20 يوليو 2022
سيد امين يكتب: العدالة الغربية كما نتوقعها.. شيرين أبو عاقلة نموذجا
17 يوليو 2022
ردا على قمة بايدن..الموقف الشعبى من الولايات المتحدة
·وهى امريكا التى ارسلت للدولة المصرية تهديدا صريحا ومكتوبا، يوم ٢٥ مارس ١٩٧٩ قبل توقيع المعاهدة بيوم واحد، تهددنا فيه بضربنا عسكريا اذا انتهكنا اتفاقية السلام فيما عرف "بمذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية".
13 يوليو 2022
ردا على زيارة الرئيس الأمريكى لن ندمج (اسرائيلكم) بيننا
بقلم: محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
ردا على سؤال صحفى بشان زيارته للسعودية فى شهر يوليو الجارى .. وفيما اذا كان سيطلب منهم زيادة انتاج النفط وكيف سيوازن ذلك مع رغبته فى محاسبتهم لانتهاكاتهم فى ملف حقوق الانسان؟
قال الرئيس بايدن ((اولا ليس هذا هو الغرض من الزيارة .. انا ابدا الزيارة من اسرائيل .. والاسرائيليون يعتقدون ان من المهم القيام بهذه الجولة .. بالاضافة الى ذلك فان ما نحاول القيام به هو اجتماع دول مجلس التعاون الخليجى + 3 دول اخرى فى السعودية وليس عن السعودية .. وليس هناك التزام بمقابلة الملك او ولى العهد وانما هو جزء من اجتماع اكبر .. وقبل ذلك ساذهب الى اسرائيل لمقابلة القادة الاسرائيليين للتأكيد على الرابط المتين بين الولايات المتحدة واسرائيل .. وجزء من الغرض من زيارة الشرق الاوسط هو التعميق من دمج اسرائيل بالمنطقة واعتقد سنكون قادرين على ذلك وهذا جيد للسلام ولامن اسرائيل ولهذا يدعم القادة الاسرائيليون زيارتى للسعودية بقوة.))
***
· لن ندمج اسرائيلكم فى المنطقة.
·لا لدمجها فى الامة العربية أو الشرق الاوسط.
·لا مكان شاغر لدينا من أجل هؤلاء المغتصبين من المهاجرين والمستوطنين الصهاينة.
·فهذه الارض الطيبة هى فلسطين وليست (اسرائيل).
·وهى عامرة منذ قدم التاريخ بشعبها وبأهلها وبمقدساتها الاسلامية والمسيحية.
·لا مكان هنا لقتلة الشعوب ومغتصبى الاوطان وهادمى المنازل ولصوص المقدسات.
·لا مكان بيننا لمن احتلوا سيناء والجولان بعد فلسطين وقتلوا جنودنا فى 1967، حتى لو عقد معهم حكامنا معاهدات سلام او استسلام.
·لا لهذا الكيان الذى يمثل اكبر قاعدة عسكرية واستراتيجية للامبريالية الغربية فى بلادنا.
·لا لشرطى التأديب الصهيونى المجرم، الذى يعربد فى المنطقة يضرب ويهدد ويؤدب كل من يتمرد على الهيمنة الغربية والامريكية.
·لا اعتراف به ولا شرعية له ولا صلح معه أو استسلام.
·لا لاتفاقيات الصلح والسلام والتطبيع والتنسيق الامنى والتحالف العسكرى بين العرب و(اسرائيل).
·لا لكامب ديفيد واوسلو ووادى عربة ومبادرة السلام العربية وصفقة القرن وما يسمى بالسلام الابراهيمى.
· ولا لنشر منظومة رادارات (اسرائيلية) فى الامارات والبحرين.
· لا للناتو العربى الاسرائيلى ونعم لاحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك فى مواجهة العدو الصهيونى
·لا للسلاح النووى الاسرائيلى، ونعم للسلاح النووى العربى.
·لا للاجتماعات العربية/الاسرائيلية فى النقب وشرم الشيخ والمنامة.
·لا للتفريط فى تيران وصنافير لتحويلهما الى بوابة تطبيع بين السعودية و(اسرائيل).
·لا للحظيرة الامريكية كائنا من كان سائسها؛ ترامب او بايدن.
·لا لاهانة الشعوب العربية باستدعاء وحشد حكامهم بالجملة، لتقديم فروض الولاء والطاعة للسيد الامريكى فى زيارته لمملكة آل سعود.
·لا لانتهاك كل الثوابت الوطنية والعقائدية وتزييف الحقائق التاريخية واهدار الكرامة الوطنية، من اجل الفوز بالرضا الامريكى والصهيونى.
·لا لهذا الخوف العربى الرسمى الذى أضاع الأمة والأرض والكرامة.
·لا للمحميات الامريكية وألف لا للمحميات الاسرائيلية.
·لا لعودة عصور الاحتلال والاستعمار والعبودية.
·ولا لهذا النظام العربى الرسمى الذى انتهت صلاحيته منذ غزو العراق.
·لا للاستبداد وتكميم الافواه وحصار كل من يعارض ويقاوم اسقاط أوطاننا فى براثن أمريكا و(اسرائيل) والصهيونية.
*****
13 يوليو 2022
12 يوليو 2022
مصطفى منيغ يكتب: ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه
تقديس الوطن تربية وأخلاق ترعرعنا على فضائلها مذ كان الوطن وطناً ، فما عسانا تسجيله عمَّن انحازوا لجعله وعاء انتعاشٍ لطموحاتهم غير المشروعة هدفاً (حسب نفاقهم السياسي) وازِناً ، غير ما يَحْياهُ في كآبةٍ طالَ أمدها وقد تشتَّتت تلك القيم بين مواسم تبكي زمناً ، كان المغرب فيه منارة خُلقٍ حميد ومنبع رأيٍ سديد ومدافع عن كرامته ببأس شديد لا مكان فيه لمن اتخذَ الجِّد بُهتاناً ، ولا حَكَمَ بالبراءة على مَن اغتصبَ أو قام بجُرم الزنا ، ولا مَن ضربَ صارخا بالحق عن رأي حر لتحويل صاحبه شيئاً عديم القيمة مُهاناً.
اليوم تآكلت تلك القدسية لُتقاس أخرى على مِقياس أشخاصٍ لا يهمهم مثل التخريف (كما يدَّعون) بل لا يقيمون لمصدره وَزناً ، تربعوا باسم القداسة على أحسن ما في المغرب أرضاً كانت أو ثغور بحرين أو أجزاء ضفتي نهر أو ما تحويه خزانات مِمَّا صداه رَنَّاناً ، يلمع كالماس فَاقِع اصفراره كالذهب المُغلّف (للتمويه) بالنحاس عند تهريبه ولا أحد غيرهم في الساحات العمومية الرسمية أو الخاصة له مَكاناً .
الكل فقد طبيعته لا الشوارع منظمة ولا الحدائق بنجوم الأرض مفعمة ولا أسوار واقية غير مُكسَّرة حتى الأشجار هرب عنها اخضرارها فبدت كالسائل عَوْناً ، والمقصودة مدينة "فاس" عاصمة العلم في المغرب وكما يزيدون عليها أم الحضارة اعترافا لها ولمقامها عِرفاناً ، ضاع كل ذلك لتعود أسوأ مما بدأت حينما كانت ترى في جارتها "صفرو" المدينة الراقية قوماً ومَسكَناً. ... فَسُدَت "فاس" لتلتحقَ بتهميش ما هو شائع فيها كالصناعة التقليدية وعدم القدرة على تخطيط نماء متدرّج نحو الأفضل بتنسيقٍ مع وجود جامعة مبدعة تساير كفاءة طاقاتها البشرية ولا تنساق خلف السياسة التعليمية الحكومية المُتَجهة نحو الفلاس المبين شكلاً ومضمونا.
... "فاس" تُتَّخذ الآن مدخلا لانحطاط عصر يسرِي مفعوله على باقي المدن ابتداء من "وجدة" لغاية "طنجة" لأسباب قابلة للنشر بما تتطلَّبه من توضيحات مسهبة لا شك في مصداقيتها نَبعاً وبيانا ، إذا رأينا " فاس" من علو سمائها تعَجَّبنا ، من هول حقائق منها تلك الأراضي وما تكوِّنه من مساحات مُستغلَّة من طرف أصحاب النفوذ العليا منصباً ومكاناً ، وأيضا ما تنتجه المُشاهَدُ بوفرةٍ في دكاكين وأسواق المدينة أصنافا لها في ضيعات قريبة مقراً وعنوناً ، معرجين على "صفرو" لنقف وما شُيّدَ من أجله سد "علال الفاسي" لتيقنا ، أن المحصول المادي يُصرفُ خارج "فاس" ولا يُترك منه قيد أنملة بل يرحل مستوراً مُصاناً، حتى مسبح "عين الله" المُغطَّى التابع لجماعة "سَبْعْ رْوَاضِي" القروية أُنجِز بقرض لا زالت الجماعة منهمكة في رده لسنوات طوال ضغطا وامتحانا ، قس على ذلك ما أسِّست عمالة " إقليم (محافظة) مولاي يعقوب (الكائن مقرها بمدينة "فاس" ذاتها) ، لتكون مصارف أي تشييد أو إصلاح أو صيانة من ميزانيات هذه المؤسسة التنفيذية بجماعاتها القروية والحضرية التابعة لوزارة الداخلية .
الحاصل في "فاس" يبقى النَّموذج المهم لما ينطبق على العديد من المدن الكبرى بل وما يُطبَّق عليها من مص واضح لخيرات وُضعت في قائمة المنفعة الخاصة لنفس ذوي النفوذ البالغة ثروتهم ما يكفي ويزيد بكثير عن حاجيات المملكة المغربية من أموال تغطى مديونتها الخارجية بالكامل ، وتوفر لكل تلك المدن ما تتطلبه من استثمارات تُلحقها بأرقى المدن العالمية ، بل وتقضي على البطالة القضاء المبرم وفي كل التخصصات ، وتشييد من الجامعات العمومية ما يغطي الطلب عليها من أبناء الشعب المغربي قاطبة ، وتوفير المستشفيات العاملة على تمثيل أجهزة الاستشفاء ذات القيم المعتبرة والمقاييس المطلوبة في كل الحواضر والقرى النموذجية ستكون بمثل الوضعية ، وهكذا نضع اليد على من يؤخر المغرب ويقدم نفسه ، بل من يولِّد الفقر والمآسي الاجتماعية الخطيرة ، ومن يزكِّي غِناه المُهول . طبعا العالم من حول المغرب يعلم بذلك ويقدِّر صبر الشعب المغربي العظيم ، ولن يسكت متى آن الأوان لوضع كل في الموقع الذي يستحقه ، إذ عصر استرجاع الشعوب حقها في حكم نفسها بنفسها أصبح ضرورة تلوِّح بفرض وجودها قريبا . فما اصبر هذا الشعب المغربي حفظه الله ونصره وأيد الباري الحي القيوم ذو الجلال والإكرام كل خطوة يرقى بها سلم تحقيق ما يطمح اليه داخل وطن ، الركوع للبشر يُحرَّم بواسطة دستور مُعدّ من طرف حكماء الشعب وليس من بعض زعماء حُكامِ هذا الشعب .
مدينة سبتة :
mounirhcanada@gmail.com
04 يوليو 2022
سيد أمين يكتب: مأساة العربية في موطنها
هناك العديد من الأخطار التي تواجه اللغة العربية في داخل أقطارها، وتشكل تهديدا جوهريا لها، ورغم ذلك لا وجود لأي ردّ جادّ ومناسب من قبل الجهات المختصة بحماية الثقافة والتراث والهوية تجاهها، خاصة أن اللغة تشكل في الواقع هوية البلاد، وبالانتساب إليها أطلق علينا “البلاد العربية”.
وما يزيد الطين بلة، أن الإعلام بكافة أنواعه الرسمي والخاص، يتصدر قائمة أكثر الوسائل مساهمة في تسارع وتيرة هذا الانهيار، مع ملاحظة أن هذا الإعلام في البلدان العربية -بكل أنواعه أيضا- يخضع لرقابة الدولة الصارمة، ولا يمكن أن يمرّ أي توجه فيه دون رغبة السلطة.
ومن جانب آخر، أضفت مسألة العولمة، والتفوق التكنولوجي الغربي، وتدفق الإعلام من شمال العالم إلى جنوبه حيث تقبع أمتنا العربية، والإعلام الإلكتروني، ولغته، وأدواته، وطبيعة مستخدميه، تعقيدا كبيرا للأزمة، مسّ بضرّ جميع لغات العالم تقريبا، وفي مقدمتها العربية.
ومصدر فداحة الضرر الواقع على اللغة العربية هنا يعود إلى ما تمتلكه من رصانة وبلاغة لا تتناسب مع تعجل ومحدودية ثقافة ووعي الكثير من مستخدمي تلك التقنيات والتطبيقات.
وفي المقابل جاء الأمر ذاته بفائدة كبيرة للغات المسيطرة على الإنترنت في العالم كالإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والصينية.
اللهجات العامية
وتأتي مشكلة اللهجات “العامية” أو “الدارجة”، لتضرب اللغة العربية في مقتل، نظرا لأن الطعنة هنا تأتيها من الناطقين بها، وممن يفترض فيهم حمايتها.
فالعامية لم تكتف بابتذال الكلمات والمصطلحات وتسطيحها، بل إنها اختلقت كلمات ومصطلحات ومعاني لتشكل قواميس خاصة بها، وجرى الترويج لها تحت شعارات خادعة، كالشبابية، والعصرية، وخفة الدم.. إلخ.
هذا الابتذال أضر خارجيا باللغة العربية حيث كان سببا في وقف بعض الجامعات العالمية إيفاد طلابها لدراسة العربية في بيئتها الأصلية، لأنهم كانوا يعودون ولم يتعلموا العربية، ولكنهم تعلموا لهجات البلاد التي أوفدوا إليها.
والأنكى من ذلك أنه تم “تغريب” ونبذ من يتحدث العربية الفصحى في الشارع ووسائل الإعلام، والسخرية منه، باعتباره يعاني من إعاقة ذهنية، مع أنهم هم -وليس هو- الأحق بتلك السخرية.
وهناك من دلل على أن انتشار اللهجات العامية في البلدان العربية تم بقصد استعماري، حيث ذكرت الدكتورة نفوسة زكريا سعيد في كتابها “تاريخ الدعوة إلى العامية في مصر”، أن هذه الدعوة بدأت في منتصف القرن التاسع عشر على يد كتاب ومستشرقين أجانب، ونجح الأمر بعد دعوات “التمصير” التي حدثت بعد ذلك، فخرجت “العامية المصرية”.
وغني عن البيان أن الاستعمار البريطاني حينما عجز عن فرض لغته في البلاد بسبب تفشي الفقر والأمية، عمل على فصل مصر من محيطها العربي تحت دعاوى “تمصير” لغتها العربية.
ولكن من بوارق الأمل، أن العامية العربية واجهت أيضا معضلات في طريقها لتحل محل العربية الفصيحة، أهمها أن كل قطر أو إقليم عربي صارت له لهجته الخاصة، مما تعذر معه انتشار لهجة عامية موحدة، ورجح انتشار اللهجات العربية المسيطرة بسبب السينما والإعلام ووسائل التواصل، كالمصرية والسورية، فقلل ذلك من حدة تشظي اللهجات.
كما زكى شعور الانتماء العربي حالة التفاعل بين اللهجات المحلية والتقريب بينها، خاصة أن العربي من الخليج إلى المحيط مهتم بطبيعته بما يحدث في باقي الأقطار العربية، وبالتالي فهو مضطر لفهم لهجاتها والتواصل مع سكانها، وهو ما ساعد على تقريب الألسنة.
كما أن الكثير من اللهجات الدارجة في مناطق البادية لا تزال تستخدم الألفاظ والمصطلحات التي امتازت بها العربية الرصينة.
اللغات الأجنبية
ومن الأخطار التي تحيق بلغتنا القومية، ذلك السيل الجارف من المدارس الأجنبية التي تفشى إنشاؤها في جميع البلدان العربية، يرافقه طوفان من مدارس اللغات الخاصة والحكومية، بما لا يتناسب في الكم والكيف مع المدارس المعنية بتدريس العربية.
وخذ مثلا مصر؛ فقد كشفت دراسة بجامعة جنوب الوادي تحت عنوان “نشأة وتطور مدارس اللغات التجريبية الرسمية في مصر وبداية انتشارها” للباحث صبري الأنصاري إبراهيم وآخرين أن “مصر انفردت عن باقي الدول العربية والإسلامية في نهاية السبعينيات بإنشاء مدارس لغات رسمية، ثم صدر بعد ذلك القرار الوزاري رقم 94 لسنة 1985لتنظيمها”.
وغني عن البيان أنه جرى في ذات التوقيت، توقيع اتفاقية كامب ديفد التي أحدثت تطبيقات شروطها السرية التي تتكشف بين الحين والآخر تغييرات سلبية كبيرة في المجتمع المصري، ومن غير المستبعد أن يكون تغيير طبيعة التعليم بينها.
ولقد كانت هناك اعتراضات كبيرة من قبل التربويين والمهتمين بالتعليم على تلك المدارس لما تؤدي إليه من تشتيت الهوية الوطنية والإضرار باللغة العربية، لكن الأمر استقر لهذه المدارس وبدأت تتوسع حتى وصل عددها طبقا لإحصائية حديثة لوزارة التربية والتعليم المصرية إلى 2397 مدرسة.
هذا في حين تتردد معلومات بين التربويين -لا نستطيع التحقق منها- بأنه منذ عام 1990 لم يتم بناء مدارس حكومية عربية جديدة.
يقابل ذلك تقزيم لدور المدارس الأزهرية، سواء في الكليات التي يمكن الالتحاق بها، أو في توظيف خريجيها، مع كثافة المناهج، وعجز هائل في المعلمين، وزيادة نسب التسرب التعليمي، كل ذلك غيبها من أولويات الطلاب وأولياء الأمور، وأخرجها من المنافسة.
كما يظهر الإعلام شريكا في الجريمة مرة أخرى، حيث تظهر الأعمال الدرامية والفنية أن من لا يدخل في حديثه الكلمات الأجنبية هو الأقل تعليما ووعيا وثقافة مقارنة بغيره.
……
لذلك يجب على الحكومات العربية أن توقن بأنه لا يمكن أن يستقر انتماء في نفوس طلاب لا يتعلمون لغتهم، ولا يدرسون ثقافتهم، وأن من يزرع الشوك يجني الجراح.
02 يوليو 2022
محمد سيف الدولة يكتب: أُم الهزائم
من أعمال الفنانة ريم أمين |
Seif_eldawla@hotmail.com
اذا نجح الامريكان فى تأسيس وتمرير مشروع التحالف العسكرى بين العرب و(اسرائيل)، فانه سيكون من اخطر الاعتداءات التى تعرضنا لها فى الـ 75 عاما الماضية ومن اشد الهزائم التى لحقت بنا، من حيث هو ليس فقط تخليا عن الثوابت الوطنية والقومية والعقائدية وتبنى لرواية العدو الصهيونى، بل هو فوق ذلك تسليم قيادة المنطقة الى هذا العدو، وتوظيف الامكانيات العسكرية العربية لحماية امنه الذى تقوم فلسفته الاساسية على القضاء على الوجود العربى وتجريده من كل عناصر القوة والامن والقدرة على الدفاع عن النفس.
انها هزيمة اخطر من كل هزائمنا الكبرى فى 1948 و1967 وكامب ديفيد واوسلو والغزو الامريكى للعراق، انها أم الهزائم:
ففى 1948 كانت النكبة والهزيمة التى لحقت بستة جيوش عربية واحتلال 78 % من ارض فلسطين، هى النتيجة الطبيعية لأمة تقبع تحت الاحتلال الاوروبى منذ عقود طويلة. وكان وقتها العالم بعد الحرب العالمية الثانية على شفا تغيرات كبرى تتبدل فيه مراكز القوى العالمية وتسلم القوى القديمة الراية الى القوى الجديدة التى برزت بعد الحرب، وكان مخاض ثورات وحركات التحرر الوطنى فى العالم العربى وكل بلدان العالم الثالث يختمر للخروج من قبضة الهيمنة الاوروبية. أى أن الظروف الدولية والاقليمية والداخلية كانت كلها مهيئة ومبشرة وواعدة بالخروج من عصر الهزيمة والاستعمار واعادة بناء النفس وترميم ما انكسر وهو ما حدث بالفعل فى السنوات من 1956 الى 1973.
· اما بعد 1967 ورغم الهزيمة القاسية والمهينة واحتلال ما تبقى من فلسطين بالاضافة الى سيناء وهضبة الجولان، فلقد رفض العرب شعوبا وحكاما الهزيمة والتوقيع على وثيقة وشروط الاستسلام وتمسكوا وأكدوا على الثوابت العربية والفلسطينية فى مواجهة الادعاءات الصهيونية والاملاءات والضغوط الامريكية، وأصدروا بيانهم الشهير فى مؤتمر الخرطوم وشرعوا على الفور فى التضامن والاعداد لمعركة تحرير الارض وازالة اثار العدوان التى كانت حرب 1973 هى ذروتها.
·وحتى جريمة توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر و (اسرائيل) وما وجهته من طعنة فى الظهر الى فلسطين والامة العربية وامنها القومى، بعد انسحاب مصر من الصراع والاخلال الرهيب بميزان القوى والتنازل المصرى الرسمى عن فلسطين 1948 للعدو والاعتراف بشرعية دولة الاحتلال، فلم تكن رغم قسوتها هى نهاية المطاف، فلقد اجتمع الجميع انظمة وشعوب وفى القلب منهم الشعب المصرى على رفض المعاهدة والتمسك بالثوابت العربية من تحرير كامل التراب الفلسطينى ومناهضة الصهيونية و(اسرائيل)، وتأسست مئات الحركات واللجان الشعبية لدعم فلسطين ومقاطعة (اسرائيل) ومقاومة التطبيع، واعلن النظام العربى الرسمى حينذاك، صدقا او نفاقا، رفضه اى سلام "منفرد" مع (اسرائيل) الى حين.
·وايضا بعد توقيع م.ت.ف على اتفاقيات اوسلو وانكسار ارادتها بعد ان اخرجها الاجتياح الاسرائيلى من لبنان، وقيامها بالاعتراف باسرائيل والتنازل عن فلسطين 1948 وعن الحق فى المقاومة، سرعان ما تكونت اجيال جديدة من المقاومة التى استطاعت ان تطرد الاحتلال عام 2000 من لبنان وتصد عدوانه 2006. وفى الارض المحتلة تصاعدت العمليات الاستشهادية وحاول ابو عمار الانعتاق من قيود اوسلو خاصة بعد اجتياح شارون للمسجد الاقصى وتفجر انتفاضة 2000 العظمى التى هزت المنطقة وكل العالم، والتى استطاعت فرض مطالبها واجندتها على عديد من الدول العربية بما فيها مصر كامب ديفيد، التى اطلقت قيادتها السياسية حينذاك ايدى الاعلام والمعارضة السياسية لدعم فلسطين وتنظيم اللجان الشعبية لدعم الانتفاضة..الخ، ليتعمق مجددا العداء العربى (لاسرائيل) شعبيا ورسميا.
· اما الاحتلال الامريكى للعراق فى 2003 بعد 10 سنوات من الحصار، فى اول عدوان عسكرى غربى على بلادنا منذ الحرب العالمية الاولى، والذى كشف وفضح انتهاء صلاحية النظام العربى الرسمى وسقوط شرعيته الى الابد، فانه رغم قسوته قام باطلاق طاقات الغضب العربى الشعبى والسياسى فى العالم العربى من محيطه الى خليجه، والذى كان هو المقدمة الرئيسية التى أدت بعد ثمان سنوات الى تفجر انتفاضات وثورات الربيع العربى فى 2011، والتى كانت نقطة فارقة فى تاريخ العلاقة بين الشعوب وانظمة الحكم، رغم انها لم يكتب لها النجاح والاستمرار.
· الخلاصة انه رغم مرور الوطن العربى وتعرضه لعديد من الاعتداءات والهزائم منذ الحرب العالمية الثانية، الا انها لم تصل ابدا الى ما وصلنا اليه اليوم من انتقال النظام العربى الرسمى بغالبية دوله وانظمة الحكم فيه الى معسكر العدو الصهيونى تحت القيادة الامريكية، للتحالف معه ضد فلسطين وضد الامة وامنها القومى الوجودى وضد مصالحها العليا ومستقبل اجيالها القادمة، فى ظل قبضة فولاذية من الاستبداد تكمم الافواه وتصادر الحريات وتطيح باى معارضة او راى آخر، بحيث لم يبق فى المشهد ولأول مرة، سوى الشعب الفلسطينى بمقاومته الشعبية والمسلحة.
***
· والمفارقة الكبرى هنا ان انظمة الحكم العربية التى قامت بالانقضاض على الثورات العربية واجهضتها وعصفت بكل من شارك فيها، فعلتها بذريعة انها لم تكن سوى مؤامرات خارجية تستهدف اسقاط الدولة الوطنية، وانه يتوجب القضاء على هذه الثورات/المؤامرات لانقاذ الدولة والحفظ عليها، فاذا بالخطوة الاولى التى تتخذها تحت شعار انقاذ دولها الوطنية هى الارتماء فى احضان مايسترو المؤامرات الأكبر، الولايات المتحدة الامريكية، والانخراط فى احلافه الاقليمية تحت قيادة (اسرائيل).
***
·ان أى مقارنة بين قوة وحيوية وثورية وفاعلية ردود الفعل الشعبية بعد 1967 أو بعد غزو العراق على سبيل المثال، وبين حالة الصمت المخزى التى ضربت الغالبية العظمى من قوى وحركات المعارضة العربية اليوم، تكشف عمق الأزمة التى تمر بها بلادنا. وضخامة الجهود المطلوبة للخروج منها والنجاة مما يمكن ان يترتب عليها من عواقب كارثية لسنوات وعقود طويلة قادمة.
***
هذه دعوة لسرعة التداعى والتلاقى والحوار والفعل لانقاذ ما يمكن انقاذه.
*****
القاهرة فى 2 يوليو 2022
29 يونيو 2022
مستشار حكومي سابق يشير إلي وجود "شبكات مرتزقة" تحمي الفساد والجريمة المنظمة وتطارد المصلحين
تقدم المهندس حسام محرم – المستشار الأسبق لوزير البيئة المصري بطعن رقم 68675 لسنة 68 ق أمام المحكمة الإدارية العليا، حيث تقدم بمذكرة طعن مثيرة علي حكم إداري صادر بحقه بناء علي بلاغ وصفه بالكيدي من أحد زملاءه بوزارة البيئة، في إطار ما وصفه خلايا عنقودية داخل بعض اجهزة الدولة تتولي محاربة الإصلاح والمصلحين. وقد وصف ماحدث معه بأنه فخ تم إعداده بإحكام وبإتفاق جنائي بين مجموعة من أصحاب المصالح بهدف الإيقاع به وبالمهندس محمد لطفي الرئيس الأسبق للإدارة المركزية للتفتيش والإلتزام البيئي للتخلص منهما في إطار عمل ممنهج من جانب لوبيات المصالح داخل العديد من القطاعات والمجالات لإحتواء المصلحين وإفشالهم والتخلص منهم، وإعتبر أن هذه التنظيمات تعد بمثابة خلايا صغيرة داخل القطاعات المختلفة وأنها جزء من تنظيم سري أكبر يتولي محاربة المصلحين وحماية الفساد والمفسدين منذ عقود في مقابل إتاوات ومنافع أخري، وإعتبر أن ما حدث معه نموذج مصغر لما حدث مع وزير الداخلية الإصلاحي الأسبق / أحمد رشدي الذي تآمرت عليه لوبيات الفساد لإظهاره بمظهر الفاشل وفاقد السيطرة للتخلص منه بسبب محاربته للفساد وعصابات الإتجار في المخدرات.
وأشار م. حسام محرم إلي أن هذا التنظيم قد تضخم خلال السنوات الأخيرة بعد يناير 2011 بسبب تزايد وتيرة محاكمات الفاسدين بعد أن زالت عنهم الحماية التي كانوا يتمتعون بها من قبل، مما دفعهم إلي الإعتماد علي تنظيم سري يتكون من عشرات من الآلاف من المرتزقة المدربين والمجهزين بتقنيات عالية للتتبع والتجسس والقرصنة وأسطول من مختلف أنواع المركبات والدراجات النارية والمترجلين وغيرها من الإمكانيات والتجهيزات، وأشار إلي أنه تعرض لأكثر من محاولة تصفية جسدية أهمها محاولة إغتيال بعطر سام خلال 2017 ومحاولة أخري لتفجير محطة بنزين في المعادي والتي يمر عليها يومياً في رحلة الذهاب والعودة من العمل وذلك خلال يناير 2022. وأشار إلي أنه تقدم بالعشرات من البلاغات الرسمية والإفادات الودية للعديد من الجهات من بينها الرقابة الإدارية وجهات شرطية متعددة وبوابة الشكاوي الموحدة التابعة لمجلس الوزراء وجهات أخري، حيث وصف في هذه البلاغات تفصيلاً الأساليب الغريبة والشيطانية التي يستخدمها شبكات المرتزقة في محاصرة المصلحين والمستهدفين عموماً في محيط سكنهم وعملهم ومحاولة إيذاء بعض ذويهم وإختراق الدوائر المحيطة بهم للوقيعة والتحريض. كما أشار إلي أنه يتعرض منذ سنوات وحتي تاريخه لإستهداف ممنهج من رؤوس ومرتزقة شبكة الفساد ومحاولة محاصرته إجتماعيا ووظيفيا ومالياً بهدف الدفع في إتجاه اليأس والإنتحار كما يفعلون مع الكثير من المصلحين في العديد من فعاليات المجتمع ومؤسسات الدولة. كما تعمل علي دفعه للبعد عن عمله في وزارة البيئة أو دفعه للبقاء بدون عمل تحت ضغط المضايقات والمطاردات المستمرة الغير محتملة.وأشار في مذكرته إلي مبررات وصف البلاغ المقدم ضده بالكيدية حيث أشار إلي أن الأمر كان بخلاف ماورد في البلاغ حيث أنهما كانا يهدفان إلي حماية مناخ الإستثمار من تبعات سوء التصرف من جانب بعض صغار الموظفين مع شركة صناعية يملكها مستثمر أجنبي بعد أن هدد بالإنسحاب من السوق المصرية ورفع دعوي دولية بالتعويض ضد الحكومة المصرية وما قد يسببه ذلك من خسائر جسيمة للإقتصاد المصري.
وأشار م. حسام محرم في مذكرته إلي وجود لوبيات داخل بعض الأجهزة أو ما يسمي في علم الإدارة بالتنظيم غير الرسمي وهو تنظيم موازي للإطار التنظيمي الرسمي بالمؤسسات ويدافع عن مصالح المنتسبين له بعيداً عن أهداف المؤسسة والمصلحة العامة بل علي أنقاضها في كثير من الأحيان، وأشار في المذكرة إلي أن تلك اللوبيات تعد بمثابة تنظيمات سرية نشأت بالمخالفة للقانون وتتسبب في تخريب المؤسسات والتأثير بالسلب علي مقدرات المجتمع مما يجعل التكييف القانوني لهذه الجريمة هو أنها جريمة أمن دولة علي حد وصفه. ودعا في المذكرة إلي قيام الأجهزة الرقابية والأمنية بدورها في كشف وتفكيك تلك التنظيمات حفاظاً علي سلامة الأداء بالمؤسسات وحرصاً علي مناخ عمل غير طارد للمصلحين والكفاءات والشرفاء وما يستتبعه ذلك من تراجع في أداء المؤسسات العامة.
مهندس حسام محرم
المستشار الأسبق لوزير البيئة
hossammoharrem@yahoo.com
hossamaug71@gmail.com
+201110496979
+201020674379
21 يونيو 2022
على شهاب يكتب: يا إعلاميو العالم..تواضعوا!
أرني رجلًا عاقلًا وسأعالجه
مؤسس علم النفس التحليلي كارل غوستاف يونغ
ألتقي دومًا بمذيعين ومذيعات ومحللين ومديرين ومراسلين ومحررين وطلاب جامعات. ولستُ أبالغ اذا قلت لكم أن «البلاء» الأكثر شيوعًا للأسف في هذه المهنة هو «توهم الفهم»، وهو أن يظنّ الإعلامي نفسه عبقري زمانه في مجاله وأنه يمتلك قدرات ذهنية أعلى من الآخرين لمجرد ممارسته مهنته. وغالبًا ما يترافق هذا الابتلاء مع عوارض نفسية كالقلق الشديد والمستمر والحذر من الآخرين والنشاط الذهني المفرط والعنف اللفظي وتبدل المزاج الدائم والانفعال السريع والمبالغة في تصوير شؤون حياته.
وكي أكون عمليًا، سأحاول إيجاز أبرز الخطوات العملية التي يمكن اتباعها للسير على خطى النجاح الإعلامي:
– دعك و«حديث النفس»:
إذا ما نشرت مقالًا أو قرأت نشرة إخبارية أو أبهرتنا بإطلالتك التلفزيونية الغرّاء، أرجوك لا تحسب ذلك بطولة!
في عالمنا العربي، من السهل توزيع الألقاب على الناس من دون أي حسيب، فترى «الباحث الاستراتيجي» و«الخبير العسكري» و«كبير المراسلين» و«قاهر قلوب المشاهدين»! هذه مجرد ألقاب لا قيمة لها في عالم العلم الحقيقي، وهي لن تصنع منك إنسانًا أفضل، بل إن أفكارك وسلوكك المتوافق مع الجيد منها هو ما يصنع منك إنسانًا جديرًا بالاحترام.
– استمع لانتقادات الآخرين حتى وإن كانت قاسية وغير موضوعية. لا بأس. هؤلاء أصدقاء يلبسون ثوب الأعداء!
صدقني، ستستفيد من هؤلاء كثيرًا في توسيع قدراتك على مخاطبة شرائح أوسع تختلف عن بيئتك بمجرد أن تتأمل قليلًا بانتقادات الآخرين. أنا لا أدعوك لتعير اهتمامًا لسبب تهجمهم عليك، فأنت لن تقدر على ردع حسد أو مرض، ولكني أدعوك لتتأمل بمحتوى مأخذهم عليك. وإذا ما وجدت شخصًا حكيمًا يدلك دومًا على أخطائك فأنت من الذين أنعم الله عليهم. حافظ على تلك النعمة بشكرها والعمل بنتائجها.
– لا يوجد موضوعية في الإعلام.
مهما حاولت وادعيت وفعلت، لن يكون بمقدورك معالجة جميع وجهات النظر وتقديمها. كما لن يكون بمقدورك تخطي أهداف الجهات الممولة لعملك.
كان جلال الدين الرومي يقول: «كانت الحقيقة مرآة بيد الله. ولما سقطت تناثرت إلى قطع تناولها الناس وادعّى كل منهم أن الحقيقة بحوزته».
ما العمل إذا؟ هل يعني هذا أن العمل الإعلامي غير مجدٍ؟ بالطبع لا. القصد هو أن تكون رسالتك قدر الإمكان في خدمة المصلحة العامة والأخلاق. وهذا ينطبق على كل أنواع الإعلام، من السياسة إلى الثقافة فالرياضة. إنّ الإعلام يمتد قوته من كونه يشكلّ أداة تحريض وتأثير قادرة على صنع رأي عام. هذا الهدف يجب أن يكون دومًا حاضرًا في عملك. الأعمال الإعلامية التي تتخذ طابع الترويج والإبهار سرعان ما تنتهي بمجرد نشرها أو عرضها، وهي لا تضيف شيئًا، بل تحقق بأفضل الأحوال راحة عابرة لدى القارئ أو المشاهد، ولكنها لا تتحول إلى مادة مرجعية قادرة على جذب عقول الناس.
– الإعلام وحده لا يكفي.
هناك اختلافات جوهرية في مقاربة الإعلام كاختصاص أكاديمي بين دولة وأخرى. هذا الاختلاف ناجم في جوهره عن أنّ تقنيات الإعلام ليست بالتعقيد الكبير، ويمكن بالتأكيد اكتسابها بورش عمل محترفة ودورات بشكل أفضل من الكثير من الجامعات في الدول المتأخرة. ولكن الجانب الهام المرتبط بالنظريات كما إتقان استخدام التقنيات هو العامل الهام في بناء الإعلام الناجح. أعطيك مثلًا عن بلدي لبنان. قلّما تجد أكاديميًا في الإعلام يمتلك خبرة ميدانية.
أذكر ان بعض أساتذتي في الجامعة كانوا يتحدثون عن مواد لم يخبروها قط. وكانت جل معارفهم بها نظرية. هذه مشكلة. كما أن الاكتفاء بالجانب الميداني فقط فيه مشكلة، فهو يصنع منك شخصًا تنفيذيًا غير قادر على الاستقلال بمشروع إعلامي. وهذه ضرورة في عالم الإعلام في زمننا هذا، حيث يُعد هذا القطاع من أكثر القطاعات سرعة في التخلي عن التوظيف الثابت والاتجاه نحو التعاقد عن بُعد.
بكلمات أخرى، إن مصير كل إعلامي ناجح هو إنشاء نموذجه الخاص، وخيار الوظيفة لن يوصلك إلى أمكنة بعيدة معنويًا وماديًا ومهنيًا. إن حيازة اختصاص آخر، كإدارة الأعمال أو الفيزياء أو التاريخ أو علم النفس وغيرها، من شأنه صياغة عقلك وتفكيرك بطريقة مختلفة أكثر عمقًا واتساقًا وقدرة على الابتكار والإبداع في مهنتك.
– لا تضع رقبتك تحت مقصلة ممول واحد.
في معظم البرامج التدريبية العالمية، كما في تجارب وسائل الإعلام الناجحة عالميًا، هناك قاسم مشترك في تأمين استمرارية هذه المؤسسات وتطورها: تعدد التمويل.
في عالمنا العربي تلتزم وسائل الإعلام بإرادة وقرار الممول. هذا سيئ حتى وإن كان الممول على توافق مع أفكارك ورسالتك. إن صناعة الإعلام هي حرفة بالدرجة الأولى، وليست قرارات يتخذها الممول. و كما في أي حرفة، تطوير مجال العمل هو في عهدة المحترف لا الممول، فهو الأدرى بالحاجات ونقاط الضعف والقوة وكيفية تطوير عمله. صحيح أن الإعلام يمر بتحول عالمي، خاصة على صعيد التمويل، ولكن الصحيح أيضًا هو أن استراتيجيات التمويل قد اختلفت. إذا أردت دخول عالم الإعلام والاستمرار به، عليك معرفة هذه الاستراتيجيات. الإدارة الإعلامية هي إدارة أموال أيضًا.
هذا يعني أن الاستثمار في الإعلام يجب أن يلحظ العائد. وسواء كنت تعمل بشكل مستقل أو لديك مؤسسة، فأنت مضطر لمواجهة هذه المسألة ومعرفة كيف تستثمر المال لتوسيع أعمالك.
يمكنكم استشراف قدرة أي مؤسسة على الاستمرار من خلال مراقبة قنوات الصرف لديها. من الملفت فعلا أن كبرى وسائل الإعلام العالمية جميعها تمتلك قسمًا خاصًا بالأبحاث والتطوير. هذا لا نلحظه إلا نادرًا في عالمنا العربي لغياب ثقافة المؤسسات. إذا كنت تعمل بشكل منفرد، خصص جزءًا من وقتك ومواردك للتطور واكتساب مهارات ومعارف جديدة. هذا مسار مستمر حتى آخر يوم من حياتك.
– اخرج من الزقاق!
يمكنك أن تزور تايملاين أي دولة عربية عبر «تويتر» لتفهم مقصدي. ليس من الإعلام بشيء الشتم واستخدام الألفاظ النابية في وصف أي ظاهرة أو زميل آخر في المهنة. لست أتحدث هنا عن الجانب الأخلاقي فقط، بل ما أسعى لتوضيحه هو القاعدة النفسية التالية:
«النفس تتلون بألوان الأفكار. الأفكار تتلون بألوان العقل. العقل يتلون بألوان الكلمات». تكلم الآن بما شئت وكيفما تشاء!
إن الفضائح والتفاهات التي ترونها أو تسمعون بها بين الفينة والأخرى ويكون أبطالها «إعلاميون» و«إعلاميات» ما هي إلا نتيجة مصيرية لإشغال العقل والنفس بمستوى متدنٍ من الخطاب والتفكير.
إذا ما أردت أن تكون عابرًا للحدود، عليك أن تطور لغة «إنسانية» لا سياسية ولا عقائدية.
– لا تدع الأرقام تخدعك.
في بداياتي المهنية، كنت أقيس نجاح عملي بعدد القراء أو نسبة المشاهدين. هذا ليس بمقياس دقيق للنجاح. إن الغالب الأعمّ في وسائل الإعلام العربية هو قياس نجاح المؤسسة بعدد المشاهدين. إن من يخض قليلا في علم الإحصاء يدرك أن قياس النجاح في مهنة كالإعلام يتطلب استخدام أدوات مختلفة في آن. وهنا نعود إلى البند الأول بأن تدع «حديث النفس» والألقاب. اسأل نفسك: ما هو التأثير الحقيقي الذي حققه عملك الإعلامي؟ ما هي القضية التي كشفتها؟ هل فهم الجمهور المعني الرسالة؟ لكل سؤال يمكن أن تحدده أداة مختلفة للقياس. هذا بحث تفصيلي قد أعالجه بشكل مستقل لاحقًا. تنسحب مسألة الأرقام ايضًا على قراءاتك. ليس المهم عدد الكتب التي تقتنيها . المهم هو نوع المعرفة التي هضمها عقلك وتحولت إلى مهارة وسلوك.
كتب علي عزّت بيغوفيتش: «القراءةُ المُبالغ فيها لا تجعلنا أذكياء، بعضُ النّاس يبتلعون الكتب وهم يفعلون ذلك بدونِ فاصل للتفكير، وهو ضروري لكي يُهضمَ المقروء ويُبنى ويُتبنى ويُفهم، فعندما يتحدّث إليكَ النّاسُ فإنّهم يخرجون من أفواههم قِطعًا من هيجل وهايديجر أو ماركس في حالة أولّية غير مُصاغة جيدًا، وعندَ القراءة فإنَّ المساهمة الشخصية ضروريّة مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي والزمن، لكي تُحوّل رحيقَ الأزهار المتجمّعة إلى عسل».
– «التخطيط ليس المهم.. الخطة هي الأهم».
كثيرًا ما أقابل إعلاميين يزعمون أنهم وضعوا خططًا لمشاريعهم وأعمالهم، ولكنهم يشكون الفشل بسبب عدم جهوزية الفريق أو لظروف خارجة عن إرادتهم. يومًا بعد يوم، تبدو الحاجة أكبر لمراقبة آليات خطط العمل. أي خطة مصيرها الفشل إذا لم يواكبها التنفيذ الجيد. وضمان التنفيذ الجيد يحتاج إلى إشراف ومتابعة وتصويب وتوجيه.
ابتعد عن أولئك الذين لا يطورونك.
قد لا يعجب هذا البند الكثيرين، وأنا اتفهم ذلك، ولكن كل ثواني حياتك كإعلامي هي مادة خام لعمل ما. إنّ تضييع الوقت مع أشخاص غير أكفاء من شأنه تأخيرك سنوات طويلة عن هدفك. أحد أوجه هذه المسألة أيضًا الاستماع إلى من لا يمتلكون الكفاءة أو وضع أحد فوق قدره. إياك وهذه الخطيئة. إن النمو الذهني وتوسيع المدارك فعل مستمر حتى آخر يوم من عمرك ما لم تقرر أنت خلاف ذلك.
– حافظ على اتزانك النفسي.
الإعلام هو أحد تلك المهن التي تقلب الليل نهارًا والنهار ليلًا. هذا يتطلب منك توزيع وقتك بشكل يتلاءم وطبيعة مسؤولياتك الاجتماعية والعائلية وقدراتك النفسية والجسدية. وفي مهنة تحوي الكثير من «الإغراءات»، فإن الخلل في توازنك النفسي قد يؤدي إلى أزمات ومشاكل كبرى. لا تنس أن لنفسك عليك حقًا. ولعائلتك عليك حقًا. ولأهلك عليك حقًا. وزّع وقتك بما يضمن لك راحة ذهنية تسمح لك بالإبداع والابتكار عند العودة للعمل.
– راقب نفسك. كما في كل مهنة وفي كل مسيرة، إن المراجعة والمحاسبة هي من ضروريات للنجاح.
واعلم أنه مع تورط الإعلام في خدعة «السبق» الصحفي و«لوثة الفانتازيا» على حساب المضمون والرسالة، ازدادت بشكل واضح الاضطرابات النفسية الناجمة عن المهن الإعلامية التي تستوجب تعاملًا مع أفراد بقدرات مختلفة والإبداع المهني في آن. إن الحفاظ على صحتك النفسية هو حاجة وضرورة كحاجتك للطعام.
* علي شهاب- صانع محتوى | منتج أفلام وثائقية وصحافي| سفير منظمة هوست رايتر
18 يونيو 2022
اتفاق دفاع عربى (اسرائيلى) مشترك والتحول من محميات امريكية إلى محميات اسرائيلية
بقلم محمد سيف الدولةSeif_eldawla@hotmail.com |
11 يونيو 2022
سيد أمين يكتب: هكذا نرد على ازدراء حكومة الهند للإسلام
تتزايد حدة الإساءات التي تلحق بالمسلمين والمقدسات الإسلامية في الهند يوما بعد يوم، والمثير أن تلك الإساءات تأتي من الحزب الحاكم للدولة وليس من قبل فئات أو أحزاب تفتقد دبلوماسية العمل السياسي المتزن المتفق عليها وتظهر احترام الأقليات ولو على خلاف ما تبطن، خاصة لو كانت أقليات ضخمة تمثل 15% من عدد السكان كالأقلية المسلمة البالغة 195 مليون نسمة، وفقًا لتعداد 2020.
كانت آخر تلك الإساءات تلك التي أطلقها مطلع الشهر الجاري المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم هناك، واعتُبرت إساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتسببت في غضب واسع داخل الهند وخارجها، ناهيك عن إساءات شبه يومية من قبل متطرفين هندوس ضد المسلمين، تنتصر فيها السلطة غالبا للجانب الهندوسي، وتعاقب الأقلية المسلمة.
ومن ذلك على سبيل المثال قيام حكومة ناريندرا دامودارداس مودي العام قبل الماضي بتهجير مسلمي ولاية آسام بشمال شرقي البلاد، والاعتداء عليهم والتنكيل بهم وإزالة مساكنهم بحجة أنها مقامة على أرض مملوكة للدولة، وهدم المساجد وبناء معابد هندوسية على أنقاضها، ومنع الحجاب في كثير من الجامعات. هذا فضلا عن ضمّ أراضي إقليمي جامو وكشمير المحتلة إلى الهند رسميا، وضرب عرض الحائط بالمناشدات الأممية بالانسحاب منها أو منحها الاستقلال.
وكذلك انتشار لقطات مروعة لاعتداء الشرطة على أحد المسلمين وإصابته بالرصاص وظهور جنود وهم يدوسون بقسوة بالغة جسد الرجل الجريح، وهي أمثلة من أحداث تتكرر بشكل متقارب تاركة خلفها انطباعا سلبيا في عموم العالم الإسلامي.
المقاومة الاقتصادية
إن صدقت النيات فإنه يمكننا في الدول العربية الضغط على الحزب اليمني المتطرف الحاكم هناك من أجل تعديل سلوكه ومنع عناصره من توجيه الإهانات إلى الاسلام، وذلك عبر عدة وسائل أهمها الضغط الاقتصادي الذي يشمل مثلا: مقاطعة المنتجات الهندية أو حتى التلويح بذلك لا سيما من قبل دول الخليج العربي التي تعد الأكثر استخداما للمنتجات الهندية.
ويعد الشاي والقطن واللحوم من أكثر المواد التي تقوم الدول العربية باستيرادها من نيودلهي، في حين تستورد الهند ثلث احتياجاتها من الطاقة من دول الخليج.
مع توقف ذات الدول عن استقدام العمالة الهندية واستبدالها بالعمالة العربية أو البنغالية والباكستانية.
وتمثل عوائد العاملين في الخارج رافدا كبيرا من روافد الاقتصاد الهندي، حيث احتلت صدارة قائمة الدول المستقبلة للتحويلات من الخارج في 2018 بقيمة 78.6 مليار دولار طبقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، وهناك إحصاءات أخرى تقول إن 55% من تلك العائدات تأتي إليها من دول الخليج العربي وحدها.
كما يعيش نحو 8.5 ملايين هندي في دول الخليج العربي خاصة دولة الإمارات العربية، ونظرا لزيادة أعدادهم يحلو لبعض الهنود القول بأن دبي هي خامسة أكبر المدن الهندية.
وفضلا عن ذلك ينبغي مقاطعة الدراما الهندية وتوقف الفضائيات العربية عن عرضها لهذه الأعمال خاصة أن العديد منها يظهر المسلمين متطرفين ومتعصبين وخونة وعملاء للخارج، بينما يظهر أتباع الديانات الأخرى ولا سيما الهندوسية أصحاب قيم ومثل.
ولعل من أسباب انتشار هذه الدراما في بعض الفضائيات العربية رخص أسعارها، مما يسمح لأصحاب القنوات الخاصة بتحقيق أرباح طائلة من وراء عرضها، وهنا يجب إيجاد حل يجعل تلك القنوات تحافظ على أرباحها مع التوقف عن عرض الدراما الهندية نصرة للإسلام والمسلمين.
ومما يجب ذكره أيضا أن هناك من يتوسع في استخدام الدراما الهندية فقط من أجل التشويش على الدراما التركية التي تعد المنافس الأقوى في الفضائيات العربية.
وتمثل صناعة الدراما في الهند أحد روافد الدخل القومي الهندي المهمة حيث تدر مليارات الدولارات سنويا مما جعلها تتصدر هذا المجال عالميا في 2013 طبقا لتقارير نشرتها مجلة التايمز.
المقاومة السياسية
ظلت الهند فترة طويلة من تاريخها تحت الحكم الإسلامي، وكان الحكام المسلمون هناك يحترمون فيها تعدد الأديان، ولم تتنام فيها الكراهية بين الطوائف أبدا، لكن حينما سقطت تحت الحكم البريطاني بدأت تهب فيها رياح التعصب الديني والقومي والثقافي بين كافة الديانات والطوائف الكثيرة المنتشرة في هذا البلد، طبقا لسياسة فرق تسد التي اتبعتها بريطانيا في كل مستعمراتها.
وهو ما أدى في النهاية إلى انشطار الهند الموحدة إلى عدة دول هي باكستان وبنغلاديش وجامو وكشمير.
ومع ذلك كانت الهند قريبة لدرجة كبيرة من العالم الإسلامي ومناصرة للعديد من قضاياه، وانطلقت منها مجموعة عدم الانحياز التي تأسست إبان الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية المسماة حلف وارسو، والكتلة الغربية المعروفة بالحلف الأطلسي، وبالطبع كانت الكثير من بلدان العالم الإسلامي تنضوي في هذه المجموعة.
وتتمثل المقاومة السياسية في التضامن أو التلويح بالتضامن مع عدوتَي الهند التقليديتين وهما الصين وباكستان، خاصة أن باكستان تلتقي مع أمتنا العربية في العديد من الروابط الدينية والثقافية والتاريخية، وتحتاج إلى الدعم الاقتصادي بكافة أشكاله حيث إنها تواجه ضغوطا اقتصادية كبيرة تهدد استقرارها.
كما يجب على الدول العربية استغلال علاقاتها المتميزة بواشنطن من أجل تحفيزها على ممارسة الضغط على نيودلهي لتحسين حقوق الأقليات المسلمة.
……
وأخيرا.. إذا لم نهرع نحن المسلمين للدفاع عن الرسول الكريم، فمتى ولمن نهرع؟