Seif_eldawla@hotmail.com
صرح وزير الدفاع اليونانى انه "يتم وضع خطط لتدريبات مشتركة للقوات الجوية مع قبرص ومصر واسرائيل ودول اوروبية اخرى فى اطار الجهود الرامية الى تعزيز الاستقرار فى شرقى البحر المتوسط."
وتناقلت عديد من وكالات الأنباء هذا الخبر مثل فوكس نيوز و واشنطن بوست و ميدل ايست مونيتور و تايمز أوف اسرائيل ووكالات أخرى.
***
لم يرهقنى البحث عن صحة خبر من قبل مثل هذا الخبر، حيث رفضت تصديقه فى بادئ الأمر، وأخذت أبحث عنه فى كل وكالات الأنباء الأجنبية، آملا أن يكون خبرا كاذبا أو زائفا. ولكن للأسف وجدته منشورا فى غالبية الوكالات نقلا عن وكالة أسوشيتدبرس، ولقد قصدت فى الفقرة السابقة أن أنشر عدد من روابط وكالات الأنباء التى نشرت الخبر، لعلمى أن غالبية القراء سيصدمون ويرفضون تصديقه لأول وهلة كما حدث معى.
لقد رفضت تصديقه رغم رصدى ومعرفتى بعمق العلاقات المصرية الاسرائيلية فى عصر عبد الفتاح السيسى والتى كان لها نصيب واف من الكتابات والمقالات الى نشرتها على امتداد العامين الماضين.
فلماذا يصل تحدى السيسى ونظامه لمشاعر المصريين وضمائرهم وثوابتهم الوطنية الى هذه الدرجة؟
فليس فى اتفاقيات كامب ديفيد اى شئ عن تدريبات عسكرية مشتركة او احلاف عسكرية، فحتى الذين يدافعون عنها، يقرون انها معاهدة تمت تحت الاكراه مع عدو استراتيجى قام باحتلال ارضنا بالقوة فى حماية الولايات المتحدة وتواطؤ مجلس الأمن، رأى صانع القرار حينئذ أنه لا سبيل لتحرير الارض المحتلة الا بالاعتراف باسرائيل والسلام معها ففعل، وسط رفض ومعارضة سياسية حادة من كافة القوى الوطنية وأطيافها.
اذن لقد تمت صفقة السلام المصرية الاسرائيلية وفقا لقاعدة "مكره أخاك لا بطل" وليس وفقا للقاعدة التى سنها السيسى بأنه "بطل أخاك لا مكره". وان السلام أصبح فى وجدان المصريين، وانه سلام رائع وتجربة ناجحة لابد أن تعم فى العالم العربى، وأن علينا دمج اسرائيل فى المنطقة لمواجهة المخاطر المشتركة.
لقد أصبح واضحا للعيان اليوم أن اسرائيل هى الداعم والحليف الاقليمى الأول للسيسى فى المنطفة، وانها بوابته لنيل الرضا والقبول والاعتراف والدعم الامريكى والدولى.
ولكن التدريبات العسكرية المشتركة مع جيش الاحتلال الاسرائيلى ستمثل اختراقا جرثوميا خطيرا لثوابت الجيش المصرى ولعقيدته العسكرية، وستثير حجم من البلبلة والاضطراب والشرخ فى وجدان كل من يشارك فيها من جنودنا المصريين.
ان سلاح الجو الصهيونى هو الذى دك مطاراتنا فى 1967 وقتل اولادنا فى بحر البقر وعمالنا فى ابو زعبل، ويستهدف ويقتل اهالينا فى فلسطين كل يوم، وهو الذى يعربد فى سماوات الأقطار العربية، يقتل هنا ويدمر هناك، لا رادع له ولا معقب عليه.
كما أننا نريد أن نعلم، أى مصلحة لمصر أو للقضية الفلسطينية أو للأمن القومى العربى، حتى من منظور جماعة كامب ديفيد، فى اعطاء مصداقية لما يدعيه نتنياهو ويصرح به ليل نهار، من ان هناك دولا عربية كبرى اصبحت ترى فى اسرائيل حليفا وليس عدوا، وان قضية فلسطين لم تعد تمثل عقبة او شرطا للتطبيع والصداقة بل وللتحالف العربى الاسرائيلى.
***
لا أعلم ماذا ستكون ردود الفعل السياسية والشعبية على خبر التدريبات العسكرية المشتركة مع العدو الصهيونى فى الأيام القليلة القادمة، ولكن ما أعلمه وأتيقن منه جيدا، أنه سيسبب جرحا بالغا لغالبية المصريين، مما سيكون له آثاره وعواقبه ان عاجلا أم آجلا.
*****
القاهرة فى 2 أكتوبر 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق