اصبحت فلسطين امس دولة مراقبا في الامم المتحدة بعد عملية تصويت تاريخية في الجمعية العامة للامم المتحدة. ووافقت الجمعية العامة للامم المتحدة على رفع التمثيل الفلسطيني الى صفة «دولة غير عضو مراقب» باغلبية 138 دولة مقابل 9 ضد وامتناع 41 دولة عن التصويت.
وقد أعلنت الولايات المتّحدة مسبقا أنّها ستصوّت ضدّ القرار، كما أكّدت كندا أنّها ستتخذ موقفا مماثلا. وبينما أوضحت معظم الدول الأوروبية أنّها ستصوّت بالتأييد للقرار، باستثناء امتناع بريطانيا وألمانيا عن التصويت.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب الجمعية العامة للامم المتحدة المنعقدة في نيويورك امس بـ»اصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين».
وقال عباس في خطاب امام الجمعية العامة «إن الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة اليوم بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين.. ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم»، مضيفا ان «العالم مطالب بتصحيح الظلم التاريخي الذي الحق بالشعب الفلسطيني» وان «اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان» الاسرائيليين.
وكانت الجمعية العامة بدأت في ساعة متأخرة من امس جلسة للنظر في طلب منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة، في خطوة تشكل انتصارا دبلوماسيا ومكسبا قانونيا للفلسطينيين رغم انها قد تعرضهم لخطر العقوبات.
وينص مشروع القرار الذي من المتوقع ان يجمع الاغلبية المطلوبة من اصوات الاعضاء الـ193، على منح فلسطين صفة «دولة مراقب غير عضو» في الامم المتحدة و»يعرب عن امله بان يقوم مجلس الامن بالنظر بشكل ايجابي» الى قبول طلب دولة كامل العضوية في الامم المتحدة الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ايلول 2011.
وطالب الرئيس الفلسطيني الجمعية العامة للامم المتحدة المنعقدة في نيويورك امس للنظر في طلبه رفع تمثيل فلسطين الى صفة دولة مراقب غير عضو بـ»اصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين». وقال عباس في خطاب امام الجمعية العامة «إن الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة اليوم بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم»، مضيفا ان «العالم مطالب بتصحيح الظلم التاريخي الذي الحق بالشعب الفلسطيني» وان «اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان» الاسرائيليين. واكد عباس في كلمته ايضا ان الهدف من رفع التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية هو «اطلاق فرصة جدية اخيرة لتحقيق السلام».
وقال «لم نأت هنا كي نضيف تعقيدات لعملية السلام التي قذفت بها الممارسات الإسرائيلية إلى غرفة العناية المركزة، بل لإطلاق فرصة جدية أخيرة لتحقيق السلام».
وشدد الرئيس الفلسطيني على ان الفلسطينيين لا يريدون «نزع الشرعية عن اسرائيل بل تاكيد شرعية دولة فلسطين».
وحذر عباس من ان «الاسرة الدولية امام الفرصة الاخيرة لانقاذ حل الدولتين». وقال «تجيء فلسطين اليوم إلى هذا المحفل الدولي الرفيع، ممثل الشرعية الدولية وحاميها، مؤكدين قناعتنا بأن الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين». واضاف «لا نريد نزع الشرعية عن اسرائيل بل تاكيد شرعية دولة فلسطين».
الى ذلك فانه من شبه المؤكد ان تعترف الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة فلسطينية ذات سيادة رغم تهديدات الولايات المتحدة واسرائيل بمعاقبة السلطة الفلسطينية بحجب أموال تحتاجها بشدة الحكومة التي تدير الضفة الغربية. ومن المتوقع أن ينال قرار فلسطيني يرفع وضع السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة من «كيان» الى «دولة غير عضو» مثل الفاتيكان الموافقة بسهولة في الجمعية العامة التي تضم 193 دولة. وتعتزم 15 دولة اوروبية على الاقل تأييد القرار.
وتعتزم اسرائيل والولايات المتحدة وحفنة اخرى من الدول الاعضاء التصويت ضد قرار يرونه رمزيا بدرجة كبيرة وخطوة غير ايجابية من جانب الفلسطينيين في الذكرى السنوية الخامسة والستين لتبني الجمعية العامة القرار 181 بشأن تقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية.
ويقود الرئيس الفلسطيني محمود عباس حملة لحشد الدعم للقرار الذي يأتي بعد صراع دام ثمانية أيام هذا الشهر بين اسرائيل واسلاميين في غزة يعارضون جهوده للتفاوض من أجل السلام. وقامت وزارة الخارجية الامريكية بمحاولة اخيرة لاقناع عباس بالعدول عن القرار لكن السلطة الفلسطينيةالتي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل لم تبد أي اشارة على التراجع عن هذه الخطوة.
وكررت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في تصريحات للصحفيين في واشنطن امس ان الولايات المتحدة ترى ان الخطوة الفلسطينية جانبها الصواب وان الجهود يجب ان تتركز على احياء عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقالت «مسار حل الدولتين الذي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني هو عبر القدس ورام الله لا نيويورك. الطريقة الوحيدة للوصول الى حل دائم هو بدء مفاوضات مباشرة.» وفي مناسبة سنوية تقيمها الامم المتحدة لدعم الفلسطينيين ناشد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الدول الاعضاء تأييد القرار في الامم المتحدة امس. وابدى مجددا تأييده للسلام مع اسرائيل. وقال انه بالرغم من تضاؤل الامال وسوء الموقف على الارض بسبب ما قال انها انتهاكات اسرائيلية ما زالت السلطة ملتزمة بحل الدولتين وما زالت تمد يدها للسلام. وكررت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية التحذيرات الامريكية من ان هذه الخطوة يمكن أن تقلص المساعدات الاقتصادية الامريكية للفلسطينيين. كما حذر الاسرائيليون أيضا من أنهم قد يقلصون بشدة تحويلات الضرائب الفلسطينية التي تجمعها اسرائيل لصالح الفلسطينيين وتحولها شهريا الى السلطة الفلسطينية في رام الله.
ورغم معارضتها الشديدة فان اسرائيل تبدو قلقة من ان تجد نفسها معزولة دبلوماسيا. وخففت في الاونة الاخيرة لهجة تهديداتها في مواجهة دعم دولي واسع للمبادرة لا سيما بين الحلفاء الاوروبيين.
الى ذلك، قال مندوب اسرائيل في الامم المتحدة ان رفع التمثيل الفلسطيني «لن يعطي وضع دولة» للفلسطينيين. واعلن السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة رون بروزور ان مشروع القرار الذي بدأت الجمعية العامة للامم المتحدة النظر فيه لرفع التمثيل الفلسطيني الى مرتبة دولة غير عضو مراقب هو مشروع «منحاز» و»يدفع بالسلام الى الوراء». وقال بروزور امام الجمعية العامة ان مشروع القرار «المنحاز» هذا «لا يدفع بالسلام قدما بل يدفع به الى الوراء»، مشددا على انه حتى ولو صوتت الجمعية العامة لصالح الطلب الفلسطيني فان هذا «لن يغير الوضع على الارض».