30 نوفمبر 2019

سيد أمين يكتب: العراق.. فخ امريكي لايران



يبدو أن ايران سقطت في الفخ الذي رسمته لها أمريكا قي العراق بعد أن احتلته عام 2003 ، حينما أشركتها واشنطن النفوذ في هذا البلد الثري الذي ناصبهما العداء لعقود، مقابل وقف دعوتها للشيعة العراقيين للانخراط في المقاومة العراقية التابعة لنظام صدام حسين ، أو حتى عدم مساندة المقاومة التي ابداها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف أنذاك.
الفخ الذي سقطت فيه ايران هو أنه بدلا من أن تستثمر نفوذها الدينى والسياسي وحتى العسكري للمساهمة في صناعة دولة حضارية متسامحة مرفهة تكون عنوانا مشرفا لإيران ولأصدقائها في العراق، تماهت أو حتى اكتفت بالصمت عن تحويل العراق إلى مقتلة طائفية كبيرة ، تؤلب صراع المذاهب في الوطن العربي بأكمله وهو ما خصم منها رصيدا كبيرا كان يكنه لها كثير من العرب السنة بصفتها أحد ركائز محور المقاومة ضد النفوذ الصهيو امريكي، فخسرت أصدقاء كثر في الوطن العربي اعتقدوا أن مصدر داء العراق ليس الغزو الامريكي وويلاته فقط بل النفوذ الايراني فيه.
مؤشرات موجعة
وكذلك لم تعمل ايران – عبر نفوذها- على مكافحة الفساد في هذا البلد الذي جعله كأحد أغنى بلدان العالم نفطيا يعيش أزمة في الكهرباء يخرج الناس للتظاهر ضد انقطاعها المستمر في الصيف، وهو ما لم يكن يحدث حتى في ظل الحرب العراقية الايرانية أو الحصار الغربي الذي فرضع لى هذا البلد بعد ذلك ، فضلا عن تصدره كل قوائم العالم في مؤشرات الفقر والفوضي والقهر والبؤس والبطالة والجوع والمرض والفساد والجهل والاقصاء، وصار مضربا للأمثال السيئة لدى بلدان عربية – كمصر مثلا – التي كان يتطلع شعبها ذات يوم لأن يعيش رفاهية شقيقة في بغداد، وذلك بعد أن كان يتصدر قوائم الرفاهية والرعاية الصحية ومكافحة الفساد والتعليم والقوة العسكرية وغيرها في زمن صدام حسين.
كل ذلك جعل الكثير من العراقيين يحنون لزمن صدام حسين حتى من قبل أشد الكارهين له ويتذكرون عهده بكل حب وامتنان.
النفوذ الروحي
بالقطع ساهمت امريكا في تعميق كل المسالب التي يعيشها العراق بعد 2003 بهدف دفع العراقيين للثورة على النفوذ الايراني وتجريدها من نفوذها الروحي في نفوس الطائفة الشيعية من جهة ومناصبة السنة العداء لها بسبب الاعدامات والاغتيالات وقوانين المحاصصة والاقصاء التي بدأت بقوانين “اجتثاث البعث” وغيرها.
كل تلك الفخاخ الامريكية أتت ثماره فأنجبت الحراك الذي يشهده العراق حاليا حيث أن المدن ذات الاغلبية الشيعية هى من بدأت بالحراك وهى الأكثر اشتعالا، بل أن المتظاهرين اقتحموا القنصلية الايرانية في أكثر مدن العراق قداسة دينية للطائفة الشيعية ورفعوا عليها العلم العراقي عليها لساعات، وحاولوا تغيير اسم شارع يسمى باسم المرجع الاعلى للثورة الاسلامية في ايران “الخوميني” إلى اسم شارع الشهداء ، وما في ذلك من دلالات قوية.
تساؤلات ملحة
بلا أدني شك أن الحراك الشعبي في بلدان الهلال الشيعي “العراق ولبنان ومن قبله السوري الذي انضم بالولاء السياسي وليس بعدد السكان” له ما يبرره ، وأنه تفجر بنوازع شعبية خالصة، وأن محاولات البعض وصمه بالممول هى محض افتراء ، ولكن ومع ذلك تبقى تساؤلات مهمة حول تزامن تفجر الحراك في العراق ولبنان ، وحول اهتمام دول داعمة على طول الخط للثورة المضادة كالسعودية والامارات والبحرين ومصر للحراك في هذين البلدين – ومن قبلهما السوري قبل أن تكشف عن زيف نواياها مؤخرا – وقيام وسائل اعلامهم بفرد مساحات اعلامية كبيرة لتغطيته ، وهو ما يوجب على المتظاهرين توخي الحذر في أن يتم توجيههم إلى وجهات تفيد مصالح تلك الدول في صراع المحاورفي المنطقة العربية، وهو ما يتعارض بالتأكيد مع مصالح الثورة التي ينشدونها.
وأيضا هناك تساؤلات حول السر الذي دفع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للتأكيد قبل تفجر الحراك بأيام “أن العراق لن يدخل في سياسة المحاور الدولية”، وهل يعد ذلك ارضاء لأمريكا على حساب ايران؟ ، أم أنه فقط ذرا للرماد في عيون الحساد؟ ، أم أنه كان تمهيدا لما هو أت؟.
ظهور البعث
وما دلالة لقاء أجرته قناة RT الروسية مايو الماضي مع قيادي بعثي عراقي يكنى ابو الحسن طالب فيه عزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأمين عام القيادة القطرية لحزب البعث العراقي بالتنحي لشباب الحزب والتصالح مع ايران وحزب الله لخوض غمار حرب التحرير ضد النفوذ الامريكي ، وموضحا في الوقت ذاته بأن صدام حسين تصالح مع ايران قبل سقوط حكمه بايام وجرى تبادل زيارات بين بغداد وطهران سرية وعلنية قبل وأثناء العدوان الامريكي عام 2003 ، ومذكرا بأن من غزا العراق ليست ايران ، ولكن امريكا وحلفائها ، وأن ايران وجدت امرا واقعا تعاملت معه.
يطرح اللقاء تساؤلات حول مغزى هذا الظهور، وهل هو لخطة فعلا كانت طهران تخطط لها باعادة البعث العراقي للعمل ؟، أم ان اللقاء كان استباقا لخطة امريكية في نفس هذا السياق؟.
……
العرب يتضامنون بشدة مع شعب العراق الذي ذاق الويلات في العقدين الاخيرين ويتمنون له ان ينال حريته دون أن يقع فريسة مجددا للمؤامرات الدولية وصراعات المحاور.

29 نوفمبر 2019

علياء نصر تكتب: لماذا يعجز الرجل عن فهم المرأة ؟

حقيقة أقرها العالم أجمع، وهي عجز الرجل عن تفهم ما يصدر من المرأة من سلوكيات وأفعال، موضوع تعرض له الكثيرون عالميا،حتي أن أحد المؤلفات التي تعرضت لهذا الموضوع وهو كتاب(الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) لكاتبه (جوي جراي)، كان من المؤلفات الأكثر مبيعا وانتشارا في العالم،للإقبال الشديد علي محاولة فهم هذه الظاهرة.
ولنعد للسؤال المربك ،.. لماذا يعجز الرجل عن فهم المرأة ..
لنقل ببساطة أن إمكانات الرجل وطاقاته وسيكولولجيتة ودوافعه لا أقول

28 نوفمبر 2019

سيد امين يكتب: وصفة سحرية وراء إقلاعي عن التدخين!

وبالطبع لم يكن أمامي سوى التجريب، وجربتها، وكانت المفاجأة على عكس ما توقعت حيث نجحت التجربة وأقلعت عن التدخين بمنتهى السهولة، واستمر الحال هكذا لمدة عام كامل حتى هذا اليوم الذي قبلت فيه تدخين سيجارة قدمها لي صديق قديم، فوجدتني أدخن سيجارة كل من يقدمها لي في هذا اليوم، حتى قمت بشراء علبة السجائر وبعد ذلك عدت مدخنا شرها أكثر مما كنت. 

15 نوفمبر 2019

هكذا اغتصب الامريكان العالمة المسلمة عافية صديقي

تناوبوا على اغتصابها حتى حملت فاجهضوا حملها ثم قاموا بتمزيق صفحات القران ووضعه على الارض واجبروها أن تمشي علي القران وهي تنزف دما فاختلط الدم بصفحات القران الممزقه إنها الدكتوره عافية الصديقي
* عافية هي عالمة أعصاب باكستانية في العقد الثالث من العمر ،اختطفتها الاجهزة الامنية الامريكية
ولدت صديقي في كراتشي، لأب جراح أعصاب، وأم ذات مكانة مرموقة في الأوساط الدينية والسياسية في البلاد، ما أهلها لتكون عضوا في البرلمان الباكستاني، كما أن شقيقتها طبيبة أعصاب أيضاً، وتخرجت في جامعة «جونز هوبكنز»، وتدربت في جامعة «هارفارد» الأمريكية، قبل عودتها إلى باكستان.
وفي تسعينيات القرن الماضي ذهبت عافية إلى الولايات المتحدة للدراسة، والتحقت بجامعة «نيو إنجلاند»، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة «برانديز» عام 2001، وتدربت بعدها في معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا، وهو أحد المعاهد المرموقة في العالم، وتزوجت من طبيب تخدير باكستاني، وأنجبت 3 أبناء.
وفي مايو 2002 عادت عافية وأسرتها إلى باكستان، لتنفصل عن زوجها، بعد 3 أشهر، وفي يوم رأس السنة الميلادية عام 2002، لديها 144 شهادة فخرية وشهادات في دراسة الجهاز العصبي مِنْ المعاهدِ المختلفةِ مِنْ العالمِ ، وهى طبيب الأعصاب الوحيد في العالم الحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد لا يوجد حتى في أمريكا من بمثل مؤهلاتهاكانت د. عافية تعمل على برنامج مبتكر يعمل على حماية الجسم البشرى من الأسلحة البيولوجية وهو ما يضرب امريكا فى مقتل حيث انفقت مليارات على تطوير هذه الأسلحة وعرضت عليها المخابرات الأمريكية مساعدتها فى إنهاء ابحاثها وشراء ما انجزته بمبلغ كبير إلا أنها رفضت ..وقالت انها لم تستكمل البحث .
فما كان منهم إلا أن اختطفوها بمساعدة المخابرات الباكستانية في اخر مارس 2003 مع أولادها الثلاثة واتهموها ظلما وزورا أن لها علاقة بتنظيم القاعدة وما زالت مسجونة حتى اليوم.
درست طب الأعصاب في "معهد ماسشوستس للتكنولوجيا" (من أكبر جامعات أمريكا).. وأمها وشقيقتها وزوجها كلهم أطباء ، وأم لثلاثة أطفال بقوا برعايتها بعد انفصالها عن زوجها..الذى قيل أنه هو من سرب خبر أبحاثها للامريكان..
اختطفت واعتقلت مع الرجال في (سجن باجرام) الأفغاني - الأمريكي "السيئ الصيت".. عاشت فيه حياة بائسة ، فالحراس يتسلون بتعذيبها وهى المرأة الوحيدة فى سجن الرجال وكانت زنزانتها مفتوحة للحراس ولمجرمى السجن لاغتصابها أمام بصر وسمع نظرائها من المعتقلين حيث كان صراخها يرتفع كل ليلة.

صرحت الصحفية البريطانية إيفون ردلي أن "عافية" تعرضت خلال وجودها في السجن لأنواع شتى من التعذيب تفوق قدرة أقوى الرجال على تحمله. أما عن وحشية المعاملة فدلالتها أنها حين ظهرت لأول مرة في إحدى محاكم نيويورك لتحاكم على تلك الاتهامات الملفقة الغريبة قبل أشهر معدودة.. كانت لا تستطيع الوقوف.. تستند إلى آخرين أثناء الوقوف والمشي.. وتبدو هزيلة وضعيفة.. والدم ينزف منها ، وآثار التعذيب بادية عليها.
ومن بعض ما وثق من مشاهد تعذيبها أنهم مزقوا المصحف الشريف وألقوا به فى ممر السجن واجبروها ان تمشى فوقه وهى تنزف حتى يرى نزلاء السجن كتاب الله ملوثا بدماءها ولا احد يعلم ما تلاقيه فى سجن من اسوأ السجون سمعة حتى أن البعض يسميه CarsHell بدلاً من كارسويل ..
فما الخطر الذى تشكله هذه الأسيرة بعد ان فقدت ذاكرتها بسبب ما تعرضت له من اهوال العذاب الجسدى والنفسي والإغتصاب المتكرر ؟
قالت أمها انها كلمت ابنتها عافية هاتفيا في شهر رمضان الماضي فأخبرتها أنها ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما في منامها ورؤية الرسول حق فأخبرتها ان الرسول أخذ بها الى السيدة عائشة بنت الصديق وقال لها التقي بابنتنا .




24 أكتوبر 2019

زهير كمال يكتب: الانتفاضة اللبنانية وحسابات الحقل والبيدر

انتفض الشعب اللبناني بعد أن بلغ السيل الزبى كما يقال، فالحكومة اللبنانية القاصرة والتي يعوزها الخيال في كيفية معالجة المشاكل الناتجة عن عجز المديونية الضخمة لا تجد سوى جيب المواطن الفقير تغرف منه كما تشاء، ففي عرف الطبقة البرجوازية الفاسدة أن الشعب هو الحلقة الأضعف في لبنان.
وقد كان كذلك فعلاً حتى 17 اكتوبر 2009. فهو منقسم الى عدة طوائف يتناحر زعماؤها فيما بينهم، والمفترض أن تناحرهم هو لمصلحة طوائفهم، ولكن

17 أكتوبر 2019

زهير كمال يكتب:: الطبيب قيس سعيد والحلواني نبيل القروي

قال سقراط لصديقه كاليكلس: لا ينتخب الناس الطبيب كحاكم لهم بل صانع الحلويات.
صدق سقراط . فعبر التاريخ انتخب الناس صانع الحلويات الذي يتحلى بكاريزما قوية كحاكم لهم، ولم يعيروا الانتباه للطبيب الممل ولا لصفاء نيته وقدرته وذكائه، فما كان ليصل إلى ما وصل اليه سوى بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب.
ومن سخرية القدر أن الذي ينتخب الطبيب هم

11 أكتوبر 2019

سيد أمين يكتب: وجهة نظر أخرى حول حرب أكتوبر




ونحن نعيش أجواء انتصارات الماضي في جو من انتكاسات الحاضر، لم يعد خافيا على أحد أن ما تحقق من انتصارات في تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بسواعد الأبطال من جنود وضباط وجبهة شعبية عربية واسعة ومتلاحمة امتدت من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، تحول بقدرة يد مقتدرة إلى

سيد أمين يكتب : تطبيقات عربية حول نظرية البصق في الطعام


أحيانا تعبر سلوكيات بسطاء الناس عن معانٍ ومدلولات عميقة ربما لا نصدق أنها هى ذاتها تطبق في أدق نظريات الادارة السياسية الرائجة في العالم، من تلك السلوكيات لجوء بعضهم لـ "البصق في الطعام" حينما يكون في حالة منافسة حامية مع أخرين للانفراد به، مدركا أنه بهذا التصرف المقزز
سيكسب المعركة بشكل نهائي وبأقل جهد ويخلو له الطعام بلا منازع.
كان يفعلها أيضا الشباب في أوائل القرن الفائت حينما كانوا يقومون ببتر أطرافهم لصناعة عاهة مستديمة تحول دون تجنيدهم إجباريا لخدمة الانجليز في الحربين العالميتين.
هذا السلوك -وبصورة مغايرة - سبقهم إليه العبد الصالح في السفينة التي خرقها كي يعيبها، مع فارق جوهري هو أنه خرقها لحمايتها وإبقائها لأصحابها المساكين بدلا من أن يستولى عليها الملك الظالم، وليس لكي يستولي هو عليها.

ترمب والسعودية
لكن بقليل من التمعن ستجد أن هذا السلوك يفعله الكثيرون من قادة وسياسيي العالم أيضا، ففي مواجهة المتأففين من سياساته سواء من داخل حزبه الجمهوري أو من المعارضين الديمقراطيين ، لجأ الرئيس الامريكي دونالد ترمب لاتباع تلك السياسة حينما حول عمليات استنزاف أموال بعض دول الخليج العربي لا سيما المملكة العربية السعودية من عملية روتينية تجري منذ عقود في سرية ويستفيد منها أي حاكم أمريكي سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا مقابل الصمت عن استبدادها وانتهاكاتها لحقوق الانسان ، إلى عملية علنية لا يصح بعد افشائها الابقاء عليها إلا في وجوده، وإذا اختفى فإنه لا يصح لمن يأتي بعده من دعاة الديمقراطية الابقاء على رموز تلك النظم في الشرق الأوسط مع المحافظة على تلك الشعارات التي يرددها ، خاصة مع قوله أنها لا تستطيع أن تحافظ على وجود حكمها لمدة أسبوع واحد دون الدعم الأمريكي، ما يعني أن بقاء هذه الكراسي هو قرار أمريكي خالص، خاصة أنها هى من تقمع الناس وتقطع أوصال من يختلف معها في الحرم الدبلوماسي الخاص بسفاراتها كما فعلت مع خاشقجي.
ترمب قصد بذلك وضع من يأتي بعده بين خيارين، إما فقدان هذه الرافد الهائل من الأموال والانتصار للقيم الامريكية المعلنة الداعمة لحقوق الانسان، وهو خيار صعب، أو أن يسلك ذات المسلك ويلقي بالشعارات التي يتم تسويقها للناس في سلة القمامة، وهو المرجح.
ذات الطريقة استطاعت بها الولايات المتحدة الايقاع بالاتحاد السوفيتي، حينما استطاعت تجنيد قيادات في الدولة الشيوعية كجواسيس ليقوموا بتعيين الأقل كفاءة على رأس المؤسسات، وهى السياسة التي أدت في النهاية لانهياره دون قتال.

البصق السعودي في اليمن
السعودية من جانبها راحت تطبق ما طبقه عليها ترمب ولكن على اليمن وجماعة قبلية فيه، فبعدما فشلت وحلفائها الإماراتيين والغربيين في الاستيلاء على كل اليمن في حرب غير متكافئة دامت خمس سنوات بدعوى الدفاع عن شرعية الرئيس عبد ربه هادي ضد مهدديها الحوثيين، راحت توعز لمقاول الاعمال القذرة "الامارات" لتعصف ميليشياتها بشرعية هادي وجيشه والاستيلاء على الاراضي التي كانت تسيطر عليها قواته تمهيدا لتقسيم اليمن والاستيلاء على جزء منه.
البصق السعودي في اليمن يتمثل في مبدأ يقوم على نظرية تخريب اليمن وفي حال العجز عن الاستيلاء عليه كاملا ينبغي تقسيمه والاكتفاء بالسيطرة على جزء منه عبر حكومة تدين بالولاء لها خاصة أن الجزء المسيطر عليه هو مدينة تطل على رأس "باب المندب" لما يمثله من من موقع استراتيجي.

تخريب مصر
الفكرة نفسها يمارسها أيضا رأس السلطة في مصر، ولكن بطريقة عكسية، حيث أثقل كاهل البلد بالديون والأعباء والالتزامات الدولية والداخلية التي تجعل من الشاق على من يأتي بعده أن يستطيع ادارتها أو يفي بتلك الالتزامات، خاصة أن الدين الخارجي تضاعف لما يقترب من الأربعة أضعاف، والدين الداخلي اقترب من الأربعة تريليونات وتضاعف أيضا ثلاثة أضعاف ما كان عليه، وخدمة الدين تلتهم أكثر من ثلثي الموازنة.
كما التزم بالتزامات دولية متنوعة ما كان يستطيع أي حاكم مصري أخر الموافقة عليها لكونها تجور على حقوق المصريين، كالتنازل عن جزر تيران وصنافير، وتوقيع صفقة القرن وسد النهضة وتوطين اللاجئين والحد من الهجرة غير الشرعية لأروبا ودفن النفايات النووية، والتوجه نحو الفاشية العلمانية تحت شعار "تغيير الخطاب الديني" - الاسلامي فقط - وتغيير هوية الدولة العربية والاسلامية وتغيير العقيدة الحربية للجيش وغيرها.
بذلك ضمن أنه لا يمكن لطامح أن يقترب من كرسي الحكم مع كل هذا الخراب حتى لو كان مرضي عنه غربيا، وكذلك يصعب على الغرب التفكير في تغيير رأس الحكم في مصر مع كل هذه الوعود التي ما كان يحلم أن يأتي من ينفذها له في مصر.
وقد عبر السيسي نفسه عن تلك السياسة حينما قال موجها كلامه لمعارضيه يحثهم على الاستسلام لإدارته بأن مصر من بعده لن تصلح له ولا لهم.

البصق في القطاع العام
النظرية طبقها أيضا مبارك وسابقه السادات لتبرير بيع القطاع العام بثمن بخس، خضوعا لما يقال إنها شروطا سرية لاتفاقية كامب ديفيد تقضي ببيع القطاع العام من أجل حرمان الجيش من الرافد المالي الوطني الذي يغذيه واخضاعه لرحمة المعونة العسكرية الامريكية.
خطة البصق في القطاع العام كانت تتم عبر تغيير قيادات الشركات العامة الناجحة واستبدالهم بآخرين فاسدين ومتأمرين مع تعميم سياسة اقصاء الكفاءات داخلها واستبدالهم بقليلي الخبرة.
​لكن ​المؤسف أن بصقات ترمب كانت من أجل رفاهية بلاده، بينما بصقات من يدعون أنهم من بني جلدتنا هي من أجل زيادة معاناة بلادنا.

اقرأ المقال كاملا هنا على الجزيرة نت


05 أكتوبر 2019

"المونتاج وعلاقته بنقل الأحداث عبر صحافة الفيديو الاستقصائية" رسالة دكتوراة بجامعة المنصورة

شهد قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة مناقشة علمية رصينة لرسالة دكتوراة تقدم بها الباحث حسن إبراهيم حسن العشري، جاءت تحت عنوان "استخدام تكنولوجيا المونتاج وعلاقتها بنقل الأحداث عبر صحافة الفيديو الاستقصائية- دراسة تطبيقية".
شارك في مناقشة الرسالة

23 سبتمبر 2019

سيد أمين يكتب: ماذا لو تنحى السيسي؟

الأحد 22 سبتمبر 2019
لا يعرف أحد على وجه اليقين إجابة لسؤال: هل سيبقى السيسي حاكما لمصر مطيحا كعادته بكل الدعوات المطالبة بتنحيه عن الحكم أو حتى بإجراء عمليات مصالحة مجتمعية وفتح المجال العام والإفراج عن المعتقلين ؟ أم أن هناك صراعا داخل أروقة السلطة أخذ في الاحتدام - على ما يبدو - ولن يتوقف حتى يتمكن الطرف المصارع من طي صفحته تماما.
هنا نتحدث حول الصورة التي ستكون مصر والوطن العربي وحتى الكيان الصهيوني عليها في حال خروج السيسي من السلطة.

البعد العربي
 عربيا سيكون هذا الحدث ضربة قاصمة للمحور المعادي للربيع العربي، حيث سيفقد معينا كانوا يأملون في أنه لن ينضب من المقاتلين ليخوضوا من خلاله حروبهم التي أشعلوها في جميع أرجاء الوطن العربي تقريبا، لكن مع مرور ست سنوات من حكمه من دون أن يحقق لهم هذا المطلب بشكل "دافق" كما كانوا يتوهمون، فإنهم بلا شك سيتألمون كثيرا ولكن ليس لفقده بل لأنهم استثمروا فيه عشرات المليارات من الدولارات منحا لا ترد على أمل تحقيق وعد "مسافة السكة" الذي ذهب مع الريح.
وسيفقد مشروع الجنرال خليفة حفتر في ليبيا رافدا مهما من الدعم العسكري بكل تشكيلاته وأنواعه فضلا عن الدعم الدبلوماسي والإعلامي، ما يجعل من انهياره مسألة وقت خاصة أنه لا يعتمد في الداخل الليبي على ظهير شعبي حقيقي.
وسيفقد القطاع العسكري المشارك في حكم السودان بصيص أمله في وجود نصير قريب داعم له متى رغب في التملص من الاتفاق الموقع مع قوى الحرية والتغيير، ما شكل حظا حسنا لشعب السودان.
ولعل أي راصد بقليل من التأمل سيدرك أن هناك ثلاثة محاور متصارعة للسيطرة على الوطن العربي، الحلف السني المتحمس للربيع العربي وسيطرة الشعوب وداعم للمقاومة، والحلف الشيعي بزعامة إيران وهو حلف داعم للمقاومة لكن موقفه متذبذب من الربيع العربي حيث لا يوليه أهمية إلا متى خدم مصالحه، أما الحلف الثالث فهو الشرق أوسطي بزعامة اسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين وسلطة السيسي، وهو حلف كاره للربيع العربي وللمقاومة ويدعم التطبيع ويعمل على "تزعم" إسرائيل على الوطن العربي.

مع اسرائيل وغزة
أما تداعيات الحدث فيما يخص إسرائيل وقطاع غزة والسلطة الفلسطينية فهى معلومة للجميع، حيث ستمثل سقوطا مدويا لصفقة القرن ولمشروع الشرق الأوسط الجديد اللذين تتبناهما إسرائيل، وانتصارا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وسيمثل الأمر أيضا انتكاسة كبيرة لمساعي تولي مستشار محمد بن زايد رئيس دولة الامارات العربية والقيادي المنشق عن حركة فتح محمد دحلان مقاليد رئاسة السلطة الفلسطينية خلفا لمحمود عباس "أبو مازن".

البعد الداخلي
غني عن البيان أن مصر بحاجة ماسة إلى مصالحة داخلية بين مكونات الشعب المصري بعد ذلك الانقسام الوطني الخطير الذي غذته بصورة ممنهجة واساسية أجهزة اعلام السلطة عقب انقلاب يونيو/حزيران 2013 وانساقت إليه كنوع من رد الفعل وسائل إعلام المعارضة، وهو ما لا يمكن حدوثه في ظل بقاء السيسي في السلطة، حيث يتخذ من تقسيم المجتمع إلى أهل شر وأهل صلاح وفلاح، وتغذية الصراع بينهما منهجا ثابتا لاستمرار حكمه.
وأيضا المجتمع بحاجة إلى فتح المجال العام ورفع سقف الحريات السياسية وحريات التعبير والتجمع السلمي والتظاهر والاحتجاج مع استعجال الاصلاح التشريعي والشرطي والتعليمي والاقتصادي والقضائي والإعلامي وغيره، والأهم هو الإفراج عن المعتقلين ورفع المظالم عن كاهل الشعب، وهو ما لا يمكن حدوثه في ظل بقاء السيسي في السلطة الذي يتخذ من الخوف سبيلا للجم المجتمع وتطويعه لتنفيذ رؤية يحتفظ بها لنفسه.
مصر بحاجة إلى برنامج إنقاذ اقتصادي عاجل ينقذ مصر من استمرار تنفيذ البرنامج الذي يعتمده نظام السيسي القائم على الاقتراض وتراكم الديون للدرجة التي جعلت البعض يتحدث عن قرب إفلاس مصر.
المجتمع يحتاج الي برامج متنوعة في كافة المجالات تحقق تكافل اجتماعي حقيقي ينقذ ملايين الأسر من السقوط في براثن الفقر المدقع وهو ما لا يمكن تحقيقه في ظل المؤشرات السلبية للاقتصاد المصري.
المصريون يحبون الجيش  ويضعونه في مكانة عالية في قلوبهم، ولا يمانعون أبدا من الانفاق عليه، لكنهم يتأففون من الظواهر التي تم وضعه فيها بعد انخراطه في الأعمال المدنية كتجارة الخضراوات والفواكه والأسماك واللحوم وغيرها ويعتبرونها إهانة كبيرة لا يرضونها له.
هذه مجرد لمحة عامة سريعة على الصورة التي سيكون عليها الوضع في حال تنحي أو استقالة أو عزل السيسي.

  ولتخطي الحجب انقر هنا

11 سبتمبر 2019

زهير كمال يكتب: التكنوقراط العرب والثورة .. السودان نموذجا

يستيقظ المواطن العربي على قرارات حكومية جديدة برفع الدعم عن سلع أساسية أو على رفع أسعار المشتقات النفطية أو غير ذلك من قرارات تنغص عليه حياته وتضيق فسحة الأمل في أن يعيش بكرامة.
حجة الحكومة دائماً هي سداد ديونها التي تبتلع الجزء الأكبر من مداخيلها، هذه الديون التي لا يعرف كيف تراكمت على حكومته فلم

26 أغسطس 2019

زهير كمال يكتب : نصيحة لرئيس وزراء السودان

عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان
في أول جلسة لمحاكمة الرئيس المعزول عمر البشير اعترف بتلقيه مبلغ 90 مليون دولار من محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لم يكن هذا المبلغ لسواد عيون البشير وجمال طلعته بل لسبب موافقته على إرسال زهرة شباب السودان الى أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل في تهامة اليمن.
كان البشير قد أعلن الاشتراك في التحالف الذي يقوده النظام السعودي قائلاً إنه يشترك في هذا التحالف للدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية، وثبت الآن أن هذه المقدسات في نظره هي

24 أغسطس 2019

محمد سيف الدولة يكتب: ضمير الناس

 
Seif_eldawla@hotmail.com
هناك صراع لا يهدأ على الرأي العام من حيث تشكيله وتوجيهه والتأثير فيه، ومن حيث صناعته وصُناعه وأدواته ومنابره، بينما لا أحد يتوقف كثيرا عند الضمير العام أو ضمير الشعوب رغم أنه أكثر تأثيرا آلاف المرات من كل الماكينات الجهنمية لتوجيه الرأي العام.
***
· ففى ظل أنظمة الحكم المستبدة، تسيطر الدولة على كل منابر صناعة الرأي العام من تعليم وصحف واذاعة وتليفزيون وفضائيات وخلافه، ولكن ورغم كل هذه الهيمنة الا

12 أغسطس 2019

سيد أمين يكتب: "تدويل المقدسات" الحديث الشائك


الاثنين 12 أغسطس 2019 23:08
على ما يبدو أن النظام العالمي، الذي يعلم الجميع من يديره، هو من يصر على أن تبقي جميع مقدسات المسلمين سواء في فلسطين أو في الأراضي الحجازية تحت السيطرة، بهدف استخدامها رهينة أو أداة ضغط لابتزاز المسلمين أو بعضهم وتركيعهم للإرادة الغربية.
 فيما تظل أصداء نداءات تدويل الأراضي المقدسة أو حتى استقلال إدارتها في شبه الجزيرة العربية تتردد كثيرا على مر التاريخ الحديث وذلك خوفا على سلامة تلك المقدسات وحرصا على سهولة وحرية الوصول إليها ، أو خوفا من سوء وفساد وانحراف السلطات السياسية المشرفة عليها ، أو خشية أن تستغلها الإدارة الراعية لها سياسيا منحا ومنعا، وذلك بداية من تلك المطالبات التي نادت بها مصر واندونيسيا والهند عام 1927 مع هدم المساجد والأضرحة التي بدأت الدولة السعودية الثالثة عهدها بها ، نهاية بنداءات معمر القذافي وصدام حسين عام 1990 التي كانت ترددها اذاعة العراق انذاك وأنشد لها المطربون العراقيون الأناشيد وصولا إلي المطالبات الإيرانية المتكررة.
 وامتدت الدعوى حتى وصلت للنقابات ومنها مطالبات نقابة الأئمة بتونس بذلك حتى وصل الأمر لإنشاء بعض المتحمسين منظمات تطالب بذلك ومنها "الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين" أو"الحرمين ووتش"، والتي عقدت مؤتمرها الأول في 9 من يناير/كانون الثاني قبل الماضي بأندونيسيا.
وكان حزب "مصر الفتاة" المصري أبرز الأحزاب التي كانت دعوة تدويل المقدسات سببا في تجميده.

منجم لا ينضب

 لكن تلك الأصداء ترتفع وتخبو بين الحين والأخر طبقا للتداعيات الناجمة جراء إساءة استغلال النظام السعودي لهذه المقدسات سياسيا وهو له في هذا تاريخ طويل، حيث يعتبرها جزءا من ميراثه الخاص يتصرف فيها وفي زائريها كما يشاء، وليست ملكا لأمة تعدادها يقترب من الملياري مسلم، معتبرا أن دعوات التدويل بمثابة إعلان حرب، وهوما يفسر العداء الشديد الذي كانت تكنه السعودية لعبد الناصر وصدام لا سيما تجاه العقيد الليبي معمر القذافي بسبب إصراره على هذا المطلب.
والحقيقة أن المقدسات الإسلامية لا تمثل ثقلا سياسيا كبيرا للنظام السعودي فحسب بل تمثل منجما هائلا لا ينضب من الثروة لا يبذل في استخراجها أدنى مشقة، فعائدات الحج والعمرة تدر عوائد مالية ضخمة تقدر بحسب بعض المصادر بنحو 16 مليار دولار سنويا فيما قدرها مركز "بي.إم.إي ريسيرش" - إحدى شركات مجموعة فيتش العالمية للتصنيف الائتماني - بنحو 12 مليار دولار وذلك من خلال حجوزات الفنادق والمواصلات والهدايا والطعام والرسوم وغيرها.
هذا المعين الذي لا ينضب شجع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على طرح خطة لتنويع مصادر الدخل بالمملكة لتستقل عن النفط وتركز على "السياحة الدينية"، حيث يقصد المملكة بسبب تلك المقدسات نحو 20 مليون حاج ومعتمر سنويا، وهناك خطط للوصول بهم إلى 30 مليون حاج ومعتمر في رؤية 2030 التي يروج لها الإعلام السعودي.


المنع والتضييق

وتأتي إجراءات المنع والتضييق والترويع التي اتخذتها السلطات السعودية تجاه حجيج دولة قطر وقيام الإعلام السعودي بتخيير القطريين بين خيانتهم لوطنهم أو الحج، كواحدة من تلك الإجراءات التعسفية التي تخلط فيها بين ما هو ملك لها وما هو ملك للإسلام والمسلمين.
ورغم أن قطر من أكثر دول العالم التي اتهمتها السعودية بالسعي لتدويل المقدسات، إلا أن الواقع يقول أن قطر رغم أنها هى الدولة الوحيدة التي مورست ضد حجيجها أوسع الانتهاكات من قبل السلطات السعودية ، ومع ذلك لم تطلب من الأمم المتحدة آو اليونسكو أو أية جهة أخرى تدويل الأراضي المقدسة و- هو مطلب مشروع لها ولغيرها - واكتفت بمطالبة تلك المنظمات الأممية وقف استمرار استغلال السعودية لهذه المقدسات بشكل انتقائي خاصة بعدما فشلت الوساطات، وغيبت الجامعة العربية ، وأصاب الشلل مجلس التعاون الخليجي، وتعاظمت المضايقات لحجيجها، ورفضت الجِهات المسئولة عن الحَج في السعوديّة تسجيلهم الكترونيًّا، وتأمين سلامتهم، خاصة بعد حَصْر ذهابِهم وعودتهم لأداء مناسك الحج عبر طريقين مَحدودين وغير مباشرين، واستخدام شركات طيران أخرى غير الخطوط الجوية القطرية وهو ما حدث العام الماضي، وهذا يَعني "تَصعيب" سفر الحجّاج القطريين والمقيمين.
والواقع أن هذه المضايقات والإهمالات تتم مع حجيج كل دولة أو جهة أو طائفة لا تتفق وهوى الإدارة السعودية، وهو ما لفت نظر الهيئة الأمريكية للحريات الدينية الدولية (USCIRF) ، فراحت تسلط الضوء عليها وتصفها بالانتهاكات الجسيمة للحرية الدينية خاصة ضد الشيعة ، وهو أيضا ما جعل طهران تؤكد تعرض حجيجها للكثير من تلك المضايقات والتي تسببت في أحد المرات عن مقتل 500 حاج إيراني رميا بالرصاص المباشر بعد مشاركتهم في مظاهرات البراءة من تل أبيب ، وقبلها قتل أيضا 1500 آخرين في نفق المعيصم عام  1990 ووقائع أخري متعددة.
ولقد وصل الاستخدام السياسي للشعائر المقدسة أن قام أحد أئمة النظام السعودي في فبراير 1998بسب الشيعة وتكفيرهم، بينما كان الرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني أحد المصلين خلفه في خطبة الجمعة بمكة المكرمة، وبالطبع كلنا نعرف أن لا شيء هناك يحدث إلا بتوجيه خاصة مع السجال الدائم بين إيران والسعودية.
وفي عام 2006 قامت الإدارة السعودية بمنع الحجاج العراقيين من الحج وراحت تخوض سجالا سياسيا مع تلك الحكومة الحليفة لطهران، كما أنها لذات السبب منعت الحجاج السوريين من الحج لبضعة سنوات على التوالي رغم عدم الإعلان عن ذلك رسميا، وهو الأمر نفسه الذي اتبعه مع الحجاج اليمنيين الذي تخوض السعودية حربا شرسة ضد بلادهم.
ومن المدهش ان تمتد المضايقات للدرجة التي تجعل السلطات السعودية تمنع حجاج بعض الدول من العودة بقارورات مياه زمزم أو التصوير داخل الحرم.
ويتعرض الكثير من الحجاج لاسيما اللاجئين السياسيين المعارضين للدول الحليفة للسعودية للاعتقال وتسليمهم لدولهم.


دلائل التملك

وتشير وقائع التاريخ أن السلطات السعودية تعتبر منذ نشأتها أن المقدسات الإسلامية التي تحت رعايتها هي ملك لها، بدليل أن من أوائل القرارات التي أصدرها الملك المؤسس عبد العزيز أل سعود بعد قيام الدولة الثالثة عام 1929 قرارا لا يزال معمولا به حتى الآن يقضي بأنه "لا يسمح بعقد اجتماعات لمناقشة الدين أو المسائل الدنيوية الخاصة به من دون موافقة من الملك".
ومن دون استشارة المسلمين، قامت الدولة السعودية بعد تأسيسها بهدم الأضرحة والآثار الإسلامية، حتى طال الأمر هدم البيت الذي ولد فيه الرسول في مكة المكرمة وضريح السيدة خديجة وبيت أسد الله حمزة وجميع بيوت أل البيت، فضلا عن هدم غار ثور وسد غار حراء بالصخور، كما هدموا المساجد التي تركها العثمانيون بحجة أنها مساجد صوفية رغم أنها ليست بها أضرحة، واحتج المسلمون حول العالم لكل ذلك لكنهم استسلموا على ما يبدو لضغوط بريطانية.
ونقل موقع "بي بي سي" البريطاني في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 تقريرا للكاتب المهتم بالآثار الإسلامية في السعودية أندرو جونسون تحت عنوان (مكة تحت التهديد: خطة لتدمير منطقة مسقط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستبدالها بقصر ملكي كما أن 95 % من المباني والمناطق الأثرية التي تعود لآلاف السنين تم تدميرها وإحلال فنادق ومراكز للتسوق محلها، مشيراً إلى أن عمليات التوسعة دمرت مؤخرا أعمدة شيدت قبل 500 عام لتخليد ذكرى الإسراء والمعراج.
فيما أشارت الباحثة السعودية وابنة مدينة مكة هتون الفاسي أستاذ تاريخ المرأة والكاتبة في جريدة الرياض سابقا في فيديو مصور لها أن هناك تدميرا وإزالة ممنهجة للآثار المقدسة في مكة والمدينة من أجل محو هويتهما وان عامودا عرف باسم عامود المعراج يجري استخدامه كلوحة لكتابات ملاحظات البناء في المدينة. 
وتدل كافة الشواهد أن الحديث حول تدويل الأراضي المقدسة في السعودية ووضعها تحت إدارة منظمة العالم الإسلامي أو أية جهة إسلامية متفق عليها، حديث غير مرض عنه غربيا بدليل أنه رغم كثرة تلك الدعوات في الغرف المغلقة إلا أن القليل فقط من الدول هي من جهرت بها.
الحقيقة أن تحرير المقدسات من هيمنة أي نظام سياسي او جماعة او طائفة او مذهب اسلامي يعد في حد ذاته امرأ مقدسا لو كنا نطلب حقا فصل السياسة عن الدين ولا يمثل ذلك عملا عدوانيا ضد النظام السعودي إن كان يريد من أمره رشدا.


06 أغسطس 2019

سيد أمين يكتب: البعض يخوضونها حربا على الاسلام

لا تنفصل الحروب المتكررة التي تتعرض لها تركيا بتاتا عن التوجه الذي انتحته بالانفتاح باتجاه الوطن العربي والإسلامي والعودة للثقافة الإسلامية بعد طول تغريب، وقد وعى حزب العدالة والتنمية والسيد رجب أردوغان ذلك وراح يؤكد متحديا بان تركيا دولة

30 يوليو 2019

زهير كمال يكتب : احتضار عرش



تاريخياً، تبدأ الأنظمة الشمولية في التخبط عند نهاياتها، قد تعطي تصرفاتها الانطباع بأنها قوية ومتمكنة، فهي تضرب يميناً ويساراً وصوتها عالٍ يهاجم الجميع، وفي الحقيقة فهي حالة ارتباك وعدم وضوح رؤيا.

وأفضل مثل على ذلك: نهاية عهد السادات الذي امتلأت سجونه بكل أطياف شباب مصر ابتداءً من الشيوعيين وحتى الأخوان المسلمين.

كان السادات قد أحدث صدمة كبرى في المجتمع المصري بعد زيارته للقدس وعقده لاتفاقيات كامب دافيد مخالفاً قناعة مصر الثابتة بأن إسرائيل هي العدو وضارباً عرض الحائط بالأمن القومي المصري والعربي.

ونرى اليوم النظام السعودي

29 يوليو 2019

سيد امين يكتب : تساؤلات حول الزعيم

لم اندهش أبدا من مشاركة نتنياهو في احتفالات “ثورة” 23 يوليو1952 بالسفارة المصرية بتل أبيب، ولا من كلمته فيها التي جاءت كوصلة غزل فيها وفي رأس الحكم الحالي، ولا من الفرحة التي نطقت بها ملامح وجهه قبل كلماته، فهذا يؤكد ما ذهب له الناقل والعاقل وهم كثر بأنها كانت

28 يوليو 2019

سيد أمين يكتب: فخاخ الديمقراطية العربية


الجمعة 26 يوليو 2019

تستخدم الديمقراطية ونظام حكم الأغلبية في كل بقاع العالم أسلوب إدارة يستنبط منه رغبات الناس وتوجهاتهم في الطريقة المثلى التي يرونها لإدارة شؤون بلادهم، وقد رسخ في وجدان المجتمعات الغربية أنه لا بديل عن اللجوء للمسارات الديمقراطية وإلا فإن البديل سيكون العودة لعصور الظلمات.
أما المجتمعات العربية حيث تهيمن عليها النظم العسكرية والاستبدادية، فان للديمقراطية استخداما أخر، ألا وهو اعتبارها مجسات لمعرفة من يؤيدون هذه البدعة وأعدادهم ومواطن قوتهم من ثم الانقضاض عليهم وتغييبهم في سراديب السجون والمنافي أو إبادتهم وإلباسهم رداء الخيانة وإعطاء من يفكر بالطريقة نفسها درسا بليغا بأنه يمضي على طريق الهلاك.
المؤسف أن الغرب الذي آمن بفكرة الديمقراطية ومنتجاتها وتسببت في كل نهضته الحالية، هو نفسه من يدعم مغتالي تلك الفكرة في الوطن العربي ويحمي من يفجرون بحار الدم في وطننا من أية هبات شعبية.

مصائد عربية

ففي مصر استخدم هامش الديمقراطية الذي تم السماح به فيما بعد ثورة يناير من أجل هذا الغرض، ولما انتهي الرصد والإحصاء انقرض معه هذا الهامش ليصل لما هو أضيق مما كان قبلها، وصار كل رموزه وأحزابهم وحركاتهم في المنافي والسجون والقبور.
وفي الجزائر أقيمت مصيدة الديمقراطية وما إن وقع الصيد فيها حتى أقيمت المقاصل ووقعت المجازر وغرقت البلاد في الدم والظلام عشر سنوات سوداء، وحدث الأمر نفسه في لبنان إلى أن انتهت الديمقراطية هناك بمحاصصة طائفية مدعومة بما يشبه الوصاية الدولية لكل مكون من مكوناتها، وفي اليمن انتهت فترة الديمقراطية القصيرة بحرب طائفية ثم حرب إقليمية وغزو خارجي مدعوم غربيا، وفي ليبيا تكرر ما حدث في اليمن ولكن تم الغزو الأجنبي عبر وكيل محلى، أما المشهد السوداني فهو يسبر بخطوات المشهد المصري نفسها وقد يكون له المآل نفسه.
ولقد علمتنا الحوادث أنه ما إن يتعرض النظام الاستبدادي لموجة من الانتقادات أو المطالبات الديمقراطية حتى يسارع بالرد عليها بإعادة تصديرها في شكل صراع وطني أو قيمي، يزداد هذا الطرح قوة وتكرارا وإلحاحا كلما ازدادت حدة تلك المطالبات وارتفع صداها واتجهت إلى طريق الحسم.
وتأتى المقارنة بين قيمتي "الأمن والحرية" أو "الاستقرار والحرية" كنموذجين أوليين من تلك الصراعات القيمية التي يتم التلويح بها إعلاميا ويرافقها عادة تنفيذا عمليا على الأرض عبر وسائل الترويع المتعددة والتي غالبا ما تكون في صورة غير رسمية كي ترسخ بها هذه النظم أطروحاتها في الأذهان.
وتخشي هذا النظم أكثر ما تخشي من قيمتي"الحرية والعدالة" نظرا لكونها راسبة رسوبا مدويا فيهما أقعدها مقاعد الاستبداد بجدارة فصار ذلك وسماً لا تعرف إلا به.
كما تأتى أيضا مقارنات تتميز بالإسفاف والابتذال في مقدمة ما تروج له وسائل إعلام النظم المستبدة وكأنها مسلمات عرفت بتلازمها، مثل الربط بين الصحة التي "يمتعون" بها الفقير والمرض الذي يلاحق الغنى وكذلك السعادة التي يعيشها من لا مال له والثراء الذي لا يشعر صاحبه معه بالسعادة.
وتستمر مثل هذا النظم في طرح تلك اللامنطقيات متحاشية في الوقت ذاته التذكير بفضائل منطقية قيمتي الحرية والعدالة، بل إنها كثيرا ما تتطرق لوصم الحرية بالفوضى والعدالة بسوء التقدير وإهدار الكفاءات متجاهلة أن المرض في الغالب لا يصيب إلا الفقراء أما الأغنياء فيتغلبون عليه بأموالهم، والسعادة لا يشم ريحها الجائع.

فشل عام

والواقع أن النظم المستبدة عادة ما تكون فاشلة في احترام كل القيم حتى تلك التي تقول إنها تنجح فيها بجدارة، كالأمن وذلك لأنه لا مفهوم للأمن لديها إلا الأمن السياسي وما عدا ذلك من أمن فهو مجرد مكرمات تتكرم بها على الرعايا، وحتى مفهوم الأمن السياسي يقوم لديها على إفناء الآخر أو على الأقل إقصائه نهائيا بحجة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهى المعركة التي لا تكون لدى مثل تلك النظم إلا ضد الشعب نفسه في اغلب الأحيان.
والواقع أن حجم الإسهامات في "خلطة" القيم يعد الفيصل الأول في تصنيف ديمقراطية النظم السياسية أو استبدادها, فقد لا يحقق نظام ما تطورا في تداول السلطة ومع ذلك يصعب وصمه بالنظام الاستبدادي نظرا لكونه يحترم كل القيم الأخرى لا سيما قيمتي "الحرية والعدل" فضلا عن حرية التفكير والاعتقاد , ويحقق لمواطنيه السعادة والأمن وغيرها , ولعله لا يكون مصادفة أن نعتبر أن نظاما ملكيا كبريطانيا هو قلعة الديمقراطية في هذا العالم مع أنه لا يوجد به تداول للسلطة نظرا لطبيعة نظام الحكم فيها.
بينما هناك جمهوريات أخري نظامها يدعى تداول السلطة ويسمح لمواطنيه بالحريات الشخصية ومع ذلك يتصدر النظم الموغلة في الاستبداد حيث لا عدل ولا قانون ولا حرية سياسية وبالقطع لا سعادة، ولدينا جمهوريات أمريكا اللاتينية نموذجا لمجتمعات أفعمت بالحرية الشخصية من دون السياسية وغابت عنها العدالة.
خلاصة القول إن الأمم الحرة الراسخة تدوم بالديمقراطية فيما تزول الدول المستبدة بانكارها واستخدامها كفخاخ للخداع والتخبئة.

اقرأ المقال هنا على الجزيرة  نت