اذا لم تستح افعل ما شئت! .. من أهم محاسن المرحلة الانتقالية، أنها كشفت الصالح من الطالح، والمناضل من المنافق،
والثائر من المتطفل على الثورة، ويستمر قطار الفرز، وصولا لمحطة ما يصح أن نطلق عليهم مناضلي عمرو موسى!!*
* *
مناضلو عمر موسى هم نفر من الناس يخدعك مظهرهم، يرتدون رداء الثورة، وهم يطعنوها بخسة في ظهرها، يتغنون ببطولاتهم وتضحياتهم العظيمة من أجل الوطن يدغدغون المشاعر الكارهة لخيانات الإخوان للثورة، ويبدعون نظريات تبدو منطقية في مظهرها، عن ضرورة دعم مرشح غير منتمي للإخوان، ثم يقفزون بك إلى وحل خيانة الثورة في خداع بالغ وكأنه قفز بالثورة إلى النجاة! .. ستجد منهم من يدعي الليبرالية، والليبرالية الوطنية منهم براء، وستجد منهم من يدعي الناصرية، والناصرية تلعنهم وتبصق عليهم، وستجد منهم من يدعي اليسارية، وهم أبعد ما يكون
عن ثورية اليسار، ولو كان ماركس بيننا لصفعهم على وجوههم، ستجدهم يتمرغون في أوحال العار، بتأييدهم لمرشح كل انجازاته أنه كان لاعقا لحذاء نظام المخلوع طيلة 10 سنوات، كان فيها وزيرا لخارجية مبارك، ونافق ونافق على كل الأوجه، وبكل الألوان والأشكال، وأكل على جميع الموائد، من مائدة المخلوع مبارك، إلى موائد الخيانة في 22 عاصمة عربية أثناء عمله أمينا عاما للجامعة العربية.*
* *
يكذبون .. فيقول نفر منهم أن عمرو موسى قد عارض مبارك فأقصاه من الخارجية،
والحقيقة يعلمونها جيدا، لكنهم يكتمون الشهادة بعمد وانعقاد النية، فموسى لم يعارض مبارك ولا حزنون، وهو القائل قبل الثورة "سأعطي صوتي لمبارك أيا ما كان المرشح أمامه لأني أعرف طريقة إدارته للبلاد"، وطبعا نحن نعي جيدا طريقة إدارة مبارك التي يعرفها السيد عمرو موسى، هي طريقة الانحطاط والنهب العام، والتبعية والركوع للأمريكان والإسرائيليين، نعي جيدا أن هذه الطريقة – التي تعجب السيد عمرو موسى – هي التي جعلته حسب قوله يؤيد مبارك!!، حتى بعد اقتراب سفينة مبارك البالية من الغرق، وأثناء قمة الوهج الثوري في ميدان التحرير، لم يكف السيد عمرو موسى عن نفاقه ولعقه لحذاء نظام المخلوع، فقال في تصريحات لجريدة الشروق المصرية بتاريخ 8 فبراير 2011م وقبل تنحي المخلوع بثلاث أيام فقط :"يجب بقاء الرئيس مبارك حتى نهاية ولايته"!، أين حمرة الخجل إذن، يا من تدعون الثورية، ثم تتمرغون في أوحال الخيانة!!*
* *
*سيقول نفر منهم – وهم كاذبون كذلك – أن عمرو موسى له مواقف مشرفة في مواجهة
إسرائيل، والحق يقال أن للرجل مواقف فعلا، لكنها الخزي بعينه، ولا تعرف الشرف إطلاقا، بل لا تمت للشرف بأي صلة نسب، ففضيحة تصدير الغاز لإسرائيل بدأت في مكتبه، والوثيقة التي نشرتها جريدة اليوم السابع تؤكد ذلك، أنه بتاريخ 12نوفمبر 1993م، وجه عمرو موسى وزير الخارجية آنذاك خطابا إلى وزير البترول، تحدث فيه عن دراسة أولية لتصدير الغاز لإسرائيل!*
* *
*أما من يقول بأن عمرو موسى كان صاحب دور مهم في وزارة الخارجية، الحقيقة لم
يكن إلا فشلا تلو فشل في القضية الفلسطينية، فإن ما رواه الأستاذ محمد حسنيين
هيكل في كتابه "مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان" الصادر عن دار الشروق ،
يؤكد نظريتنا الساطعة من أن موسى لم يكن إلا سكرتيرا لمبارك يأتمر بأمره،
تابعا ذليلا لظل المخلوع، يقول هيكل على لسان رئيس الوزراء اللبناني الراحل
رفيق الحريري :"إنني أوقعت نفسي، وأوقعت عمرو موسى (كان وقتها وزيرا للخارجية)
في حرج شديد"، حيث قال الحريري لمبارك "سيادة الرئيس اسمح لي أن أهنئك على
نشاط وزير خارجيتك"، حينها توقف مبارك في مكانه، وبدا عليه عدم الارتياح وقال
للحريري وفي حضور عمرو موسى :" إيه .. وزير الخارجية لا يرسم سياسة .. رئيس
الدولة يرسمها"!، ثم التفت مبارك إلى عمرو موسى الصامت قائلا له "عمرو .. اشرح
للأخ رفيق أن وزراء الخارجية لا يرسمون السياسة، بل ينفذوها فقط" !*
* *
*نعي جيدا أن كثر من أبناء الشعب البسطاء، يمكن أن يخدعهم مظهر عمرو موسى
المتلون عن جوهره، لكن ما بدا أنه يتسرب شيئا فشيئا، أن بعضا ممن يدعي أنهم "نخبة" يميلون لعمرو موسى، وباعتبارات خوفهم من الإخوان، وكأنهم يستجيرون من الذئب بالضبع!!، فنحن أول من يختلف مع الإخوان في تحولهم من مرحلة المشاركة إلى المغالبة إلى التكويش!!، لكن ذلك لا يعني تخلينا عن مبادئ ثرنا من أجلها، حين أطلق رصاص الغدر علينا ونحن نهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"، وإسقاط النظام – كما نفهمه – هو تغيير جذري لشخوصه واختياراته السياسية والاقتصادية، وعمرو موسى من نفس شخوص نظام مبارك، وبنفس اختياراته السياسية والاقتصادية، (لاحظ تصريحه المشار إليه سأعطي صوتي لمبارك لأني أعرف "طريقة إدارته")!!*
* *
*ليس الفرز على أساس ليبراليين في مواجهة إسلاميين، أو قوى مدنية في مواجهة
أخرى دينية، ففي أوساط الليبراليين من خانوا الثورة، وفي أوساط الإسلاميين من خانوها أيضا!، ومن القوى المدنية من انبطح لمبارك ونظامه كالسيد البدوي ورفعت السعيد، ومن القوى الإسلامية من انبطح للمجلس العسكري وخان دماء الشهداء، الفرز الحقيقي يجب أن يكون على أساس خندق الثورة، وما تعنيه من انقلاب ورفض كامل لشخوص نظام مبارك، واختياراته السياسية والاقتصادية، وخندق الثورة المضادة وأعداء الثورة، وهم من يريدون "تحسين" شروط النظام لا إسقاطه، ومناضلو عمرو موسى هم من أعداء الثورة، وإن ارتدوا رداءا ثوريا زائفا!*