15 فبراير 2018

منال الكندي تكتب : مثقفو العرب بين اسطوانة الإسلام المتخلف وبلاد الكفر أوطاني

(الغرب تخلى عن الدين فتقدم .... ونحن تخلينا عن الدين فتأخرنا) محمد عبده


بقلم/ منال الكندي ــــ اليمن

أحيانا نُصاب باكتئاب شديد أو الدهشة من مُثقفينا وضيق الأفق الذي يُظهره عقولهم، وعناءهم وعجزهم عن التوصل إلى أشد الحجج إفحاما، وسرعة تصديقهم بلا نقد لأكثر القضايا قابلية للمنازعة.

فقد قرأت مقال للأديب السوري السيد محمد البوادي يتحدث عن مستقبل وطنه سوريا بعد طرد الدواعش بعنوان " نريد وطننا سوريا أن يكون مثل بلاد الكفار"، فأجابه أحد المشايخ" الناطقين باسم الله" بأن سبب تخلفنا هو الابتعاد عن الكتاب والسُنة.

فرد البوادي مهاجما" دوما ترددون كالببغاوات نفس الأسطوانة، إن سبب تخلفنا هو ابتعادنا عن الإسلام.

والحق إن كل إنسان يرى الناس بعين طبعه، فالبوادي للأسف هو نفسه يردد نفس الأسطوانة المشروخة، بأن الإسلام وشيوخه ولم يحدد من هؤلاء الشيوخ الذين نعرفهم بأنهم مجرد أبواق لعملاء وعبيد لسيدهم الأمريكي وُيطلق عليهم بشكل عام متأسلمين ويتخذون من الإسلام غطاء لخدمة مصالح السيد الرجل الأبيض ومن أمثاله من المثقفون العرب الكارهون لأنفسهم. رغم اعترافه بنهاية مقاله بأنه يؤمن بالله ورسله وكتبه ...الخ إلا أن هذا الإسلام هو سبب التخلف والحروب التي يعيشها العالم العربي، مستندا بذلك عن حقائق يرى إنها حجة على الإسلام وتخلفه. وإن بلاد الكفر وتقدمها كأمريكا وروسيا والصين وأوروبا وغيرها هو نتيجة عدم اتخاذها الإسلام كشريعة ودستور لها.

للأسف نسى أديبنا بأن صراعات المصالح بين الناس تسوى باستخدام العنف، وكل ما أبتلى به المسلمون اليوم هو بسبب صراع الدول العظمى كأمريكا والصين وروسيا وأوروبا على الشرق الأوسط وبلاد المسلمين بداية من صراعات وحروب العالم الأولى والثانية، وتقسيم دول الشرق الأوسط وصناعة إسرائيل في قلبها كالسرطان، واحتلال العالم العربي وإعطائه بعد ذلك استقلال وهمي وإرساء الحكم فيه لعملائهم.
وهم بذلك لم يحتاجوا لفتاوي بل صنعوا قوانين دولية عبر منظمتهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظماتهم الدولية التي بقوانينها دمرت دول وقارات وأفقرتها وصمموها لتخدم مصالحهم.
كتب مهاجما عن تخلف الإسلام وتناسى الفيلم الهوليودي الذي أنتجته أمريكا بلاد الكفار حول تدمير أبراج التجارة العالمية 11سبتمبر، ليصدروا بعده قانون عدو مجهول تحت شعار فضفاض أجوف محاربة الإرهاب الذي صنعوه في مراكز استخباراتهم، وكانت بداية هذه الصناعة لمحاربة روسيا والشيوعية وبتمويل عربي متبطر، فصنعوا القاعدة تحت شعار جهاد الكفار في أفغانستان، وتركوا الجهاد لسواد عيون أمريكا، ضد إسرائيل الإرهابية التي زرعتها بريطانيا كالسرطان في قلب الشرق الأوسط تقتل وتعتقل الشعب الفلسطيني وتشرده في العالم دون أن يردعها قانون دولي أو فتوى من فتاوي شيوخ بلاد العملاء من حكام وملوك العالم العربي خدمة لمصالح سيدهم أمريكا.
من أجل الديمقراطية ونشرها خرجت أمريكا تقود العالم الأعمى عبر قوانين دولية صماء لتدمر العراق وتقتل خيرة علماءه دون فتوى إسلامية.
يقول فرويد من بلاد الكفار ( عندما نقرأ عن المذابح الجماعية التي كانت ترتكب في الماضي( ومازالت ترتكب) فأنه يبدو أحيانا كما لو أن الدوافع المثالية كانت مجرد ذريعة للشهوات التدميرية)!!! وهذا ما تقوم به اليوم أمريكا والغرب عبر عملاءها بالوكالة تحقيق شهواتها في التدمير والسيطرة على العالم.
سأسرد ما كتبه أديبنا وأورده كحجة على كوننا مسلمون وسبب تخلفنا، حيث يقول:
_ من أراد منا تحصيل العلم يذهب إلى بلاد الكفار!! حقيقة لا غبار عليها ولكن تقدمهم الحقيقي سببه إن الثرات العلمي العربي في ظل الحضارة العربية الإسلامية الممتدة من القرن 8 الميلادي وحتى القرن 16 للميلاد، كان يتحتم على الإنسان المثقف الذي يريد الإلمام بكل جوانب علوم عصره أن يتعلم اللغة العربية.
قال المؤرخ والفيلسوف جورج سارتون في كتابه تاريخ العلم:" إن علماء الإسلام والعرب عباقرة القرون الوسطى، وتراثهم من أعظم مآثر الإنسانية ". وهذا يعني أن العرب قام بدورهم في تقدم الفكر وتطوره، ولم يكونوا مجرد ناقلين كما قال بعض المؤرخين بل إن في نقلهم روحا وحياة.
حيث من المعروف منذ القدم أن النهضة العلمية الموجودة في أوروبا هي إسهام العلماء والمفكرين العرب، ففي الوقت التي كانت فيه أوروبا تعيش ظلام الجهل والتأخر في العصور الوسطى، كانت الحضارة إلى المغرب المشرق العربي العربية الإسلامية قد بلغت أقصى ازدهارها. إن الإسلام بتعاليمه التي تحث على العلم وتأمر بالنظر والتأمل في الكون وظواهره المختلفة من أرض وكواكب واختلاف الليل والنهار وهو الباعث الحقيقي للحركة الفكرية عند العرب ورفع مستواهم.
عندما استيقظت أوروبا من نومها في مطلع العصر الحديث وحاولت الخروج من عصور التأخر والتخلف لجأت إلى الحضارة العربية واعتمدت عليها في بناء نهضتها العلمية، ونقلت عن العرب علومهم وفنونهم واستفادت منها لبناء ما نراه اليوم من تقدم علمي بها.
ولكن الدنيا دول يوم لك ويوم عليك، واليوم صارت لدول الكفار القوة والتقدم و العربي المثقف تأثر بحضارة الغرب من باب التهافت على المظهر الحضاري الذي اعتقده بأنه صحيح، وطبيعة الإنسان مقلد لحضارة الأكثر تقدما منه ومن مجتمعه، وفي ظل الصراع المستميت من قبل الدول القوية اليوم، لن تسمح للدول الفقيرة أن تتقدم إلا بما تتيحه هي وترضاه.
-يقول البوادي- من أراد أن يحافظ على أمواله يضعها ببنوك بلاد الكفار، وكأنه لا يعرف بأن من يحكم هذه البنوك هي كبريات العائلات اليهودية والبريطانية والأمريكية ولديها قوانين لتحمي اللصوص من عملاءها في العالم العربي الإسلامي!!
-من أراد الحصول على أي نوع من المعلومات يلجأ إلى مصادر معلومات بلاد الكفار، لكن يا عزيزي بما يتيحه هو ويقرر أي معلومات لابد أن نحصل عليها، وكيفية استخدامها بما يخدم مصالحه، لذلك نشرت الإدارة الأمريكية الأكاذيب حول الإرهاب وصاغت القوانين وجعلت من منظمات المجتمع الدولي الأمم المتحدة ومجلس الأمن مطية لتنفيذ مخططاتها في تدمير وجدولة الشرق الأوسط كما تراه مناسبا لمصالحها ولأمن إسرائيل، والغرب خلفها لأن مصالحه مرتبطة به، والعرب خلف أمريكا سيدهم !! حتى موقع ويليلكس الذي تكفل بنشر حقائق ومعلومات وتلقيناها وكأننا أول مرة نعرف بها، نشرها من مكاتب المخابرات الأمريكية والغربية ليساهم في نشر الفوضى التي تم صياغة نظرياته والاعتراف بها على لسان كوندا رايز وفريق البيت الأبيض. أما فتاوي الشيوخ المتأسلمين وخدام بلاط الحاكم، تم إصدارها ليخدم السيد الأمريكي... ولا علاقة للإسلام بذلك، سوى أن العرب بكل مؤسساتها صارت خاضعة للقوة المارقة أمريكا وأخواتها من دول الغرب والصراع بينهم حول المنطقة وأمن إسرائيل..
وبعد كشف تلك الأكاذيب لم يخرج المجتمع الدولي ممثلا بأعضائه ولم تخرج الشعوب لتحاكم أمريكا أو الغرب وبلاد الكفار بما فعلته من تدمير للعراق، أو على الأقل تحاسبهم على تلك الأكاذيب..
قرأت عن حوادث قتل وإرهاب يقوم بها مواطنون أمريكيون وأوروبيون في بلدانهم ومازال القتل مستمر بين قتل مرضى في مستشفيات من باب التسلية، أو قتل مواطنون آمنون بصلاتهم في كنيستهم، أو قتل مواطنون في الشوارع، ويقال بأن هذا ليس إرهاب فقط مرضى يعانون من مرض عقلي، لكن إذا كان القاتل مسلم ستنبري الأقلام وستخرج الأبواق العربية قبل الأمريكية والغربية في لصق تهمة الإرهاب عليه، ويوصم الإسلام بأنه يدعو للقتل والإرهاب !!
- يكمل البوادي مقاله بقوله، بالرغم من ملايين الهاربين من بلاد الهداية والإسلام، فلم يلجأ أحد منهم إلى أرض السعودية النبوية، أو باكستان النووية، أو أرض الخليج الثرية، أو جمهورية إيران الإسلامية، أو لأرض الكنانة المصرية، بل كلهم يهربون إلى بلاد الكفار.
أولا مسألة اللاجئين تحكمها أيضا قوانين دولية يتحكم بها منظمات المجتمع الدولي الذي صنعته الدول العظمى القوية التي يخوض العملاء في العالم العربي في السعودية، وباكستان ودول الخليج وإيران وغيرها بالوكالة عنها الصراع على المصالح! ومنظمات المجتمع الدولي لديها تمويلات ضخمة للشحاذة بهؤلاء اللاجئون.
ثانيا لم تسأل من السبب في هذه الحروب وإشعال الفتن بدءا من الحرب على العراق ومروراً بما يسمى بالثورات، ومن صنع داعش ليقوم بالمهمة تحت شعار إسلامي لضرب الإسلام بالإسلام وبتمويل دول عربية سوى برضاها أو غصبا عنها عليها أن تقوم بتنفيذ ما يأمرها سيدها..
يقول أحد قامات بلاد الكفار الصحفي والمحلل السياسي تيري ميسان، " إن الولايات المتحدة اقترحت إعادة تفعيل تنظيم داعش بعد تغييبه سابقا، لارتكاب ما لا يستطيع الجيش الأمريكي فعلا من ممارسات التطهير العرقي الذي يعتبر جريمة ضد الإنسانية، حيث أدركت أمريكا ضرورة إعداد خطة لإعداد جدولة الشرق الأوسط العام ولذلك لأمن إسرائيل أولا، ثم لإعلان بأن القدس عاصمة إسرائيل وهذا ما حصل وتم، بعد ما نشرت الفوضى التي تبنتها بعد حرب العراق! وثانيا جاري ترتيب المنطقة حسب الاستراتيجية الأمريكية والغربية.
ويؤكد ميسان أن داعش تقوم بالاستيلاء على حقول النفط، وتنقله علنا عبر شاحنات إلى تركيا ودولة أوروبية. كما أن في عام 2010 حازت أمريكا على ثقة الحكومات العربية العميلة لها وبدأت بتنسيق ما يسمى بالربيع العربي في تونس ومصر والهدف إضعاف قدرة العرب وتقسيم مناطقهم، في حين أصر العرب على عدم تصديق أن العدو الحقيقي هو أمريكا والغرب التي كانت قد وضعت خارطتها حتى تركيا والسعودية سوف تتقسم في النهاية. كما يوضح بأن داعش اليوم بدأت حربها على المدى الطويل والولايات المتحدة تحاول إنشاء خارجية لداعش لتستخدم هذه القاعدة لنشر الرعب وإخلال التوازن في العالم العربي بما فيهم حلفائها والسعودية، وبعد ذلك سيستخدمون العناصر التي صنعوها في الشرق الأوسط ضد روسيا والصين، لأن أغلب عناصر التنظيم من الشيشان وجورجيا واستحضار متأسلمون صينيون.
كذلك معظم عناصر التنظيم هم من عصابات متفرقة قدمت من أنحاء أوروبا، ليس لديهم هدف مجرد كونهم مرتزقة ضائعون، جعلت منهم مخابرات أمريكا أوراق تحركها ضد اتحادي دول البريكس وشنغهاي، فخطة الولايات المتحدة هي أن تستخدم الإرهاب ومحاربته ضدهم لإضعافهم..
سوى بإدراك العملاء من حكام وملوك أو عدم إدراكهم لهذه اللعبة، ليس أمامهم سوى المضي بها محاولين استدار العطف وكسب صداقة الرجل الأبيض الأمريكي، متناسين بأن أمريكا لديها مبدأ لا تحيد عنه ليس لدينا أصدقاء أو أعداء ولكن لدينا مصالح مشتركة ومن كان عدو الأمس قد يصبح صديق اليوم والعكس صحيح وقواعد اللعبة تفرض تحديد لاعبون جدد.
كتب البوادي في مقاله بأن سفن الهاربون من رحمة الإسلام عندما تغرق أمام شواطئ الكفار! الكفار هم الذين ينقذون المسلمون ويوفرون لهم المأوى والطعام والشراب والدواء، أما شيوخ المسلمون فأنهم يفتون بقتل المسلمون وتدمير زرعهم وقطع مياه الشرب عنهم... والطلب من الأسر الشريفة إرسال بناتها العفيفات لنكاح المجاهدون!!!!
واضح أن أديبنا غير مطلع على أوضاع الحرب وما يترب عليها، ففي الحرب تظهر أنواع جديدة من التجارة، كتجارة السلاح ، وتجارة التهريب والرق تحت مسميات إنسانية، ليس لها علاقة بالإسلام المتخلف... خاصة في بلاد الكفار.
الحروب هي أحد وسائل الشعوب العربية في تحقيق حلمهم في الهجرة لبلاد الكفار لما يعتقدونه بأنها أرض الأحلام، وهذا نتيجة لنشر الأكاذيب حول تلك البلدان وبأنها لا تحتوي على شرور وتتنفس حريات وإنسانية..
يقول فرويد" يقال لنا أن هناك ــــ مناطق سعيدة معينة من الأرض، حيث تقدم الطبيعة بوفرة كل ما يتطلبه الإنسان ـ أجناس تمضي بحياتها في هدوء، لا تعرف اندفاعاً أو عدوانية، لا أكاد أصدق هذا، ويسرني أن أسمع عن هذه الكائنات المحظوظة"!!! وهذا وهم في رأي، لأنه لا فائدة من محاولة التخلص من ميول الناس العدوانية..
فما بالك بميول حب السيطرة والتملك وشهوة امتلاك العالم والسيطرة على ثرواتها وأمن إسرائيل، تقوم به دول متقدمة ومسحلون بأدق درجات الانتباه لمصالحهم وصنع أسلحة وجراثيم تدميرية، في كل مرة يتم بيعها وتجربتها على الدول الفقيرة النامية التي هم سبب فقرها وتعاستها وكل هذا تحت شعارات الإنسانية وحقوق الإنسان..
وهذا يبدو جليا و اختبرناه بأنفسنا، حيث الديمقراطية وحقوق الإنسان شعارات جوفاء في مواجهة سلوكيات القوة الغاشمة التي اتبعتها إدارة بوش الابن ومن وراءه المجتمع الدولي إزاء كل من أفغانستان والعراق فالمثالية قد سقطت كقناع عن سياسة خارجية أمريكية وغربية لا تعدم الوسيلة للوصول إلي أهدافها حتى لو كانت غير شرعية.
فحين تتوق العائلات السورية والشباب وغيرهم من اللاجئون للوصول إلى أوروبا بحثا عن ملجأ وهربا من ويلات الحرب في بلادهم، معتقدين أن أوروبا هي الحل الأمل، وطوق النجأة والجنة التي تنتظرهم بمجرد وضع أرجلهم داخل حدود هذه البلاد .. لكن يُصدم هؤلاء بواقع مختلف عن تلك الروايات التي تتحدث عن احترام فرنسا للإنسان وحب اسبانيا للعرب وتقديس السويد للعائلات واشتياق المدن الألمانية للغرباء !!!
فلقد عانى اللاجئون في بلاد الكفار يا عزيزي الكثير بين النهب وازدهار تجارة تهريبهم التي تتم عبر منظمات دولية وبموافقة حكومات لأن الجميع يستفيد، وعانوا من الضرب والاعتقالات وسرقتهم، وأما عن خدمات المخيمات تفتقر إلى أدنى من احتياجات الإنسان فلا يوجد حمامات ولا غذاء جيد ولا أسرة وغرف كافية..
يقول أحد اللاجئين"أوروبا التي تتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان لم تستطع الدفاع عنا لا في بلادنا وها هم يحرمونا حقوقا وقعوا عليها الاتفاقيات في بلادهم".
ويعزو كل هذا الإهمال وعدم الاهتمام بحقوق الإنسان في بعض الدول الأوربية لتواجد عصابات عنصرية لا تريد دما غير دمائهم، كعصابات بلغاريا التي ضربت واعتدت بالقتل بدوافع عنصرية، السويد التي تتعمد وضع اللاجئون في منازل بقرى بعيدة عن المدن الرئيسية وتكاد مقطوعة، هولندا التي تتجسس سلطاتها على اتصالات اللاجئون. ولا صحة لما يشاع عن أن لا أحد ينام في الشارع في فرنسا، حيث وصلت عائلة سورية من الرقة ونامت في الشارع عدة أيام رغم البرد القارص في العاصمة باريس!!! هذا بالإضافة لمنظمات أوروبية تأخذ نسخة من أوراق اللاجئون لتشحذ بهم وترفع من رصيدها في البنوك..
يقول البوادي متهجما، السيارة التي تركبها والكمبيوتر الذي تستعمله والهاتف الذي لا يفارقك، و الدواء الذي تشربه، والطيارة، والدبابة والمدفع والبندقية والمسدس جاء من بلاد الكفار.. فعلا جاء من بلاد الكفار وكل شيئ له ثمنه، وهم المستفيدون فالحرب اليوم اقتصادية بامتياز، فما يطلق عليها بالشركات عابرة القارات هي شركات يملكها أباطرة من الحكام وساسة العالم ورجال أعمال، عبر سماسرة تحت الباطن، وهي أحد التطورات دراماتيكية، حيث تتجاوز أهميتها حدود المجال الاقتصادي إلى التأثير العميق في المجالات السياسية والاجتماعية، وبصفة خاصة في دور الحكومات في ممارستها لمسئولياتها، وفي سير العلاقات بين الدول..
فالشركات متعددة الجنسيات هذه تفرض شروطا باهظة ومجحفة على دول العالم الثالث النامية، مقابل تقديم رؤوس الأموال الأجنبية إلى هذه الدول، ولا تقوم بالاستثمار في الدول النامية إلى بشروط تحقق لها أرباحا أعلى بكثير من تلك التي تحصل عليها من الاستثمار في الدول الصناعية المتقدمة.
كما إنها فيما تقيمه من مشروعات في البلدان النامية تفرض عادة مشروعات ليست ذات أولوية عالية في التنمية، وحين تهتم هذه الشركات الدولية بالصناعة، فإنها تنتج سلعاً لا تستجيب لاحتياجات الناس، وسلعاً ليست في متناول دخولهم، وإنما تستهلكها الأقلية الغنية. فهناك أكثر من 600 شركة عابرة القارات وهي تعتبر من حيث نشاطها وطرق تنظيمها وإدارتها ذات طابع سياسي واجتماعي عميق، إذ تعتبر هذه الشركات أحد أرقى الأشكال الاستثمارية المعاصرة للرأسمالية، و لا يصدق الإنسان العادي بأن النظام العالمي فيها لا يعي خطورة تدمير بلدان جنوب العالم، ولقد أبيدت مجتمعات لصالح نهوض مجتمعات، ودمرت قارات لصالح بناء قارات، وسحقت طبقات في سبيل حياة طبقات، وضيقت احتكارات أدنى من أجل دعم احتكارات أعلى.. فهل مثقفو العرب يعون هذا أم مجرد أبواق للدعاية لبلاد الكفار وترديد الأسطوانة المشروخة بأن الإسلام وهو برئ من هذا ومجموعة عصابات متأسلمة عميلة صنعتها بلاد الكفار هي سبب في تخلفنا!!!!
ويضيف البوادي في مقاله، بأن في بلاد الكفار لا يبحثون عن فتاوي تبيح لهم قتل بعضهم لمجرد الاختلاف بالرأي أو المنهج، وشيوخنا يبيحون ذلك، وفي بلاد الكفار لا يحكم على الإنسان بالقتل إذا كان على منهج مختلف، ولا يقتل لأنه غير مذهبه أو دينه، أما شيوخنا فهذه لعبتهم، فيأمرون بهذا بل أشد. كما لا يعتقل المواطن ويُقتل لأنه عارض رئيسه أما عندنا يحصل...
وكأن مثقفونا وأدبائنا يصيبهم العمى بما يخص الوجه القبيح الآخر من بلاد الكفار رغم المعلومات التي تنشُرها مصادرهم أنفسهم حيث يرى الأحرار منهم ويشهد شاهداً منهم، أن أمريكا لا تراعي إلا مصالحها على حساب حقوق الشعوب الأخرى ومصالحها وتطلعاتها الوطنية والقومية، والغبن والظلم الذي يصيب تلك الشعوب جراء التفسيرات الأميركية الخاصة للقانون الدولي، التي تحرَّف روح القوانين والغاية منها، وتبرر ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وذلك لاستلاب حق الشعوب في الاستقلال والحرية وتقرير المصير. والوقائع التي يشهدها العالم اليوم خير برهان على هذا، فهم ليس لديهم فتاوي ولكن لديهم قوانين يتم صياغتها حسب ما يخدم مصالحهم وإن كانت على حساب أمم وتدميرها.
اعتراف كلينتون بقتل الناس في أمريكا وشهد شاهد من أهل بلاد الكفار!!!
أثناء الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، أعلنت في مناظرة لها في جامعة نيفادا بلاس فيجاس أن هناك 33 ألف حالة وفاة سنوياً بسبب استخدام الأسلحة بطريقة عشوائية مما يعني انه يومياً يقتل أكثر من 90 أمريكيا اغلبهم على أيدي الشرطة الأمريكية حيث يجب إعطاؤها دروس في الحقوق الإنسانية”. ارتفاع غير مسبوق في السجناء السود في الولايات المتحدة، كما أشار موقع “لابروجيرسيو” الأمريكي في دراسة له إلى ارتفاع عدد السجناء السود بشكل غير مسبوق في أمريكا، ويقول الموقع الأمريكي “أن عدد السجناء السود في أمريكا أكثر من عدد السود الذين تم استعبادهم في عام 1850 وقبل الحرب الأهلية. ونذكر صمت المجتمع الدولي على المذابح التي قام بها الجيش الأمريكي وتحالفه الغربي في العراق وسجونه، وما أفرزه بعد ذلك من سجون سرية وغير سرية كغوانتانامو وأساليب التعذيب وهتك الكرامة..
ولن ننسى كيف تم صياغة قانون بريطاني وعبر قنوات دولية لإعطاء إسرائيل بلد ليس من حقها لتحتله وتهتك عرضه وتشرد شعبه وتقتله بكل وحشية وتنشر الإرهاب، دون رادع قانوني يمنعها واليوم على مرأي ومسامع العالم الأصم تم إعلان القدس مصلى الرسول عليه الصلاة والسلام عاصمة لإسرائيل، هكذا بجرة قلم، أما هذه يا عزيزي لا تعتبرها فتوى قانونية أعطت بلدا كاملا لعصابة صهيونية، أم لأنها ليست إسلامية ولم تصدر من شيخ متأسلم عميل لبلاط عملاء السيد الأمريكي.. فأعتبرها قيمة إنسانية التي يتصدق بها علينا بلاد الكفار!!!!
يضيف في دفاعه البوادي عن بلاد الكفار لا يتخفى الكاذب والمسئ واللص وراء لحية ومسبحته الطويلة، أما عندنا فما أكثرهم!!
للأسف أخبرك بأن في بلاد الكفار يكذبون ويسرقون وينهبون دولا وقارات وبجرة قلم يعطون بلد لعصاباتهم، ويتعاملون كما يقال في المثل العربي" عاهرة وعلى عينك يا تاجر".. دمر بوش العراق ودمروا العالم العربي بثوراتهم الملونة ، حيث لعبت أمريكا بمنظماتها وسفاراتها ودول الغرب عبر سفاراتهم في مرافقة وتدريب وتأطير وتمويل أبرز النشطاء السياسيين، من أجل إشعال فتيل الاحتجاجات في الشارع العربي للتخلص من عملاء قدماء عاف عليهم الزمن، وليأتوا بعملاء جدد قادرين على خدمة أسيادهم في بلاد الكفار وخدمة مصالحهم، والنتائج بدأت تتثمر، أبرزها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.... وصاغوا القوانين الدولية، وتحت شعارات جوفاء لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان دمروا الدول وأدخلوها في حروب وتشريد لشعوبها، وأشعلوا فيها عبر عملائهم من ساسة وملوك وأحزاب دينية أو مدنية أو قومية أو من تتبنى فكر غربي ومنظمات مجتمع مدني نيران الحروب الأهلية خدمة لمصالح الغرب وأمريكا وأمن إسرائيل، وإعادة جدولة الشرق الأوسط وتتبيث استراتيجيتها في الشرق الأوسط وأهمها:
الحفاظ على مكانتها في المنطقة كقوى عظمى .
- تأمين مصادر الطاقة والمحافظة على (النفط.(
- ضمان علاقاتها الاقتصادية .
- تأمين ديمومة بيع الأسلحة .
- ضمان امن وسلامة دولة إسرائيل .
- الحفاظ على تحالفاتها في المنطقة وخاصة مع دول الخليج .
- محاربة امتلاك السلاح النووي .
- قطع الطريق أمام أي قوة منافسة إيجاد نفوذ لها في المنطقة حتى وان اضطرت لتحقيق ذلك اللجوء إلى الحل العسكري.
يقول أحد الكتاب" إن القرن الثامن عشر كان فرنسيا، والقرن التاسع عشر كان إنجليزيا، والعشرين أمريكيا، والقادم سيكون كذلك" .
لا نتحدث من باب نظرية المؤامرة لكن حقائق ومعلومات لا يمكن لبصير التعامي عنها وتجاهلها، أمريكا ومن خلفها العالم الغربي عملت برامج واستراتيجيات منذ بدايات القرن في غسل أدمغة الشعوب العربية وتفريخ منها مجموعات وتنظيمات تخدم المصالح تحت شعارات دينية لضرب الإسلام بالإسلام، وتفريخ شباب عربي خاصة المستخدم للإنترنت وعبر منظمات المجتمع المدني المحلي الحامل لأفكار المدنية وحقوق الإنسان الجوفاء لنشر الفوضى في المنطقة، ليسهل ترتيب المنطقة بما يخدم مصالح أمريكا والغرب وأمن إسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا...
يقول شيخ التنوير محمد عبده، حيث يقول" كل ما يُعاب على المسلمين ليس من الإسلام، وإنما هو شيئ آخر سموه إسلاماً"ـ ويقول" نعم إن المسلمين أصبحوا وراء الأمم كلها في العلم، حتى سقطوا في جاهلية أشد جهلا من الجاهلية الأولى، فجهلوا الأرض التي هم عليها، وضعفوا عن استخراج منافعها، فجاء الأجنبي يتخطفها من بين أيديهم وهم ينظرون، وكاتبهم قائم على صراطه يصيح بهم".
ولمثقفينا العرب القامات يا من تعول عليهم أحياء الإسلام و الفكر النير وفهم الحقيقة ونشرها والدفاع عن الحق وليس مجرد أبواق ومعاول للهدم... " أكبر بدعة عرضت على نفوس المسلمين هي بدعة اليأس من أنفسهم ومن دينهم، وظنهم أن فساد العامة لا دواء له، وإن ما نزل بهم من ضر لا كاشف له، وأنه لا يمر عليهم يوم إلا والثاني شر منه، مرض سرى في أنفسهم وعلة تمكنت من قلوبهم، لتركهم المقطوع به من كتاب ربهم وسنة نبيهم، وتعلقهم بما لا يصح من الأخبار أو خطئهم في فهم ما صح منها، وتلك علة من أشد العلل فتكاً بالأرواح والعقول وكفى في شناعتها قول جل شأنه( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" الإسلام بين العلم والمدنية محمد عبده

المصادر:
ــ موقع موسوعة معلومات.
كتاب أربيسك أمريكية/ الدور الأمريكي في الثورات العربية ـ دراسة تأليف الأكاديمي الكندي من أصل جزائري ـ أحمد بن سعادة.
موقع wiki مساق
موقع Orient netl
موقع Alukah net
موقع MSS

ليست هناك تعليقات: