20 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب: المحامي القناص


أهدى هذه السطور الى أرواح كل الشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة فى ميادين الثورة، كما أهديها أيضا الى كل الأحياء من المواطنين الأبرياء ضحايا السب والقذف والتشهير والبلاغات الكاذبة والكيدية من أولئك المحامين وثيقى الصلة بأجهزة السلطة التى تستهدف ترويعهم وإرهابهم واسكات اصواتهم.
***
عرفت الثورة المصرية ظاهرة "القناص القاتل" التى لم يكن يخطر ببالنا فى يوم من الأيام اننا سنشاهد مثلها الا فى المعارك الحربية أو فى الأرض المحتلة: -
مئات الآلاف او ملايين من المواطنين السلميين يتظاهرون او يعتصمون معا فى ميدان التحرير، رافعين اللافتات ومرددين الهتافات، واذ فجأة يسقط أحد رفاقهم شهيدا، يفتشون فى جسده فى ذهول، فيكتشفوا ان هناك رصاصة اخترقت راْسه أطلقها قناص مجهول من مسافة بعيدة. يعلم الجميع انه يتبع أحد الاجهزة الامنية، ولكن القائمين على السلطة ينفون ويتهمون طرفا ثالثا مجهولا بارتكاب الجريمة، ويفلتون من المسائلة والعقاب، الى ان يسقط شهيدا جديدا وهكذا.
***
نعيش اليوم ظاهرة شبيهة وهى ظاهرة "المحامي القناص" الذى يتبع ايضا أحد الاجهزة الامنية، يقف مستعدا منتظرا للتعليمات، وما ان تأتيه الأوامر والتوجيهات بالضحية الجديدة المستهدفة، وبالتهم المطلوب إلصاقها بها، فيقوم على الفور بالبحث عن تكييف قانوني لها، ويصيغها فى بلاغ يحمل اسمه و لوجو مكتبه، ويهرول لتقديمه الى مكتب النائب العام، لتبدأ، فى معظم الأحوال، دائرة جهنمية من التحقيقات والاستجوابات والمرمطة والكعب الدائر والإهانات، مصحوبة بالطبع بمدفعية ثقيلة من الكتائب الاعلامية التى تتولى مهمة التشهير والتخوين والتشويه، لتنتهي بالضحية الى الاعتقال والمحاكمة والادانة، او تعليق الملف للضغط والابتزاز.
وحين توجه سهام النقد للقائمين على السلطة على هذه الممارسات الاستبدادية المبتذلة ضد خصومهم السياسيين، ينفون بشدة ويدعون انها مبادرات فردية، وإنها كسلطة "ديمقراطية" لا تستطيع ان تحجر على حق الناس فى التقاضي والبلاغات!!
***
لقد كان القناص القاتل يوجه رصاصاته الى رؤوس ضحاياه وأعينهم، اما "المحامي القناص" فيوجهها الى افواههم وألسنتهم؛ فما ان ينطق المرء بأي نقد لعبد الفتاح السيسي او لمؤسساته او لنظامه، إذا به يجد نفسه مستهدفا من كافة مؤسسات الدولة.
وإذا كانت رصاصة قناص الارواح والعيون تنتقى افرادا بعينهم لترهيب البقية، فكذلك يفعل المحامي القناص، فهو يستهدف إخراس الجميع على قاعدة: "كلكم في مرمى بلاغاتي".
ولذلك فان ما يفعله يندرج تحت بند الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات، بل تنطبق عليه أحد تعريفات "العمل الإرهابي" الواردة في المادة الثانية من القانون المصرى لمكافحة الارهاب والتى تنص حرفيا على ما يلى: ((التهديد بإيذاء الافراد او القاء الرعب بينهم او تعريض حياتهم او حرياتهم او حقوقهم العامة او الخاصة او امنهم للخطر او غيرها من الحريات والحقوق التى كفلها الدستور والقانون )).
***
سبل المواجهة :
ان أسوأ طريقة لمواجهة أى ارهاب، هى الخوف منه والخضوع له والاذعان لشروطه وتهديداته، كما أن أسوأ طريقة لمواجهة ارهاب القناصة، أى قناصة، هو السماح لهم بالاستفراد بضحاياهم واصطيادهم واحدا وراء الآخر.
ولقد آن الأوان ان نتضامن جميعا لتطهير حياتنا من مثل هذه النوع من القناصة وهذا النوعية من البلاغات والجرائم، وهو ما يستدعى على أضعف الايمان، أن يتم رفع دعاوى وبلاغات مضادة ضد هذه الفصيلة من المحامين، التى أشك كثيرا فى شرعية انتمائهم الى هذه المهنة السامية لو طبقنا عليهم "قَسَّمَ المحاماة" الذى ينص على ما يلى: ((أقسم بالله العظيم ان أمارس أعمال المحاماة بالشرف والامانة والاستقلال وأن احافظ على سر مهنة المحاماة وتقاليدها وأن احترم الدستور والقانون.))
أقول يجب أن نتضامن جميعا ونعمل على رفع دعاوى وبلاغات مضادة ضد مثل هذه البلاغات وضد رافعيها، تتهمهم بالبلاغ الكيدي والكاذب، والسب والقذف والتشهير، ومحاولة ترويع وترهيب المواطنين الآمنين وتهديدهم وبث الرعب فى قلوبهم لكي ينسحبوا من المشاركة السياسية ويمتنعوا عن ابداء آرائهم بحرية، وكلها حقوق نص عليها الدستور وحماها القانون وفرض العقوبات على كل من يهددها أو يعتدى عليها.
***
وسنجد فى قانون العقوبات عديد من النصوص التى تحمى المواطنين وتجرم هذا النوع من البلاغات الكاذبة كما تجرم السب والقذف والترهيب، نستعرض بعضها فيما يلي:
مادة 296:
((كل من شهد زورا على متهم بجنحة او مخالفة او شهد له زورا يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين))
مادة 303:
((يعاقب على القذف، بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن الفين وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة الاف وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة الاف وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة الاف خمسمائة جنيه او باحدى هاتين العقوبتين.))
مادة 302:
((يعد قاذفا كل من اسند لغيره بواسطة احدى الطرق المبينة بالمادة 171 من هذا القانون امورا لو كانت صادقة لأوجبت عقاب من اسندت اليه بالعقوبات المقررة لذلك قانونا او اوجبت احتقاره عند اهل وطنه..))
مادة 304:
((لا يحكم بهذا العقاب على من أخبر بالصدق وعدم سوء القصد الحكام القضائيين او الاداريين بأمر مستوجب لعقوبة فاعلة.))
مادة 305:
((واما من أخبر بأمر كاذب مع سوء القصد فيستحق العقوبة ولو لم يحصل منه اشاعة غير الاخبار المذكور ولم تقم دعوى بما أخبر به.))
مادة 306:
((كل سب لا يشتمل على اسناد واقعة معينه بل يتضمن بأى وجه من الوجوه خدشا للشرف او الاعتبار يعاقب عليه في الاحوال المبينة بالمادة 171 بالحبس مد لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على خمسة الاف جنيه او باحدى هاتين العقوبتين.))
مادة 375 مكرراً:
((مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد واردة في نص أخر، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة غيرة باستعراض القوة أمام شخص أو التلويح له بالعنف أو بتهديده باستخدام القوة أو بالعنف معه أو مع زوجه أو أحد من أصوله أو فروعه أو التهديد بالافتراء عليه أو على أحد منهم بما يشينه أو بالتعرض لحرمة حياته أو حياة أيا منهم الخاصة وذلك لترويع المجني عليه أو تخويفه بإلحاق الأذى به بدنيا أو معنويا أو هتك عرضه أو سلب ماله أو تحصيل منفعة منه أو التأثير في إرادته لفرض السطوة عليه أو لإرغامه على القيام بأمر لا يلزمه به القانون أو لحمله على الامتناع عن عمل مشروع أو لتعطيل القوانين أو اللوائح أو مقاومة تنفيذ الأحكام أو الأوامر أو الإجراءات القضائية أو القانونية واجبة التنفيذ متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد إلقاء الرعب في نفس المجني عليه أو التكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته أو تعريض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشيء من ممتلكاته أو مصلحته أو المساس بحريته الشخصية أو شرفة أو اعتباره أو بسلامة إرادته .
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين إذا وقع الفعل أو التهديد من شخصين فأكثر...))
***
وأخيرا وليس آخرا، ان الدفاع عن النفس وعن الغير، ضد التهديدات والمخاطر التى تهدد الحقوق والحريات، هو حق مشروع يكفله الدستور والقانون والمواثيق الدولية، والبلاغات الكاذبة والكيدية ليست بالطبع هى الوسيلة والاداة الوحيدة لتهديد وترهيب الناس واستلاب حقوقهم وحرياتهم، فالأدوات والوسائل متعددة وجارية على قدم وساق، ولكننى اردت ان اتوقف اليوم عند ظاهرة "المحامى القناص" لأنها فاقت حدود العقل والاحتمال.
*****
القاهرة فى 20 ابريل 2018

قمر الدولة تحصل على الماجستير في تنمية مهارات التعبير الكتابية لدى الأطفال

حصلت الباحثة إيمان عطية محمد قمر الدولة، على درجة الماجستير بكلية التربية جامعة عين شمس، حول كيفية رفع المهارات اللغوية، خاصة فن التعبير الكتابي لدى طلاب المرحلة الإبتدائية لأهميتها في اكتسابهم المزيد من المهارات في فنون التواصل البشرية والنمو العقلي والمعرفي، الذي يعد أكبر الأهداف التي تهدف إليها العملية التعليمية خاصة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي. 
وأضافت قمر الدولة، أن قوة التعبير الكتابي يؤدي إلى إتقان الطالب عملية التحصيل، والاستيعاب للعلوم والمعارف المختلفة، وفي المقابل فإن ضعف التعبير الكتابي يمثل خطورة على قدرة الطالب على الاستيعاب العلمي، ما يقلل من نشاطه العقلي ويؤدي إلى ضعف طريقة تفكيرة العلمي طوال حياته العملية. 
وتمكنت الباحثة، من تصميم برنامج لتنمية بعض مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لدى تلاميذ الصف السادس الإبتدائي، أكدت فيه فاعلية برنامج الدراسة القائم علي تكنولوجيا الوسائط المتعددة في تنمية بعض مهارات التعبير الكتابي الوظيفي، وخاصة تلك المستخدمة في كتابة الرسائل واللافتات التعليمية. 
وأشارت قمر الدولة، إلى ضرورة إمداد المعلمين بوسائط متعددة في مجال تعليم التعبير الكتابي للطلاب، مما يسهم في تنمية مهارات الأداء التدريسي لهم، كما طالبت بتوجيه اهتمام الباحثين إلى إجراء المزيد من الدراسات حول دور استخدام الوسائط المتعددة في مجال التعليم، وتزويد مخططي المناهج ومؤلفي الكتب الدراسية بقائمتي مجالات التعبير الكتابي الوظيفي ومهاراته المناسبة لتلاميذ الصف السادس الابتدائي، لقياس مستوى هذه المهارات، لمواكبة التطورات المتلاحقة والسريعة في فنون التعليم عالميا


16 أبريل 2018

محمد اسعد بيوض التميمي يكتب: رسائل الضربات الأمريكية الإستعراضية في سوريا لماذا؟

ان الرسالة التي أرادت أمريكا أن تُوجهها من خلال قيامها بتوجيه ضربات استعراضية لبعض الأهداف غيرالاستيراتيجيه في سوريا الخالية من الجنود والسلاح, وقيامها باشراك بريطانيا وفرنسا بالضربة بعد أن قررت هي توجيه الضربة دون استشارتهما هو أن العالم فيه قطب واحد يُقرر لا قطبين ولا يستشير أحد..
وبأن روسيا ليست دولة منافسة لها في سوريا ولا تخوض معها صراع على النفوذ, ولا بأنها تشكل أي تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة ولا تأخذها بالحسبان..
والقول بأن روسيا لم تأتي الى سوريا رغم أنف امريكا وإنما جاءت لتقوم بالدور القذر الذي لا تستطيع أن تقوم به امريكا التي تدعي بأنها من دعاة حقوق الانسان والديمقراطية وحق تقرير المصير للشعوب ,فأوكلت امريكا هذه المهمة الشريرة القذرة الى روسيا لتقوم بتدمير سوريا وتقتل الشعب السوري وتمنعه من تقرير مصيره ولتحمي نظام الإحتلال النصيري المجوسي بزعامة عميلهم بشارابن عميلهم حافظ الاسد من السقوط, لأن سقوطه يُشكل تهديداً مباشراً للكيان اليهودي, حيث ان الاحتلال النصيري المجوسي في سوريا هو رديف الاحتلال اليهودي لفلسطين وعمقه الاستيراتيجي....
والدليل على ذلك أين منظومة الصواريخ اس 400 التي تتبجح بها روسيا وبأنها تغطي كامل الأراضي السورية,وبأنها قادرة على اسقاط أي طائرة معادية حتى أنها تسقط طائرات الشبح ؟
فلماذا صمتت هذه المنظومة أمام الطائرات والصواريخ الامريكية البريطانية الفرنسية ولم نرى لها أي ردة فعل ولم تطلق حتى صفارات الإنذار؟
ولقد صرح سفير روسيا في واشنطن اليوم بأن الضربة الأمريكية في سوريا هي اهانة بالغة الى الرئيس الروسي بوتين,فما معنى هذا التصريح؟
معناه أن امريكا غدرت بكلبها بوتين وأظهرته أمام العالم بأنه طرطور عند امريكا ولا تأخذه بالحسبان..
فلماذا لا ينتقم هذا الكلب لكرامته؟
فهل من يشتغل عند الأمريكان له كرامة؟
ومن الأدلة على كل ما تقدم بأن أمريكا وراء جميع جرائم بشار...فمن منا لايذكر تصريح أوباما بأن على بشار الاسد أن يعلم بأن استعمال الكيماوي خط احمرفما معنى هذا التصريح؟
إن معناه واضح وهو إعطاء الضوء الأخضر لبشار أن إفعل في سوريا كما تريد,
أقتل الشعب السوري بجميع انواع الأسلحة,
دمر سوريا على رؤوس ساكينها,
شرد شعبها في كل الاتجاهات,
فرغ سوريا من أهلها السُنه,
فارتكب بشار بناء على ذلك الاف المجازر بالبراميل المتفجرة وبجميع أنواع الإسلحة التدميريه,وقتل الملايين ومسح مدن السُنه كاملة بالطائرات واستجلب قطعان من الخنازير الشيعية المجوسية المتوحشة من ايران والعراق ولبنان وباكستان وافغانستان والهند لتنهش لحم المسلمين في سوريا وتعيث فيها الفساد,وكل ذلك تم تحت سمع وبصر امريكا والغرب الصليبي...
ومن منا لايذكر تصريح بشار الاسد بأن سوريا أصبحت الأن اكثر تجانسا أي أن معظم سكانها أصبحوا من النصيريين والشيعة المجوس المستجلبين من جميع انحاء العالم...وما القانون الجديد الذي أصدره بشار الاسد بمصادرة جميع أملاك المهجرين السوريين وتمليكها الى الشيعه المجوس والنصيريين إلا تأكيد على هذه الجرائم...وهاهي مواكب اللطم في المسجد الأموي تصول وتجول في شوارع دمشق عاصمة الأمويين وفي المطاعم وحتى الكنائس ويُلعن ابي بكر وعمر وعائشة وجميع الصحابة جهاراً نهارا في شوارع دمشق
فلماذا لم تعترض امريكا وتتدخل لوقف ذلك؟
وكما يقول المثل الضربة التي لا تقسم ظهرك تقويك, فأمريكا بهذه الضربة الإستعراضية أعطت بشارالأسد قوة ومعنوية ليستمر بتدمير سوريا وقتل شعبها وبصورة اشد توحشا وتحت غطاء المقاومة والممانعة...
فسيقول بشارهاهي أمريكا الأمبريالية تقف ضدي وتستهدفني فما استهداف أمريكا لي إلا استهداف لمحور المقاومة والممانعة وسنرى المزاودين أتباع المجوس من أقصى اليسار الى أقصى اليمين على الفضائيات ووسائل الاتصال الاجتماعي يُزاودون بأن امريكا تستهدف محور المقاومة والممانعه ولكننا نقول لبشار وامريكا وجميع عملاءها ان الله ربنا لكم بالمرصاد, فلا عاصم لكم من أمر الله القادم, وعما قريب سنرى نهايتكم كنهاية جميع الطواغيت والأشرار في الأرض الذين يتحدون الله .
((وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ*فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ))
((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ))
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com

07 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب: الكاوتشوك يهزم الرصاص

Seif_eldawla@hotmail.com
دشن الشعب الفلسطينى ابداعا جديدا فى فنون وتكتيكات المقاومة الشعبية فى مواجهة آلات القتل الجهنمية لقوات الاحتلال، فى ملحمة أطلقوا عليها #جمعة_الكوشوك. تُنطق بدون حرف التاء التى تُحذف فى اللهجة الفلسطينية.
آلاف الفلسطينيين يقومون بحرق اطنان من عجلات الكاوتشوك لتوليد سحابات كثيفة من الدخان الاسود بهدف إعماء القناصة الصهاينة الذين قتلوا بدم بارد ما يقرب من ٢٠ شهيدا يوم الجمعة الموافق ٣٠ مارس ٢٠١٨ فى الذكرى الثانية والاربعين ليوم الارض، فيما أطلق عليه بمسيرة العودة الكبرى.
وبالفعل نجحت هذه "القبة الكاوتشوكية" فى مهمتها ليتقلص عدد الضحايا والشهداء الى ما يقرب من النصف، وباذن الله يصل العدد الى "الصفر" فى الاسابيع القادمة.
***
يردد المتحدثون والخطباء كثيرا مقولة "اننا لن نعيد اختراع العجلة" حين يريدون التأكيد على بديهية ما يطرحونه من معاني أو أفكار.
فاذا بالإخوة في الارض المحتلة يقومون بالفعل بإعادة اختراع العجلة، فيكتشفون وظيفة جديدة لإطارات السيارات لم يكن من الممكن ان تخطر على بال أحد، كأداة ناجعة فى مقاومة رصاصات الاحتلال.
ابداع يستحق تسجيله كبراءة اختراع فلسطينية، تكتب باسمهم فى السجل العالمى لحركات المقاومة على مر التاريخ.
لم يكن هذا هو الابداع الأول للمقاومة الفلسطينية، فنتذكر جميعا انتفاضة "الحجارة" عام 1987، والعمليات الاستشهادية فى انتفاضة الأقصى عام 2000، وانتفاضة "الدهس والسكين" فى السنوات الاخيرة، وسلاح الأنفاق التى اخترقت أرض 1948، والصواريخ المصنعة فى ورش بدائية، والمرابطون ومصاطب العلم فى المسجد الأقصى.
***
وكلها أدوات توصف وفقا للمثل الشعبى المصرى بانها "حاجات ببلاش كده"، لا تقارن بالترسانة العسكرية الصهيونية التى تقدر بمئات المليارات من الدولارات والتى قتلت آلاف مؤلفة من الفلسطينيين فى حروب ابادة ومذابح جماعية لم تتوقف على امتداد عشرات السنين، وفى ظل حصار دولى صهيونى عربى رسمى مشترك على المقاومة ومطالبات مستمرة بنزع سلاحها، وفى ظل اتفاقيات اوسلو التى وافقت على تجريد الشعب الفلسطينى من الحق فى الكفاح المسلح.
***
وقد يتساءل البعض عن الجدوى والمقابل والحصاد من وراء مثل هذه الفاعليات ومن سقوط كل هذا العدد من الشهداء، فلا شك ان اى اجتهاد او ابداع جديد مهما بلغت درجه تفرده وعبقرتيه، لابد ان يكون له منافع ومكاسب واضافات.
وهو سؤال مشروع، ولكن الاجابة عليه واضحة وجلية للجميع؛ فلقد حققت مسيرة العودة الكبرى خلال اسبوع واحد فقط الانجازات التالية:
· فقبل 30 مارس الماضى لم تكن تذكر قضية فلسطين والفلسطينيين الا فى سياق صفقة القرن وما تنتويه من تصفية القضية، اما اليوم فيكاد يختفي الحديث عن هذه الصفقة، ليعود الحديث عن حق العودة والشهداء والمقاومة وجرائم الاحتلال والارهاب الصهيونى. وهو ما فرض نفسه على وسائل الاعلام العالمية و(الاسرائيلية) بل فى الصحف الرسمية فى الاقطار العربية لإسرائيل كمصر والاردن.
· كما نجحت فى تأسيس ادوات ردع جديدة ومؤثرة تعمل لها (اسرائيل) وداعموها وحلفاؤها ألف حساب وتخشى ان تتصاعد وتتطور على كافة الحدود الدولية للأرض المحتلة، الى الدرجة التى تسربت فيها انباء فى الساعات الأخيرة على وجود مساعى عربية رسمية بطلب من اسرائيل للتفاوض مع قادة المقاومة والضغط عليهم لإنهاء مسيرة العودة مقابل فتح معبر رفح.
· لقد اخرجت "مسيرة العودة" الأمة من الحالة التى ضربتنا جميعا من الشعور بالعجز العميق، بعد قرار ترامب الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، مع الاختلال الرهيب فى موازن القوى داخل الارض المحتلة وصمت الأنظمة العربية خوفا أو عجزا أو تواطؤ ... فاذا بالجميع يعيشون معها معركة جديدة وجولة جديدة من المواجهة والمقاومة، على غرار ما عودتنا عليه على امتداد عشرات السنين.
· فعلى عكس المنتظر من ان تهب الشعوب العربية لدعم الشعب الفلسطيني وانقاذه، اذا بهذا الشعب العظيم هو الذى يقوم بإنقاذنا دائما، فيفاجئنا بانتفاضاته وشجاعته وتضحياته وابداعاته الملهمة والمستمرة التى طالما أخرجتنا من حالات الهزيمة واليأس والاحباط.
· كما انها كسرت القاعدة التى اصبحت تسيطر على كافة الأقطار العربية فى الفترة الاخيرة وهى تجريد الشعوب من أى قدرة على الفعل والتأثير، مع احتكار الولايات المتحدة وباقى الدول الكبرى و(اسرائيل) وباقى الدول الاقليمية لدور اللاعبين الرئيسيين، والمملكة السعودية وحلفائهم وأتباعها من الحكام والانظمة العربية لدور اللاعبين الثانويين، مع اخراج الشعوب من الملعب تماما، الا كمفعول ومعصوف به.... ليقتحم الشعب الفلسطينى الساحة ويدخل كلاعب رئيسى صانع للاحداث ومؤثر فيها، ومعدل لموازينها وحساباتها ولو الى حين.
***
· اننى اتمنى ان تفشل كل الضغوط والجهود الدولية والاقليمية والعربية فى وأد واجهاض هذه المسيرة الواعدة.
· كما أتمنى أن تنجح المقاومة فى تقليص اعداد الشهداء فى المرات القادمة.
· وأن تستطيع هذه الملحمة فى دفع مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين خارج الارض المحتلة الى الالتحاق بالمسيرة.
· واخيرا وليس آخر ارجو ان تنتبه كافة القوى الوطنية فى كافة الاقطار العربية، وكذلك كل الأحرار فى العالم أن هناك حدثا خطيرا وهاما ونادرا يجرى فى فلسطين وأن تنزل بثقلها لدعم ونصرة الشعب الفلسطينى، كل حسب امكانياته وادواته وظروفه.
*****
القاهرة فى 7 ابريل 2018

05 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب: مزاد بيع فلسطين

Seif_eldawla@hotmail.com
منذ سنوات طويلة والكل يتسابق ليبيع فلسطين فى أسواق النخاسة الصهيونية.
***
· افتتح المزاد الرئيس المصرى الراحل انور السادات فى اتفاقيات كامب ديفيد، حين كان اول رئيس عربى يعترف باسرائيل، وبشرعية الاحتلال الصهيونى لفلسطين ١٩٤٨ التى تساوى ٧٨ % من ارض فلسطين، مقابل استرداد سيناء، وفقا للقاعدة الجهنمية التى سنها مناحيم بيجين حين قال لكارتر اثناء المفاوضات ان يبلغ السادات انه "يستطيع ان يأخذ لمصر بقدر ما يعطينى من فلسطين."
·ومنذ ذلك الحين، والحكام العرب يتسابقون لبيع حصة شعوبهم فى ارض فلسطين التاريخية بصفتنا جميعا شركاء فى امة عربية واحدة، يختص بملكية أرضها وأوطانها كافة الشعوب العربية جيلا بعد جيل.
·فعلتها منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٩٣ مقابل وعد زائف بدولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة، ومقابل السماح لقادة المنظمة بالعودة من المنفى.
· وفعلها ملك الاردن عام ١٩٩٤ لينال الرضا والحماية الامريكية ويصلح "غلطته" عند السيد الامريكى حين أيد الغزو العراقى للكويت.
·  وفعلها كل الملوك والرؤساء العرب عام ٢٠٠٢ فى مبادرة السلام العربية، فى محاولة لإرضاء جورج بوش واتقاء شره بعد ان هدد وتوعد عقب احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١.
· وأصبحت منذ ذلك الوقت طريقة مضمونة وآمنة لأي حاكم او نظام عربى يريد ان يفوز برضا واعتراف ودعم الامريكان ومجتمعهم الدولى.
· وبعد اجهاض الثورات العربية، وتقلد حكام جدد لمقاعد الحكم بأساليب وطرق مشكوك فى مشروعيتها، ورغبتهم فى الفوز بالاعتراف والرضا والدعم والحماية الأمريكية، لم يجدوا طريقا لذلك أفضل من تعميق التطبيع مع (اسرائيل) فى سلسلة من الصفقات الجديدة لبيع فلسطين:
· فتدخل مصر الرسمية تحت رئاسة عبد الفتاح السيسى عصر السلام الدافئ مع (اسرائيل)، وتطالب بدمجها فى المنطقة، وتسحب قرار ادانة المستوطنات من مجلس الامن، وتنحاز الى اليها فى عدوانها على غزة عام 2014، وتخلى الحدود الدولية من السكان لتقيم المنطقة العازلة التى كانت تطلبها (اسرائيل) منذ عدة سنوات وكان مبارك نفسه يرفضها.
·  وتقرر مملكة آل سعود فتح المجال الجوى للطائرات الاسرائيلية، ويهرول ولى العهد السعودى محمد ابن سلمان، لتنفيذ الاشتراطات والتعليمات والروشتات الامريكية اللازمة لنيل الرضا السامى، والتى يأتى على رأسها بيع فلسطين للصهاينة، فيعلن ان فلسطين التاريخية هى ارض (اسرائيل) التى يحق للشعب الاسرائيلى العيش فيها فى سلام، وان المقاومة تهدد الامن القومى السعودى! ويؤكد على المصالح المشتركة بين السعودية و(اسرائيل).
· أما الدول الخليجية فلقد دخلت المزاد علانية فى السنوات الأخيرة عبر عديد من عمليات التطبيع التجارى والسياحى والتكنولوجى والاعلامى والرياضى والطبى مع (اسرائيل) اضافة للتنسيق الامنى معها.
 حتى الرئيس الأمريكى" دونالد ترامب" باع ما تبقى من فلسطين، فاعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، طلبا لدعم جماعات الضغط الامريكية الصهيونية، فى مواجهة حركات الرفض والمعارضة الشرسة له فى الداخل الامريكى.
 بل ان من أساسيات برنامج أى مرشح رئاسى امريكى منذ سنوات طويلة، أن يعد ويلتزم بالسماح لاسرائيل بانتزاع "قضمة" جديدة من ارض فلسطين.
***
نعم لقد ارتكب السادات خطيئة كبرى باعترافه باسرائيل، لا نزال ندفع أثمانها حتى اليوم، ولكنه رغم ذلك كان أشرف ألف مرة من حكام هذا العصر، فلقد قام على الأقل بمقايضة فلسطين بسيناء، ولكنهم اليوم يبيعونها مقابل حماية عروشهم وكراسيهم وشرعيتهم الباطلة، لتتغير القاعدة القديمة التى سنها مناحيم بيجين من: " فليأخذ لمصر بقدر ما يعطينى من فلسطين"، لتصبح: " فليأخذ لنفسه بقدر ما يعطينا منها."
***
والغريب ان فلسطين هذه الارض الطيبة، ورغم انها بيعت ألف ألف مرة، ولا تزال تباع كل يوم، الا انها لم تنفذ ولم تختفِ من الوجود ولم تستسلم.
بارك الله لنا فيها، وبارك لنا فى هذا الشعب الفلسطينى المبهر صانع المعجزات الذي لم يتوقف عن المقاومة وتقديم الشهداء على امتداد قرن من الزمان، يسقط له ٦ شهداء دفاعا عن الارض فى ٣٠ مارس ١٩٧٦، فيحيى ذكراهم بـ 18 شهيد بعد ٤٢ عاما فى ٣٠ مارس ٢٠١٨.
*****
القاهرة فى 5 ابريل 2018

03 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب: ليست قوة مفرطة بل ارهابا صهيونيا

· ان قيام قناصة الكيان الصهيونى بقتل 18 فلسطينيا وجرح المئات من أشقائنا المشاركين فى مسيرة العودة السلمية على حدود غزة مع باقى الارض المحتلة، هو جريمة ارهابية بامتياز، وحلقة جديدة فى سلسلة طويلة من الجرائم الصهيونية على امتداد عشرات السنين.
· وبالطبع فان آفة الكيان الصهيونى لا تقتصر على الارهاب والعنصرية وحروب الإبادة والجرائم ضد الانسانية، بل قبل ذلك وبعده كما يعلم الكافة، هو كيان استعماري استيطاني عنصري مغتصب للأرض العربية، وقاعدة عسكرية استراتيجية للغرب الاستعماري تستهدف مصر والامة العربية بقدر ما تستهدف فلسطين.
· ولكنى اود فى هذه السطور ان أعلق على الطبيعة الارهابية للكيان الصهيوني، بغرض كشف الموقف الرسمى العربى الذى لم تتجرأ اى دولة فيه على ادانة وتوصيف ما فعلته (اسرائيل) على انه عملا ارهابيا، واكتفى من ادان منهم باستخدام تعبير "القوة المفرطة" مع دعوة كافة الأطراف "لضبط النفس" على غرار بيان الخارجية المصرية!
· وهم يفعلون ذلك فى الوقت الذي يملأون الدنيا صياحا وصراخا بأنهم يواجهون "الارهاب" وحدهم نيابة عن العالم أجمع، وانه لولاهم لانعدم الامان وعمت الفوضى فى ربوع الكرة الارضية!
· ولكن "الارهاب" الذى يقصدونه هو الارهاب وفقا للتوصيف والمصالح الامريكية والغربية والصهيونية، لأن فى ذلك منافع كثيرة على رأسها: رضا هذه القوى واعترافها بشرعياتهم وحمايتها لعروشهم.
· ولذا يهرولون للانخراط فى الأحلاف العسكرية الامريكية، وللتطبيع مع اسرائيل بذريعة مواجهة المخاطر المشتركة الثلاثة التى حددها ترامب فى: "ايران" و "داعش" و "الإسلام الراديكالي المتطرف".
· ويتجاهلون ما يرددونه هم أنفسهم ليلا نهارا، من ان الظواهر والمنظمات والجماعات الارهابية هى مؤامرة وصناعة امريكية غربية اسرائيلية مشتركة، تهدف الى تفجير الحروب الاهلية وتقسيم الدول العربية وانعاش صناعات واسواق السلاح والاقتصاديات الغربية اثناء الحروب وبعدها خلال مراحل اعادة الاعمار، كما انها تعطى اغطية وذرائع شرعية زائفة لإعادة احتلال المنطقة والتدخل فى شئونها واعادة رسم خرائطها ونهب ثرواتها.
· وبطبيعة الحال فان هذا التوصيف الذى اختاره حكامنا للارهاب، يتوافق ايضا مع أهوائهم ومصالحهم؛ فهو يعطيهم ذرائع يبررون بها مصادرة حقوق وحريات الناس وتكميم افواه المعارضة السياسية والحكم بالحديد والنار.
· الى الدرجة الى جعلت كل منهم يعمل على اختراع تعريفه وتوصيفه الخاص للارهاب على مقاس امنه وامن نظامه، يصيغه فى قوانين وتشريعات، يتم محاكمة المعارضين وإدانتهم سجنا أو اعداما وفقا لها، ثم يصدرون قوائم بالمنظمات والشخصيات الارهابية، يضعون فيها كل من لا ترضى عنه السلطة او احد اجهزتها أواحد قياداتها النافذة، وكله بجرة قلم.
· بينما الارهاب الصهيونى الواضح الجلى الذى يقبع على حدودنا وفى القلب من أمتنا، لا تريد أن تراه أعين حكام العرب ولا أجهزتها ولا منابرها الاعلامية ولا خبرائها الاستراتيجيين، وحين يأتى الحديث عن جرائم الاحتلال فى فلسطين أو الجرائم الامريكية فى العراق، يلتزمون الصمت خوفا أو تواطؤ.
· وهو ما يذكرنى بما حدث فى مصر منذ وقت قريب حين رفع بعض المحامين وثيقى الصلة باجهزة السلطة دعوى أمام القضاء الادارى المستعجل تطالب بتصنيف حركات المقاومة كمنظمات ارهابية، وهو ما قضت به بالفعل محكمة اول درجة، قبل ان يتم الغاء الحكم فى الاستئناف. فى حين ان ذات القضاء قد حكم بعدم الاختصاص فى دعوى مماثلة تطالب بتوصيف اسرائيل ككيان ارهابى.
· كما اننا لن ننسى "سامح شكرى" وزير الخارجية المصرى حين رفض وصف قتل اسرائيل للأطفال الفلسطينيين بالعمليات الارهابية، بذريعة ان هناك اختلاف دولى حول توصيف مفهوم الارهاب.
· وبالطبع قبل ذلك وبعده تأتى التصريحات المتتالية لنتنياهو بان الدول العربية لم تعد تنظر لاسرائيل كعدو وانما كحليف.
· ان الحقيقة المؤكدة الوحيدة هى ان الارهاب الاكبر والأخطر الذى نتعرض له جميعا هو الارهاب الصهيونى برعاية وحماية ودعم وتحريض الولايات المتحدة الامريكية.
· وان الشعب الفلسطينى هو الذى يواجهه وحده نيابة عن الامة العربية ودولها وانظمتها الحاكمة التى اصبحت تلتزم الصمت خوفا او تواطؤ.
· بل انها بدلا من ان تصدر قراراتها بعد كل عدوان او جريمة حرب صهيونية جديدة، بقطع العلاقات وطرد السفراء ودعم المقاومة، فانها تستمرئ المشاركة فى احكام الحصار وفرض العقوبات على غزة والضغوط المستمرة لكسر الارادة الفلسطينية والشيطنة لكل ما هو فلسطيني.
· وحين يغضب الشباب العربى خارج فلسطين ويقرر التضامن مع اهله فى الارض المحتلة، يكون عرضة للتصفية والاغتيال على ايدى الاستخبارات الصهيونية كما حدث للشهيد التونسى"محمد الزواوى"، او عرضة للمطاردة والاعتقال والسجن على أيدى اجهزة الامن العربية.
ثم يأتى خبراؤهم بعد كل ذلك ليتساءلوا عن أسباب الغضب والتطرف والعنف فى العالم العربى!
*****
القاهرة فى 3 ابريل 2018

30 مارس 2018

سيد أمين يكتب: محنة الصحفي المحايد في مصر

الجمعة 30 مارس 2018 21:15
 الصحفيون المصريون عامة والمحايدون منهم خاصة يعيشون في مصر الآن أجواء مأساوية بكل معني الكلمة، فقد أغلقت أبواب الصحف المعارضة، أو بالأحرى الموضوعية، بالضبة والمفتاح، واقتصرت مهمة الصحفي على مجرد ترديد بيانات ومنشورات أمنية غالبا ما يكون هو نفسه غير مقتنع بمحتواها، ناهيك عن أنه يتوجب عليه أن يقنع الناس بها.
ولأن الحياد الإعلامي الايجابي وعرض الحقيقة في مصر الآن جريمة بكل معنى الكلمة يتم تصنيف مرتكبها بأنه خائن للوطن وممول من الخارج، فقد توجب على على هذا الصحفي في البداية أن يلتزم الصمت تماما ولا يتعاطى السياسة حتى في بيته، ليس خوفا من الاعتقال والحبس الطويل بقضايا جنائية ملفقة فحسب، بل خوفا من أن يموت هو ومن يعول جوعا بسبب عدم وجود مكان يقبل به للعمل فيه حتى لو لأعمال إدارية، لأن صاحب العمل يخشى أنه بتوفير فرصة عمل له يجلب المشكلات الأمنية لنفسه هذا إن كان هو صاحب القرار في أن يقبله في العمل أم لا، خاصة أن غالبية المؤسسات الصحفية والإعلامية مملوكة لشركات تابعة لجهات أمنية تعاقب الناس ليس على ما يكتبون بل على ما يضمرون من أفكار ومعتقدات.
كما أن حالة الصمت المطلوبة يجب ألا تقتصر على ممارسته الصحافة والإعلام وهو حقل عمل الصحفي، ولكن تمتد إلى الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي والأحاديث مع الرفاق والأصدقاء وفي الجلسات العامة والخاصة أيضا.
ولتقدير صعوبة الأمر لك أن تتخيل أن يتوقف الحداد عن الحدادة والنجار عن النجارة والمحامى عن المحاماة والطبيب عن الطب. فمن أين يكسب قوت يومه؟
ولعل الكثير من الصحفيين المصريين سيؤيدونني لو قلت إن كثيرا منهم لديهم الأن أزمة اجتماعية كبيرة جراء فقدان موارد رزقهم بسبب تمسكهم بحرية التعبير، ويتعرضون لضغوط أسرية قاسية تطالبهم بمسايرة موجه "التطبيل" للسلطة.
صراع نفسي
ولأن المعركة في الأساس تدور حول حرية الرأي والتعبير والفكر والاعتقاد، تطور الأمر فلم يعد الصمت يكفي لتوفير الأمان للصحفي المعارض للسلطة، فيدها تطاله بالعقاب بناء على ما كتب من قبل، بل يجب أن يجتاز تلك المرحلة إلى مرحلة أن ينضم لجوقة مرددي البيانات الأمنية ويقنع نفسه بما فشلوا هم في إقناع أنفسهم به.
والحقيقة أنه من الشائع الآن بين الصحفيين المصريين معاناتهم أمراضا تشبه انفصام الشخصية، يكتبون عكس ما يعتقدون تماما، ويرددون بانكسار بالغ كأي عامل "تراحيل"- مع وافر الاحترام - ذلك بأنه حفاظا على لقمة العيش في بلد يعاني الناس فيه أزمة اقتصادية متفاقمة، ولذلك يكون المحظوظ منهم هو من يعمل في مجالات بعيدة عن الحقل السياسي كالرياضة والفنون والأسرة والطفل وغيرها، بل إن الصحفيين يتنافسون عليها من أجل تخفيف حدة الصراع النفسي الداخلي، رغم أن الإعلام الدعائي لم يتوانى عن إدخال الدعاية السياسة في تلك المجالات حتى في الطبيخ. 
الكتابة الجادة
ولم يعد خافيا على أحد أن الكتابة الجادة الأمينة في مصر الآن هي بمثابة نقش على البارود، والكاتب الجاد هو ذلك الراقص على حقل من الألغام وسيكون محظوظا جدا أن رقص بحرية لمدة ساعة واحدة ولم ينفجر فيه اللغم ويقضي على حياته أو يبقيه قعيدا ما تبقي من عمره.
ومأزق الصحفي والكاتب المحترف عامة أن سمعته تتلخص في حياديته، وتجود بقدر صلابته وثباته على مبادئه وابتعاده عن السلطة، وحينما يتنازل عن تلك الصفات تحت أي ضغط يفقد كل احترامه لنفسه قبل أن يفقد احترام قرائه كما انه يصعب عليه عادة أن يتكيف مع أفكار ورؤى السلطة لا سيما لو كانت فاشية.
لقد كان سجل مصر في الحريات الصحفية والفكرية دائما مأزوما، إلا أنه الآن تجاوز تلك التوصيفات تماما، لأنه أمسى سجلا مجرًما يستبيح دم وعرض ومال من يشذ عن المقرر الرسمي، فتواري الإعلامي وحل محله الإعلاني.
ورغم أن الإعلام في الدنيا برمتها إلا ما ندر يتجه إلى الحرية المطلقة فإن المهنة لدينا أصبحت مرشحة للزوال بسبب هيمنة الرقيب عليها وقيامه بدور الناشر والكاتب والإعلامي والصحفي والمفكر الوحيد الذي ينبغي على الجميع أن يردد صدى صوته.
إن استمرت الحال على ما هي عليه في مصر فمهنة الصحفي مرشحة للزوال، ليحل محلها نافخ الكير وحامل الأسفار.
فليس مهمة المخبر الصحفي ذاتها مهمة مخبر الشرطة.

اقرأ المقال كاملا هنـــــــــــا

22 مارس 2018

محمد سيف الدولة يكتب: خرائط الغضب فى مصر

تناولنا فى مقال سابق بعنوان "انتخابات بالاكراه"، حزمة السياسات التى أدت الى تأميم الحياة السياسية والانفراد بالسلطة الى ما شاء الله، واليوم سنتناول جانباً آخر من المشهد: سنلجأ فيه الى ابسط قواعد المنطق والتحليل الموضوعى، لعمل حصر بالمتضررين من حكم السيد عبد الفتاح السيسى والرافضين، لأسباب وطنية أو طبقية واقتصادية أو دستورية أو حقوقية، للكثير من سياساته وقراراته على امتداد السنوات الأربع الماضية، والذين يشكلون معا ما يمكن ان نطلق عليه خرائط الغضب فى مصر:
1) عشرات الملايين من الفقراء الذين ازدادوا فقرا بعد قراراته الاقتصادية بتنفيذ تعليمات وروشتات صندوق النقد الدولى بتعويم الجنيه وتخفيض قيمته الى أكثر من النصف مع الغاء الدعم ورفع الاسعار.
2) ومعهم بالطبع عشرات الملايين الأخرى من الطبقات المتوسطة الذين تدهورت مستويات معيشتهم وانكمشت مدخراتهم لأكثر من النصف تقريبا لذات الاسباب، وانتقل العديد منهم الى مرتبة الفقراء.
3) غالبية الملايين الذين شاركوا فى ثورة يناير، ثم رأوا السيسى ونظامه يعاديها ويجهضها ويقضى على مكتسباتها ويصادر حرياتها ويطارد كل من شارك فيها ويكمم أفواههم.
4) غالبية الملايين الذين ذاقوا طعم الحرية والانتخابات الحقيقية النزيهة لأول مرة فى حياتهم، ووقفوا بالساعات فى طوابير الاقتراع بعد ثورة يناير، ثم شاهدوا ما آلت اليه الأمور اليوم، من العودة الى عصور الـ 99 %.
5) كل المؤمنين بالحق فى التظاهر بعد أن تم حظره وتجريمه. وكذلك غالبية الملايين الذين افترشوا ميدان التحرير وباقى شوارع وميادين مصر، بعد أن أُغلقت امامهم وحرمت عليهم.
6) ملايين المصريين الوطنيين الذين رفضوا التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير المصريتين لمملكة آل سعود، والسير فى ركابها.
7) كل من يرفض اخلاء الحدود الدولية وشمال سيناء وتهجير سكانها، لإقامه المنطقة العازلة التى كانت اسرائيل تطلبها منذ سنوات طويلة وكان مبارك يرفضها، وعلى رأسهم بالطبع أهالي شمال سيناء الذين تم تهجيرهم من مساكنهم لاقامة هذه المنطقة.
8) كل من يحرص على احترام الدستور والقانون وعلى قيم العدل والفصل بين السلطات، والرقابة القضائية والبرلمانية على السلطة التنفيذية، الذين تأذوا بشدة مما يروه من انتهاك يومى لمواد الدستور وتجميد لأحكامه ونصوصه، وما يشاهدوه من الضرب عرض الحائط بأحكام المحكمة الادارية العليا ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
9) كل الذين كانوا يحلمون ببرلمان حقيقى يعبر عن جموع المصريين ويحمى مصالحهم ويحافظ على حرياتهم وحقوقهم فى مواجهة تغول السلطة التنفيذية ورئيس الجمهورية.
10) وكذلك كل الرافضين لهيمنته على السلطة القضائية وتسييس احكام القضاء وأحكام الادانة والاعدام بالجملة والحبس الاحتياطى الى ما شاء الله بالمخالفة لأحكام القانون. وعلى رأسهم غالبية القضاة، الذين يتألمون فى صمت من تدخل السلطة التنفيذية فى شئونهم والضغط عليهم وتجريدهم من حقهم فى اختيار رؤساء هيئاتهم ليتم تعيينهم بقرارات يصدرها رئيس الجمهورية.
11) ملايين من طلبة الجامعات الذين حُرم عليهم العمل السياسى، لتعود الجامعة لتكون سجنا كبيرا تحت ادارة ورقابة وهيمنة الاجهزة الامنية، ومعهم ألاف الاساتذة والعاملين فى هيئات التدريس الذين إُنتزع منهم حقهم فى انتخاب عمداء كلياتهم ورؤساء جامعاتهم التى عادت مرة أخرى لتكون بالتعيين.
12) كل الاقتصاديين الوطنيين الذين يرفضون اغراق مصر فى الماكينات الجهنمية للقروض والديون الخارجية وفوائدها، مما يفقد مصر ما تبقى من استقلالها ويثقل كاهل الاجيال الحالية والقادمة بأعباء لا قبل لهم بها.
13) وكذلك كل رجال الاعمال الذين يعانون من اقتحامه لقطاعات الانتاج والأعمال ومنافستهم فى ارزاقهم ومجال أنشطتهم والاستحواذ والاحتكار والسيطرة على الاسواق المصرية، لأهداف ربحية رأسمالية بحتة وليس من منظور الاشراف والتنظيم والحراسة وفقا لدور الدولة فى النموذج الرأسمالي، أو حتى من منظور الادارة والتخطيط وفقا لنموذج التنمية الاشتراكي. 
14) كل المفكرين والشخصيات العامة المستقلة التى نأت بنفسها طول عمرها عن مهادنة اى سلطة ونفاق أى رئيس، الذين يشاهدون اليوم اعادة الانتاج الفجة لأنظمة الفرعون والزعيم الأوحد.
15) كل المثقفين الذين يتأذون بعد كل خطاب او كلمة يلقيها، من مستوى الافكار وتهافت المنطق وضعف اللغة وفقر المفردات وكارثية الارتجالات.
16) كل من يعلم قيمة مصر وقدرها، الذين تأذت كرامتهم الوطنية بشدة حين سمعوا الكلمات المهينة لمكانة مصر فى تصريحاته مع الرئيس الامريكى او الرئيس الفرنسى. وكل من شاهد صورته وهو يقف مع الواقفين خلف الرئيس الامريكى الجالس وحده، وكأنه واحدا من حاشية البيت الابيض.
17) كل من يدرك مكانة مصر وريادتها العربية، حين شاهد فضيحة سحب بعثتها الدبلوماسية لقرار ادانة المستوطنات الاسرائيلية من مجلس الامن بناء على تعليمات السيسى بعد مكالمة تليفونية مع ترامب. وكذلك كل الذين امتعضوا من خطابه الأخير فى الأمم المتحدة، حين أشاد بنتنياهو بأنه رجل سلام، بينما شوه الفلسطينيين وطالبهم بإثبات مصداقيتهم فى الرغبة فى السلام وكأنهم هم الجناة وليسوا الضحايا. وكذلك كل من يكره اسرائيل ويحب فلسطين، ويرفض التنسيق والتحالف المصرى الاسرائيلى ويرفض لقاءاته السرية مع نتنياهو. وكذلك كل الذين شاركوا فى اغلاق مقر السفارة الاسرائيلية فى 9/9/2011، بعد أن رأوا السيسى يعيد فتحها فى ذات يوم اغلاقها فى 9/9/2015، فى مكايدة مصرية رسمية مع اسرائيل ضد ثورة مصر وشبابها.
18) كل الغاضبين من قرار ترامب بأن القدس عاصمة لاسرائيل، الذين يشكون فى وجود تواطؤ رسمى مصرى سعودى خليجى مع الادارة الامريكية لتمرير هذا القرار وامتصاص وتصفية الغضب الشعبى العربى فى مواجهته.
19) كل المؤمنين بقيم المساواة والتواضع وهم يشاهدونه يتفاخر بنفسه وبعبقريته وبفلسفته وتميزه عن باقى خلق الله، وكذلك كل المحبين للصدق والصادقين، حين يسمعونه يعيد ويكرر ادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة.
20) وعلى المستوى السياسى، غالبية عناصر التيار الليبرالى وكل الأحرار المؤمنين والمدافعين عن حقوق الانسان وحرياته بعد ان شاهدوا العدوان اليومى عليها.
21) غالبية عناصر التيار الاشتراكى وكل المدافعين عن حقوق الفقراء والمطالبين بالعدالة الاجتماعية بعد ان شاهدوا الاستسلام الكامل لشروط الرأسمالية العالمية وممثليها من صندوق النقد والبنك الدوليين وتنفيذ اجندتهم الاقتصادية المدمرة فى مصر، كما شاهدوا الانحياز المطلق الى الطبقات الاكثر غنى فى مصر من خلال الاستثمار فى مشروعات مثل العاصمة الجديدة.
22) غالبية عناصر التيار القومى وكل الوطنيين بعد ان شاهدوا عمق العلاقات بينه وبين اسرائيل ونتنياهو ومشاركته فى حصار غزة ومباركته لصفقة القرن التى تسعى لتصفية القضية الفلسطينية ومبايعته على بياض للرئيس الامريكى العنصرى دونالد ترامب.
23) غالبية عناصر التيار الاسلامى الذين يشاهدون محاولاته الحثيثة لاجتثاثهم من الحياة السياسية تماما، بالحظر والاعتقال واحكام المؤبد والاعدام بالجملة.
24) غالبية جبهة 30 يونيو من القوى والشخصيات التى شاركت فى ثورة يناير، بعد أن غدر بهم، وقام بإقصائهم وحصارهم وتشويهم ومطاردة واعتقال شبابهم.
25) مئات الآلاف من عائلات وأصدقاء وزملاء وجيران المعتقلين وضحايا قمع المظاهرات التى بلغت اعدادهم عشرات الآلاف.
26) كل الكارهين لأعمال البلطجة والدولة البوليسية، حين يشاهدون هجمات البلطجية و"المواطنين الشرفاء" والاعتداءات الاجرامية على شباب الثورة ورموزها كما حدث لشيماء الصباغ وهشام جنينية وغيرهم الكثير.
27) كل المفكرين والمتخصصين والوطنيين والخبراء الحقيقيين، حين يتم حظرهم من الكتابة الصحفية والظهور الاعلامى ومخاطبة الراي العام المصرى وتنويره، لحساب حزمة من أردأ وأجهل العناصر الاعلامية الأمنية. وكذلك كل الذين يحترمون عقولهم، حين يرون مدى التدنى والابتذال قى الخطاب الاعلامى والسياسى الموحد والموجه للدولة.
28) كل الرافضين لتوظيف مؤسسات الدولة الدينية وقياداتها فى الازهر ووزارة الأوقاف ودار الافتاء وفى الكنيسة للترويج للسيسى ونظامه.
29) كل الكارهين للإرهاب والإرهابيين، الذين يرون كيف يصنع السيسى بسياساته واستبداده وإجراءاته القمعية حاضنة شعبية للإرهاب.
30) كل الرافضين للعنصرية الغربية التى تعادى الاسلام والمسلمين حين يرونه يردد مقولاتهم العنصرية ويتبنى خطابهم ويتهم 1.7 مليار مسلم بالارهاب علنا فى أحد خطبه بمناسبة المولد النبوى الشريف، ويُلحق مصر بالأحلاف الامريكية الاستعمارية الجديدة تحت ذريعة مكافحة الارهاب.
***
اذا كان ذلك كذلك، فمن اذن كل هؤلاء القوم الذين نشاهدهم كل يوم فى البرلمان وفى الصحف والفضائيات، وفى مؤتمراته التى لا تنتهى، ومن اين جاءت كل هذه التفويضات التى تقدر بعشرات الالاف؟
انهم ببساطة كبار رجال الدولة والعاملون بها وقيادات الاجهزة الامنية وعناصرها ومخبريها وشبكات المصالح المرتبطة بهم، بالإضافة بالطبع الى كل الموظفين الخائفين من اغضاب السلطة أو السائرين فى ركابها طمعا فى عطية او اتقاء لشرها.
هؤلاء موجودون فى كل عصر وفى كل نظام، يدينون بالولاء لكل من يعتلي الكرسى، فان ذهب، غيروا ولاءهم للوافد الجديد فورا، وتسابقوا وتصارعوا على الفوز برضاه وعطاياه.
هؤلاء ليسوا الا قلة قليلة لا تجد لها أثر حين تنتفض الشعوب وتثور، حينها يهرولون الى الجحور، أتتذكرون الحزب الوطنى الديمقراطى.
*****
القاهرة فى 22 مارس 2018