17 سبتمبر 2020

محمد سيف الدولة يكتب: فى الذكرى 42 ,, الرد على أنصار كامب ديفيد



تتعرض فلسطين وكل الأمة اليوم لعدوان تطبيعى جديد على أيدى المحميات الامريكية فى الخليج المسماة بالامارات والبحرين، بالاضافة الى ما أعلن عنه الرئيس ترامب من ان هناك المزيد من الدول العربية على وشك ان تعترف (باسرائيل) وتقيم معها علاقات طبيعية.
وللاسف الشديد كان العدوان الاول واللبنة الأولى فى مشروع تفكيك الدعم العربى لفلسطين، على ايدى النظام المصرى تحت رئاسة الرئيس الراحل انور السادات، والذى قام فى مثل هذا اليوم من 42 عاما بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد فى 17 سبتمبر 1978 ثم معاهدة السلام فى 26 مارس 1979، والتى مثلت ضربة قاصمة لميزان القوى العربى بعد أن انسحبت منه القائدة العربية الكبرى الاقوى والاقدر على مواجهة المشروع الامريكى الصهيونى فى المنطقة الذى يهددها قبل أن يهدد فلسطين.
ومنذ ذلك الحين أخذت كافة المنابر الاعلامية ومؤسسات التعليم العربية تسقط الواحدة تلو الأخرى تحت سيطرة انظمة الحكم التابعة للامريكان والصديقة لهم والمتورطة بالفعل او على وشك التورط فى اتفاقيات سلام وتطبيع مع العدو الصهيونى وما ارتبط بذلك من فرض حصار على كل الوطنيين الرافضين للاتفاقيات وللعلاقات مع (اسرائيل)، ومنعهم من الظهور او المشاركة فى كل وسائل الاعلام ومنابره.
ولذلك وفى محاولة لكسر هذا الحصار المفروض علينا جميعا، ورغبة فى ايصال الرواية الحقيقية للجيل الجديد الذى طال تضليله وتزييف وعيه، فإننا سنحاول فى هذه الورقة تفنيد اهم الحجج التى كان يقدمها أنصار المعاهدة والصلح مع العدو ولا يزالون، على امتداد 42 عاما، للدفاع عنها والترويج لها وطمس حقائقها، ولعلها يكون فيها أيضا ما يفيد أشقائنا من شعوب الخليج، فى معركتهم القادمة ضد العدو الصهيونى فى بلادهم.
1) يدعون: "نحن نمثل القوم الاخيار المعتدلين فنحن انصار السلام، نكره الحرب وويلاتها. أما انتم فدعاة حرب ودمار."
· ونرد: بأن الدعوة الى السلام مع المغتصب الصهيونى لفلسطين وغيرها، هو قبول للاغتصاب، وهو انحياز للعدو، وتفريط فى الارض، وضربا للسلام الحقيقى المتمثل فى قدرتنا على الحياة الآمنة المستقرة فى وطننا مثل باقى أمم وشعوب الارض. فالسلام المعروض علينا هو سلام (اسرائيل) وأمن (اسرائيل).
· ومع ذلك، فعندما نطالب بالغاء كامب ديفيد، فاننا لا نستهدف الحرب، وانما نستهدف التحرر مما فرضته علينا من قيود فى تسليح سيناء والدفاع عنها، وقيود فى السيادة، وفى اقامة العلاقات أو قطعها، وتوقيع المعاهدات أو الغاءها بما يتناسب ومصلحتنا الوطنية والقومية.
***
2) ويتفاخرون: "استرددنا سيناء وحررنا ارضنا المحتلة."
· ونرد: بأننا كنا قادرين على استرداد سيناء بالقوة والقتال، فلقد نجحنا فى حرب 1973 فى التغلب على العقبة الاساسية فى المعركة وهى عبور قناة السويس، ومهما كانت العقبات والمصاعب الحربية الباقية لتحرير سيناء، فانها تظل أهون من المانع المائى.
· كان قد فات الكثير ولم يتبقَ الا القليل، ولكن يا خسارة!
· كما ان هناك فرق كبير بين استرداد الارض بقوتنا وعرق جبيننا ودماء شهدائنا وبين الاسترداد الحالى، فهو مرهون بشروط الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها واعطاءها الاولوية على الامة العربية، والالتزام بالسياسة الامريكية فى المنطقة ...الخ. فان اخللنا باى شرط من هذه الشروط، نكون عرضة لاعادة احتلال سيناء مرة أخرى.
· وكما قال اساتذتنا وشيوخنا الراحلون: "لقد أخذنا نحن سيناء، واخذوا هم مصر كلها."
· كما اننا أخذناها منزوعة السلاح فى ثلثى مساحتها، ومقيدة التسليح فى الثلث الباقى الا بإذن (اسرائيل)، أى انها رهينة يمكن للصهاينة اعادة احتلالها فى أى وقت يشاءون.
· ليس هذا الكلام من عندنا، فآفى ديختر وزير الامن الصهيونى صرح عام 2008 فى احدى محاضراته، بانهم خرجوا بسيناء بشرط امكانية العودة اليها متى يشاءون بموجب ضمانات امريكية.
· ومع ذلك ان ذهبنا مذهبكم، وباركنا بنود الاتفاقية التى اعادت لنا سيناء منذ 40 عاما، ألم يأن الأوان بعد للتحرر من باقى البنود وقيودها والمتمثلة فى تقييد التسليح والتطبيع بالاكراه والانحياز لأمن (اسرائيل) على حساب الامن القومى المصرى والعربى.
***
3) ويعيرون: "فعلنا ما لم تستطع سوريا ان تفعله حتى الآن، فالجولان ما زالت محتلة. "
· ونرد: بان رفض خيار السادات وخيار كامب ديفيد لا يعنى على اى وجه قبول الخيار السورى، بل أن لدينا عديد من التحفظات على المواقف السورية.
· ولكن ليكن واضحا انه بعد انسحاب مصر من الصراع، لم تعد سوريا ولا غيرها قادرة على الحرب، فلا حرب بدون مصر، ولا نصر بدون مصر. هذه هى دروس 14 قرن من تاريخ امتنا.
***
4) ويشـمتون: "الفلسطينيون عادوا يطلبون الان بما سبق أن رفضوه فى كامب ديفيد."
· ونرد: بأنه ليس صحيحا ان كامب ديفيد قدمت اى شيء ذى قيمة للفلسطينيين.
· بل على العكس لقد بيعت فلسطين للصهاينة مقابل استرداد سيناء، ولقد تم بذلك بموجب الاعترف باسرائيل. وقد لخص بيجين ذلك فى مقولته عن السادات عندما صرح قائلا: " فليأخذ لمصر بقدر ما يعطى من فلسطين "
· كما أن السادات لا يملك فلسطين لكى يتنازل عنها.
· كان يستطيع أن يعقد ما يشاء من معاهدات بدون الاعتراف باسرائيل والتنازل عن فلسطين.
· ان ما خص الفلسطينيين فى كامب ديفيد هى وثيقة الحكم الذاتى، وهي لا تتعدى كونها حكما ذاتيا للسكان مع بقاء الارض تحت الاحتلال.
· ومع ذلك الذين وقعوا اتفاق اوسلو مع (اسرائيل) عام1993 ، ماذا أخذوا حتى الآن؟ لم يأخذوا شيئا، ولن يأخذوا.
· كما انه ليس صحيحا ان كل الفلسطينيين يطلبون الصلح مع العدو الصهيونى.
· لقد رفض الفلسطينين وكل العرب الاعتراف باسرائيل منذ 1948
· وكان الحق معهم، لانه لا يجوز لأحد ان يتنازل عن جزء من وطنه للعدو، حتى ان اختلت موازين القوى.
· وما زالت الغالبية العظمى من الشعب الفلسطينى ترفض الاعتراف بإسرائيل.
· وما زالت المقاومة وقيادتها فى الارض المحتلة ترفض التنازل عن فلسطين 1948
· أما اولئك الذين قبلوا الصلح مع (اسرائيل)، فهم مكرهون. ألم يرضخ ابو عمار ورفاقه لذلك، بعد ان تم طرده من لبنان عام 1982 ونفيه الى تونس؟
· واضيف للاكراه الصهيونى، اكراه جديد هو انسحاب مصر من المعركة، فلا حرب بدون مصر، ولا نصر بدون مصر.
***
5) ويتخاذلون: "لا نستطيع ان نواجه امريكا"
· ونرد مذكرين: ان المبدأ الوحيد فى مواجهة الاعداء الذين يهددون وجودنا واختصاصنا باوطاننا، وسيادتنا عليها، ويسرقون خيراتها، ويسلبوننا ارادتنا، ويسعون الى تبعيتنا، هو ان " الدفاع عن الوطن واجب مقدس "
· هكذا علمتنا الشرائع والاديان والدساتير ومواثيق القانون الدولى والأمم المتحدة وتجارب التاريخ ونضال الاجداد والاجيال السابقة، وتجارب الشعوب المحترمة فى كل اقاصى الارض
· ان التنازل عن الاوطان والخضوع للعدو بحجة انه الاقوى، وأننا لا قبل لنا به، هى مغالطة مفضوحة، وجريمة تصفها قوانين العقوبات بالخيانة العظمى، لان الاحتلال اساسا لا يتم الا عندما تختل موازين القوى لصالحه. فان انطلقنا من قاعدة ان القوة فوق الحق، فان هذا يعنى ان نستسلم له منذ اللحظة الاولى.
· كما ان التنازل للاقوى، تزيده قوة وتزيدنا ضعفا، فنقدم تنازلا جديدا، وهكذا فى دوامة جهنمية لا تنتهى الا بالقضاء علينا.
· لقد كانت معظم بلاد العالم الثالث محتلة فى وقت من الاوقات، ولكنها نالت حريتها بالجهد والنضال والتضحيات
· بل ان العديد من الدول الكبرى الحالية قاتلت لتتحرر من الاحتلال الاجنبى مثل فرنسا فى الحرب العالمية الثانية والصين فى الحرب العالمية الاولى وما بعدها، بل أن امريكا ذاتها قاتلت الاحتلال البريطانى.
· فالقاعدة الثابتة تاريخيا هى ان الاستعمار لا يدوم والسبب واضح ومنطقى وهو ان الاحتلال بالنسبة للمعتدى هو مجرد مكاسب اضافية يمكنه ان يستغنى عنها ويعيش بدونها، اما الاحتلال بالنسبة الى المعتدى عليه، فهو تهديد لوجوده ذاته.
· ولذلك تنجح الشعوب دائما فى التحرر ويحمل الاستعمار عصاه ويرحل.
· وبالتالى فحجة اننا لا قبل لنا بالولايات المتحدة او بغيرها، هى حجة غير مقبولة وغير لائقة، ويجب الامتناع عن مناقشتها اساسا، فهى خارج السياق الوطنى.
· ومع ذلك، عندما خاف الرئيس السادات من امريكا وقرر السير فى ركابها، والخضوع لشروطها، لم تكن وحدها فى الميدان، فقد كان هناك ايضا الاتحاد السوفيتى. وكان لدينا ارادتنا الوطنية، وكان معنا كل الدول العربية وكل دول العالم الثالث وعدم الانحياز.
· وبعد سقوط الاتحاد السوفيتى وانفراد الولايات المتحدة بالعالم، اصبحت اشد خطورة علينا، وهو ما ثبت فى احتلالها للعراق وفى دعمها اللانهائى لاسرائيل، وفى سعيها الى تفتيت السودان وغيرها، وفى ضغوطها المستمرة على مصر. وأصبح التحرر من هيمنتها اهم من ذى قبل، والصمود امامها وليس الخضوع لها، هو الموقف الوطنى الفطرى والطبيعى.
· وكل الدول المحترمة فى العالم تفعل ذلك، وتصر على التمسك باستقلالها وسيادتها وأقربهم الصين والهند وإيران وفنزويلا.
· ومع ذلك فليس السبيل الوحيد للتعامل مع امريكا، هو الاشتباك معها عسكريا، وانما قد يكون باستعادة ارادتنا الوطنية، ولم الشمل العربى، وتجميع عناصر قوتنا، والتعامل معها بندية، وحصار مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية فى بلادنا للضغط عليها لتغيير سياستها من قضايانا القومية. هكذا فعلنا بسلاح النفط عام 1973. وهكذا يجب ان يكون سلوك الامم الحرة.
***
6) ويتنازلون: "اسرائيل امر واقع وهى عضو فى الامم المتحدة ومعترف بها دوليا ولن نستطيع استرداد فلسطين منها أبدا."
· نعم هى امر واقع، ولكن بمعنى انها عدو قائم بالفعل، حقيقى وليس وهمى، وإلا من الذى كنا نحاربه طوال هذه السنين، ومن الذى كان يعتدى علينا ويقتلنا، ويغتصب اراضينا طول الوقت. فلم نكن نحارب طواحين الهواء، نعم هى امر واقع بهذ المعنى.
· اما (اسرائيل) التى نرفض الاعتراف بها، فهى دولة (اسرائيل) المشروعة الطبيعية، فالاعتراف الذى يطلبه منا الصهاينة والذى اعطاها اياهم السادات هو الاعتراف بشرعية الاغتصاب الصهيونى لفلسطين، والاعتراف بان هذه ارضهم التاريخية، وانهم نجحوا فى تحريرها من الاحتلال العربى الذى قائما فيها منذ الفتح العربى.
· ان مثل هذا الاعتراف قد رتب آثاراً خطيرة اهمها: دعم الرؤية الصهيونية المزيفة للتاريخ والتى تنطلق من أن الوجود العربى فى المنطقة هو وجود استعمارى غير مشروع يجب ان يزول، وهو ما ينطبق على فلسطين 1948 وعلى الضفة الغربية وغزة، وينطبق علينا نحن ايضا فى مصر. انه انتحار.
· ومن آثاره ايضا ان اكثر من 80 دولة اعادت علاقتها باسرائيل بعد اعترافكم بها، مما ساعد على ضخ دماء جديدة فى اقتصاد الكيان الصهيونى أطالت عمره لعدة عقود قادمة، وخففت العبء على كاهل حلفاؤه الرئيسيين امريكا واوروبا الغربية.
· وايضا اعطى اعترافكم، الضوء الاخضر لكل القوى الطائفية فى الوطن العربى، وبمساندة من الصهاينة، لتكرار نموذج الدولة اليهودية وتأسيس دويلات طائفية شيعية وسنية وكردية ودرزية ومارونية وقبطية وامازيغية وهكذا، فى اتجاه مزيد من تفتيت الامة العربية. وتهديد لكيان دولكم ذاتها، القائمة منذ الحرب العالمية الاولى.
· كما ان فى تاريخنا القديم والحديث امثلة ونماذج ناجحة وملهمة على قدرتنا على تحرير ارضنا المغتصبة، فلقد سبق ان حررنا المشرق العربى من الاحتلال الفرنجى الذى دام ما يقرب من 200 عاما (1096 ـ 1291). والجزائر تحررت بعد احتلال فرنسى دام 130 عاما (1830 ـ 1962) والامثلة كثيرة. فلا تضعفوا من عزائمنا.
· اما الامم المتحدة وما يسمى بالشرعية الدولية فلا يجب ان تكون مرجعية لنا على اى وجه، فكل الشرعيات الدولية والقوى الكبرى على امتداد قرنين من الزمان هى التى سلبت منا حياتنا واحتلت اوطاننا وناصبتنا العداء ولا تزال، انهم العدو الاصلى. 
· وها هى الصين لم تعترف ابدا بانفصال تايوان عنها، وكذلك لم تعترف المانيا الاتحادية بعد الحرب العالمية الثانية بشرعية المانيا الشرقية، ونحن فى مصر لم نعترف ابدا بشرعية الاحتلال البريطانى لنا، وكذلك فعلت كل الشعوب العربية وباقى شعوب العالم فى مواجهة مستعمريها.
· وأخيرا، افيدونا، افادكم الله، بأى منطق تطالبون الشعب الفلسطينى بالتنازل عن ارض 1948 لاسرائيل، فى الوقت الذى رفضتم، عن حق، التنازل عن شبر واحد من الارض المصرية فى طابا.
***
7) ويراوغون: "لا يجب ان نتورط فى اى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل كما حدث فى 1967"
· ونرد: انكم تتناسون ان ما حدث فى 1967 كان عدوانا صهيونيا بدعم أمريكي، مخطط له سلفا منذ عدة سنوات.
· وهو العدوان التوأم لعدوان 1956، وفى المرتين لم نكن نحن البادئين.
· وأى عدوان يجب ان يُرَد. أم أن لكم رأيا آخر ؟؟
· وأن الخطأ الكبير الذى وقعنا فيه فى 1967 لم يكن التورط فى الحرب، وانما كان فى عدم الاستعداد لها.

· ولقد استعددنا جيدا فى 1973، وكدنا أن نفعلها، لولا خوف السادات وخطاياه العسكرية وتنازلاته الوطنية.
· والموقف الصحيح الآن ليس هو الهروب من الحرب، بالصلح مع (اسرائيل)، وانما هو الاستعداد الدائم للعدوان القادم.
· وألم تدعوا ان حرب أكتوبر هى آخر الحروب، فاذا بكم تحاربون مع الامريكان فى حرب تحرير الكويت؟ وتقدموا تسهيلات لوجيستية للقوات الأمريكية ساعدتها فى غزوها للعراق؟ وتنخرطون حتى يومنا هذا فى كل التحالف العسكرية التى يؤسسها الأمريكان فى المنطقة؟
· ومع ذلك، فنحن عندما نطالب بالغاء كامب ديفيد، فاننا لانطالب بدخول الحرب، وانما نسعى الى التحرر من قيودها واستعادة حريتنا فى تسليح سيناء والدفاع عنها، واستعادة حقنا فى اقامة او قطع العلاقات مع اسرائيل مثلها فى ذلك مثل اى دولة اخرى، وحقنا فى العودة الى الصف العربى بما يحقق مصالحنا الوطنية والقومية، وحقنا فى الاختيار طوعا بين التطبيع او المقاطعة مع اسرائيل بما يخدم مصالحنا الوطنية وليس فرضا واكراها.
· وأنتم ترددون حجة التوريط هذه، كلما وقع عدوان صهيونى جديد على اى قطر عربى، وكلما طالبناكم بالتحرك لدعم الحقوق العربية ونصرة الاشقاء.
· ولكننا عندما نطالبكم بدعم اهالينا فى فلسطين، وبفتح المعبر أو سحب السفير أو تجميد العلاقات، او الضغط فى المنابر الدولية، فان كلها مطالب بسيطة وممكنة لا يمكن ان تؤدى الى حرب، الا ان كان التزاماتكم بموجب المعاهدة أسوأ بكثير مما نعلم.
***
8) ويتحايلون: " كفانا حروب من أجل فلسطين، ولننتبه الى انفسنا قليلا "
· ونرد: هذه مغالطة كبيرة اخرى، فاننا لم نحارب الحروب الاربعة الاخيرة من اجل فلسطين، فـحرب 56 و67 والاستنزاف و73 هى حروب من اجل تحرير الارض المصرية المغتصبة من العدوان الصهيونى
· ونكرر أننا لم نكن نحن فى اى مرة من هذه الحروب، البادئين بالعدوان.
· وهم لم يعتدوا علينا، لاننا حاربنا من اجل فلسطين، ولكن لكى يرغموننا على الاعتراف باسرائيل، وعلى الانصياع لسياسات الولايات المتحدة.
***
9) وينسحبون ويتملصون: " مشكلة فلسطين ليست مشكلتنا "
· ونرد: تنتمى كل من مصر وفلسطين الى امة واحدة ووطن واحد منذ الفتح العربى الاسلامى. بما يعنيه ذلك من وحدة الشعب والارض والتاريخ والحضارة واللغة والمصير ومن ثم وحدة العدو والصديق.
· وتجاهل هذه الحقائق يرتد بنا الى ما قبل الميلاد، عندما كنا نحن وفلسطين وكل الشام تحت الاحتلال الاجنبى لاكثر من 9 قرون متواصلة. فعزل مصر عن امتها العربية الاسلامية هو عودة الى حلول واختيارات ثبت فشلها منذ أكثر من 2300 عام. 
· فان لم تستوعبوا ذلك، فيكفيكم ان المشروع الصهيونى تأسس فى مواجهتنا جميعا، واستهدف اوطاننا جميعا طبقا لوثائقه وسياساته على امتداد قرن من الزمان.
· فان لم يكن، فلأن الكيان الصهيونى ما زال يستهدف إعادة احتلال سيناء، وما زال يتحرش بها بالاختراق والتجسس والارهاب ومحاولات التدويل المستمرة.
· فان أصررتم رغم كل ذلك، على التخلى عن فلسطين فلا تقايضوها بسيناء، لأن فى هذا مشاركة فى العدوان، وانحياز الى المغتصب.
***
10) ويكذبون: "تخلى عنا العرب وتركونا نواجه اسرائيل منفردين "
· ونرد: أن هذا ليس صحيحا على الاطلاق، فبعد هزيمة 1967، قررت الدول العربية مجتمعة فى مؤتمر الخرطوم، دعم مصر بكافة الامكانيات المطلوبة، وتعويضها عن خسائرها الناجمة عن اغلاق قناة السويس.
· وقبل ذلك واثناء العدوان الثلاثى، قامت سوريا بتفجير انابيب البترول فى 14 نوفمبر 1956، مما أدى مع اغلاق قناة السويس، الى حرمان انجلترا وفرنسا من البترول العربى، ومثل ذلك ضغطا كبيرا على قوى العدوان.
· وفى حرب 1973 تاكد هذا الدعم وشاركت دول النفط العربية بتوظيف البترول كسلاح للضغط على الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية وهو ما مثل سلاحا شديد الفاعلية. وكان الرئيس السادات هو الذى طلب من دول النفط الكف عن هذا السلاح فى 22 فبراير 1974.
· كما شاركت دول عربية اخرى مثل العراق والجزائر وليبيا بدعم عسكرى مباشر للقوات المصرية
· فلم يتخلَ عنا أحد أبدا طوال ايام المعركة، ولكن بدأت المشاكل مع ظهور اتجاهات السادات حول قبول وقف اطلاق النار والدخول فى مفاوضات فض الاشتباك مع العدو.
· ولكن حتى لوصح ذلك، وهو غير صحيح، فان الموقف المبدئى من العدو لاتحكمه مواقف الدول العربية وأنظمتها. وانما تحكمه المصالح الوطنية والقومية التى يجب ان تنطلق من ان وجود واستمرار هذا الكيان الصهيونى يمثل تهديدا حالا ومستقبليا لوجودنا وأمننا القومى.
***
11) ويبررون:" لم يكن أمام السادات بديلا آخر"
· ونرد: أن هذا ليس صحيحا على الاطلاق، فلقد نجحنا فى تخطى العقبة الاصعب وهى عبور قناة السويس
· وكان وضعنا بعد حرب اكتوبر، أفضل كثيرا من وضعنا بعد 1967 حين قررنا الصمود ومواصلة القتال.
· كان يملك ان يعيد تنظيم صفوفه ويستعد لاستكمال معركة التحرير ولو بعد عدة اشهر او حتى عدة سنوات
· وكان يملك ان يصفى الثغرة عسكريا، بدلا من ان يقبل بانسحاب القوات المصرية التى عبرت، ويعيد 90 % منها مرة أخرى الى غرب القناة مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية من الغرب الى الشرق.
· وكان يمكن أن يستمر فى توظيف التوازن الدولى بين امريكا والسوفيت، بدلا من وضع 99 % من الاوراق فى يد الامريكان.
· وكان يمكن ألا يطلب من دول النفط بوقف سلاح البترول كما فعل، وأن يستمر الضغط الى حين الانسحاب.
· وكان يمكن ان يرفض ادخال المراقبين الامريكان الى سيناء فى اتفاقية فض الاشتباك الثانى 1975
· وان يرفض نزع سلاح ثلثى سيناء وتقييد الثلث الباقى.
· وان يرفض ان تكون الرقابة الاجنبية الحالية فى سيناء، امريكية الادارة والتكوين والسيطرة 
· وان يرفض المعونة الامريكية، خاصة العسكرية منها
· وان يرفض الشروط الامريكية الخاصة بمصر اقتصاديا وسياسيا والتى صاغت مصر على المقاس الامريكى.
· كان هناك الكثير الذى يمكن ان نفعله، بحرب أو بدون.
· لم يكن هناك اكثر من البدائل.
***
12) ويقايضون: " السلام هو الرخاء."
· ونرد: دعونا نتفق أولا على أن قضايا الوطن والوجود والاستقلال ليست مجالا للمقايضة فى بورصة الارباح والخسائر الاقتصادية. كما أن الشعوب لا تحسبها بهذ المنطق وإلا ما قدمت ملايين الشهداء دفاعا عن أوطانها وأراضيها، وما نجح أحدا أبدا فى التحرر من الاستعمار الاجنبى.
· ولنتفق ثانيا على أنه فى الحساب الختامى، لن يتحقق الرخاء الحقيقى الا بتحرير كامل التراب الوطنى، فالارض هى مصدر الخير والامكانيات، لنا وللاجيال القادمة.
· ومع ذلك فإن ذهبنا مذهبكم، فدعونا نرصد من الذى حصد سلامكم مع اسرائيل ؟؟
· لقد حصدته طبقة رجال الاعمال التى صنعتها المعونة الامريكية للدفاع عن السلام وعن التبعية لامريكا، أما باقى الشعب الطيب الذى صنع النصر وقدم التضحيات، فلقد خرج من المولد بلا حمص.
· ولنقرأ معا ما ورد فى تقرير التنمية البشرية الصادر عام 2007، بعد 33 سنة من السلام:
· 14 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر
· منهم 4 مليون لا يجدون قوت يومهم
· وان 55 % من المصريين فقراء
· وان مصر تحتل المركز 111 فى ترتيب البلاد الاكثر فقرا
· وانه فى المقابل هناك 20% من المصريين يملكون 80 % من ثروات البلاد
· وان 1 % من فقط من هؤلاء يمتلكون 50 % من حجم هذه الثروات
· ويتشارك الـ 99 % من باقى الاغنياء فى الـ 50 % الباقية
· كانت هذه ارقام 2007، واليوم فى 2018 فان الارقام الرسمية المصرية ذاتها، تؤكد ان احوال غالبية المصريين الاقتصادية، قد ازدادت سوءا اضعافا مضاعفة ما كانت عليه منذ 10 سنوات، خاصة بعد تعويم الجنيه والغاء الدعم والرفع الهائل للاسعار.
***
13) ويرهبوننا: "الالغاء يعنى الحرب"
· ونرد: ان كان ما تدعونه من ان الغاء المعاهدة يعنى بالضرورة حربا مع (اسرائيل)، فان هذا دليلا لنا وليس علينا، على ان هذه معاهدة بالاكراه، يجب التحرر منها.
· واذا كان ذلك كذلك، فالى متى نظل نعيش تحت التهديد والاكراه؟ فاتفاقيتكم ليس لها مدة زمنية مثل باقى الاتفاقيات المماثلة.
· ولكن ما تدعونه غير صحيح، فاسرائيل والولايات المتحدة ستفكران ألف مرة قبل أن تزجا بمصر مرة أخرى فى الصراع.
· ولقد سبق أن قامت مصر فى 8 أكتوبر 1951 بالغاء معاهدة 1936 من طرف واحد، فى وقت كانت قوات الاحتلال البريطانى لا تزال فى القنال.
· كما قامت فى نفس اليوم والتاريخ بالغاء اتفاقتى 19 يناير 1899 و10 يوليو 1899 الخاصين بالسودان.
· وفى 1956 نجحت مصر فى تأميم قناة السويس، والغاء لاتفاقية القناة الموقعة فى 1869.
 · وفى 5 مارس 1984نجحت القوى الوطنية اللبنانية فى الغاء المعاهدة مع اسرائيل التى كان قد تم توقيعها بالاكراه فى 17 مايو 1983.
· والامثلة كثيرة، وكلها كانت فى نهاية المطاف خطوات ناجحة فى طريق التحرر.
***
14) ثم يخادعون: " نحن مضطرون ومجبرون على الاستمرار فى المعاهدة حتى لا نعرض مصر لمخاطر جسيمة، نحن نحمي الشعب ونقود السفينة الى بر الامان."
· ونرد: ان كنتم مجبرين بالفعل، فانتم مكرهون، والاكراه كما قلنا من قبل يبطل التصرف، طبقا لقواعد القانون الدولى.
· ولكن الحقيقة غير ذلك، فانتم راغبون ولستم مجبرين. والا فلماذا تفتحون شواطئ سيناء للسياح الاسرائيليين 14 يوما بدون تأشيرة، ولماذا تصدرون البترول وتستوردون الغاز من اسرائيل؟ ولماذا وقعتم اتفاقية الكويز ولماذا تغلقون المعبر، وتحاصرون أعداء اسرائيل من القوى الوطنية، ولماذا توالون امريكا فى كل صغيرة وكبيرة...الخ
· ان كنتم مجبرين بحق، ففرملوا الهرولة الحالية فى اتجاه التطبيع. وخططوا لمستقبل متحرر من كامب ديفيد وامريكا، ولو بعد حين.
***
15) واخيرا يتحدوننا ويسألون: "كفى مزايدة علينا، هل لديكم الآن من بديل؟ "
ونرد: بالطبع، هناك العديد من البدائل الواقعية والممكنة، آخرها خلال ثورة يناير قبل أن يتم اجهاضها، حين أضعنا جميعا فرصة تاريخية للتحرر للأبد من قيود المعاهدة.
أما اليوم فان الخطوة الاولى على أضعف الايمان هى أن ترفعوا الحظر المفروض على الشخصيات والتيارات الوطنية والمناهج التعليمية والكتابات الصحفية والسياسية الرافضة للتبعية الامريكية والمناصرة لفلسطين والمعادية للصهيونية و(اسرائيل)، من اجل تربية واعداد جيل وطنى جديد قادر على المواجهة والتصدى لكل انواع الضغوط والتهديدات والمخاطر الامريكية والدولية والاسرائيلية.
*****
17 سبتمبر 2020

14 سبتمبر 2020

محمد سيف الدولة يكتب: حصار أنصار فلسطين

المطبع مع العدو علي سالم


Seif_eldawla@hotmail.com

سالت الاستاذ "على سالم" عليه رحمة الله، فى احدى لقاءاتنا على هامش حلقة تليفزيونية كان يمثل هو فيها فريق المدافعين عن اتفاقية السلام المصرية مع (اسرائيل)، وكنت امثل أنا المناهضين والرافضين لها. وهى من تلك الحلقات التى كان يتم تنظيمها موسميا فى ذكرى توقيع معاهدة السلام فى 26 مارس من كل عام.

سألته: ماذا كان موقف الدولة المصرية واجهزتها السيادية من زيارته لاسرائيل؟

فاجاب انهم كانوا ضدها على طول الخط.

فتعجبت لان الدولة هى التى وقعت المعاهدة وقادت كل انواع التطبيع!

 فكان رده، انها تشجع التطبيع الرسمى تحت رقابتها فقط، ولكنها ضد اى تطبيع شعبى، فهى لا تثق فى الدولة العبرية، وفى اجندتها الخفية وانشطتها التجسسية، ولذلك تتحسس من اى اتصالات لا تتم تحت اعينها وتخضع لتوجيهها ورقابتها.

وهناك وقائع أخرى متعددة كانت تؤكد وجود مثل هذا التوجس لدى الاجهزة المصرية، منها ما ذكره على ما اتذكر رئيس الوزراء المصرى الأسبق المهندس "مصطفى خليل" والذى كان يلقب أحيانا بمهندس عملية السلام مع (اسرائيل)، اذ قال فى احد تصريحاته ان الرحلات الاولى من طائرات العال الاسرائيلية التى كانت تأتى الى مصر بعد السلام والتطبيع، كانت تحمل اسفلها كاميرات تجسس لتصوير الاراضى المصرية.

قصة ثالثة كانت يتم تداولها كثيرا، ولكننى لم اتمكن ابدا من معرفة مدى مصداقيتها، وهى ان اجهزة الامن والحراسة المصرية للسفارة الاسرائيلية بالقاهرة، كانت تقوم بتوقيف الشباب المصرى الذى يذهب للسفارة للحصول على تأشيرة لزيارة (اسرائيل)، لتأخذ بياناته، ثم تستدعيه الى مقراتها فى اليوم التالى وفين يوجعك.

مثل هذه الوقائع والأمثلة، كانت تعنى وتؤكد على ما كان معلوما لدى قطاعات واسعة من المعنيين والمتابعين للعلاقات المصرية الاسرائيلية، من ان النظام المصرى قرر توقيع اتفاقية مع (اسرائيل) وفقا لمبدأ (مجبر اخاك لا بطل)، وانه لذلك كلف كل اجهزته ومؤسساته السيادية ان تتخذ كل الاحتياطات والمحاذير فى مواجهة كل محاولات الدولة العبرية لاختراق العمق المصرى، وكذلك لتقليص التطبيع الشعبى معها، الا ما يدور ويتم تحت ادارتها واعينها مباشرة

كان هذا هو الموقف الرسمى داخل اجهزة الدولة ومؤسساتها فى السبعينات والثمانينات وما بعدهما حتى قيام ثورة يناير، ولكنه تغير 180 درجة فى السنوات الاخيرة، ليتغير مبدأ العلاقات من مجبر اخاك لا بطل الى بطل اخاك لا مجبر، ومن ان (اسرائيل) لا تزال هى العدو الى "انه علينا ان نكف على اعتبارها تحديا، وان نبدأ فى النظر اليها على انها فرصة!"

عديد من السياسات والمواقف والتصريحات الرسمية فى مصر تؤكد على حدوث مثل هذا التغير بالفعل.

· ومنها مبادرة القاهرة منذ عدة سنوات الى الدعوة الى توسيع السلام مع (اسرائيل) وهى الدعوة التى تلقت عليها شكرا رسميا من الحكومة الاسرائيلية.

· ومنها صفقة تصدير الغاز الاسرائيلى لمصر التى تبلغ قيمتها حوالى ١٥ مليار دولار والتى قال عنها نتنياهو ان (اسرائيل) اليوم فى عيد.

·  ومنها تاسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذى عقد اولى جلساته فى القاهرة وضم (اسرائيل) فى عضويته.

· ومنها فتح الباب للتطبيع الدينى وسفر وفود من المصريين المسيحيين للحج فى القدس، وهو الحج الذى كان الباب شنودة والكنيسة الارثودوكسية قد منعوه، مشترطين عدم دخول المسيحيين الى فلسطين الا كتفا بكتف مع اخوتهم المسلمين بعد تحريرها.

· ومنها موافقة الادارة المصرية على قيام السفارة الاسرائيلية باحتفال رسمى لاول مرة بما يسمونه عيد استقلال (اسرائيل) فى فندق الريتز كارلتون على ضفاف النيل بالقرب من ميدان التحرير عام 2018.

· ومنها عدد من التصريحات الرسمية المصرية فى لقاءات القمة الامريكية المصرية التى تؤيد وتثنى على جهود الرئيس ترامب فيما يسمى بصفقة القرن.

·واخيرا وليس آخرا، التهنئة الرسمية المصرية لكل من الامارات والبحرين علىى اقامة علاقات سلام مع (اسرائيل) وما صاحب ذلك من تأييد واشادة بالاتفاقيات من عدد من الكتاب المحسوبين على السلطة المصرية. وما تردد على ان هناك تعليمات رسمية للاعلام المصرى بعدم توجيه اىً نقد لها.

·ومؤشرات أخرى متعددة.

***

ليصبح السؤال الواجب هو: ما مصلحة الدولة المصرية، فى فتح بوابات التطبيع على مصراعيها بلا قيود، وفى ذات الوقت حظر اى نشاط سياسى داعم لفلسطين ومعادى (لاسرائيل) فى مصر؟

لقد كانت مؤسسات الدولة فيما مضى ترى ان المصلحة القومية تتطلب ترك هامشا محسوبا للمعارضة المصرية لدعم فلسطين ليكون حائط صد ضد محاولات الاختراق الصهيونى للعمق المصرى وللحفاظ، ولو شكلا، على شعرة معاوية من الثوابت الوطنية المصرية والعربية التى لا تزال تعتبر (اسرائيل) هى العدو.

بالاضافة وهو الاهم الى احتياج الدولة المصرية فى معظم الاحيان الى الاحتماء وراء الرفض الشعبى وقوة المعارضة المصرية والتذرع بهما، لتخفيف الضغوط الامريكية والاسرائيلية التى لا تنتهى لتوريط مصر فى مزيد من الانغماس فى التحالف الامريكى الاسرائيلى الخليجى فى المنطقة، والى الانخراط فى مشروعات لتصفية القضية الفلسطينية لا تحتملها اعتبارات الامن القومى المصرى حتى فى ظل اتفاقيات كامب ديفيد.

وأخيرا وليس آخرا، فان من أهم اسباب ودوافع السلطات لاعادة فتح منفذ ومتنفس لغضب المصريين، هو ان المشاعر والتوجهات الوطنية المحاصرة والمكبوتة والمقهورة، لا تفنى ولا تتبدد وانما تتحول وتتحور لتعبرعن نفسها فى اشكال أخرى أكثر حدة وجذرية، خاصة اذا رأت أن ما تبقى من ارض ودماء الشعب الفلسطينى يقدم قرابيناً على المذبح الصهيونى، طمعا فى حماية العروش الخليجية والعربية.

***

14 سبتمبر 2020

06 سبتمبر 2020

محمد سيف الدولة يكتب: عار التطبيع والمطبعين




Seif_eldawla@hotmail.com
توفى يوسف والى أشهر وزير زراعة فى عصر مبارك والامين العام للحزب الوطنى أمس السبت الموافق 5 سبتمبر 2020، عن عمر يناهز 89 عاماً.
ورغم انه قد غادر منصبه فى السلطة منذ سنوات طويلة، ورغم ان للوفاة حرمتها وأن تقديم العزاء للاهل وللاسرة تقليد واجب مع كل من انتقل الى رحمة الله. الا ان وسائل التواصل الاجتماعى قد انفجرت أمس بسيول من التعليقات الغاضبة والحانقة والكارهة للوزير الراحل بسبب ما اشيع عنه من علاقاته الوثيقة مع (اسرائيل) وتطبيعه معها وتمكينها من اختراق الزراعة المصرية وتلويثها بالمبيدات المسرطنة.
وذهبت سدى كل محاولات الشيوخ والحكماء لتهدئة الشباب والرأى العام، ومحاولة دفعهم الى الترفق فى استخدام الالفاظ والعبارات التى وصفوا ووصموا بها الوزير التطبيعى الراحل.
***
نفس ردود الفعل تتكرر كل مرة حين يرحل عن دنيانا أحد رموز التطبيع، فلقد حدثت مع الكاتب المسرحى على سالم مؤلف مسرحية مدرسة المشاغبين الشهيرة، الذى قام بزيارة دولة الاحتلال واصدر كتابه الشهير "رحلتى الى اسرائيل".
وحدثت مع احد رجال مبارك المقريبن، رجل الاعمال حسين سالم بطل صفقة تصدير الغاز لاسرائيل بابخس الأثمان. وايضا مع الكاتب والسياسى المحنك واليسارى القديم لطفى الخولى الذى قاد ونظم لقاءات كوبنهاجن التطبيعية فى التسعينات، والقائمة تطول.
***
والحكاية لا تتوقف عند هجاء المطبعين الراحلين عند وفاتهم قبل أن تبرد أجسادهم، وانما تستمر الى ما لانهاية، فيتم تسجيل اسمائهم فى قوائم العار او القوائم السوداء المحفورة فى ضمائر الشعوب وتاريخ الأمم. فكلما ذُكِرَت اسماءهم او جاءت سيرة أى منهم فى اى مناسبة، أثارت على الفور تعليقات ومشاعر سيئة وسلبية لدى الحضور، بدون أن يقبل أحد او يسمح بالاشارة او الاشادة باى من مواقف او اعمال طيبة أخرى قد صدرت عنهم فى اى قضايا او ملفات أخرى. فالتطبيع يَجُبُ ما قبله وما بعده، يلغيه تماما فلا يلتفت اليه مهما بلغ من قيمة، لسبب بسيط لأن التطبيع خيانة.
سبب كتابة هذه السطور، هو الرغبة الصادقة فى تحذير كل المطبعين الذين يعيشون بيننا اليوم، سواء فى مصر او فى العالم العربى من المصير الذى ينتظرهم وأبناءهم وأحفادهم، ومن الوصمة التى ستقترن باسماء عائلاتهم الى يوم الدين من تحقير وتجريس تتوارثه الاجيال. فما زال اسم "بطرس باشا غالى" عالقا فى الأذهان ومقترناً حتى اليوم فى اذهان المصريين بجريمة التواطؤ مع الاحتلال البريطانى فى جريمة دنشواى، رغم مرور ما يزيد عن قرن من الزمان. وتاريخنا حافل بقوائم العار، مثلما هو عامر والحمد لله بقوائم النبل والشرف والوطنية.
فثوبوا دام عزكم الى رشدكم، أثابكم الله.
*****
6 سبتمبر 2020

27 أغسطس 2020

بالاسماء ..الصحفيون المصريون يؤكدون قرارات جمعياتهم العمومية بحظر التطبيع النقابي والمهني والشخصي.



يجدد الصحفيون المصريون أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التزامهم بقرارات جمعياتهم العمومية المتتالية بحظر التطبيع النقابي والمهني والشخصي مع الكيان الاسرائيلي في هذه الآونة التي وقعت فيها دولة عربية اتفاقا للتطبيع بلا مقابل وتستعد دول أخري للحاق بقافلة المطبعين والتوقيع في العلن بعد سنوات من الاتصالات السرية مع الكيان الاسرائيلي الأمر الذي يمثل نفيا لكل ما استقر في العقل العربي وماآمنت به الشعوب باعتبار سلطة الاحتلال عدوا يهدد امنها القومي ويهدد توافق الشعوب العربية مع القرارات الدولية والمسوغات القانونية التي تؤسس لحل عادل لقضية الصراع العربي الإسرائيلي .
ويعلن الصحفيون المصريون أعضاء الجمعية العمومية الموقعون علي هذا البيان التزامهم كذلك باعتبار الدخول الي المناطق الواقعة تحت سلطة الاحتلال أو التنسيق معها عملا يندرج تحت الحظر النقابي والمهني والشخصي ويدعو الصحفيون في هذا البيان النقابات المهنية والعمالية الي تجديد قراراتهم بحظر التطبيع والتشدد في الحظر دفاعا عن مواقف وقرارات كانت بمثابة الحاضنة الحامية للثقافة والوجدان المصري واتساقا مع ثوابت الوطنية المصرية والعربية وبديهات الضمير الإنساني .
أن نقابة الصحفيين المصريين كانت أول نقابة مهنية تقرر حظر التطبيع وتخوض مواجهات مع المطبعين منذ كامب ديفيد وتدفع ثمنا لمواقفها وتستدعي مواقف كبار الكتاب والصحفيين الذين صاغوا تاريخا مهنيا ونقابيا تفخر به وتتناقله جيلا بعد جيل .
عاشت نقابة الصحفيين.. وعاشت جمعياتهم العمومية .
اذا اردت التوقيع اطبع البيان ثم إضف اسمك ورقم القيد ثم مشاركته علي صفحتك.
مع ملاحظة ان المقصود هو النشر على صفحاتنا الشخصية وليس رصد عدد الموقعين فى مكان واحد:

 

1. ابتسام تاج 11100

2. الحسيني البجلاتي 4704

3. الحسيني عبد الله 11475

4. السيد التيجاني 12124

5. السيد عبد العال 7055

6. السيد عبد الفتاح 8137

7. السيد محمد يوسف 10359

8. العرب الطيب الطاهر 3398

9. الوليد إسماعيل 10338

10. إبراهيم الدسوقي 3026

11. إبراهيم جلاء جاب الله 3813

12. إبراهيم داوود

13. إبراهيم مجدي صالح 8149

14. إبراهيم منصور 5259

15. إحسان الوكيل 12145

16. إسراء الحكيم 8899

17. إسراء محمد علي 12142

18. إسلام رضوان 9505

19. إسلام معتصم 12852

20. إسلام الشافعي

21. إسلام الكلحي 11236

22. إسلام المنسي

23. إسلام إسماعيل 10929

24. إسلام رضوان 9505

25. إسلام سعفان 11957

26. إسلام عبد العزيز 12036

27. إسلام فرج 10514

28. إسماعيل السخيلي 12800

29. إسماعيل العوامي

30. إكرام يوسف 5987

31. إلهام رشيد

32. إيمان البصيلي 11556

33. إيمان الوراقي 9450

34. إيمان راشد 2364

35. إيمان عبد الرحمن 5752

36. إيمان عبد المنعم 9193

37. إيمان عبدالرحمن 5752

38. إيمان عوف 10038

39. إيمان محجوب 7588

40. إيهاب الجنيدي

41. إيهاب حسن 5407

42. إيهاب حسن عبد الجواد 7250

43. أبو السعود محمد 7045

44. أبو بكر أبو المجد 11660

45. أبوبكر عبد السميع 4757

46. أحمد البهنساوي 7789

47. أحمد البيومي 2750

48. أحمد الجمال 8343

49. أحمد الخميسي 4980

50. أحمد السيد النجار 3762

51. أحمد السيد أنور 2724

52. أحمد الشحري 5276

53. أحمد الصاوي 7099

54. أحمد العشري

55. أحمد القاعود 7943

56. أحمد الكتاني 3127

57. أحمد اللباد 6422

58. أحمد اللباد 11570

59. أحمد النشوقي

60. أحمد إسماعيل 12418

61. أحمد أبو الخير 7039

62. أحمد أبو المعاطي 5551

63. أحمد أبو صالح 5393

64. أحمد أبو صالح 8150

65. أحمد أبوضيف 6467

66. أحمد أبوعرب 12450

67. أحمد أمين 11759

68. أحمد بدر نصار 10632

69. أحمد بكر 12482

70. أحمد بلال 10003

71. أحمد بيومي 2750

72. أحمد ثروت 4008

73. أحمد جمال الدين 11909

74. أحمد حجازي 6497

75. أحمد حسان 5392

76. أحمد حسن الشرقاوي 5065

77. أحمد حسن بكر 4501

78. أحمد حمدي 12262

79. أحمد خليل

80. أحمد رجب 5900

81. أحمد سامي عبد الرؤوف 12671

82. أحمد سعد 8841

83. أحمد سعداوي 7829

84. أحمد شلبي 6548

85. أحمد شوقي العطار

86. أحمد صبحي 11380

87. أحمد صبري 12429

88. أحمد طه النقر 2271

89. أحمد عادل هاشم 3107

90. أحمد عبادي 7599

91. أحمد عبد الرحمن الجمال 3863

92. أحمد عبد العزيز 7375

93. أحمد عبد العليم 11872

94. أحمد عبد الوارث 12586

95. أحمد عبد الوهاب

96. أحمد عبده 10283

97. أحمد عبود 8838

98. أحمد عزوز 7396

99. أحمد عصام 12686

100. أحمد عنتر 12294

101. أحمد فايز 10608

102. أحمد فتح الله 10990

103. أحمد كامل 12157

104. أحمد ماهر

105. أحمد متبولي 8086

106. أحمد محفوظ 12106

107. أحمد مسعود سيد 10035

108. أحمد نصير 11378

109. أزهار سليمان

110. أسامة سلامة 4687

111. أسامة الهتيمي 7738

112. أسامة عجاج 2271

113. أسامة غيث 509

114. أسماء الحسيني 3686

115. أسماء أحمد محمد 9163

116. أسماء حسين 12689

117. أسماء عبد الشافي 7732

118. أسماء عفيفي 10714

119. أسماء فتحي 11439

120. أشرف أبو طالب 10313

121. أشرف رمضان

122. أشرف فهيم 8117

123. أماني العفيفي 8153

124. أماني دسوقي 2251

125. أماني عزت 11577

126. أماني عصمت 8400

127. أمل أيوب

128. أمل حسن 9882

129. أمنية حسني كريم 8840

130. أمير سالم 6573

131. أمير لاشين 7186

132. أميرة الشريف 11626

133. أميرة إبراهيم 6607

134. أميرة زكي 10680

135. أميرة عبد الله 7539

136. أميرة هشام 7780

137. أميرة وهبة 10772

138. أميرفهمي 6370

139. أميمة العربي 6404

140. أميمة كمال 3279

141. أمين رزق 11478

142. أمينة حسني كريم 8840

143. أنور الهواري 3513

144. أنور عرابي 9557

145. أيمن الصياد 3560

146. أيمن المهدي 4549

147. أيمن عارف

148. آيات حافظ 12224

149. آيات خيري

150. باسم غازي 8378

151. بدوي السيد نجيلة 6763

152. بسمة الشحات 10108

153. بسمة رمضان

154. بسنت السيد 12337

155. بكر مصباح 10989

156. بهيجة حسين 3584

157. بيسان كساب 7000

158. تامر المهدي 9506

159. تامر دياب 6831

160. تامر عبد الحميد

161. تامر عبد العزيز 12714

162. تامر هنداوي 7725

163. تحية عبد الوهاب 2492

164. تيسير كمال 12786

165. ثابت أمين عواد 3169

166. ثروت الطحان 10750

167. ثروت شلبي 3296

168. ثناء حسن

169. جازية نجيب 10119

170. جلال الغندور 12789

171. جلال عارف

172. جمال العاصي

173. جمال أبو عليو 8172

174. جمال أمين 3383

175. جمال عبد الرحيم 4132

176. جمال غيطاس

177. جمال فتحي 11276

178. جمال فهمي 4713

179. جمال نعمان 3931

180. جميلة علي

181. جهاد الطويل 7458

182. جولستان حميد 11699

183. جيهان عبد الرحمن 4429

184. حاتم عبد الله 10426

185. حازم حسني

186. حسام السويفي 11519

187. حسام الضمراني 12613

188. حسام إسماعيل 8146

189. حسام خفاجى 9552

190. حسام راضي 12064

191. حسن الشايب 3810

192. حسن الشيخ 6690

193. حسن اللبان 12547

194. حسن بدوي 3071

195. حسن بديع 3321

196. حسن حافظ 11414

197. حسن حامد

198. حسن عصام الدين

199. حسن يحيى عبد العظيم 9838

200. حسين العوامي

201. حسين ثابت 2632

202. حسين عبد الغني 5576

203. حسين عبد القادر 3626

204. حسين متولي 8183

205. حسين معوض 7416

206. حمادة إمام 4707

207. حمدان زكريا 6541

208. حمدي حمادة 3332

209. حمدين حجاج 12636

210. حمدين صباحي 3036

211. حنان الجوهري 7403

212. حنان الليموني 6985

213. حنان جبران 7544

214. حنان على 9509

215. حنان فكري 7424

216. خالد البلشي 5605

217. خالد الحويطي 10295

218. خالد الدخيل 5553

219. خالد الشربيني 8095

220. خالد العطفي 4176

221. خالد إسماعيل 4324

222. خالد جمال 9840

223. خالد حسن

224. خالد حماد

225. خالد رزق 4410

226. خالد زغلول

227. خالد عبد الراضي

228. خالد عثمان 6837

229. خالد علي 12345

230. خالد كامل 6835

231. خالد هيبة 7376

232. خالد وربي 7772

233. خالد يوسف 5219

234. خليفة جاب الله 7046

235. خليل رشاد 2189

236. خليل زيدان 7021

237. خيرية شعلان

238. د. إسلام عوض

239. د. أشرف السويسي 10423

240. د. رضوى عبد اللطيف 7507

241. د. سميحة السيد إدريس 2333

242. د. سمير محمود 4958

243. د. عصام الشويخ

244. د. عمار علي حسن

245. د. عمرو هاشم ربيع 3760

246. د. عواطف عبد الرحمن 1296

247. د. محمد فراج أبو النور 5439

248. د. هاني رسلان 4353

249. داليا أمين 5061

250. دعاء فايد 12053

251. دينا رجب 10138

252. دينا رجب 3122

253. رامي إبراهيم 6884

254. رانا يحيى

255. رانيا رفاعي 8904

256. رباب عزام 12787

257. رباب يحيى 7726

258. ربيع إبراهيم 6863

259. ربيع أبو زامل 12393

260. رحاب عليوة 12811

261. رشا فتحي 12269

262. رضا حماد 5411

263. رضا فاروق

264. رضا هلال 9030

265. رضوان آدم 7407

266. رضوى الشاذلي 10577

267. رفعت الزهري 4482

268. رمضان عبد العال 5511

269. رنا ممدوح 7951

270. رندة محمود 10689

271. روضة فؤاد 9091

272. ريم علام 9470

273. ريهام اللبودي 7997

274. ريهام أحمد 9670

275. زكريا عبد الجواد 12757

276. زينب إبراهيم 2890

277. زينب حسن 5990

278. زينب عباس أحمد 1957

279. سارة سعودي 12459

280. سارة مهني

281. سالم عبد النبي 9844

282. سالم وهبي 2692

283. سامح النساج

284. سامح أبو حسن 12486

285. سامح حسنين 12403

286. سامح عمارة 5060

287. سامي البلعوطي 3713

288. سامي جاد الحق 8206

289. سامي كمال الدين 6135

290. سامية صادق 5975

291. ساهر جاد 6841

292. سحر صابر 8071

293. سحر عيد 9846

294. سحرفاوي 4695

295. سراج وصفي

296. سعاد أحمد علي 4888

297. سعاد أيوب 11134

298. سعد الدين سالم 5898

299. سعد الدين شحاتة 4581

300. سعد الشطانوفي 12035

301. سعد حسين 8688

302. سعيد توفيق خلة 4542

303. سعيد شلش 3524

304. سعيد عبد العزيز 8688

305. سعيد نصر 7029

306. سلوى الخطيب 2360

307. سلوى سالم 2538

308. سلوى سلمان 6842

309. سلوى عبد الحليم 6414

310. سلوى عثمان 10282

311. سلوى فتحي 5084

312. سلوى محيي الدين 4372

313. سليمان شفيق 4497

314. سليمان قناوي 2315

315. سماح خاطر 9525

316. سماح زيدان 12404

317. سماح وهبي

318. سمارة سلطان 12701

319. سمر الجمل

320. سمر الحلو 11025

321. سمر نور 7790

322. سمير السيد 6054

323. سمير حسين 4805

324. سمير شحاته 3122

325. سمير صبري

326. سمير عبد الغني 7727

327. سنية البهات 4463

328. سنية الفقي 8616

329. سهام بيومي 2164

330. سهام شوادة 11149

331. سهير غالب 12634

332. سهيلة نظمي 3421

333. سوزان عاطف 9635

334. سيد الخمار

335. سيد الطوخي 7724

336. سيد أمين 5220

337. سيد بدري 9651

338. سيد حسين 4653

339. سيد رزق 7592

340. سيد صبحي 12086

341. سيد عبد المالك 3195

342. سيد محروس 10136

343. سيد محمود 5801

344. سيد هويدي

345. شادي محمد

346. شريف داوود

347. شريف سمير 12548

348. شرين محمد 8395

349. شعبان بلال 12680

350. شعبان حبشي 11662

351. شعبان فتحي 11117

352. شكري عبود 8116

353. شمس هلال 8230

354. شوكت كمال 8300

355. شيرين محمد 8395

356. شيماء الزلباني 7721

357. شيماء النقباسي 12797

358. شيماء حمدي 12240

359. شيماء سليمان 9449

360. شيماء صلاح الدين 12025

361. شيماء عبد الله 10195

362. شيماء موسى 10637

363. صالح الشرقاوي 12409

364. صديق العيسوي 11371

365. صفوت عبد العظيم وهبة 5053

366. صلاح إمام 9763

367. صلاح فضل 3846

368. صلاح مطر 5207

369. ضياء خضر 10924

370. طارق إبراهيم 12563

371. طارق حشيش 4092

372. طارق سعيد 7728

373. طارق صبري 7953

374. طارق صلاح 7565

375. طارق عبد الله 6081

376. طارق غطاس 11189

377. طارق محمود 4419

378. طلعت المغربي 3942

379. طلعت إسماعيل 4536

380. طه خليفة 4516

381. طه محمد الشيخ 9604

382. عادل الألفي

383. عادل السنهوري 4529

384. عادل الشاعر 9889

385. عادل سعد 4161

386. عادل صبري 3725

387. عادل عبد الحميد 2289

388. عادل عبد الله 12584

389. عادل عبد المحسن 6845

390. عارف الدبيس

391. عاصم حنفي 2156

392. عاطف بدر 11970

393. عاطف عبد العزيز 12511

394. عامر عيد 4026

395. عامرحسين 7975

396. عبد الباسط الرمكي 8868

397. عبد الحليم قنديل 3819

398. عبد الحميد فراج 11632

399. عبد الخالق محمد فريد 6348

400. عبد الخالق بدران 12751

401. عبد الراضي الزياتي 12394

402. عبد الرحمن جميل 12462

403. عبد الرحمن سعد 4171

404. عبد الرحمن مقلد

405. عبد العظيم حماد 2331

406. عبد الفتاح طلعت 4539

407. عبد الفتاح مغاوري 6740

408. عبد اللطيف نصار 3458

409. عبد الله السناوي 3090

410. عبد الله خاطر 7143

411. عبد الناصر أنور 7245

412. عبدالمنعم فهمي 5592

413. عبده زعلوك 10987

414. عبلة الرويني

415. عبير زاهر 9740

416. عبير محمد 8203

417. عدلي شعيب 12788

418. عرفة محمد أحمد 12582

419. عزام أبوليلة

420. عزة إبراهيم 7012

421. عزة حسين 8771

422. عزة علي 2745

423. عزت سلامة 4236

424. عصام العبيدي 4316

425. عصام الشرقاوي 8080

426. عصام بدوي 5817

427. عصام حسين 10127

428. عصام سلامة 8288

429. عصام صبري 6522

430. عصام عبد الحميد 4532

431. عصام عبد الرحمن 6604

432. عفيفي جلال 4503

433. علا عادل 7589

434. علا عبد الرشيد 9625

435. علاء الدين الساوي

436. علاء الطويل 9062

437. علاء العطار 2349

438. علاء أبو رية 11472

439. علاء طه 7730

440. علاء عبد الحسيب 9797

441. علاء عريبي 4241

442. علاء محمد حامد 7733

443. على إبراهيم 8586

444. علي القماش 4029

445. علي إبراهيم 11121

446. علي راشد 10050

447. علي عبد المنعم

448. علي عليوة 5567

449. علي فهيم

450. علي محمد إسماعيل

451. علي محمد علي 5276

452. علي محمد علي 6685

453. علي موسى 12004

454. علي يوسف

455. عماد الصابر 7729

456. عماد حمدي

457. عماد دوريش 7154

458. عماد صبحي 4537

459. عماد طه

460. عماد فواز 8174

461. عمر أنور عبد الله 12296

462. عمر عسر

463. عمرو بدر

464. عمرو جودة 11533

465. عمرو رضوان 5991

466. عمرو سليم 3766

467. عمرو عبد الغني 5055

468. عوض العدوي 7441

469. غادة الدسونسي 11922

470. غادة نبيل 3967

471. غريب الدماطي 6464

472. فارس خضر 4326

473. فاروق الجمل 8308

474. فاطمة يوسف 2650

475. فاطمة الحاج 8386

476. فاطمة الكومي 6752

477. فاطمة ناعوت 10665

478. فايزة هنداوي 8175

479. فتحي محمود

480. فكري عبد السلام 3929

481. فكرية أحمد 3727

482. فهمي هويدي 1093

483. فوقية ياسين 7385

484. كارم محمود 3338

485. كارم يحيي 4445

486. كاميليا عتريس

487. كريم حامد 6529

488. كريم ربيع

489. كريم صلاح 12422

490. كمال جاب الله 2743

491. كمال حبيب 5681

492. كمال محمد جاد 7632

493. لبيبة شاهين 2833

494. لمياء راضي 5989

495. لويس جرجس 2274

496. ليلى عبد الباسط

497. ماجد سمير 6995

498. ماجد علي 5751

499. ماجدة الجندي

500. ماجدة النجار 7371

501. ماجدة سليمان 7791

502. ماجدة فتحي 12110

503. ماهر الحاوي 7031

504. ماهر زهدي 4712

505. مايسة حافظ 3075

506. مايسة عبد الرحمن 2437

507. مجدي شندي 4515

508. مجدي بنداري 7734

509. مجدي صالح 5911

510. مجدي عبد المجيد 2865

511. مجدي عيد 4255

512. محسن عوض الله 12832

513. محسن لملوم 7278

514. محسن هاشم 8408

515. محمد ابوشوشة 4754

516. محمد البرغوثي 4290

517. محمد الحبشي 6651

518. محمد الخولي 7957

519. محمد الدكر 8410

520. محمد الروبي 4813

521. محمد السخاوي 3250

522. محمد السنهوري 9637

523. محمد السيسي 6212

524. محمد الشافعي

525. محمد الشرايدي

526. محمد الشربيني 3183

527. محمد العريان 8426

528. محمد العزبي 1087

529. محمد العزيزي 5974

530. محمد الفوال 2588

531. محمد القصبي 2445

532. محمد الليثي 6373

533. محمد المالحي 10332

534. محمد إبراهيم 12628

535. محمد إسماعيل 7420

536. محمد أبو الدهب 8199

537. محمد أبو النور 5386

538. محمد أبو زيد 7112

539. محمد أبو لواية 3456

540. محمد أبو ليلة 12443

541. محمد بدر 4714

542. محمد بدر الدين

543. محمد بغدادي

544. محمد بهاء

545. محمد توفيق

546. محمد جابر 10713

547. محمد جبريل

548. محمد جلال 6007

549. محمد حسانين 6286

550. محمد حلمي 4245

551. محمد حماد 3818

552. محمد حمدي 7574

553. محمد حمدي 8204

554. محمد خراجة 4949

555. محمد رجب 8136

556. محمد رشدي 8107

557. محمد رضوان 3986

558. محمد زهران 11885

559. محمد زيدان 12077

560. محمد سالم 8774

561. محمد سعد دياب 7979

562. محمد سعد عبد الحفيظ

563. محمد سويد 7896

564. محمد طاهر 5962

565. محمد طعيمة 6378

566. محمد عادل قاسم 9858

567. محمد عبد الجليل 6981

568. محمد عبد الحميد علي 7148

569. محمد عبد الدايم 6463

570. محمد عبد الشكور 8141

571. محمد عبد العزيز يونس 8974

572. محمد عبد العليم داوود 4050

573. محمد عبد القادر 7215

574. محمد عبد القدوس 2205

575. محمد عبد اللطيف 8110

576. محمد عبد الله 5387

577. محمد عصمت 3899

578. محمد علي زيدان 10547

579. محمد غزلان 3502

580. محمد فتحى 9676

581. محمد فخري 8494

582. محمد فراج

583. محمد فرعون 12057

584. محمد فكري

585. محمد فوزي مسعد

586. محمد قنديل 7698

587. محمد كامل 9677

588. محمد كامل 5971

589. محمد كمال الليثي 10978

590. محمد محمد العزبي 4175

591. محمد محمود السيد 5399

592. محمد نبيل

593. محمد نوار 4057

594. محمد يوسف العزيزي 3957

595. محمدعبدالكريم 7394

596. محمود البتاكوشي 10344

597. محمود البرغوثي 8840

598. محمود التميمي 6680

599. محمود التهامي

600. محمود الجندي

601. محمود الحصري 12651

602. محمود الدسوقي 10703

603. محمود الشيخ 2584

604. محمود الشيوي 4774

605. محمود النجار 9526

606. محمود الورداني 3773

607. محمود حربي 5408

608. محمود حنفي 11548

609. محمود خير الله 5198

610. محمود زاهر 11123

611. محمود زكي 12800

612. محمود شاكر 4509

613. محمود شعبان 1098

614. محمود عبد الحكيم 11983

615. محمود عبد الرازق 11365

616. محمود عبد الرحيم 10707

617. محمود عبد الكريم 2572

618. محمود عبد المنعم 12632

619. محمود قاسم 3358

620. محمود كامل 8031

621. محمود هاشم

622. مختار عبد العال 3599

623. مدحت البسيوني

624. مدحت الزاهد 3566

625. مدحت رزق 4095

626. مدحت عبد الدايم 7207

627. مدحت عرابي 4389

628. مديحة حسين 9609

629. مديحة عمارة 4703

630. مروة أبو عطية 9456

631. مروة أبو عيطة 9456

632. مروة عباس 12840

633. مروة عبد العزيز 12343

634. مساعد الليثي 11241

635. مصطفى البسيوني 7792

636. مصطفى الجنيدي 12645

637. مصطفى بركات 10901

638. مصطفى دراز 11418

639. مصطفى زهران 10892

640. مصطفى عبد الحافظ 9520

641. مصطفى عبد الرازق 4315

642. مصطفى عبد الله 12646

643. مصطفى فهمي 10603

644. مصطفى محمد 8090

645. مصطفى نور الدين 4794

646. مصطفي عبد الحافظ 9520

647. مصطفي عبدالرازق

648. معتز بالله محمد 7968

649. معوض شرف الدين 5938

650. ممدوح الصغير 4257

651. ممدوح شعبان4404

652. منال الأخرس 8167

653. منال حماد 11989

654. منال لاشين 4526

655. منتصر عبد الجابر 10057

656. منى الصاوي 11137

657. منى العزب 5655

658. منى باشا 8554

659. منى جاد 9922

660. منى سليم 9501

661. منى عبد الراضي 7206

662. منى عبيد 12327

663. منى نور

664. منى يسري

665. مها أبو ودن 9185

666. مها عبد الرحيم فودة 2793

667. مؤمن عبد المجيد 11049

668. مي عزام 4751

669. ناجح مصطفى 10666

670. نادية مبروك 12499

671. ناصر النوبي

672. ناصر حاتم 6450

673. ناصر حجازي 7877

674. ناصر عبد الحفيظ 10724

675. نانسي صابر 10563

676. ناهد الشافعي 2340

677. نبيل أبو شال 7117

678. نبيل عمر

679. نبيل عمران 12858

680. نجوان عبد اللطيف 2973

681. نجوى عبد الحميد

682. نجوى يوسف 12816

683. ندى الخولي 9169

684. نسمة تليمة

685. نور الهدى زكي 4527

686. نورا خضيري

687. نورهان صلاح 12007

688. نورهان عبد الرحمن

689. نيهاد عرفة 3257

690. هالة البدري 3181

691. هالة العيسوي 2897

692. هالة المصري 6252

693. هالة فؤاد 3533

694. هانم التمساح 11464

695. هاني جميعي 12114

696. هاني دعبس

697. هاني زايد 5640

698. هاني عزت 7815

699. هاني عطية محمد 5513

700. هبة الصادق

701. هبة الله يوسف 3307

702. هبة حامد

703. هبة حمدي 10488

704. هبة خفاجي 11570

705. هبة عمر 3387

706. هدى سعيد 3425

707. هدى مكاوي 4071

708. هشام العيسوي

709. هشام الهلالي 5559

710. هشام أبو المكارم 8129

711. هشام أصلان 9404

712. هشام جاد 3491

713. هشام عبد الحليم 3888

714. هشام لاشين 4801

715. هشام محمد 11855

716. هشام يونس 5155

717. هناء شلتوت 12830

718. هناء فتحي 3385

719. هناءعبدالمنعم صالح 5564

720. هند أبو ضيف 8104

721. هيام آدم 10457

722. هيام سليمان 11703

723. هيثم خيري 8340

724. وائل الليثي 5854

725. وائل المنجي 6367

726. وائل أبو السعود 4296

727. وائل فوزي

728. وائل مجدي 10661

729. وجيه فاروق 8634

730. وسام الجمال 6304

731. وسام حمدي 12055

732. وفاء الشيشيني 3213

733. وفاء حلمي 6377

734. ولاء مرسي 9592

735. وليد الغمري 6859

736. وليد صلاح 8894

737. وليد مناف 6296

738. وليد منصور 11527

739. وليد هجرس 9928

740. ياسر السنجهاوي 10766

741. ياسر الغبيري 12363

742. ياسر النابي 11563

743. ياسر سليم 6178

744. ياسر شميس 7940

745. ياسر محمود 9406

746. ياسرعبيدو 5853

747. ياسمين الجيوشي 11376

748. يحيى قلاش

749. يحيي زكي 7534

750. يسري أبو القاسم 9448

تخريب الشخصية الوطنية من توفيق الحكيم الى مراد وهبة

بقلم : محمد سيف الدولة

فى الثالث من مارس عام ١٩٧٨ كتب توفيق الحكيم مقالا بجريدة الاهرام، بعنوان "مصر والحياد"، طالب فيه بان تقف مصر على الحياد بين العرب وبين (اسرائيل) كما وقفت سويسرا والنمسا على الحياد فى الحرب العالمية، فتصدى له، فى ذلك الوقت، هو وزمرته من لويس عوض وحسين فوزى، نخبة من اهم كتاب مصر ومفكريها مثل احمد بهاء الدين ويوسف ادريس ورجاء النقاش ووحيد رأفت وآخرين وقاموا بتلقينهم درسا فكريا ووطنيا وتاريخيا قاسيا.
وامس الاول فى ٢٥ اغسطس ٢٠٢٠، وفى ذات الجريدة، جريدة الاهرام، كتب مراد وهبة مقالا بعنون "اسرائيل وضع قائم"، دعى فيه صراحة الى تحالف عربى/اسرائيلى حيث قال بالنص ((من هنا يمكن تكوين تحالف سداسي بين مصر/السودان/الامارات/البحرين/السعوديه.. وإسرائيل فى مواجهه ايران ... وفى هذا السياق فإن القيادة الفلسطينيه سواء فى رام الله أو غزه عليها ان تنسف اى علاقه مع إيران ثم تدخل فى علاقه عضويه مع هذا التحالف..))
***
انهم جماعة كامب ديفيد، الذين كلفتهم السلطات فى مصر وربما جهات أخرى بالترويج للسلام مع (اسرائيل) والدفاع عن الانسحاب المصرى الرسمى من اى دعم لفلسطين. والذين بدأوا دعوتهم منذ 40 عاما بالدعوة الى الحياد، ليكشفوا عن وجههم الحقيقى اليوم بالدعوة او فنقل بالاعلان عن ان حقيقة العلاقات هى "تحالف" وليس مجرد حياد، تحالف ضد فلسطين وضد المصالح الوطنية والامن القومى لمصر والامة العربية كلها، من حيث ان فى الاعتراف باسرائيل تنازلا لها عن ارض فلسطين 1948، وفى السلام والتطبيع معها دعم وتقوية وتثبيت للكيان المحتل واطالة فى عمر الاحتلال. 
لم يكن توفيق الحكيم اولهم ولن يكون مراد وهبة آخرهم بطبيعة الحال، فلقد اصبحوا يشكلون منذ زمن طويل كتائب من "القناصة"، يستهدفون ويوجهون سهامهم الى ثوابتنا الوطنية وأى أفكار أو عقائد أو مواقف ترفض العدوان والاستسلام وتصر على المقاومة.
كان منهم لمن يتذكر جماعة كوبنهاجن التى قادها لطفى الخولى للترويج للحوار والتطبيع الشعبى بين مصر واسرائيل فى التسعينات، والتى كان من ابرز رموزها الدكتور عبد المنعم سعيد الذى كتب هو الآخر فى ذات الجريدة فى ٢٦ اغسطس ٢٠٢٠، مقالا بعنوان "اللحظة الساداتية"، يشيد فيه كالعادة بعبقرية السادات فى عقد اتفاقية سلام مع (اسرائيل)، ويرحب ويؤيد ويروج للاتفاق الاماراتى الاسرائيلى الاخير، واصفا اياه بانه لحظة ساداتية اخرى.
***
ولكن اذا كان فى مصر السبعينات والثمانينات وما تلاها، هناك بعض من الخير وقدر ولو يسير من الهوامش السياسية والديمقراطية التى سمحت لكتابنا الوطنيين بشن حملة عنيفة وناجحة ضد انحرافات توفيق الحكيم الوطنية، فان فى مصر اليوم وللاسف الشديد، هناك حصار حديدى على كل من يعادى (اسرائيل) ويرفض اتفاقيات كامب ديفيد ويتضامن مع فلسطين والفلسطينيين. الى الدرجة التى يكاد تخلو الجرائد المصرية القومية والخاصة، من اى مقال أو كاتب يعبر عن الخط الوطنى الحقيقى داخل الحياة الفكرية والسياسية المصرية.
***
أما عن الشخصية الوطنية المصرية التى أعنيها فهى جزء اصيل ورئيسى ولا يتجزأ من الشخصية الوطنية العربية منذ عشرات السنين، التى ترفض الاستعمار بكل اشكاله، ولم تتوقف عن النضال والمقاومة من أجل التحرر منه، وتدرك ان الكيان الصهيونى هو مشروع غربى استعمارى يستهدف مصر وكل الامة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين، وترفض كل اشكال الصلح او الاعتراف او السلام أو التطبيع معه، ولم تكف لحظة منذ ٤٠ عاما عن محاولة اسقاط اتفاقيات كامب ديفيد وعن تقديم كل أشكال الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطينى، وهى بطبيعة الحال ترفض رفضا باتا وجذريا كل ما يتم التخطيط له اليوم تحت مسمى صفقة القرن من تصفية قضية فلسطين وابتلاع (اسرائيل) لما تبقى من ارضها وتشكيل تحالف عربى اسرائيلى تحت قيادة الولايات المتحدة الامريكية.
***
ولو كان فى مصر اليوم حياة سياسية وديمقراطية حقيقية، لقام الاف من السياسيين والكتاب والمفكرين المصريين بالرد على الدكتور مراد وهبه وأمثاله، وكشف دورهم التخريبي الذى لا يُخدم سوى مصالح (اسرائيل) ومشروعها فى المنطقة، ولتمت مقاطعتهم سياسيا وفكريا بل واجتماعيا كما تم من قبل مع الكاتب الراحل/ على سالم عقب قيامه بزيارة (اسرائيل) ونشر كتابه "رحلتى الى اسرائيل".
ولانه ليس فى مصر مثل هذه الحرية الآن، فان مسئولية الحركة الوطنية المصرية تصبح مضاعفة، فعليها فى ظل هذه الهجمة التطبيعية وهذا الحصار الفكرى والسياسى والاعلامى، ان تنتهج كل السبل والادوات والمنابر الممكنة لانقاذ الجيل الجديد من أى تخريب فى الثوابت الوطنية أو تزييف للحقائق التاريخية، تُصدَّر لنا باقلام كتاب يحملون الجنسية المصرية.
*****
27 أغسطس 2020

22 أغسطس 2020

سيد أمين يكتب: وحضر معهم قوم شعيب !!


مع تقزم حجم رغيف الخبز من 150 جراما إلى 90 جراما في مصر، وما لاحق ذلك من نقمة شعبية انطلاقا من مبدأ "عض قلبي ولا تعض رغيفي"، إلا أن آخرين رأوا أن هذا الوزن الذي أعلنوا عنه أيضا لم يلتزموا به، وأن وزن الرغيف قد يصل إلى 60 جراما ليفقد ثلث وزنه المعلن.
وفي الواقع اعتاد المصريون على هذا الأمر وعلى كثير من التعريفات غير المنطقية في حياتهم العامة، وتعاملوا معها ليس فقط كأنها منطقية ولكن أيضا بديهية، وأبرز مثال لذلك تعايشهم مع معايير خاصة بهم اتخذوها دونا عن العالم كله وأدوات قياسه.
فالنصف لدى المصريين ليس أبدا 50 في المئة من قيمة الشيء كما هو الحال في كل العالم، ولكنه قد يصل حتى 75 في المئة منه كما هو الحال مثلا في خصومات تذاكر القطارات والطائرات والمترو، وأحيانا يتجاوز ذلك لما فوق الـ80 في المئة كما هو في تعريفات أجرة سيارات الأجرة و"الخدمات".
كما أن وحدة الوزن "الكيلو" التي يعرفها العالم بأنها 1000 جرام، نراها في كثير من التعاملات في مصر مختلفة أيضا. ففي عبوات السكر والأرز والدقيق التي يتم بيعها على بطاقات التموين، نجد أن الكيلو قد يتضاءل ليصل وزنه إلى ما دون الـ70 في المئة منه. وطال نقصان الوزن في تلك المنتجات حتى تلك العبوات التي تباع في السوق الحرة مع تحسن طفيف، ليصل وزن الكيلو إلى 900 جرام مثلا. وما ينطبق على السكر ينطبق أيضا على مساحيق الغسيل والأجبان والمكرونة، وحتى الكراسات والكشاكيل وغيرها.
ونجد الأمر نفسه يتكرر في عبوات الزيت التمويني التي من المفترض أنها تساوي لترا، أي ألف مليلتر، لكننا نجدها قد تقزمت بشدة لتصل إلى ما دون الـ 700 مليلتر. وينطبق هذا الأمر على كثير من السوائل، حتى الغازية ومياه الشرب.
وبالقدر نفسه، فإن أسطوانة البوتاجاز التمويني سعة 12 مترا مكعبا تناقصت لتصل إلى ما بين 6 إلى 9 أمتار مكعبة فقط من الغاز، وهو ما تسبب في شكاوى كبيرة في القرى خاصة، مع انعدام بدائل هذا المنتج وتخصيص أسطوانة واحدة لكل منزل شهريا بسعر 60 جنيها.
وما طال الأوزان طال أيضا المساحات والأطوال، فيمكنك الآن أن تشتري وحدة سكنية بمساحة 150 مترا مربعا مثلا، ولكن إذا ما قمت بقياسها فستجد أنها لا تتجاوز بأي حال الـ120 مترا. والعجيب هنا بأنهم يبررون هذا النقص بأنه انتقص كتعويض للشارع والمنور والسلم، وكأن هناك عمارة يمكن أن تبنى بدون تلك المشتملات البديهية، والأعجب هنا أن البائع ليس مقاولا جشعا ومدلسا، ولكنها الدولة نفسها التي يجب أن ترعى القانون وتحميه.

شركات المحمول

وامتد مهرجان إهدار المعايير في مصر إلى حجم الدقيقة في خدمات الهاتف المحمول، التي وصلت - بحسب مراقبين - إلى 45 ثانية بدلا من الـ60 ثانية، كما أن هناك شكوكا متداولة بأن الشهر المحاسبي للمحمول لا يصل إلى الثلاثين يوما، ولكنه يتوقف عند 28 يوما فقط. وفي المقابل تحاول شركات المحمول تبرير ذلك وتؤكد أن السبب يعود إلى استخدامات تكنولوجيا الجيل الرابع بما تمتاز به من جودة، أو لأنها تسحب سحبا كثيفا من باقات الرصيد ما يؤدي إلى نفادها بسرعة.
كما أن هناك شكوى من عموم المصريين بأن أغلب شبكات المحمول في مصر ضعيفة للغاية، ولا يصل مدى إرسالها إلى كثير من المنازل والمناطق.
وعلى ذكر المحمول وشبكاته، فإن هناك مسألة يتندر منها المصريون، وهي أنهم حينما يشترون "كارت الشحن" فئة العشرة جنيهات مثلا، فإنهم يشترونه بـ11 أو 12 جنيها، ليجدوا فيه رصيدا لا يتجاوز السبعة جنيهات، ويتساءلون: ما محل فئة العشرة جنيهات من هذا وذاك؟
المهم أن حتى تلك السبعة جنيهات لا تستقر عند هذا الحد، فسرعان ما يتم خصم ضرائب غير معلومة منها، ليصل الصافي ما دون الخمسة جنيهات. وإذا قمت باستخدام خدمة "سلفني شكرا" واستلفت رصيدا بمبلغ أربعة جنيهات، فإن إجمالي ما تتحصل عليه هو 2.50 جنيه.
وكأنها "فرة" أصابت القوم، حيث راح عبد الفتاح السيسي نفسه يقول ذات مرة في خطاب رسمي له، إنه لا يريد أن تكون الاثنان هي حاصل جمع واحد زائد واحد، ولكنه يريدها أن تكون ثلاثة وأربعة وخمسة.

غش البشر

ظاهرة الغش طالت كل شيء تقريبا في مصر حتى البشر، وأصبحت سلوكا معتادا تم تجميله ليعتبر نوعا من الشطارة و"الفهلوة".
الغش في البشر مارسته الدولة أولا ثم انتقل إلى الشعب، فلأن النظام كان بحاجة ماسة إلى أنصار لتبني مواقفه المتدنية في كل المجالات بعد أن نفر منه المبدعون، راح يتبنى أنصاف المواهب ويخدم عليهم إعلاميا ليظهروا كقامات فكرية كبيرة مساندة له، ما أنتج فنانا كبيرا ليس بفنان، وأديبا كبيرا ليس بأديب، وحاملا للقب دكتور لم يمر حتى بالجامعة أصلا، ومفكرا ليس له أي عمل فكري، وداعية لا يعرف إلا ما يعرفه العوام عن الدين، ومثقفا لم يقرأ كتبا، وعالما ليس بعالم.. إلخ.
وحينما أدرك الناس أن الدولة تحتفي بالأدعياء وقليلي الموهبة، راحوا هم يستحسنون النصب فيما بينهم، ما أنتج مجتمعا كذوبا فاسدا، كل معاييره مختلة.
وبقي أن نقول؛ إن الغش جريمة لا تتفق مع حضارة أمة مسلمة؛ ضرب الله لها الأمثال في كتابه الكريم بقوم سيدنا شعيب الذين أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
وكل الشواهد تؤكد أن المجتمع المصري الفاسد هو مطلب مشترك لنظم الحكم الاستبدادية، ومن يديرها في الخارج من القوى الاستعمارية.

19 أغسطس 2020

محمد سيف الدولة يكتب: السودان في الوثائق الصهيونية



Seif_eldawla@hotmail.com

فى مواجهة المحاولات الصهيونية الحثيثة لاختراق الثورة السودانية، أهدى الوثيقة التالية للشعب السودانى الشقيق وقواه الوطنية الثورية الذين أعلنوا رفضهم القاطع للتطبيع مع (اسرائيل).

***

فى شهر سبتمبر من عام 2008 القى "آفى ديختر" وزير الامن الداخلى الصهيونى الأسبق، محاضرة فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى، عن الاستراتيجية الاسرائيلية فى المنطقة، تناول فيها سبعة ساحات هى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وايران و مصر والسودان. نشرتها الصحف العبرية.

وفى الجزء الخاص بالسودان، كانت اهم المحاور كما يلى:

· ان اضعاف الدول العربية الرئيسية بشكل عام، واستنزاف طاقاتها وقدرتها هو واجب وضرورة من اجل تعظيم قوة اسرائيل واعلاء منعتها فى مواجهة الاعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة اخرى

·  والسودان بموارده ومساحته الشاسعة، كان من الممكن ان يصبح دولة اقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية.

 كما انه يشكل عمقا استراتيجيا لمصر، وهو ما تجسد بعد حرب 1967 عندما تحول الى قواعد تدريب وايواء لسلاح الجو المصرى وللقوات الليبية، كما انه ارسل قوات مساندة لمصر فى حرب الاستنزاف عام 1968.

·وعليه فانه لا يجب ان يسمح لهذا البلد ان يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربى.

·ولابد من العمل على اضعافه وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة.

·فسودان ضعيف ومجزأ وهش افضل من سودان قوى وموحد وفاعل.

· وهو ما يمثل من المنظور الاستراتيجى ضرورة من ضرورات الامن القومى الاسرائيلى.

· ولقد تبنى كل الزعماء الصهاينة من بن جوريون وليفى اشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحم بيجين وشامير وشارون واولمرت خطا استراتيجيا واحدا فى التعامل مع السودان هو: العمل على تفجير ازمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب ثم دارفور.

·  وانه حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل لتكرار ما فعلته اسرائيل فى جنوب السودان.

· وان النشاط الصهيونى فى دارفور لم يعد قاصرا على الجانب الرسمى، بل يسانده فى ذلك، كل المجتمع الاسرائيلى بمنظماته وقواه وحركاته وامتدادته فى الخارج.

·وان الدور الامريكى فى دارفور يسهم بشكل فعال فى تفعيل الدور الاسرائيلى.

· وامريكا مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح انفصال الجنوب وانفصال دارفور على غرار ما حدث فى كوسوفو.

· وان اسرائيل نجحت بالفعل فى تغيير مجرى الاوضاع فى السودان، فى اتجاه التأزم والتدهور والانقسام، وهو ما سينتهي عاجلا ام آجلا الى تقسيمه الى عدة كيانات ودول مثل يوغوسلافيا.

· وبذلك لم يعد السودان دولة اقليمية كبرى قادرة على دعم الدول العربية المواجهة لاسرائيل.

***

وقبل ان نعرض نص المحاضرة، نراجع معا ما جاء فى وثيقة صهيونية اخرى حول نفس الموضوع، نشرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان "استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات"، ونشرناها نحن بعنوان: "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية"، حيث جاء فيها ما يلى:

·ان مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة، على عكس ماهى عليه الآن، سوف لاتشكل أى تهديد لاسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الامر هو اليوم فى متناول ايدينا.

·  ان دول مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم الى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر. فاذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الاخر، ان فكرة انشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا الى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لاحداث هذا التطور التاريخى. ان تفتيت لبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية.

·والسودان أكثر دول العالم العربى الاسلامى تفككا فانها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية الى وثنيين الى مسيحيين.

***

نص المحاضرة

يتساءل البعض فى اسرائيل: لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من الأهمية؟ ولماذا التدخل فى شئونه الداخلية فى الجنوب سابقا وفى الغرب دارفور حاليا طالما أن السودان لا يجاورنا جغرافيا، وطالما أن مشاركته فى إسرائيل معدومة أو هامشية وارتباطه بقضية فلسطين حتى نهاية الثمانينات ارتباطا واهيا وهشا؟  

 وحتى لا نطيل فى الإجابة يتعين أن نسجل هنا عدة نقاط محورية تكفى لتقديم إجابات على هذه التساؤلات التى تطرح من قبل ساسة وإعلاميين سواء فى وسائل الإعلام وأحيانا فى الكنيست:

1)    إسرائيل حين بلورت محددات سياستها واستراتيجيتها حيال العالم العربى انطلقت من عملية استجلاء واستشراف للمستقبل وأبعاده وتقييمات تتجاوز المدى الحالى أو المنظور.

2)   السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية. لكن السودان ونتيجة لأزمات داخلية بنيويه، صراعات وحروب أهلية فى الجنوب استغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع الحالى فى دارفور ناهيك عن الصراعات حتى داخل المركز الخرطوم تحولت الى أزمات مزمنة. هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحوله الى قوة إقليمية مؤثرة تؤثر فى البنية الأفريقية والعربية. 

كانت هناك تقديرات إسرائيلية حتى مع بداية استقلال السودان فى منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربى لأن موارده إن استمرت فى ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب. وفى ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه الى هذه الساحة وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد.

3)   كون السودان يشكل عمق استراتيجى لمصر، هذا المعطى تجسد بعد حرب الأيام الستة 1967 عندما تحول السودان الى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصرى وللقوات البرية هو وليبيا. ويتعين أيضا أن نذكر بأن السودان أرسل قوات الى منطقة القناة أثناء حرب الإستنزاف التى شنتها مصر منذ عام 1968 ـ 1970.

كان لابد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة رغم أنها تعد بالتعددية الأثتية والطائفية ـ لان هذا من المنظور الاستراتيجى الإسرائيلى ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومى الإسرائيلى.

 وقد عبرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة (جولدا مائير) عندما كانت تتولى وزارة الخارجية وكذلك ملف إفريقيا فى عام 1967 عندما قالت: " إن إضعاف الدول العربية الرئيسية واستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلاء عناصر المنعة لدينا فى إطار المواجهة مع أعداءنا. وهذا يحتم علينا استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى ".

 وكشفت عن أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافى عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل لوجود الفجوات والتغيرات فى البنية الاجتماعية والسكانيه   فيهما.

***

(وراح ديختر يورد المعطيات عن وقائع الدور الإسرائيلى فى إشعال الصراع فى جنوب السودان انطلاقا من مرتكزات قد أقيمت فى أثيوبيا وفى أوغندا وكينيا والزائير سابقا الكونغو الديموقراطية حاليا)

وقال ان جميع رؤساء الحكومات فى إسرائيل من بن جوريون وليفى أشكول وجولدا مائير واسحاق رابين ومناحم بيجين ثم شامير وشارون وأولمرت تبنوا الخط الاستراتيجى فى التعاطى مع السودان الذي يرتكز (على تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية فى الجنوب وفى أعقاب ذلك فى دارفور).

 هذا الخط الاستراتيجى كانت له نتائج ولاتزال أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكريا واقتصاديا قادرة على تبوأ موقع صدارة فى البيئتين العربية والأفريقية.

 فى البؤرة الجديدة فى دارفور تداخلنا فى إنتاجها وتصعيدها، كان ذلك حتميا وضروريا حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركز جهودها باتجاه تعظيم قدراته. ما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب ألا يتوقف لأن تلك الجهود هى بمثابة مداخلات ومقدمات التى أرست منطلقاتنا. الاستراتيجية التى تضع نصب اعينها أن سودان ضعيف ومجزأ وهش أفضل من سودان قوى وموحد وفاعل.

 نحن بالإضافة الى ذلك نضع فى إعتبارنا وفى صميم اهتمامنا حق سكان الجنوب فى السودان فى تقرير المصير والإنعتاق من السيطرة. من واجبنا الأدبى والأخلاقى أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودارفور. حركتنا فى دارفور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمى وعلى نشاط أجهزة معينة. المجتمع الإسرائيلى بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وامتداداتها فى الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دارفور.

الموقف الذي أعبر عنه بصفتى وزيرا إزاء ما يدور فى دارفور من فظائع وعمليات إبادة ومذابح جماعية هو موقف شخصى وشعبى ورسمى.

 من هنا نحن متواجدين فى دارفور لوقف الفظائع وفى ذات الوقت لتأكيد خطنا الإستراتيجى من أن دارفور كجنوب السودان من حقه أن يتمتع بالاستقلال وإدارة شؤونه بنفسه ووضع حد لنظام السيطرة المفروض عنوة من قبل حكومة الخرطوم.  

لحسن الطالع أن العالم يتفق معنا من أنه لابد من التدخل فى دارفور سياسيا واجتماعيا وعسكريا. الدور الأمريكى فى دارفور دور مؤثر وفعال ومن الطبيعى أن يسهم أيضا فى تفعيل الدور الإسرائيلى ويسانده كنا سنواجه مصاعب فى الوصول الى دارفور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأى عن الدعم الأمريكى والأوروبى.

 صانعوا القرار فى البلاد كانوا من أوائل المبادرين الى وضع خطة للتدخل الإسرائيلى فى دارفور 2003 والفضل يعود الى رئيس الوزراء السابق إرييل شارون. أثبتت النظرة الثاقبة لشارون والمستمدة من فهمه لمعطيات الوضع السودانى خصوصا والوضع فى غرب أفريقيا صوابيتها. هذه النظرة وجدت تعبيرا لها فى كلمة قاطعة ألقاها رئيس الوزراء السابق خلال اجتماع الحكومة فى عام 2003 (حان الوقت للتدخل فى غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا فى جنوب السودان).

لابد من التفكير مرة أخرى بأن قدر هام وكبير من أهدافنا فى السودان قد تحقق على الأقل فى الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقيق فى غرب السودان فى دارفور.

***

 وعندما سئل ديختر ما هى نظرته الى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية فى الجنوب وفى الغرب والإضطراب السياسى وعدم الاستقرار فى الشمال وفى مركز القرار الخرطوم؟  هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الإحتياط "إفرايم سنيه".

 رد ديختر على هذا السؤال: (هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو. لا يختلف الوضع فى جنوب السودان وفى دارفور عن وضع كوسوفو. سكان هذين الإقليمين يريدون الإستقلال وحق تقرير المصير قاتلوا الحكومة المركزية من أجل ذلك.

 وأريد أن أنهى تناولى للمحور السودانى فى هذه المحاضرة تأكيد أن استراتيجيتنا التى ترجمت على الأرض فى جنوب السودان سابقا وفى غربه حاليا استطاعت أن تغير مجرى الأوضاع فى السودان نحو التأزم والتدهور والإنقسام. أصبح يتعذر الآن الحديث عن تحول السودان الى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول العربية التى نطلق عليها دول المواجهة مع اسرائيل. السودان فى ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة فى جنوبه وغربه وحتى فى شرقه غير قادر على التأثير بعمق فى بيئته العربية والأفريقية لأنه متورط ومشتبك فى صراعات ستنتهى إن عاجلا أو آجلا بتقسيمه الى عدة كيانات ودول مثل يوغوسلافيا التى انقسمت الى عدة دول البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا ويبقى السؤال عالقا متى؟

 بالنسبة لجنوب السودان الدلائل كلها تؤكد أن جنوب السودان فى طريقه الى الإنفصال لأن هذا هو خياره الوحيد. هو بحاجة الى كسب الوقت لإقامة مرتكزات دولة الجنوب. وقد يتحقق ذلك قبل موعد إجراء الاستفتاء عام 2011 إلا إذا طرأت تغيرات داخلية واقليمية إما أن تسهم فى تسريع تحقق هذا الخيار أو فى تأخيره. 

*****

 

18 أغسطس 2020

محمد سيف الدولة يكتب: نتنياهو والسلام بالإكراه



لم يتمالك نتنياهو نفسه خلال الايام الماضية من التفاخر بالنصر الذي حققه بتوقيع اتفاقية (سلام) من حكام الامارات، فاخذ يتمادى فى القاء التصريحات هنا وهناك كاشفا وفاضحا "نظريته" عن السلام الوحيد الذى يؤمن به ويقبله ويسعى اليه مع الدول العربية ومع الفلسطينيين وهى النظرية التى يمكن تحديد اهم عناصرها من واقع تصريحاته المرفقة فيما يلى:
1) هو سلام بالاكراه، يجبر الدول العربية ونظامها الرسمى العربى عليه ويدفعهم للهرولة اليه، من واقع التفوق العسكرى الاسرائيلى واختلال موازين القوى الهائل لصالحها.
2) هو سلام مع بقاء الاحتلال بل وتوسعه، سلام بدون انسحاب من شبر واحد من اى ارض محتلة، بل مع الاصرار على ضم باقى اراضى الضفة الغربية. وهو سلام يرفض أى حديث عن الأرض أو عن حدود 1967، ويعتبر ان اى انسحاب يؤدى الى اضعاف لاسرائيل. 
3) هو سلام بدون الفلسطينيين ورغما عن أنفهم. وبقول آخر هو سلام يحرر العلاقات العربية الاسرائيلية من أى التزام تجاه فلسطين والفلسطينيين، ويسقط كل الاوهام القديمة القائلة بانه لا سلام بين العرب و(اسرائيل) الا من بوابة الحقوق الفلسطينية.
4) بل هو سلام يقوم على تحالف اسرائيلى عربى ضد فلسطين وفى مواجهتها، تحالف سيحرر الدول العربية فى النهاية من هيمنة المطالب الفلسطينية وسيجبر الفلسطينيين ان عاجلا أم آجلا على الخضوع والاستسلام لاسرائيل.
5) هو سلام تفرضه الولايات المتحدة على الجميع، فلولاها لما استطاعت (اسرائيل) ان تمتلك كل هذا "النفوذ الدولى"، الذى يتباهى به نتنياهو على الدوام.
6) وهم سلام عدوانى وعنصرى تجاه الدول العربية ذاتها، ينطلق من ان البقاء فى الشرق الاوسط للاقوياء فقط، أما الضعفاء فلن يكون لهم وجود وسيسقطهم الجميع من حساباتهم، واذا كانت البداية مع فلسطين فإن البقية آتية لا محالة.
7) أما عن الطريق لتحقيق مثل هذا السلام الصهيونى، فهو يبدأ بالاختراق والتغلغل فى المنطقة مع حكام وانظمة الدول العربية، وعلى الأخص مع الخائفين من ايران، العاجزين عن مواجهتها، الراغبين فى الحماية الأمريكية والاسرائيلية، لتأسيس مصالح وعلاقات مشتركة قد تكون سرية فى البداية، ولكن سرعان ما سيتم اشهارها والاعلان عنها بمجرد نضوجها واعداد المسرح العربى لتقبلها، بضغط ومساعدة الولايات المتحدة.
***
"في يوم الخميس من الأسبوع الماضي أعلنت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومع الشيخ محمد بن زايد عن معاهدة سلام تاريخية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
إنها بمثابة معاهدة السلام الأولى التي يتم إبرامها بين إسرائيل ودولة عربية منذ 26 عامًا، وهي تختلف عن سابقاتها كونها تستند إلى مبدئين مفادهما "السلام مقابل السلام" و"السلام من منطلق القوة".
وبموجب هذه العقيدة فإن إسرائيل لا يطلب من إسرائيل الانسحاب من أية أراض، إذ تحصد كلا الدولتان ثمار السلام الكامل، والعلني والمفتوح سواء من خلال الاستثمارات والتجارة والسياحة والطاقة والصحة والزراعة وحماية البيئة،ذ وغيرها من المجالات العديدة الأخرى، وطبعًا في المجال الأمني أيضًا.
ولم يتم التوصل إلى هذا السلام لأن إسرائيل قد أضعفت نفسها من خلال الانسحاب إلى خطوط 1967، وإنما بفضل حقيقة أن إسرائيل قد عززت مكانتها من خلال تنمية الاقتصاد الحر، وتعزيز قوتها العسكرية والتكنولوجية ومن خلال الدمج ما بين هتين القوتين هي اكتسبت القدرة على النفوذ غير المسبوق على الساحة الدولية.
ويتجسد هذا الموقع الدولي الرفيع من خلال استعدادنا لمواجهة العدوان الإيراني في المنطقة وللتصدي لمساعيها الرامية إلى امتلاك الأسلحة النووية.
إن حقيقة أننا قد وقفنا لوحدنا، وأنني قد اضطررت في بعض الأحيان للوقوف لوحدي أمام العالم كله أمام إيران وأمام الاتفاقية النووية الخطيرة معها وهذا قد ترك انطباعًا عظيمًا لدى الزعماء العرب في هذه المنطقة.
وما يبرهن على ذلك هو الحقيقة البسيطة أن القوة تقرّب الدول بينما يبعد الضعف عن بعضها البعض.
ففي الشرق الأوسط القوي يبقى ومع القوي يُصنع السلام. إنني أعمل على تعزيز قوة إسرائيل منذ سنوات، وينطبق نفس الشيء على عقيدة "السلام مقابل السلام".
وهذا ما أقوم به مع زعماء من أنحاء العالم العربي وكذلك من العالم الإسلامي.
وقد وجد هذا الاعتقاد تعبيره العلني من خلال اللقاء الذي جمعني بالرئيس السوداني قبل حوالي نصف سنة، ومن خلال لقائي مع وزراء الخارجية والمسؤولين من ست دول عربية، ومن خلال لقاء علني عقدته في مدينة وارسو قبل سنة ونصف، وزيارتي العلنية لسلطنة عمان قبل سنتين تلبيةً لدعوة السلطان قابوس رحمه الله.
وأقول لكم إن هذا يتمثل أيضًا بلقاءات سرية مختلفة لن أخوض تفاصيلها هنا.
إن هذه العقيدة تتعارض كليًا مع الاعتقاد الذي كان يقضي، حتى ما قبل أيام معدودة، بعدم وجود أي دولة عربية توافق على إحلال سلام رسمي ومفتوح مع إسرائيل، قبل حل النزاع مع الفلسطينيين.
فحسب الأسلوب الذي اتبعه الفلسطينيون والأسلوب الذي اعتمده الكثيرون حول العالم ممن شاطروهم الرأي، فإنه كان يستحيل إحلال هذا السلام لولا استسلامنا لمطالب الفلسطينيين، بما فيها إزالة البلدات اليهودية، وتقسيم أورشليم والانسحاب إلى خطوط 1967.
إن هذا الاعتقاد الخاطئ قد منح الفلسطينيين حق الفيتو الفعلي على إحلال السلام بين إسرائيل والدول العربية.
كما جعل إسرائيل والعالم العربي رهينة في يد أكثر المطالب الفلسطينية تطرفًا، والتي كانت لتضع إسرائيل أمام خطر وجودي بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى.
إلا أن الخطر الأكبر كان يكمن برأيي ربما في قبول عدد لا بأس فيه من الإسرائيليين لهذه الشروط السخيفة.
فهذا الاعتقاد بإمكانية "إحلال السلام المبنى على الانسحاب والوهن" قد فارق الدنيا وتلاشى.
وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقي، والسلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة. وهذا ما نروّج له حاليًا.
وأذكّركم أنه بموجب المعاهدة الحالية فإن إسرائيل لا تحتاج للانسحاب ولو من متر مربع واحد ناهيك عن خطة ترامب، بناءً على طلب مني، الكي ينص على بسط السيادة الإسرائيلية على مساحة واسعة من يهودا والسامرة.
أنا الذي أصر على إدراج مسألة السيادة ضمن الخطة، ولم يطرأ أي تغيير على هذه الخطة. إن الرئيس ترامب ملتزم بها وأنا ملتزم بإجراء مفاوضات على أساسها.
وإليكم بعض التصريحات التي أدليت بها أمام الأمم المتحدة في عام 2013: "خلال سنين طويلة كان الكثيرون يعتقدون بأن السلام الإسرائيلي الفلسطيني سيفسح المجال أمام المصالحة الأوسع بين إسرائيل والعالم العربي.
لكن وفي هذه الأيام أعتقد أن السلام سيتحقق بالطريقة المعاكسة أي أن توسيع رقعة المصالحة بين إسرائيل والعالم العربي بالذات هو الذي من شأنه دفع السلام الإسرائيلي الفلسطيني إلى الأمام".
كما قلت حينها مضيفًا: "للتوصل إلى هذا السلام، يتعين علينا النظر ليس فقط إلى أورشليم ورام الله وإنما إلى القاهرة، وعمان، وأبو ظبي، والرياض وغيرها من الأماكن".
هذه لم تكن عبارة عن نبؤة بل سياسة متسقة وممنهجة أقودها والتي استغرقت عملية تغلغلها عدة سنوات.
والحمد لله إنها تغلغلت وما زالت تتغلغل. حيث أتوقع انضمام مزيد من الدول العربية إلى دائرة السلام معنا.
إنه لتحول تاريخي يدفع عملية السلام مع العالم العربي أيضًا قدمًا، والذي من شأنه في نهاية المطاف أن يدفع السلام، بمعنى السلام الحقيقي، والقابل للمراقبة والآمن مع الفلسطينيين إلى الأمام.
أتوجه بالشكر لجهات مختلفة ساهمت على مدار سنين طويلة في إقامة العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، وفي طليعتها جهاز الموساد كما دعوني أشير إلى مبعوثي الخاص للعالم العربي المحامي يتسحاك مولخو، ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات وفريقه. إنني أشكركم جميعًا.
والشكر الخاص على دفع معاهدة السلام قدما موجه إلى شخص آخر ألا هو السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، الذي أنجز عملاً استثنائيًا، بأسلوبه المتواضع والمهني، سويةً مع طاقم البيت الأبيض ونظيره سفير الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن.
وبطبيعة الحال دعوني أعبّر مجددًا عن بالغ امتناني للرئيس ترامب وللشيخ محمد بن زايد، اللذين أفضى التعاون القائم معهما إلى هذا الحراك التاريخي الذي يُعدّ في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل إسرائيل ولمستقبل المنطقة برمتها".
***
كانت هذه هى آخر تصريحات نتنياهو تعقيبا واحتفالا وترويجا للعلاقات الاماراتية الاسرائيلية. هذا هو ما يقدمه الصهيونى الارهابى اللص لفلسطين والدول العربية، فهل يتوب أنصار السلام من "الواقعيين العرب"، ويتطهرون ويثوبون الى رشدهم الوطنى؟ أم سيتسابقون لاعادة تأهيل أنفسهم وتكييفها من أجل عرض خدماتهم على أسياد العصر العربى/الصهيونى الجديد؟
****
18 اغسطس 2020

17 أغسطس 2020

للمطبعين والمتواطئين والصامتين: لماذا نعادى الصهيونية واسرائيل؟

بثلم : محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

لا شك ان الردة ليس فى الأديان فقط، ولكن فى الثوابت والمبادئ والسياسات والمواقف الوطنية كذلك؛ وآخر جرائم الردة فى العالم العربى، كان الاتفاق والتحالف الجديد بين الامارات والعدو الصهيونى. وبينما كانت الجريمة فجة وصادمة وكاملة الاركان، خرج علينا عدد من الكتاب والصحفيين والسياسيين، يميعون القضية ويزيفونها ويبحثون للامارات عن حجج وذرائع، فى تواطؤ وتضليل اجرامى لا يقل فجاجة عن الجريمة الاصلية. الى مثل هؤلاء والى كل من يمكن ان يـتأثر باكاذيبهم، نعيد التأكيد على الثوابت التالية:

·منذ تشكلت الحركة الصهيونية فى اواخر القرن التاسع عشر وهى تهدد وجودنا و تغتصب اراضينا وتعتدى علينا وتذبح اهالينا وتقتلنا وتطردنا من اوطاننا وتتحالف مع مستعمرينا.

·وبسببها هى والاستعمار، وعلى امتداد اربعة أجيال، ونحن نعانى من العجز عن الاستقلال والعجز عن التطور والعجز عن العيش حياة طبيعية آمنة مثل باقى شعوب الارض.

·لقد كان المشروع الصهيونى وما زال بالنسبة لنا كاللعنة التى افسدت كل شىء وحولت حياتنا الى جحيم يومى وحرمتنا من ابسط الحقوق الانسانية وهى حق الوجود الآمن والمستقر، حق الاختصاص بالوطن فى هدوء وسلام وسكينة وبدون منازعة أو تهديد.

· ان الصهيونية فى كلمتين هى حركة استعمارية، عدوانية، استيطانية، احلالية، توسعية.

· وهي تزيف تاريخنا وتاريخ العالم وتهدد وجودنا فتدعى اننا نحن العرب نمثل احتلالا لهذه الارض منذ الغزو(الفتح) العربى الاسلامى.

· وتدعى ان اليهود هم اصحاب الارض الحقيقيين فى المنطقة الواقعة بين النيل والفرات (ارض الميعاد)، وأن اليهود فى كل انحاء العالم يمثلون امة واحدة وشعبا واحدا، ولهم وطن واحد هو الارض التى نعيش نحن عليها منذ آلاف السنين.

·كما تدعى ان باقى الارض العربية ايضا ليس ملكا للشعب العربى بل هى ملكا للشعوب التى كانت تعيش هنا قبل الغزو العربى.

· والصهيونية حركة عنصرية تعتبر ان اليهود شعب ممتاز متفوق على غيره من الشعوب وبالتالى هى تضعنا نحن وباقى البشر من غير اليهود فى منزلة دنيا فى سلالة الجنس البشرى، وتعطى لنفسها حرية وحق التعامل معنا بكل الوسائل والأساليب التى تتناسب فى منظورها مع الكائنات الأدنى منزلة منها.

· والحركة الصهيونية حركة ارهابية فى اصولها وجذورها وسلوكها، فالعربى الصالح عندها هو العربى الميت أو المستسلم. والإرهاب الصهيونى ليس مجرد وسيلة بل هو غاية فى حد ذاته، وهو ما نراه يوميا على امتداد أكثر من قرن من الزمان وآخره هو المذابح الاخيرة لأهالينا فى فلسطين.

·والمشروع الصهيونى يستهدف مصر والامة العربية كلها بقدر ما يستهدف فلسطين.

· والصهيونية صنيعة للاستعمار الغربى؛ الأوروبى والأمريكى وحليفة لكل القوى التى تعادينا وتحتل بلادنا وتنهب ثرواتنا.

·وهي قاعدة عسكرية واستراتيجية رخيصة للامبريالية العالمية ونقطة ارتكاز ووثب لها فى قلب الوطن العربى لضرب امانى الامة العربية فى التحرر والوحدة والتقدم، فهى مصدر تهديد دائم، فالتحرر من ايهما يستدعى التحرر من الاخرى بالضرورة.

·ودولة الصهاينة المسماة بـ (اسرائيل) هى كيان حاجز بين مشارقنا ومغاربنا، مما يعيق وحدتنا القومية، تلك الوحدة التى كان من الطبيعى ان تتم منذ زمن بعيد لتلحق بوحدات كبرى اخرى كالوحدة الالمانية والوحدة الايطالية وغيرها. ولكن بدلا من ذلك، حرمنا من هذا الحق الطبيعى، بل تم تقسيمنا كغنائم حرب بعد الحرب العالمية الاولى، وتم تدعيم التقسيم بانشاء اسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية.

· والصهيونية حركة لا ولن تكتفى بكل اعتداءاتها علينا، بل هى تسعى الان لمزيد من تفتيت وتقسيم الوطن العربى الى مجموعة من الدويلات الطائفية الصغيرة تحل محل الدول العربية الحالية، وهى فى سبيل ذلك تحاول زرع الفتن الطائفية بيننا؛ جاء فى مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية: ((ان تفتيت مصر الى اقاليم جغرافية منفصلة هو هدف اسرائيل السياسى فى الثمانينات على جبهتها الغربية، وان مصر المفككة والمقسمة لا تشكل أى تهديد لاسرائيل))

· والدولة الصهيونية تفعل كل ذلك وستفعله وتصر عليه مع كل العرب حتى من وقعت معهم معاهدات سلام، فمؤامراتها على مصر لم تنتهِ، ومحاولتها المستمرة لحصارنا عسكريا واقتصاديا، والتجسس علينا واختراقنا وايذائنا، والتهديد بالعدوان علينا، وتأليب المؤسسات الدولية علينا وغيره الكثير، سياسة ثابتة ومستمرة، فقد قال بيجين ((لن يكون سلام لشعب اسرائيل ولا لارض اسرائيل ولا حتى للعرب ما دمنا لم نحرر وطننا باجمعه بعد، حتى لو وقعنا مع العرب معاهدة صلح وسلام))

·والكيان الصهيونى معادٍ لنا ولن يتركنا فى سلام حتى لو اخترنا السلام معه. فعاجلا ام آجلا سيكرر العدوان علينا كما فعل فى 1956 و1967. قال بيجين بعد ان وقع مع السادات اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979:((سنضطر الى الانسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الاطراف. سيناء تحتاج الى ثلاثة ملايين يهودى على الاقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الاتحاد السوفيتى او الامريكتين الى اسرائيل سنعود اليها وستجدونها فى حوزتنا)).

 وجاء في مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية: ((ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى يجب أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم)).

· وقال آفى ديختر وزير الامن الداخلى الاسرائيلى عام 2008 ((سنعود الى سيناء ان تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل))

· والصهاينة يريدون مصر ضعيفة منكفئة على نفسها معزولة داخل حدودها، قال موشى ديان أن من أهداف العدوان على مصر 1956 ((القضاء على جيش النيل وحشره فى أرضه))

·والصهاينة يريدون سرقة دور مصر القيادى فى المنطقة، قال شمعون بيريز فى مؤتمر اقتصادى بالدار البيضاء عام 1994: ((ان مصر قادت الشرق الأوسط 40 سنة وهذه هى النتيجة، واذا تركتكم إسرائيل تقود ولو عشر سنوات فسوف ترون))

·وإسرائيل اصبحت هى القوى الاقليمية العظمى فى المنطقة بعد خطف مصر عام 1979، فهى تشن اعتداءاتها على من تريد فى فلسطين أو لبنان او العراق او السودان او سوريا، بلا معقب، وتعمل على نزع أو تقييد السلاح العربى والاقليمى، لتحتفظ لنفسها بالتفوق النوعى على الدول العربية مجتمعة.

· وإسرائيل هى التى اعتدت على مصر مرتين فى 1956 و1967 ولم تنسحب من سيناء الا بعد اشتراطها تجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات، وعدم دخول اى قوات مصرية اضافية الا باذنها.

 بل ومن أجل اسرائيل، قام الامريكان بالتعاون مع نظام السادات ومبارك الذى لا نزال نعيش فيه حتى اليوم، بتفكيك مصر التى انتصرت فى 1973، وتصنيع مصر أخرى على مقاس أمن اسرائيل ومصالح أمريكا.

· واسرائيل ارتكبت ولا تزال فى حق مصر وباقى الشعوب العربية مئات من المذابح الاجرامية، التى لم يحاسبها أحدا عليها.

· و(اسرائيل) استغلت ضعفنا وخوفنا وتخاذلنا، فقامت بسن وترسيخ قانونا عنصريا فى المنطقة، وهو أن (الاسرائيلى) كائن مقدس لا يجوز لمسه أو ايذائه، بينما تستبيح هى دمائنا كل يوم.

·  و(إسرائيل) هى بطلة كل قضايا التجسس التى تم كشفها فى مصر فى السبعين عاما الماضية.

· وهى وهى ...

***

· أما فلسطين حبيبتنا وشقيقتنا وبوابتنا الشرقية، فهى ارض عربية منذ الفتح العربى الاسلامى وقبله، اختصصنا بها على امتداد أكثر من 14 قرن وعشنا عليها ولم نغادرها ابدا. وقاتلنا من اجلها جيلا وراء جيل، ونجحنا من قبل فى تحريرها من الغزو الأوروبى 1096 – 1291.

·ولقد عشنا معا فى مصر وفلسطين أمة واحدة فى كنف دولة واحدة على امتداد قرون طويلة الى قام التحالف الغربى الاستعمارى بعزل مصر عام 1840 فى معاهدة كامب ديفيد الأولى المعروفة باسم معاهدة لندن، قبل أن يعزلها مرة ثانية فى ترتيبات سايكس بيكو، ومرة ثالثة فى اتفاقيات كامب ديفيد 1978.

· وعلى امتداد قرون طويلة وحتى وقت قريب، اختلطت دماء شهدائنا جميعا على أرضنا الواحدة الطيبة فى مواجهة هذا العدو المشترك.

· واليوم ان تركنا (اسرائيل) تستكمل اغتصاب فلسطين فى هدوء، وتقضى على مقاومتها، وتبيد شعبها، وتعيش مستقرة آمنة على أرضها، وتستجلب مزيد من المهاجرين اليهود اليها، وتواصل بناء دولتها القوية الاستعمارية الارهابية العدوانية على حدودنا الشرقية وفى القلب من امتنا العربية، فسنجدها فى القريب العاجل تشن عدوانا جديدا علينا، أو تفرض مزيد من الشروط والقيود علينا، أو ترسخ وتقوى من تفوقها وهيمنتها العسكرية على المنطقة.

*****

17 أغسطس 2020