22 مايو 2012
كمال خليل : فوز شفيق سيؤدي إلى حرب أهلية.. من لا يملك حق التصويت لا يحق له الترشح
البديل: محمود عبد المنعم وعمرو شوقي
أبدي المناضل العمالي كمال خليل استغرابه من ألا يكون للفريق أحمد شفيق الحق في التصويت، في نفس الوقت الذي تم فيه إعطائه الحق في الترشح للرئاسة، وتساءل مدير مركز الدراسات الاشتراكية "ازاى واحد زى شفيق لا يكون له حق التصويت في الانتخابات الرئاسية ويكون له حق الترشح؟"
وأضاف خليل على حسابه الشخصي على موقع تويتر صباح اليوم "لا يحق له التصويت لأنه فلول، ويحق له أن يحكم ...حاجة تهشك الفيل وتشيب الغراب ...كوميديا".
وتابع خليل "الإعلان عن فوز شفيق برئاسة الجمهورية سيكون بمثابة الإعلان عن بدء الحرب الأهلية في بر مصر ..وحرصا على مصلحة هذا البلد ينبغي أن يشطب هذا الشفيق من كشوف المرشحين ...من ليس له حق الانتخاب لا يجب أن يكون له حق الترشيح ...كفانا تدليس يا حكام البلاد".
ائتلاف مراقبون لحماية الثورة يتقدم ببلاغ ضد مخالفة شفيق لفترة الصمت الانتخابي للمرة الثانية علي التوالي
تقدم ائتلاف مراقبون لحماية الثورة ببلاغ للنائب العام و لرئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ضد المرشح للانتخابات الرئاسية " أحمد شفيق " لمخالفته قانون الدعاية الانتخابية وقيامه بنشر إعلان خلال فترة الصمت الانتخابي بجريدة الجمهورية – للمرة الثانية علي التوالي , حيث قامت ذات الجريدة بنشر إعلاناً مطابقاً أمس لذات المرشح -في عددها 21330 رقم الصادر اليوم الثلاثاء الموافق 22 مايو 2012 على الصفحة الأخيرة للجريد يحمل صورة المرشح وشعاره ورمزه الانتخابي، مما يمثل انتهاكاً صارخاً لقانون والدستور.
وأشار البلاغ إلي أنه بالرغم من قيام الائتلاف بتقديم بلاغ للجنة العليا للانتخابات أمس بذات الجريمة وبذات الموضوع غير أن المشكو في حقه والجريدة المذكورة لم يكترثا باحترام القانون واحترام فترة الصمت الانتخابي .
وأضاف أن هذا الإعلان يعكس استهتارا واضحاً من قبل المرشح بقواعد الدعاية الانتخابية، وبقانون الانتخابات الرئاسية، وبقرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، يستوجب اتخاذ قرارات رادعة حتى لا يتكرر ذلك من قبل أحد المرشحين الآخرين سواء قبل انتخابات الرئاسة المقررة الأربعاء الموافق 23 مايو 2012، أو خلال فترة الصمت الانتخابي في حال كانت هناك إعادة بين أحد المرشحين.
وأشار إلى أن هذا الإعلان يمثل احراجاً كبيراً للجنة العليا للانتخابات الرئاسية في أوساط الرأي العام المصري، الذى يعتقد بأن اللجنة تغض الطرف عن مخالفات شفيق، في الوقت الذى تقف فيه بالمرصاد لبقية المرشحين، وهو ما يمثل ضرراً كبيرا على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
وأضاف أن هذا الإعلان جريمة في حق الشعب المصري، ودليل على عدم احترام هذا المرشح للقانون والدستور في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، مما قد يدخلنا في نفق مظلم، ويعيدنا إلى الوراء مرة أخرى، ويفتح المجال واسعاً لفئات عريضة من المجتمع لعدم احترام القانون والدستور.
وأكد الائتلاف أن تقاعس اللجنة العليا للانتخابات في اتخاذ الاجراءات القانونية تجاه المشكو في حقه بعد تقديم بلاغ لها أمس ضده , هو ما دفع المشكو في حقه لارتكاب ذات الجريمة مرة ثانية علي التوالي وبذات الجريدة , مشيراً إلي أن ما ارتكبه المشكو في حقه من مخالفة تستوجب العقاب الفوري، أمراً لا يمكن غض الطرف عنه، أو اعتباره خطأ غير مقصود، خاصة وأننا نمر بمرحلة انتقالية تحتاج للدقة والحسم في مثل تلك المواقف حتى لا تمثل سابقة يبنى عليها الآخرون أفعال تضر بأمن واستقرار الوطن.
وأخيراً طالب الائتلاف من النائب العام و رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية اتخاذ كافة الإجراءات القانونية قبل المشكو في حقه هو ومن شارك معه مشاركة أصلية أو تبعية في الجريمة محل البلاغ .
القاهرة في :
غرة رجب 1433 هــ
الموافق الثلاثاء 22 مايو 2012 م
لهذه الاسباب .. يجب مد فترة التصويت فى الانتخابات
شاركنى احد الاصدقاء وهو استاذ دكتور فى الرياضيات هذه الرسالة ومع اهمية ما احتوته وجدت انه من واجبى ان اشارككم التفكير فيها .. تقول الرسالة :
ممكن كل واحد يفكر معايا واذا كنت غلطان يصلح معلوماتي
عدد الناخبين حوالي 50 مليون
عدد اللجان 13099
---------------
14500 قاضٍ يشرفون على 13099 لجنة فرعية فى انتخابات الرئاسة
www.youm7.com/News.asp?NewsID=679411
---------------
عدد الساعات المتاحة للتصويت 12 ساعة يوم الأربعاء و 12 ساعة يوم الخميس
يعني 24 ساعة مدة التصويت
يبقي لو قسمنا عدد الناخبين 50 مليون على عدد اللجان 13099
يبقي متوسط عدد الناخبين فى اللجنة الواحدة 3817
لو اعتبرنا ان كل ناخب هياخد وقت دقيقتين فقط فى التصويت
يبقي 3817*2 = 7634 دقيقة
يبقي حوالي 127 ساعة مدة التصويت
لكن المتاح فقط 24 ساعة
ازاي لجنة على أعلى مستوي تغلط غلطة زي دي
ولو اعتبرنا ان مش كل الناخبين هيروحو ينتخبوا
وقولنا ان 35 مليون فقط اللى هيروح ... هتبقي مدة التصويت
89 ساعة يعني سبع ايام على اعتبار ان اليوم 12 ساعة تصويت
ممكن حد يصلح معلوماتي اذا كنت غلطان
اذا كنت شايف ان الكلام ده صح ...اضغط شير يمكن توصل لأي نائب فى مجلس الشعب ...يمكن يعمل أي حاجة
من يرتضى قواعد اللعبة لايعترض على نتائجها
د.يحيى القزاز
بعد خلع مبارك بثورة 25 يناير حددت المادة 28 من الإعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011 قواعد اللعبة الانتخابية، وحصنت لجنة الانتخابات العليا للرئاسة من الطعون على قراراتها، فعندما تعلن اللجنة فوز "فلان" أو "علان" رئيسا للجمهورية، بغض النظر عما يشوب العملية الانتخابية من عوار أو تزوير، فلا يحق لمن لم يحالفه حظ اللجنة الاعتراض على قراراتها. وكل من تقدم للترشح ودخل حلبة الانتخابات الرئاسية فقد ارتضى بقواعد تلك اللعبة، وهو عارف أنها مادة تحصن تزوير الانتخابات وتتستر على عيوبها وتجملها.
وكنا نتوقع أن يرفض ويثور المرشحون الثوريون الحقيقيون والملتحقون بالثورة ضد ترشح الفلول (عمرو موسى وأحمد شفيق) اللذان شاركا النظام البائد جرائمه، لكن هذا –للأسف- لم يحدث. ودلالة عدم رفض موسى وشفيق تعنى الرضا والقبول والمساواه بين من ناضل ودفع الثمن إصابة ودما وشهداء بمن أفسد الحياة السياسية ثم غسل نفسه بدماء شهداء الثورة بحثا عن طهارة زائفة. ومن قبل بقواعد اللعبة معلومة العيوب لايحق له أن يعترض على نتائجها، ويدعى بطولة لاسترجاع الثورة، فمثله مثل مرشحى الفلول، كل يبحث عن كرسى الرئيس.
وكيف يصدق المرء أن مرشحين ثوريين عانوا من ظلم وفساد نظام مبارك يقبلون بإجراء انتخابات تحت نفس النظام المتجذر بوجوه مختلفة مختبئة خلف السترة العسكرية، ويبدو من الواقع المؤسف، وتراجع الثورة وعدم قدرتها على التغيير أن ماقام به الشعب المصرى هو انقلاب على الحاكم والإبقاء على النظام، ولأول مرة فى التاريخ، يقوم شعب بانقلاب للإطاحة بحاكم ويأتى بمجموعة حاكمة تحل محله تعتمد نفس نظام مبارك المخلوع. وإذا فشلت الثورة لاقدر الله -بالرغم من أنها تسير فى طريق التصفية على يد أعدائها- فقد يصفها التاريخ الزمن القادم بأنها "هوجة"، وقد يضيف لها بعض المنتفعين وأعداء الثورة أنها "هوجة" بلطجية ضد رئيس مسالم طاعن فى السن تنازل عن الحكم طواعية بعد 18 يوما من الثورة لكى يحقن دماء شعبه ويحافظ على سلامة وطنه، كما قال بعض أعداء ثور يوليو نفس الكلام السخيف على الملك الفاسد فاروق سليل اسرة محمد على البلقانية غير المصرية الذى أطاحت به ثور يوليو 1952 لكى ينصفوه ويظلموا الشعب.
ولأننى أرفض المساواة بين مرشحى الفلول (شفيق وموسى) بباقى المرشحين، ولأننى أرفض ولن أعترف بفوز أى من عمرو موسى وشفيق قررت ألا اشارك فى العملية الانتخابية حتى لاتكون حجة على فى عدم الخروج للميادين رافعا راية الثورة ضد سارقيها، ومتضامنا مع القابضين على جمر الثورة.
ولسنا فى حاجة للتذكر بأن مانحن قيه من طريق مسدود كان بسبب تواطؤ جماعة الإخوان وتابعيهم من التيارات السلفية الذين رفضوا وضع الدستور أولا حتى تتحدد معالم الطريق وتتبين الحلول عند الخلاف والاختلاف، ورفضوا مناقشة قانون العزل السياسى منذ أول يوم وطأت أقدامهم البرلمان، وتذكروه عندما ترشح الجنرال عمر سليمان للرئاسة، وفصلوه على مقاس الجنرال، وتركوا عمرو موسى وأحمد شفيق وكأنهم من الشهداءالأحياء لثورة 25 يناير. لا أظن أن أى عاقل محترم قبل قواعد لجنة الانتخابات أن يشكك فى نزاهتها ويعترض على نتائجها وهى المعصومة والمحصنة للتزوير، ويدغدغ حماس الثوار، ويؤجج مشاعرهم باسم حماية الثورة من التزوير –والتزوير معروف أنه محصن سلفا بالمادة 28-يستدعيهم للنزول للميادين مر أخرى مدعيا قيام ثورة ثانية بينما هو دفاع لاستراع مجد شخصى فى مقعد الرئاسة.
من يشاهد ويرى ما يطالب به الشعب من تحسين أوضاع المعيشة والعدالة الاجتماعية وخلافه يتأكد أنها نفس المطالب التى كانت فى زمن مبارك وكأن الثورة لم تقم، والشعب لم يضح بفلذات أكباده شهداء على أعتاب الحرية. وأصبجنا لانعرف الفرق بين رئيس الدولة و "خولى العزبة"، الأول يستمد سلطاته من دستور محدد واضح المعالم وليس منة من أحد، والثانى يستمد صلاحياته من صاحب العزبة (السلطة العسكرية الحاكمة). نريد رئيسا للدولة يمارس صلاحياته بمقتضى دستور حقيقى وليس من خلال أوامر صاحب العزبة. لا أظن أن الشعب سيصدق ادعاءات من خسر الانتخابات –حتى ولو كانت صحيحه- لأنه قبل اللعب على مادة تحصن النزوير، وشارك الفلول فى الانتخابات، وتنكر لدماء الشهداء. ويخطئ من يتصور أن العسكر سيسلمون السلطة بشكل كامل وحقيقى للرئيس الذى أفرزته المعصومة لجنة الانتخابات الرئاسية بستار شعبى ، سيسلمونها حبرا على ورق وبشكل صورى، ويصير لدينا الحاكم الفعلى (المجلس العسكرى) من وراء ستار كما كان جمال مبارك والحاكم الصورى الرئيس المنتخب كما كان المخلوع مبارك.
لاتنزعجوا منا قإننا على استعداد أن نغادر الميادين ونطوى ثورتنا إذا استطعتم أن تعيدوا شهداءنا فإننا على استعداد أن نعود إلى منازلنا، والبديل الاستمرار حتى يتحقق حلم شهداؤنا وتنتصر الثورة.
22 مايو 2012
رغم الصمت الانتخابي.. «الأغلبية الصامتة» تنشر إعلانًا لـ«شفيق» في «الجمهورية»
نشرت جريدة «الجمهورية» الثلاثاء، وعلى الرغم من فترة الصمت الانتخابي التي بدأت منتصف ليل الأحد الماضي، إعلانًا للمرشح الرئاسي أحمد شفيق، احتل كامل صفحتها الأخيرة في تكرار لنفس الإعلان الذي نشرته الإثنين، أول أيام الصمت الانتخابي.
ونُسب الإعلان، الذي يظهر قبل 24 ساعة أو أقل من بدء عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، إلى حركة وهمية تسمى نفسها «صوت الأغلبية الصامتة» - أمن دولة وفلول ومرشدين - والتي أكدت خلاله على التذكير بشعار الثورة «إرفع راسك فوق إنت مصري»، كما حثت الناخبين من خلال إعلانها على تأييد «شفيق» معلّقة بالقول «أمام صندوق الانتخاب تذكر وتأكد، لا وصاية لحزب أو جماعة عليك».
وبحسب مواد قانون الانتخابات الرئاسية وتعديلاته فإن «الصمت الانتخابي» يحظر جميع أشكال الدعاية الانتخابية من المرشحين ومؤيديهم خلال يومي الإثنين والثلاثاء السابقين لعملية الاقتراع.
وبحسب المادة 21 من قانون الانتخابات الرئاسية، فإن العقوبة لكل من يخالف الأحكام هي «الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين»، والتي قام البرلمان بتعديلها إلى «غرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على مائتى ألف جنيه».
كانت حركة «صوت الأغلبية الصامتة» صاحبة الإعلان، قد نظمت مؤخرًا بعض المظاهرات كان آخرها قبل أسبوعين تقريبًا بحي «حدائق القبة» لدعم جنود القوات المسلحة عقب «أحداث العباسية» التي أسفرت عن مقتل 20 وإصابة المئات من المدنيين، بحسب قوى سياسية، إضافة لحملة اعتقالات موسعة اعتقل خلالها نحو 600 مواطن من النشطاء وغيرهم.
ونشرت الحملة صورة لمرشحها، وتكتب أسفلها عدة ردود على الاتهامات الموجهة لشفيق منها:"اللي يقولك اوعي تنتخب شفيق عشان فلول .. قوله خالد ابن الوليد كان من الكفار وقتل المسلمين في أحد ثم اصبح سيف الله المسلول". وتابعت الحملة:"اللي يقولك اوعي تنتخب شفيق عشان دم الشهداء .. قوله طب هاتلنا الأول حق دم الشهداء اللي ماتوا على يد جماعة أبوالفتوح الإرهابية"، واضافت الدعاية:"اللي يقولك اوعى تنتخب شفيق ده فشل في ادارة مصر للطيران .. قوله أُمّال نقول ننتخب حمدين صباحي اللي فشل في ادارة جريدة اسمها الكرامة".
وعن البرنامج الانتخابي للمرشح الذي يواجه انتقادات كثيفة قالت الحملة:"اللي يقولك اوعى تنتخب شفيق ده معندوش برنامج انتخابي كويس .. قوله الإخوان كان عندهم أحلى وأقوى برنامج انتخابي ل مجلس الشعب .. والحمدلله لبسونا في الحيط".
وحول الانتقادات الموجهة لشفيق بسبب حواراته التلفزيونية، خاصة أن الإطاحة به من منصبه كآخر رؤساء حكومات مبارك جاءت بعد ضغط شعبي هائل وحلقة تلفزيونية انتهت بإقالته، قالت الحملة:" اللي يقولك اوعى تنتخب شفيق ده مبيعرفش يتكلم .. قولوا أحسن من اللي بيتكلموا ويتاجروا بالدين .. واللي عايزين المد الشيعي ييجي مصر من إيران".
أما الحديث عن التظاهر في حالة فوزر الفريق فردت عليه الحملة بقولها:"اللي يقولك اوعى تنتخب شفيق لحسن مصر تولع .. قوله هو ده فرق الأخلاق بين مؤيدين شفيق وأي حد تاني .. اسأل أي حد من حملة شفيق هتعمل إيه لو شفيق خسر .. هيقولك دي انتخابات ديمقراطية وهنقبل بالنتيجة .. مش زي باقي المرشحين اللي قالوا هنعمل مظاهرة لو منجحتش".
وشددت الحملة التي اخترقت الصمت الانتخابي، وهي جريمة حسب قانون الانتخابات عقوبتها الحبس والغرامة أو إحدى العقوبتين، على أن مشرحها "رجل أفعال لا أقوال".
يذكر أن صفحة شفيق على "فيس بوك" جمعت 100 ألف مؤيد، فيما هوت أسهم الفريق في تصويت المصريين في الخارج حيث لم ينجح إلا في الحصول على المركز الخامس، بعيداً بعشرات الآلاف من الأصوات عن أي من المرشحين الأول والثاني والثالث.
21 مايو 2012
نجاح شفيق وقيام دولة المماليك الجدد -عبدالجواد خفاجى
التوجهات الشعبية والجماهيرية غالبا ما تكون خاطئة بدون توجيه رأي، وبدون توعية، ولو كانت الأكثرية على حق دائما، لما وردت في القرآن الكريم الأكثرية مقرونة بعدم الفهم (إن أكثرهم لا يعقلون)، ولو كانت الشعبية على حق لما قال الذين تجمعوا حول قارون إعجابا به: (وي).
ولذلك نحن نحمد الله وسوف نحمده أن باعد بين أبي إسماعيل والسلطة، وقد لاحظنا أن فكرة إقامة شرع الله جمَّعت الملايين حول أبي إسماعيل دون أن نطمئن تماماً لفهم أبي إسماعيل لشرع الله، ودون أن نلتفت إلى التاريخ الإنساني سواء في الشرق أو الغرب وكم حجم الدماء التي أريقت تحت هذا الشعار السياسي الذي يوظف الدين، فقد أزهق الأمويين دماء خصومهم به، كما صفي به فقهاء السلطان خصومهم المفكرين الآخرين المستقلين في العصرين الأموي والعباسي وماتلاهما من عصور، وإلى وقتنا هذا يقتتل السنة والشيعة سياسياً تحت هذا الشعار الديني، كما كنا سنقتتل نحن تحته سياسياً وفقهياً ومذهبياً، لو نجح أبو إسماعيل في الوصول إلى السلطة، ولعل ما حدث في ميدان العباسية هو نوع من الحرابة بدعوى الرغبة في تطبيق شرع الله, وتلك هي المفارقة.
غير أن التاريخ يقول إن مصر احتلتها دول كثيرة ووقعت تحت حكم إمبراطوريات عدة ولم يشهد التاريخ أن استعمارا ما منع المصريين من التعبد أو إقامة شعائرهم الدينية والروحية أو حتى منعهم من الاحتكام إلى شرع الله في حياتهم.. لم يشهد التاريخ بهذا ولم يسجل واقعة واحدة، بل سجل العكس فقد كان المستعمر حريصاً على المحافظة على الحالة الدينية والروحية في مصر من أجل اكتساب مرضاة الشعب، لم تمر على مصر حقبة كانت بحاجة إلى رجل يحكمها لإقامة الشرائع الدينية، لأن تلك الشرائع لم تغب عن الشعب يوماً. ولكن الأفاقين السياسيين يمكن أن يقيموا سلطة روحية مزعومة على الشعوب في غيبة الوعي ثم يستفيدوا منها سياسياً.
الأخطر من أبي إسماعيل على الحياة السياسية والاجتماعية المصرية هو نجاح الفريق أحمد شفيق العسكري.
ثمة سذاجة شعبية يستغلها الدعائيون السياسيون كما استغلها الحكم السابق لترسيخ بقاء مبارك والإعداد لتوريث ابنه، ولعله نفس أسلوب الاستغلال يُمارس الآن لصالح المرشح الرئاسي العسكري أحمد شفيق (عز الدين أيبك) آخر رئيس وزراء مصري ولاه مبارك، والذي ينتظر الفلول (المماليك الجدد) نجاحه.
الدعاية تقول إن نجاح أحمد شفيق يعني عودة الاستقرار إلى الحياة الاجتماعية والسياسية المصرية كما كان الحال قبل تنحي مبارك، ومن ثم ستنضبط الحالة الأمنية، ويعود الاستقرار للسوق والأسعار والبورصة ويتحسن الحال ويعود الغاز للبيوت والبنزين للسيارات، وسوف يحيا المواطن آمنا في بيته وماله وعياله.
والحقيقة أن للدعاية جذورها وأسبابها وممهداتها، فقد نجح أداء العسكريين الركيك وغير المستوعب للحالة الثورية والسياسية الجديدة، متضافراً مع جهود الفلول، نجحا معاً في إرباك المجتمع سياسياً وأمنياً واقتصادياً وتموينياً وأوصلوا الناس إلى حالة من التباكي الأجوف على أيام المتنحي.
ولكن بقليل من التعقل يمكن أن نكشف خدعة الدعاية للفريق شفيق، ولنبدأ بسؤال أنفسنا: هل كان هناك استقرار حقيقي أيام مبارك؟ هل كانت الحال قبل سقوط مبارك مستقرة بالفعل؟! أم كانت منهارة في أساسها؟ ، وإلا : لماذا قامت الثورة؟ إن قيام أي ثورة في أي مجتمع يعني أن هذا المجتمع لم يكن مستقراً، وأن هناك مظالم طافحة وقلاقل واضطرا بات وأزمات اجتماعية وسياسية وربما فكرية وعرقية، وهل نسمي التعطل عن العمل والغلاء واحتكار السلع وبيع القطاع العام والاستيلاء على المال العام وتهريبه، وتركيز الثروة والسلطة في يد حفنة من مساعدي النظام وأساطينه، وتمييع الرأي وإفساد الحياة الثقافية والروحية والفكرية للشعب، ووأد الحريات وإفشاء القمع وتزوير الانتخابات، والتنازل عن المصالح الوطنية والقومية خدمة لأغراض استعمارية وسياسية خارجية، والتضحية بكل ما هو شعبي من لقمة العيش أو الكرامة من أجل تمرير مشروع التوريث، هل نسمى كل ذلك استقراراً؟، أم نسميه مواتاً ؟!.
لقد كنا ميتين بالحياة في مقبرة مبارك، وليس هناك استقرار أروع من استقرار الموتى!.
أما نجاح أحمد شفيق فلا يعني العودة مرة أخرى إلى مقبرة مبارك بل يعنى أخطر من ذلك، فلا عودة إلى ما كانت عليه الحال قبل تنحي مبارك، فالحياة لا تمضي إلى الخلف.
إن نجاح شفيق يعني أولا استمر النمط العسكري الذي بدأ مع بداية ثورة 52 وحتى اليوم والذي أوصلنا إلى مبارك وشفيق وطنطاوي بآخرة من الوقت.
كما يعني قيام دولة الفلول (المماليك الجدد) وقد اثبت الواقع العملي السياسي حتى الآن أنهم أعداء الشعب سواء قبل الثورة أو بعدها، وسوف تكون أخطر دولة عرفها التاريخ المصري، من حيث تكريس العدائية للشعب والتعالي على ثقافته وطموحاته، أو من حيث تكريس الطبقية، وتضخيم الفساد وفرض الجباية والضرائب، والتسلط على الشعب وإطلاق يد العسس، وعودة الإقطاعية وتفشي الرأسمالية بكل مساوئها، أو من حيث سير الدولة على غير رؤية منهجية أو من حيث الترامي في أحضان الكيانات السياسية المتسيدة كالأمريكان أو الصهاينة أو من حيث وأد الروح الثورية أو الفكرية أو الثقافية التي بدأت تبزغ في المحيط الاجتماعي، أما الأخطر من ذلك هو محاسبة كل من تسبب في الثورة، وعلى الشعب المصري أن يتنازل عن دماء شهدائه وعن طموحاته وأحلامه المشروعة، وأن يعتذر للمماليك الجدد.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)