ابطال مصر الحقيقيين

ابراهيم ناصف الورداني


ابراهيم ناصف الورداني

في عام 1910، عندما كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي، وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ،كان رئيس وزراء مصر حينها بطرس باشا نيروز غالي، وكان قد جهز مشروعا لمد امتياز قناة السويس لمدة 40 عاما أخرى ، وفي أكتوبر 1909 استطاع محمد فريد رئيس الحزب الوطني أن يحصل على نسخة من المشروع ، ونشرها في صحيفة "اللواء"- داعيا لحشد المصريين ضد القانون في جمعية عمومية.
وافق الخديوي على عرض المشروع على الجمعية، وحُدّد يوم 10 شباط/فبراير1910م لعقد جلسةٍ لمناقشته. في تلك الجلسة حضر شاب يدعى إبراهيم ناصف الورداني ورأى دفاع غالي عن المشروع (كان سعد زغلول حاضراً بصفته وزيراً ويقال إنه كان من مؤيّدي المشروع)، وتأثر بالمناقشات وخرج عازماً على وضع حدٍّ لحياة بطرس غالي.
خاصة ان جرائم غالي قد عظمت فهو من ترأس محاكمة فلاحين دنشواي، وأقر قانون المطبوعات الذي كان يصادر الصحف ويغلقها، واقر اتفاقية الحكم الثنائي لإقليم السودان التي جعلت إنجلترا تحكم السودان بالمشاركة مع مصر، كما انه اقر محطط دانلوب لتغريب المجتمع المصري عن لغته العربية وهويته الاسلامية فضلا عن محاربة التوسع في التعليم ومعاقبة المتعلمين المصريين النوابغ.
(دوجلاس دانلوب وهو قس ومبشر اسكتلندي عين  سكرتيرًا عموميًا للمعارف في 8 مارس سنة 1897 ثم مستشارًا في 24 مارس سنة 1906، وقد كان في أول أمره قسًا مبشرًا عمل في وظيفة مدرس للغة الإنجليزية والخط الإفرنجي في مدرسة رأس التين الثانوية ثم لفت نظر "كرومر" فدفعه إلى العمل في نظارة المعارف فما زال يترقى بها حتى أصبح مسيطرًا سيطرة تامة على شئون التربية والتعليم.)
كان من ضمن من حضر الجمعية العمومية لمناقشة تمديد تأجير قناة السويس شابا يدعى إبراهيم ناصف الورداني كان في الرابعة والعشرين ربي يتيماً فكفله أحد أقاربه من الباشوات وأرسله بعد إنهاء دراسته المدرسية بتفوقٍ ليدرس الصيدلة في لوزان-سويسرا (06-1908) ثم إلى إنجلترا حتى عام 1909 ليحصل على شهادةٍ أخرى في الكيمياء، وعاد إلى مصر في (كانون الأول/يناير1909) ليفتتح بمساعدة قريبه الباشا صيدليةً في شارع عابدين بالقاهرة. انضم عضواً في الحزب الوطني الذي يرأسه محمد فريد، والذي غدا بعد ذلك على ارتباطٍ بجمعية مصر الفتاة التي أصبح الورداني عضواً فيها أيضاً وكذا جمعية "اليد السوداء"، وأخذ يكتب في "اللواء" صحيفة الحزب الوطني، وصحيفة "المؤيد". ثم أسس "جمعية التضامن الأخوي" السرية التي نصّ قانونها على أن من ينضم إليها يجب أن يكتب وصيته، والتي قامت خلية منها فيما بعد بمحاولة اغتيال الخديو عباس حلمي الثاني.
مثل الورداني أمام المحكمة في 21 نيسان/أبريل1910م برئاسة الإنجليزي دلبر وجلي، وكان من المحامين الذين حضروا للدفاع عنه "أحمد بك لطفي السيد" و"عبد العزيز بك فهمي" و"علي بك علوبة" وإبراهيم بك الهلباوي. حاول الإنجليز دفع عملائهم لإعطاء القضية بعداً طائفياً فأخرجوا مظاهرةً تهتف "تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس النصراني"، فخرجت رداً عليها مظاهرة وطنية تهتف "تسلم إيدين الورداني، قتل بطرس البريطاني".
وعند التحقيق معه قال إنه قتل بطرس نيروز غالي "لأنه خائن للوطن"، وكرر اعترافه أثناء المحاكمة وأكد بكل شجاعةٍ عدم ندمه، واعترف أنه فكر في قتله عندما حضر جلسة الجمعية العمومية ورأى بعينيه تصرفات غالي المتعجرفة تجاه أعضاء المجلس، وقبض على كثيرٍ من أعضاء جمعية "التضامن الأخوي" في حينه، لكن الورداني وبشجاعةٍ أصر على أنه قام بعمله بنفسه وتخطيطه دونما معونةٍ من أحد فبُرّئ المتهمون الآخرون جميعاً. كشف التحقيق بمقتل عالي عن خمسٍ وثمانين جمعيةً سريةً تعمل خفيةً.
وجهت تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار للورداني، وهي جريمة عقوبتها الإعدام، وانشغل الرأي العام المصري بالحادث انشغالاً كبيراً، حتى فشت تلك الفترة خطابات التهديد إلى النظار (الوزراء) وكبار المسؤولين في الدولة.
قام بالتحقيق في القضية النائبُ العام عبد الخالق باشا ثروت (رئيس الوزراء بعدئذٍ مرتين في العشرينات)، وذكر في مرافعته أن الجريمة المنظورة أمام المحكمة جريمةٌ سياسيةٌ وليست من الجنايات العادية (نظرت لدى محكمة الجنايات جرّاء إصرار الممثل العام البريطاني السير ونجت نتيجة عقابيل المحكمة الخاصة بحادثة دنشواي وأحكامها)، وأنها "بدعة ابتدعها الورداني بعد أن كان القطر المصري طاهراً منها" وطالب بالإعدام، فيما نافح الدفاع عن أن الورداني مختل عقلياً، لكن النقطة التي دار الجدل حولها هي ادعاء الدفاع أن الوفاة -الي حدثت صباح اليوم التالي- تمت بسبب العملية التي أجريت لغالي لاستخراج الرصاصات من جسمه، وأن الاعتداء عليه لم يؤدِّ للوفاة مستنداً إلى أنه لم يتم تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، فشكلت لجنة من ثلاثة أطباء؛ إنجليزيان ومصري للدراسة والتقرير، وكعادتهم -في الحالات التي تمس قضيةً وطنيةًً- غالباً ماينقسم الإنجليز والمصريون، فقرر الطبيبان الإنجليزيان الوفاة بسبب إطلاق النار فيما أناطها الطبيب المصري بالعملية الجراحية، وأخذت المحكمة بالرأي الأول.
ويوم 18 أيار/مايو1910م أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام، وأرسل الحكم إلى المفتي الشيخ بكري الصدفي لإقراره، لكنه تعاطفاً رفض ولمح إلى ما جاء في مرافعة الدفاع من إحالة المتهم إلى لجنةٍ طبيةٍ لمراقبة قواه العقلية، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأيه، وكانت تلك سابقة أن يعترض المفتي على حكم محكمة الجنايات، ونفذ الحكم في 28 حزيران/يونيو.
في هذا الوقت تحول إبراهيم ناصف الورداني إلى بطلٍ شعبي ورمزٍ وطني تنظم فيه الأشعار والأزجال، ومنها الشعر الشعبي: "قولوا لعين الشمس ماتحماشي لاحسن غزال البر صابح ماشي" والذي استعير مطلعه لأغنيةٍ شهيرةٍ في الستينات، وانتشرت حملات توقيع العرائض للعفو عنه، وخرجت المظاهرات -وخاصةً يوم إعدامه-، وشاعت صوره في المقاهي والأماكن العامة حتى لقد صدر قرار يُجرّم أي مصري يحتفظ بصورة الورداني وبقي القرار سارياً حتى ثورة يوليو 1952م.

........................................

مصطفى البشتيلي

ولد مصطفى البشتيلي في قرية بشتيل بالجيزة ونشأ بها ومنها كانت كنيته، ذهب إلى القاهرة وعمل تاجرا واصبح مالكا لوكالة كبيرة للزيوت، كان معروفا بأمانته وسمعته الطيبة التي كانت عونا له في أن يصبح شابندر تجار منطقة بولاق، رفض الاتفاق والتحالف مع الاحتلال الفرنسى، رغم تجارته ومصالحه ورفض الظلم الذي وقع على الشعب وشارك في تنظيم شعبى لمقاومة الاحتلال. و ذكره الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار كأحد زعماء الثورة ضد الفرنسيين حيث قاوم الاحتلال الفرنسى عام 1798 ولاحقا عندما اشتعلت الثورة الشعبية التي بدأت في القاهرة في 20 مارس سنة 1800.
قام البشتيلي بتخزين البارود في براميل الزيت الذي كان يتاجر به استعدادًا ليوم الثورة، حتي وشى به بعض جيرانه للسلطة الفرنسية، التي أمرت بتفتيش محله، وهنا اكتشفوا البارود في مخازنه، فقبضوا عليه، وأدخلوه السجن بضعة أشهر ثم عفو عنه. ولم تضعف عزيمة التاجر الثرى من حياة السجن وظل مؤمنا برسالته وجهاد المحتل ومع اندلاع ثورة القاهرة الثانية في ٢٠ مارس ١٨٠٠م التي أثبتت كل كتب التاريخ انه اشترك فيها مع المصريين بعض من الاتراك والمغاربة والشوام وأعراب الجزيرة الذين ركبوا البحر ليكافحوا معا المحتل الفرنسى الغاصب.فبعد أن تسلم الجنرال كليبر قيادة الحملة الفرنسية، نتيجة اضطرار نابليون للعودة إلى بلاده بعد أن وصلته الأخبار بتأزم موقف فرنسا داخليا وخارجيا، اندلعت ثورة القاهرة الثانية ضد الاحتلال الفرنسي لمصر في 20 مارس عام 1800م، وقد انطلقت هذه الثورة من حي بولاق أبو العلا بقيادة الحاج مصطفى البشتيلي، أحد أعيان بولاق، ثم انتقلت الشرارة إلى باقي الأحياء، وكما انتقلت شرارة الثورة من حي بولاق إلى باقي أحياء مصر، تنوع أيضًا زعماء الثورة في أحيائها المختلفة، مثل السيد عمر مكرم نقيب الأشراف، وكبير التجار أحمد المحروقي، والشيخ الجوهري.
في هذا الوقت، وعلى أطراف القاهرة، كانت تدور المعارك في منطقة عين شمس بين قوات الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال كليبر وفرق من الجيش العثماني، وما أن وصلت أسماع أهل القاهرة أصوات المدافع في ميدان المعركة حتى دبت الثورة في حي بولاق، يقول الجبرتي في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»: «وأما بولاق فإنها قامت على ساق واحد، وتحزم الحاج مصطفى البشتيلي وأمثاله وهيجوا العامة، وهيأوا عصيهم وأسلحتهم ورمحوا وصفحوا، وأول ما بدأوا به أنهم ذهبوا إلى وطاق «نطاق» الفرنسيس، الذي تركوه بساحل البحر «يقصد النيل» وعنده حرسية «أفراد حراسة» منهم، فقتلوا من أدركوه منهم، ونهبوا جميع ما فيه من خيام ومتاع وغيره، ورجعوا إلى البلد وفتحوا مخازن الغلال والودايع التي للفرنساوية، وأخذوا ما أحبوا منها، وعملوا كرانك «حصار» حوالي البلد ومتاريس واستعدوا للحرب والجهاد».
بعد ذلك اتجه ثوار بولاق نحو قلعة قنطرة الليمون لاقتحامها، فردت حامية القلعة بنيران المدافع، ودار القتال بين الطرفين حتى انتهى بقتل 300 من الثوار، وكان من نتيجة ذلك أن هب بعض من أهالي الأحياء الأخرى لنجدة ثوار بولاق، ثم عمت الثورة أحياء القاهرة، خاصة بعد انتشار شائعات بهزيمة كليبر وجيشه في معركة عين شمس، فرغم عدم صدق هذه الأخبار، حيث إن الجيش الفرنسي كان هزم العثمانيين في هذه الموقعة، إلا أن انتشار هذه الشائعات زاد من حماسة المصريين وانتفضت معظم أحياء القاهرة وعمت الثورة أحياء المدينة كافة. 

فوجئ كليبر بضراوة الثورة فعرض على المصريين الثائرين الصلح فرفضوا ، هنا هجم الجيش الفرنسي هجوما كاسحًا على القاهرة، وقتل الاف المصريين وسبي نسائهم ونهب أموالهم ومتاعهم، ,واحرقت القنابل الفرنسية حي بولاق وأحياء أخرى في القاهرة.
تمكن الفرنسيون من إطفاء الثورة المصرية، وبحثوا عن مصطفى البشتيلي ونجحوا في القبض عليه، واراد كليبر الانتقام منه شر انتقام، واستعان بالخونة من المصريين، واعتقل العشرات من أقاربه ومعارفه والعاملين في تجارته وممن شاركو في الثورة، ورغم أن كليبر حصل على اعترافات من الضعفاء في صفوف المقاومين، فإنه لم يفكر في إعدامه كما فعل نابليون مع محمد كريم (حاكم الإسكندرية)، حيث كان يريد أن يشفي غليله ويرد على إهانته، قبل أن ينهى حياته، وأن تكون عقوبته التجريس. لم يجد أنكل من قتله بيد عوام المصريين وسط حى بولاق، ليأخذوه مربوطا على عربة يجرها حمار ويدورا به في الارجاء ، قبل أن يقتله العوام بالنبابيت والأحذية.

...............................................


محمد كريم

ولد محمد كريم ونشأ بالإسكندرية، وبدأ حياته فيها قبانياً" يزن البضائع" في الثغر، كان عنده خفة في الحركة وتودد في المعاشرة فأحبه الناس وذاع صيته بالمدينة فلم يلبث الحاكم المملوكي مراد بك أن ولاه أمر الديوان والجمرك بالثغر، فأصبح صاحب الكلمة العليا في المدينة والحاكم الفعلي لها. شهد وصول الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت فقاوم الجيش الفرنسي ومعه أهل الإسكندرية في مواجهة غير متكافئة حتى قبض عليه، فاستقبله نابليون بنفسه تقديراً لاستبساله وشجاعته ورد إليه سلاحه وأبقاه حاكماً على الإسكندرية، وعين معه الجنرال كليبر حاكماً عسكرياً للمدينة.
ظل محمد كُريم حافظاً لعهده في الدفاع والنضال عن وطنه، ولما تأكد الفرنسيين من دعمه للمقاومة وإثارته للأهالي ضدهم قبضوا عليه، وأرسلوه إلى القاهرة، فحوكم في 5 سبتمبر 1798 بتهمة خيانة الفرنسيين، وأصدر نابليون أمر إعدامه رمياً بالرصاص، فنفذ الحكم بميدان الرميلة في 6 سبتمبر.

وتقول التفاصيل انه بعد بعد مقاومة (محمد كريم) للحملة الفرنسية تم القبض علىه  والحكم عليه بالإعدام إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له : يؤسفني أن أعدم رجلا دافع عن بلاده بجرئتك ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم، لذلك عفوت عنك مقابل ثلاثون آلف قطعة من الذهب تعويضاً عن من قتل من جنودي.
 في البداية رفض محمد كريم العرض ولكن نصحه مقربون بان يقبل العرض ويفتدي روحه فقال له محمد كريم: ليس معي ما يكفي من المال ولكن لي دين عند التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب، فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة يوم لتحصيل أموالك فما كان من كريم إلا أن ذهب إلى السوق وهو مقيد في أغلال ومحاط بجنود المحتل الفرنسي وكان عنده الأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد له ليرد له دينه، بل اتهموه أنه كان سبباً في دمار الاسكندرية وسبباً في تدهور الأحوال الاقتصادية.
فعاد إلى نابليون مخذولا فقال له نابليون ليس أمامي إلا اعدامك.. ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا ولكن لأنك دفعت حياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان.


أيمن حسن



جندي مصري اسمه أيمن محمد حسن كان واقف بسلاحه على الشريط الحدودي مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ...
جاء عسكري إسرائيلي من الناحية التانية و طلع علم مصر و مسح بيه حذائه !
الجندي أيمن شاف المنظر دا غلي الدم في عروقه و طلع على قياداته حكى ليهم اللي حصل القيادات ابلغته انها هتعرض الأمر على القيادات العليا ..
رجع الجندي أيمن لنقطة حراسته و هو منتظر رد الفعل .
مر يوم و اتنين و تلاتة و مفيش حاجة حصلت !
بعدها جاء نفس العسكري الصهيوني و جاب معاه مجندة اسرائيلية و رموا علم مصر على الأرض و مارسوا فوقه أفعال فاضحة !!!
في نفس التوقيت دا كانت اسرائيل بتنفذ مذبحة المسجد الأقصى اللي كان ضحيتها 21 شهيد فلسطيني و أصيب 150 فالمجند أيمن زي ما يكون ما صدق و أسرَّها في نفسه و مطلعش على القيادات زي المرة اللي فاتت و قرر إن موت العسكري الاسرائيلي اللي أهان العلم المصري وحده مش كفاية ولازم يموت معاه 20 ولا 30 عسكري صهيوني.
قعد أيمن يدرس تحركات الدوريات الاسرائيلية على الحدود و اماكن تمركزهم و على رأسهم تحركات الاتوبيس اللي بيكون فيه العسكري اللي أهان علم مصر ...
قعد أيمن 10 ايام يدرس تحركاتهم مشكلته الاكبر كانت ان الاتوبيسات دي بيطلع معاها حراسة من قوات التدخل السريع و الاخطر ان قوات التدخل السريع دي معاها اسلحة ثقيلة 
لكن دا ما اثناهوش عن الفكرة وحدد ايمن المكان اللي هيستخبى فيه و حط خطته.
وبقي إنه يرفع من معدلات لياقته البدنية بحيث انه يقدر يقطع المسافه بين الحدود و مكان التنفيذ جري بدون ما يتعب ومشكلتة التانية كانت في السلاح اللي هينفذ بيه العملية !
بدأ ايمن يجري يومياً 15 كيلو متر على مدار 45 يوم ودي أكبر من المسافة اللي هيجريها أثناء تنفيذ العملية لكنه كان عايز يرفع معدلات لياقته لأقصى قوة ممكنة ...
وكتب أيمن لابوه جواب نصه " احتسبني شهيد " 
وجت اللحظة اللي حس فيها انه جاهز للتنفيذ لكن ناقصه السلاح ...
كان مصدر السلاح الوحيد اللي قدامه هو مخزن سلاح الوحدة.
وأثناء ما هو بيفكر ازاي هياخد السلاح من غير ما حد من الوحدة ياخد باله فوجئ بقائد الوحدة بينادي على الجنود و قعدوا يتفرجوا على التلفزيون.
 تسلل ايمن لمخزن السلاح و أخذ 15 خزينة سلاح فيها 430 طلقة !
نزل أيمن بالليل من وحدته اللي كانت في منطقة رأس النقب لحد ما وصل للحدود الاسرائيلية اخترقها لحد ما وصل للمنطقة اللي حددها للاختباء فيها لحين وصول القوات الاسرائيلية المستهدفة.
كانت منطقة اختباءه عبارة عن تجويف جبلي على بعد 35 متر من ملف فيه صخور مرتفعة هتلف منه القوات المستهدفة وكانت خطته انه من مكانه هيضرب السائقين اثناء دوران الاتوبيسات من الملف فالاتوبياسات بدل ما تلف هتخبط في الصخر و تقف و اثناء حالة الهرج و المرج اللي هتحصل يقطع هو ال 35 متر دول جري و يفرغ فيهم الرصاص وبالفعل ظهر اول اتوبيس و لمح السائق ايمن فزاد من سرعته لتجاوز ايمن لكن ايمن كان اسرع منه و فتح عليه الرصاص ظهرت من وراه عربية جيب تابعة للمخابرات الاسرائيلية ودي مكانش عامل حسابها لانه مرصدهاش قبل كدة لكن هو كان عامل حسابه على الارتجال فتعامل معاها بسرعة قبل ظهور باقي الاتوبيسات اللي بتقل الجنود اللي هيكون عددهم اكبر من قدراته على التعامل ...
فتح ايمن عليها النار وقفت العربية على بعد 5 متر من ايمن جري عليها ايمن عشان يصفي اللي فيها و كانت المفاجئة ان بداخلها عميد مخابرات اسرائيلي فيما بعد اعلنت اسرائيل انه كان واحد من بين 5 قيادات في مفاعل ديمونة النووي !
في نفس اللحظة كان اتوبيس عساكر اسرائيلي ظهر ،وتعامل معاه ايمن بنفس الطريقة.
كدة مش باقي غير اتوبيس واحد و غالبا بداخله العسكري اللي اهان علم مصر اللي مظهرش لحد دلوقتي ..
المشكلة ان الاتوبيس الاخير هدأ من سرعته لما سمع صوت ضرب النار و هتكون مشكلة لو نزل افراده و انتشروا على الارض لان فرصة ايمن في قتلهم و هم منتشرين على الارض هتكون شبه مستحيلة وبما انهم كانوا بالليل ايمن تظاهر انه مصاب و مشي بيعرج تجاه الاتوبيس مستغل انهم مش هيقدروا يميزوا هو اسرائيلي ولا لأ، و بالفعل الاتوبيس تحرك تجاهه ظنا منهم انه عسكري زميل لهم مصاب وبمجرد ما اقتربوا بشكل كافي يميزوا لبسه فتح عيلهم النار و قتل السائق و اللي كانوا في مقدمة الاتوبيس لكن الاتوبيس كان ماشي ببطء فقدر 7 ظباط صهاينة ينزلوا منه و ينتشروا على الارض و اشتبكوا مع ايمن وصفاهم ايمن كلهم  ...
بيلتفت ايمن استعداداً للهرب شاف مين قدامه؟
ايوة العسكري اللي اهان علم مصر اللي اراد ربنا انه يعيش رعب العملية بحالها قبل ما يموت !
فتح عليه ايمن النار لحد ما خزنة السلاح خلصت لدرجة ان اسرائيل اعلنت فيما بعد ان العسكري دا اخد 16 طلقة في منطقة القلب بس !!
العملية دي نفق فيها 4 ظباط و عسكري صهاينه غير اصابة 20 
طب ايمن حصل له ايه ؟
اصيب بخدش في جانب راسه جراء مرور رصاصة لمست رأسه من ناحية الشمال !
ايمن اللي عمره 23 سنة قتل 21 ظابط و عسكري اسرائيلي من ضمنهم قائد في مفاعل ديمونة النووي و اصيب بخدش يومين و هيختفي ...
اللافت هنا ان ايمن مكانش عنده خطة للرجوع مكانش متوقع انه يرجع اساسا !
فما كان منه الا انه طلع يجري ناحية الحدود المصرية و من حوله طلقات الدوريات الاسرائيلية اللي طلعت وراه و فيهم طائرة هيلوكوبتر هيستخبى منهم فين ؟
ميعرفش لانه مكانش مخطط اصلا ولا متوقع يرجع لكنها ارادة ربنا ...
فضل ايمن يجري و يبص قدامه على موقع وحدته اللي ظاهر من بعيد و بدأ ضرب النار من حواليه يقل و الطيارة الهليكوبتر رجعت بعد ما تاه منها في الظلمة و هو بيفكر هيعمل ايه ؟
كان الحل الوحيد قدامه انه يهرب من الوحدة بتاعته او يسلم نفسه ...
قرر ايمن انه يسلم نفسه لوحدته
لعبنا و اتبسطنا ؟
جاء وقت الحساب ما مهما كان اللي حصل حصل مع كيان - وان كان مغتصب - لكن بينك و بينهم معاهدة سلام و في اختراق حدود وليلة كبيرة سعادتك !
طيب كان ايه رد فعل القيادات في الجيش المصري ؟
اولا لازم تعرف ان اللي عمله ايمن بيتدرس النهاردة في مدرسة الصاعقة المصرية ودا معناه ان العسكري المصري لوحده مدرسة ..
اللواء قائد المنطقة اللي تابع ليها ايمن لما ايمن دخل عليه فوجئ ايمن ان القائد معاه كاميرا و عايز يتصور معاه صور يحتفظ بيها عشان يقول لأحفاده انه كان قائد العسكري اللي نفذ العملية دي !
اما الظابط اللي كان مكلف بحراسة ايمن لحين تقديمه للمحاكمة فوجئ ايمن بيه داخل عليه بتورتة و طبق حلويات عشان يحتفلوا سوا !!
كان في شعور طاغي بين الجنود و الظباط بالفخر من اللي عمله ايمن لكن دا ميمنعش من تطبيق القانون و اتحكم على ايمن بالسجن لمدة  10 سنين.


سليمان خاطر



سليمان محمد عبد الحميد خاطر، جندي مصري التحق بالخدمة العسكرية بقوات الأمن المركزي، وكان آخر من التحق بهذا السلاح من الحاصلين على الثانوية العامة.
ولد خاطر عام 1961 بقرية إكياد البحرية التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية، وهو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة تعمل بالزراعة.
فتح سليمان عينيه على آثار النكسة التي لحقت بالوطن 5 يونيو 1967 من العدو الصهيوني الغادر، وبعدها شهد حادثة الهجوم الدنيء على مدرسة بحر البقر بالشرقية 1970، والتي استخدمت فيها القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الفانتوم الأمريكية وأسفرت الهجمات عن استشهاد أكثر من 30 طفل وإصابة العشرات.
وسرعان ما شهد خاطر النصر المصري في حرب أكتوبر 1973، وطرد الكيان الصهيوني من سيناء، كبُر سليمان والتحق بسلاح الأمن المركزي، وبحسب ما نشرت صحيفة الوفد، فإنه في يوم 5 أكتوبر 1985، وأثناء قيام سليمان بأداء نوبة حراسته المعتادة، بمنطقة رأس برقة جنوب سيناء، فوجئ بمجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، خاطبهم بالإنجليزية بأنه ممنوع العبور لهذه المنطقة فاستمروا بالتسلق، فأطلق -بحسب الصحيفة- رصاصات تحذيرية، لأن ذلك يشكل في العرف العسكري وضعية عدائية وخطرة يجب التعامل معها بإطلاق الرصاص الا أنهم لم يستجيبوا، وبالفعل أطلق النار عليهم، وقتل منهم 7 أشخاص.
أحيل سليمان إلى المحاكمة العسكرية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وخلال التحقيقات معه، قال سليمان: إن أولئك الإسرائيليين، تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
واضاف خاطر خلال التحقيقات، ''أنا لا أخشى الموت ولا أهابه إنه قضاء الله وقدره، لكني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم''.
وطعن محامي سليمان، الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.
وبالفعل أصدرت المحكمة العسكرية ضده حكمًا بالسجن المؤبد 25 سنة، بعد الحادثة بـ 3 شهور، وتم نقله إلى السجن الحربي بالقاهرة لقضاء العقوبة الموقعة عليه.
وبعدها تم نقله إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وفي7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة، ولم يتم التحقيق في الواقعة وأغلقت القضية على ذلك.



محمد صلاح



الشهيد محمد صلاح إبراهيم، يبلغ من العمر 22 عامًا، يسكن في منطقة عين شمس، حاصل على الشهادة الإعدادية، توفى والده في حادث سير منذ سنوات، ويساعد شقيقه الأكبر على إعانة أسرته، وانضم لتأدية خدمته العسكرية في عام 2022 كفرد أمن مركزي، وخدم في قطاع شمال سيناء.
 هو الابن الثاني بين أفراد عائلته، حيث يوجد لديه شقيق أكبر منه يدعى "محمود"، وشقيقه الأصغر منه يدعى "عبده"، وكان الشهيد البطل يعول والدته وشقيقه الأصغر بمساعدة شقيقه الأكبر "محمود"، وكان ذلك سبب لعدم اكتماله تعليمه بسبب ارتباطه بعمله ولأنه يساعد شقيقه الأكبر في توفير مستلزمات المعيشة لوالدته وشقيقهما الأصغر.
توقَّفت مسيرته التعليمية عند الشهادة الإعدادية، لكنه كان يجيد القراءة والكتابة. كان محمد صلاح معروفًا بحبه للرسم والسفر،
بدأ محمد صلاح فترة التجنيد الإلزامي في حزيران/يونيو 2022 بقطاع الأمن المركزي في الشرطة المصرية، وهو القطاع الذي يلتحق به عادة المجنّدون من غير حملة الشهادات الدراسية. قضى صلاح فترة تجنيده الإلزامي في محافظة شمال سيناء وبقيت له مدة خدمة تزيدُ على سنة ونصف السنة قبل العمليّة.
تغيب محمد عن طابور الصباح في وحدته ما لفت انظار قادته  وسار لمسافة 5 كيلومترات حيث نفذ في حزيران/يونيو 2023 عملية عند نقطة حراسة إسرائيلية قرب معبر العوجة، حيث تبادل إطلاق النار مع الجنود الإسرائيليين فقتل ثلاثة منهم قبل أن يُقتل هو الآخر 
 طالبت عددٌ من الشخصيات المصريّة تكريم الراحل واعتباره بطلًا شعبيًا، أمّا على الجانب الإسرائيلي فقد طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإجراء تحقيق مشترك وشامل مع مصر بشأن الحادث.
كشف أصدقاؤه انهم كانوا يلقنونه بالرسام لهوايته الرسم، مشيرين إلى أنه كان يهوى السفر والرحلات والقراءة، وكان هادئا ومحبوبا بين زملائه، وأنه كان قد ترك وصية لأسرته بأنه حينما يموت يدفن دون جنازة.

الشيخ حسين طوبار


خطاب من ابراهيم باشا بن محمد على إلى شلبى طوبار شقيق الزعيم حسن طوبار بتاريخ 1807

يعتبر الشيخ حسن طوبار احد عناوين المقاومة ضد الحملة الفرنسية على مصر ..
قصة مصرية خالدة من قصص البطولة و الفداء و التضحية ..
بدأت القصة عندما احرق جنود الحملة الفرنسية قرية "الجمالية "في مدينة الدقهلية ، فاصيب الشيخ حسن طوبار بالهم و الغم و رفض مقابلة الجنرال الفرنسى "فيال" فى دمياط ، قائلا : "ان ما احدثه فى نفسه احراق الجمالية من القلق و الهم يمنعه من مقابلته و ان هذا العمل سبة عليه فى هذه الجهات لان اهالى الجمالية يعتبرون انفسهم فى حمايته"
و حين ارسل نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بعض الهدايا الى "فيال" ليقدمها باسمه الى "طوبار" حتى يستميله بها ، كتب فيال الى الشيخ حسن يستدعيه لتسلم هذه الهدايا ، فرفض حذرا من ان تكون وسيلة للقبض عليه ..
هكذا كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه و مقاصده و وفقا لما يذكره عبد الرحمن الرافعى فى الجزء الاول من "تاريخ الحركة القومية و تطور نظام الحكم فى مصر" ، فطوبار كان الزعيم الوطنى الذى يشعل نار الثورة فى مختلف البلاد الواقعة بين دمياط و المنزلة و المنصورة و بينما كان يثير الاهالى فى بلاد البحر الصغير كان فى الوقت نفسه يجمع مراكبه فى بحيرة المنزلة لمهاجمة الفرنسين و كان الرجل فى نظر الفرنسيين عنوانا للمقاومة و العصيان ..
مقبرة المناضل حسن طوبار بمدينة المنزلة ، محافظة الدقهلية
قاد طوبار المقاومة فى نطاقه الجغرافي و رفض مملأة الفرنسيين بالرغم من ثرائه الواسع و املاكه دون النظر الى احتمالات تعرض ممتلكاته للخطر بسبب مقاومته ، حيث كان يعتبر احد اثرى اثرياء القطر المصري ، و لهذا بقى خالدا فى تاريخ مصر بوصفه من قيادات مقاومة الاحتلال الفرنسي لمصر ..
و يذكر الرافعى ان طوبار كان محبوبا للغاية من سكان تلك المنطقة و هم يشتغلون بالصيد فى بحيرة المنزلة ، و كان لهم اسطول يزيد عن 600 مركب ، و بعض المصادر الفرنسية تقدره بالف و يزيد ..
و فى ممتلكات طوبار اراضى زراعية و مصانع لنسيح القطن و متاجر ، و لم يسمع الفرنسيين عن طوبار الا الثناء و المديح له ، و ارسل له نابليون عبر الجنرال فيال سيفا من الذهب ، و ابقاه فى منصبه ، لكنه رفض الجاه و النعيم و الثروة ، و بدأ يذهب للقرى الصغيرة يحرض اهلها على الحرب و يراقب وسائلهم ، و جهز من امواله الخاصة اسطولا بحريا من القوارب التى حاربت الفرنسيين فى بحيرة المنزلة و هاجمتهم فى دمياط ، و اوشكت أن تخرجهم منها ..
و يقول الرافعى نقلا عن الجبرتى : "وجد نابليون انه لابد من اخضاع هذا الزعيم بالحرب و انه لن يكون له سلطان على هذه المنطقة الا بالقضاء عليه ، فامر بتجريد حملتين كبيرتين احدهما بحرية و الاخرى برية ، و استطاعت الحملتان ان تخضعا طوبار و تدخلا المنزلة يوم 5 اكتوبر 1798 ، و لم يكن امام طوبار إلا الفرار الى الشام و دخل الفرنسيين منازل طوبار و قصره ، و لكنهم لم يجدوه ،  حتى عاد طوبار الى مصر من غزة باذن من نابليون ، و اراد القائد الفرنسى ان يؤمن هجومه على دمياط او غيرها فامر بارسال إبن طوبار للقاهرة تحت المراقبة ، اما الاب حسن طوبار فأقام بدمياط ، و لما تولى كليبر قيادة الحملة بعد مغادرة نابليون مصر شدد كليبر المراقبة على طوبار حتى مات فى مثل هذا اليوم 29 نوفمبر 1800 ..

سيد عسران.. بطل بورسعيد الذي قتل قائد المخابرات البريطانية


وضع الفدائى البطل سيد عسران، قنبلة يحتفظ بها فى صفيحة القمامة أمام شقة أسرته فى بورسعيد، ليلة 13 ديسمبر 1965، استعدادا لتنفيذ عملية فدائية وهى قتل الضابط البريطانى «جون وليامز»، إحدى أكبر العمليات المقاومة الفدائية ضد قوات العدوان الثلاثى على بورسعيد، ويكشف هو تفاصيلها للكاتب الصحفى محمد الشافعى، فى كتابه «شموس فى سماء الوطن - أبطال المقاومة الشعبية فى مدن القناة».

كان «عسران» فى الثامنة عشرة من عمره «مواليد 15 أبريل 1938»، والده صعيدى من سوهاج، ثم هاجر إلى بورسعيد، وأمه من كفر الشيخ، واستشهد شقيقه «عسران» يوم 6 نوفمبر 1956، مع غيره تحت جنازير الدبابات الإنجليزية التى غزت المدينة.

أما صيده الثمين الذى وقع فى شباكه يوم 14 ديسمبر 1956، فكان له تاريخ حافل بالسوء مع المصريين يعود إلى ما قبل العدوان الثلاثى، حسبما يذكر الدكتور يحيى الشاعر «قائد المجموعات الشعبية المقاتلة» فى بورسعيد «ضمن تشكيلات» المقاومة السرية فى منطقة القناة»، فى كتابه «الوجه الآخر للميدالية - حرب السويس - الأسرار الكاملة لحرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956».. يقول: «كان وليامز ضابطا للمخابرات فى القاعدة البريطانية خلال وجود القوات البريطانية بقناة السويس حتى جلائهم يوم 18 يونيو 1956، ولعب دورًا كبيرًا فى اعتقال كثير من الفدائيين عام 1951، كما كان يحمى الخونة المصريين داخل المعسكرات البريطانية أمثال «كنج صبرى» و«مكسيموس».. وحضر مع قوات الغزو البريطانية للمدينة، وعمل ضابط اتصال مع محافظ بورسعيد بعد احتلالها، لأنه يتكلم اللغة العربية ولمعرفته الجيدة للمدينة وحواريها، وترأس مخابرات قوات الغـزو البريطانية فى المدينة».

يضيف الشاعر: «كان يجرؤ بكل وقاحة على الدخول بسيارته فى الحى العربى دون خشى نظرًا لمعرفته الجيدة لشوارع وحوارى المدينة، وكان لتصرفاته أثرها السيئ على المواطنين، وكانت معرفته الجيدة للمدينة وحواريها يسبب لنا الصداع فى العديد من الأحيان، وكان معروفًا لنا أنه الضابط الذى اعتقل ضباط الصاعقة المصرية فى نوفمبر 1956».. كان هؤلاء الضباط ضمن التشكيلات العسكرية التى تقاوم العدوان.

هكذا كان «وليامز» صيدا ثمينا، وجاء اصطياده بعد ثلاثة أيام من عملية أخرى كبيرة هى خطف الضابط «مور هاوس» قريب ملكة بريطانيا، ووفقًا لعسران فى روايته لمحمد الشافعى: «كان لوليامز علاقات مع ضباط المباحث العامة، وعندما عاد مع الغزو قام باعتقالهم، وأودعهم السجن، ثم أفرج عنهم يوم 13 ديسمبر 1956، لكى يساعدوه فى البحث عن الضابط المخطوف «مور هاوس»، لكن المخابرات المصرية أخذتهم على الفور وألبستهم ملابس الصيادين وهربتهم عبر بحيرة المنزلة، وكان موعد وليامز معهم يوم 14 ديسمبر».. يضيف عسران: «علمت من صديقى الفدائى محمد حمد الله أن وليامز اعتقل كل سائقى التاكسى فى المدينة لكى يعترفوا على السائق الذى نفذ عملية الاختطاف بسيارته 57 قتال، وأنه سيستجوب هؤلاء السائقين فى إدارة المرور بشارع أوجينى يوم 14 ديسمبر».

استمع «عسران» إلى هذه المعلومات، ووظفها لمخططه فى اغتيال «وليامز»، وكان له رصيد من العمليات الفدائية يجعله قادرا على النجاح، يذكرها قائلا: «قمت بالعديد من العمليات الفدائية، لكنها لم تكن فى شهرة عملية قتل وليامز.. ضربت سيارة لورى بها ستة من جنود فى الخلف وكابينة السائق بها جندى معه مدفع رشاش، وضربت هذه الدورية بقنبلة عند تقاطع شارع 100 ومحمد على عند محطة الكهرباء، وقتل بعض الجنود وأصيب الآخرون، وتمكنت من الهرب».

يضيف: «فى يوم آخر وقف الجنود الإنجليز فى شارع كسرى فى الخامسة مساء ليحثوا الناس على الذهاب إلى بيوتهم قبل موعد حظر التجوال، فوقفت ومعى قنبلة فى جيب الجاكت، فقال لى الضابط الإنجليزى اذهب إلى بيتك فدخلت حوش أحد البيوت حتى حل الظلام، ودحرجت القنبلة على الأرض وكأننى ألعب بلى لأن المسافة كانت قريبة جدا، وأحدثت انفجارا مروعا قتل وأصاب عددا من الإنجليز، وهربت إلى بيتنا، وكان قريبا من الموقع وخرج الإنجليز فى دوريات كبيرة وحملة تفتيش ضخمة على البيوت، وكانت حجرتى تقع على «المنور»، فأخبرت أبى بما فعلت، ونزلت على مواسير المجارى إلى الدور الأرضى خشية أن يتعرف علىّ أحد من الإنجليز، وجلست من السادسة والنصف مساء حتى السادسة صباحا، ولم أتمكن من الخروج فذهب أبى إلى قريب لأصحاب الشقة فجاءوا وأخرجونى».

يذكر: «عند توزيع الأسلحة أخذت صندوقين من القنابل «ميلزم 26»، وكل صندوق به 24 قنبلة، وأخفيت أحدهما تحت سلم القهوة، والثانى فوق بيتنا، وكنت آخذ منهما لأضرب الإنجليز فى الشوارع»..هكذا كان رصيده الفدائى، غير أن لعملية «وليامز» شهرة أكبر، وتقفز إلى السطح كلما جاءت سيرة المقاومة فى بورسعيد.. فكيف تمت؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق