07 يناير 2022

علياء نصر تكتب : لا تاروت ولا طالع ولا كهانة بل فهم الحقائق

 

لا يحتاج الأمر إلى دجل أو عرافة وتخرص؛ولا إلى #جفر  كجفر على بن أبي طالب أو تنبؤات كنبؤات #نوستراداموس.

. لا يحتاج الأمر أكثر من قراءة هادئة لحقائق التاريخ؛..فقط التاريخ حينما يسرد بطريقته الجامدة والخالية من أي مشاعر وانفعالات..مجيبا على هذا السؤال الملح..(كيف يسقط الطاغية؟)

في مشهد مألوف،..لا يتجاوز أن يكون حلقة مكرورة في تاريخ الإنسانية ‘.. يبالغ الطاغية في استفزازه لضحيته ويمعن في قهرها إلى الحد الذي يستبد فيه بضحيته 

الغضب واليأس من التغيير معا؛..وأي غضبة تلك التي تنفجر بعد طول يأس وكتمان!  (ومعظم النار من مستصغر الشرر)

،وحقيقة ليس هناك على وجه الأرض من  هو أخطر من رجل ليس لديه  ما يخسره؛..وأمثال هذا فقط هم وقود جحيم الطواغيت؛..وهم من على يديهم تتحقق المعجزات؛..والحقيقة التي لا تقبل الشك هي أن الطاغية يبقى في مأمن مادام في يد ضحيته ما يحرص على الحفاظ عليه؛..حتى وإن كان ما يحرص عليه هو مجرد أمل يداعب أحلامه؛..ولأجل هذا فقط يتحمل كل متحامل على نفسه؛وفيه يبذل كل ذي محنة وبلاء؛..أما حينما يقع الطاغية الغبي في خطئه الأخير فيسلب ضحيته كل شئ ؛حتى قدرته على الحلم بمستقبل أفضل؛..وحينما  يقفل في وجهه كل الأبواب ؛فإنه يحوله إلى وحش كاسر مجنون؛وما ضر هذا الوحش إن خاض مغامرة أو مقامرة على حياته ذاتها ثم فشلت مغامرته تلك؟..فهو الخاسر على أي وجه وعلى كل حال..مادام بقاؤه حيا هو حال أسوأ من حال موته.

لا أدري حقيقة ما الذي ستفهمه أنت من كلمة طاغية..ولست أحاسبك عن فهمك لتلك الكلمة؛..فلكل منا طاغوته الخاص؛.فالمرؤس في عمله قد يرى في رئيسه طاغوتا...وربما رأت الزوجة مهيضة الجناح في زوجها طاغوتا؛ وأحيانا تكون الطواغيت طواغيتا قومية تمس شعبا بأسره أو أمة بأكملها...فيكون طاغوت العباد على الأغلب حاكما ظالما..أو محتلا غاصبا ؛ومهما يكن من أمر ؛..فإن الطواغيت يتماثلون ويتقاربون في منهجهم _على غير اتفاق_؛..فتجدهم يسقطون في الأخطاء ذاتها حتى أنك لتسأل عن ذلك التماثل الغريب في المنهج حائرا(أتواصوا به؟)؛..فقط أمر بسيط يحدث فتكون عواقبه بالغة التعقيد..؛تبهرك حقائق التاريخ حتى ترى بقوانينها الصارمة أحوال المستقبل؛..و تبشرك حينما تحكى عن المستقبل بلسان الماضي؛..فقط القارئ الجيد للتاريخ هو من يبدو أكثر حكمة واطمئنانا بما خبره من أحوال العباد ؛وبما اطمأن إليه من قوانين الحياة بل قوانين رب الحياة.

فيا كل طاغوت يرجو لنفسه تأخير نهايته الآتية لامحالة،وتسويف أوانها.. اترك لضحاياك شيئا يحفظ فيهم حرصهم على الحياة.. لا لأجلهم،..بل لأجلك أنت.. فلا تستعدي عليك من لا يرجو من دنياك نصيبا،..ولا يجد له في عالمك حظا.. 

إذا كنت طاغوتا،..فكن ذكيا.. 

وإن كنت غبيا... فلا تلومن إلا نفسك. 

ألا ليتها شعرة معاوية..... 

ليست هناك تعليقات: