سيد أمين
قد تهاجمونى جميعكم، قد يتهمنى بعضكم بالفاشية وربما الرجعية ولكن ذلك لن يغير من قناعتى شيئا، فدعوني أبوح لكم بأننى ضد الحزبية بل إننى اعتبر الأحزاب لاسيما فى عالمنا الثالث والعربى تحديدا مجرد مجملات لوجه الاستبداد القبيح.
هذا الوجه الذى ما انفك من تجهيز حيلة حتى يبدأ فى الأخرى بما يضمن له السرمدية والدوام، وبالطريقة التى يساير بها روح العصر، فإذا كانت الروح السائدة فى العالم هى روح نظم الحكم المتفردة فهو قطعا نظام حكم متفرد , وإذا كانت روح التمثيل والديمقراطية , فهو نظام ديمقراطى , وإذا كانت شيوعية فهو شيوعى وإذا كانت رأسمالية فهو رأسمالى , ومع هذا وذاك يبقى هو بشخوصه وسياساته وتختلف فقط الأقنعة والمسميات.
يا سادة .. أنا لم أعد مقتنعًا بالحزبية والنيابية فى بلادنا ,لأنها تحولت إلى انتهازية وفساد يرتدى ثوب الوطنية والديمقراطية , التى لا يعرف أحدا ما هى.
ففى كل بلادنا العربية ربما بلا استثناء نجد أن الحزب الحاكم وهو بالمناسبة حزب لا يقوم على أساس الأفكار بل على أسس ترابط مصالح الأعضاء والشلليات، يقوم بصناعة معارضيه ويمدهم بالأفكار والأشخاص بما يضمن لهم دورا مقنعا فى تمثيلية «المعارضة» وهو الأمر الذى يضفى له المشروعية ويجمل وجهه القبيح.
أنا أعجب من اناس يقصرون قياسهم على فساد النظام الحاكم أو صلاحه فى أى دولة عربية على مجرد وجود أحزاب معارضة فى هذا البلد من عدمه , وهم لا يحتاطون من أن يكون هذا النظام هو نفسه صانع تلك الأحزاب وملهمها الأول وراسم أدوارها.
ويحضرنى هنا وصف الزعيم الليبى معمر القذافى للحزبية بأنها "تدجيل" و"النيابية" ب"التمثيل" وأنا اؤيده فى ذلك وأضيف أنها فى بلادنا قد تتحول إلى خيانة عظمى للشعب بما تمارسه عليه من تغييب وتجميل للطغيان.
وأعرف إن بلادى تحوى نحو 24 حزبا جميعها صناعة تكاد تكون خالصة للحزب الحاكم وشخوصها هم شخوصه , رجال يعينهم هذا الحزب، بل إنه من ملهيات القدر أن تلك الأحزاب التى لا يستطيع مثقف مهما كان مهتمًا بشئون تلك الأحزاب أن يحصى فقط ولو مجرد أسمائها أو أسماء أو حتى توجهات برامجها , وذلك لأنها أحزاب تنشأ بليل بدون أعضاء أو حتى برامج على موائد الحزب الحاكم.
وقد بلغ الاستهتار فى "التدجيل" اقصاه حينما كان أحد أهم تلك الأحزاب وأكثرها وضوحا فى البرنامج وفى الأعضاء شقيقًا لوزير فى الحزب الحاكم.
إن خطورة الحزبية وضحت بجلاء لمن لديه أدنى بصيرة فى دولة مثل العراق , فهؤلاء الذين لطالما هاجموا العراق فى عهده الوطنى قبل 2003 بحجة كونه لا يسمح بتكوين الأحزاب هم الآن ربما صاروا على قناعة بمصداقية ووطنية هذا الموقف، فأحزاب العراق نشأت من ميليشيات ارتكبت جرائم فى حق الشعب وتحولت الحزبية على يديهم إلى طائفية بغيضة أكلت وستأكل الأخضر واليابس فى هذا البلد المنكوب بالخونة والعملاء الذين يعتلون الحكم الآن.
وفى العموم وفى المجمل تقاس العدالة فى البلدان بالمستوى الاجتماعى للسكان وبالنهضة الصناعية على المستوى العالمى، وهنا نجد انه ما صنعت الحزبية فى بلادنا لا عدالة ولا نهضة ولا تداولاً للسلطة ولكنها كرست لسرمدية الحاكم كما أنها لم تصنع دولة صناعية متطورة كما صنعتها نظم لا تتخذ ديكورا لنخبتها الحاكمة فمنعت الأحزاب مثل الصين.
بل إن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعى التعددية وتعد مثالا للديمقراطية عند الكثيرين , نجد أن حزبين فقط يتداولان السلطة فيها منذ تأسيسها وأن هذان الحزبان لا يختلفان عن بعضهما فى التوجهات والمقاصد والسياسات إطلاقا وإن اختلفت الشخوص والأزمان كما أننا لم نسمع عن حزب ثالث لهما ذا توجه شيوعى أو قومى أو راديكالى أو يحمل فكرا مختلفا.
كما أن هناك أحزابا – وهى فى الأغلب جادة وناجحة - تعلى من أهمية الانتماء إليها وتربيطات منتسبيها المصالحية عن أهمية الانتماء للوطن ومصلحته وقد يلجأ بعضها الى العدو الخارجى فى محاولة للانتقام من خصمه ويدفع الوطن والمواطن الفاتورة الباهظة لتلك المهاترات , بل ان الصراعات السياسية بين تلك الأحزاب عادة ما يدفع ثمنها المواطن البسيط الذى هو فى الحقيقة الوطن.
إننى بحق أدعو إلى إلغاء الأحزاب فى بلداننا العربية والكف عن التمثيل والتدجيل وممارسة لعبة الخداع ضد الشعوب وهو الأمر الذى قد يوفر الجهد المنصرف إليها ليتم تحويله إلى التنمية والتصنيع والعدالة كما كان الحال فى مصر عبد الناصر.
ALBAAS10@gmail.com
AL BAAS. maktoobblog.com
قد تهاجمونى جميعكم، قد يتهمنى بعضكم بالفاشية وربما الرجعية ولكن ذلك لن يغير من قناعتى شيئا، فدعوني أبوح لكم بأننى ضد الحزبية بل إننى اعتبر الأحزاب لاسيما فى عالمنا الثالث والعربى تحديدا مجرد مجملات لوجه الاستبداد القبيح.
هذا الوجه الذى ما انفك من تجهيز حيلة حتى يبدأ فى الأخرى بما يضمن له السرمدية والدوام، وبالطريقة التى يساير بها روح العصر، فإذا كانت الروح السائدة فى العالم هى روح نظم الحكم المتفردة فهو قطعا نظام حكم متفرد , وإذا كانت روح التمثيل والديمقراطية , فهو نظام ديمقراطى , وإذا كانت شيوعية فهو شيوعى وإذا كانت رأسمالية فهو رأسمالى , ومع هذا وذاك يبقى هو بشخوصه وسياساته وتختلف فقط الأقنعة والمسميات.
يا سادة .. أنا لم أعد مقتنعًا بالحزبية والنيابية فى بلادنا ,لأنها تحولت إلى انتهازية وفساد يرتدى ثوب الوطنية والديمقراطية , التى لا يعرف أحدا ما هى.
ففى كل بلادنا العربية ربما بلا استثناء نجد أن الحزب الحاكم وهو بالمناسبة حزب لا يقوم على أساس الأفكار بل على أسس ترابط مصالح الأعضاء والشلليات، يقوم بصناعة معارضيه ويمدهم بالأفكار والأشخاص بما يضمن لهم دورا مقنعا فى تمثيلية «المعارضة» وهو الأمر الذى يضفى له المشروعية ويجمل وجهه القبيح.
أنا أعجب من اناس يقصرون قياسهم على فساد النظام الحاكم أو صلاحه فى أى دولة عربية على مجرد وجود أحزاب معارضة فى هذا البلد من عدمه , وهم لا يحتاطون من أن يكون هذا النظام هو نفسه صانع تلك الأحزاب وملهمها الأول وراسم أدوارها.
ويحضرنى هنا وصف الزعيم الليبى معمر القذافى للحزبية بأنها "تدجيل" و"النيابية" ب"التمثيل" وأنا اؤيده فى ذلك وأضيف أنها فى بلادنا قد تتحول إلى خيانة عظمى للشعب بما تمارسه عليه من تغييب وتجميل للطغيان.
وأعرف إن بلادى تحوى نحو 24 حزبا جميعها صناعة تكاد تكون خالصة للحزب الحاكم وشخوصها هم شخوصه , رجال يعينهم هذا الحزب، بل إنه من ملهيات القدر أن تلك الأحزاب التى لا يستطيع مثقف مهما كان مهتمًا بشئون تلك الأحزاب أن يحصى فقط ولو مجرد أسمائها أو أسماء أو حتى توجهات برامجها , وذلك لأنها أحزاب تنشأ بليل بدون أعضاء أو حتى برامج على موائد الحزب الحاكم.
وقد بلغ الاستهتار فى "التدجيل" اقصاه حينما كان أحد أهم تلك الأحزاب وأكثرها وضوحا فى البرنامج وفى الأعضاء شقيقًا لوزير فى الحزب الحاكم.
إن خطورة الحزبية وضحت بجلاء لمن لديه أدنى بصيرة فى دولة مثل العراق , فهؤلاء الذين لطالما هاجموا العراق فى عهده الوطنى قبل 2003 بحجة كونه لا يسمح بتكوين الأحزاب هم الآن ربما صاروا على قناعة بمصداقية ووطنية هذا الموقف، فأحزاب العراق نشأت من ميليشيات ارتكبت جرائم فى حق الشعب وتحولت الحزبية على يديهم إلى طائفية بغيضة أكلت وستأكل الأخضر واليابس فى هذا البلد المنكوب بالخونة والعملاء الذين يعتلون الحكم الآن.
وفى العموم وفى المجمل تقاس العدالة فى البلدان بالمستوى الاجتماعى للسكان وبالنهضة الصناعية على المستوى العالمى، وهنا نجد انه ما صنعت الحزبية فى بلادنا لا عدالة ولا نهضة ولا تداولاً للسلطة ولكنها كرست لسرمدية الحاكم كما أنها لم تصنع دولة صناعية متطورة كما صنعتها نظم لا تتخذ ديكورا لنخبتها الحاكمة فمنعت الأحزاب مثل الصين.
بل إن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعى التعددية وتعد مثالا للديمقراطية عند الكثيرين , نجد أن حزبين فقط يتداولان السلطة فيها منذ تأسيسها وأن هذان الحزبان لا يختلفان عن بعضهما فى التوجهات والمقاصد والسياسات إطلاقا وإن اختلفت الشخوص والأزمان كما أننا لم نسمع عن حزب ثالث لهما ذا توجه شيوعى أو قومى أو راديكالى أو يحمل فكرا مختلفا.
كما أن هناك أحزابا – وهى فى الأغلب جادة وناجحة - تعلى من أهمية الانتماء إليها وتربيطات منتسبيها المصالحية عن أهمية الانتماء للوطن ومصلحته وقد يلجأ بعضها الى العدو الخارجى فى محاولة للانتقام من خصمه ويدفع الوطن والمواطن الفاتورة الباهظة لتلك المهاترات , بل ان الصراعات السياسية بين تلك الأحزاب عادة ما يدفع ثمنها المواطن البسيط الذى هو فى الحقيقة الوطن.
إننى بحق أدعو إلى إلغاء الأحزاب فى بلداننا العربية والكف عن التمثيل والتدجيل وممارسة لعبة الخداع ضد الشعوب وهو الأمر الذى قد يوفر الجهد المنصرف إليها ليتم تحويله إلى التنمية والتصنيع والعدالة كما كان الحال فى مصر عبد الناصر.
ALBAAS10@gmail.com
AL BAAS. maktoobblog.com