نقلا عن هافنجتون بوست
كما كانت دولة الكويت متفردة في منظومة مجلس التعاون الخليجي لإرساء دعائم الحزبية والبرلمانية وتحكيم صوت الأغلبية، والسماح بالتعددية الفكرية والسياسية ، بل واحترام إرادة الشعب حينما قرر انتخاب بعض الأصوات ذات التوجهات الإسلامية، ولم تلقي بالا لأصوات التحريض التي بدت رنانة مؤخرا في الوطن العربي ضد الاعتراف بهذا التوجه، فإنها أيضا اعتمدت سياسيا على سياسة الحياد الايجابي في الصراعات الناشئة في دول الوطن العربي عامة والمنظومة الخليجية خاصة ، وهو الحياد الذي تبدي واضحا في قضية حصار دولة قطر، وهو حياد اتسم بالايجابية لكون الكويت لم تقف موقفا المتفرج على انهيار المنظومة الخليجية ولكنها تفاعلت بايجابية وراحت "تجبر" مواطن الألم وتسعى جاهدة دون تمددها في إطار مساع حميدة للم الشمل.
كما كانت دولة الكويت متفردة في منظومة مجلس التعاون الخليجي لإرساء دعائم الحزبية والبرلمانية وتحكيم صوت الأغلبية، والسماح بالتعددية الفكرية والسياسية ، بل واحترام إرادة الشعب حينما قرر انتخاب بعض الأصوات ذات التوجهات الإسلامية، ولم تلقي بالا لأصوات التحريض التي بدت رنانة مؤخرا في الوطن العربي ضد الاعتراف بهذا التوجه، فإنها أيضا اعتمدت سياسيا على سياسة الحياد الايجابي في الصراعات الناشئة في دول الوطن العربي عامة والمنظومة الخليجية خاصة ، وهو الحياد الذي تبدي واضحا في قضية حصار دولة قطر، وهو حياد اتسم بالايجابية لكون الكويت لم تقف موقفا المتفرج على انهيار المنظومة الخليجية ولكنها تفاعلت بايجابية وراحت "تجبر" مواطن الألم وتسعى جاهدة دون تمددها في إطار مساع حميدة للم الشمل.
وفي الواقع، فان إيمان سلطات الكويت بالديمقراطية ساهم في تقوية روابط الجبهة الداخلية وخدم استقرار ومصالح الأمن القومي العليا للدولة في محيط عربي عاصف من التوترات والتقلبات والنزاعات، ولعل هذا الإيمان أيضا ما جعلها تجنح لموقف الحياد الايجابي في النزاع الخليجي ، مع انه كان بوسعها الانضمام للتحالف الأقوى صوتا ، لكن لكونها مؤمنة بان الديمقراطية فكرة لا يجوز عقاب من انحاز إليها اتخذت قرارها الحكيم.
وكما كانت الكويت مركزا للإشعاع الثقافي في الخليج العربي خاصة والوطن العربي عامة بالتقاسم مع دولة قطر ، كانت أيضا مركزا للبزوغ الديمقراطي ولحقتها أيضا قطر، خاصة بعدما أعلن مؤخرا في الدوحة عن الاستعداد لانتخابات تشريعية.
ويعجبني ويعجب الكثيرين من المثقفين والمواطنين العاديين المصريين هذا النزوع للبناء الثقافي للإنسان الكويتي خاصة أنها وفرت له كافة مقومات الرخاء بل التميز الاقتصادي، ما يؤكد أنها لم تكن تقصد بتوفير الحد الأقصى من رفاهية المواطن الكويتي صرفه عن العمل العام أو إصابته بالخمول الفكري، وهو ما يتبدى في جميع محافل التنوير التي أنشأتها لتقدم خدماتها مجانا للجماهير مقدمة محفزات الاطلاع والمعرفة.
ومن أهم تلك المراكز الثقافية مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وهو ما نسميه في مصر بـ"الأوبرا" لكنه يتسم بمميزات التنوع والتحفيز فضلا عن انه يقبع في مبني هائل متميز مبني على مساحة بـ214 ألف متر مربع وتتميز فيه إبداعات العمارة والهندسة الإنشائية الخلابة، وهو مركزا يوفر منصة ومنتدى لدعم إبداعات الشباب الكويتي ،ويمنح فرصا للتعليم في كافة المجالات الثقافية والفنية والأدبية خلال مؤتمرات ويفتتح ورشا العمل والندوات وتبادل العروض الموسيقية المحلية والسينمائية والمسرحية والأوبرالية على مستوى عالمي وفي دولة الكويت والوطن العربي.
وكما عبرت السياسة الكويتية الأزمات العربية من خلال الديمقراطية عززت الجسور إلى الوطن العربي عبر احد أهم منابرها التنويرية المتمثلة في " المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب" والذي أنشئ بقرار أميري ليكون منبرا ثقافيا لكل العرب،وهو ما يدل أيضا على تقدير أعلي السلطة للقوى الناعمة ، ومن قيام الكويت بالإنفاق بسخاءٍ عليه في مجال الحفاظ على التراث الفكري والثقافي، عبر ما يقدمه من منتجات فكرية متنوعة ومدهشة كانت دورية "العربي" -على سبيل المثال- واحدة من أهمها قبولا وانتشارا في الوطن العربي.
وهناك أيضا العديد من الفضائيات التثقيفية، والمواقع الاليكترونية ذات القيمة الخاصة ، ويتردد الكثير عن مشروعات ثقافية مهمة يجري التخطيط لها.
واجد نفسي مضطرا وأنا أتحدث عن "القوى الناعمة" أن أربط بين دولتي الكويت وقطر ، واهتمامهما المبكر بالتنشئة والتربية الذهنية والاستثمار في العقول والأدمغة والإعلام التنويري وفضاءاته الأثيرية والاليكترونية ،وهو ما أضفى عليهما قوة كبيرة عالميا تزيد كثيرا عن مساحة أي منهما السكانية أو الجغرافية أو حتى الاقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق