29 يونيو 2014

محمد رفعت الدومي يكتب : مني مينا .. الصوت الصارخ في البريِّة !!


"حمَّاد الراوية" ، وهو أبو القاسم حماد بن أبي ليلى سابور ابن المبارك بن عبيد ، وهو أيضاً أعلم أهل زمانه بأيام العرب وأشعارهم وأنسابهم ولغاتهم ،، 
أخيراً ، وفي مفاجأة غير سارة للذين يصدقون كل ما جاء في تراث العرب كحقائق مقدسة لا يجوز فضلاً عن التشكيك فيها مجرد الدوران حولها ، كان "حماد" هذا ، هو الذي جمع القصائد السبع المعروفة تراثيَّاً بـ "المعلقات" ، تلك القصائد التي يزعمون حتي الآن أن العرب كانوا يعلقونها علي جدران الكعبة !! 
غير أن هذه السيرة الغنية لم تشفع للرجل عند التاريخ الذي لا تردعه عادةً مخاوف أو أطماع عن أن يضئ الناس من الأمام ومن الخلف ومن العمق ومن عمق الشرط الإنسانيِّ ، 
لقد بدأ "حماد الراوية" حياته لصاً ، حدث أن نقب ذات ليلة جداراً علي رجل وأخذ ماله ، وهنا حدثت وثبة من وثبات الصدفة المحضة كانت سبباً مباشراً لعثوره علي أبعاد شخصيته الكامنة ، إذ وجد في غنيمته بعضاً من شعر الأنصار، شعر "الأحوص بن محمد" تحديداً ، فاستطاب ذلك الشعر وحفظه ، ثم ترك اللصوصية وواظب علي طلب الشعر والأدب وأيام العرب ، وسار علي الدرب حتي وصل منعطف "حماد الراوية" الشهير!! 
هذا حتي الآن هو كلُّ شئ ، 
لكن ، ما علاقة هذا بـ "د. مني مينا" ؟! 
جاء في أغاني "أبي الفرج الأصفهانيِّ" ، أن "حماداً" سئل عن رأيه في شعر "الأخطل" فأجاب : 
"ما تسألوني عن رجلٍ قد حبَّبَ شعرُه إلىَّ النصرانية !! " 
"مني مينا" أيضاً ، وهي إحدي الأيقونات الأنثوية التي تلمع كالخنجر في ذاكرة ثورة "25 يناير" التي لفظت أنفاسها تماماً ، إصرارها علي حراسة جذور الإخلاص لمبادئها ، وسط جزيرة عائمة بالمتلونين ، تُحبِّبُ المرء في المسيحية ، وتؤكد أن موقف الكنيسة المصرية بكافة أطيافها ينسحب علي رعاة الكنيسة فقط لا علي المسيحية كعقيدة ،، 
وموقف الكنيسة المصرية ، مع الأخذ في الاعتبار أنها أكبر حزب سياسي في مصر الآن ، هو موقف يولد عادة في عزلة الإيمان بعقيدة ، أي عقيدة ، إلي درجة الامتلاء ، بل الرغبة في إقصاء الآخر ، لذلك لا يمكن أن يقيم لمفهوم الديمقراطية وزناً !! 
من أجل هذا ، تحت ضغط الرغبة البدينة في إقصاء الإخوان المسلمين ، أو بمعني أكثر دقة ، تحت ضغط الرغبة في تهدئة قلب مخاوفهم من حكم إسلاميِّ الطابع ، وضعت الكنيسة مذبحة "ماسبيرو" في جيب مهمل من جيوب ذاكرتها ، ووضعت أيضاً ، ومبكراً ، قدميها بكل بساطة في الماء الجديد الذي جري في النهر ، وهو خطأ باهظ ، وله ما بعده !! 
"د. مني مينا" سيدة أفق وعمق ، ما في ذلك شك ، لكن السؤال غير المتطلب ، هل صوتٌ كصوت السيدة "مني مينا" صالح للشدو في هذه المرحلة ؟! 
الإجابة بالتأكيد الزائد عن الحد هي لا ، فنحن أمام مرحلة خاصة لأصوات خاصة ، مرحلة لا يصلح لها إلا أصوات القادمات مؤخراً ، أو المُستقدمات علي وجه الدقة مؤخراً إلي السياسة من باب الدعارة وعُلب الليل و"وش البركة" ، للتشويش علي أي صوت يغرد خارج السرب الفاشل ، سرب "يبقي الحال كما ما هو عليه ، وعلي المتضرر اللجوء للمنافي أو الانسحاب من الحياة تماماً " .. 
ولا يخفي علي أحد أن كلَّ الأنبياء بدأوا رحلتهم نحو إحراز لقب "النبيِّ" برجل أو رجلين أو حتي عشرين ، فما ظنك برجل تقف خلفه دولة من أقصاها إلي أقصاها بإعلامها وقضائها وجيشها وآبائها الذين في المباحث وهيكلها الوظيفيِّ ومؤسساتها الروحية وعاهراتها ، مع ذلك ، ولسبب غير مفهوم ، لم يدَّعي النبوة حتي هذه اللحظة ؟! 
ويجب ألا يمنعنا الإعجاب بتواضعه شديد الفراشات ونكرانه الشديد للذات أن ننسي أن عدالة السماء هبطت ذات يوم علي استاد "باليرمو" و"مجدي عبد الغني" أحرز هدفاً في مرمي "هولندا" علي ما يبدو .. 
وما علاقة "حمَّاد الراوية" بالمرحلة ؟! 
الإجابة علي هذا السؤال تحتاج لتتضح نظرة صوفية ،، 
لقد ترك "حماد" السرقة هذا صحيح ، صحيح أيضاً أنه واظب حتي النهاية علي حراسة إخلاصه للسرقة من خلال عمله الجديد ، وهي سرقة من نوع آخر ، وأشد خطراً ، يقول عنه "ابن سلام" : 
"كان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثهم "حماد الراوية" ، وكان غير موثوق به ، كان ينحل شعر الرجل غيره ويزيد في الأشعار" ،، 
ويقول "المفضل الضبِّيُّ" عنه : 
"قد سلط على الشعر من "حماد الراوية" ما أفسده ، فلا يصلح أبداً ، 
فقيل له : "وكيف ذاك ، أيخطئ في روايته أم يلحن ؟! 
قال : "ليته كان كذلك ، فإن أهل العلم يردون من أخطأ الصواب ، ولكنه رجل عالم بلغات العرب وأشعارهم ، ومذاهب الشعر ومعانيهم ، فلا يزال يقول الشعر يشبه به مذهب الرجل ، ويدخله في شعره ، ويُحمل ذلك عنه في الآفاق ، فتختلط أشعار القدماء ، ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد ، وأين ذلك ؟! 
وقال "يونس" : "العجب لمن يأخذ عن "حماد" ، كان يكذب ويلحن ويكسر" ،، 
وشاية أخري أكثر رواجاً ،، 
اجتمع بدار الخليفة "المهدي" بـ"عيساباذ"عالمٌ من الرواة والعلماء بأيام العرب وآدابها وأشعارها ولغاتها ، إذ خرج بعض أصحاب الحاجب فدعا بـ "المفضل الضبِّيِّ " الراوية فدخل ، فمكث ملياً ثم خرج ذلك الرجل بعينه فدعا بـ "حماد الراوية" ، فمكث ملياً ثم خرج إلينا ومعه "حماد" و "المفضل" جميعاً ، وقد بان في وجه "حمَّاد" الانكسار والغم ، وفي وجه "المفضل" السرور والنشاط ،، 
ثم خرج "الحسين" الخادم معهما فقال : 
"يا معشر من حضر من أهل العلم ، إن أمير المؤمنين يعلمكم أنه قد وصل "حماداً" الشاعر بعشرين ألف درهم لجودة شعره ، وأبطل روايته لزيادته في أشعار الناس ما ليس فيها ، ووصل "المفضل" بخمسين ألف درهم لصدقه وصحة روايته ، فمن أراد أن يسمع شعراً محدثاً جيداً فليسمع من "حماد" ، ومن أراد رواية صحيحة فليأخذها عن "المفضل" ،، 
فسألوه عن السبب فأخبرهم أن "المهدي" قال لـ "المفضل"لما دعا به وحده : 
"إني رأيت "زهير بن أبي سلمى" افتتح قصيدته بأن قال : 
"دع ذا وعدّ القولَ في هرم " .. 
ولم يتقدم له قبل ذلك قول ، فما الذي أمر نفسه بتركه ؟ 
فقال له "المفضل" : 
"ما سمعت يا أمير المؤمنين في هذا شيئاً إلا أني توهمته كان يفكر في قول يقوله أو يروي في أن يقول شعراً ، 
فعدل عنه إلى مدح "هرم بن سنان" وقال : دع ذا ، أو كان مفكراً في شيء من شأنه فتركه وقال : دع ذا ، 
أي دع ما أنت فيه من الفكر وعد القول في هرم" .. 
ثم دعا بـ "حماد" فسأله عن مثل ما سأل عنه "المفضل" فقال : 
"ليس هكذا قال "زهير" يا أمير المؤمنين" 
قال : فكيف قال ؟! 
فأنشده - وهي أبيات تزدحم بالمفردات الحوشية يصعب فهمها لكن لتكتمل الصورة ،لابد من ذكرها - : 
لمن ِ الديارُ بقنة الحجر / أقوين من حجج ومن عشر/ 
قفرٌ بمندفع النجائب من / ضفوى أولات الضال والسدر/ 
دع ذا وعد القول في هرم / خير الكهول وسيد الحضر ،، 
فأطرق "المهدي" ساعة ثم أقبل على "حماد" فقال : 
"قد بلغ أمير المؤمنين عنك خبر لابد من استحلافك عليه" ،، 
ثم أحلفه بأيمان البيعة وكل يمين محرجة ليصدقنه عن كل ما يسأله عنه ، فلما توثق منه قال له : 
"اصدقني عن حال هذه الأبيات ومن أضافها إلى "زهير" ؟! ،، 
فأقر له حينئذ أنه قالها ، فأمر فيه وفي "المفضل" بما أمر من شهر أمرهما وكشفه .. 
إن الطباع كالطاقة لا تفني ولا تستحدث من عدم ، ولا يمكن لأعماق الإنسان تحت أيِّ ظروف أن تحتجز مشاعره الحقيقية لأعوام طويلة ، لتطفو علي السطح فجأة ، متي حدث هذا فكن علي يقين أن خلفه شئياً في الظل !! 
ما أكثر ألوان السرقة ، وما أكثر الثعالب ،، 
وأكثر اللصوص استحقاقاً للتقدير هو اللص الصريح ، فهو برغم كل شئ إنسان متصل الظاهر بالباطن ، وهو أنقي علي كلِّ حال من لص في ثياب الواعظ ، فالسرقة كونها مهنة المتطفلين عن عمد علي أشياء الآخر ، هذا جعلها سهلة التماهي من الداخل مع المكان بشتي صوره ، أقصد ، قد يكون الطبيب لصاً في مهنته ، وقد يكون المهندس ، والمحامي ، والمعلم ، وكل ذي مهنة ،، 
لكن ، لا خلاف علي أن سارقي الحريات ، وسارقي الأحلام ، وطفولة الأطفال عن عمد ، هم أكثر اللصوص خسة ونذالة .. 
هل هذه النهاية البائسة حتي كتابة هذه الكلمة هي النهاية البائسة ؟! 
من سولت له نفسه مجرد الاعتقاد بأنها النهاية ، فهو كما يقول الشاعر ، جسمُ البغال وأحلامُ العصافير ، فلقد اتَّسع الخرق علي الراتق ، وصناع "ثورة يناير" ما زالوا علي قيد الحياة ، وما زالوا يحتفظون بلياقتهم أيضاً ، وملهم "ثورة يناير" ما زال في المنفي كما كان في مثل هذه الظروف ،،
بالإضافة إلي أن الإخوان الآن ، وهذا هو الأهم ، ليسوا الإخوان قبل يناير "2011" ، فهم الآن لا يرون في النظام مجرد نظام قمعيّ كما كان الحال منذ "عبد الناصر" وحتي سقوط "مبارك" ، بل صاروا يؤمنون إيماناً طليقاً بانعدام شرعيته ، ليس هذا فقط ، بل ثمة ثأرٌ بينهم وبينه لابدَّ من حسمه ، ودماءٌ مراقةٌ لابدَّ ألا تُطلّ ، وأرواح صداها يصوِّت في مقابر مبكرة لابد أن تهدأ ، وهنا مكمن الخطر ، وهو خطرٌ من الصعب أن يدركه إلا من عاش في صعيد مصر ولمس هذه الظاهرة عن قرب ،، 
فالموتورين لا يزنون المجازفات ، ولا يتفقدون أبداً مخاوفهم قبل الإقدام علي أي شئ ، أيِّ شئ ، إذ تصبح الحياة بالنسبة للموتورين مجرد سوق لا يباع فيه سوي الدم ثم علي الدنيا العفاء ، وهذا تماماً ما أوجزه في بيت واحد "الأخطل" ، الشاعر النصرانيُّ الذي حبب شعره النصرانية لـ " حماد الراوية " ، حيث يقول : 
شمسُ العداوةِ حتى يُستفادَ لهم / وأعظمُ الناس أحلاماً إذا قدروا .. 
الآن وقد مضي نصف العام وبعض النصف الآخر علي عزل "د. مرسي" ، يحقُّ لنا ، كأننا من أهل هذا البلد ، أن نتسائل ، هل سار قرار عزله بمصر نحو الأفضل أم السئ ؟! 
من الجدير بالذكر أنني نحَّيتُ عن عمد جهات اللغة ولم أقل نحو الأفضل أم الأسوأ لأن الأسوأ لم يواكب مصر بعد ،، 
مع كل هذا ، لقد كان عزل "د. مرسي" ضرورياً لأن الإخوان المسلمين وضعوا العربة أمام الحصان ، ولم يرضوا ، لسبب مجهول ، لا أظنه الرغبة في الإقصاء وحدها ، بأي مقاربة يمكن أن تحقق الحد الأدني من رضا شركاء الثورة ، غير أن الخطأ ، بل الخطيئة ، هو ما حدث في "رابعة" ، هنا عند كل شئ ، ورائحة الدم الذي سوف تثور له لأعوام قادمة أحزان تتهيأ ،، 
أتمني أن أكون علي خطأ ، بل خطيئة.

28 يونيو 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : فلسفة الاستبداد وعنصريته

seif_eldawla@hotmail.com
((اذا استطاع المرء ان يشعر ان بقاءه انسانا هو امر يستحق التضحية من اجله، حتى لو لم يؤد ذلك الى نتيجة، فانه يكون قد الحق بهم الهزيمة))
جورج أورويل
***
نستكمل معا قراءة الجزء الثانى والاخير من رواية 1984 للكاتب الانجليزى جورج اورويل، التى قدم فيها تصوره وتشريحه لما يمكن تسميته "بالنظام الاستبدادى النموذجى" فى أى زمان أو مكان :
***
عنصرية :
كانت السلطة تحتقر الشعب، فكان شعار الحزب ان ((غالبية الشعب والحيوانات احرار))
وكان يؤكد فى ادبياته على ان عامة الشعب طبقة وضيعة بالفطرة وانه يجب ابقاؤهم مذعنين كالحيوانات. وانهم ما داموا يعملون ويتكاثرون فتصرفاتهم الاخرى غير ذات اهمية، ولذلك فلقد ترك لهم الحبل على الغارب كقطيع من الابقار على مراعى الارجنتين، يعيشون نمطا من الحياة يتناسب مع طبائعهم. كانوا يولدون ويكبرون فى الازقة الفقيرة ثم يذهبون الى العمل فى السنة الثانية عشرة ويمرون مرورا عابرا فى مرحلة تمثل ذروة الجمال والرغبة الجنسية، وبعدئذ يتزوجون فى العشرين ويبلغون اواسط العمر فى الثلاثين، ويموت معظمهم فى الستين. كل ما يشغل بالهم العمل الجسدى الشاق ورعاية الاطفال والعناية بالمنزل والمشاجرات التافهة مع الجيران، ومشاهدة الافلام ولعب الكرة، ومن ثم لم تكن السيطرة عليهم امرا عسيرا؛ اذ يكفى ان تندس ثلة قليلة من عملاء الشرطة بينهم، ينشرون الاشاعات المغرضة، حتى يتعرفوا على القلة منهم التى يعتقد انها مكمن الخطر فسيتأصلون شافتهم.
ولم تسجل اية محاولة لغرس ايديواوجية الحزب فيهم اذ لم يكن من المرغوب فيه ان يكون لدى عامة الشعب وعى سياسى قوى؛
فكل ما هو مطلوب منهم هو وطنية بدائية أو حالات محسوبة من السعار الوطنى، يمكن ان يتم اللجوء اليها حينما يستلزم الامر، لاقناعهم بقبول ساعات عمل اطول اولحصص اقل من السلع التموينية.
بل وحتى عندما كان ينتابهم شعور بالسخط، كما يحدث احيانا، فان سخطهم لم يكن ليفضى الى شئ كونهم يعيشون بلا مبادئ عامة، ولذلك كانوا يركزون غضبهم على تظلمات خاصة وقليلة الاهمية. فالأخطاء الكبرى لا تسترعى انتباههم.
***
وارهاب :
ثم يقدم "أورويل" فلسفة الاستبداد والمستبدين ورؤية النظام لذاته وللآخرين،على لسان أحد محققى السلطة مخاطبا أحد المعتقلين أثناء تعذيبه :
اننا ندرك انه ما من احد يمسك بزمام السلطة وهو ينتوى التخلى عنها. ان السلطة ليست وسيلة بل غاية، فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادى. ان الهدف من الاضطهاد هو الاضطهاد، والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة.
ان الإنسان يؤكد سلطته على انسان آخر بجعله يقاسى للألم.
فالطاعة وحدها ليست كافية، وما لم يعان الانسان الالم، كيف يمكنك ان تتحقق من انه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو؟
ان السلطة هي إذلاله وإنزال الألم به، وهى ايضا تمزيق العقول البشرية الى اشلاء ثم جمعها ثانية وصياغتها فى قوالب جديدة من اختيارنا.
اننا نعمل على خلق عالم من الخوف والغدر والتعذيب، عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضا، عالم يزداد قسوة كل يوم، اذ التقدم فى عالمنا هو التقدم باتجاه مزيد من الالم.
لقد زعمت الحضارات الغابرة انها قامت على الحب والعدالة اما حضارتنا فهى قائمة على الكراهية، ففى عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف والغضب والانتشاء بالنصر واذلال الذات، واى شئ خلاف ذلك سندمره تدميرا.
اننا نعمل على تفكيك العلاقة بين الطفل ووالديه، وبين الصديق وصديقه، وبين الرجل والمرأة، ولم يعد احد يجرؤ على الثقة بزوجته او طفله او صديقه، سينعدم كل ولاء ليس للحزب، وسيباد كل حب غير حب الاخ الكبير.
هناك دائما عدو للمجتمع، يمكن قهره واذلاله المرة تلو الاخرى.
لن تتوقف مطلقا عمليات التجسس والخيانة والاعتقالات والتعذيب واحكام الاعدام وحوادث اختفاء الناس
اننا نسيطر على الحياة فى جميع مستوياتها،
انك تتخيل ان هناك شيئا اسمه الطبيعة الانسانية سيغضبها ما نفعله، ومن ثم فانها سوف تنقلب علينا، ولكن ما لاتعرفه هو اننا نعيد خلق الطبيعة الانسانية، فالانسان قابل للتحول بشكل غير محدود، او لعلك عدت الى فكرتك القديمة التى مفادها ان العامة او العبيد سيثورون علينا ويطيحون بنا من سدة الحكم. اخرج هذه الفكرة من ذهنك تماما لان هؤلاء عاجزون عجز الحيوانات ولان البشرية هى الحزب نفسه وما عدا ذلك فهو معدوم الاهمية وخارج نطاقها
***
أما عن فطرة المقاومة داخل الانسان، فيعبر عنها "اورويل" على لسان بطل روايته حين قال:
((بوسعهم ان يكرهوك على قول اى شئ يريدونه، ولكنهم لا يستطيعون اكراهك على ان تؤمن بما تقول، فليس لديهم سلطة ينفذون بها الى كيانك
انهم لا يستطيعون النفاذ الى قلبك. واذا استطاع المرء ان يشعر ان بقاءه انسانا هو امر يستحق التضحية من اجله، حتى لو لم يؤد ذلك الى نتيجة، فانه يكون قد الحق بهم الهزيمة))
انتهى.
*****
القاهرة فى 24 يونيو 2014
الجزء الأول : الحرية هى العبودية

***************************************************

المفكر القومى محمد سيف الدولةيكتب : الحرية هى العبودية


Seif_eldawla@hotmail.com
الحرية هى العبودية، والحرب هى السلام، والجهل هو القوة.
كانت هذه هى الشعارات الثلاثة للنظام الحاكم فى الرواية الشهيرة "1984" للكاتب الانجليزى "جورج اورويل" الذى كتبها عام 1948 بعد الحرب العالمية الثانية، والتى اراد فيها ان يفضح ويكشف طبيعة الأنظمة الاستبدادية وقسوتها وجبروتها فى كل زمان ومكان، فتخيل نظاما مستقبليا شديد الاستبداد والفاشية، ثم قام بالغوص فى تفاصيله وملامحه ليقدم لنا فى النهاية صورة بالغة السواد. كثير من هذه الملامح سنجدها بدرجات متفاوتة،  فى الأنظمة التى تحكمنا فى مصر والوطن العربى والعالم. ان هذه الرواية تقدم ما يمكن ان نطلق عليه "بالنظام المستبد النموذجى"، ولذا أتصور انها تستحق القراءة.
وفيما يلى بعض المقتطفات التى انتقيتها منها بقدر من التصرف :
***
كان النظام شديد الاستبداد يحكم الناس بالحديد والنار، ويجبرهم على تقديم فروض الولاء والطاعة والخضوع التام  للزعيم الأوحد الذى يطلقون عليه "الأخ الكبير"، الذى تنتشر صوره بالملايين فى كل مكان، مكتوبا تحتها ((الاخ الكبير يراقبك))
وكانت عينا هذا الاخ الكبير تلاحقانك على العملة، على الطوابع، على أغلفة الكتب، على الأعلام، على ألواح الإعلانات، على علب السكاكر. فى كل مكان ودائما، عيناه تراقبانك وصوته يحيط بك. وسواء كنت مستيقظا او نائما، تعمل او تأكل، داخل منزلك او خارجه، فى الحمام او الفراش لا فرق، لا مهرب لك. انت لا تملك سوى تلك السنتيمترات المكعبة داخل جمجمتك.
نظام يراقب الناس فى كل مكان بواسطة شاشة تسمى "شاشة الرصد" تلتقط وتسجل اى صوت أو حركة، يراقبهم داخل بيوتهم وفى أماكن عملهم، فى الغرف والطرقات ودورات المياه وفى الشوارع والمقاهى والمتاجر، يعد عليهم أنفاسهم ويعتقلهم ويعذبهم ويقتلهم لأتفه الاسباب، ولذا كان الناس يعيشون ويتصرفون، مفترضين ان كل صوت يصدر عنهم مسموع وان كل حركة مرصودة
***
وكانت الاعتقالات تقع دائما تحت جنح الليل، حيث يفزع الضحية من نومه على يد خشنة تهزه بغلظة، فيفتح عينيه على ضوء ساطع مسلط على عينيه، فيجد مجموعة من رجال ذوى وجوه عابسة يتحلقون حوله وهو ما يزال فى فراشه. وكانت اغلب هذه الحالات تمر دون محاكمات او محاضر اعتقال، حيث كان الناس يختفون اثناء الليل. وكان اسمك يشطب من السجلات ويشطب معه كل شئ يتعلق بك او لك فيه ذكر، حتى ان النكران يطال فكرة وجودك اصلا ثم يتم نسيانك. لقد انتهيت ثم تلاشى ذكرك وكانك تبخرت.
***
وكانوا يقومون يوميا بجمع الناس فى أماكن عملها فى ما يسمى بفاعليات "دقيقتى الكراهية"، ويقوموا بتتويج هذه الجهود مرة من كل عام فى احتفالات ضخمة على مستوى البلاد تسمى "باسبوع الكراهية"، يقومون فيها بحشد الناس وتعبئتها ضد العدو الافتراضى، وغالبا ما يكون عدوا مختلفا فى كل مرة، ولكن لا بد دائما من أن يكون هناك عدوا، ولابد من أن تعم الكراهية، وكما قالت احدى شخصيات الرواية : ((هناك دائما حرب دموية تتلوها حرب دموية اخرى، والكل يعرف ان هذا كله محض اكاذيب))
وفى هذا الاسبوع كانت تنطلق المواكب والخطب والهتافات والأناشيد والرايات والملصقات والأفلام وتماثيل الشمع ودق الطبول ونفخ الابواق ووقع اقدام الجنود وضجيج جنازير الدبابات وأزيز اسراب الطائرات ودوى المدافع، ويعبأ الناس ويحشدون فى الميادين حبا و تأييدا للزعيم "الأخ الكبير"ضد العدو الخطير الشرير.
***
وكان الفكر يمثل جريمة يسمونها"جريمة الفكر"، أسسوا  لها شرطة خاصة تسمى بشرطة الفكر، وتصل العقوبة فيها الى الاعدام. فالولاء يعنى انعدام التفكير، بل انعدام الحاجة للتفكير. الولاء هو عدم الوعى.
وكان مصدر خطورتها هى ان التفكير ليس بالأمر الذى يمكن اخفاؤه الى الأبد، فربما يمكنك مواراته عن العيون لحين من الزمن او حتى لسنوات، ولكن ان عاجلا او آجلا لابد ان تقع فى قبضتهم.
وكان أحد فروع جريمة الفكر هى "جريمة الوجه"، فمن الخطر الجسيم ان تدع افكارك تجرى على عواهنها حينما تكون فى مكان عام او ضمن مدى شاشة الرصد. فأهون الاشياء يمكن ان تودى بك حتى لو كانت حركة عصبية صغيرة او نظرة قلق لا ارادية او همهمة اعتادها المرء، او اى شئ يوحى بنقص فى الولاء. وفى كل الاحوال فان ظهور تعبير انفعالى غير لائق على وجهك كأن تبدو عليك علامات الارتياب حينما يتم الاعلان عن احد الانتصارات، هو مخالفة تستوجب عقابا.
***
وكانوا يعيدون صياغة الحقائق والوقائع وتزويرها باستمرار لكى تتلاءم مع مواقف الاخ الكبير والحزب،
فيوما بيوم وربما دقيقة بدقيقة يتم "تحديث الماضى" بما يجعله يتوافق والحاضر، فالتاريخ كله كان بمثابة لوح تم تنظيفه لإعادة النقش عليه بما تستلزمه مصلحة الحزب،
ان الماضى قد تم محوه محوا تاما، اننا لا نكاد نعرف شيئا محددا عنه، فكل السجلات تم اتلافها او تحريفها، وكل كتاب اعيدت كتابته، وكل صورة اعيد رسمها، واسم كل تمثال وشارع وبناية جرى استبداله، وكل تاريخ جرى تحريفه.
***
وكانوا يؤسسون "لغة جديدة" يعملون فيها على تقليص عدد الكلمات ويدمرونها، لأنه بذلك ستتقلص مساحة الوعى والإدراك، كانت غايتهم هى التضييق من آفاق التفكير، بحيث تصبح جريمة الفكر فى نهاية المطاف جرما مستحيل الوقوع من الناحية النظرية، وذلك لانه لن توجد كلمات يمكن للمرء من خلالها ان يرتكب هذه الجريمة.
***
وكانوا يرغمون الناس على ممارسة الرياضة الصباحية أمام شاشات الرصد، ومن يتخلف يعاقب، ويجب ان تبدو عليك ملامح الانشراح، ثم تأتيك تعليمات المدربين الذين يمكنهم أن يروا الجميع حتى فى منازلهم: ((خذوا أماكنكم، اثنوا جذوعكم، واحد اثنين واحد اثنين، اراك يا رقم 6079، اداؤك سئ، مزيد من الانحناء، هيا يا رفاق، تذكروا ابناءنا على الجبهة...))
***
وكان هناك دائما فاعليات واحتفاليات "الاعدامات" التى تنفذ داخل زنانزين "وزارة المحبة" أو فى الميادين العامة، وسط الهياج والصياح والرغبة الهستيرية فى القتل والانتقام لدى العامة. ولقد عبر المؤلف على لسان احد شخصياته الشغوفة بحضور عمليات الاعدام حين قال : ((كانت عملية شنق اليوم جيدة، غير انهم على ما اعتقد افسدوها بربط القدمين معا، كنت ان احب ان اراهم وهم يرفسون بها. لكن اللحظة الاكثر اثارة كانت تأتى فى النهاية، حينما يتدلى اللسان الى الخارج وقد اصبح داكن الزرقة. ان تلك اللحظة هى التى تحوز اعجابى))
***
القاهرة فى 15 يونيو 2014

27 يونيو 2014

الاعلامية أيات عرابي تكتب : الانقلاب مذلة

من أكثر المشاهد تعبيراً عن المذلة والخزي في تاريخ مصر الحديث الذي يبدو أنه سيتحول إلى سلسلة من الأعمال الكوميدية، هو مشهد وزير دفاع الانقلاب وهو يصعد طائرة ملك السعودية متباطئ الخطوات مطأطئ الرأس ليقبل رأسه ثم يجلس في مقعد يشغله على الجهة المقابلة حاشية ملك السعودية، وهو المشهد الذي ذكر الجميع بمشهد أحد الزبائن عندما يطلب عصيراً في سيارته فيأتيه عامل توصيل الطلبات بالعصير حتى باب السيارة ! 
السعودية استثمرت أموالاً ضخمة دون شك لدعم الانقلاب، فقد سبق أن نشرت صحيفة الواشنطن بوست بعد الانقلاب مباشرة أن ملك السعودية دفع مليار دولار لإتمام الانقلاب، ويعلم الله وحده هل هذا هو المبلغ الذي تقاضاه قائد الانقلاب أم هو فقط المبلغ المسموح بالحديث عنه! 
وقد سبق هذا المشهد مشهد آخر لا يقل عنه مذلة في موسكو، وكان القاسم المشترك في السعودية أيضاً، حيث ذكرت قناة روسيا اليوم أن بندر بن سلطان مدير مخابرات السعودية السابق، عرض على بوتين 15 مليار دولار ليزور مصر، وهو العرض الذي رفضته روسيا وقتها، مما يعني أن شروط الصفقة قد تغيرت ربما بزيادة المبلغ وتغيير الترتيبات حيث استقبل بوتين وزير دفاع الانقلاب بدلاً من الذهاب إلى القاهرة. في ذلك المشهد حرص الروس على إجلاسه ووزير خارجيته وظهرهم للباب بحيث يكون المشهد مرضياً لبوتين نفسه، الذي من الواضح أنه لم يرض بأن تتساوى الرؤوس ! 
دخل بوتين فانتفض الاثنان لتحية الرئيس الروسي، وظل وزير الدفاع منكساً رأسه في حضرة بوتين عاقداً كفيه أمامه في حياء ذكر الجميع بحياء الفتاة حين يسألها والدها عن رأيها فيمن تقدم لخطبتها ( كما كان يفعل أمام الرئيس مرسي)، ثم سار بوتين حول المائدة القصيرة وهم واقفون حتى يجلس الرئيس الروسي الذي أشار لهما بالجلوس !
كان بوتين ينظر في المائدة في نفاد صبر بعد أن منحه خمس دقائق ليعود لمتابعة الأوليمبياد في سوتشي ! 
ونذكر جميعاً كيف كان وزير دفاع الانقلاب منبهراً، يحرك يديه غير مصدق ويقول ( شكراً لحضرتك علىوقت حضرتك برغم مشاغلكم ) .. انتهى المشهد المذل المشين بأن ارتدى وزير الدفاع ( جاكت ) يرتديه الحرس الشخصي لبوتين ويقف أمامه وقفة عسكرية وهو يكاد يؤدي له التحية مما ذكر الكثيرين بمشهد رأفت الهجان وهو يقول لمحسن ممتاز ( رقبتي فدا مصر يا محسن بيه) !!
الإذلال لم يتوقف عند ذلك الحد، بل استمر حين أرسل له بوتفليقة رئيس مجلس الأمة ليستقبله في المطار، بدلاً من استقباله بنفسه، وحين أخفت الحكومة الجزائرية نبأ زيارته للجزائر خوفاً من مظاهرات حاشدة اعتراضاً على الزيارة وهو ما عبر عنه النشطاء الجزائريون في تغريداتهم وسخطهم الواضح على إخفاء الحكومة لهذا النبأ بل دشنوا حملة (لا للسفاح على أرض الكفاح) ! 
وحتى اليوم في القمة الأفريقية التي بذلت فيها دول الخليج الراعية للانقلاب مجهودات مالية ضخمة لإقناع دول أفريقيا بإعادة قبول مصر بعد الانقلاب، خصصوا لصاحب الهاشتاج الشهير، مقعداً في الصف الثالث خلف وفد ( بوتسوانا ) بعد أن كان ممثل مصر يجلس دائماً في الصف الأول، وهو ما آراه تعبيراً عن الحرج من استقباله والانصياع في نفس الوقت للضغوط ( المالية ) التي مورست عليهم ! 
هذا غير نطقه المضحك للكلمات على غرار ( ميسر – الندول – عاسمتها – المسير المشترك)، والمضحك أن بعض القادة الأفارقة استغلوا فرصة إلقائه لكلمته التي امتلأت بالأخطاء المثيرة للشفقة لاقتناص غفوة، والبعض الآخر انهمك في حديث ضاحك أو التقط لنفسه صور ( سيلفي ) بهاتفه المحمول.
والخلاصة أن (وَمَن يُهِن اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكرمٍ).

26 يونيو 2014

مذيعة بالتليفزيون لـ"السيسي" : اعلنها علمانية و توكل

تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مقطع فيديو لجزء من حلقة برنامج "مثير للجدل"، المذاع علي التليفزيون المصري،قالت فيه المذيعة بسنت حسن، ان "مصر دولة علمانية بالفطرة".
وأضافت: "الشعب يطالب الرئيس ويقول له.. إعلنها علمانية وتوكل، الشعب علماني بالفطرة، ونزل في 30 يونيو عشان يفصل الدين عن السياسة، ده مطلب شعبي ومطلب جماهيري، مش مطلب للمذيعة او مطلب للنخبة"-علي حد قولها-.

محمد أسعد بيوض التميمي يكتب : ماذا يجري في العراق؟

منذ أن قامت أمريكا بغزو العراق بالتحالف مع ايران وشيعة العراق في عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين مقابل تسليم العراق الى الشيعه ليحكموه بدلاً من أهل السُنة,مُدعية بأن الشيعة هُم الأحق بحُكم العراق بذريعة أنهم الأكثرية,وأنا أكتب وأُبشر بأن أمريكا وايران وشعيتها لن يستقر لهم القرار في العراق,وأُبشرهم بالهزيمة الإندحار وأن العراق سيعود موحداً لله رب العالمين,وهذا كله مثبت بلقاءاتي على الفضائيات ومن أهمها لقاء في الإتجاه المعاكس على الجزيرة بعد الإحتلال الشيعي الصفوي الصليبي اليهودي للعراق مباشرة وهذا هو رابط الحلقة
وأيضا هذا مثبت بمقالات منشورة على شبكة الإنترنت والكثير من المواقع العربية والإقليمية والدولية,وعناوين بعض المقالات في نهاية المقال.
فالعراق لم يحكمه منذ الفتح العمري إلا المسلمون أهل السُنة والجماعة وهُم الأكثرية العظمى من الشعب العراقي وليس كما إدعى الأمريكان ويدعي الشيعة بأنهم هُم الأكثرية والأغلبية العظمى من الشعب العراقي,فهذه كذبة كبرى لا تصمد أمام الحقيقة التاريخية(بريمر ذكر ذلك في مذكراته وقال أنني قمت بتزوير هذه النسبة)فالشيعة في العراق ليسوا أكثر من أقلية قليلة جداً لا تشكل أكثر من عشرة بالمئة من مجموع الشعب العراقي,وهذه الأقلية كان دائماً ولائها الى ايران وكانوا دائماً خنجراً مسموماً في جسد الأمة الاسلامية .
فتاريخ الشيعة أسود في علاقتهم مع المسلمين,ففي القرن الرابع الهجري قام الشيعة القرامطة بمهاجمة مكة وقتل الحجيج فيها وإغتصاب النساء عند الكعبة وسرقة الحجر الاسود وأخذه الى وكرهم في القطيف وطلبوا من المسلمين الحج الى القطيف بدلا من مكة وبقي الحجرعندهم حوالي عشر سنوات إلى أن تم إسترجاعه.
وإبن العلقمي الشيعي وزيرالخليفة الإمام المستعصم بالله قام بخيانته عندما هاجم التتار المغول بغداد,حيث قام بفتح أبواب بغداد لهم وتسليمهم الخليفة,حيث قاموا بإعدامه وإرتكاب المجازر والمذابح ضد المسلمين وساندهم الشيعة في ذلك فقاموا بحرق المساجد ورمي الكتب في نهر دجلة حتى اصبح لونه اسود من حبر الكتب
والشيعة هُم الذين طعنوا الدولة العثمانية وهي مندفعة في أوروبا الشرقية لفتحها ونشر الاسلام فيها,مما إضطرها أن توقف زحفها وتوجه جيوشها الى ايران الذين قاموا بمذابح ضد أهل السُنة والجماعة,وأقاموا محاكم تفتيش كالتي أقامها الصليبيون النصارى في الأندلس,وقاموا بإحتلال العراق وإرتكاب المذابح والمجازرضد المسلمين وحرق المساجد والمصاحف ونبشوا قبورالصحابة وقبر الإمام أبي حنيفة النعمان وعاثوا في الأرض الفساد,فقامت الجيوش العثمانية بتطهيرالعراق من دنسهم ودحرهم وقتل اسماعيل الصفوي في معركة جيرالدان ,
وفي عام 1980 قام الشيعة الفرس المجوس بالهجوم على العراق من أجل تحرير مقدساتهم في النجف وكربلاء من المسلمين,ولكنهم هُزموا وحُطمت أمالهم وتجرع كبيرهم الكاهن الاكبر لمعابد النار المجوسية الخميني السم ومات قهراً وكمداً وغيظاً.
وما أن قررت امريكا غزو العراق عام 2003 حتى قررت ايران الشيعية وأتباعها شيعة العراق التحالف مع أمريكا ودخلوا بغداد على ظهرالدبابات الامريكية,وأطلقت لهم أمريكا العنان وفلتتهم من عقالهم ليقوموا بنهب بغداد وحرقها كما فعلوا في عهد اسماعيل الصفوي وفي عهد التتار والمغول,فقاموا بذلك بمنتهى الحقد الاسود لما تمثله بغداد من رمزية حضارية وقيمة تاريخية ومعنوية عند المسلمين,حيث أرادوا أن يحرقوا قلوبهم على عاصمتهم عاصمة الخلافة العباسية(عاصمة الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم)ومن ثم قامت أمريكا بتسليمهم العراق ليحكموه تحت سيطرتهم ونفوذهم وإشرافهم المباشر,ومن أجل تبرير ذلك زُيفت الحقائق التاريخية التي تقول بأن الشيعة هم الاقلية وإحدى الطوائف التي توجد في العراق,فأعلنت أن نسبة الشيعة في العراق 75% وأن السُنة فقط 15% ,والباقي من الطوائف الأخرى
وبموجب هذا التزوير وقلب الحقيقة صارت الأقلية مُسلطة على رقاب الأكثرية,ومن أجل إعطاء هذا التزويرالصفة القانونية الشرعية وجعله حقيقة قامت أمريكا بشراء الإخوان المسلمين المتمثلين بالحزب الاسلامي المحسوبين على السُنة وطلبت منهم الإقرار بهذا التزوير وبأنه حقيقي,فصار هؤلاء يتحدثون عن السُنة بأنهم إحدى مكونات الشعب العراقي أي أنهم مثل النصارى أو اليزيدية أو الصابئة عبدة الشيطان,ومقابل ذلك تم إعطاء الاخوان المسلمين مناصب شكلية ورمزية وشرفية ليس بيدها أية سُلطة حقيقية بإعتبارهم يمثلون الأقلية السنية وصاروا يتحدثون عن أن السنة مكون من مكونات الشعب العراق بدلا من التمسك بالحقيقية وهي أن السنة هُم الأغلبية العظمى من الشعب العراقي.
ولكن الأمرلم يطول فبعث الله سبحانه وتعالى عباداً له يُحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم,فأعلنوا الجهاد على الحلف الشيعي الصليبي اليهودي فأوقعوه بفخ محكم فألحقوا بهذا الحلف خسائر فادحة مما إضطرت أمريكا أن تستغيث بالإخوان المسلمين وببعض سقط المتاع من بعض شيوخ العشائر السنية وطلبت منهم تشكيل الصحوات لمحاربة المجاهدين إلى جانبها وجانب الشيعة,ومقابل ذلك أغرقتهم أمريكا بالمال السُحت,فقاموا بتكوين جيوش ردة سُميت بالصحوات وقاموا بالغدر بالمجاهدين مما أثر على قوتهم,ومع ذلك لم يستطيعوا أن يقضوا عليهم ولكنهم أضعفوا المجاهدين مرحلياً مما جعل شرالشيعة يستفحل فارتكبوا أفظع المجازر والمذابح ضد المسلمين فصاروا يقتلون على الهوية كل من كان اسمه عمر أو بكرأو سعد أوخالد أوالمثنى أو بإسم بأي اسم من أسماء الصحابة.
ومع كل هذا الإجرام إلا أن المجاهدين إستمروا بالقيام بعملياتهم الجهادية النوعية التي تستهدف الجيش الأمريكي والصحوات والشيعة مما إضطرأمريكا في النهاية أن تولي الأدبار من العراق فسحبت جميع جيوشها وجيوش حلفائها من الأوروبيين من العراق في نهاية 2011 وقامت بتسليم العراق للعصابات والمليشيات الشيعية التي عاثت في الأرض الفساد,وظنت هذه العصابات والمليشيات الشيعية الشريرة الحاقدة التي تتصف بالحقد الأسود والجهل والغباء بأنها قادرة على حُكم العراق وإخضاع أهل السُنة بعد أن عجزت امريكا عن ذلك رغم كل ما تمتلكه من جميع أنواع الأسلحة الفتاكة وذات القدرة التدميرية الهائلة حيث جاءت الى العراق بجيشها ورجلها وعدتها وعتادها ولكن بعون الله تم دحرها وإجبارها على الرحيل ...
وصار الشيعة يتصرفون كجيش إحتلال يبطشون بالمسلمين دون شفقة ولا رحمة وقاموا بإذلال أهل السنة وتجريدهم من جميع حقوقهم ورفعالشيعة شعار يا ثارات الحسين والذي يقصدون به يا ثارات القادسية التي ازال فيها المسلمون امبرطوريتهم المجوسية وأدخلوا الإسلام الى بلاد فارس.
فمن صميم عقيدة الشيعة ومحور دينهم وأشرأهدافهم هو الوصول الى المدينة المنورة وهدم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما أبي بكر وعمرالذين أطفئا نارهم في القادسية وأزالا امبرطوريتهم المجوسية من الوجود.
ووصل الأمر بالشيعة الى درجة بأنهم يُريدون الإستحواذ على العراق بالكامل وإنكار وجود السُنة حتى ولو بالنسبة التي زوروها مع الأمريكيين كما قال برايمر الحاكم الامريكي للعراق بعد الاحتلال,حيث قاموا بالتنكر للإخوان المسلمين شُهاد الزورالذين شهدوا لهم بالزوربأن السُنة أقلية مقابل مكتسبات ذاتية وشخصية أصحاب جيش الردة الصحوات بزعامة المرتد طارق الهاشمي,فإتهموا زعيم الصحوات ومؤسسها طارق الهاشمي بالتأمرعلى الهالكي وأصدروا أمراً بالقاء القبض عليه وهو في مركز نائب رئيس الجمهورية الطالباني مما دفعه الى الفرار خارج العراق.
ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل على الشيعة عباداً له كما ارسل على أمريكا,فقاموا بعمليات نوعية ومزلزلة ضد الاحتلال الشيعي الصفوي المجوسي العلقمي من أجل تطهير العراق من دنسهم وقاموا بإستهداف الصحوات جيش الردة وقادته,وأخذ هؤلاء المجاهدون يجوسون خلال الديار في أرض الرافدين وينتشرون في مناطق واسعة وخصوصاً في الغرب في الأنباروفي الشمال في الموصلوقريبا بإذن الله جنوباً على شط العرب في البصرة.
وفي ليلة من ليالي شهر شعبان الفضيل في 10 حزيران 2014 تفاجأ العالم بقيام هؤلاء المجاهدون بشن هجوم كاسح على مدينة الموصل وتطهيرأرضها من جيوش المجوس ببضعة ساعات,وإذا بالأخبار تتوالى بأن هذه الجيوش المجوسية الوثنية العلقمية السبئية الصفوية الرافضية الشيعية تنهار دفعة واحدة والبالغة عددها 200 ألف جندي أمام أقل من ألف وخمسمائة مجاهد,وإذا بزلزال سياسي يحدث في العراق وفي المنطقة والعالم,وإذا بهؤلاء المجاهدون يزحفون على صلاح الدين وتكريت ونينوى وكركوك والأنبار وسامراء وديالى وعلى المعابر الحدودية مع سوريا والأردن,وإذا بهم على أبواب بغداد الرشيد التي قد يدخلونها في أية لحظة,وإذا بالمشروع الوثني المجوسي السبئي العلقمي الصفوي الرافضي الشيعي يتهاوى ويُصبح رماداً تذروه رياح المجاهدين وإذا بحلم إستعادة الإمبرطورية الفارسية المجوسية التي تمتد من طهران الى البحر المتوسط يصبح سرابا,فقد صرح قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال رحيمي
(المستشارالأعلى للشؤون العسكرية للمرشد الخامنئي)قبل تحريرالموصل بأسبوع أن الحدود التاريخية للإمبرطورية الفارسية تمتد من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط حيث جاء في تصريحه
(أن منطقة - شلمجة - الحدودية مع العراق لا تمثل الحدود الدفاعية لإيران،إنما حدودنا الدفاعية هي جنوب لبنان،ويشكل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من إسرائيل،العمق الإستراتيجي لإيران,واضاف نلاحظ اليوم امتداد النفوذ الإيراني حتى البحرالأبيض المتوسط للمرة الثالثة في الإمبراطورية الإيرانية، التي يعود تاريخها إلى 2500 عام وأضاف إيضاً تكتسب سوريا أهمية لإيران،لكونها جسراً للتواصل بين دول شمال أفريقيا وآسيا وبأننا سندافع عن هذه الحدود )
وإذا بالحلم بإقامة دولة اسلامية تحكم بشرع الله ومنهاجه تترأى أمام العالم حقيقة لا يُجادل فيها إلامجنون أو جاهل أو خائن مرتد أوعدو لله ورسوله والمؤمنين,فالأمة الأن تمربمرحلة تاريخية إستثنائية يحدث فيها إنقلابا تاريخياً كاملاً شاملاً على يد المجاهدين في العراق والشام.
وهاهُم كهنة النارالمراجع المجوسية الشيعية الغامضين الذين يعيشون في الزوايا المظلمة في النجف وكربلاء وفي مقدمتهم الكاهن الأكبر(السيستاني)وهو أشد الكهنة غموضاً والذي لا تعرف نبرة صوته,فهو لم يتحدث يوماً ولو أمام أتباعه يُصدرون الفتاوى بإعلان الجهاد ضد المسلمين لإنقاذ مشروعهم المجوسي الذي ينهار أمام أعينهم بإنهيارجيوشهم بالتتابع السريع أمام المجاهدين الموحدين لله رب العالمين أسود الإسلام سيوف الله المسلولة في العراق والشام,رغم أن الجهاد في دين الشيعة مُحرم في ظل غيبة إمامهم المخترع الذي غيب عقولهم وهذه المراجع نفسها هي التي أصدرت في عام 2003 عن قيام أمريكا بغزو العراق أصدرت فتوى بإستقبال القوات الأمريكية والترحيب بها وقامت أمريكا بدفع مبلغ 200 مليون دولار للكاهن السيستاني مقابل هذه الفتوى كما يذكر في مذكراته(المندوب السامي الأمريكي الذي عينته أمريكا حاكما على العراق بعد الإحتلال مباشرة وكذلك كما ذكر وزيرالدفاع الامريكي يومئذ رامسفيلد)فحقدهم على الاسلام والمسلمين دفعهم الى إصدارهذه الفتاوي لعلهم ينقذون مشروعهم وحُلمهم ولكن هيهات هيهات ونفس هذه المراجع رفضت أن تصدر فتوى بتحريم دم أهل السنة والفلسطينيين الذين يعيشون في العراق خاصة الذين إرتكبت فيهم المليشيات الشيعة أبشع المجازر والمذابح حتى أن من نجى منهم هرب ليعيش في الصحراء على الحدود مع الاردن وسوريا ومنهم من ذهب الى البرازيل .
فما يجري في العراق في هذه الأيام هو مكر رباني ومكرالله لايبور وهو المنتصر والغالب
(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) ] النمل:50-51 [
وقد يتسائل كثير من الناس بعضهم بحُسن نية وبعضهم بسوء نية من أجل التكشكيك في المجاهدين والطعن بهم وتشويههم وجل هؤلاء من العلمانيين أو من الجهلة أو من الببغاوات الذي يُرددون ما يسمعون دون أن يعقلوا ما يسمعون؟؟؟
من أين جاء هؤلاء المجاهدون؟؟
وكيف جاؤوا وكيف يُحققون هذه الإنتصارات السريعة المذهلة على على هذا المشروع؟؟
وهل من المعقول أن يكونوا لوحدهم وهم قلة في العدد والعدة؟؟
وكيف تسمح لهم امريكا بذلك؟؟
فالجواب على هذه التساؤلات هو من كتاب الله سبحانه وتعالى بالأية المحكمة التالية فتمعنوا بها جيداً لتفهموا الجواب الرباني وكأن هذه الأية نزلت لرد على هؤلاء ولتفسرما يجري في العراق الأن
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ]المائدة:54[
طبعا العلمانيون والملحدون لا يقتنعون بجواب رب العالمين في هذه الأية المباركة لأن تفكيرهم تفكير مادي بحت لا يؤمن بالغيب ولا يؤمن بأن الله قادرعلى كل شيء وبأن الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون,فهُم لا يؤمنون بأيات الله وبأن هؤلاء جنود الله وسيوفه المسلولة,وبأنهم قاموا لنصرة الدين بعقيدة صحيحة وفهم صحيح للدين فنصرهم الله.
فالمشككون منهم من قال بأنهم صناعة الأمريكان..
ومنهم من قال بأنهم صناعة ايران والمخابرات السورية..
ومنهم من قال بأنهم خوارج..
فأنا لاأدري كيف يكونوا صناعة أمريكية وايرانية وصناعة النظام السوري وخوارج وهُم قد هزموا امريكا وأذلوها ودحروها وهزموا وحطموا المشروع الصفوي المجوسي الإيراني وجعلوه هباءاً منثوراً؟؟
وكيف صناعة النظام السوري وهم قد أفقدوا النظام السوري عمقه الإستراتيجي المتمثل بالإحتلال الشيعي للعراق الذي هو بالحقيقة إحتلال ايراني وايران وشيعة العراق هم أقوى مساند للنظام النصيري في سوريا بالمال والسلاح والرجال؟؟
ولا أدري كيف هم خوارج ولم يخرجوا على دولة الإسلام ولا على شرع الله ولا يكفرون الصحابة بل يطالبوا بتحكيم شرع الله في الأرض؟؟
إن ما يجري في العراق من فتوحات وإنتصارات على يد هؤلاء المجاهدين الداعسين على رقاب الشيعة المجوس المهدمين لمشروعهم هو أمر رباني يسير في السياق الطبيعي للتغييرالرباني القادم الذي ستكون نتيجته ولادة أمتنا من جديد على يد هؤلاء المجاهدين الربانيين الذين بعثهم الله على المجوس والمرتدين.
لذلك فإننا نقول إن الأيام حُبلى وستلد كثير من المفاجأت التي ستصيب أعداء الله من كل لون ودين بالصدمة والذهول,فنصرالله قادم والتغيير قادم,فأمتنا اليوم تدخل التاريخ من جديد على يد المجاهدين من أعظم أبوابه وهو الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى,فأبشري يا أمتي يا خيرأمة أخرجت للناس,فأنت قد دخلتي مرحلة جديدة ستشهد تغيراً جذريا في الجغرافيا والديموغرافيا وإعادة رسم خريطة العالم من جديد بأيدي من بعثهم الله وأرسلهم ليكونوا قدره في الأرض فما كان من القدرلا يبطله البشر,فالمجاهدون اليوم في العراق والشام يقبضون على زمام التاريخ ويحددون إتجاه بوصلته بإتجاه عز وكرامة ومجد المسلمين وسؤددهم ونهوضهم وتحررهم من نفوذ الكافرين واستعادة وحدتهم ودولتهم التي تحكم بشرع الله . 
عناوين بعض المقالات المنشورة على شبكة الإنترنت والكثير من المواقع العربية والإقليمية والدولية التي كتبتها وكنت وأُبشرفيها بأن أمريكا وايران وشعيتها لن يستقرلهم القرار في العراق,وأُبشرهم بالهزيمة الإندحار وأن العراق سيعود موحداً لله رب العالمين :
(هل الثورة الإيرانيةإسلاميه أم مذهبيه قومية ؟ )
(الولايات المتحده الامريكيه وبداية النهايه)
((في الذكرى الثالثه لوقوع امريكا في الفخ )
(في الذكرى الرابعة لإصطياد الغول الأمريكي في العراق الله اكبر الله اكبر نحن على ابواب النصر المبين)
في الذكرى الخامسة للحملة الصليبية على العراق عصر امبراطوريةالاستكبار والشروالظلم والعدوان الامريكية الى أين !!
في الذكرى الخامسة لحرق وتدمير وتخريب حاضرة العالم الاسلامي بغداد على يد الحضارة الاأمريكية أين هو حوار الحضارات؟؟؟
(الهروب الأمريكي الكبير في الذكرى السابعة لإحتلال العراق)وها هو صبح النصر بدأ يتنفس
(الله اكبر الهروب الامريكي الكبيرمن العراق قد أنجز كما بشرنا(
اعرف عدوك؟عدونا بثلاثة رؤوس!(الصليبية العالمية واليهود وإيران الصفوية)
التحالف مع الصفويين الشيعة (ايران) لا يجوز شرعا ويُخرج من الإسلام
(المقاومة والممانعة كذبة كبرى تنطلي على من ؟؟)(أيها الكافرون,أيها الجاهلون,أيها الخائنون,أيها الصفويون أيها النصيريون)
(بين سنديان الصفويين في لبنان ومطرقتهم في العراق إستيقظ أهل السنة والجماعةعلى الحقيقة المرة)
(نحن دُعاة فطنة وحماة للعقيدة ولسنا دُعاة فتنة)(فالحذرالحذرأيها المسلمون من السبئيين الصفويين شيعة أبولؤلؤة المجوسي)(إنهم يريدون أن يهدموا دينكم)
(إنا نبشرك يا بغداد بنصر الله القريب القادم)
(أرض الرافدين بين إحتلالين والتحريرالذي يجب أن يكتمل!!)
(إحتلال العراق والاطاحه بصدام حسين لماذا ؟؟؟ !!!)
الأمريكان وغربان البين في أرض الرافدين( ضل من كانت الغربان تهديه )
(الله أكبرالشيعة يقتلون الفلسطينيين اللاجئيين في ألعراق )
(لماذاهذا الذي يجري في العراق لأهل السنه على أيدي الشيعه؟؟؟ )
كيف باع الأراجوز مقتد الصدر جيشه عصابات المهدي؟؟
هزيمة الحلف الصليبي بقيادة أمريكا والصفوي بقيادة إيران في العراق
bauodtamimi@hotmail.com 
https://www.facebook.com/profile.php?id=100005537716697
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلاميه 
الموقع الرسمي للامام المجاهد الشيخ 
اسعد بيوض التميمي رحمه الله 
www.assadtamimi.net

"الوطن" تحذف خبرًا يسخر من "نوم الأفارقة" أثناء كلمة السيسي في جلسة الاتحاد الأفريقي

وقع الموقع الإلكتروني لجريدة "الوطن" الداعمة للانقلاب العسكري في فضيحة مهنية جديدة ؛ حيث قام الموقع بحذف خبر بعنوان "أثناء كلمة السيسي.. القادة الأفارقة نائمون ويلعبون ويلتقطون "سيلفي" ،وذلك بعد نشره على الموقع بدقائق ؛ مايؤكد أن اتصالا ما من جهات سيادية فرض على الجريدة حذف الخبر سريعا خاصة وأنه كان يسخر من عدم اهتمام القادة الأفارقة بكلمة قائد الانقلاب العسكري 

وجاءت مقدمة الخبر المحذوف بموقع جريدة الوطن كالتالي "بينما كان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، اليوم، يلقي كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة الأفريقية الـ 23 المنعقد في غينيا الاستوائية، رصدت "الوطن"، بعض ممثلي الدول الإفريقية أثناء استغراقهم في النوم، فيما بدأ آخرون في اللعب بالهواتف المحمولة، والتقط آخرون صورًا تذكارية على طريقة "السيلفي".

25 يونيو 2014

خبير امريكى : الاحكام المغلظة تهدف لاجبار الاخوان علي الاستسلام



عامر عبد المنعم يكتب: حصاد المقاومة العراقية خلال 8 سنوات.. بالأرقام



بطولات سنة العراق ودحر الاحتلال الأمريكي

1- قتل 100 ألف جندي أمريكي 
2- إصابة مليون جندي في العمليات العسكرية (نصف الجيش الأمريكي)
3- إصابة 630 ألف جندي بالأمراض النفسية يثيرون الرعب في شوارع أمريكا
4- تدمير وإعطاب 600 ألف قطعة(دبابة، مدرعة، طائرة، مدفع، همفي، شاحنة)
5- مقابر للدبابات والمعدات المدمرة في 5 مناطق بالولايات المتحدة
6- نحو 12 ألف حالة انتحار سنويا بين المحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان 
7- سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور
8- هروب 40 ألف جندي أمريكي من كل أفرع الجيش إلى كندا
9- إصابة 44 ألف من الأمريكيين المدنيين المتعاقدين في العراق
العراقيون السنة لهم فضل على الأمة كلها، فهم الذين كسروا الجيش الأمريكي ومشروع بوش الصليبي لاحتلال العالم العربي، وكما أسقطت أفغانستان الاتحاد السوفيتي فإن سنة العراق أسقطوا أمريكا وحلمها الإمبراطوري.
لقد دمرت المقاومة العراقية الجيش الأمريكي وجيوش الغرب المتحالفة معه ودحروها في أكبر ملحمة في العصر الحديث، لم تأخذ حقها بسبب التعتيم الإعلامي، فهذا الشعب الذي خرج من حصار 11 عاما خاض حربا لمدة 8 سنوات ودحر الاحتلال الأمريكي وأخرج أمريكا من العراق، وهاهو الآن يواصل جهاده لطرد الاحتلال الإيراني الصفوي الذي يحتل العراق بالتحالف مع الأمريكيين الذين خرجوا.
هذه الدراسة توضح جانبا من بطولات الشعب العراقي وتكشف عن صعود الأمة في زمن ظن فيه الناس أن الباطل يحكم ويسود، وتوضح أن معارك اليوم لا تحسمها الأسلحة المتطورة وإنما تنتصر فيها القلوب التي حولها الإيمان والحق إلى فولاذ تتشظى أمامه الصواريخ الفتاكة وقذائف الطائرات المتطورة.
هذه الدراسة توضح الأسباب التي تجعل أمريكا غير قادرة على القتال مرة أخرى على الأرض، وتوسع دائرة الرؤية حتى نثق في أن أبناء الأمة أنجزوا الكثير وأن لديهم قدرات لا يستهان بها.
تؤكد الأرقام والوثائق التي تحت أيدينا أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتي الآن. لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.
ربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، وقد كانت بالفعل مفاجئة بالنسبة لي شخصيا، ولكن بعد عملية بحث دقيقة، وضعت يدي علي الكثير من المعلومات من مصادرها الأمريكية، كالبنتاجون والكونجرس وغيرها. وهالني الكم الكبير من المعلومات المتاحة والتي تستحق أن نضعها أمام أعيننا لنفهم ما يدور حولنا ولا يكون أصحاب القرار والنخب العربية والإسلامية كجن سليمان يعمل في العذاب بينما أمريكا الإمبراطورية شاخت، وشلت، وكسرت شوكتها.
ولكي نقف علي حجم التدمير الذي تعرض له الجيش الأمريكي، فإنني ركزت علي حجم الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح، والخسائر البشرية بالقتل والإصابة أثناء العمليات العسكرية، وإصابات ما بعد الحرب، والقتلي والمصابين من المتعاقدين من غير العسكريين. ولم أتعرض للتكلفة الاقتصادية إلا في حدود ضيقة لأنني أشرت إليها في مقال سابق.
أولاً: الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح
1- المعدات المدمرة والمعطوبة
- قدرت دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي في سبتمبر 2007 عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج إلي تعويض علي وجه السرعة بنحو 300 ألف معدة من كل الأنظمة الأساسية، خاصة المروحيات ودبابات أبرامز وبرادلي والمدرعات والهمفي والمدافع.[1]
وقالت الدراسة المتعلقة بعملية الإصلاح والإحلال والتجديد للمعدات المدمرة والمعطوبة التي تم استقدامها من ساحات الحرب بعنوان" Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan " أن عمليات إصلاح وتعويض هذه الأسلحة ستأخذ وقتا طويلا.
- قال الجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح مثل عربات القتال برادلي ودبابات ابرامز وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005 بلغت 20000 قطعة. وفي 2006 بلغت 33000 قطعة، و في 2007 بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح.[2]
- وفقا لمكتب الميزانية بالكونجرس عام 2006 فإن النقص في المعدات نتيجة التدمير كان كالتالي:
13 ألف من المركبات سريعة الحركة ومتعددة الأغراض (همفي)
32 ألف مركبة تكتيكية متوسطة
7,600 آلاف مركبة تكتيكية ثقيلة
- قال بيتر شوميكر رئيس أركان الجيش الأمريكي في سبتمبر 2006 أمام مجموعة متخصصة في الكونجرس أن 1500 من عربات هامفي و الدبابات ام 2 والمركبات القتالية برادلي وغيرها تنتظر الإصلاح في مركز الصيانة في "رد ريفر آرمي"، وتنتظر 500 دبابة ام 1 في مركز انيستون في الاباما. وقال إن مراكز الصيانة الخمس الكبري التابعة للجيش لا تعمل بنصف طاقتها بسبب نقص الاعتمادات.[3]
- في نهاية 2006 بدأت عملية نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة إلي مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للإصلاح. ففي مستودع " Red River "في ولاية تكساس ، حسبما ذكرت " Fort Worth Star-Telegram" ما لا يقل عن 6200 عربة همفي ودبابة ومدرعة وشاحنة وسيارات الإسعاف تنتظر الإصلاح . 
- وهناك مقبرة أخري للدبابات وعربات القتال في مستودع الجيش في أنيستون في ولاية ألاباما. وقالت المتحدثة باسم المستودع جوان غوستافسون أن المستودع سيقوم بإصلاح 1885 من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى خلال السنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر 2006. وقالت ان المستودع قام بإصلاح 1169 دبابة وآلية في 2004 وإصلاح 1035 في 2005.[4]
- كثير من المعدات الأمريكية تعطلت بسبب الإجهاد والإهلاك، والحركة، بسبب الكر والفر في أرض المحرقة، واستنفاد الطاقة والقدرة المحددة لها. ففي جلسات استماع بالكونجرس في يناير 2007 قال الجنرال تشارلز أندرسون مدير تطوير الجيش أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهوزية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها، فالدبابات تتحرك في أرض المعركة بمعدل يتجاوز خمس مرات المعدل المقرر لها، والشاحنات بما يفوق المعدل بـ 5-6 مرات، ونفس الأمر مع المدرعات الثقيلة، كما أن المروحيات استهلكت حيث تطير بمعدل يزيد 5-6 مرات عن المقرر لها.[5]
- نسبة أخرى من المعدات تعطلت بسبب ظروف التشغيل القاسية، حيث تتحرك الدبابات والمدرعات لمسافات طويلة علي الطرق الإسفلتية المعبدة التي تزيد من معدلات الاهتزازات بالنسبة للأنظمة الإلكترونية والميكانيكية مما تسبب في إهلاك هذه الأنظمة.[6]
- الظروف البيئية في العراق حاربت الجيش الأمريكي، فالمعدات التي لم تصبها العبوات الناسفة علي الطرق وقذائف المورتر في القواعد العسكرية، تعطلت بسبب عواصف الرمال والغبار التي أفسدت محركات الطائرات والأنظمة الإلكترونية والفلاتر، وأتلفت محركات الدبابات. ويصعب إصلاح ما أتلفته الرمال والغبار في الميدان ويحتاج إلي ورش تم التوسع في بنائها في الولايات المتحدة خصيصا لإنقاذ معدات الجيش.[7]
- أعلن الجيش أن كل الدبابات أبرامز وبرادلي العائدة من العراق تم إرسالها إلي المستودعات لإصلاحها بسبب الرمال التي سدت المحركات والفلاتر. ويكلف اصلاح الدبابة الواحدة وتخليصها من الرمال 800 ألف دولار، وتكلفة إصلاح البرادلي 500 ألف دولار.[8]
- مع استنزاف كل الترسانة الأمريكية وإرسالها إلي العراق وأفغانستان والمناطق المحيطة بهما في أول خمس سنوات للحرب أكد الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية عدم توفر معدات للقوات المتوجهة إلي المعركة، علاوة علي عدم توفر معدات للتدريب. [9]
2- تأثير العبوات الناسفة
لعبت العبوات الناسفة، هذا الاختراع البسيط جدا، دورا متميزا في تعجيز الجيش الأمريكي وتدمير معداته وقتل جنوده، ووقف الجيش الغازي المسلح بأحدث التقنيات حائرا لا يدري ماذا يفعل أمام هذا السلاح البدائي. لقد رصدوا الميزانيات ووضعوا الخطط ولكنها باءت كلها بالفشل.
- في دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس صدرت في 25 سبتمبر 2006 حول العبوات الناسفة في العراق فإن ما تم إنفاقه منذ 2004 إلي 2006 لتمويل محاولات يائسة لمكافحة العبوات الناسفة بلغ 6.1 مليار دولار، حيث تم تمويل عدة هيئات متخصصة في البحث عن التقانة التي تساهم في الكشف عنها بما فيها الطائرات، وعندما عجزوا قرروا تخصيص طرق مؤمنة خاصة لتحرك المعدات.[10]
- وللتدليل علي خطورة العبوات حجما وتأثيرا، ففي حادثة وقعت عام 2004 فوجيء الأمريكيون بالمركبة القتالية برادلي التي تزن 22 طنا طارت في الهواء جراء مرورها علي عبوة ناسفة واستقرت قاعدة المركبة المدرعة علي مسافة 60 ياردة (54 متراً) من مكان الانفجار.[11]
- ومع تصاعد عمليات تفجير المعدات علي الطرق تم تأسيس صندوق للإنفاق علي برامج تساعد في مواجهة العبوات الناسفة بداية من 2006 . وما خصص له حسب الأعوام كان كالتالي:
2006 تم تخصيص مبلغ 3.3 مليار دولار
2007 تم تخصيص 4.4 مليار دولار
2008 تم تخصيص 4.3 مليار دولار
2009 تم تخصيص 3.1 مليار دولار
2010 تم تخصيص 1.8 مليار دولار
2011 مع تزايد الخسائر في أفغانستان تم تخصيص 3.3 مليار دولار.[12]
3- حجم وتكلفة المعدات المدمرة والمعطوبة
وفي السطور التالية سأثبت بالأرقام من واقع الميزانيات السنوية بالكونجرس أن الجيش الأمريكي خسر معظم ترسانته العسكرية في الحرب، وأنه أنفق المليارات من الدولارات لتعويضها وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
أعدت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا للكونجرس في 2006 قالت فيه إن 20% من أسلحة ومعدات الجيش تم إرسالها في بداية الحرب إلي العراق.[13]
وقدر مكتب المحاسبة بالكونجرس قيمة المعدات في العراق وأفغانستان والمنطقة المحيطة بساحة المعارك بـ 30 مليار دولار.[14]
ويتم الحفاظ علي هذه النسبة لأسباب عسكرية، إذ توجد معادلة توازن بين تعداد القوات والألوية وبين عدد المعدات، وما يتم إعطابه أو تدميره يتم إصلاحه أو استبداله لاستعادة القدرات القتالية. وحسب الوزارة فإن عدد المعدات التي تم إرسالها إلي العراق 570 ألف قطعة وهي كالتالي:
من 15% :20 % من أسطول المروحيات موجود في العراق وأفغانستان بشكل دائم.
550 دبابة أبرامز في العراق تمثل 9% من مجموع الترسانة للجيش الأمريكي.
تم نشر أكثر من 20% من ترسانة العربة المقاتلة سترايكر.
57.400 ألف شاحنة من مجموع 300 ألف أي20%.
تم نشر 23.800 من الهمفي في البداية، ثم إرسال كل ترسانة الجيش الأمريكي فيما بعد.
ومنذ العام الأول للحرب في العراق يتم شحن ثلثي المعدات إلي الولايات المتحدة بسبب ما أصابها من تدمير وإعطاب مع عملية تبديل القوات، وتذهب القوات الجديدة بأسلحة جديدة، أي إن معظم أسلحة الجيش الأمريكي تم شحنها إلي مناطق الحرب لتذوق التدمير أو الإعطاب فتبقي هناك المدمرة وتعود المعطوبة للإصلاح. وجدير بالذكر أن تبديل و تدوير القوات كان يتم كل 12 أو 15 شهراً.[15]
وبسبب الخسائر في المعدات واتساع دائرة المواجهة مع المقاومة في البلدين تضاعف الإنفاق العسكري الأمريكي خلال العقد الماضي ففي عام 2000 أي قبل شن الحرب كان الإنفاق العسكري يمثل 2.9% من إجمالي الناتج المحلي. ارتفع إلي 4.5% في 2009، ثم إلي 4.7% في ميزانية 2010 وثبت علي 4.7% في ميزانية 2011.
قالت دراسة لـ Congressional Research Service عن تكلفة الحربين صدرت في 2 سبتمبر 2010 أن الكونجرس وافق مع حلول عام 2010 علي تخصيص 1.291 تريليون دولار منذ هجوم 11 سبتمبر لتمويل الحربين. منها 802 مليار للعمليات في العراق و 455.4 مليار للعمليات في أفغانستان، و28.6 مليار لتعزيز الأمن، و8.6 مليار للرعاية الصحية للمحاربين القدماء المصابين في الحربين.
والإنفاق العسكري وما ترتب عليه كان العامل الأساسي وراء الأزمة الاقتصادية التي ضربت أمريكا واستمرت حتى الآن وهي السبب في اقتراب الولايات المتحدة من إعلان الإفلاس الذي يتم تأجيله كل 2 شهور باتفاق بين الحزبين. لقد كتب جوزيف ستيجلتس الحاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2000 وليندا بالمز الأستاذة بجامعة هارفارد مقالا في واشنطن بوست يوم 5 سبتمبر 2010 قالا فيه أن تقديراتهم السابقة للحرب والتي وصلت إلي 3 تريليون دولار تقل عن الحقيقة بعد إضافة بنود أخري كانت غائبة وقد تزيد عن 6 تريليونات، ثم اصدرا الكتاب مرة أخرى بعد تعديل الأرقام.
المخصصات السنوية للتجديد والاستبدال
ما يهمنا هو معرفة حجم العتاد المدمر من خلال أرقام المخصصات السنوية التي أقرها الكونجرس والخاصة ببند استبدال وتجديد المعدات المدمرة والمعطوبة.
- باستعراض الميزانيات السنوية للوقوف علي القيمة المالية لاستبدال وتجديد المعدات التي خسرها الجيش الأمريكي في الحربين تبين الآتي:
في عام 2004 تم تخصيص 7.2 مليار دولار لعملية تعويض وإصلاح المعدات.
في عام 2005 تم تخصيص 18 مليار دولار.
في عام 2006 تم تخصيص 22.9 مليار دولار.
في عام 2007 تم تخصيص 45.4 مليار دولار.
في عام 2008 تم تخصيص 61.5 مليار دولار.
في 2009 تم تخصيص 32 مليار دولار.
في عام 2010 تم تخصيص 28 مليار دولار.
في عام 2011 تم تخصيص 21.4 مليار دولار.
ولوحظ زيادة كبيرة في الإنفاق خلال الأعوام 2006و2007 و2008 بسبب زيادة وصول عمليات المقاومة في العراق إلي ذروتها في تدمير المعدات العسكرية، حيث وصل المعدل اليومي لعمليات المقاومة 1300 عملية.
- وبجمع هذه المبالغ السابقة يصل إجمالي ما تم إنفاقه علي عمليات الاستبدال والإصلاح نحو 236.4 مليار دولار. فإذا كانت تكلفة المعدات في العراق وأفغانستان تساوي 30 مليار فإن هذا يعني أن الجيش الأمريكي خسر كل عتاده العسكري في العراق وفي أفغانستان وتم تجديده ثماني مرات.
- يضاف إلي ما سبق أن إجمالي التمويل الإضافي الذي طلبته وزارة الدفاع لنقل المعدات المعطوبة من الميدان إلي الولايات المتحدة بلغ 151 مليار دولار.[16]
- ولتوضيح الصورة أكثر، ففي تقرير لمكتب الميزانية بالكونجرس ولمواجهة تدمير وإعطاب المعدات تم شراء المعدات الآتية خلال الفترة من 2005 إلي 2007:
شراء 1300 مدرعة سترايكر بينما مجموع ما يملكه الجيش الأمريكي 1400
شراء 27300 همفي ومجموع ما يملكه الجيش 107700
شراء 21300 عربة تكتيكية متوسطة ومجموع الترسانة 25500
شراء 3100 شاحنة تكتيكية ثقيلة ومجموع الترسانة 14400
شراء 1000 نظام Palletized Loading والمجموع 4000
شراء 1500 Line-Haul Truks والمجموع 8900
- وفي عام 2009 قال الجيش أنه يعاني من عجز قدره 10 آلاف وحدة من الآليات من جميع الأنواع رغم أنه اشتري 21 ألف وحدة وأرسلها إلي منطقة القتال.
- في فبراير 2006 طلب الجيش 9 مليار دولار لاستبدال وإصلاح منظومات الأسلحة من الدبابات والمروحيات والمدرعات التي دمرتها الحرب. وبعدها بخمسة شهور فقط قال الجنرال بيتر شوميكر قائد أركان القوات الأميركية أن الجيش يحتاج إلي 17.1 مليار في ميزانية عام 2007 لتعويض المعدات المدمرة.[17]
- وفي أبلغ تعبير عن حجم الخسائر في المعدات، ما حدث في يوليو 2006 عندما حذر النواب الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي يحذرون من انهيار الجيش الأمريكي وأرسلوا خطابا إلي الرئيس بوش قالوا فيه إن ثلثي الألوية المقاتلة في الجيش غير مستعدة للقتال بسبب تدمير المعدات في العراق.[18]
ثانياً: الخسائر البشرية في القوات المقاتلة
1- الجنود القتلى
- وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون فان عدد القتلى العسكريين الأمريكيين حتى 8 نوفمبر 2010 بلغ 5798 قتيلا منهم 4409 قتيلا في العراق و1389 قتيلا في أفغانستان.
ولكن هذه الاحصاءات الرسمية غير صحيحة وذكرها من باب ذكر كل البيانات ليس إلا، ولهذا بحثنا عن مصادر أخرى توضح الحقيقة.
- ذكرت وزارة شئون المحاربين القدماء أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين منذ حرب الخليج وحتى 2007 بلغ 73 ألف قتيل. وقالت إن عدد المصابين في العمليات الحربية 1.6مليون مصاب. وقد قامت الوزارة بحذف هذه الإحصاءات فيما بعد لإخفاء حجم الخسارة البشرية. ولكن الإعلام الأمريكي المعارض للحرب اهتم بهذه الأرقام بالتعليق والتحليل.[19]
وإذا علمنا أن عدد الجنود القتلي في حرب الخليج رسميا (1990 – 1991) كان 383 وعدد المصابين 467 حسب إحصاءات وزارة الدفاع.[20] وإذا أضفنا لهم المصابين بما سمي مرض حرب الخليج بسبب التطعيم ضد الجمرة الخبيثة والمصابين بأمراض ما بعد الحرب، ثم بإجراء عملية طرح بين الأرقام فإن عدد العسكريين الأمريكيين القتلي بعد غزو العراق في 2003 وفي أفغانستان في 2001 يبلغ 72.617 ألف قتيل، وعدد المصابين يزيد عن مليون مصاب أي نصف قوات الجيش الأمريكي التي تم نشرها في البلدين.
2 – الجنود المصابون
2- أ – المصابون جراء العمليات القتالية
- وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون في 8 نوفمبر 2010 فإن عدد المصابين في الحربين 41,030 ألف مصاب، منهم 31,935 ألف في العراق، و9,095 آلاف في أفغانستان.
ووفقا لتقديرات موقع antiwar.com يبلغ عدد المصابين في العمليات العسكرية 100 ألف جندي وضابط أمريكي.
- عدد المصابين من المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان، الذين تلقوا علاجا علي نفقة وزارة المحاربين القدماء بلغ 600 ألف شخص.[21] وهذا الرقم يختلف عن المصابين في الخدمة الذين تلقوا العلاج في المستشفيات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع.
- عدد الجنود الذين خرجوا من الخدمة وأصيبوا بالعجز والاعاقة وتقاضوا إعانة بسبب العجز من وزارة المحاربين القدماء بلغ 500 ألف جندي وضابط مصاب.[22]
- أكد تقرير لوزارة شؤون المحاربين القدامى أن أكثر من 58 ألفا من الجنود الذين خدموا في العراق وأفغانستان فقدوا السمع تماما، وأن ما يقرب من سبعين ألفا من الجنود مصابون بطنين في الأذن يترتب عليه متاعب عصبية وفقدان السمع تدريجيا.[23]
2- ب - إصابات الدماغ
- عدد الجنود الذين أنهوا خدمتهم في العراق وفي أفغانستان وأصيبوا بالاكتئاب وضغوط ما بعد الصدمة وإصابات المخ الإرتجاجية بلغ 630 ألف جندي حتي 2007 . ذلك بناء علي دراسة لمؤسسة راند بعنوان "الجراح غير المنظورة للحرب" أو " Invisible Wounds of War" حول الإصابات غير المنظورة للجنود والتي لا تكتشفها أجهزة الأشعة رغم خطورتها، والناتجة عن تفجير المركبات علي الطرق بالعبوات الناسفة والقذائف. أكدت الدراسة أن من بين 1.64 مليون عسكري تم نشرهم في العراق وأفغانستان منذ بداية الحرب وحتي أكتوبر 2007 أصيب 300 ألف عسكري بما يسمي ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد، وأصيب 320 ألف عسكري بإصابات المخ الارتجاجية.
ويترتب علي هذه الإصابات فقدان الذاكرة والانتحار وسلوكيات عدوانية وممارسات غير طبيعية تجاه أسرهم وأطفالهم ومجتمعاتهم.
وإذا أخذنا هذه النسبة وعممناها علي عدد القوات التي تم نشرها حتي 2010 والتي بلغت 2.4 مليون عسكري أمريكي فان نسبة المصابين بأمراض الدماغ ستصل إلي 830 ألفاً تقريبا.
لقد أجريت دراسات عديدة حول إصابات الدماغ. منها واحدة بجهد مشترك بين منظمتي ProPublica and NPR وقد توصلت إلي أن إصابات الدماغ أكبر خطر يواجه المجتمع الأمريكي. حيث أنها تصيب الجنود بفقدان الذاكرة، وعدم القدرة علي قيادة السيارة والعجز عن قراءة فقرة في كتاب أو جريدة ويفقدون القدرة علي التركيز. وقالت الدراسة التي صدرت بعنوان" Brain Injuries Remain Undiagnosed in Thousands of Soldiers " أن الطابع الغالب علي هؤلاء الجنود أنهم يشكلون خطرا علي المجتمع، حيث أن كثيرين منهم يسيرون في الشوارع الأمريكية يكلمون أنفسهم، ولذلك أطلق عليهم معدو الدراسة مصطلحاً غريباً حيث أسموهم walkie talkies" ". ] 24 [
2- ج - الانتحار
من الظواهر التي لفتت الانتباه انتشار الانتحار وسط الجنود الأمريكيين أثناء الخدمة وبعد الخروج منها.
- أكدت فصلية الكونجرس Congressional Quarterly أن أفراد الجيش الأمريكي الذين انتحروا في عام 2009 زاد علي عدد الجنود الذين قتلوا نتيجة العمليات الحربية في كل من أفغانستان والعراق.[25]
- في جلسة خصصت لمناقشة الموضوع اعترف الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان أمام قادة الجيش في البنتاجون بزيادة حالات الانتحار وقال: "نحن نشهد زيادة مزعجة حقا في زيادة الانتحار ولكن لا نفهم سببها ونبذل أقصي جهد لدراستها والسيطرة عليها.[29]
- قالت السناتور باتي موراي إن عدد محاولات الانتحار للمحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان نحو 12 ألف حالة سنويا. وانتقدت موراي وزارة شئون المحاربين القدماء واتهمتها بإخفاء الأرقام الحقيقية. وقالت إن هؤلاء المرضى قنابل موقوتة تمشي في الشوارع لعقود قادمة. واعترف غوردون مانسفيلد نائب وزير شؤون المحاربين القدامى خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ وقال إن الوزارة عينت 17 ألف موظف في قطاع الصحة العقلية لمواجهة تضخم عدد المحاربين المرضي.[26]
- لم يقتصر الانتحار علي من ذهبوا إلي العراق وأفغانستان، بل امتد إلي القواعد العسكرية في الولايات المتحدة. لقد شهدت قاعدة فورت هود في وسط تكساس وهي أكبر قاعدة أمريكية في العالم ومنها يتم إرسال الجنود إلي العراق وأفغانستان انتحار 11 عسكريا خلال عام 2009 .
وهي ذات القاعدة التي شهدت قيام الضابط الأمريكي من أصل عربي نضال مالك حسن بفتح النار علي الجنود الأمريكيين وقتل 13وإصابة 31 عسكريا أمريكيا آخرين.[27]
- كشفت دراسات ميدانية ارتفاع نسب وفاة الجنود الذين حاربوا في العراق وأفغانستان نتيجة ارتكاب حوادث السيارات والدراجات النارية جراء الأمراض النفسية والاكتئاب. كمثال: قالت وزارة الصحة العامة أن أكثر من 1000 محارب من كاليفورنيا تحت سن 35 عاما قتلوا في الحوادث بسبب سلوكياتهم العدوانية وميولهم الانتحارية، خلال الفترة من 2005 إلي 2008. [28] ، وعلق السيناتور الديمقراطي بوب فيلنر رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامى في مجلس النواب بقوله إن هذه الأرقام مفزعة حقا وتهدد البلاد كلها.
وتعددت الدراسات الميدانية عن الخطر الذي يشكله الجنود المرضي نفسيا في المجتمع الأمريكي، والتركيز علي السلوكيات العدوانية للمحاربين القدماء تجاه أنفسهم وأسرهم وفي الشارع. منها دراسة لمنظمتين غير حزبيتين هما باي سيتزن و نيو أمريكا ميديا كشفت عن قنابل بشرية تسير في الشوارع الأمريكية.[29] 
هذه الظاهرة تجعلنا نتساءل: لماذا ينهار البنيان النفسي لهؤلاء الجنود ويتقوض بالهزيمة؟
ذلك لأن ممارساتهم في المدنيين، مفزعة مخالفة للفطرة الإنسانية. ونشوة النصر تقوي تماسك المرء قليلا، أما مع طول المدة ومع الهزيمة والعار فتقصم القشة ظهر البعير وينتهي التحمل وكبت التأنيب.
ولأنهم -وبشهادة حارس جوانتاناموا الذي أسلم وعقدت معه لقاءات في شتي الوسائل الإعلامية - لا يبيتون ليلهم إلا مع الأفلام الجنسية في وحداتهم، وهذا له دلالات علي هذه الأنفس الهشة العابدة للذة التي ليست صاحبة قضية، ومن ثم لا مقاومة لديها ولا صمود معنوي تفيء إليه وينهي جزعها وقلقها ويبرد ألمها ويضيء غايتها.
كما أن هؤلاء يوقعون عقودا ليست للفداء، بل من مضمونها وبمقتضاها أنهم يعملون في الجيش لكي يعيشوا ويرتزقوا، ويؤدون واجبهم لينالوا ثمرته نقدا، وهذا يدخل المرء في حيرة ومقارنة وتقييم لأدائه وممارساته بشكل يحطم راحة البال، لأن الغايات الكبرى والتفاصيل فجة ودموية وغير منصفة، والإنسان مهما كان يبقي لديه حوار بين "النجدين" الخير والشر.
2- د – إدمان تعاطي الخمور والمخدرات
- أكدت دراسة أجرتها مجلة "الطب العسكري" في 2007 سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور.[30]
- قالت دراسة للإدارة الصحية للمحاربين القدماء أجريت في 2009 أن 27 ألفا من المحاربين العائدين من العراق وأفغانستان يعالجون من الإفراط في تعاطي المخدرات، و 16,200ألفا يعالجون من إدمان الخمر حيث يترددون علي مستشفيات المحاربين القدماء. [31]
- أشار تقرير لجنة منع الانتحار التي شكلها الجيش ولجنة تعزيز الصحة والحد من المخاطر لعام 2010 إلي أن 16,997 ألف جريمة ارتكبت داخل الجيش بسبب المخدرات والكحول خلال عام 2009. وأكد التقرير أن التحقيقات في 64,022 ألف جريمة قتل داخل الجيش خلال الفترة من 2001 إلي 2009 أكدت أنها مرتبطة بالمخدرات.[32]
3 - الهروب من الخدمة
هرب آلاف الجنود من الجيش إلي كندا بسبب الرعب الذي شاهدوه أو سمعوا عنه في العراق وفي أفغانستان. في إحصاءات البنتاجون بلغ عدد الهاربين 40 ألف هارب من كل أفرع الجيش. وجاء حصر الرقم من خلال القضايا التي أقيمت علي الجنود الهاربين.[33]
وطلب هؤلاء الفارون في كندا اللجوء السياسي، وانضموا إلي المجموعات الرافضة للحرب. لكن الحكومة الكندية رفضت منحهم اللجوء بسبب تحالفها مع أمريكا في الحرب.
ثالثاً - الخسائر البشرية في المتعاقدين
- وفقا للأرقام المعلنة بلغ عدد القتلى المدنيين الأمريكيين من مقاولين ومهندسين خلال الفترة من 2001 إلي 2010 في العراق وأفغانستان نحو 2008 قتيلا، منهم 1487 في العراق، و521 في أفغانستان، يضاف إليهم 44 قتلوا في الكويت. ومصدر الأرقام وزارة العمل الأمريكية التي استقتها من واقع سجلات وزارة الدفاع بشأن عدد الأسر التي طلبت التأمين. وهناك تشكيك وانتقادات من قبل المنظمات الأمريكية تجاه الأرقام المعلنة وتأكيدات بأن العدد أكبر من ذلك بكثير.
- وفقا لدراسة متخصصة فإن عدد المصابين من الأمريكيين المتعاقدين في العراق بلغ 44152 شخصا منهم 16 ألفا إصاباتهم خطيرة، بواقع 36023 في العراق، و8129 في أفغانستان. [34]
- ومن المعروف أن وزارة الدفاع وحدها توظف 250 ألفا من هؤلاء المرتزقة في منطقة العمليات وفقا لتقرير صدر في يوليو 2010 من خدمة أبحاث الكونجرس. وبسبب هذا العدد الضخم للمتعاقدين والمرتزقة الذي يفوق عدد القوات المقاتلة بمقدار الضعف أشارت الإحصاءات إلي أن عدد القتلى منهم تفوق علي عدد القتلى العسكريين منذ بداية العام الجاري 2010. وموضوع المرتزقة وما ارتكبوه من جرائم يحتاج إلي بحث مستفيض مستقل.
- لم يصدر الجيش الأمريكي إحصاءات كاملة عن الإصابات في أفراد شركات الأمن الخاصة ولا عدد الهجمات التي تتعرض لها القوافل التي يحرسونها. تقول فيكتوريا واين التي كانت مساعدة رئيس إدارة إعادة البناء بقوات سلاح المهندسين الأمريكي "أن الجيش كان يحذف الأرقام التي كانت تكتبها. وأضافت فيكتوريا واين التي عملت في العراق عامين ونصف أنها عندما احتجت علي إخفاء أرقام القتلى والمصابين بأعداد كبيرة قيل لها أنها أخبار سيئة يفضل عدم نشرها. ووفقا لبيانات " إدارة إعادة البناء" فأن شركة "آرمور جروب" البريطانية نظمت 1184 قافلة في 2006 ، وبلغ مجموع ما ضرب منها450 قافلة معظمها بعبوات ناسفة علي الطرق بالإضافة إلي المورتر والأسلحة الخفيفة، وتعرضت قوافل الشركة إلي 293 هجوما في الشهور الأربعة الأولي من عام 2007.
ولتقريب الصورة، يمكن أن نشبه ما حدث للجيش الأمريكي في الحربين بأسلحته المتطورة كثور قوي بقرون طويلة يستطيع أن يقضي علي من يقف أمامه، وفي المقابل تعاملت المقاومة في العراق وفي أفغانستان كمصارع الثيران الرشيق، الذي يتلاعب بالثور الهائج، ويدور حوله ولا يقف أمامه، ويصوب السهم تلو الآخر بمهارة تجاه نقاط ضعفه، حتي أسقطه أرضا في النهاية وقرونه القوية التي نطح بها الجدران والبيوت لازالت فوق رأسه. 
إن قرون الثور القوية الفتاكة لازالت موجودة ولكنها فوق رأس جسد راقد علي الأرض ينزف الدم ولا يريد أن يعترف أنه لن يستعيد عافيته مرة أخرى. قد يحاول إثبات أنه لازال حيا، قد يستخدم الطائرات بدون طيار وهي لا تحسم معارك، لكنه لن يستطيع القتال على الأرض مرة أخرى، فالسكين قد قطعت الوتين.
لم يعد أمام أمريكا إلا أن تتعايش مع الواقع الجديد وتحترم السنة وتعي أن تحالفها مع المشروع الإيراني الصفوي ضد السنة لن يجلب لها غير الخسارة.
---------------------- 
الهوامش
[1] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf
[2] http://www.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=2895
[3] http://www.slate.com/id/2150337
[4] http://www.commondreams.org/headlines06/1206-05.htm
[5] http://www.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=2895
[6] http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/IB07Ak01.html
[7] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf
[8] Institute of Land Warfare, Resetting the Force: The Equipment Challenge (Arlington, Va.: Association of the United States Army, October 2005).
[9] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf
[10] Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan
[11] Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan
[12] www.fas.org/sgp/crs/natsec/RL33110.pdf
[13] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf
[14] CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army’s Reset Program
[15] CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army’s Reset Program
[16] www.fas.org/sgp/crs/natsec/RL33110.pdf
[17] http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/IB07Ak01.html
[18] http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/IB07Ak01.html
[19] http://www.informationclearinghouse.info/article18878.htm
[20] http://siadapp.dmdc.osd.mil/personnel/CASUALTY/WCPRINCIPAL.pdf
[21] http://www.military.com/news/article/iraq-afghan-wars-could-top-4-trillion.htm
[22] http://www.military.com/news/article/iraq-afghan-wars-could-top-4-trillion.html
[23] http://www.newyorker.com/reporting/2009/02/09/090209fa_fact_groopman?currentPage=3
[24] http://www.propublica.org/article/brain-injuries-remain-undiagnosed-in-thousands-of-soldiers
[25] http://www.congress.org/news/2009/11/25/rising_military_suicides
[26] http://seattletimes.nwsource.com/html/iraq/2004369907_vets24.html
[27] http://www.msnbc.msn.com/id/39408050/ns/us_news-life/#
[28] http://www.baycitizen.org/veterans/story/after-service-veteran-deaths-surge/
[29] http://www.nytimes.com/2010/10/17/us/17bcvets.html?_r=2
[30] C. Erbes, J. Westermeyer, B. Engdahl andE. Johnsen, ”Post-traumatic stress disorder and service utilization in a sample of service members from Iraq and Afghanistan,” Military Medicine 172 (2007)
[31] www.medicalcriteria.com/criteria/dsm_alcoholdep.htm
[32] Department of the Army, Health Promotion/Risk Reduction/Suicide Prevention 2010 Report
[33] http://www.truth-out.org/article/40000-us-troops-have-deserted-since-2000
[34] http://www.pscouncil.org/Content/NavigationMenu/Publications/ServiceContractorMagazine/SC_SEPT2010_Web.pdf
اقرأ:
* العراق: تقدير موقف
* على إيران أن تعي الدرس:

الربيع المصري بعيون اسرائيلية ..فيلم يوثق دور تل أبيب في تدبيرالانقلاب

"الربيع المصري بعيون إسرائيلية" فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة مباشر مصر، وكشف، على لسان محللين صهاينة، أن "عبدالفتاح السيسي" هو من اختارته تل أبيب للتواصل معها في عهد الرئيس "محمد مرسي"، وأن الربيع العربي أصابهم بالرعب، خاصة ثورة مصر، التي لم يتوقعوها. كما وثق الفيلم اختراق الكيان الصهيوني لدول عربية وإشعال فتن الأقليات فيها. وأن مفهوم "مصر ليست تونس" صيغ أولا في تل أبيب قبل أن يتردد في القاهرة، وأخطر ما ورد في الفيلم هو زعم يتسحاق ليفانون، أن الديمقراطية تتناقض مع الإسلام، لأن الله عند المسلمين واحد، بينما الديمقراطية تعني التوافق على التعدد، وهو المفهوم نفسه الذي تبناه إعلام الثورة المضادة، على الأقل فيما يخص تعريفه للتوافق، ورددته قيادات الانقلاب وجبهة الإنقاذ، ما يجعلنا ندرك أن تل أبيب كانت "بيت الخبرة" الذي صاغ مفاهيم الثورة المضادة ومررها للانقلابيين.يتناول فيلم "الربيع المصري بعيون إسرائيلية " وقائع ثورة يناير والأحداث التي أعقبتها حتى الانقلاب العسكري ورد الفعل الإسرائيلي عليها، من خلال شهادات محللين ومسؤولين سابقين في تل أبيب، هم: جاك نيرياح، رئيس الاستخبارات العسكرية، وإيران زنجر، صحفي على صلة بالأزمة المصرية كما عرف نفسه، ويتسحاق ليفانون، سفير الكيان الصهيوني إلى مصر إبان ثورة يناير، وزافي مازيل، سفير سابق إلى مصر.
يبدأ الفيلم برؤية للعلاقة بين القاهرة وتل أبيب في ظل معاهدة السلام، حيث يقول ليفانون: لم أكن سعيدا بالوضع القائم، تم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في العام 1979. كانت لدينا توقعات كبيرة، وأردنا أن نرى علاقة عميقة حقيقية.
ويقول زافي مازيل: العلاقة بين مصر وإسرائيل في عهد مبارك كانت جيدة جدا، ولكن في إطار ما نسميه السلام البارد.
ويعترف جاك نيرياح بدور الكيان الصهيوني في اللعب بورقة الأقليات وتأليبها، وإثارة الفتن في المجتمعات العربية، حيث يقول: عندما نشأت إسرائيل في العام 1948 كانت محاطة بدول عربية تكن لها العداء، وهي نظرت فيما يتعدى تلك الدول (أي اخترقت بنية الدولة وصولا إلى مكوناتها) لكي تمد علاقاتها الاستراتيجية (أي: مع الأقليات).
ويؤكد نيرياح استغلال تل أبيب للنعرات العرقية (والطائفية بعد خلط لأوراق ومعاملة الطوائف معاملة الأعراق) حيث يقول: لم نعتقد أن السلام كان ممكنا مع الدول العربية، لذلك في السبعينيات من القرن الماضي، وبفضل العلاقات مع العرقيات في الشرق الأوسط، كالأكراد في العراق والمسيحيين في لبنان (هنا الخلط واضح فالمسيحية دين وليست عرقا) هذا دفعنا في حقيقة الأمر إلى الحرب، حرب العام 1982 في لبنان.
وعن حقيقة الصدمة التي انتابت دوائر صنع القرار (الإسرائيلي) من اندلاع ثورة 25 من يناير، وهم الذين كانوا يرون في نظام مبارك نظاما قويا يصعب سقوطه، يقول نيرياح: رئيس الاستخبارات كان في الكنيست، وأيضا في لجنة الشؤون الخارجية، وقال إنه لا يعتقد أن ما حصل في تونس ستكون له تداعيات في الدول العربية الأخرى. مصر طبعا مختلفة، فمن السهولة بمكان الإمساك بزمام الأمور في مصر (لاحظ أن هذا هو بالضبط ما رددته دوائر القرار والأمن والإعلام في مصر، ومن هنا نعرف أن عبارة "مصر ليست تونس" صيغت أولا في تل أبيب قبل أن يتم تداولها في القاهرة) ويستدرك نيرياح: لكن ذلك (أي الثورة) شكل صفعة لنا. فهمت أن ما حدث في تونس قد يحدث في مصر، لأن النظام في تلك الفترة كان نظاما ممقوتا، مكروها من قبل الطبقة الوسطى، التي اندفعت إلى الشوارع، وأشعلت فتيل الثورة.
وعن مفاجأة الثورة يقول الصحفي إيران زنجر: أعتقد أنك لن تجد أي شخص في (إسرائيل) لن تجد صحفيا ولا خبيرا في شؤون الشرق الأوسط يقول لك إنه تنبأ بما حصل. وعندما شئل رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، الجنرال جابي أشكينازي، كيف لم تتنبأ بالربيع العربي؟ قال لهم: ماذا عساكم تريدون مني؟ إن رئيس هيئة الأركان المصرية نفسه لم يتنبأ بما حدث (والسؤال: كيف عرف رئيس الأركان الصهيوني أن نظيره المصري لم يتوقع الثورة؟ أليس من الجائز أنه توقع لكن أحدا لم يأخذ بتوقعه؟ ما مصدر ثقة رئيس الأركان الصهيوني الشديدة في دقة معلوماته؟)
ويقول يتسحاق ليفانون: الانطباع الذي كان راسخا لدينا، وهو انطباعي الشخصي، كان كالتالي: نظام صلب، ورئيس قوي، ومصر قوية، وجهاز أمن صلب، لم يعتقد أي منا أن الشعب يمكن أن يسقط النظام.
ويتساءل زافي مازيل2كيف غفلنا عن هذا؟ أكثر الناس في الإعلام اعتقدوا أن الأمور التي حدثت في مصر كانت أكثر ضبابية، ولم يستطع احد أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأمور.
ويقول ليفانون: الأمر حدث في 25 من يناير 2011 كما تعرفون، وكان ذلك اليوم يوم الشرطة، وكانت عطلة، والجميع لم يذهب إلى العمل في ذلك اليوم، ولكن ما رأيناه في تلك الأمسية، عندما رأيت الضحايا والجرحى وما شابه ذلك، بدأت أتفهم أننا نواجه، ربما، بعض التطورات الاستثنائية في مصر (لاحظ قوله "أننا" كأنه من مصر أو مرتبط بها ارتباطا عضويا).
وفي السياق نفسه يقول مازيل: عندما بدأت الأمور في يناير 2011 لم يكن أحد مستعدا ولا يتوقع أن الأمر سيستغرق أسابيع لإسقاط مبارك.
يعرج الفيلم بعد ذلك على أحداث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهي المظاهرات التي اعتبرتها إسرائيل هزة رمزية عنيفة للعلاقات القائمة على معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب.
ويعترف ضيوف الفيلم بخوف انتاب حكومة (إسرائيل) مع بزوغ نجم الإخوان المسلمين سياسيا، فهم الذين حاربوا اليهود من قبل، ويسعون ضمن مساعيهم لإقامة خلافة إسلامية.
وهي المخاوف التي زادت بعد وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى السلطة، وتعززت بعد رفض الأخير إجراء أي اتصالات معهم.
على عكس ذلك تنظر ثمة حالة من الارتياح داخل الأوساط الإسرائيلية لوصول السيسي على رأس السلطة، فهو حسب رأي المحللين الصهاينة لا يتخذ من إسرائيل عدوا. ويرى أن مشكلة بلاده والمنطقة تتمثل في وجود في الإخوان المسلمين، باعتبارهم خطرا ينبغي الحرب عليه.
ويقول جاك نرياح: طوال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، كان الاتصال مع الجيش فقط، وكان وزير الدفاع آنذاك، عبد الفتاح السيسي هو المسؤول عن التواصل مع (إسرائيل)
وينتهي الفيلم الوثائقي الذي يمتد لأكثر من ثلاثين دقيقة، بحديث الصهاينة عن صعوبة وصول مصر، وغيرها من الدول العربية، إلى الديمقراطية وفق المفهوم الغربي للكلمة، وأنها إن تحققت، فلن يكون هذا قريبا.
حيث يقول زافي مازيل: الديمقراطية تريدها الشعوب ولكن في الوقت الحالي تعاق بالسبب الديني والتقليدي. والمدينة الفاضلة لا يمكن أن تتحقق لأنك لا يمكن أن تغير خلال أشهر، ولا أسابيع ولا سنوات، الإسلام ولا التقاليد العربية. الإسلام نفسه مناوئ للديمقراطية.
وبعبارة أكثر وضوحا يقول ليفانون: نحن نريد أن نناقش الأمر بطريقه عميقة: الاسلام على سبيل المثال هو دين التوحيد وحدانية الله , الديمقراطية تؤمن بالتعددية، هذا يعني أنه لا يتعين وجود مصدر وحيد، يجب أن تكون هناك مصادر مختلفة يمكن أن تتواءم وتتوافق.

24 يونيو 2014

سياسة بوتفليقة الجزائر بها غارقة بقلم : ذ.مصطفى منيغ

إن كان مريضا تمنينا له الشفاء ، وإن ظل لِحَقِّ وطننا معارضا فنحن على أرضنا بسهولها وهضابها وجبالها والصحراء ، وهو"يهترف" من داخل مكتبه الرئاسي أو من فوق ما يُنتسب للجزائر من بيداء، ولا شيء يغنمه غير أطلال من "للامغنية" يصبغها بما تذرف تماسيحه السياسية من بكاء، و بعض من "حتى" قسنطينة المضافة ل "إنَّ" وهران الموصولة بغرداية المغدورة بتندوف النائية عن تلمسان إذ المساحة غدت مجرد فسيفساء، غير قابلة للترابط بأي نماء ، مادام النظام ذاته تجاوز عمره الافتراضي فتمسك للتمويه ملتمسا البقاء، وإن أدرك في قرارة نفسه أنه لزوال يزحف ولن ينفع علته أي دواء .
المغرب أقوى مما كان ، مهيأ بالرجال والعتاد من زمان،غير عابئ بالمعتاد من مناورات الأعداء وشطحات أذرع أخطبوط اصطناعي مخبأ في أعماق وديان ، إذ لا شيء ببعيد عن العيان ، أو أقرب دون اتخاذ الحيطة بمفهوم المعلومة الصحيحة قبل شجاعة الشجعان .
الجزائر الرسمية بحكومتها الحالية المساقة من لدن رئيس مريض لا يقوى حتى على النطق ،غدت كالمشطاء مدعوة للرقص على إيقاع "العلاوي" القديم المعتمد على "الحساب" المُؤَدّى بشروط تفرضها الحيوية ورشاقة الشباب . تحاول فلا تُقابَلُ إلا بالسخرية المنبعثة من ذاتها المصطدمة مع ذاتها بالمطلق .
مرة وقد دعاني صديقي الحميم ، تيسير عقلة، السوري الجنسية ، المُعَيَّنُ رئيس جوق الإذاعة والتلفزيون الجزائري قبل 1975 وبعدها بشهور قليلة ، لنقوم بزيارة للفنان الراحل "العنقة" فنسهر حيث يشتغل في ملهى كائن ب"الجميلة" "لامدراك" سابقا، وهو منتجع جميل يطل على بحر الظلمات (الأبيض المتوسط). فعلتُ ذلك عن طيب خاطر، فالفنان "العنقة" اعتبرته آنفا قاموس النغم الجزائري الأصيل . انتظرت حتى انتهى من وصلته الغنائية لأسأله فيجيب: أخشى يا أستاذ منيغ أن يتبدد الشدو ويُفسح المجال لزقزقة العصافير الخشبية التي قد تنأى بالرنة الجزائرية قصد استبدالها بالآهة في حناجر المتطفلين على الغناء ، بعدها انشغلنا عن الموضوع بأكل السمك المشوي في عين المكان المصطاد من برهة وجيزة ، ليسألني الفنان الكبير تيسير عقلة : ما رأيك أخي مصطفى في مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية؟ ، فأرُدُّ عليه بالحرف الواحد: بعد الهواري بومدين لا أحد يجرؤ على وضع قاعدة صلبة متواصلة تضمن التقارب السياسي وبخاصة في النقط الحساسة المصيرية بين البلدين المتجاورين،وإن انبرى مَنْ يعمل على تحقيق ذلك كان مصيره الذبح أو الإبعاد ، لقد تيقنتُ أن الأمر مبني على تحضيرات متجددة قابلة للتحيين تتخللها انفراجات مؤقتة تصطنعها ظروف تطول أو تقتصر على مجاملات وبعدها يسود الانغلاق واللاتفاهم والاندماج الكلي مع التوتر .
بوتفليقة تلميذ مطيع للهواري بومدين كان ، ربما بنهايته تنتهي القاعدة المُبَيّنة بإيجاز شديد كما سبق ، فتصبح السياسة الجزائرية اتجاه المغرب خاصة مدخلا لرسم معالم تضع التفاؤل فوق قاطرة الأخوة المفروض أن تسود الدولتين فتنتهي "تندوف" لفض الاشتباك القائم بينها وجماعة البوليساريو ليرجعوا آخر المطاف لوطنهم وعاصمته الرباط .
* مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العامة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539
assiasialarabi@gmail.com