"اذا كانت اسرائيل دولة مشروعة، وهى ليست كذلك، فان القدس تصبح عاصمة اسرائيل، وهى بالطبع ليست كذلك."
***
فالرواية الصهيونية المزعومة تنطلق من ان إله اليهود قد وهبهم فلسطين، التى تعيش تحت الاحتلال العربى الاسلامى منذ ١٤٠٠ سنة. ونجحت الصهيونية كحركة تحرر وطنى فى تحرير جزء من ارضها المحتلة عام ١٩٤٨، بعد انتصارها على جيوش الاستعمار العربى مجتمعة، وتحتفل (اسرائيل) بهذا التحرير فى عيد تسميه عيد الاستقلال فى الرابع عشر من شهر مايو كل عام. وأنها ستستكمل نضالها لتحرير باقى ارضها المحتلة فى يهودا والسامرة ( الضفة الغربية) فى بعض الروايات، أو الأرض المحتلة من النيل الى الفرات فى روايات صهيونية اخرى.
التحرير والاستقلال عن من؟
عن الاستعمار العربى الفلسطينى!
***
وبالتالى حين تأتى أطرافا عربية مثل مصر فى كامب ديفيد 1978 والسلطة الفلسطينية فى اتفاقية اوسلو ١٩٩٣، والأردن فى وادى عربة ١٩٩٤، وتعترف بشرعية دولة اسرائيل، وبحقها ان تعيش آمنةً داخل حدود ارض فلسطين التاريخية، فإنها إنما تعترف بالرواية الصهيونية المزعومة وتتبناها، ومن ثم لا يتبقى لها اى منطق او مبدأ يفيد بان ارض ١٩٦٧ هى ارض فلسطينية او ان القدس عربية او إسلامية، لان اله اليهود حين وهبهم هذه الارض منذ آلاف السنين، لم يفرق بين أراضى ١٩٤٨ واراضي ١٩٦٧، ولا بين القدس الغربية والقدس الشرقية، التى لم تكن موجودة حينذاك!
ولذا فانه لو ضاعت القدس لا قدر الله، فان اول من أضاعها فى الحقيقة، هم أولئك الذين فرطوا وتنازلوا عن الارض العربية للكيان الصهيونى واعترفوا بشرعية اسرائيل.
***
وقد يرد علينا بعضهم، بان المرجعية ليست هى روايات الصهاينة واسرائيل وإنما المرجعية هى القرارات الدولية مثل القرار ٢٤٢ واتفاقيات اوسلو التى تنص على حدود ١٩٦٧.
والرد علي هؤلاء هو ان القرارات الدولية والاتفاقيات الثنائية تعكس موازين القوى التى صدرت فى ظلها. فاذا قبلنا ان نقدم التنازلات عن اجزاء من اوطاننا مرة نظرا لاختلال موازين القوى، فاننا سنجبر على فعلها مرات ومرات كلما ازددنا ضعفا وازدادت الموازين اختلالا.
وهذا بالتحديد ما يحدث الان.
كما أن الذى يتنازل عن ٧٨ % من ارض فلسطين، سيتنازل عن الـ ٢٢ % الباقية مع بعض الضغوط.
***
من يخشى على ضياع القدس والمقدسات ويريد الدفاع عنها ويرغب فى تحريرها، يجب عليه اولا ان يسحب اعترافه بشرعية الكيان الصهيونى المسمى بـ (اسرائيل).
*****
القاهرة فى 20 ديسمبر 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق