09 يناير 2015
موقع أمريكي: إسرائيل وراء تفجيرات "تشارلى إبدوا" الفرنسية
وجه موقع "انترناشونال بيزنس تايمز" الأمريكي اتهامًا للموساد الإسرائيلي بالضلوع في حادث اقتحام مقر مجلة "شارلى إبدوا" وقتل 12 شخصًا بالمجلة بينهم 4 من رسامي الكاريكاتير.
وأشار الموقع الأمريكي: أن الموساد رغب في الانتقام من تصويت البرلمان الفرنسي لصالح فلسطين بالإضافة إلى تصويتها لصالح المشروع الفلسطيني في الأمم المتحدة؛ فقام الموساد بالهجوم على مقر المجلة لإلصاق التهمة بالمسلمين.
وأفاد إلى أن هجوم المجلة على "أبو بكر البغدادي"، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، كان فرصة للموساد
08 يناير 2015
العائلة / الجناح السري لـ "فرسان مالطا" في مصر .. أو .. غزال البر!
بقلم : محمد رفعت الدومي
من هم "فرسان مالطا"؟
هي منظمة خيرية ممتلئة بالروح الصليبية مقرها "الفاتيكان" منذ عام "1834"، ودولة يعترف بها القانون الدولي، تتمتع بحق إصدار جوازات سفرخاصة بها، إضافة إلى طوابع بريدية، وقطع نقدية ذات قيمة معنوية لا تستخدم كعملة!
هذه إجابة تقليدية من فوق السطح، لكن، لإجابة من تحت السطح عن هذا السؤال يجب أن نبحر في التاريخ حتي استرداد "صلاح الدين" لـ "بيت المقدس"!
لقد باءت كل الحملات الصليبية بالفشل التام، مؤقتاً، وعاد فلول الصليبيين إلي "أوروبا"، ثم، استداروا مرة أخري، بأساليب أخري، واحتلوا، مجاناً، كل شبر أسال المسلمون فيه دماء أجدادهم، ليس هذا فقط، إنما، هم الآن يديرون شئون الكوكب من القطب إلي القطب، وهذه إحدي المفارقات الغريبة التي تلحق بالمرء عند تأملها ما يشبه الجنون!
معروفٌ أن أبرز فصيلين يلمعان كالخنجر في كل الحملات الصليبية هما: "فرسان المعبد" و "فرسان القديس يوحنا" أو "الهوسبتاليين"، لكن، يخفي علي الكثيرين أن كل الصراعات النشطة الآن ومنذ قرون مضت علي سطح هذا الكوكب هي مجرد صدي لتلك الحرب السرية بين هذين الفريقين!
لكن الغريب في الأمر أنهما لم يتفقا إلا علي شئ واحد، وهو العمل علي نشأة "اسرائيل" وتجذيرها في كل شبر من الأرض التي ورد ذكرها في التوراة!
كما أن "البروتستانتية"، أكبر حركة احتجاجية أوجعت الكنيسة وحولتها إلي أطلال فلكلورية ومجرد دار مناسبات، كانت تعقيباً علي هذا الصراع أيضاً!
والآن..
من الثابت أن "فرسان المعبد" قاموا بحفائر أسفل "هيكل سليمان" حيث كانوا يسكنون، وهذا هو الحدث الذي التقطه "دان براون" ووضعه في روايته التي كانت عند ظهورها حدثاً، "شيفرة دافنشي"!
من الثابت أيضاً أنهم عثروا علي شئ غامض، لا أحد يدري ما هو علي وجه الدقة، لكنه بالتأكيد كان مذهلاً بالقدر الذي يكفي ليجعلهم يتحولون من أشرس المدافعين عن المسيح إلي أشرس أعدائه علي الإطلاق!
لقد بلغ هذا العداء حداً صار معه التبول علي تمثال يرمز إلي المسيح والبصاق عليه طقساً يجب علي المبتدئين تجاوزه قبل الإنضمام إلي المنظمة السرية، هذه المنظمة هي الماسونية طبعاً!
هؤلاء، كانوا قد استوطنوا جنوب "أوروبا"، "فرنسا" خاصة، وهناك، قضى الملك "فيليب الرابع"، فيما بعد، علي معظم قادتهم، وعلي كثير من الناشطين من أعضاء ذلك التنظيم، كما صادر ممتلكاتهم الكثيرة باتفاق مع الكنيسة في "روما" تعقيباً علي إفراطهم في الهرطقة والسخرية من تعاليم المسيح!
وتوجه "الهوسبتاليون" إلي مدينة "صور" ثم رحلوا عنها واستولوا علي "ليبيا" ثم "عكا" ثم استقروا في جزيرة "قبرص"، ثم احتلوا "رودس" قبل أن يطردهم الأتراك منها ليستقروا في "مالطا"، وهناك، أسس أستاذهم "جان دى لافاليت"- وخلد اسمه في الوقت نفسه - مدينة "فاليتا"، العاصمة الحالية، قبل أن يفتك بهم ويسحقهم ويطردهم منها "نابليون بونابرت"، أحد أبرز الماسونيين علي الإطلاق عام "1798" انتقاماً لمذابح الكنيسة ضد "فرسان المعبد"، ولموقع "مالطا" الاستراتيجي بالنسبة لمن يريد غزو "مصر"، لكن، أعتقد أن الصورة سوف تظل مشوهة ما لم نعرف أن "نابليون بونابرت" كان أول من أطلق دعوة إلي كل اليهود في العالم للعودة مرة أخري إلي "فلسطين"!
علي الرغم من أن معاهدة "أميان" اعترفت، فيما بعد، بحقوقهم في السيادة على "مالطا" التي منحها لهم الملك "شارل الخامس" عام "1530"، غير أنهم لم يعودوا إليها قط قبل عام "1990" عندما عقدت المنظمة اجتماعاً كبيراً في ميناء "فالتا" حضره نحو "500" شخصاً من "22" دولة، يرتدون حلّة سوداء بصليب أبيض مزدوج الأطراف، ثم تغير بعد ذلك كل شئ!
لقد قرروا في ذاك الاجتماع أن يكونوا أقوي المرتزقة في العالم، وهو قرار كانوا قد اتخذوه قبل ذلك بسنين طويلةّ، كما قرروا ألا يسمحوا للمسيحية أن تكون عائقاً في طريق الوصول إلي هدفهم الأخير، نظام عالمي جديد من تصميمهم هم!
كانوا قد قرروا التحطيم عن عمد، كما قرروا أن يصبح كل شخص يقف في طريق مخططهم الكبير هدفاً مشروعاً، لقد اكتسبوا بعد هزيمتهم في "مالطا" لوناً من ألوان النزوع إلي الجريمة، وتناسلت، في المنافي، أفكارهم مع أفكار أخري كانت رحماً شهيراً للعنصرية!
فإنهم، عندما طردوا من "مالطا"، قد استقر الشطر الأكبر منهم في مدينة "سان بطرسبرج" الروسية، هؤلاء كانوا الأحسن حظاً!
من الجدير بالذكر، أن كنيسة "روسيا" أرثوذكسية في حين أنهم كاثوليك!
وهاجر شطر منهم إلي "الولايات المتحدة"، ولقد تزامن وصولهم مع اشتعال الحرب الأهلية هناك، وتأسيس منظمة "الكوكلوكس كلان"، وهي منظمة عنصرية تؤمن ظاهرياً بتفوق البيض على جميع الأعراق الأخري، وأن الملونين واليهود همج ولدوا فقط ليخدموا البيض، كما تؤمن بأن الكاثوليكية فقط هي طريق الرب الصحيح ثم تنكمش كل عقيدة بعد ذلك إلي مجرد هرطقة، وحدث أن ولدت علي الفور صلات وطيدة بين هؤلاء وبين هذه المنظمة العنصرية!
تماشياً مع قناعاتهم، كان أعضاء "الكوكلوكس كلان" يرتدون ثياباً بيضاً ويعتمرون قبعات بيضاء أيضاً، وذلك التقليد انتقل تلقائياً إلي "فرسان مالطا"، إذ أصبح رمز "القديس يوحنا" هو صليب أبيض معلق في حبل أسود، وأصبح "الهوسبتاليون" يعرفون بـ "فرسان الصليب الأبيض"!
واضح طبعاً أنهم أذابوا بالفعل قناعات "الكوكلوكس كلان" في تعاليم المسيحية، وتأثروا بها، هكذا أعتقد، وكل ما صدر عنهم من تصرفات مريبة بعد مؤتمر "مالطا" يؤكد صحة هذا الاعتقاد!
لقد ثبت ضلوع المنظمة في احتلال "العراق"!
كما أثير غبار كثير حول انتماء "جورج بوش" الأب وأبيه وجده إلي "فرسان مالطا"!
من الجدير بالذكر أن لمنظمة "فرسان مالطا" علاقات دبلوماسية مع أكثر من مائة دولة منها "8" دول عربية، هي:
الأردن، مصر، السودان، الصومال، جزر القمر، لبنان، المغرب، موريتانيا!
من الجدير بالذكر أيضاً أن ليس للمنظمة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل"، مع ذلك، كان "شيمون بيريز" - تذكر هذا الاسم جيداً فسوف نحتاجه بعد قليل - هو الذي طلب من "السادات" إقامة علاقات رسمية مع منظمة "فرسان مالطا" فكانت السفارة التي الآن موجودة في شارع "هدي شعراوي"، غير أن علاقة المنظمة بـ "مصر" أقدم من ذلك بكثير، بكثير جداً، الماضي .. تلك الجثة الأمينة!
والآن..
من هي العائلة / الجناح السري لـ "فرسان مالطا" في "مصر"؟
لحظة من التفكير السليم هي كل ما نحتاج لندرك أن الزمن دائري، متصل، لذلك، فالأحداث لا تموت إنما تمتد لتسكن أحداثاً أخري علي الدوام، حدث هذا مع أغنية تعري مدي البؤس الذي عايشه السكان الأصليين لهذا البلد المسكين جيلاً بعد جيل:
قولوا لعين الشمس ما تحماشي / أحسن "غزال البر" صابح ماشي
كثيرون سمعوا هذه الأغنية في شكلها الحديث:
قولوا لعين الشمس ما تحماشي / أحسن حبيب القلب صابح ماشي
لكن القلائل.. القلائل جداً، من يعرفون السبب الذي ولدت من أجله، ومن هو المقصود ب "غزال البر"!
في يوم الأحد "21" من فبراير العام "1910"، أطلق "إبراهيم الورداني"، الفتي النقي الذي كان قد درس الصيدلة في "سويسرا" علي "بطرس غالي"، رئيس الوزراء آنذاك، حفنة رصاصات وضعت حداً لحياته!
وقبض على "الورداني" واعترف بأنه ترك القتيل يتخبط في دمه تعقيباً علي خياناته الكثيرة، بداية من توقيع اتفاقية "السودان" التي أصبح لـ "إنجلترا" بسريانها السيطرة الفعلية على هذا البلد، مروراً بدوره الشهير في محاكمة "دنشواي" والحكم بإعدام أربعة من أهلها، بالإضافة إلي إعادة قانون المطبوعات الذي جعل حرية الرأي من التابوهات، وصولا إلى الاتفاق على مد امتياز قناة السويس..
المحكمة التي انعقدت برئاسة وعضوية عدة "شوارع" الآن في "القاهرة"، كلهم الآن "شوارع"، منهم "عبد الخالق ثروت"، أصدرت حكمها بإعدام "الورداني"!
لم يجد نفعاً دفاع أستاذ الجيل "أحمد لطفي السيد"، أنقي وأعظم المثقفين المصريين في ذاك الزمان، لا يشاركه البياض سوي "قاسم أمين" فقط، فهو، برغم حميمية العلاقة التي كانت تربطه بالقتيل أبي إلا أن يضع الأمور في نصابها، وقال في المحكمة كلاماً يتجاوز الشعر في "الورداني"، بينما اختلطت مشاعر "عباس العقاد" بحبره حتي نسب إلي "سعد زغلول" تلك الأغنية التي خرج المصريون يرددونها في الشوارع والأزقة عشية إعدام "الورداني"، نكاية في النظام الذي جرَّم الحزن علي ذلك الثائر:
قولوا لعين الشمس ما تحماشي / أحسن "غزال البر" صابح ماشي!
الأوقات الصعبة هي المحك الصادق لتمييز المزيف من الحقيقي!
ثمة حادثة أخري وقتيل آخر من هذه العائلة أقدم عمراً، سأستعير، قبل روايتها سطوراً من كتاب "السنكسار القبطي" وردت في (28) من شهر "برمهات"، يقول:
"وفي أيام هذا البابا أراد "محمد علي" باشا ضم الكنيسة القبطية إلى كنيسة "روما" بناء علي سعي أحد قادته البابويين وذلك مقابل خدمات القادة والعلماء الفرنسيين الذين عاونوا "محمد علي" باشا في تنظيم المملكة المصرية، فاستدعي الباشا "المعلم غالي" وابنه "باسيليوس" وعرض عليهما الموضوع، فأجابا الباشا بأنه سيترتب علي هذا الضم ثورات وقلاقل بين أفراد الآمة القبطية، وحقنا للدماء وتشجيعا لأمر الضم، سيعتنق هو وأولاده المذهب البابوي بشرط أن لا يكرهوا علي تغيير طقوسهم وعوائدهم الشرقية، فقبل الباشا منهما هذا الحل، وأعلنا بناء علي ذلك اعتناقهما المذهب البابوي، ولم ينضم إليهما سوي بعض الاتباع، واستمروا جميعا مع ذلك يمارسون العبادة في الكنائس القبطية!"
هذا يعني أنهم تحولوا عن الأرثوذكسية، هذه اللحظة تحديداً، كانت دائرة انضمام هذه العائلة إلي "فرسان مالطا" قد اكتملت!
ولقد كانت نهاية "المعلم غالي" نهاية بائسة جداً، يقول "شارع" آخر من شوارع "مصر"، وهو "نوبار" باشا فى مذكراته:
(فرض "محمد علي" باشا ضريبة جديدة -الفردة- الممقوتة، وهى ضريبة على الأفراد من الرجال والنساء والأطفال، وكانت الأساليب التى تستخدم فى جباية هذه الضرائب مروعة وتفجر فى كل مكان الشكاوى والإحتجاجات!
ومع ذلك لم تلغى هذه الضريبة نظرا للحاجة الشديدة إلى المال (للإنفاق علي حروبه)، وكان ضرورياً إتخاذ إجراءات لتهدئة سخط الناس!
ذهب "إبراهيم" باشا إلي "المنصورة" ومعه وزير ماليته "المعلم غالي أبو طاقية"، وجلس أمام المشايخ في شكل جمعية عمومية، هم يتحدثون ويشكون من كثرة الضرائب وفداحة تقديرها والقسوة في تحصيلها، وبعد أن استمع إليهم قال بصوت عال:
- إن الخطأ ليس خطأ أبى، إنهم يخفون عنه الحقيقة، إن صاحب فكرة فرض هذه الضريبة هو الخائن الذى ترونه هنا جالسا بجانبى!
(أشار بأصبعه علي "المعلم غالي" وزير المالية!)
ثم أخرج "إبراهيم باشا" المسدس من جيبه وصوبه تجاه "المعلم غالي"، وأفرغ الرصاصات في صدره وأرداه قتيلاً في لحظات أمام جموع الحاضرين الذين أصابهم الذهول والذعر، وإنسحب الشيوخ خارجين فارين من الاجتماع!
وهكذا تم إقرار العدالة وترضية الجميع بطريقة "إبراهيم" باشا، واعتقد الناس أن الضريبة ستلغي ولكن الذي حدث أن وزير المالية قتل والضريبة ظلت كما هي!)
كان لضريبة "الفردة" التي ابتكرها "المعلم غالي" تراكمات سوداء اختزنتها أعماق المصريين، إذ دفعت الكثيرين منهم إلي هجرة أرضهم في أغلب الأحيان أو الضرب الموسمي بالسياط حتي الموت أحيانا، أو الموت جوعاً، لذلك، تسربت النقمة علي ذلك الرجل إلي ألسنة النادبات، وثبَّتوا كراهيتهم له في أكثر من "15" مرثية شعبية أو "عدودة" ما زالت حتي الآن تتردد في المآتم، مآتم الجنوب خاصة، يقولون في واحدة منها علي لسان الميت:
قال للنصاري يا كلب يا ديري / هات الورق لا يحاسبك غيري
قال للنصاري يا كلب يا ملعون / هات الورق ها نحاسبك ونقوم
تأمل عبقرية القاع في "قال للنصاري يا كلب"، خطاب مفرد بصيغة الجمع، بدلاً من "قال للنصرانيِّ"، كأنهم يعتبرون "المعلم غالي" هو كل النصاري، لا النصاري كسكان عقيدة!
بعد كل إساءاتها في حق المصريين، كان يجب أن تختفي من المشهد السياسي للأبد هذه العائلة / الجناح السري لـ "فرسان مالطا" في "مصر"، خاصة بعد انقلاب "عبد الناصر" الذي قيل زوراً أنه جاء لينتصر للفقراء والمهمشين، غير أن هذا لم يحدث أبداً، بل ترهل وضعهم الاجتماعي بشكل مروع!
وحتي تكتمل الصورة يجب أن تربط بين كل ما سبق وبين هذه الأحداث المؤكدة:
1- كان "محمد علي" باشا في مطلع شبابه في "قولة" يواظب علي زيارة تاجر فرنسي كبير يسمي "مسيو ليون"، ولقد ترك ذلك الرجل أثراً يلمع كالسكين في شخصيته، ذلك الرجل كان من ممولي منظمة "فرسان الصليب الأبيض"!
2- كان اجتماع "فرسان مالطا" التاريخي في ديسمبر العام "1990"، أي، عقب اجتياح "صدام حسين" دولة "الكويت" بشهور قليلة..
3- اندلعت الحرب الكونية علي "العراق" بقيادة "الولايات المتحدة" عام "1991"، عقب اجتماع "فرسان مالطا" بشهور قليلة أيضاً..
4- أصبح "بطرس غالي"، في سابقة غير متوقعة الحدوث، أميناً عاماً للأمم المتحدة سنة "1992" وحتي سنة "1996"، بدعم قوي من "فرنسا" وحدها!
5- بموجب قرار مجلس الأمن رقم "986" لعام "1995" تم إقرار برنامج الأمم المتحدة "النفط مقابل الغذاء" وهو برنامج يسمح للـ "عراق" بتصدير جزء محدد من نفطه ليستفيد من عائداته في شراء الاحتياجات الإنسانية لشعبه، تحت إشراف الأمم المتحدة!
6- كان بطل أشهر الفضائح العالقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء هو اليهودي المصري الجذور "فريد نادلر" مالك شركة "AMEP " وشقيق "ليا نادلر" زوجة "بطرس غالي"، وهو، أيضاً، صهر "شيمون بيريز" الرئيس التاسع لـ "إسرائيل" الذي طلب من "السادات" إقامة علاقات دبلوماسية بـ "فرسان مالطا"، فالأخير هو عديل "بطرس غالي"!
كانت تلك الفضائح هي السبب المفصلي لمعارضة "الولايات المتحدة" القوية لولاية ثانية لـ "بطرس بطرس غالي" أميناً عاماً للأمم المتحدة لا تقريره عن مجزرة "قانا" كما يروج مؤرخو البلاط!
7- كان آخر قرارات الأمريكي "بول بريمر"، الحاكم المدني للـ "عراق"، قبل مغادرته "بغداد" بساعات قليلة هو منح شركة "بلاك ووتر" أو "الماء الأسود" حصانة قضائية ضد ملاحقة القانون، ذلك القرار لم يترك أي مساحة يتحرك فيها المتشككون في تلك العلاقة المشبوهة بين هذه الشركة الأمنية وبين "فرسان مالطا"!
ولقد تثور دهشة الكثيرين حين يعلمون أن أفراداً من شركة "بلاك ووتر" يقاتلون الآن جنباً إلي جنب مع "داعش" في "العراق" وفي "سوريا" وفي "من المحيط إلي الخليج" في الأيام القادمة!
8- كل نساء هذه العائلة المريبة من أبرز عضوات "النادي اليهودي" ولهن صلات قوية بنساء عائلة "شيكوريل" اليهودية، خاصة "ليلي شيكوريل" زوجة "بيير منديز" رئيس وزراء "فرنسا" اليهودي في منتصف الخمسينيات، كما عائلة "هرتزج"، تلك العائلة التي لعبت دوراً مفصلياً في تاريخ "إسرائيل" منذ نشأتها وحتي الآن!
9- تلك الظنون التي اشتعلت مؤخراً حول السيارتين الدبلوماسيتين اللتين شاركتا في دهس الثوار أثناء ثورة "25 يناير"، الثورة المصرية اليتيمة، لقد قيل أن قائديهما كانا من أعضاء سفارة "فرسان مالطا"، وهذا هو الأرجح، لقد كانوا متمسكين ببقاء وغدهم "مبارك" حتي اللحظة الأخيرة!
هل ثمة شكوك لم تتفتت بعد، أزيدك من الشعر بيتاً..
"يوسف بطرس غالي" جابي ضرائب الكريه "مبارك"!
وما أشبه الليلة بالبارحة، والحفيد بالجد، ذلك أن الحفيد أيضاً ابتكر ضريبة "الفردة" بلهجة القرن الواحد والعشرين، أو الضريبة العقارية!
وطبقاً لوثائق "ويكيليكس"، كان "يوسف بطرس غالي" عميلاً للـ "سي آي ايه" منذ نهاية السبعينيات، وكان "ستانسفيلد تيرنر" المدير رقم "12" لجهاز المخابرات الأمريكية هو الأب الروحي له، "تيرنر" هذا، عندما فقد وظيفته، لم يحرص قبل أن يترك مكتبه إلا علي أن يعهد إلي "ويليام كيسي" المدير الجديد لـ "سي آي ايه" بملف العميل "غالي"، وقد كان..
كما أن "يوسف بطرس غالي" هو الذي أمر باستثمار أموال التأمينات في البنوك الأميركية في "العراق"، وهذا الأمر يجعل كل الدوائر تكتمل من تلقائها!
لكن، ما هو كاشف أكثر من كل ما سبق، ويحسم كل جدل حول هذا الأمر، أن "كيا فريد"، أم "يوسف بطرس غالي" هي مستشارة سفارة "فرسان مالطا"!
هل اتضحت أبعاد الصورة؟
في النهاية..
هل تعرف من هي "وفاء بسيم" السفيرة التي اختارها النظام قبل أسابيع قليلة لتمثيله لدي منظمة، أو، دولة "فرسان مالطا"؟
كانت "وفاء بسيم"، مساعد وزير الخارجية لشئون مكتب الوزير في ذلك الوقت، هي التي وقَّعت على الأوراق التي أرسلت للجنة العليا لانتخابات الرئاسة لتثبت حصول والدة "حازم صلاح أبو اسماعيل" على الجنسية الأمريكية، وهي أبرز الناشطين في حملة ترشيح "عمر سليمان" للرئاسة، وإحدى الموقعات على بيان مطالبته بالترشح!
ليس هذا كل شئ..
من المؤكد أن مكتب التحكيم الدولي الشهير المملوك لليهوديين "بيكر و ماكنزي"، ويحمل اسمهما أيضاً، قد لعب في استبعاد الشيخ "حازم" من سباق الرئاسة دوراً جذرياً، وهذا عادي، لكن، سوف تصاب بالذهول عندما تعرف من الذي يدير هذا المكتب!
رجل الأعمال "طاهر حلمي" هو الذي يدير مكتب "بيكر و ماكنزي"، ورجل الأعمال "طاهر حلمي" نفسه هو الذي هرب من "مصر" علي متن نفس الطائرة التي حملت "بطرس غالي" إلي "لندن"!
هل اتضحت لك الآن هوية الذين يديرون "مصر"؟
"فرسان مالطا" وأجنحتهم المحلية بكل تأكيد، وعليه، فمن الآن وحتي إشعار آخر، من قال لك ألقاباً صناعية لا تمت إلي الواقع بصلة مثل "الدكر" و "الزعيم الملهم" و "المنقذ"، فاخلع حذائك واضربه، أو، اقتله، فأمثال هؤلاء، لا يستحقون الحياة بعد ثورة عظيمة أهدت إليهم الحرية بكل تجلياتها وصورها فأضاعوها ارتجالاً!
الشيماء ابنة الرئيس مرسي : المواجهة كانت حتمية بين المشروعين الاسلامى والصهيونى
وجهت الشيماء ابنة الرئيس الدكتور محمد مرسي كلمة قالت انها امانة يجب ان تصل الى كل لبيب وحكيم.
وقالت في تديونة لها على حسابها في الفيس بوك :
كلمة من الامانة ان تصل الي كل لبيب
قال لنا ابي الحبيب ليلة الانقلاب واعادها علي مسامعنا في يوم زيارته الوحيدة منذ اختطافه :"
يجب ان تعلموا ويعلم الناس اني ما خنت الله فيكم ابدا واني فعلت ما بوسعي حتي اجنب هذا الشعب الدماء والاهوال وما فعلت ما فعلته الا عذرا الي الله تعالي حتي اذا لقيته لا الاقيه ويدي ملوثة بدم مصري واحد واذا سألني فيما حملني من مسؤولية الناس اعذر اليه اني ما القيت الراية من يدي حتي ولو دفعت حياتي الثمن.
لقد حاولنا جاهدين ان نجنبكم هذا الصراع واراقة الدماء "
الخلاصة:
المواجهة كانت حتمية بين المشروع الاسلامي بمفهوم دولة الحرية والديموقراطية والعدالة والنهضة الرائدة والقيادة للامة والمشروع الصهيوني الذي احتل بلادنا عن طريق دولة الفساد والاستبداد والظلم واكل حقوق الناس والافقار والاذلال والتبعية
وهذا بالضرورة له فاتورة واجبة الدفع من طلاب الحرية وعشاق الشهادة والجنة
ومن تربوا علي موائد القرآن
وهنا السؤال لماذا هم دون غيرهم ؟
والاجابة بسيطة للغاية :سنة الله في عباده الصالحين لتكون اختبار لما تربوا عليه وافراز جيل قادر علي الريادة والقيادة وهذا لا يتأتي الا بالصهر الذي يحدث الآن
رسالة الي الاحباب اللذين يتهمون الرئيس الشرعي المختطف بان طيبته كانت السبب فيما نحن فيه :
يا أحباب كما اتفقنا فان المواجهة كانت حتمية ولو كان الرئيس بدأ الصدام منذ بعيد لكانت حدثت في وقتها ولكنه اراد تجنيبنا هذا الامر اجتهادا منه ان التفتيت المرحلي لدولة الفساد يمكن ان يجنبنا الويلات والدماء افضل من الصدام الكلي
وهم انتظروا ولم يصطدموا ظنا منه ان نظامه سيتآكل من تلقاء نفسه وينهار نتيجة للظغوط كلنا نعلمها وهذا لم يحدث فبدأوه علشان يلحقوا نفسهم من الآخر قبل ما تبتدي الانجازات تبان علي الارض
فحنانيكم
د. صبري صيدم يكتب : مجلس الأمن يقرر إبقاء فلسطين تحت الاحتلال
■ إذا فليبق الفلسطينيون تحت الاحتلال ولتذهب إلى الجحيم مفاهيم الحرية والاستقلال والخلاص والديمقراطية، ولتنتحر حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. فالخلاص والحرية وقلب الأنظمة وتدمير الدول بحجة الديمقراطية، لن يكون إلا لخدمة إسرائيل التي تتوقف عند أبوابها كل المفاهيم التي يتغنى بها من يسمون أنفسهم عالماً حراً.
بل يذهب العالم «الحر» إلى الضغط على دولٍ مسلمة ودولٍ وقفت لعقودٍ طويلة إلى جانب الشعب الفلسطيني بمعاناته وجراحه لتصوت ضد فلسطين. فأمريكا التي انتفض من أجلها العالم الحر الحقيقي لصالح الرئيس المرشح الذي حمل شعار «نعم نستطيع» ووقف بعد فوزه في جامعة القاهرة ليلقي خطاباً تاريخياً انتصاراً لحقوق الفلسطينيين ودعماً لوقف الاستيطان، عاد وعادت معه أمريكا ليصبحا عرابين للتصويت ضد فلسطين، أو الامتناع عن التصويت لإفشال قرارها في مجلس الأمن.
ليس هناك حقيقة ما يبرر ولا يفسر ولا يعلل بأي حالٍ كان، أو موقفٍ ما أو تعليلٍ معين أن يصوت من صوتوا في مجلس الأمن ضد القرار، بغض النظر عن صياغاته التي تغيرت مراراً وتكراراً استرضاءً لصالح دولٍ عدة.
ولا يعقل أن يقال في مشروع قرار يدعو لحل الدولتين والتعايش وحسن الجوار والأمن المشترك، بأنه «غير مفيد» و «يعقد الأمور» ولا «يتناسب مع المرحلة»، بل يقال نعم لحروب العراق والبلقان والصومال والربيع العربي المنكوب، التي جرت في مجملها كوارث الدنيا.
وتسألون اليوم لماذا ولدت «القاعدة» و»داعش» وغيرهما، ولماذا بدأ التطرف بالازدهار؟ وتتسارعون لعلاج تبعات المرض لا جذوره ومسبباته.
إن التصويت ضد مشروع القرار الفلسطيني والامتناع عنه إنما هو تصويت ضد الشعب الفلسطيني وكل البرلمانات التي قالت نعم لفلسطين، ولا للاحتلال الصهيوني وهو بمثابة مباركة للاحتلال والمصادقة على بقائه واستدامته، لكن التصويت ضد القرار على إيلامه ومرارته، إنما يفتح الباب أمام الفلسطينيين لتوسيع دائرة خياراتهم والوقوف عند الذات ومراجعة حساباتهم والتركيز على إنهاء الانقسام ومحكمة الجنايات الدولية وتفعيل سلاح المقاطعة.
اليوم انكفأت فلسطين في مجلس الأمن وهي التي اعتادت النهوض من تحت الركام. لذا فإن ركاماً آخر اليوم ينتظرنا جميعاً للنهوض من تحته حتى نموت واقفين ولن نركع، عندها سيكون الفيتو الفلسطيني جاهزاً.
٭ كاتب فلسطيني
د. بشير موسى نافع : أوهام اقتلاع الإسلاميين على نمط الخمسينات والستينات
لم تكن نتائج استطلاع الرأي الذي قام به المعهد العربي – الأمريكي حول موقف الرأي العام في المشرق من الإخوان المسلمين مفاجئة. المفاجىء أن هناك في العالم العربي من رجال حكم ومثقفين وإعلاميين من يعتقد أن بالإمكان استعادة نمط الخمسينات والستينات في اقتلاع القوى الإسلامية السياسية أو تهميشها. في رؤية ماركس الشهيرة، يتجلى التاريخ مرة في صورة مأساوية، ولكنه لا يعيد نفسه إلا بصورة هزلية. أما في العالم العربي، فيبدو أن ثمة مأساة دائمة، مأساة في التجلي الأول للتاريخ وفي إعادة التاريخ لنفسه.
ما يقوله استطلاع المعهد الذي يديره جيمس زغبي، ولا يعتبر صديقاً للإخوان بأي صورة من الصور، أن 43 بالمئة من المصريين ينظرون بإيجابية للإخوان المسلمين ودورهم في الحياة العامة، وأن النسبة ترتفع إلى 51 و53 بالمئة على التوالي في تركيا والسعودية؛ بينما ينظر 44 بالمئة من المصريين للإخوان ودورهم بصورة سلبية. تختلف الأرقام في الإمارات بصورة ملموسة، وليس لصالح الإخوان؛ ولكن باعتبار حجم الجاليات الأجنبية الهائل، مقارنة بحجم الإماراتيين، فمن العبث البحث عن رأي عام إماراتي، على أية حال. وتنبع أهمية نتائج الاستطلاع في مصر والسعودية من أن الدولة في كلا البلدين تعهدت منذ أكثر من عام حرباً شعواء على الإخوان. في مصر، التي عاشت ثورة شعبية في كانون ثاني/يناير 2011، كان ثمة صعود إخواني سياسي كبير، تجلى في أن الإخوان كانوا أصحاب الكتلة البرلمانية الأكبر في مجلس شعب 2012، ثم في فوز د. محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني، بمقعد رئاسة الجمهورية في انتخابات صيف العام نفسه. ولأن انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية أديرتا بقدر معقول من النزاهة، فثمة سجل لشعبية الإخوان يمكن العودة إليه.
فاز الإخوان بـ 42 من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأولى بعد ثورة كانون ثاني/يناير؛ ونظراً لحشد قطاع ملموس من مؤيدي الثورة من غير الإخوان، استطاع د. مرسي الفوز بما يقارب 52 بالمئة من الأصوات. الرقم الأول هو بالتأكيد الأقرب لحجم الإخوان في الشارع المصري، وهو ما يؤكده استطلاع رأي آخر، قامت به جماعة الإخوان المسلمين في ربيع 2013، توقعاً لعقد انتخابات برلمانية ثانية، بعد حل مجلس الشعب السابق، أعطى الجماعة ما يقارب 40 بالمئة من الأصوات. وهناك تقارير تفيد بأن السفارة الأمريكية أوكلت لشركة مصرية مهمة القيام باستطلاع رأي عقب انقلاب 3 تموز/يوليو 2013، وأثناء اعتصام رابعة، جاء هو الآخر بنتيجة أكدت أن نسبة التأييد الشعبي للإخوان تزيد قليلاً عن 38 بالمئة. نحن إذن أمام قاعدة شعبية صلبة، لم تتأثر لا بالهجمة الإعلامية الشرسة على رئاسة مرسي، سيما في الأشهر الستة الأولى من 2013، ولا بالانقلاب عليه وما تلاه من حملة متعددة الجوانب.
واكب إطاحة الرئيس مرسي ولادة مشروع لم يحمله الحكام الجدد في مصر وحسب، بل وعدد من الحكام العرب الآخرين، وقطاع من الكتاب والمثقفين والإعلاميين المصريين والعرب: أن من الضروري اقتلاع جماعة الإخوان المسلمين، والقوى الإسلامية الأخرى القريبة منها، من جذورها، وأن تحجيم الإسلاميين، ودفعهم إلى هامش الحياة العامة، طريق الاستقرار الضروري. ولم يكن خافياً أن هذا المشروع يستلهم الحرب الشعواء التي تعهدها عدد من الأنظمة العربية، الجمهورية، قومية التوجه، في الخمسينات والستينات، التي كانت مصر الناصرية ساحتها الأولى. ليس هذا مجال استعادة أسباب الخلاف بين عبد الناصر والإخوان (الذي كان أقرب لخلاف أبناء العائلة الواحدة)، ولكن ما أفضى إليه كان هائلاً بكافة المقاييس، وسرعان ما أصبح النموذج الذي اتبعته، بهذا القدر أو ذاك، دول مثل الجزائر، تونس، العراق، ليبيا، ثمسوريا. اعتقل عشرات الآلاف من الإخوان المسلمين، حيث تعرض أغلبهم لتعذيب بشع، وحوكموا أمام محاكم خاصة أو عسكرية، تفتقد أدنى درجات العدالة. كما أجريت عملية تطهير واسعة النطاق لأجهزة الدولة ومؤسساتها، بما في ذلك التعليمية منها، من الإخوان أو من يشتبه بعلاقاته الإخوانية، ومنع أبناء الإخوان من الالتحاق بمؤسسات الدولة الأمنية. وفي موازاة ذلك كله، تعهدت وسائل الإعلام والتوجيه والثقافة والفنون الرسمية حملة تشويه للإخوان، وحملة أوسع للسخرية من الدين، ومكافحة مظاهر ودوائر التدين، على أساس أن هذه الدوائر هي من توفر الحاضنة للإخوان؛ بينما عملت الدولة على إحكام قبضتها على المؤسسة الإسلامية الرسمية، سياسياً وأمنياً.
خلال العام الماضي، شهدت مصر وعدد من الدول العربية الأخرى، بما في ذلك الإمارات والسعودية، والأردن بصورة أقل نسبياً، حملة شبيهة على الإخوان والتيار الإسلامي السياسي. وبالنظر إلى الصعود الإسلامي الحثيث خلال السنوات القليلة الماضية، إلى الانحسار المتسارع في مقدرات شرعية الدولة العربية، وإلى التطور الفائق في وسائل المراقبة والإحصاء والقمع، تستمر الحملة بصورة أكثر دموية وبشاعة مما كانت عليه في سنوات الخمسينات والستينات. ولكن الهدف واحد: الاستئصال إن أمكن، أو الإضعاف البالغ، بصورة تجعل أثر الإخوان والإسلاميين على الحياة العامة هامشياً. ما يغيب عن متعهدي هذه الحملة، حكاماً ومثقفين وكتاباً وإعلاميين، أن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ليس الخمسينات والستينات، وأن هذه الحملة ستنتهي إلى الفشل.
تشهد بلدان المشرق العربي ـ الإسلامي، حالة نهوض إسلامي، أو صحوة، أو سمها ما شئت، غير مسبوقة منذ بداية عصر التحديث العثماني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. من ينضوون في التيار الإسلامي السياسي، أو يؤيدونه، أضعاف نظرائهم في الخمسينات والستينات، وهم اليوم أقرب إلى تمثيل شعوبهم أكثر مما كانوا عليه قبل نصف قرن، من حيث أنهم ينحدرون من كافة الطبقات والفئات الاجتماعية. وربما تعود ظاهرة التعدد الملموسة في المعسكر الإسلامي، أو ما يمكن أن يسمى فوضى الخارطة الإسلامية، إلى أن حجم التيار الإسلامي بات أكبر بكثير من الإخوان المسلمين، الذين كانوا الهدف الوحيد لحملات الاستئصال والقمع في الخمسينات والستينات. بل ربما يمكن القول أن الحالة الإسلامية أكبر من كل التنظيمات الإسلامية مجتمعة، الإصلاحية والمسلحة، الإخوانية والسلفية والليبرالية، على السواء.
لا يعود هذا النمو المستمر في الحالة الإسلامية إلى براعة القوى والتنظيمات الإسلامية، ولا إلى جاذبية شعارات الدولة والحكم التي تطرحها هذه التنظيمات؛ بل إن أغلب قوى التيار الإسلامي الإصلاحي، والإخوان على رأسها، لم تعد تتبنى خطاب الدولة الإسلامية منذ عقود. ما يؤسس لهذا النمو إخفاق الدولة العربية الحديثة المزمن في التعامل مع مسألة دور وموقع الإسلام في المجال العام، واعتقاد قطاعات واسعة من الشعب بأن الإسلاميين وحدهم من يمكن الثقة في حراستهم للدين وقيمه. إضافة إلى ذلك، واجه الإخوان في النصف الثاني من القرن الماضي أنظمة ذات مشروع، قادها زعماء أصحاب كاريزما، خاضوا نضالاً حقيقياً ضد النفوذ الأجنبي في حقبة الاستقلال وما بعد الاستقلال، وتمتعوا بشعبية لا يمكن إنكارها. أما اليوم، فيواجه الإسلاميون أنظمة حكم أقلوية، بالمعنى الاجتماعي أو السياسي أو الطائفي، تعاني من عجز متفاقم في شرعيتها، ولا تتمتع بأي مصداقية أخلاقية أو شعبية. وبالرغم من التطورات الهائلة في وسائل الرقابة والتحكم والقمع، فهناك تطورات موازية في وسائل الاتصال والمعرفة والثقافة، تجعل من احتكار أنظمة الحكم لعملية بناء الوعي الجمعي أمراً مستحيلاً.
كان للمواجهة بين الإسلاميين وأنظمة الحكم في الخمسينات والستينات عواقب مأساوية على الاجتماع والسياسة في البلدان العربية، وتشهد دول المجال العربي اليوم بفعل الحملة المستعرة على الإسلاميين مناخاً لا يقل مأساوية. وقد لا تؤدي الحملة على الإخوان والإسلاميين الإصلاحيين إلا إلى تعزيز جماعات العنف الإسلامية المسلحة. ولكن أحداً لا يجب أن يتسرب إليه الشك في أن هذه الحملة ستخفق، وأن المجال العربي سينتقل في النهاية إلى حقبة من الحرية والديمقراطية، توفر للشعب حقه كاملاً في تقرير موقع الإسلام ودوره في حياته العامة.
٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)