eldawla@hotmail.com
يدعى الأمريكان انهم لا يعلمون من الذى أمر بقتل خاشقجى، بينما ليس من المستبعد على وجه الاطلاق أن يكون هم من أعطوا الضوء الأخضر، ثم بيتوا النية على الغدر حتى يتمكنوا من حلب واستنزاف المملكة حتى آخر ريال.
ولكن اذا كان هناك بالفعل من الأمريكان (رئيسا أو ادارة أو نوابا) من لا يزال يتشكك فيمن الذى أمر بقتل المواطن والمعارض السعودى، فما عليهم سوى ان يسألوا "هنرى كيسنجر" وزير الخارجية الامريكى الأسبق والأشهر والأعلم بالحكام العرب داخل الادارة الامريكية.
***
نتذكر جميعا نظرية "الشيخ والخيمة" الشهيرة التى وردت فى مذكرات "هنرى كيسنجر"، والتى تمكن من خلالها ان يفهم طبيعة النظام الحاكم فى مصر عام ١٩٧٣ وكيف استطاع ان يأخذ من السادات ما اخذه من تنازلات سياسية أدت الى وأد وإجهاض وسرقة ما حققه المصريون من نصر عسكرى اثناء حرب اكتوبر.
تلك النظرية التى أعدها وقدمها له احد شباب الدبلوماسيين العاملين فى وزارة الخارجية الامريكية قبل سفره الى المنطقة، وتتناول كيفية التعامل مع الدول العربية وحكامها وانظمة الحكم فيها، وتتلخص فى ان عليه أن ((يبحث عن كبيرهم ويستقطبه ويسيطر عليه ويكسب ولاءه، فان نجح فى ذلك، فسيدينون له جميعا بالولاء، فهؤلاء القوم ليس لديهم دولة بالمفهوم الحديث، وليس لديهم نظاما ديمقراطيا ولا مؤسسات أو سلطات مستقلة، وليس لديهم رقيب او تعقيب على قرارات رئيسهم او مليكهم او أميرهم، انهم كالقبائل البدائية، التى يحكمها رجل واحد هو شيخ القبيلة)).
كانت هذه هى خلاصة توصيات مستشارى هنرى لكيسنجر، عن كيفية التعامل مع السادات والحكام العرب خلال حرب أكتوبر وما تلاها، والتى اشتهرت بنظرية "الشيخ والخيمة" كما تقدم.
***
وبتطبيق هذه النظرية التى نعيش فى كنفها ونعانى من كوارثها فى بلادنا كل يوم ونشهد على صحتها وفاعليتها فى كل الدول العربية بلا استثناء، فانه لا أحد يجرؤ فى اى من مؤسسات الحكم فى اى دولة عربية ان يتنفس بدون ان يكون لديه أمراً واضحا او ضوءً اخضرا من السيد الفرعون الآمر والناهي الوحيد، شيخ القبيلة وعامود الخيمة، سواء كان هذا الشيخ رئيسا او ملكا او أميرا او إبنا لملك مسن ووليا لعهده.
فكفى استخفافا بعقول العالم.
*****
القاهرة فى 10/12/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق