05 يونيو 2023
01 يونيو 2023
سيد أمين يكتب: ليتها معركة حول هوية كليوباترا فقط
ما إن أعلنت منصة نتفليكس الرقمية اعتزامها عرض سلسلة أفلام وثائقية عن كليوباترا في 10 مايو/ أيار الجاري، وظهرت بطلة العمل بدور سيدة سمراء حتى هاج وماج البعض ووجدوها فرصة مواتية لخوض غمار معركة ضارية حول حقيقة لون بشرة كليوباترا.
وتصاعدت الأحداث فوجدنا قنوات إعلامية تتحدث بالساعات عن المؤامرة التي تهدف لتشويه تاريخ مصر، حتى وصل الأمر إلى بيانات من المجلس الأعلى للآثار ومجلس الوزراء الذي ترك كل انشغالاته والهموم التي يرزح تحت نيرها البلاد والعباد ليصدر بيانا يخلص فيه إلى أن كليوباترا كانت شقراء، ووصل الأمر إلى مدى بعيد في حد اللامعقول فصارت بشرتها مثار حديث فيما يسمى “الحوار الوطني”!!
ولاستكمال مشاهد العبث الوطني فوجئنا بأنباء رسمية عن نية “مصر” متمثلة في القناة الوثائقية المملوكة للشركة المتحدة، إنتاج فيلم وثائقي ردا على فيلم نتفليكس!!
كما ردد الكثيرون من مرتادي الخوض في عباب الوطنية الزائفة -دون اكتراث بوقوعهم في عار العنصرية- أن ظهور هذه الملكة العظيمة ببشرة سمراء لهو انتقاص منها ومن مصر.
وخانت هؤلاء القوم حصيلتهم الثقافية في معرفتهم أن كليوباترا لم تكن مصرية ولا تعبر عن مصر، إن لم تكن هي بأصلها البطلمي مجرد محطة من محطات الانكسار في تاريخ هذا البلد الذي تم استعماره من عدة قوى خارجية في معظم تاريخه المعروف.
وتجاهلوا أنها من هؤلاء الغزاة الذين تعالوا على المصريين وساموهم سوء العذاب دون أن يقدموا لهم المساواة والعدالة ولا أي طرح فكري سوى الاستعباد التام، وأن نهايتها لم تكن على يد مصري ولكن كانت على يد غاز روماني آخر أجبرها على الانتحار في إطار الصراع بين المستعمرين.
وخانهم وعيهم “الجيوبولتيكي” في أن غالبية سكان مصر هم من ذوي البشرة السمراء إما لأنهم أفارقة وإما لأنهم عرب، وأن “سمرة الوجه” لا تنتقص من قيمتهم ولا من سموهم، فهم أصلا ينتمون لقارتهم السمراء.
وجاهة المعركة
يحاول البعض إكساب المعركة “الوهمية “بعدا ثقافيا ونضاليا فيقولون إنهم يتصدون لمؤامرة كبيرة يتعرض لها تاريخنا من قبل حركة تسمى “المركزية الأفريقية” أو “الأفروسنتريك”، وأنها تسعى لسرقة تاريخنا.
مع أن كل ما قرأته عن تلك الحركة وما هو متوافر عنها أنها تسعى للتصدي لتهميش دور أفريقيا الحضاري في العالم، ونفي الاعتقاد الاستعماري السائد في العالم بكونها تمثل عبئا على الحضارة الإنسانية.
ومع اعتقادي أنها كيان هلامي، أو أنها كيان هش قائم فعليا تحرك بعض مؤسسيه أهداف إنسانية وثقافية، وأنها لو ادعت أن بشرتها سمراء أو بيضاء أو حتى خضراء فإن ذلك لا يمثل أبدا مؤامرة على تاريخنا المصري إطلاقا؛ وذلك لأن مصر هي فعلا دولة أفريقية، ومواطنوها أفارقة.
ومن يعش في هذه القارة طويلا أيما كانت بشرته قبل القدوم إليها فسيتحول لونه إلى السمرة بسبب طبيعة المناخ.
صراع هوية
كل ما أخشاه أن يكون فتح موضوع “لون بشرة كليوباترا” وما كسبه من زخم إعلامي هائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس مقصودا بذاته ولا بقصد الدفاع عن مصر ولا حتى كليوباترا، ولكنه حلقة من سلسة محاولات خبيثة لإثارة جدال خطير في المجتمع حول هوية مصر المستقرة عربيا منذ الفتح العربي، يليه الانتقال إلى حلقة الصراع حول فرعونية وعروبة مصر، وهل جاء العرب إلى مصر فاتحين أم غزاة؟
للأسف ذلك هو الاحتمال الأكثر ترجيحًا في نظري، فالحرب على الهوية العربية والإسلامية في أوجها، وها هي اللغة العربية تنحسر بشكل واضح في يافطات الشوارع وإعلانات التلفاز، والنوادي والبنوك وحتى في ألسنة الناس، وبينما تنقص أعداد المدارس والجامعات العربية بشكل ملحوظ، ويتم تقزيم الأزهر وتحجيمه وتصعيب مناهجه، تتضاعف في البلاد مدارس اللغات بكل أنواعها، ويدرس الطلاب المصريون وحتى تلاميذ رياض الأطفال المناهج بالإنجليزية، وينحصر تدريس اللغة العربية في مادتها فقط، في حين وُضعت مناهجها بشكل ينفر الطلاب من تعلمها.
ورغم أنني لست ضد تدريس “الهيروغليفية” كنشاط ثقافي فإن اقرارها لتلاميذ التعليم الأساسي في هذه الأجواء التي تعاني منها اللغة العربية بشدة، يلقي ظلالا من الريبة على القرار، خصوصا أن منصة عالمية شهيرة كويكبيديا قامت باعتماد ما سمّته “اللغة المصرية” لغة تدوين عليها، وهي تتضمن مصطلحات وألفاظًا باللهجة الدارجة المصرية، مما يمكن أخذه قرينة على أن هناك ما يتم التخطيط له خارجيا حول هوية هذا البلد.
واقعتان
والواقع يقول إن ضجة كليوباترا تتشابه إلى حد بعيد بالضوضاء التي واجهوا بها مسلسل السلطان “سليم الأول” الذي تستعد تركيا لإنتاجه، وذلك بإنتاجهم فيلم “ممالك النار” الذي يشيطن السلطان العثماني ويضفي الاحترام على نظيره المملوكي طومان باي، وسوقوا الصراع بينهما على أنه معركة استقلال، مع أن السلطانين المتقاتلين المملوكي والعثماني هما في الأصل تركيان.
كما أن محاولات نفي عروبة مصر أو “فرعنتها” ليست بجديدة، فهي مستمرة منذ قرون، وكانت آخر محطاتها الحديثة عندما قفز الرئيس السادات إليها لتبرير تجاهله للرفض العربي لاتفاقات كامب ديفد المخزية.
لكن الفكرة انهارت لأن السادات لم يستطع الترويج لها بشكل جيد، إذ كان للنخب السياسية آنذاك شيء من القدرة والوعي لتمزيق ذلك المشروع الخطير.
وأظن أن هناك من ينبش لأن يتم نزع توصيف “العربية” من المسمى الرسمي لـ” جمهورية مصر العربية”
الألاعيب التي تمارس لنفي عروبة مصر كثيرة ولا تتوقف، وإذا أغمضنا أعيننا فلا يُستبعَد أن نكون أمام أندلس جديدة.
اقرأ المقال هنا على الجزيرة مباشر
https://mubasher.aljazeera.net/opinions/2023/5/29/%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%82%D8%B7
https://2-m7483.azureedge.net/opinions/2023/5/29/%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%82%D8%B7?fbclid=IwAR0m0dc9RuAQkj7p2qsm6TIl6yd35GCcJ7MPxHNYcQGvHTzvL-GcVhOOOIU
17 مايو 2023
سيد أمين يكتب: لماذا اعتقلوا عمران خان.. ولماذا أفرجوا عنه؟
ليس هناك أي جديد غير متوقع في مسألة اعتقال رئيس الوزراء الأسبق ولاعب الكريكيت الشهير عمران خان من مقر المحكمة العليا في العاصمة إسلام أباد، الثلاثاء الماضي، ثم الإفراج عنه بعد اضطرابات شعبية خطيرة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ تأسيس الدولة.
فأمرا الاعتقال والإفراج جاءا كما هو متوقع تمامًا، فالنية مبيّتة لإقصاء الرجل نهائيًا من الحياة السياسية الباكستانية بعد سعيه التوجه بالبلاد نحو الصين وروسيا بديلًا عن التوجهات التقليدية نحو الولايات المتحدة التي يدين بها معظم قادة الجيش والطبقة القضائية والسياسية المهيمنة.
ليست تلك هي منطقة الارتطام الوحيدة بين عمران والقيادات العسكرية التقليدية، ولكن هناك تحديًا آخر اعتزم خان تخطيه من خلال الانفتاح الكامل على حركة طالبان في أفغانستان، ويرى أن نسيج الحركة الأفغانية كما نسيج الشعب الأفغاني كله، هو مكمل طبيعي للشعب الباكستاني، محطمًا التوجهات الأمريكية الخاصة بإحكام حالة الحصار غير المعلن المفروض عليها.
ومن أخطر الخطوط الحمر التي تخطاها عمران خان هو سعيه لتنويع مصادر سلاح الجيش الباكستاني بدلًا من اقتصاره على السلاح الأمريكي والغربي، وبالطبع هذا يعد مؤشرًا خطيرًا في دولة تمتلك رؤوسًا نووية حيث يمكنها أن تمثل تحديًا مباشرًا للغرب يصعب ترويضه مثلها مثل كوريا الشمالية وإيران متى تولى أمرها حاكم له توجهات مستقلة.
أسباب داخلية
وإذا كانت تلك هي الدوافع الخارجية للتخلص منه -حتى لو فشلوا هذه المرة فقد يكررونها مستقبلًا- فإن الدوافع الداخلية هي الأكثر أهمية، وهي أنه جاء لمحاربة الفساد وتمكين الشباب والطبقات الفقيرة من السلطة بعيدًا عن العائلات الأرستوقراطية التي اعتادت على توارثها تقليديًا، يساعده في ذلك انتماؤه إلى قبائل الباشتون وهي القبائل الأكثر عددًا في البلاد.
كما أن الفساد يتفشى في باكستان على نطاق واسع، ويمتد ليشمل القطاعات كافة من الحكومة إلى القضاء والشرطة والخدمات الصحية والتعليم، لدرجة أنها تذيلت مؤشرات الشفافية في العالم كافة جعلت بعض مؤسسات المراقبة الدولية تعتقد أنه في المدة من 2008 إلى 2013 أهدر الفساد ما تصل قيمته إلى 100 مليار دولار وهو الرقم الأعلى في تاريخ البلاد.
ولقد تسببت تلك التوجهات في التفاف قطاعات واسعة من الشعب الباكستاني لاسيما الشباب حول الرجل، فعدّوه المخلص من تلك الرواسب كلها التي جعلتهم وبلادهم في حالة اقتصادية مزرية رغم امتلاكهم مكونات النجاح كافة من ثروات متنوعة، وقدرات علمية وعسكرية، وثروة بشرية، وموقع جغرافي ممتاز، وغير ذلك، ولعل تلك الشعبية هي ما زادت من الإصرار على ضرورة التخلص من عمران خان نهائيًا.
النية مبيّتة
هذه هي الأسباب الحقيقية وراء اعتقال الرجل، وليس تلك الأسباب الهزلية التي تتحدث عن قضايا فساد وبيعه ساعات تلقاها هدايا إبان فترة رئاسته للوزراء بقيمة 600 ألف دولار، وهي الواقعة التي حتى في حال صحتها -وهي غير صحيحة في الأغلب- مبلغ ضئيل لا يمثل حصيلة فساد رئيس مجلس مدينة في باكستان نفسها أو في أي دولة من دول العالم الثالث وليس رئيس وزراء.
تسلسل الأحداث يؤكد سوء النية منذ أن انعقد البرلمان بشكل غير اعتيادي في أبريل/نيسان 2022 ليصوّت على سحب الثقة من حكومته أثناء غياب نواب حزبه الإنصاف “حزب الأغلبية”، وبعد أسبوع واحد من قيام البرلمان ذاته برفض حجب الثقة عنه، بل وتجاهل رئيس البرلمان آنذاك قرار خان بحل البرلمان قبل الانعقاد بساعات.
تلاه حكم مفوضية الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2022 باستبعاده من العمل السياسي لمدة 5 سنوات، ثم محاولة اغتياله في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ومحاولة اعتقاله في مارس/آذار الماضي، ومهاجمة الشرطة لمنزله بالأسلحة النارية لولا تصدي أنصاره لهم.
ثم أخيرًا اعتقاله على يد قوات شبه عسكرية من أمام محكمة ذهب إليها في إحدى تلك القضايا العديدة التي رفعت ضده بقصد استخدامها لتغييبه عن المشهد السياسي.
انتخابات البنجاب
ومن مشاهد التعنت ما أصرت عليه الحكومة برفض إجراء انتخابات للبرلمان المحلي لإقليم البنجاب قبل شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو البرلمان الذي كان يسيطر عليه حزب الإنصاف بزعامة خان، وتم حله في إطار الصدام مع الحكومة المركزية في إسلام أباد في يناير/كانون الثاني الماضي.
حجة الحكومة في التأجيل هي عدم وجود موارد مالية كافية لتنظيم تلك الانتخابات المحلية، وإن كان هدفها الأساس هو تجريد عمران خان من مصادر قوته التشريعية في محل نفوذه الأصلي، مخالفة بذلك قرار المحكمة العليا الذي قضى بتنظيم تلك الانتخابات في المدة من 15 أبريل/نيسان الماضي حتى 15 مايو/أيار الجاري.
ولربما قررت الحكومة الانصياع لقرار المحكمة وإجراء الانتخابات في الإقليم، ولكنها رأت أنه من أجل تنفيذ مخططات إقصاء عناصر حزب خان فلا بد لها أن تعتقل الرجل ما يمكنها من أن تجبره على المساومة وإجراء عملية محاصصة بعدها ستجرى الانتخابات ويفرج عنه، أو أن يرفض الإملاءات فيدفع الشارع لمزيد من التصعيد فيتعذر إجراؤها في الإقليم بسبب الأحداث الأمنية، وفي الحالتين فائدة لخصوم خان حتى لو على حساب الوطن.
يبدو أنهم وجدوا الطريقة المناسبة في مسألة انتخابات برلمان البنجاب، ولذلك تم الإفراج عنه منعًا لمزيد من الاضطرابات خاصة بعد انكشاف مخططاتهم شعبيًا.
المهم أن اعتقال خان لم يكن ليدوم طويلًا، لأن دوامه يعني سقوط باكستان في دوامة فوضى تاريخية، وفي الوقت نفسه مخططات إقصائه لم تتوقف أيضًا ولكنهم فقط يبحثون عن الطريقة الآمنة.
هذه عظة بالغة، فعمران خان احتمى بالشعب، والشعب يتدخل كل مرة لحمايته.
https://ajm.me/w12uyd?fbclid=IwAR00niZfZwU3Tm_cGLdWkR6a8ARPijpnMWMN2TbIFh8Vx0zVpmMOe-Z0Zjo
https://2-m7483.azureedge.net/opinions/2023/5/15/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%AC%D9%88%D8%A7
29 أبريل 2023
النهضة الصناعية في العصر الملكي المصري
كانت هي العاصهة التجارية و الميناء الرئيسي بمصر و بشرق المتوسط عموما لقرون عديدة... ما يفسر انها كانت مقر حكم الحاكم الفرنسي جاك مينو سنه ١٨٠١ خليفة نابليون في مصر.... و زوج غاده رشيد... و بعده أتت الحملة الانجليزية علي مصر إلي رشيد بقيادة الادميرال فريزر سنة ١٨٠٧ و ذلك لاهميتها حيث كانت تمر البضائع من الهند وشرق اسيا إلي السويس ثم بالجمال الي القاهرة و من ميناء بولاق النهري تحمل البضائع في النيل إلي رشيد ومنها لاوروبا.
بمعني اوضح المحمودية كانت صاحبة الفضل في النقلة الحضارية للاسكندرية مثل كل مدن اوروبا الصناعية منها تحديدا...حيث تجد انها تقع على نهر او ترعة توصلها للميناء وعلي مدي هذا النهر او الترعة تجد المصانع.
ولما كانت مصر هي ارض الفرص في هذا الزمان هاجر إليها الاوروبيون والشوام.والعجم والاتراك غيرهم ليفتحوا فيها المصانع... و من الطبيعي أن هذه المصانع تكون علي ترعة المحمودية.... وبما ان مفيش طرق مرصوفة في هذا العهد و او اي وسيلة شحن بري او جوي طبعا... يبقي كل النقل نهري عبر المحمودية.
زاد دخول الاجانب و هجرتهم لمصر بعد عهد الخديوي اسماعيل (١٨٦٣-١٨٧٩) بعد ان كانوا يأتون كموظفين لدي الحكومة في مختلف النِظارات (الوزارات) و بعد توقف الحرب الاهلية الامريكية والهبوط الحاد لسعر لقطن الذي كان محصول مصر الأول وعجز الخديوي اسماعيل عن سداد الديون توافد لمصر اجانب من نوع اخر هو المستثمرين استغلالا للاحتلال١٨٨٢ و المحاكم المختلطة.... إلي أن جاء خديوي عباس حلمي الثاني (١٨٩٢ - ١٩١٤)و بدا في مجابهة الاحتلال و تشجيع القوي الوطنية و تبنى مصطفي كامل باشا و غيره لاشعال روح الوطنية لتبدأ معه عملية تمصير للمصانع.
هادر متو |
استمر هذا الحال المصانع مع الاجانب الي أن جاء عصر الملك فؤاد الأول (١٩١٨-١٩٣٦) ملك مصر سيد النوبة وصاحب دارفور وكردفان و انتهت الديون التي تكبلت بها مصر من ايام الخديوي اسماعيل و كانت سببا في عزله قبل ان يري مصر قطعة من اوروبا.... انطلقت عجلة التمصير و خاصة البنوك مع طلعت باشا حرب و دخل عدد اخر من الباشوات مجالس ادارات البنوك الاجنبية عندما شعرواان مصر لم تعد كما كانت نهاية القرن التاسع عشر.
ودخل طلعت حرب و المساهمون المصريون قطاع الصناعة بقوة بداية من غزل المحلة نهاية بستوديو مصر، واتجه باشوات مصريين لصناعات عديدة علي سبيل المثال احمد عبود باشا في صناعهة السكر و الصناعات التكاملية بنجع حمادي بالصعيد واول مصنع سماد بالسويس في جبل عتاقة. و دخل نايف باشا عماد في صناعة الزيوت بطنطا للزيوت بمصانعها العديدة بالدلتا..وحسن باشا الشامي بالمطاحن و اشترى مصانع الحلاوة والبسكويت من الخواجة ساكس و أنشأ مصنع الزيوت المستخلصة لانتاج الزيوت والهالك انتج منه العلف... وانطلق محمد فرغلي باشا في تجارة القطن ليصبح هو علي قمتها مع عبد المنعم باشا هنو بعد ان كانت تجارة القطن حكرا علي الاجانب و ينشئ امين باشا يحيي نجل ثري وعمده الاسكندرية احمد باشا يحيي الغرفة التجارية ويصبح رئيسها شاهبندر التجار بعد تحكم الاجانب لسنوات حتي الصعيد كان فيه باشوات دخلوا الصناعة مثل احمد اسلام باشا بصناعة الوبريات في بني سويف .... و الامثله كثير يطول سردها....
حركة التمصير اتت اُكلها في الاربعينات وتحكم المصريون في البنوك و الصناعة و الزراعة.. و تراجع الاجانب الي وضع الموظفين او الشركاء علي افضل تقدير.... فمخطئ او متجني و تاخذه العزة بالاثم القول أن مصر عرفت الصناعة بعد 1952..أو أن الأجانب كانوا يتحكمون في البلد....
اغلب المصانع و الفباريك التي أممت بعد ذلك خربت و تم تسريح العمال بمكافأت هزلية اسمها المعاش المبكر والصنايعية والاسطوات المهرة قعدوا في البيت.
نلقي نظرة أسماء الشركات التي تم تأميمها في الستينيات على يد البكباشي في مصر وسوريا ... ستعرف ان اغلب تلك المصانع من قبل ١٩٦١ وليس من انجازاته.... بخلاف هذه القائمة هناك مصانع صغيرة تم تجميعها معا و اعتبرت شركاه جديدة
(أولا) الإقليم الجنوبى
اسم الشركة :
شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى..
شركه مصر للغزل الرفيع كفر الدوار..
شركة مصر للحرير الصناعى كفر الدوار ..
شركه مصر لمواد الصباغه..
شركة الغزل الأهلية المصرية ..
شركة الاسكندرية للغزل والنسيج ..
الشركة المصرية للمنسوجات والطباعة ..
شركة المحلات الصناعية للحرير والقطن (اسكو) ..
شركة اتحاد صناعات المنسوجات الممتازة (سيتا) ..
الشركة المتحدة للغزل والنسيج ..
الشركه العربيه للغزل و النسيج...
شركه بولفار للغزل و النسيج
الشركة المصرية للغزل والنسيج (نزهة) ..
شركة مصر صباغى البيضا ..
الشركة العربية للغزل والنسيج ..
شركة سيوف للنسيج والتجهيز ..
شركة سباهى الصناعية لخيوط الغزل والمنسوجات ..
الشركة المصرية الحديثة للغزل والنسيج الرفيع ..
الشركة المصرية لغزل ونسج الصوف (بوليتكس) ..
شركة المحمودية للغزل والنسيج الرفيع ..
شركة مصر لنسج الحرير بحلوان ..
شركة الشرق للغزل والنسيج ..
شركة صباغى باكوس ..
الشركة الأهلية للبطاطين والأقمشة الصوفية ..
الشركة العصرية للغزل المكثف ..
شركة الطويل للغزل والنسيج ..
شركة النيل للغزل والنسيج ..
شركة النيل للغزل الرفيع ..
شركة صناعة كتان الشرق ..
شركة مغازل الصوف المصرية (فيلانا) ..
شركة النيل للمنسوجات ..
شركة الأصواف الفاخرة والمنسوجات (واتكو) ..
شركة الأهرام للغزل والنسيج (الحراكى) ..
شركة مصانع نسيج الأهرام (الحراكى) ..
شركة سماقيه الصناعية للغزل والنسيج ..
الشركة المصرية لصباغة وتحويل المنسوجات (المصبغة الفرنسية) ..
شركة سفينكس (و. هـ. سفاريان وشركاه) ..
شركة مصانع الغزال المصرى (صناعات الغزال العربى) ..
شركة مصبغة غمرة ..
شركة المصنع المصرى للمنسوجات (كابو) ..
شركة مصنع المنسوجات المصرية (متكسه) ..
الشركة المصرية لصناعة السيزال (افرينو) ..
شركة النصر للغزل والنسيج (بروتكس) ..
شركة عقيل للغزل الرفيع ..
الشركة المصرية لصناعة المنسوجات ..
شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع من القطن المصرى ..
شركة موجا للغزل والتريكو ..
الشركة الأهلية للمنسوجات (ممفيس) ..
شركة عباس وهبى وشركاه (مصنع ثلج القاهرة) ..
شركة الثلج الأهلية (طارق وهبى وشركاه) ..
الشركة التجارية الامبراطورية ..
الشركة المصرية التجارية المالية ..
الشركة المصرية المالية للتجارة والصناعة ..
شركة المحاريث والهندسة ..
شركة الدلتا الهندسية ..
شركة النقل والهندسة ..
شركة الصناعة والتجارة المصرية (سيكو) ..
الشركة الكيماوية الصناعية التجارية ..
شركة المشروعات الهندسية والتجارية ..
شركة التسليفات التجارية ..
شركة سجاير نسطور جاناكليس ..
شركة سجاير سالونيك ..
شركة المضارب المصرية للأرز ..
شركة مضارب الأرز ومطاحن الغلال المصرية ..
شركة مضارب الأرز برشيد والاسكندرية ..
شركة البحيرة للأرز والزيوت ..
شركة زيوت كرموز ..
شركة النشا الأهلية ..
شركة التبريدات السريعة والتصدير (ديفريكس) ..
شركة السكر والتقطير المصرية ..
شركة مصر لصناعة وتجارة الزيوت ..
شركة مضارب الأرز المصرية الحديثة ..
شركة طنطا للكتان والزيوت ..
شركة المساهمة المتحدة المصرية لمعامل ومخازن الثلج والتبريد ..
شركة منتجات النشا ..
شركة معاصر الزيوت النباتية والمصابن ..
شركة مصانع الزيوت والصابون (نايف عماد سابقا) ..
شركة مصانع الصابون والمواد الغذائية (كحلا) ..
شركة الزيوت المستخلصة ومنتجاتها ..
الشركة الشرقية للدخان والسجاير (ايسترن كومبانى) ..
شركة ويلس (بورسعيد) ..
الشركة المساهمة المصرية للأحذية (باتا) ..
شركة مصانع الكاوتشوك الأهلية (ناروبين) ..
الشركة المصرية لصناعة الكاوتشوك والأحذية (أفرينو) ..
شركة البلاستيك الأهلية ..
شركة البلاستيك والكهرباء المصرية ..
شركة الورق الأهلية ..
الشركة المصرية لصناعة أوراق التعبئة (كرافت) ..
شركة مصنع اسكندرية للزجاج والصينى ..
شركة الملح والصودا المصرية ..
شركة الورق للشرق الأوسط (سيمو) ..
شركة مصنع الشمس للزجاج والبللور ..
الشركة العامة لصناعة الورق (راكتا) ..
شركة تحويل الورق (كونفرتا) ..
شركة بوليدن أورينت للبطاريات ..
شركة البويات والصناعات الكيماوية ..
شركة مصر لصناعة الكيماويات ..
الشركة المصرية للأسمدة والصناعات الكيماوية ..
الشركة العامة لإنتاج الحراريات والفخار ..
الشركة النشادر والمواد الكيماوية ..
شركة الصناعات الكيماوية المصرية (كيما) ..
شركة المصانع للوازم المعمارية والصناعية (سابى) ..
شركة المصانع المصرية للصنفرة وأدوات التجليخ ومنتجاتها ..
شركة النصر لصناعة الأقلام ومنتجات الجرافيت ..
شركة مصر لصناعة معدات الغزل والنسيج ..
شركة المنشآت المعدنية المصرية (ايجيميت) ..
شركة التعدين المصرية (ايديال) ..
الشركة المصرية للتعدين والإنشاءات الميكانيكية ..
شركة التوريدات المعمارية والهندسية (نقولا دياب وأولاده) ..
شركة الاسكندرية للتغليف الصناعى ..
الشركة المصرية للتغليف الاقتصادى ..
شركة الأعمال الهندسية البورسعيدية ..
شركة المنتجات والتعبئة المصرية ..
شركة الجزار اخوان (تضامن) ..
الشركة العامة للثروة المعدنية ..
الشركة المصرية لمنتجات الرمال السوداء (رملة) ..
الشركة المصرية للتعدين والمنجنيز ..
شركة صناعات المنتجات المعدنية ..
شركة المخازن الهندسية المصرية ..
شركة مخازن البوندد المصرية ..
شركة المبانى الممتازة ..
شركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح ..
شركة الطوب الرملى بالقاهرة ..
الشركة المصرية الجديدة ..
شركة أراضى أبو قير المساهمة ..
الشركة المساهمة المصرية لأراضى البناء (حدائق الأهرام) ..
الشركة الجعفرية للصناعة والزراعة ..
شركة المباحث والأعمال المصرية ..
الشركة الغربية العقارية ..
شركة سيدى سالم المصرية ..
الشركة العمومية للهندسة والتبريد (جركو) ..
شركة كاريير مصر ..
شركة كولدير ..
شركة الكهرباء المركزية (سنترليك) ..
الشركة المصرية لتكرير البترول وتجارته ..
شركة تنمية الصناعات الكيماوية (سيد) ..
شركة مصر للمستحضرات الطبية ..
شركة آما للصناعات الكيماوية والأدوية ..
شركة الأهرام للمستحضرات الطبية والكيماوية ..
شركة معامل أدوية سيفارم ..
شركة معامل أدوية هليوبوليس ..
شركة معامل أدوية دوش ..
شركة محلات شيكوريل الكبرى ..
شركة سليم وسمعان صيدناوى ..
شركة بيع المصنوعات المصرية ..
شركة الأزياء الحديثة (بنزايون وعدس) ..
شركة مصانع ملابس شركة سليم وسمعان صيدناوى ..
شركة محلات شملا الكبرى ..
شركة محلات أركو ..
شركة محلات افيرينو الكبرى ..
(ثانيا) الإقليم الشمالى
الشركة الأهلية للغزل والنسيج ..
الشركة السورية للغزل والنسيج ..
شركة المغازل والمناسج ..
شركة المصابغ الفنية المغفلة ..
شركة الصناعة السورية للزيوت النباتية ..
الشركة السورية لاستخراج السكر وتكريره ..
شركة صنع السكر والمنتجات الزراعية المساهمة المغفلة ..
شركة الصناعات الزجاجية والخزفية ..
الشركة الوطنية لصناعة الشمنتو ومواد البناء (بدمشق) ..
شركة الشهباء لصناعة الأسمنت ومواد البناء (بحلب) ..
الشركة السورية لصنع الأسمنت ومواد البناء (بحمص) ..
الشركة الأهلية للأسمنت المساهمة المغفلة (حلب) .
المصدر
21 أبريل 2023
زهير كمال يكتب: السودان.. البحث عن طريق
كان من المفترض أن يكون السودان مثل أي دولة في العالم الأول من حيث رفاهية شعبه وغناه ، فالسودان هو سلة غذاء العالم كله وليس العالم العربي فقط، فهناك عشرات الملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة ومئات الملايين غيرها قابلة للاستصلاح والزراعة وما يتبع ذلك من التصنيع الزراعي، ناهيك عن الثروات المعدنية الطائلة التي يتمتع بها هذا البلد الذي يعد أكبر بلد في أفريقيا.
لم يحظ السودان منذ استقلاله وحتى هذا التاريخ بالفرصة لينعم بالسلام والتقدم، لسبب بسيط وهو حكم العسكر الذي جثم على صدره معظم الوقت ، ومثل باقي عسكر العالم الثالث فلا يهم من يستلم السلطة منهم سوى البقاء فيها أطول فترة ممكنة ، ومثل باقي عسكر العالم الثالث لا يتحلى أي فرد منهم بالذكاء والحكمة .
لا نجد في تاريخ السودان الحديث سوى رجلين يستحقان أن يشار اليهم بالبنان:
أولهما الفريق سوار الذهب الذي استلم السلطة ثم سلمها للمدنيين بعد عام كما وعد ، وثانيهما جون جارانج الذي ناضل من أجل سودان واحد مدني تقدمي، فتمت تصفية الرجل في حادث سقوط طائرة في اوغندا.
نجحت الثورة المدنية في الإطاحة بنظام البشير وكان المفترض من الثوار استلام السلطة وبقاء العسكر في ثكناتهم، حيث كان العسكر أيامها في أضعف لحظاتهم، وقد كانوا جنداً للبشير في تنفيذ الأوامر بقتل الثوار، وكانوا كذلك لا يفقهون في السياسة، ولكن التكنوقراط حمدوك سمح لهم بتولي جزء من السلطة ثم انقلبوا عليه بعد تمكنهم منها، ومنذ انقلابهم على حمدوك وحتى هذه اللحظة كانوا يناورون للبقاء في السلطة، ومن بين ذلك الاتفاق الإطاري الذي عقدوه مع بعض قوى الحرية والتغيير الذين يتمتعون بالنوايا الحسنة.
انفجر الوضع في السودان نتيجة وجود رأسين في القمة أحدهما البرهان الذي يرأس الجيش والآخر حميدتي الذي يرأس قوات الدعم السريع ، وفي العالم الثالث لا يمكن وجود جيشين لأن النتيجة ما نراه اليوم، بينما يمكن ذلك في العالم الأول، في الولايات المتحدة مثلاً نجد أكثر من جيش دون مشاكل تذكر.
حاول البرهان دمج قوات الدعم السريع وأعطاهم فرصة سنتين ولكن حميدتي طلب عشر سنوات، فهو يتمتع بالقوة والمال ولن يستغني عن ذلك بسهولة ، بينما نجد أن جيش دولة بأكمله قد تم حله بجرة قلم عندما قام بريمر بتوقيع مرسوم حل الجيش العراقي.
حميدتي يدفع لجنوده رواتب سخية لضمان ولائهم فهو مستقل مالياً عن الجيش، بينما البرهان يتحكم في مقدرات الدولة كلها ، ولا يدور في خلد أحدهما أن الرصاص الذي يطلقه والوقود الذي يستهلكه ليس ملكاً شخصياً له بل هو ملك الشعب السوداني ، ولو كان هناك ذرة من ضمير لدى الاثنين لتقاتلا بالعصي وسكاكين المطابخ ، ولكن رب ضارة نافعة ، فسوف تكون هذه هي المرة الثانية التي سيكون الطرفان فيها في أضعف لحظاتهما بعد انتهاء القتال.
على قوى الحرية والتغيير أن لا تقف مكتوفة الأيدي تتفرج على مايحدث وعليها أن تهيأ نفسها لاستلام السلطة وترجع العسكر الى ثكناتهم ، وعليها بداية أن تتوحد دون أنانية ودون حسابات حزبية ضيقة، إذا كان يهمها مستقبل السودان. عليها تشكيل حكومة سياسية تخلو من العسكر وتعيين وزير دفاع مدني، وتعلن أنها هي الحكومة الشرعية للبلاد وتطلب من المتحاربين إنهاء القتال والعودة الى الثكنات ، وعليها إحالة جميع من تورطوا في الحرب الى التقاعد تمهيداً لمحاكمتهم على ما اقترفوه منذ انتصار الثورة قبل أربع سنوات من قتل للمتظاهرين وانتهاء بالأحداث المأساوية الحالية ، بعد استتباب الأمر فإن لم ينصع الطرفان الى طلب الحكومة الجديدة عليها أن تأمر بإعلان العصيان المدني في عموم السودان.
رسالة واضحة للعسكر أنه كفى ما حدث وكفى تحكم فئة محدودة في مستقبل شعب بأكمله، فالسودان اليوم يقف على مفترق طرق: إما يظل حكم العسكر سارياً وما سيتبعه من تقسيم للسودان والبقاء في دوامة الصراع والنتيجة استمرار الفقر والجوع والحرمان والمعاناة.
أو بدء الطريق الى المستقبل الذي تأخر كثيراً.
فمن يقرع الجرس؟
17 أبريل 2023
سيد أمين يكتب: الطرق المعيارية لفهم الحالة السودانية
حالة صدمة تعم الأوساط الشعبية العربية جراء الصدام الدامي بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، لتكون بؤرة الصراع الجديدة في الوطن العربي الذي ما فتئ يهنأ بانتهاء الحرب في سوريا واليمن، وسط حالة ضبابية شبه كاملة حول أسبابها ومخاطرها ومآلاتها.
هناك عدة قواعد قد تساعدنا على فهم ما يحدث في السودان، لعل منها الاطلاع على أسباب تأسيس قوات الدعم السريع عام 2013 بدعم من أجهزة الأمن السودانية لتعويض العجز الذي أصاب الجيش السوداني جراء الحرب الطويلة مع متمردي جون غارنغ المدعوم أمريكيا في جنوب السودان، التي انتهت بانفصال الاقليم.
وكان الدور الأساسي لقوات الدعم هو التصدي للمليشيات الانفصالية في إقليم دارفور، واستطاعت أن تحقق انتصارا كبيرا عليها مما حال دون انفراط عقد السودان، وقامت الحكومة باعتبار تلك القوات تابعة للجيش السوداني، هنا على الفور اتهمت أمريكا تلك القوات بارتكاب جرائم حرب، وفرضت عقوبات على نظام الرئيس عمر البشير.
ومن المدهش أن الفريقين المتقاتلين الآن توحدا من قبل فقط في توطيد الحكم العسكري، تارة بالإطاحة بنظام البشير في 6 أبريل/نيسان 2019، وتارة بالانقلاب على الحكم المدني عام 2021.
النفوذ الأمريكي
من المهم أيضا أن نأخذ في الحسبان أنه قبل إنشاء البشير لقوات الدعم السريع بنحو عقد من الزمن، صنفت الولايات المتحدة عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 على لسان رئيسها جورج دبليو بوش سودان البشير واحدة من “الدول المارقة”، ضمن 11 دولة في العالم تميزت بتمردها على حظيرة التبعية الأمريكية من بينها “العراق وسوريا وليبيا واليمن وحماس وحزب الله وإيران”.
وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بعد ذلك في حديث صحفي عام 2005 بنشر “الفوضى الخلاقة” وتشكيل “الشرق الأوسط الجديد” القائم على فكرة دمج إسرائيل في المنطقة وقيادتها لها.
وبناء على ما سبق، يمكننا توقع أن تكون إزاحة البشير من الحكم قد جاءت آخر المهام في خطة عقاب الأنظمة المارقة، التي بدأت بسحق العراق وليبيا واليمن وإعدام قادتها، وتخريب سوريا ولبنان وحصار غزة، وكل ما أخشاه من تفجر النزاع السوداني هو أن يكون ذلك مجرد مؤقت لتفجر “الفوضى الهدامة” التي من شأنها تمزيق السودان إربا إربا.
وعقب الإطاحة بالبشير مباشرة، قفز السودان قفزة كانت متوقعة، بتوجه كل من “البرهان وحميدتي” نحو التطبيع مع إسرائيل في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تلاه قيام واشنطن في 14 ديسمبر/كانون الأول 2020 برفع السودان من القائمة السوداء الخاصة بالعقوبات الأمريكية.
النفوذ الروسي
هناك شكوك قديمة عن وجود علاقات بشكل ما بين قوات فاغنر الروسية وقائد قوات الدعم السريع، وتعاونهما معا في التنقيب عن الذهب واليورانيوم وغيرها من المعادن خارج رقابة الدولة، تعززت بزيارة حميدتي إلى موسكو مع بدء تفجر الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ليكرر ما فعله البشير عام 2017 وزيارته موسكو طالبا من بوتين حمايته من التدخلات الأمريكية.
وهناك حديث عن وعود بين حميدتي وروسيا لمنح موسكو قاعدة عسكرية روسية في مدينة “مروي” شمالي السودان، مع قيام قوات فاغنر بتدريب قوات الدعم السريع البالغ عدد أفرادها نحو 100 ألف مقاتل.
يحاول حميدتي إظهار أنه مؤيد للتيار المدني ورافض للحكم العسكري، تارة باعتذاره عن المشاركة في الانقلاب على الحكومة المدنية عام 2021، وأخرى باتهامه بشكل متكرر للبرهان بأنه يحاول عبر جميع قراراته إعادة نظام البشير “ذي القشرة الإسلامية” أو “الكيزان”، ويسعى بهذا الاتهام إلى ذر الرماد في عيون داعمي البرهان الغربيين والتشويش عليهم.
الغريب أنه منذ عام 2013 كانت قوات الدعم السريع تُعَد جزءا من الجيش السوداني، إلا أنه مع توقيع الاتفاق الإطاري المؤسس للمرحلة الانتقالية عقب الإطاحة بالبشير، وجدنا حميدتي يرفض هذا الاتفاق الداعم لدمج “الدعم السريع” في الجيش بقيادة موحدة، ويصفه بأنه سيمزق البلاد!!
وهو ما يكشف عن طموحات حميدتي الكبيرة في السلطة، إذ إن تنفيذ الاتفاق الإطاري سيجعله يفقد سلطته قائدا لهذه القوات التي تتميز بسرعة التنقل، وحرب الشوارع، والخبرة الميدانية الكبيرة التي اكتسبتها من حربها مع مليشيات الجنجويد، مع توافر الانتماءات القبلية التي يتميز بها أفرادها.
الوثائق الصهيونية
في سبتمبر 2008، قال وزير الأمن الداخلي الصهيوني الأسبق آفي ديختر في محاضرة له بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إنه ينبغي منع السودان بموارده ومساحته الشاسعة من أن يصبح دولة إقليمية قوية وعمقا استراتيجيا إضافيا لمصر كما حدث في عام 1967، وإنه ينبغي التدخل بكل الوسائل المعلنة والخفية لإضعافه وتمزيقه وإشغاله في أزماته الداخلية، مع اعتبار ذلك من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي.
وبناء على تلك الرؤية الصهيونية، فإن على السودانيين أن يدركوا أن هناك من يعمل على صب النفط على النار محاولا تغذية الطموحات الشخصية في السلطة لدى جنرالات السودان، بينما يخطط في النهاية لحرق السودان فلا يبقى هناك بلد يحكمه أي منهما.
وعليهم جميعا أن يعلموا أنه إذا امتدت يد الخارج لهذا البلد، فإنها في أغلبها لا تسعى لانتشاله بل لإغراقه.
صراع السودان نتيجة طبيعية لحكم العسكر.
اقرأ المقال هنا على الجزيرة مباشر
https://mubasher.aljazeera.net/opinions/2023/4/16/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9
https://2-m7483.azureedge.net/opinions/2023/4/16/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9?fbclid=IwAR14c_QL0yLBcQXU6zYbuX_tYimwOZQFqXwxlwg9vYaML0pSGad93f-Ae0I
15 أبريل 2023
سيد أمين يكتب: أصوات العالم الإسلامي في الانتخابات التركية
لم يحدث أن اهتم العالم بانتخابات محلية لأي دولة في العالم من غير الدول العظمى كأمريكا وروسيا، كما يهتم بنتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية المزمع إجراؤها في مايو/أيار المقبل، بل أن الملايين حول العالم يهتمون بمعرفة دقيق تفاصيلها بشكل أكبر مما يهتمون بأي انتخابات سواها.
وكما ينقسم الناخب التركي بين دعم هذا أو ذاك، كطبيعة أي انتخابات ديمقراطية، نجد أن المميز هنا أن العالم أيضًا ينقسم معها الانقسام ذاته، فهناك من يدعم أردوغان والتحالف الحزبي الذي يقوده، وهؤلاء هم في الغالب من “الشعوب” الإسلامية وشعوب دول العالم النامي من غير المسلمين، وفي المقابل نجد هناك من يسعى إلى إسقاطه حتى دون أن يدعم شخصًا محددًا من معارضته، وهؤلاء من “النظم” الغربية ومن يتبعها من النظم الإسلامية.
ولهذا يود كثير من مسلمي العالم لو أنهم أدلوا بدلوهم في تلك الانتخابات، ووجدوا الوسيلة لدعم التصويت لصالح الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان، وذلك لأنهم يرون الصورة كاملة من خارجها، وجلهم في حالة انبهار بما حققته تركيا طيلة العقدين الماضيين من نهضة غير مسبوقة في الداخل، ومكانة خارجية مرموقة جعلتها في طليعة الدول المدافعة عن الحق الإسلامي، وقبلة لملايين المظلومين والباحثين عن العدالة المفقودة في أوطانهم.
طبعًا لن يستطيع أحد من غير الأتراك أن يصوت في تلك الانتخابات، ولكنه يستطيع أن يبُصّر الناخب التركي الذي قد لا يملك الاطلاع السياسي الخارجي الكافي بالمكانة الكبيرة التي شغلتها تركيا وأردوغان في قلوب مليارات البشر غربًا وشرقًا في هذا العالم، وتأثيرها الثقافي والسياسي والاقتصادي الهائل الذي نقلها إلى مصاف الدول العظمى، وأنه يجب أن لا يهدر كل هذا بسبب مصالح ضيقة أو مشاحنات حزبية.
كما يستطيع أن يشرح له الآثار الاقتصادية والسياسية المباشرة وغير المباشرة العائدة على بلاده من تحقيقها هذا الوضع ما يستلزم المحافظة على استمراره، كي لا تعود تركيا حظيرة خلفية لأوربا وأمريكا مثلما حدث بعد سقوط الدولة العثمانية، وأن الدافع للنصح هو التنفيذ لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقول رسوله إن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
وسائل مشروعة
ما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت الأمر كثيرًا، ونحن هنا لا نتحدث عن لجان إلكترونية وما شابهها من أعمال وضيعة تنتهجها بعض النظم والجهات، ولكن نتحدث عن إمكانية توجه المشاهير الذين يرون الرؤية ذاتها في أرجاء العالم الإسلامي كافة بنشر رسائل مهذبة ومختصرة تحمل رؤيتهم ونصائحهم باللغة التركية على حساباتهم الشخصية أو على الحسابات التركية الشهيرة يعرفون فيها أنفسهم مع تضمينها “هاشتاجات” الدعم لأردوغان.
وتستطيع الأحزاب والحركات والجمعيات والأندية ووسائل الإعلام والجامعات والمعاهد وغيرها وصولًا إلى كتّاب المقالات وأصحاب الرأي وحتى المواطنين العاديين فعل الأمر نفسه أيضًا، مع ضرورة أن يحرص الشخص العادي هنا على أن يقدم ما يقنع مشاهده أو من يقرأ رسالته من كونه شخصًا حقيقيًا وليس لجنة أو “ذبابة إلكترونية”، ويستطيع كل من لديه صديق تركي أن يرسل له بشكل مباشر.
كما تستطيع وسائل الإعلام والأحزاب والمنظمات والجهات الفاعلة في بقاع العالم الإسلامي سلوك المسلك ذاته عبر تشكيل وفود تزور الشركات والهيئات الشعبية التركية في بلدانهم لإبلاغهم بوجهة نظرهم.
ويمكن كتابة عرائض عبر تطبيقات العرائض الجماعية مثل “أفاز” و”عرائض جوجل” وغيرها، وجمع توقيعات عليها، وتوجيهها لمؤسسات الشعب التركي.
وفي المقابل يتوجب أن ينشط حزب أردوغان في العمل على إبراز ردود الأفعال التي تدعمه خارجيًا عبر وسائل الإعلام كافة المتاحة للحزب، والتدليل بها على المكانة التي حققتها تركيا في ظل قيادته.
قد تبدو مثل هذه الإجراءات يسيرة أو ساذجة، ولكنها من الممكن أن تسهم في تغيير توجهات الناخبين، وتحول دون ارتداد هذا البلد الذي يحبه الناس من العودة مجددًا لزمن التبعية والتقزم الذي عاشه طيلة القرن الماضي في ظل حكم أحد أبرز أحزاب المعارضة المناوئة.
الثورة المضادة
لا شك أن تلك الإجراءات من الممكن أن يسلكها الكارهون لأردوغان أيضًا، ما لم يكونوا قد سلكوها فعلًا، لكن الفارق هنا هو أن القارئ التركي سيستطيع أن يميز بسهولة بين قوة حجية الرؤية أو ضعفها، وبين الشخص الحقيقي و”الذبابة”، وسيسهم في ذلك توافر إمكانات التعرف إلى شخصية المرسل من خلال صفحته الخاصة.
كما أن هناك عاملًا مهمًا للغاية يؤكد أن تنفيذ تلك الاقتراحات ما لم يفد فهو أيضًا لن يضر بأردوغان وتحالفه، وهو أن غالبية الكتلة التي تصوّت للرجل هي في الواقع مدركة واقعيًا لصحة ما تضمنته رسائل الدعم والتأييد، وبالتالي فإنها ستزيده حماسة لإقناع آخرين بها، فيما أن الرسائل المضادة لن تفلح أبدًا في إقناعه بأي رؤية مغايرة.
عمومًا هذه مجرد مقترحات شخصية، تخطئ وتصيب، ينفذها البعض أو لا ينفذها، لكنني بها أكون بها قد أدليت بدلوي في الانتخابات التركية، لأنني أنا كما ملايين الناس من غير الأتراك يخشون على تركيا من أن تسقط مجددًا.
والحال يقول إنه لو كان المتربصون كثرًا، فالمخلصون أكثر.
https://mubasher.aljazeera.net/opinions/2023/4/14/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA?fbclid=IwAR15ijsk45ijr9PqgCQl1Bp55TApwqRv9hsh3IlbBQMLD3J_eqOh_Vr14zA
https://2-m7483.azureedge.net/opinions/2023/4/14/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA?fbclid=IwAR38CsN6gPxcTUaVA3GOc78zwQnn7rnSFkMyXp-oIi8QKzQcvuZIsO6KKZg
08 أبريل 2023
دجلة وحيد يكتب: ذكرى التاسع من نيسان/ أبريل
يوم التاسع من نيسان، قبل عشرين عاما، لا يمكن نسيانه طال العمر أم قصر،فقد كنت شاهد عيان حينما اقتحم الجيش الأمريكي ساحة الفردوس واحتل فندقي فلسطين والمريديان، ثم أسقطوا تمثال الشهيد صدام حسين في تلك الساحة.
فقد أخفق العراقيون الذين جاؤوا خلف الدبابات الأمريكية في إسقاطه بحبل سميك وطويل، هنا جاءت دبابة أمريكية وتسلق عريف بحري الجانب الأمامي منها وتسلق سلم خشبي حتى وصل لرأس التمثال فوضع العلم الأمريكي على وجهه؛ بعد ذلك غيره ووضع العلم العراقي عليه ، ثم ربطوا التمثال بالمدرعة وأسقطوه بعد عدة محاولات فاشلة لإسقاطه، اعتلى التمثال عناصر مضادة للنظام التي كانت تهتف بشعارات معادية للشهيد صدام حسين وسط حضور تجمع كبير من الصحفيين الدوليين الذين كانوا يغطون الحرب والذين كانوا يسكنون في فندق فلسطين.
رأيت بأم عيني نهب الوزارات والدوائر الحكومية وحرقها من قبل رعاع من أبناء وطني، كذلك شاهدت المظاهرات اليومية في ساحة الفردوس لقلة من الناس المؤيدة لقوات الإحتلال وكان من ضمنهم منتسبوا الحزب الشيوعي العراقي الذين رفعوا لافتة مكتوب عليها "وطن حر وشعب سعيد".
جيوش الإحتلال لم تصل بغداد العروبة عبر الأثيرولكنها دخلت أرض العراق من أراضي دول عربية وعبر تأمر حكام المحميات الخليجية على العراق من أجل تغيير نظامه الوطني القومي، وتدمير العراق حضارة وشعبا.
العوائل الحاكمة في محميات الخليج العربي التي كانت ومازالت في سدة الحكم في دولها تأمرت مع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وإيران بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية من أجل تحقيق مأرب المخططات الأمريكية - الصهيونية لإحتلال وتدمير العراق أرضا وشعبا وسرقة خيراته النفطية. كانت أولى بوادر التإمر هي تدمير الإقتصاد العراقي بواسطة إغراق الأسواق النفطية بالبترول وخفض أسعار النفط الذي أدى في النهاية إلى إسترجاع قصبة كاظمة من قبل الجيش العراقي.
لعنة الله عليكم حكامنا العرب ..... أنتم خزي وعار أيها الجرب
لعنة الله عليكم حكامنا العرب ..... ملئتم قلبي قيحا داميا وكرب
عقولكم متخلفة تتلاعب بها ..... أمريكا وصهاينة الشرق والغرب
خياناتكم لشعوب أمة العرب ..... لا قعر لها أبدا ولا سن مدبب
قتلتم عروبة شعب العراق ..... يوم فقدتم بوصلة الأمانة والدرب
حينما جلستم بحضن أمريكا ..... وصدقتم من في عقولكم يتلاعب
اليوم ترون حصيلة خيانتكم .... في العراق وسوريا ولبنان المتعب
بعض الشعوب العربية لم تبدي أي اعتراض أو أمتعاض ضد حكوماتها العميلة للغرب والصهيونية العالمية والمتورطة في التأمر على العراق أثناء حرب إخراج الجيش العراقي من قصبة كاظمة أو حتى أنها لم تتفاعل بالشكل المطلوب لتغيير حكوماتها العميلة حينما أحتل العراق.
نحن
نحن شعوب طيح الله حظها فأصابها من الذل ما أصابها
بعد أن تركت الإسلام دينا وانحرفت عن مبادئ عروبتها
وهربت من مواقع خنادقها وسمحت لعلوج العدى إختراقها
نقاد كالبهائم من قبل حكامنا ورغم جورها لا نثور ضدها
حتى ولو نجابهها ونردها نردها بهمة لاتستحق عنائها
حتى ولو نجابهها تشاكسا نثور بهمة لاتستحق عنائها
نتوجس الخوف والعقاب قسرا من أمم غادرة ولا نردها
نمتهن فارغ اللغو في ردنا على أعدائنا ونتودد بأحضانها
رغم جرائمها بحقنا غدرا وإنتقاما لما قدمنا لإزدهارها
فقدنا بوصلة سير مسارنا في صحاري الأرض وبحارها
كتب علينا أن لا نفيق من غفوة عميقة طال زمن امتهانها
منذ غابر الأزمان ضاعت عقولنا بخرافات تقبلنا استلهامها
من دهاقنة الفرس عانقنا الجهل والفقر فنسينا استعمارها
لشعوبنا ونهبها لأموالنا وخيرات أرضنا وقديم إرثها
بإسم بدع خمس المكاسب نهبت جيوب مريدوها وأتباعها
في العراق وسوريا ولبنان وفي كل بقعة وصلت أقدامها
في العراق وسوريا ولبنان وفي كل بقعة أمتهنت أفكارها
ماذا حصل في الوطن العربي بعد احتلال العراق وتدميره؟
الذي حدث هو:
1-إستيلاء إيران على مقدرات العراق بواسطة عملائها المحليين وبمساعدة الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
2- تدمير ليبيا من قبل قوات حلف شمال الأطلسي "النيتو" ودول خليجية أخرى شاركت في الحرب ضد نظام معمر القذافي.
3- استلاء حزب الله ومسلحيه - ذراع إيران في المنطقة - على مقدرات لبنان سياسيا وعسكريا.
4- تدمير اليمن ونظام علي عبدالله صالح، وكانت دول الخليج العربي متورطة في هذه المؤامرة.
5- استسلام النظام النصيري في سوريا لمطالب إيران ونشر الطائفية فيها وتدمير المدن السورية وقتل وتهجير أبنائها من قبل الجيش السوري وفصائل حزب الله والمرتزقة التي ارسلها نظام ملالي قم وطهران لإنقاذ نظام الأسد الفاسد والطائفي الفاشي.
6 الدول الخليجية التي شاركت في التإمر على العراق وتدميره اعترفت بالكيان الصهيوني وبنت علاقات دبلوماسية معه.
7-السعودبة ومحميات خليجية أخرى حسنت علاقاتها حديثا مع نظام الملالي في طهران.
من هو الرابح من تدمير العراق وتغيير نظامه الوطني العروبي؟
1-أمريكا وأوربا والكيان الصهيوني
2- إيران التي تحكم عدة دول عربية بصورة مباشرة وغير مباشرة بواسطة أذرعها المسلحة من الطائفيين ومحرفي الدين الإسلامي الحنيف.
الخاسر هو الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وبهذا وحسب قرائتنا للوضع العالمي لم تقم للأمة العربية أي قائمة في المستقبل المنظور حتى بعد ألف سنة وإلى يوم يبعثون (وهذا يذكرني بتاريخ وأسباب خسارتنا للأندلس) إن لم يتوحدوا ويبنوا كيانا عربيا واحدا ومستقل من المحيط إلى الخليج وهذا تنظير لا يمكن تحقيقه دون تثقيف وتوحيد الشعب العربي من خلال أيديولوجية عروبية موحدة وثورة عارمة تسقط فيها كل الأنظمة الرجعية والعميلة.
9-4- 2023
26 مارس 2023
محمد سيف الدولة يكتب:فى ذكرى المعاهدة.. ماذا حدث للمعارضة المصرية؟
Seif_eldawla@hotmail.com
لماذا توقفت المعارضة المصرية عن المطالبة باستقلال مصر وتحريرها من اتفاقيات كامب ديفيد وما ارتبط بها من تبعية للولايات المتحدة الامريكية؟
***
· ان كامب ديفيد ليست مجرد معاهدة ثنائية ترتب عليها استرداد ارضنا المحتلة مقابل حزمة من التنازلات مثل القبول بتجريد ثلثى سيناء من القوات والسلاح، والاعتراف (باسرائيل) والتطبيع معها. بل هى نظام حكم متكامل، انها الدستور الفعلى لمصر؛ يستطيع المصريون ان يسقطوا رئيس الجمهورية وان يغيروا دساتيرهم او يعدلونها ولكنهم لا يستطيعون منذ 44 عاما الاقتراب من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة فى 26 مارس 1979 والمشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد.
·فمنذ اعطى السادات 99% من اوراق اللعبة للامريكان، فانهم قد قاموا بالعمل على تفكيك مصر التى انتصرت فى 1973 وبناء مصر اخرى جديدة على مقاس مصالح الولايات المتحدة وامن (اسرائيل).
· ففى مصر كامب ديفيد، لا نستطيع ايقاف التسهيلات اللوجستية للقوات الامريكية فى قناة السويس أو التوقف عن قبول المعونة العسكرية وكسر الاحتكار الامريكى لما يزيد عن 60 % من التسليح المصرى، أو توجيه هذا السلاح، اذا تغيرت الظروف، الى (اسرائيل) او اى من حلفاء امريكا، أو الامتناع عن اى مناورات عسكرية مشتركة.
·ولا نستطيع الانسحاب من اى محاور او تحالفات اقليمية او دولية اسسها الامريكان، أو اعادة تشكيل سياستنا وعلاقتنا وتحالفاتنا الخارجية والاقليمية على اساس مناهض للنفوذ الامريكى، أو المطالبة باستبدال قواتهم فى سيناء ضمن ما يعرف بالـ MFO بقوات تابعة للامم المتحدة.
· ولا نستطيع انتخاب رئيس جمهورية لا توافق عليه الولايات المتحدة كما قال د. مصطفى الفقى عام 2010، او كما ذكر آفى ديختر وزير الامن الاسرائيلى الداخلى الاسبق فى محاضرته الشهيرة عام 2008 حين قال ((لقد انسحبنا من سيناء على ان نعود اليها اذا تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل))
·ولا نستطيع ان نزيد عدد قواتنا فى سيناء الا باذن (اسرائيل)، أو نقوم بدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطينى ضد الاحتلال، او نقطع العلاقات ردا على جرائمها اليومية فى فلسطين أو عن اعلانها ضم الجولان أو اعتداءاتها التى تتوقف على سوريا ومن قبل على لبنان وتونس والسودان والعراق الى ان فقدنا مكانتنا المركزية وتضآل دورنا فى المنطقة واصبحت هى قوة اقليمية عظمى.
· ولا نستطيع أن نقول لا للدائنين فى نادى باريس وصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية وللمستثمرين الاجانب من شركات متعددة الجنسية ووكلائهم المحليين، ولا نستطيع ان نحمى صناعاتنا الوطنية او نرفض بيع القطاع العام او تعويم العملة المصرية وربطها بالدولار.
وغيره الكثير.
***
لكل ذلك وأكثر وصف شيوخنا واساتذتنا الذين اعتقلهم السادات عام 1981.. وصفوا المعاهدة فقالوا: ((أخذنا نحن سيناء وأخذوا هم مصر كلها.))
***
· ورغم ان جميع مفكرى ومنظرى وقادة وكوادر الحركة السياسية المصرية بكافة أطيافها يعلمون هذه الحقائق، الا انهم توقفوا منذ سنوات طويلة قبل ثورة يناير وبعدها عن الاقتراب من هذا الموضوع او التعرض له، وكأن هناك شبه اجماع على قبول التبعية والاعتراف بها والتطبيع معها والعيش فى أكنافها.
· بدأت هذه الظاهرة فى أعقاب الغزو الامريكى للعراق عام 2003، فلقد اخذ يتراجع الخطاب الوطنى المناهض للاحتلال الامريكى و(اسرائيل)، ليحل محله بالتدريج خطاب الاصلاح السياسى والديمقراطية، الى أن توحد الجميع عشية الثورة على هدف رئيس وربما وحيد هو رفض استمرار حسنى مبارك أو توريث الحكم لنجله.
· وحين نجحت ثورة يناير فى ذلك، غرقت القوى السياسية فى مطالب الدستور والانتخابات وتداول السلطة والحريات فقط، وتحاشت تماما الاقتراب من قضايا التبعية وكامب ديفيد، بل على العكس حرص الجميع على إعطاء تطمينات للخارج بالتزامهم بالمعاهدة، وتسابقوا للفوز بدعم الامريكان ومباركتهم فى صراعاتهم مع الخصوم والمنافسين على السلطة، الى ان فاز النظام القديم ومؤسساته العميقة فى هذا السباق بامتياز وبالضربة القاضية، بعد أن أدرك الأمريكان انه النظام الأقدر على حماية كامب ديفيد فى مصر.
· ثم بعد يونيو ويوليو 2013 وحتى يومنا هذا، ظل الخطاب المناهض للتبعية و(اسرائيل) غائبا، فتحت ضغط العصف بثورة يناير وبكل من شارك فيها اسلاميون كانوا او مدنيون، أصبح للجميع مطلبا وحيدا هو الافراج عن المعتقلين وتخفيف القبضة الامنية الحديدية واعادة الهامش الديمقراطى الذي كان ايام مبارك، وظل الكثير منهم يراهن على الامريكان ويناشدهم للتدخل والضغط على السلطات المصرية من اجل ذلك، رغم ما ثبت من دورهم ودعمهم ومباركتهم لما تم من اجهاض الثورة والعصف بمكتسباتها.
***
·لقد كانت هناك نظرية قبل ثورة يناير مفادها، ان الانظمة العربية المستبدة لا يمكن ان تتنازل عن استبدادها قيد أنملة ولو بعد عشرات السنين، وانه لا قبل للشعوب بقبضتها الباطشة، فلا بديل عن الاستفادة الى اقصى حد من الضغوط الخارجية لمحاولة انتزاع اى مكاسب ديمقراطية ممكنة، وهو ما يستدعى تقديم تنازلات سياسية من ضمنها تخفيف الخطاب المناهض للامبريالية والصهيونية او التراجع عنه تماما.
· ثم كانت هناك نظرية أخرى بعد الثورة بأن الاوضاع لا تزال على المحك والثورة لم تستقر بعد، وهى تحتاج الى دعم واعتراف دولى وضغوط امريكية على قيادات ومؤسسات النظام القديم لغل اياديها عن العصف بالثورة والانقضاض عليها، وهو ما يستدعى تجنب اتخاذ اى مواقف يمكن ان تستفز المجتمع الدولى او تخيفه من الثورة المصرية.
·وأن دعونا نركز على الاصلاح السياسى والدستورى اولا، لانه بامتلاك مؤسساتنا الديمقراطية المستقلة، وتحقيق تداول سلطة حقيقى فى مصر، سيكون تحقيق كل اهدافنا بعد ذلك سهلا وممكنا.
·ثم نظرية ثالثة فى السنوات الاخيرة، باننا فى أمس الحاجة الى الضغط الدولى لايقاف او حتى تخفيف العصف العنيف بالحريات وحقوق الانسان.
·وهكذا كانت هناك دائما نظريات واسباب وذرائع لتبرير الانسحاب من ساحات وبرامج ومشروعات وخطابات المواجهة مع الامريكان و(اسرائيل) وكامب ديفيد.
· والمؤلم والغريب والمخيف ان المشهد يبدو وكأن جميع الفرقاء تقريبا قد اتفقوا على رفع الراية البيضاء، رغم ان بينهم ما صنع الحداد.
· ورغم ان كل تجاربنا وتجارب غيرنا، اثبتت مرارا وتكرارا أن أمريكا هي العدو الأصلي، وأن الرهان عليها هو بمثابة انتحار وطني وسياسى.
***
·واخيرا يجب التأكيد على أن مطالب الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وتداول السلطة والفصل بين السلطات، هى كلها مطالب صحيحة ومشروعة الا انها غير كافية وعديمة الجدوى فى ظل دولة غارقة فى التبعية والتطبيع والسلام بالاكراه.
· فالحرية والاستقلال هما وجهان لعملة واحدة، لا يستقيم أحدهما دون الآخر.
·ان هدف التحرر من التبعية ومن قيود كامب ديفيد يعادل فى مركزيته واولويته، هدف التحرر من الاحتلال البريطانى الذى توحد خلفه كل المصريين على امتداد 75 عاما.
*****
القاهرة فى 26 مارس 2023