السي آي إيه: آلة قتل و اغتيالات عبر المحيطات والبحار
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
تاريخ الوكالة المركزية الأميركية للاستخبارات، متخم بأمثلة كثيرة ومتعددة ومختلفة، عن اغتيالات سياسية مهندسة، كشف عنها سابقاً وحالياً، العديد من ضباط المخابرات الأمريكية نفسها – ضباط احتياط، ولكن بعد مرور المدة الزمنية القانونية، الضرورية للكشف عن بعضها لا جلّها، وبعضها الآخر، يتم التلميح لبعض تفاصيلها، على لسان بعض الضباط المتقاعدين، كباحثين ومحللين سياسيين، ولكن بحذر، وجلّ مكانها لهذه العمليات السياسية، على شكل
اغتيالات سياسية - تراها ضرورة قصوى واشنطن دي سي، وهي في حقيقتها افلاس سياسي وأخلاقي، ومكانها لهذه الاغتيالات، ليس في الولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل في دول، تختلف واشنطن وسياساتها، مع قادتها ورموزها، وكتّابها ومثقفيها، ومدراء أجهزتها الأمنية، أو تعتبرهم غير مريحين بالمطلق، وفي هذه الأثناء وهذا الوقت بالذات، باشرت السي آي ايه، وبشكل فعّال وعميق، العمل على تطوير، طرق متنوعة ومتعددة، من أجل تصفية متعمدة، لخصوم الولايات المتحدة السياسية الأحدث، ان في القارة الأفريقية وبالتعاون مع المخابرات الفرنسية، وكما كشفت عن ذلك المخابرات الروسية الفرع الخارجي مؤخراً، وان لتصفية زعيم كوريا الشمالية مثلاً، وخاصةً بعد زيارته الأخيرة لموسكو، والتي استمرت لأكثر من أسبوع، وان لتصفية الزعيم والقائد - فلادمير بوتين رئيس الفدرالية الروسية، وان في جلّ الساحات والمساحات، حيث المصالح الأمريكية الاقتصادية، والاستراتيجية، تتواجد فيها كمجالات وفضاءات حيوية، لهذا اليانكي الأمريكي، كنمر بات كهلاً، ولا تستدعي المهمة مثلاً، قوّات خاصة فقط، بل أيضا خدمات خاصة، من قبل دول ومؤسسات مدنية وأفراد، تتعاون بشكل كبير مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: السي آي ايه.وللتدليل مثلاً على هذا السلوك والنهج الأمريكي المخابراتي، فقد وضعت بشكل رسمي، وما زالت تضع كل عام، حكومة كوريا الجنوبية وبالتنسيق مع واشنطن، وعلى مدار أعوام خلت، في بند خاص بميزانية الدفاع، مبالغ تتجاوز المليون دولار، و هي كلفة تصفية قائد كوريا الشمالية، وهذا المبلغ سوف ينفق على تدريب و تجهيز، وحدة قتل خاصة مكرسة للقيادة الكورية الشمالية، و التي بدأ تكوينها منذ سنوات خلت.
والفرقة ستضم حوالي ألفين مغوار، مهمتهم في حالة الحرب، هي العثور على الرئيس الكوري الشمالي و قتله، إلى جانب قادة رفيعي المستوى في الدولة الجارة، وفي المعلومات: فإنّ المعدات الخاصة في الوحدة، تضم طائرات بلا ربّان، مفجرين انتحاريين، طائرات استطلاع، و قاذفات قنابل ثقيلة.
لقد تم حجب المعلومات حول بنية الفرقة، و خطط تدريبها، و لكن وفقا لمعلومات، فإنّ جنود الفرقة الجديدة، سوف يتدربون وفقا للمنهج المتبع، من قبل فرقة الأهداف الخاصة الأميركية SEAL Team Six و التي اغتالت أسامة بن لادن.
وهنا عودة الى التاريخ، ومن القرن الماضي، يجب أن نعيد للأذهان، بأنّ محاولة خلق وحدة خاصة في كوريا الجنوبية عام 1968 م، ذات أهداف مشابهة، قد انتهت بشكل مأساوي، إذ حصل واحد و ثلاثون مجرماً في كوريا الجنوبية، على وعود بالعفو العام، في حال تمكنت الفرقة التي شكلوها، من قتل زعيم كوريا الشمالية الأسبق كيم ايل سونغ، و قد خضعت المجموعة تلك، لتدريبات مكثفة، قتل خلالها ثلاثة أشخاص، و في النهاية: أرسلوا في قوارب مطاطية، إلى جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ولكن تم استدعاؤهم في منتصف الطريق.
ولم يطلق سراح السجناء، و استمر التدريب المنهك، ووضع تاريخ لعملية جديدة، في عام 1971 م، تمرد أعضاء من المجموعة هذه، و قتلوا معلميهم وأساتذتهم، و حاولوا الوصول إلى سيؤول، حيث اعترض الجيش سبيلهم، ففجروا أنفسهم بقنابل، وتم إعدام الناجين الأربعة فيما بعد، و فيلم "Slimido" الذي أنتجته كوريا الجنوبية عام 2003 م، كان حول هذه الحادثة التراجيدية الاستخبارية.
انّ خطط متطرفة كهذه، من أجل التخلص، من خصوم سياسيين، بالكاد تثير الدهشة، خاصة إذا كانت هذه الخطط بتوجيه، و إشراف السي آي ايه، الخبيرة بهذا السلوك، و ليس غريباّ بالمطلق، أن يقول قائد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الأسبق، أثناء عمله آنذاك، في عهد الرئيس الزئبقي، دونالد ترامب: مايك بومبيو – المحامي وخبير الطاقة وتاجر السلاح، ومن فوق منبر مؤسسة دفاع الديمقراطيين، بأنّه في حال قيام السي آي ايه، بتصفية قائد كوريا الشعبية الديمقراطية: كيم جونغ أون، فإنه لن يعترف، بتورط وكالات أميركية في الاغتيال.
والكل يعلم: أنّ ما من شيء، يقف في وجه الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على هيمنتها – لكنها في نفس الوقت واشنطن ليست قدراً، ولو تضمن الأمر، قتل غير المرغوب بهم، و خلال الخمسينات و الستينات من القرن الماضي، قتلوا أكبر عدد من القادة الأجانب و شخصيات عامة، لم تكن تقاتل من أجل الشيوعية فحسب، ولكن أيضا من أجل استقلال أوطانها، ثم حلت فترة هدوء، ارتبطت بكل من سياسة الانفراج في العلاقات الدولية، وبكشف فضائح نشاطات السي آي أيه، من قبل لجنة الشيوخ عام 1975 م، و النتائج التي توصلت لها اللجنة، حول النشاطات غير الشرعية، لخدمات الاستخبارات الأميركية(لاسيما ، أدلة عن قتل و محاولات قتل عدد من رجال دول أجنبية)أدت إلى إصدار رئيس الولايات المتحدة فورد، أمراً يقر بحظر قتل قادة أجانب، ولكن في عام 1981 م، تم اسقاط هذا القرار الرئاسي من قبل دونالد ريغان، و بدأت قائمة الضحايا بالنمو، بشكل سريع مرة ثانية.
وبعد العديد من النقاشات الإعلامية، لم تسمح المصالح القائمة، بربط سر التطور السريع، لمرض الرئيس المتوفي الفنزويلي هوغو شافيز، و تبعاً لذلك موته، مع ظهور نوع جديد من الأسلحة البيولوجية، و الأمر يتضمن فيروس سرطان و خدمات أميركية خاصة.
غير أن الحقيقة الأخرى الأكثر غرابة، و غير القابلة للتفسير، إلاّ من قبل العمليات الخاصة، للخدمات الخاصة في الولايات المتحدة، تكمن في أن عددا من القادة اللاتينيين، إلى جانب هوغو شافيز، و المكروهين من قبل واشنطن، قد سقطوا بشكل غير متوقع، ضحايا لمرض السرطان بنفس الوقت، و من بينهم الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنير(خلفه كريستين كيرشنير) الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا(و قد أتى بعده ديلما روسيف للسلطة ثم شخص آخر، ثم عاد الى السلطة الان من جديد، وهو ما زال هدفاً حيوياً، للمخابرات المركزية الامريكية، وسوف تستضيف بلاده قمة العشرين العام القادم 2024 م)و رئيس الباراغواي فيرناندو لوغو، و الذي تم إسقاطه من قبل انقلاب، على يد السي آي ايه عام 2012 م، و بعد فترة قصيرة أصيب بالسرطان.
ومن المثير للفضول، أنه بعد قيام الرئيس الكولومبي السابق المحافظ، والمؤيد للولايات المتحدة، خوان مانويل سانتوس، بإطلاق محادثات السلام، مع أنصار القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، أصيب لولا- دا - سيلفا بالسرطان، بشكل غير متوقع.
وقد عد الكاتب الفنزويلي: لويس بريتو غارسيا، أكثر من تسعمائة محاولة، للقضاء على حياة الرئيس الراحل الكوبي فيديل كاسترو، وبتنظيم من السي آي ايه، وفي السنوات الأخيرة من حياته، عانى كاسترو من ورم غامض في الأمعاء، أصابه بعد قمة عام 2006 م، في مدينة قرطبة الأرجنتينية، كما نتذكر الموت الغريب جداً، لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات رحمه الله، الذي عانى من اللوكيميا عام 2004م، وقبله موت الملك الحسين بن طلال رحمه الله، وكذلك موت الإرهابي شارون نفسه، وموت مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان رحمه الله، وموت المشير سعد خير: المدير الأسبق لجهاز المخابرات الاردني رحمه الله تعالى، بالتعاون مع جهاز استخبارات لدولة اقليمية، وكثير من القادة والملوك والرؤساء العرب وغيرهم.
ولن يبدو غير منطقي، أن نذكر أيضاً معلومات ويكيليكس، عن قيام السي آي ايه عام 2008 م، بالطلب من سفارتها في الباراغواي، جمع معلومات، بما فيها تلك التي تتعلق بالحمض النووي، عن المرشحين الرئاسيين الأربعة، فمع معرفة الحمض النووي لشخص ما، سيكون من السهل تطوير جين ورمي لكل شخص، و اذا افترضنا أن هذه المعلومات تمت حيازتها ليلة الانتخابات في البرازيل مثلاً، عندها ستنطبق هذه النظرية: على السرطان الذي أصاب ديلما روسيف عام 2009 م.
إذن: علاوة على الخيارات القاسية، في تصفية الخصوم السياسيين، كما حدث مع الرئيس العراقي صدام حسين، والرئيس الليبي معمر القذافي، لن يكون مستبعداً عمل السي آي ايه، على إصابتهم بالسرطان، وإضافة إلى هذا، منذ زمن طويل، تجرى تجارب مشابهة، في مخابر سرية تابعة للسي آي ايه، أضحت سلاحاً عسكرياً، بيد القوات الخاصة الأميركية، وقد عرف الدكتور الأميركي كورنيليوس بي روادس، المختص في علم الأمراض، من معهد روكفلر للأبحاث الطبية في نيويورك، والذيخوان مانويل سانتوس، بدأ عمله في بورتو ريكو، وأصبح رائداً في كل مجالات خلق تقنيات جديدة لقتل الناس، من الطرق الكيماوية و البيولوجية إلى الإشعاع، وبتمويل من معهد روكفلر، قاد تجاربا في بورتوريكو، أوائل الثلاثينات من القرن الماضي، أدّت وقادت لإصابة أشخاص بخلايا سرطانية، وكان عمله يتم داخل مبنى سري يحمل الرقم 439.
والسؤال الان: الذي يتناكح مع العقل وجوهره، للتحفيز على التفكير، ومن خارج الصندوق التقليدي: هل السرطان السلاح القديم الجديد لوكالات الاستخبارات الأميركية، يناسب بقاء الامبراطورية الأميركية الشمالية؟. ومن الجدير ذكره، أنّ المرض هذا، يصيب فقط السياسيين: الذين تعارض توجهاتهم السياسية، الحالة المسيطرة للولايات المتحدة الأمريكية.
وأهم فوائد هذه الطرق، أنها لا تترك أثراً – عملاً في غاية النظافة، و تتنكر بشكل سرطان أو جلطات قلبية، و بذلك لا خوف من فضيحة محتملة و مساءلة قانونية.
فواشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة النخبة القاتلة، تحصد دماءَ الأمريكيين، لتشنَ حروباً خارجية، للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، ويتم تطبيق إجراءات حربية، بشكل روتيني قاتل، بهدف خداع الجماهير، وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم، باتجاه الاستعمار الخارجي، ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية، في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث، لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية، عبر آسيا الوسطى مثلاً، فكانت حرب أفغانستان وما زالت، وكانت المؤامرة على سوريا وما زالت، والان المواجهة الروسية الأطلسية، عبر جغرافية أوكرانيا، في محاولة لشطب الفدرالية الروسية وتقسيمها، والتهام أوروبا عبر شطبها، كونها ساحة تنافس اقتصادي، وأخيراً جاء طريق جو بايدن الاقتصادي، في قمة العشرين في الهند، لربط الهند بأوروبا، عبر الشرق الأوسط والدول العربية وتركيا، والذي أعاد الاعتبار للعقد البحرية، كرد على مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي أعادة الاعتبار لبؤر وعقد ونقاط الوصل البرية.
لقد أثّر الأرز القادم من آسيا، لإعادة بناء اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، بجانب عواملُ أخرى، في تدخل الولايات المتحدة في فيتنام، حيث كانت تلك الأمّة مقسّمة على طول خط العرض 16: في عام 1954م، من قبل روسيا والصين والولايات المتحدة، بانتظار انتخابات، كان من المقرر أن تجري في سنة 1956 م، لتوحدَ الشمال والجنوب.
وهنا: لم تسمح سي آي إيه، بحصول الانتخابات وقامت، بدلاً عن ذلك، بتنصيب دكتاتورية بوليسية سرية، فماذا حصل بعد ذلك؟. لقد تم قصف جنوب فيتنام بالنابالم والقنابل، وقيام سي آي إيه، باغتيال ثوّار الفيتكونغ الثوريين وعائلاتهم، لوقوفهم في وجه الكولونيالية.
لقد قدمت أحداث أيلول الأسود الامريكية، الذريعة للحكومة الأمريكية، لمهاجمة أفغانستان والعراق، للسيطرة على الموارد النفطية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أنشأت الولايات المتحدة عدة قواعد عسكرية في أوزبكستان، وباكستان، وكرغيزستان، ووقعت الملايين من العقود الخاصة مع شركات مثل كيللوغ براون، وروت، لبناء قواعد عسكرية أمريكية في هذه البلدان، بالإضافة إلى قواعد جوية، لقصف البلدان، بما في ذلك العراق، وهناك الآن قواعد في أكثر من 1000 بلداً، بالإضافة إلى إجراءات حربية، يتم من خلالها قتل الشعوب المستهدَفة، من قبل الولايات المتحدة وقوات الناتو، هذا وتشمل القواعد المتخصصة، في شن الحروب المدمرة: كوريا الجنوبية، وألمانيا، والبلقان، وقطر، وعُمان، والسعودية، من بين بلدان أخرى عديدة.
ويعمل قادة واشنطن، بشكل روتيني وقاتل كما أسلفنا، على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة، في محاولة ساخرة جداً، لبناء عقيدة محددة، لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى – من قبل العقائد التنفيذية – بصفتها ملكاً للأمريكيين.
تعمل أرباح شركات الأسلحة، على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة، لغياب فرص العمل.
في خطوات تصعيدية متفاقمة ومستمرة، لحرب المخابرات في العالم – حرب العملاء والعمليات القذرة، قامت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الحكم، في واشنطن دي سي، امّا عبر الفيل – الحزب الجمهوري، وامّا عبر الحمار – الحزب الديمقراطي، ببناء قواعد اتصالات جديدة، في الكثير من مناطق العالم، في دول الحلفاء والأصدقاء، وعلى تخوم دول الخصوم وتخوم دول الأعداء، وعزّزت وسمّنت مؤخراً، قاعدة اتصالات عسكرية مهمة، بنتها منذ سنوات، وسوف يكون تركيزها الأساسي، على منطقة الشرق الأوسط، والقارة الآسيوية.
التجسس الالكتروني، على منطقة الشرق الأوسط، الذي تقوم به هذه القاعدة القديمة الجديدة، لن يكون من أي منطقة في الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى، أو جنوب أوروبا، أو شرق افريقيا، بل هو حاصل، من منطقة، لا يتوقعها أحد: انّها استراليا، باعتبارها المكان المناسب لتلك القاعدة، التي أنشأتها واشنطن منذ سنوات، وذلك لعدة اعتبارات: انّ وجود هذه القاعدة في استراليا، جعلها بمأمن عن أي هجمات، أو عمليات تجسس مضادة، تعترض الإشارات التي تقوم بشنها أو استقبالها هذه القاعدة، وانّ استقبال وإرسال الموجات الكهرومغناطيسية، في القارة الآسيوية، يكون أفضل منه في بقية أنحاء العالم، وذلك بسبب انخفاض معدلات التشويش، بجانب موقع استراليا الفلكي على كوكب الأرض، يعتبر من الأماكن المثالية للارتباط بالأقمار الصناعية، وان وجود القاعدة في استراليا، أتاح في الماضي، ويتيح الان ومستقبلاً، متابعة أنشطة تجسسية، تغطي جنوب شرق آسيا، وأيضاً منطقة الشرق الأقصى، بما في ذلك كوريا الشمالية، والصين.
لقد تم بناء هذه القاعدة التجسسية، في منطقة غيرالدتون الاسترالية، ويكون ارتباط هذه القاعدة، معتمداً على البيانات الاستخبارية، التي يقوم ببث إشاراتها، جيل جديد من الأقمار الصناعية المخصّصة لأغراض التجسس، ولا تقوم هذه القاعدة، بتزويد البنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووكالة الأمن القومي الأمريكي فحسب وفقط، بل تقوم أيضاً وبعمق، بتقديم خدمات البث المباشر للقوات الأمريكية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، ولن يكون هذا البث إلى القواعد الأمريكية، أو مراكز قيادة القيادة الوسطى الأمريكية، وإنما للوحدات العسكرية المتحركة، وعلى سبيل المثال: فإنّ قائد سرية الميدان، يحصل على المعلومات الميدانية، بشكل مباشر، ويستطيع أن يرى التفاصيل الميدانية، على شاشات البلازما الموضوعة على سيارة الهامفي.
وتقوم هذه القاعدة الأمريكية، والتي تم تعزيزها وإعادة بنائها، باعتراض والتقاط، كل الاتصالات، التي تتم بوساطة أجهزة الموبايل العادي والذكي، وذلك في المنطقة الممتدة من استراليا وحتى السويد والنرويج في شمال أوروبا، وموريتانيا والسنغال في غرب افريقيا.
وفي المعلومات: إن تعزيزات منشآت القاعدة القديمة الجديدة، سوف تعزز السيطرة الأمريكية على الأقمار الصناعية، وذلك عن طريق القيام، بعمليات اعتراض البث القادم إلى كوكب الأرض، من الأقمار الصناعية، وأيضاً القدرة على تشويش أنشطة الأقمار الصناعية(المعادية)لأمريكا.
وما قبل المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، والتصعيد المتفاقم على طول خطوط العلاقات الأمريكية الصينية، تقوم وبعمق وكالة الأمن القومي الأمريكي، بالتعاون مع البنتاغون، ووكالة ناسا الفضائية، بإرسال جيل جديد من الأقمار الصناعية، الأكثر تطوراً إلى الفضاء الخارجي، وقد تقرر أن يكون العدد المبدئي لهذه الأقمار خمسة، منها قمران صناعيان لمنطقة الشرق الأوسط وحدها، والأقمار الثلاثة الأخرى لبقية مناطق العالم، وقد تم تحديد الغلاف الجوي الخارجي المواجه للمحيط الهندي، باعتباره النقطة المناسبة لتموضع أقمار الشرق الأوسط(الروس على علم بكل التفاصيل، ويعملون بالاتجاه المضاد لهذه الأقمار، وتقنياً أيضاً وعبر الفضاء بأقمار مضادة)، وذلك لأن التمركز في هذه النقطة سوف يتيح رصد ومراقبة، كل المنطقة الممتدة من أفغانستان وحتى المغرب العربي.
وتقول معلومات متقاطعة: تم تطوير صيغة جديدة لشبكة إيشيلون الالكترونية، ذات القدرة الفائقة، في تخديم الأنشطة الاستخبارية الالكترونية والكهرومغناطيسية، وسوف تمكّن صيغة إيشيلون الجديدة، هذه القاعدة الأمريكية، من اعتراض الانترنيت، البريد الالكتروني، ماكينات الفاكس، التليفونات، البث الراديوي، وأيضاً اختراق كل أجهزة الاتصال، والبث الموجودة داخل السفارات، في المنطقة الممتدة من استراليا وحتى موريتانيا والسويد.
وفي نطاق وتقنية عملها: تستطيع هذه القاعدة تغطية 55 ألف موقع عسكري في الدقيقة الواحدة، بالمعلومات الضرورية، لا بل: إنّ نظام تقنية القاعدة هذه، يتيح لها القدرة على معالجة 3 مليون اتصال الكتروني، في الدقيقة الواحدة، وذلك بفضل استخدامات، نظام معالجة كمبيوترية تطلق عليه تسمية القاموس(Dictionary)والذي يختار أوتوماتيكياً الكلمات المفتاحية، والبيانات والتواريخ، والأماكن، والموضوعات من قاعدة البيانات التي تشمل قدراً هائلاً من المعلومات السياسية، الاقتصادية، الأمنية، الجغرافية... وغير ذلك.
القاعدة لم ولن تركز حصراً على مجالات الأمن والدفاع والسياسة، بل تقوم بدور كبير، في تعزيز وإسناد عمليات التجسس الاقتصادي، وعلى غرار اعتراض اتصالات السفارات والبعثات الدبلوماسية، فإن القاعدة تقوم باعتراض اتصالات الشركات، والمؤسسات والمنشآت الاقتصادية، وقد أكدت بعض التسريبات المقصودة، والواردة من العاصمة الأمريكية، بأنّ وزارة الخزانة الأمريكية، يكون لها نصيب كبير في المعلومات الاستخبارية، التي تقوم القاعدة بتجميعها وفهرستها أوتوماتيكياً.
إنّ هذه القاعدة ذات العمل التجسسي الالكتروني، تمثل واحدة من أهم أدوات الحرب الباردة الشاملة الجديدة، التي تقوم الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بشنها ضد كل دول العالم، والتي لا تستثني أحداً، بما في ذلك أصدقاء أمريكا، وأخلص حلفائها، ما عدا إسرائيل، المستعمرة الأمريكية في المنطقة، والتي بسبب اختراقها للأجهزة الرسمية الأمريكية، فمن الممكن أن تستغل(أيديها الخفية المتمثلة، في جماعة المحافظين الجدد، وعناصر اللوبي الإسرائيلي)وتقوم بالتجسس على أمريكا نفسها.
والمعلومات، هذا الأوان الشرق الأوسطي المرتبك أيضاً، تتحدث أنّ أمريكا تتجهز، لإنشاء قاعدة إقليمية جديدة، لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في لبنان، تتقاطع في عملها وأهدافها، مع تلك القاعدة التجسسية الأمريكية في استراليا، حيث لبنان يملأه العملاء من كل حدب وصوب.
بلا شك، إنّ واشنطن تتمتع بشراكة استخباراتية ممتازة مع بيروت، وتعتزم الحفاظ على وجودها وطموحاتها في لبنان وتوسيعها، إذ تعمل حالياً على بناء مجمع سفارة بمساحة 93 ألف متر مربع، على موقع بمساحة 27 هكتاراً(نحو 64 فداناً) في العاصمة، سيضم أيضاً مركزاً للفنون، ومستشفى، ومسبحاً وأبراجاً سكنية، وستضم السفارة نفسها، مركزاً لجمع البيانات، ليصبح هذا الموقع الدبلوماسي، قاعدة إقليمية جديدة للمخابرات الأمريكية.
حيث يعتبر لبنان، القريب من سوريا، التي لا تزال واشنطن ترفض تطبيع العلاقات معها، وقلب المركز الإقليمي لحزب الله، موقعاً آمناً واستراتيجياً، لنشر عملاء استخبارات حاضرين بالفعل في المنطقة، وكذلك عملاء جدد، قادمين مباشرة من الوكالات الاستخباراتية في واشنطن، وذلك بهدف إنشاء قاعدة دائمة هناك، كما تعتزم واشنطن أيضاً الاستفادة من شراكتها الاستخباراتية الممتازة، خاصة فيما يتعلق بحزب الله، مع وحدة الاستخبارات العسكرية B2 التابعة للجيش اللبناني، وانّ تمويل الولايات المتحدة للجيش اللبناني، حيث تلقى الأخير 60 مليون دولار أخرى، في ديسمبر/كانون الأول 2022م، يصحبه ضمان محدد، يسمح لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية(DIA)، باطلاع لا محدود، على معلوماته الاستخباراتية(وهذا خرق سيادي لعمل الجيش اللبناني).
انّ بناء المجمّع الضخم الجديد، الذي تبلغ قيمته مليار دولار، والذي تقرر عام 2014 م، مفاجأة لكثير من المراقبين والأطراف المعنية، في وقت تستمر فيه الولايات المتحدة في تحجيم وجودها بالشرق الأوسط، خاصةً أن المنطقة الشرق الأوسطية، تضم بالفعل عدداً كبيراً من البعثات الدبلوماسية الأمريكية، منها سفارة رئيسية في عمّان، وسفارة أخرى، هي الأكبر في العالم، في بغداد، فضلاً عن سفارة يجري تشييدها في أربيل بكردستان العراق.
وسفارة بيروت الأمريكية الجديدة، التي صممت لتكون أساس وجود دائم في لبنان، والتي اختير موقعها، بفضل وضعه الأمني القوي، وقربه من البحر وهو المتوسط، الذي يسهّل الإخلاء، ستكون مركزاً إقليمياً وقاعدة احتياطية محتملة.
وفي المعلومات: لقد عُهد ببنائها إلى شركة مورفوسيس Morphosis للهندسة المعمارية في لوس أنجلوس، وشركة ألاباما، المسؤولة عن بناء قنصلية أربيل في كردستان العراق(خمسة عقود من العشق الممنوع، بين إقليم كردستان العراق وتل أبيب - عودوا الى تحليلي هذا، والذي كتبته قبل عشرين عاما من الان)، بي إل هاربرت BL Harbert، ويشرف على أعمال البناء ويليام موسر، مدير مكتب وزارة الخارجية لعمليات المباني الخارجية، ويزور موسر الموقع من حين لآخر، مثلما فعل في 5 مايو/أيار الماضي، برفقة سفيرة الولايات المتحدة في بيروت، دوروثي شيا.
والعمليات السريّة، لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، كثيرة ومتعددة، وبعضها واضح وجلي، لأطراف استخبارية إقليمية، تتابع وتترقب، في عمل مضاد ضدها، حيث تتحدث بعض الأوساط الصحفية الأميركية الرفيعة المستوى والمختصة، نقلا عن المصادر العليمة في البنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، ووكالة الأمن القومي، ومجلس الأمن القومي الأميركي، عن العمليات السرية العسكرية المخابراتية - مركز التحكم والتوجيه الأرضي للطائرات بدون طيار، الجارية حالياَ، في منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الحرب الأوكرانية الروسية - المواجهة الروسية الأطلسية - بالتنسيق مع القيادة الأمريكية الخاصة بالقارة الأوروبية: فما هي خلفيات هذه العمليات السريّة، وما هو نطاقها وتداعياتها الماثلة والمؤجلة؟.
وتحدثت التسريبات الأميركية، عن عمليات سريّة تم القيام بها، وأخرى قيد التنفيذ، إضافة إلى عمليات إضافية غير محدودة، تزعم واشنطن القيام بها، في منطقة الشرق الأوسط، وفي منطقة المواجهة الروسية الأطلسية، عبر المسألة الأوكرانية من خلال القيادة اليانكيّة الأمريكية، الخاصة بقارة أوروبا، وأشارت هذه التسريبات إلى النقاط الآتية:
اتخاذ قائد القيادة الوسطى المركزية الأميركية الحالي، الجنرال مايكل أي كوريلا، قراراً جريئاً، أصدر فيه أمراً، لوحدات القيادة الوسطى الأميركية، بضرورة القيام، باستخدام وحدات القوات الخاصة الأميركية، بتنفيذ المزيد من العمليات السرية، في سورية ولبنان وغيرهما، وكذلك قائد القيادة الأمريكية الأوروبية، اتخذ ذات القرار، لجهة العمل ضد الفدرالية الروسية وبيلاروسيا، خاصة بعد تسلم روسيا البيضاء، لعدد من الرؤوس النووية الروسية التكتيكية.
هذا وقد تم تحديد نطاق العمليات السرية الجغرافية، بحيث تشمل كل المسارح الموجودة، ضمن نطاق ولاية واختصاصات مسرح مسئولية القيادة الوسطى الأميركية إضافة إلى بعض المناطق المتاخمة لهذا المسرح، وكذلك الأمر بالنسبة للقيادة الأمريكية الأوروبية.
والتأكيد على قيام قائد القيادة الوسطى الأمريكية، بالإشراف على تنفيذ العمليات السرية، في المسارح العملياتية الواقعة ضمن منطقة مسئولية القيادة الوسطى الأميركية، إضافة إلى المشاركة مع القيادات الأميركية العسكرية الأخرى، في عملية تخطيط ومتابعة تنفيذ العمليات السرية في المناطق الأخرى، الواقعة خارج نطاق ولاية القيادة والوسطى الأميركية، وعلى وجه الخصوص القيادة الأوروبية فيما يتعلق بالمسرح الأوكراني، والقيادة الأفريقية فيما يتعلق بالمسرح الصومالي والقرن الأفريقي، وشرق أفريقيا، إضافة إلى القيادة الباسيفيكية فيما يتعلق بمناطق المحيط الهندي، وتخوم جنوب وجنوب شرق آسيا، وأيضا القيادة الأوروبية، فيما يتعلق بمناطق المسرح الأوكراني، وكذلك البحر الأبيض المتوسط، اليمن، أفغانستان، الصومال، إيران، باكستان، إضافة إلى منطقة شرق المتوسط، ولكن بالتنسيق المباشر وغير المباشر مع الإسرائيليين.
والتأكيد على التفاهم والتنسيق التام بين الجنرال قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل أي كوريلا، والجنرال أوستن وزير الدفاع الأميركي، والذي أكدت المصادر، بأنه أصدر قراراً واضحاً برفع ميزانية العمليات السرية الأميركية، في اطار حرب المخابرات الأمريكية ضد العالم.
وتم تحديد جدوى العمليات السرية الأميركية، بأنّها تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف هي: تدمير الأهداف المعادية، بناء الشبكات الصديقة، الاستطلاع وجمع المعلومات، إعداد وتمهيد المسرح، استعدادا للعمليات والمواجهات المحتملة القادمة.
وتقول المعلومات والتسريبات الأميركية، بأن التقارير حول هذه العمليات السرية الأميركية، قد برزت بشكل متزامن على خلفية ضعف، في أداء أجهزة المخابرات الأميركية، مع توصيات غامضة، صادرة من مفاصل الدولة العميقة في أمريكا بتحميل: بعض الجنرالات المسؤولين، ومعهم وليام بيرنز مدير السي أي ايه، المسؤولية، عن حدوث كل نقاط الضعف والأخطاء والاختراقات الأمنية – المخابراتية -العسكرية، التي ترتبت عليها، ومن أبرزها نجاح حزب الله اللبناني، في تعزيز قدراته العسكرية، وصعود قوة حركة طالبان الباكستانية، وحركة طالبان الأفغانية، والتشاركيات العميقة بين موسكو وطهران وبكين، وجلّ منظومة دول البريكس، وكذلك منظمة شنغهاي.
وتتموقع وتتموضع، نقاط ومرتكزات، جدول أعمال العمليات السرية الأميركية في الشرق الأوسط، وحسب ما أشارت المعلومات والتسريبات، إلى أنّ القيادة الوسطى الأميركية، تقوم حالياً، بإعداد المزيد من البنى التحتية الهامة وتعزيز القائم منها، التي سوف ترتكز عليها العمليات السرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وقد تم تحديد جيبوتي ومنذ سنوات، لتكون نقطة الانطلاق للعمليات السرية الأميركية(حيث تم تعزيز البنى التحتية القائمة فيها)الموجهة ضد اليمن والصومال، ومنطقة خليج عدن، إضافة إلى مناطق شرق أفريقيا، والقرن الأفريقي، وأشارت المعلومات إلى أن أميركا قد نجحت في نشر أسراب الطائرات بدون طيار، في القاعدة العسكرية الجوية الأميركية الثانية، التي تم بناءها وتجهيزها مؤخراً في جيبوتي، بجانب القاعدة القديمة، التي ظلت تنطلق منها الغارات، التي شنتها الطائرات بدون طيار ضد بعض الأهداف اليمنية، والصومالية، إضافة إلى الغارات الداعمة لعمليات القوّات السعودية، ضد الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية، على مدار الحرب السعودية اليمنية، والتي قد تضع أوزارها الان، بعد الانحيازات السعودية الجديدة، على أثر الاتفاق السعودي الإيراني، بل وقبله اتفاق أوبك + مع الروس، والاتجاه السعودي شرقاً، نحو الصين والفدرالية الروسية، والانضمام السعودي، الذي يجري على قدم وساق الى منطومة دول البريكس، بجانب مصر والجزائر، وعلى أمل: أن لا يكون انضمام هذه الدول الجديدة(كدول البروكسي)، انضمام ملغوم ومشكوك، باطار التقاطع مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومصالحها المتمثلة، في تخريب هذه المنظومة الناشئة، وهي المنظومة الناجحة والقادحة، والتي سوف تقلّل، من اعتماد الجميع، على الدولار واليورو، فالمعركة: هي معركة الدولار واليورو، كعملة دولية صعبة.
هذا وقد أوضحت التفاصيل، التي أشارت إليها التسريبات، بأنّ الجنرال قائد القيادة الوسطى المركزية الأمريكية، قد برر الأمر الذي أصدره بالتنسيق مع وزير الدفاع أوستن، بأنّه على قناعة تامة، بأنّ العمليات السرية الأميركية، التي سوف يتم تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط، سوف تؤدي إلى تحقيق المزيد من التصعيد العسكري، في مختلف المسارح الشرق أوسطية، وبأنّ هذه التصعيدات العسكرية، سوف يكون لها تأثير إيجابي من شأنها، لجهة تحفيز ودعم خطط المساعدات العسكرية والمخابراتية، التي تسعى أميركا من خلالها، إمّا إلى تعزيز المصالح الأميركية في المنطقة، أو إلى دعم حلفاء أميركا الموجودين في المنطقة، والذين يتمثلون في إسرائيل أولاً، وثانياً في ما تسمى، بدول الاعتدال العربي، وانا أسميها مع كل أسف وحزن: دول الاعتلال العربي.
حيث جدول الأعمال التنفيذي، للعمليات السرية الأميركية سوف يتضمن: نشر المزيد من القواعد العسكرية التي تتمركز فيها الطائرات بدون طيار، ونشر المزيد من أسراب الطائرات بدون طيار الأميركية، وبناء القدرات التكنولوجية المتطورة في المنطقة، بما يحقق القدرة على الاستطلاع، وتوجيه وإعادة توجيه الطائرات بدون طيار في كافة مسارح المنطقة، وجمع المعلومات ذات القيمة الاستخبارية، من كافة أرجاء المنطقة، والمتابعة المستمرة والدقيقة، لمختلف الأهداف ذات القيمة الاستخبارية الاستراتيجية والتكنيكية في المنطقة.
وإضافة لذلك، ورغم سيل المعلومات، التي تتحدث عن تفاهمات أمريكية إيرانية، عبر سلطنة عمان في مسقط، كقناة خلفية غير مباشرة ومتفاقمة، أكدت المعلومات والتسريبات، بأنّ القيادة الوسطى الأميركية، وتحت الإشراف المباشر للجنرال قائدها مايكل أي كوريلا، سوف تقوم بتنفيذ برنامج عمليات سرية خاص، بالمسرح الإيراني، وآخر خاص بمنطقة شرق المتوسط، بالتنسيق مع الإسرائيليين، وبالنسبة لإيران، أكدت التسريبات بأنّ العمليات السرية، سوف يتم إطلاقها من جميع الاتجاهات المحيطة بإيران، بما يشمل الانطلاق والتغلغل إلى داخل إيران عبر: أفغانستان، باكستان، تركمانستان، العراق، تركيا، أذربيجان، إضافة إلى أرمينيا، وبحر قزوين وبحر العرب والخليج العربي: أمّا بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط، فلم تتم الإشارة إلى أي تفاصيل، ولكن كما هو معروف، فإنّ الساحة اللبنانية، والساحة الأردنية، سوف تشكلان أهم نقاط الانطلاق، والتمركز الأميركي في المنطقة، حيث 16 قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن، ضمن اتفاقية دفاع أمريكية أردنية مشتركة، تم توقيعها منذ سنوات، ونشرت في الجريدة الرسمية الأردنية وبالتفاصيل، وفي لبنان مجمّع السفارة الأمريكية، والذي هو بمثابة قاعدة إقليمية لوكالة المخابرات المركزية الامريكية، تماثل القاعدة التجسسية الالكترونية الأمريكية في غيرالدتون الاسترالية والتي تم تعزيزها مؤخراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق