29 أغسطس 2012

أسرار جديدة في اغتيال السفير المصري بالعراق إيهاب الشريف


أسرار جديدة في اغتيال السفير المصري بالعراق إيهاب الشريف
يكشفها كتاب  (الفتنة الكبري الجديدة)  لمراسل الأهرام ببغداد

الحكيم عاتب الشريف لأن مصر وقفت بجانب الدكتاتورية والضاري ( واخد علي خاطره )

اعدام صدام صفقة ايرانية امريكية
المفاوضات دارت حول تأجيل إعدام السفير ليلة واحدة وجثته لم تظهر للآن
رد وزير الداخلية العراقي صولاغ كان أقرب للشماتة بزعم أن السفير كانت له اتصالات بالإرهابيين

المقاومة العراقية بذلت جهوداً جبارة لإنقاذه حتي تبرّيء نفسها من تهمة اختطافه


القاهرة - العزب الطيب الطاهر: صدر قبل أيام عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع كتاب  الفتنة الكبري الجديدة  من أوراق مراسل صحفي في العراق للزميل الصحفي محمد الأنور، الذي عمل مراسلاً للأهرام في بغداد أثناء أحرج لحظات هذا البلد الجريح، والتي عاد إليها في مطلع هذا الاسبوع بعد أن رأت قيادة الأهرام أهمية أن يكون لأهم صحيفة عربية عين لها في بلاد الرافدين وهو أول كتاب يتناول خلفيات وأدق وقائع الصراع الذي انفجر داخل بلاد الرافدين بعد الغزو الأمريكي، ويكشف الكثير من خبايا هذا الصراع الذي انطوي علي بعد طائفي مذهبي بالغ الخطر.
ويتوقف الكتاب عند جملة من الحلقات التي يصفها المؤلف بالمفقودة ولعل أبرزها تلك التي ارتبطت بالأحداث التي بدأت مع انطلاق القصف الجوي الذي جعل العراق كتلة من اللهب، ونشر رائحة الموت في كثير من أنحائه، إذ لم يكشف النقاب حتي الآن عن أسرار وملابسات سقوط بغداد صباح 9 إبريل 2003، وكذلك قصة معركة المطار التي يبدو أنها كانت حاسمة.
أما أخطر الحلقات التي تناولها الكتاب فتتصل بقرارات سلطة الاحتلال التي أدت إلي تفكيك الدولة العراقية وإعادة بلاد ما بين الرافدين إلي ما قبل العصر الحديث، وربما إلي مرحلة بدائية في التاريخ.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، الذي لا يبحث عن هذه الحلقات بشكل مباشر وإنما يساعد في البحث عنها بما يقدمه من معرفة تمثل حصيلة جهد شاق لمؤلفه محمد الأنور خلال عمله مراسلا للأهرام في العراق ووجوده في قلب الميدان.
فقد نقب في أوراقه التي احتفظ بها ومعلوماته التي نجح في التوصل إليها ولقاءاته التي أجراها في ذروة انفجار الفتنة، وقدم للقاريء هذا الكتاب الذي لا يساعد في الإجابة عن بعض الأسئلة فحسب، لكنه يثير أيضا أسئلة جديدة تحتاج إلي مزيد من الاهتمام والعناية.
ويرصد الكتاب الأحداث الخطيرة التي عاشها وعايشها المؤلف علي مدي أربع سنوات، وسيكون لها تأثير كبير علي العراق لسنوات طويلة، والأسرار والنتائج التي استخلصها من لقاءاته مع كبار القادة العراقيين من مختلف الاتجاهات والانتماءات، والتي سجلها بين دفتي الكتاب ورصد من خلالها تطورات الأحداث والوقائع الأساسية وأبعادها المختلفة.
إعدام صدام
غير أن لهذا الغزو علامات لا يمكن أن تمحي من الذاكرة يسهب في وصفها مؤلف الكتاب، منها عملية إعدام صدام في عيد الأضحي حيث يقول:
لم تكن نهاية شهر ديسمبر بالنهاية العادية لأي شهر من أشهر العام. فنهاية الشهر كانت عيد الأضحي المبارك ولم تشأ الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية أن تغرب شمس عام 2006 وتشرق شمس عام 2007م. دون أن تضع نهاية لمسرحية محاكمة صدام حسين بطريقة غاب عنها أبسط قواعد المراعاة لأي شيء.. انتهت المسرحية بمحاكمة صدام كما كان الجميع يتوقع. أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين فجر العيد في الشعبة الخامسة من مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية بمنطقة الكاظمية، والتي كانت مخصصة لمتابعة النشاط الإيراني في العراق إبان حكم صدام.
ونفذ حكم الإعدام في أول أيام عيد الأضحي المبارك عند السنة، وقبل العيد بيوم واحد لدي الشيعة العراقيين، انتهت حياة صدام حسين الذي حكم العراق أكثر من 25 سنة بصورة دراماتيكية. وأنجز الرئيس الأمريكي إحدي مهامه في العراق بإعدام خصمه وخصم أبيه.
ونفذ قادة العراق الجدد الحكم وبسرعة منقادين لأحقاد مركبة تداخل فيها كل شيء إلا العدالة ومراعاة مشاعر المسلمين والأعراف السماوية التي تقضي بعدم الإعدام في أيام الأعياد علي كل الأحوال... انتهي الرجل الذي استغل محاكمته ليحاكم محاكميه، وبدا متماسكا في لحظاته الأخيرة في مواجهة الموت.
وبرغم أن التاريخ سيحاكم هذا الرجل مرة أخري وسيحاكم محاكميه فإن العديد من الأمور التي بدأت تتكشف الآن وقبل إعدامه، هي أن رأس الرجل مطلوب للعديد من الأطراف داخل العراق وخارجه. وأول هذه الأطراف هو ذلك المرتبط بالولايات المتحدة الآن ويحكم العراق كواجهة للعديد من الأطراف.
ولكن هل كان إعدام صدام ضمن صفقه أمريكية - إيرانية تنهي صفحة العراق العربي في بلاد الرافدين، يتساءل المؤلف ثم يجيب معربا عن قناعته بأن بوسع المتابع أن يتأكد من ذلك عبر ما اتخذته العلاقات العراقية - الإيرانية من مسارات - بعد الانتخابات الديمقراطية - التي أجرتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأسفرت عن فوز الأحزاب العراقية - التي كانت مقيمة في إيران - بحكم العراق.
وهنا أريد - الكلام للمؤلف محمد الأنور - أن أنقل رواية أحد ضباط استخبارات وزارة الداخلية، ويدعي أبوعبدالرحمن، حيث قال إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا مشتركا مع وزارة الدفاع بشأن تصوير عملية إعدام صدام والهتاف الذي صاحبها والذي يحمل دلالات مذهبية، وهو بالطبع لم يتوصل إلي إدانة أحد.
وحسب روايته فقد تم إحضار الرئيس العراقي الراحل بصحبة قوة أمريكية مكونة من جنرال أمريكي وخمسة أفراد من القوات الأمريكية ومترجم أمريكي من أصل ليبي، وأن الجنرال كان يخاطب صدام حسين  بسيادة الرئيس  وأن صدام حسين شكره قبل أن يدخل قاعة الإعدام وصافحه وقال له:  والله ما قصرت . وأعطي المصحف الخاص للمترجم ليعطيه لابن عواد البندر.
وقال أبوعبدالرحمن: إن صدام أبلغ بإعدامه قبل ساعات، وأنه أكل  دجاج وتمن  (أرز باللهجة العراقية) وشرب ماء ساخنا مع العسل، قرأ القرآن الكريم. وعندما دخل إلي غرفة الإعدام نظر عن يمينه فوجد موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، فالتفت إليه قائلا:  ها خايف؟!  ولم يرد الربيعي ليصعد صدام إلي مشنقة الإعدام ويجري ما عرضته الفضائيات.
ونفي المصدر وجود أي محاولات جادة لمبادلة صدام أو الإفراج عنه مهما كانت الضغوط، لأن إعدام صدام كان أحد أهداف جميع القوي السياسية العراقية الحاكمة. وأردف: عقب إعدام صدام تسلمت القوة الأمريكية جثمانه ولم تسمح لأحد بالاقتراب منه لتضعه علي محفة ويصطف أفرادها بمن فيهم الجنرال ويؤدون التحية العسكرية لجثمان صدام حسين الذي وضع في إحدي الغرف، حيث صور من قبل حراس عراقيين. وذلك قبل أن يتم استدعاء محافظ  صلاح الدين  ليحمل الجثمان ويدفن في مسقط رأس صدام بقرية  العوجة  قرب مدينة تكريت فجرا، بمشاركة عدد محدود من أقاربه، وتحت حراسة أمريكية مشددة، ودون حضور أي من أفراد أسرته الذين شتتوا خارج العراق.
من صدام إلي إيهاب الشريف
بعد عملية إعدام صدام الدراماتيكية، جاء الدور علي عملية أخري لا تقل خطورة عن الأولي، هي اختطاف السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف، وهنا يكشف الأنور عن اللحظات الأخيرة قبل الاختفاء الطويل قائلا:
في منتصف شهر مايو 2005، جاء إلي بغداد الدكتور إيهاب الشريف، القائم بالأعمال المصري المعين حديثا في بغداد. كان الشريف، وهو دبلوماسي محنك، في منتصف العقد الرابع من العمر، وصاحب رأي ورؤية وله العديد من المؤلفات.
وكان حريصا علي لقائي حتي قبل وصوله إلي بغداد. وكان يوم وصوله يوما حافلا بالتفجيرات بالسيارات المفخخة وأغلق طريق المطار والشريف قادم إلي بغداد. ومنذ اليوم الأول لممارسة مهامه، دار الكثير من الحديث حول الواقع العراقي وسبل تنمية الدور المصري والعربي في العراق من خلال العديد من الطرق.
كان الشريف إنسانا بسيطا وطنيا بمعني الكلمة. وكنا حريصين علي توعيته بالواقع العراقي وضرورة أن يكون حذراً في تحركاته. وكان حريصا من جهته علي الاتصال بي بصورة شبه يومية، وكثيراً ما كان يطلب مني الحضور إلي مقر السفارة في شارع الأميرات بمنطقة المنصور للنقاش والتعرف علي الكثير من الأمور التي تتعلق بالعراق.
وكان حريصا علي متابعة كل ما ينشر في الصحافة العربية والعراقية. وأكد أنه ينوي إعداد كتاب عن العراق ضمن الكتب التي ألفها خلال رحلاته الدبلوماسية.
وخلال حفلات الغداء التي أقامها له أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي، كان حريصا علي عدم الظهور بأي مظهر يلفت الانتباه إليه. وخلال إحدي تلك الدعوات وتحديدا في مطعم القصر الأبيض بمنطقة المسبح في الكرادة وسط بغداد سمع إطلاق نار وهرج ومرج بالمطعم وخارجه لنكتشف أن الزميل جواد كاظم، مراسل  العربية ، تعرض لإطلاق نار.
وتناولنا الغداء بسرعة وخرجنا في مجموعتين لضمان أمن القائم بالأعمال المصري ليرسل بعدها الشريف باقة ورد ورسالة تهنئة لجواد علي سلامته.
وذلك برغم أنه لا يعرفه شخصيا حسبما قال لي - لأنه يتعاطف مع أي إنسان، خصوصا الإعلاميين الذين يعملون في تلك الظروف. ومن هنا كانت هناك جلسات كثيرة للحوار معه.
وبرغم أنه كان متحمسا منذ البداية فإن الملل تسرب إليه، خصوصا أنه يسكن بمفرده وليس له أي مجال للخروج باستثناء القراءة والإنترنت والاتصالات الهاتفية الخارجية مع أسرته. وفي إحدي المرات سألته: هل التقيت القيادات السياسية الحالية؟
أجاب: إنه التقاهم خلال حفل أقامه الرئيس العراقي جلال طالباني للممثلين الأجانب، والتقي مسعود البارزاني وعبد العزيز الحكيم وغيرهم. وروي أنه دار نقاش بينه وبين الحكيم حول دور مصر في العراق وعاتبه الحكيم قائلا: إن مصر لم تقف بجوار الشعب العراقي أثناء حكم صدام وساندت الديكتاتورية - في إشارة إلي الحرب  العراقية - الإيرانية .
 فأجابه الشريف بالقول: إن مصر ساندت العراق ولم تساند صدام. وتابع إن الحكيم قال: إن هذه الصفحة طويت ونحن نتطلع للمستقبل. وأشار الشريف إلي أن الحكيم كان يدخن سجائر إيرانية اسمها  بهمن .
وبسؤاله عن لقاءاته الأخري، قال إنه لم يلتق الشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة علماء المسلمين، وسيلتقيه لأن الشيخ الضاري  واخد علي خاطره من مصر .
كان الشريف قد تلقي الكثير من التعليمات الأمنية بشأن تحركاته وتعريف نفسه كقائم بالأعمال وليس كسفير. وهو ما حرص علي تأكيده في أكثر من مرة، وألح في ذلك عند نشر خبر إقامة الأهرام مأدبة غداء علي شرفه في مطعم  الساعة  ببغداد. بل إنه حرص علي تأكيد ذلك في جميع وسائل الإعلام العراقية التي التقاها في فترته القصيرة في بغداد.
وفي صبيحة السبت الأول من شهر يونيو 2005م تم اختطاف الشريف. وقبل أن أعلم بالحادث تلقيت سيلا من المكالمات مجهولة المصدر علي هاتفي المحمول دون إجابة، ثم ما لبثت أن تلقيت في صبيحة اليوم نفسه اتصالا من مراسل وكالة الأسوشيتدبرس لاتصل بأعضاء السفارة الذين أكدوا الخبر. فتوجهت إلي مقر القنصلية المصرية في اليرموك لأجد الجميع في حالة استنفار وترتسم علي وجوههم إمارات الانقباض.
وحسب المصادر المطلعة وشهود العيان فإن عملية الاختطاف تمت في شارع الربيع - بحي الجامعة - الذي لا يبعد أكثر من مائتي متر من منزل الشريف. وبرغم ما يقال عن تهاون الشريف أمنيا فإن الملابسات تشير إلي أنه كان مراقبا منذ فترة، وقبل وصوله إلي بغداد.
وحسب مصادر مطلعة فإن السفارة المصرية في بغداد تلقت عبر مصادرها العراقية تحذيرا من أن الشريف علي قائمة الاختطاف وهناك جهة محددة تخطط لاختطافه، وذلك للتخلص من رجل مصر والعرب في العراق.
 ونعود إلي ملابسات الاختطاف وما تلاه، حيث شكلت غرفة عمليات داخل السفارة، وحاولت العديد من الجهات التوسط لتأمين عملية إطلاق سراحه إلا أن ما حدث هو أن الأمر وصل فقط إلي تأمين حياة السفير لليلة واحدة وتأجيل إعدامه مقابل مبلغ مالي كبير.
ولكن الأمر المحير هو أن عملية الإعدام أو الاغتيال والتي قيل إنها نفذت في السفير المصري لم يظهر لها أثر، ولم تظهر جثة للسفير، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات: هل مات حقا أم لا ؟.
وأقول للقاريء إنه تم بذل الكثير من الجهود لمعرفة مصير جثة الشريف في المناطق التي قيل إنها وجدت فيها، خصوصا منطقة  الزيدان  - غربي بغداد، إلا أنه لم يعثر لها علي أثر برغم ما قيل إنه تم العثور عليها هناك بل إن الكثير من الأصدقاء تطوعوا للبحث دون جدوي، بعد المغادرة السريعة لأعضاء البعثة المصرية إثر وقوع عملية الاختطاف.
وبرغم أن عملية الاختطاف جاءت في إطار حملة ضد الدبلوماسيين العرب تحديدا، خصوصا من الجزائر والمغرب والسودان والبحرين وبعض الدول مثل روسيا التي لها مواقف من غزو العراق، فإنه كان قد سبق التمهيد لها بحملة إعلانية وإعلامية في الصحف ووسائل الإعلام العراقية التي كانت تسيطر عليها حكومة الجعفري ضد العرب المقيمين في العراق، بدعوي أنهم إرهابيون لتنتشر في شوارع بغداد لافتات مجهولة الهوية تطالب بطرد الإرهابيين العرب من العراق.
المهم، كان رد فعل الحكومة العراقية، خصوصا وزير الداخلية صولاغ، قريبا إلي الفرحة والشماتة، بدعوي أن السفير المصري، الذي لم يمض علي وجوده في بغداد أكثر من أسبوعين، له اتصالات بالإرهابيين، وهو أمر أؤكد أنه غير صحيح بالمرة، فقد كانت البعثة المصرية تعمل علي إقامة جسور للحوار بين العراقيين والتي كانت الحكومة الجعفرية تعمل علي قطعها لأسباب كثيرة. ونعود إلي موقف الحكومة العراقية غير المبالي ووصفها الشريف بالشهيد دون تقديم أدني دليل علي اغتياله أو الجهة التي تقف وراء الاغتيال إلا الاتهامات لأنصار صدام والقاعدة بأنهم وراء الاغتيال. وهكذا.. اختطف واغتيل الشريف، وغادرت البعثة المصرية بغداد علي عجل وبناء علي قرار سيادي.
 وكان تدبير خروج أعضاء السفارة أمراً صعباً في ظل وصول معلومات تؤكد أنهم مستهدفون. ووسط حالة من التكتم والسرية غادر الجميع، وعند محاولة أحد أعضاء السفارة إبلاغي شفهياً بالموعد طلبت منه ألا يبلغني إلا بعد أن يركب الطائرة من المطار. وقد كان، لتغلق السفارة والقنصلية المصرية في بغداد.
اختفي الشريف ولم يعرف مصير جثته إلي الآن. ولكن من يطلع علي الأوضاع في العراق يعرف أنه من السهل جداً اختطاف وقتل أي شخص وعدم التعرف علي جثته أيا كان، حتي إن كان سفير مصر في العراق.
ولكن الأهم هو الجهة المستفيدة من غياب مصر والعرب عن العراق في ظل حالة الفوضي وحرص كل طرف علي تأمين نفسه من التفجير والقتل والاغتيال، وتحول العراق إلي ساحة لتصفية الحسابات القديمة والجديدة داخليا وخارجيا.
وحسب المصادر المطلعة، فإن المقاومة بذلت جهودا جبارة لإنقاذ الشريف دون أي نجاح، لأن التهمة ألصقت بها وبالعرب السنة الذين هم في حاجة إلي الدعم في مقابل ما يتعرضون له. وعليه فإن مخطط اغتيال الدبلوماسيين العرب وتصفيتهم أدير ببراعة من قبل أطراف مخابراتية.
وقال أحد العراقيين من الجماعات المسلحة: إن الأسلوب ليس أسلوب القاعدة أو أي جماعة تعدم المتعاملين مع الاحتلال، لأنها عندما تنفذ الإعدام تصوره وتترك الجثة ليتم العثور عليها - وهو ما لم يحدث مع أي من الدبلوماسيين العرب، ومنهم الشريف الذي من المؤكد أنه من ضمن الجثث مجهولة الهوية.
ومن المفارقات أن منزل السفير المصري كان يقع في مقابل منزل أحد كبار الرموز الشيعية، وهو من أسرة كاشف الغطاء الشيعية المعروفة، ولم يتعرض لأي ضرر برغم ما يقال من اختلاف القاعدة وعدائها للشيعة. أما ما قيل عن عمل الشريف في إسرائيل، فهو للاستهلاك الإعلامي وتبرير القتل واغتيال الدور العربي في العراق.
إن الكتاب احتوي علي العديد من المناطق الشائكة معتمدا علي مشاهدات ومعلومات راصداً ما جري خلال أكبر غزو للمنطقة العربية منذ عصر الغزوات الكبري التي قادها الغرب علي المنطقة العربية.

وفيق والاستخبارات العراقية، القصة الحقيقية (4 و 5 ,6 و7 و8)



 وفيق السامرائي

قراءة في كتابي وفيق عبجل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم 

شهادة لتاريخ العراق وجيشه
الحلقة (4)


العميد الركن احمد العباسي
احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة
 هكذا كان وفيق يحاول الإيقاع بكل من يراه أفضل منه وطنيه وشجاعة وسمعه ، من ضباط وقادة, لعقدة قديمه تلازمه, حتى إن اللواء محمود شكر شاهين الضابط اللامع صاحب السريرة الطيبة المعروف بوطنيته وإقدامه وبسالته في قيادة وحدات الجيش خلال المعارك الضارية في سني الحرب الأولى, لم يسلم من شره فحاول إن يوصله إلى الإعدام ولكن مشيئة الله وأسبابه كانت أقوى منه هذه المرة  .  من اجل هذه العقدة (عقدة القيادة)  أصبح وفيق بهذا الشكل الانتهازي الوصولي حيث إنه لم يتسلم موقعا قياديا منذ إن تخرج من الكلية العسكرية وبقى في الظل ولم يستطع إن يكون الشخص الأول في كل المواقع التي شغلها فطغت عليه عقدة النقص هذه التي كانت تسمى بين ضباط شعبة إيران والقوات المسلحة بمتلازمة وفيق ... أي عدم القدرة على  الوصول إلى موقع قيادي والحاجة النفسية المعقدة التي تريد منه إن يكون في الموقع الأول هي التي جعلته بهذه الحال , لهذا تروه في كتابه يوحي للقراء بأنه رقم واحد منذ إن كان ملازما في الجيش يحاجج هذا ويتشاجر مع ذاك ويسافر إلى طهران (حلما) وهو طالب في كلية الأركان ويتحاجج مع معاون رئيس أركان الجيش تارة ويؤنب مسؤوله الحزبي تارة أخرى بقصص لم تحدث مطلقا ولكن عقدته هي التي تحرك في داخله هذا الشعور والقصص وأطباء النفس اعلم مني بهذه المتلازمة .
المرة الوحيدة التي كان فيها على المحك عند وصوله إلى الموقع الأول في الاستخبارات العسكرية، لم يتمكن من الصمود أكثر من (35) يوما فقط كمدير للاستخبارات وكالة, فعادت العقدة تطفو على السطح عند كتابته للكتب الملفقة.
1-     من الصفحة 117 إلى الصفحة 124 وتحت عنوان (عملية الراصد) يتحدث وفيق فيقول في الصفحة 118و 119 (( فور انتهاء الحرب حضر إلى القصر الجمهوري كل من اللواء فاضل البراك التكريتي مدير المخابرات والفريق الركن صابر الدوري ومسعود رجوي رئيس منظمة مجاهدي خلق (المعارضة الإيرانية) للتباحث في إمكانية قيام المنظمة باندفاع عميق وسريع من منفذ خانقين نحو مدينة طهران الإيرانية والاستيلاء على الحكم بإسناد محدود من القوات المسلحة العراقية, وجرى نقاش مطول بحضور صدام شخصيا حول أبعاد العملية والنتائج المتوقع منها , لم يكن اللواء فاضل البراك متحمسا لتنفيذ العملية لأسباب مختلفة فيما يتعلق بعدم القناعة بتحقيق نتائج حاسمة وتجنبا لأية احتمالات ولو كانت حقيقة واستئناف الحرب العراقية الإيرانية التي مازلنا في الأسبوع الأول لانتهائها , أما الحقيقة الأخرى التي بقت سرا ولم تظهر أبعادها لحين إعدامه في العام 1993 فلم يكن يتمنى تحقيق نصر على يد صدام , فمسعود رجوي قال لصدام ليطمئن بأنه يرى منظمته ستدخل همدان (حوالي 250 كم) عن الحدود خلال ساعات , أما الفريق صابر الدوري فذهب بعيدا في مغالاته عندما قال ((سيدي منذ أمس وأنا أرى منظرا يلازمني عن دخول المجاهدين طهران والاستيلاء على الحكم . وقد فتن صدام بهذا القول وأعطى الموافقة على تنفيذ العملية التي سميت ( عملية الراصد ) ونسى صابر إن التاريخ لا يرحم ومصير العراق لم يكن لعبة أطفال في خرائب الدور القديمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي الصفحة 121 يقول (( ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتقلت منظمة مجاهدي خلق إلى مقر العمليات في منصورية الجبل وانتقل كل من اللواء فاضل البراك والفريق صابر واللواء الركن وفيق السامرائي والسيد إحسان محمد جاسم الديري المدير العام في جهاز المخابرات مسؤول شعبة (تركيا وإيران) لمتابعه الموقف ))
وفي الصفحة 122 و 123 يتحدث وفيق عن تنفيذ العملية ((وفور صدور الأمر باشرت قوات خفيفة من مجاهدي خلق باجتياز الحدود ــــــــــــــــ ــــــــــــــــ قامت طائرات مقاتله من طراز ميغ 23 وميراج F1 باستطلاعات مسلحة لحماية قوة العمل من التدخل الإيراني ـــــــــــــــــــــــــــــــ حقق الاندفاع قوة صدمة عنيفة مباغته وأماكن الوصول إلى مدينة اسلام اباد  ــــــــــــــــــــــــــــــ  توفرت لدى القيادة الإيرانية معلومات وافيه عن محور وأهداف العملية وحجم القوة المنفذة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فاتخذت ردود فعل سريعة من خلال تحريك وحدات من الحرس الثوري  ــ ــــــــــــواشتبكت هذه الوحدات مع طلائع  المنظمة وتمكنت من صدها وإيقاف تقدمها  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واستطاعت قطع خطوط مواصلات القوة من عدة نقاط لتباشر بعملية تدمير حيث فقد بحدود ألف مقاتل ومقاتله بين قتيل وجريح وأسير فيما وردت معلومات إلى إن عدد المفقودين إجمالا بلغ الألفين .
التعليق .يبدو إن وفيق قد تدرب جيدا في المخابرات المركزية الأميركية وفي المخابرات البريطانية عن كيفية خلط الأوراق وتشويه الحقائق خدمة لأسياده .فالقصة الحقيقة التي بنى عليها تلفيقاته تقول: اجتمع مسعود رجوي مع الرئيس صدام حسين بحضور الفريق الركن صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة و فاضل صلفيج العزاوي مدير المخابرات وكالة في ذلك الوقت وليس فاضل البراك،  وهذا معروف لدى قيادات الدولة العليا حيث إن البراك في هذه الفترة كان مديرا للدائرة السياسية في رئاسة الجمهورية  إلا أن وفيق ذكر اسم البراك لتكتمل معالم قصته الملفقة بالعزف على وتر ارتباطات البراك وقضيته , المهم كان هذا الاجتماع  بعد إعلان وقف إطلاق النار بثلاثة عشر يوما ( أعلن وقف إطلاق النار 8-8-1988 على إن يجري تطبيقه اعتبارا من صباح يوم 20-8) حصل الاجتماع بناء على طلب مسعود  رجوي وذلك لاستئذان الرئيس بتنفيذ عملية تعرضيه للاستيلاء على الحكم في طهران وقد تعهد مسعود بالوصول إلى طهران خلال (72) ساعة وان كافة متطلبات الفعالية جاهزة للشروع بالعمل .كانت إجابة الرئيس لمسعود بأنه لا يمكن إن يوافق على مقترحه لأسباب عديدة منها إن العراق وافق على وقف أطلاق النار وان تنفيذ العملية سيعتبر خرقا للاتفاق وسوف ينظر المجتمع الدولي للعراق بأنه لا يلتزم بالأعراف والاتفاقيات الدولية , كما إن لدينا 60,000 الف أسير تنتظر عوائلهم عودتهم فماذا نقول للعراقيين الذين تعبوا من طول الحرب؟ وبالرغم من محاولات مسعود إقناع الرئيس على الموافقة إلا إن الرئيس رفض المقترح رفضا قاطعا وبحزم .استأذن الفريق صابر الدوري الرئيس بالحديث , وأوضح للسيد رجوي بان لدى الاستخبارات معلومات مؤكده إن الإيرانيين أصبح لديهم علم بما تخطط له المنظمة وقد قاموا بتجميع بعض وحدات الفرقة 81 وحرس خميني وبعض القطعات الأخرى ونقلها بصورة سريعة في محور اسلام أباد/  طهران ومضيق باي طاق تم مسكه بإحدى الوحدات المسؤولة عن الأمن الداخلي في طهران , وقال للرئيس إن الاستخبارات  متأكدة إن العملية ستمنى بالفشل في حالة تنفيذها وسنخسر المنظمة , نحن لا نريد إن تتكرر عملية الضياء الأبيض عندما خسرت المنظمة 80% من مقاتليها ,وانتهى الاجتماع برفض الرئيس لطلب السيد مسعود رجوي وليس كما يدعي وفيق بان الرئيس وافق على العملية ونفذت ومنيت بالفشل أما ما نسبه وفيق  للفريق صابر من أقوال في اجتماع مسعود مع الرئيس فإنها عارية عن الصحة تماما ومن بنات أفكاره الملفقة ونفسه المريضة , فكيف علم وفيق بما دار في الاجتماع الذي لم يحضره سوى عدة مسؤولين؟
إن حقد وفيق الدفين على الوطنيين في العراق لشعوره بعقده تلازمه طيلة حياته بالإضافة إلى عمالته للأجنبي وخيانته للوطن تدفعه لتلفيق هذه القصص بناءا على أملاءات  أسياده.
أما وصفه لمدينة الدور (بأنها خرائب)  فانا استغرب حقا من وصفه هذا، فهو يعرف تماما بان هذه التي يسميها خرائب هي التي  لها الفضل عليه بقبوله في الكلية العسكرية بعد إن رفض انتسابه لها فتوسط  والده (عبجل السامرائي) لدى الحاج خليل الحاج عبد الله الدوري كما ذكر هو (صفحة 22)  أي إن الدور هي التي انتشلته من الضياع والحال الذي كان فيه ولها الفضل في دخوله المؤسسة العسكرية، وهي ذات المدينة التي كان وفيق يتردد عليها كي يحظى بمقابلة السيد عزة الدوري للتملق عنده وكسب رضاه ,ومن المعيب على من يدعي انه ضابط وطني إن يصف أية مدينة وقرية في العراق بهذا الوصف.
أنجبت سامراء على مر تاريخها رجالا يفخر بهم , إلا أن وفيق لصق عاراً وخزياً بمدينتنا  بهروبه من الخدمة وعمالته للأجنبي,  فقد أساء لنا جميعا ويكفي إن عائلته تبرأت منه حينها وقطعت الغصن الخبيث وأعلنت ذلك في الصحف العراقية، لقد عبر أهلنا في سامراء عن براءتهم من وفيق عندما سيروا  صباح احد الأيام بعد الاحتلال عددا من الحمير في شوارع المدينة وقد كتب عليها (العميل وفيق عبجل) ولم يكتبوا السامرائي لان اسم سامراء أنقى من إن يدنس بأسماء العملاء الذين باعوا وطنهم, , كما إن شباب سامراء أمطروا بيت وفيق بالقاذفات والرشاشات ولم يتمكن أفراد حمايته الأكراد من تخليصه ليطلب النجدة من سيده قائد القوات الأمريكية هناك الذي دخل سامراء بحمايته وحماية البيشمركه الذي وصفهم هو يوما ب (أدلاء الخيانة) ليهرب بطائرة سمتية، ولم يدخل سامراء بعدها .فأهالي سامراء المدينة التي دخلت التاريخ بمقاومتها الاحتلال والتي لقنت المعتدين الأمريكان درسا لن ينسوه لا يعترفون بعميل صغير اسمه وفيق فقد سئل هتلر من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك فقال (الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم ).
 2-    في الصفحات 221-222-223 يقول وفيق ((في يوم 10 اذار سافرنا إلى البحرين أنا والفريق صابر الدوري في زيارة عمل التقينا كل من وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ومدير الاستخبارات العسكرية لدولة البحرين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبعد إن عدنا من البحرين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ استدعيت من قبل سكرتير الرئيس في القصر الجمهوري وحين وصولي حسب الموعد المقرر أدخلت إلى مكتب الرئيس , وبعد إن سألني عن حالة الاستخبارات قال ((قرأت تقريرك حول زيارة البحرين ,وقد ربط السكرتير أوليات زيارتكم السابقة إلى الخليج ومنها زيارة الإمارات الأخيرة إلا أنكم لم  تتمكنوا من إجراء تنسيق مع الكويتيين)) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبدا منزعجا من شيء ما ذلك اليوم قائلا ((دول الخليج لم تف بالتزاماتها المالية تجاهناـــــــــــــــــــــــــــــــــــ أنهم يتآمرون مع الأمريكان على ثورتكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ علينا إن نبني ونقوي أجهزة الأمن والمخابرات بان يكون باعكم طويلا في الخارج فإذا اضطررنا إلى الرد العسكري فقواتنا تزداد قوة وإذا اكتفينا بزعزعتهم عن طريق أجهزة المخابرات فهذا يتطلب كفاءة عالية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  كما إن عموم الخليجيين لا يحبون الكويتيين وعلينا إن نؤجج ذلك, واختتم حديثة بالقول  ( إن الدول لا تتكون في التقوقع وإذا اضطررنا للرد الواسع على الخليج فلن يمنعنا احد من الوقوف على مضيق هرمز )) انتهى الحديث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     ليقول لي (( إن ما سمعته لك فقط )
التعليق . للاستخبارات العسكرية علاقات تعاون استخباري وتبادل معلومات مع العديد من الدول العربية والأجنبية وهناك زيارات متبادلة لمدراء الاستخبارات العسكرية , وعندما يقوم مدير الاستخبارات بزيارة إلى إحدى الدول يصطحب معه عدد من المتخصصين, وفي زيارة مدير الاستخبارات العسكرية الفريق صابر الدوري إلى دولة البحرين اصطحب معه عدد من الضباط احدهم متخصص بالساحة الخليجية وآخر بإيران إضافة إلى احد الضباط العاملين في مكتب المدير العام ومرافقه الشخصي , وكان اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل المعاون الأول لمدير الاستخبارات واللواء (حينها) وفيق عبجل معاون المدير لشؤون إيران والشمال وكاتب السطور  من بين الضباط المرافقين لمدير الاستخبارات العسكرية العامة في هذه الزيارة، إلا إن وفيق يقول (سافرنا إلى البحرين أنا والفريق صابر) وان من يتلقى هذه العبارة منه يوحى إليه بأن وفيق هو رئيس الوفد ويصحبه  المدير العام ! أو أنهما بنفس الدرجة والأهمية؟  هذا هو وفيق دائما يقدم نفسه في كل شيء. وهذه أحدى شطحاته التي اعتاد عليها، بالإضافة إلى انه إن صح ما ادعاه وفيق بأنه قابل الرئيس صدام حسين بعد عودة مدير الاستخبارات العسكرية والوفد المرافق له  من البحرين , وان الرئيس قال له (قرأت تقريرك حول زيارة البحرين ), فان وفيق رفع تقرير سري إلى الرئاسة كعادته حول فعاليات الوفد خلال زيارته والتي تعتقد أنها تصرفات سلبية , لان في هكذا زيارات أو كل عمل يتعلق بدائرة ما أو وزارة يقوم الرئيس الأعلى للدائرة أو الوزارة برفع تقرير إلى المرجع الأعلى عن طريق ديوان الرئاسة  يبلغه فيه بتفاصيل الزيارة والغاية المتحققة منها وليس معاونه , هذه هي سياقات العمل المعروفة في جميع بلدان العالم.  إلا إذا كان هذا التقرير كما قلنا هو تقرير سري يطعن برئيس وأعضاء الوفد ويخبر عما تحصل من التجسس عليهم وعلى أحاديثهم الخاصة ,وإذا ما صح ادعاء وفيق بأن الرئيس صدام حسين  أشار إليه بان لدى العراق نية للقيام بعمل عسكري والوصول إلى مضيق هرمز، فوفيق على علم بنوايا احتلال الكويت منذ آذار 1990 اي قبل قادة الجيش الذين ذكرهم سعد البزاز في كتابه (الجنرالات آخر من يعلم) حيث قال بان جميع القادة المكلفين بالعمل علموا بنوايا القيادة السياسية في تموز 1990 ،ووفيق هنا وبلسانه يعلم بنوايا احتلال الكويت منذ آذار 1990 وليس كما يقول في كتابه ومقالاته المدفوعة الثمن والتي  يستجدي فيها عطف الكويتيين عليه بالقول بأنه لا علم له باحتلال الكويت ولم يكن يؤيده .
فقد كتب وفيق في جريده القبس الكويتية مقالا بعنوان (يوم الغزو, ثاني اخطر قرارين) وجاء فيه ((((((ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  قبل عشرين عاما كنت في مكتبي المختص بشؤون أخرى لا صله لها بالدول العربية , وفجأة دخل المكتب ضابط كبير مناديا : سيدي افتح الراديو .فقلت ماذا حدث ؟ قال دخل الجيش الكويت ! والله اشهد انه لم يكن لدي علم بذلك فاختصاصي كان هو ذاته الذي يشغل العالم اليوم وكل ما كان متاحا من المعرفة لا يتعدى التصعيد السياسي المعلن , وحشد قوات من الحرس لإغراض تدريبية أو مناورة ضغط . وفي تلك اللحظات تركت مكتبي خشية المراقبة وأردت إن أنفس عن نفسي حالة احتقان ذلك القرار فالتحق بي ضابطان كبيران فقلت إنها بداية النهاية وسيكون الرد اخطر كثيرا مما يراه السياسيون , فوقع الذي وقع , واشهد الله إننا حاولنا ضمن حدود الممكن دفع القيادة السياسية بشكل أو بآخر وبين فترة وأخرى إلى الانسحاب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الخ ))))))  فأي قولي وفيق هو الصحيح، ما ذكره في كتابه بان الرئيس اخبره في آذار 1990 بنيته القيام بعمل عسكري وقال له ( ما سمعته لك فقط ) أم ما يستجدي به الكويتيين من انه لا علم له بقرار الاحتلال ؟؟!!!
اترك التقدير للقراء والمتابعين.
أما ما ادعاه بأنه حاول ثني القيادة بين فتره وأخرى عن الكويت والانسحاب منها  فستقرأون في هذه السلسلة ما فعله وفيق ببعض الضباط أثناء قضية الكويت وكيف أرسل التقارير السرية عن مديره (سابقا) ومعاونه (لاحقا) اللواء سنان أبو كلل في القصة الحقيقية  وبالربط مع ما اعترف به في كتابيه المزيفين .
**********************

الحلقة رقم 5


كتبَ وفيق في مذكراتهِ وفي بعض مقالاتهِ انهُ حاولَ إن يــُــثني القيادة عن دخول الكويت والانسحاب منها، ونتساءل هنا: كيفَ يمكن لـــ(وفيق) إن يصل إلى القائد العام للقوات المسلحة و رئيس الجمهورية من غير المرور بمدير الاستخبارات العسكرية العامة؟!!  حيث إن ارتباط  المعاون بالمدير العام عن طريق أمانة السر حصرا والشخص الوحيد المخول بالاتصال بالقائد العام هو مدير الاستخبارات العسكرية العامة 
 وهنا، وقبل إن أبدأ بسرد الفقرات الأكثر أهمية  في الكتاب، وهي مراحل حرب الكويت، والردُّ عليها بما عايشتهُ وشهدتُ تفاصيلهُ بنفسي، ومن خلال اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كــلل، المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية لشؤون الاستخبارات كافة، أودٌّ إن أوجّه دعوة وطنية صادقة للسادة الضباط القادة عامة وضباط ركن الاستخبارات  خاصة الذين عاصروا الأحداث والإجتماعات التي ســتـُذكــرْ هنا، وخاصة ضباط ركن معاونية إيران والشمال  وهُم من خيرة وأكفأ ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، المَشهود لهم بالوطنيةِ والخبرةِ الاستخبارية والذين عاصروا هذه الأحداث والذين هددّهم وفيق وهدّد عوائلهم بعد دخولهِ مع المحتل  حتى يَسحبهُم إلى قعر العمالة، وكيف أنهُ روّجَ الشائعات لتلويث سمعة الاستخبارات ورجالها عندما أرسلَ أشخاص إلى بعض الضباط عارضاً عليهم العمل معه قائلاً لهم: { إن الضابط الفلاني معي (ويختار اسم احد الضباط المعروفين بالوطنية)  فلماذا تتخلّف أنت وهذه فرصة لا تعوض؟!} وذلك ليوحي للناس بأن هؤلاء الضباط الوطنيين على شاكلتهِ، وبالتالي يراودهم عن أنفسهم؛  ولكن هيهات فهؤلاء الشجعان هم خيرة ضباط الاستخبارات العسكرية ومؤسسيها، ولن يلوثوا سُمعتهم بعمالة راعي العمالة الأول، فداهنوه حتى استطاعوا تأمين عوائلهم، وهاجروا خارج العراق ليتّقوا شرهُ وشـر إذنابهِ، فلهم مني فائق الاحترام والتقدير وأتمنى إنْ أخطأتُ في شيءٍ إن يُصححوهُ لي خدمة للحقِّ وتأريخ جيشنا العظيم والاستخبارات العسكرية العامة.
في الصفحات 228و 229 يقول وفيق:
((في الأيام الأولى من الاجتياح كنت معاونا لمدير الاستخبارات العسكرية العامة لشؤون الاستخبارات عن إيران وقد تدهورت علاقتي مع المدير العام الفريق صابر منذ بداية عام 1989 عندما اتهمت باشتراكي في مؤامرة لقلب نظام الحكم دون توفر دليل ضدي ولان عقدة المدير العام طفت على السطح عندما راح كبار القادة يرددون إن نصر الاستخبارات في الحرب مع إيران يعود إلى كفاءة وخبرة وفيق السامرائي ولا يمتلك الفريق صابر سوى التوقيع فقرر إغفال وجودي وكانت مثل هذه الأنفاس المريضة طيبة لدواخلي النفسية فلا رغبة عني في المشاركة بحرب قذرة ضد الأشقاء العرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكما هو متوقع لم تمض ثلاث أسابيع حتى جاء هاتف طلب النجدة من الفريق صابر مباشرة قائلا ((لقد احتجتك يا أخي وليس كل ما يحصل يقال )) وكانت تلك المكالمة مزعجة لي إلى حد كبير فقررت أولا إذلاله وبعد هدوء ومراجعه قررت إضافة إلى ذلك استخدام المهمة الجديدة لخدمة وطني ومحاولة تخليصه من المحنة الكبيرة الجديدة ــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرر دمج معاونتي مع معاونية الاستخبارات في معاونية واحدة وإقصاء المعاون السابق من منصبه وقد أصررت على أجراء ذلك بعلم رئيس الجمهورية مباشرة، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقد  إن الأوان لكشف حقيقة موقف الاستخبارات تجاه الدول الأخرى (عدا إيران ) لضرب عصفورين بحجر واحد الأول زعزعة الثقة بين صدام وقادته وخاصة مدير الاستخبارات العسكرية الأقرب إليه الذي عاش منافقا ومرائيا بصورة غير اعتيادية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأظهرت لصدام جوانب العجز الاستخباري الشامل تجاه السعودية –تركيا – إسرائيل – سوريا بموجب مذكرات تحريرية من الضباط الاختصاصيين وفي المقابل حاول الفريق صابر جمع أصوات لإخبار صدام باني أخذت التمرد على أوامره لأني أريد التملص من الحرب ، وكان مدير مكتبه الخاص ينقل إلي ما يحصل بأمانه تامة ساعة بعد ساعة ، عندئذ قررت إن اصعد المجابهة فكتبت إلى صدام بان الفريق صابر يدعي بأنك انفردت بقرار اجتياح الكويت وهو متشائم مما يحصل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعندما وصلت إلى العصب الحساس لصدام فقد اكفهر وجهه وقال (( سوف يعلم صابر ما تعني خيانة عضو في القيادة العامة)) وأردفت قائلا ستجدني أمينا في كتابة التقاريرــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ))

التعليق : قبل البدء بالتعليق أقول: (نعم لقد كنتَ ومازلتَ وستبقى الى  أنت الأمين بكتابة التقارير التجسسية على كل من حولك)
 جميع ضباط الاستخبارات العسكرية العامة يعرفون حق المعرفة إن وفيق عبجل السامرائي، وقبلَ إن يستلم السيد الفريق صابر الدوري دفة قيادة المديرية بعد احتلال الفاو من قبل العدو الإيراني، كان على علاقة عائلية متينة بالمدير العام !  وطوال مدة إشتغال وفيق في الاستخبارات أثناء فترة قيادة الفريق صابر كان هو الأقرب اليهِ من ضباط المديرية ،  و كان يصرّح وفيق في المعاونية ويقول: ((إن عملي هذا خدمة للمدير العام لأنه يُراعني رعاية خاصة قبل إن يكون مديرا لي)) ، وكنا نسمع كلمات المديح والإطراء على عقلية المدير العام وذكاءهِ الاستخباري من قبل وفيق، أمام المدير العام وأمامنا في الاجتماعات والمؤتمرات الخاصة بالمديرية، ودائما كان يُعيد علينا قصص ذهابهِ وعائلتهِ  أيام الجـُـمع إلى مزرعة المدير العام لتناول الغداء!! ,فلا اعلم، ولم اسمع يوما، ولا سمع غيري من ضباط المديرية  إن علاقة وفيق بالمدير العام قد تدهورت طيلة وجود السيد الفريق  الركن صابر الدوري مديرا للاستخبارات العسكرية العامة !! وإن كانت العلاقة بينهما قد تدهورت فعلاً – كما يدعي - لما أصبحَ وفيق مُديراً للاستخبارات العسكرية خلفاً للفريق صابر الدوري , حتى وان كانت لــــ35 يوما فقط !!
ولهذا فأن قصة اتهامهِ بالاشتراك بمؤامرة لقلب نظام الحكم  ما هي إلا كذبة كبيرة، بــــل إن تغيير تنظيم المديرية عام 1987 وشعبة إيران إلى معاونية حصلت بأمر من مدير الاستخبارات وذلك بتشكيل لجنة لدراسة توسيع شعبة إيران إلى معاونية و ربط شعبة الشمال بها لتداخل العمل بين الاختصاصين للظروف المعروفة مع المتمردين الاكراد، وحصلت موافقة القائد العام عليها، وأمر المدير العام إن يكون وفيق المعاون الجديد !! وكان يقال إن الفريق صابر جعلها إكراما لوفيق ليكون هو معاونه المخلص الأمين !! ولو كان ما يدعيه  وفيق بخصوص المؤامرة صحيحا لكان قد تم إستجوابهُ، أو على اقل تقدير نـُــقـِـلَ خارج الاستخبارات كإجراء احترازي، فقضية مثل قضية قلب نظام الحكم، ومن شخص عسكري يشغل منصب مهم في مديرية الاستخبارات العسكرية لا يمكن إن تمر دون إن يسمع بها ضباط المديرية أو بدون إتخاذ أية إجراء تجاه المتهم بها، هنا سأسأل سؤال: هل يجوز إن يـُـتهم ضابط بمؤامرة وتنتهي القضية بفتور العلاقة مع مدير دائرته فقط؟  وأية دائرة ؟! إنها الاستخبارات العسكرية العامة !؟
يبدو  إن وفيق يريد بادعائه هذا إن يقول لأسياده الذين جندوه بأنه شارك بمؤامرة لقلب نظام الحكم ليزداد حظوة لديهم.
أما ما ادعاه بان المدير العام  أهملهُ بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية كون قادة الجيش يقولون إن السبب في نصر العراق على إيران كفاءة وقدرة وفيق وان مدير الاستخبارات لا يمتلك غير التوقيع  - حسب قول وفيق في كتابه - فاني أتساءل: إن كان مدير الاستخبارات العسكرية العامة [لا يمتلك سوى التوقيع] كما يقول وفيق، فلماذا أبقاه الرئيس مديراً للاستخبارات العسكرية العامة وعضواً في القيادة العامة للقوات المسلحة لخمس سنوات في أدق واخطر مراحل الحرب  العراقية الإيرانية وهي الثلاث سنوات الأخيرة من الحرب ؟!! لماذا أبقاه مديراً عاما لدائرة خطيرة جداً تؤثر على نجاح الجيش في حرب طاحنه؟!
إن من المعروف لدى ضباط الجيش العراقي كافة، كفاءة وخبرة السيد الفريق الركن صابر الدوري خلال سنين الحرب الأولى وكفاءته الاستخبارية والقيادية خلال إدارته للاستخبارات العسكرية، ولسنا نحن من نقيّم قيادات كنا نعمل تحت إمرتها وننفذ توجيهاتها التي أدت إلى نجاح الاستخبارات في تلك الفترة الذهبية في الحرب العراقية الإيرانية؛ على أية حال لقد تم تقييم الفريق صابر من قبل القيادة والشعب، وقد تم تكريم المدير العام أمام العالم أجمع لدوره في معارك تحرير العراق الكبرى بعدد كبير من ارفع الأوسمة والأنواط  بالإضافة إلى سيف القادسية الذي لم يحصل عليه سوى ثلاثة أو أربعه من قادة الجيش العراقي، وقد تمت ترقية  اللواء الركن صابر الدوري إلى رتبة فريق بمرسوم جمهوري وبقرار من مجلس قيادة الثورة عام 1989حسبما أتذكر، لدوره المتميز في الحرب العراقية الإيرانية، ولنجاحه كمدير للاستخبارات العسكرية العامة وخاصة في معارك التحرير الكبرى (توكلنا على الله الأولى والثانية والثالثة والرابعة ورمضان مبارك ومحمد رسول الله)، فهل من يملك التوقيع فقط  [مثلما يقول وفيق في كتابه] يكرّم كل هذا التكريم وبقرار بمثل هذه الطريقة التي لم يحصل عليها أحد  من قادة الجيش ؟
وكدليل على النفاق اللا متناهِ لوفيق  فأنني أتذكر إن السيد المعاون  وفيق أمر بان يقوم الفنيون في معاونية إيران بتكبير المرسوم الجمهوري الخاص بترقيه المدير العام والذي كتب فيه ما ذكرته أعلاه بحجم (متر)  ويـُـزّين  بــــ إطار كبير مُزجّج ! وأخذه بنفسه إلى المدير العام كهدية تقديرية من معاونيه إيران ضباطا ومراتب إلى السيد المدير العام بمناسبة تكريمه هذا عرفانا منهم بدوره المتميز في إدارة وتوجيه الاستخبارات العسكرية العامة في  الحرب مع إيران!! ولكنني غير مستغرب من تصرف وفيق هذا.
و أخيرا، أليسَ من حق كل منصف إن يسال:
س/ أين دور ضباط الاستخبارات في المديرية بشكل عام وفي معاونية إيران بشكل خاص إذا كان وفيق صاحب الدور الأول والأخير؟!!
س/ ألا يكون هناك دوراً ولو هامشياً لضباط المديرية وشعبة إيران؟!
لقد كان وفيق ضابطاً في قسم إيران برتبة ملازم وله الدور الكبير!! كما ذكر
وكان وفيق ضابطً قسم إيران وله الدور الأكبر كما ذكر!!
وكان وفيق مديراً لشعبة إيران وكان له الدور الأعظم كما كتب!!
طيب لماذا يأخذ الأدوار كلها كلما ارتفع ويبخس حق زملائه وضباط شؤون إيران وحتى مديره العام ؟؟
لقد تم تكريم وفيق السامرائي بوسام الرافدين من الدرجة الثالثة ونوط شجاعة وسيارة صالون،
أما ضباط المعاونية كافة، فقد تم تكريمهم، ومن بينهم كاتب السطور، بأنواط الشجاعة،
وقال وفيق عندما ابلغنا بالتكريم الذي اقترحه المدير العام على رئيس الجمهورية لمسؤول معاونية إيران والشمال وضباط ركن معاونيته:  ((هذا كله بفضل عمنا وأخونا المدير العام))،
ولم يكرم وفيق قبلها ولا بعدها بأي وسام أو نوط،
وكان يتحدث ويقول: ((طوال خدمتي في الدائرة لم يسعى بتكريمنا من الرئيس حفظه الله  إلا أخي المدير العام))
وعلى ذكر التكريم، اذكر هنا إن ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة وحتى ترأس الفريق صابر الدوري إدارة الدائرة، كان معظمهم قد توقفت ترقيتهم بسبب عدم توفر الملاك، فقام  الفريق الركن صابر الدوري   بأستحصال موافقة القائد العام على استثناء ضباط المديرية من هذا القانون وخاصة المعاونيين ومدراء الشعب ومن بينهم (وفيق)  الذي رقي  إلى رتبة (عميد) فخلقت مبادرة المدير العام هذه إندفاعاً لدى ضباط المديرية كافة وجعلتهم يعملون باندفاع قل نظيره لخدمة العراق لانهم شعروا إن هناك من يقدر جهدهم الاستثنائي ولتحتفظ الاستخبارات العسكرية  بالتخصصات والخبرات المتراكمة
أما بصدد ادعاءه بان المدير العام طلب  منه النجدة متوسلا إليه إن يعاونه فهو ادعاء كاذب مثلما أدعى مسيلمة النبوة، فهل يوجد أو يصح أو يُعقل في المؤسسة العسكرية العراقية إن يستنجد قائد لدائرة، مثل الاستخبارات، وعضو في القيادة العامة بضابط من معيته ؟؟ أم إنهُ يأمرهُ أمرا فينفذ ما يطلب منه دون نقاش أو جدل ؟!
ولكن مرة أخرى يحاول وفيق إن يضع لنفسه وزنا زائدا عن حجمه، وإلا ماذا نسمي هذه الكلمات التي سطرها في كتابيه؟ هل نحن نجلس في مقهى إبراهيم عرب أم في إحدى مقاهي شارع الرشيد؟ أنها مديرية الاستخبارات العسكرية العامة يا سيادة العميل.
أما موضوع  دمج معاونية إيران بالمعاونية الأولى بعد دخولنا الكويت فقد حدثني عنها المرحوم الشهيد اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل عندما زرته لتهنئته بتوليه منصب محافظ ميسان (وهو من خيرة ضباط الاستخبارات العسكرية كفاءة وخبرة ومهنية) حيث قال رحمه الله:
((بعد احتلال العراق للكويت بفترة قصيرة، اتصل به المدير العام  على خط المديرية وطلب منه الحضور إلى مقره، وفعلا ذهب إلى هناك وكان  المدير العام متألما وقال له: "اتصل سكرتير رئيس الجمهورية حامد يوسف حمادي وابلغه بأمر الرئيس صدام حسين بإعفائه من منصب المعاون الأول لمدير الاستخبارات لكافة دول العالم (عدا إيران) ويحل محله اللواء الركن وفيق السامرائي بعد دمج معاونية إيران مع المعاونيه الأولى"، وقد حاول المدير العام  الاعتراض بإفهام سكرتير الرئيس بان اللواء سنان هو معاون مختص وقائم بواجباته على أتم وجه وان وفيق ليس لديه تصور عن مهمة المعاونية الأولى، فأجابه سكرتير الرئيس بان عليه تنفيذ الأمر كونه صادر من رئيس الجمهورية، وقد اعتذر منه الفريق صابر الدوري وقال له: "لا يمكن إن يعوض مكانك احد فأنت من خيرة من عمل معي وأكثرهم كفاءة وسأقوم بتنسيبك آمــراً لمدرسة الاستخبارات إكراما لك")). 

ويكمل اللواء سنان أبو كلل روايته حيثُ مرت الأيام ليطلّع اللواء سنان على احد  التقارير التي كان يرفعها وفيق السامرائي إلى الرئيس صدام حسين مباشرة بواسطة حسين كامل !!! والذي حصل هو أن الرئيس صدام حسين إستدعى اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل لتبليغه بقرار تعيينه محافظ ميسان، وهنا سأل الرئيس صدام حسين اللواء الركن سنان: (هل تعرف السبب الذي جعلني أقرر إعفائك من منصب المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية؟! ) فأجابه اللواء سنان:  سيدي الرئيس  نحن جنود وأي مكان تختاره نكون رهن إشارتك، فأمر الرئيس صدام حسين سكرتيره بتسليم اللواء سنان بعد خروجه من مكتب الرئيس (وريقات وفيق) أي أوراق تقارير وفيق.

وكان من بين هذه التقارير تقريرين، احدهما مكتوب فيه:
{أن وفيق يتهم اللواء الركن سنان بعدم جديته بتزويد القيادة بمعلومات عن تحشد جيوش الحلفاء في السعودية بحجة عجزنا الاستخباري تجاه السعودية ودول الخليج بصورة خاصة لتركيز اهتمام الاستخبارات على إيران وإسرائيل فقط والحقيقة كما يقول وفيق في تقريره السري الموجه إلى الرئيس إن مدير الاستخبارات الفريق الركن صابر الدوري واللواء الركن سنان غير مقتنعين باحتلال العراق للكويت}

أما تقرير وفيق الثاني الموجه إلى الرئيس أيضا يقول فيه وفيق {بان مدير الاستخبارات قال له إن الرئيس انفرد بقرار احتلال الكويت وسوف يدمر العراق قبل إن يرحل من كرسي الحكم!!  وقد همش الرئيس على التقرير(يواجهني وفيق)}

وقد اخبر سكرتير رئيس الجمهورية اللواء الركن سنان عند تسليمه للتقارير بان إن وفيق كان يزود مدير الأمن الخاص وحسين كامل بتقارير سرية عنه وعن بعض ضباط الاستخبارات بحيث يجلبان بعضها إلى الرئاسة ويطلع عليها الرئيس.

وهنا اعترف وفيق في الصفحة (230) من "كتاب حطام البوابة الشرقية" بكتابة ذلك التقرير وشهدَ على نفسهِ وأكمل روايته بهذه الحادثة بالقول: (وعندما وصلت إلى العصب الحساس لصدام فقد اكفهر وجهه وقال ((سوف اعلم صابر ماذا تعني خيانة عضو في القيادة العامة))
هنا انتهت قصة اللواء سنان ابو كلل كما قصها لي في ذلك اليوم الذي استذكرنا فيه أيام العز والنصر كما استذكرنا من باعوا أوطانهم وأعراضهم للأجنبي، رحم الله الشهيد اللواء الركن سنان أبو كلل مفخرة الاستخبارات العسكرية العامة.

وعند قراءتي لكتاب وفيق حطام البوابة الشرقية وفي الصفحة (230) منهُ تحديدا، استعادت ذاكرتي ما تحدث به الشهيد اللواء الركن سنان أبو كلل في ذلك اليوم حول التقارير التي كان يرفعها وفيق إلى الرئاسة وقد قلت في نفسي صدقت سيدي أبا أركان فقد خان وفيق صديقة المقرب الذي جعله يلمع في صفوف المديرية فكيف لا يخونك أنت؟ فقد نافق و زايد على وطنيتك وكفاءتك وهذا هو ديدنه  فذهبت إلى ربك مع الشهداء وبقي هو في هوان الدنيا وذلها .


في الصفحة 238 يقول الموما وفيق:
(( و في يوم 10-1-1991 تم استدعاء 18 ضابط من أقدم ضباط الاستخبارات للاجتماع مع صدام في القصر الجمهوري...................................... ....  ...... قائلا  ( إن أمريكا ضعيفة ).......................................................... ........ لن نتراجع عن الكويت وسننتصر ............................................... ................. وبعد الاستماع إلى هذا الحديث أيقنت إن الحرب واقعه لا محالة وأسرعت بالعودة إلى المكتب لكتابة تقرير مفصل وشامل يحمل نذر الشر والتدمير وألححت على المدير العام لتوقيعه.................................. وأرسلناه إلى رئاسة الجمهورية والقيادة العامة للقوات المسلحة , وفي اليوم التالي تم استدعائي إلى رئاسة الجمهورية وأدخلت إلى مكتب الرئيس وكان مرتديا بدله سوداء وبعد إن جلست إلى جانب طاولة المكتب بادرني بالقول هل شاهدت التقرير الذي كتبه صابر المدير العام بكل ما يحمل من روح الهزيمة , أجبته ومن غير تردد ( يا سيدي أنا كتبت كل حرف من التقرير بنفسي ويمثل قناعتي الكاملة , لقد كنت أمينا وصادقا في كل التفاصيل وسنواجه ضربة مدمرة ......... ولم ينزعج بل قال (( أشكرك أنت شخص موثوق وكفئ) لكنه لم يفعل سوى الإصرار على دفعنا إلى الهاوية
التعليق :
في اليوم الذي ذكره وفيق أي يوم 10-1-1991، استدعينا إلى رئاسة الجمهورية نحن ضباط الركن الأقدمين في مديرية الاستخبارات العسكرية، وفور وصولنا إلى مبنى المجلس الوطني – مقر الرئيس الرسمي – أدخلنا إلى قاعه الاجتماعات ولم يكن مدير الاستخبارات العسكرية العامة حاضرا معنا أول الأمر لذهابه مع وزير الدفاع وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة لتفقد القطعات في منقطة حفر الباطن جنوب العراق .
وقبل وصول القائد العام للقوات المسلحة  رئيس الجمهورية قاعة الاجتماعات  بدقائق دخل الفريق الركن صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة قاعة الاجتماع – إذ يبدو انه اسُتدعي بصورة سريعة إلى الاجتماع - وما إن جلس في مقعده الأمامي  المخصص له حتى دخل الرئيس صدام حسين مكان الاجتماع، في بداية الاجتماع تحدث الرئيس بانفعال موجها كلامه لمدير الاستخبارات: {هناك قصور كبير في المعلومات عن سير تحشدات العدو ...... إنكم في الاستخبارات ستكونون سببا في خسارة بل تدمير العراق في هذه الحرب، عكس الحرب العراقية الإيرانية عندما كنتم احد الأسباب الرئيسية لنصرنا على إيران}، طلب مدير الاستخبارات العسكرية  الحديث وقال:
{سيدي أنا اعترف لك بأننا غير قادرين على تزويدكم بالمعلومات الكافية كما كنا نفعل في الحرب العراقية الإيرانية وسأبين لكم الأسباب، خلال الحرب العراقية الإيرانية كنا نحصل على المعلومات عن طريق عدة مصادر منها
أ‌-       التنصت على شبكات العدو الإيراني اللاسلكية بواسطة المعدات الفنية والوسائل الفنية الأخرى , والحلفاء الآن بما إن المبادأة بأيدهم فأنهم لا يستخدمون الأجهزة اللاسلكية في التحدث مع فرقهم وتشكيلاتهم إضافة إلى إن أجهزة اتصالاتهم متطورة حيث يصعب علينا اختراقها.
ب‌-   المصادر البشرية: لقد كانت لدينا مصادر بشرية في بعض الدول العربية ومنها السعودية وقد أمرتم بقطع الاتصال مع كافة تلك المصادر بعد اتفاقية مجلس التعاون العربي وعندما استأذنتكم بإبقاء شعرة معاوية معهم رفضتم طلبي حتى لا نثير السعوديين.
ت‌-   في مراحل التحشد الأخيرة للعدو كنا نستخدم الطائرة ميك 25 لتصوير تلك التحشدات وقد فاتحتكم رسميا لإجراء استطلاع جوي تصويري لتحشدات قوات دول التحالف ولم تحصل الموافقة وهمشتم سيادتكم على المذكرة ((إن صابر الدوري يريد إشعال الحرب قبل أوانها حيث إن الأمريكان سيسقطون الطائرة حال تحليقها ))
ث‌-   بعدها طلبتُ من سيادتكم إن يقوم ضباط الاستخبارات باستخدام الطائرات ألسمتيه لاستطلاع الشريط الحدودي بين الكويت والسعودية ورفض الطلب أيضا... لهذا السبب تجدون سيدي الرئيس إن معلوماتنا ليست بالوضوح الكافي كما كنا في الحرب مع العدو التقليدي ايران}.

سكت الرئيس لبرهة وقال للمدير العام  ((لقد اقتنعت بتبريراتك))
وانتهى الاجتماع دون إن يطلب الرئيس من احد المختصين رأيه، وعند نهوض الرئيس وتوجهه نحو باب الخروج، توقف عند باب القاعة والتفت إلى وفيق قائلا باستهزاء:
{ماذا تقول يا وفيق؟!..
فأجابه وفيق بكل تملقه المعروف و ريائه الذي عاش فيه طوال عمره وهو مطأطئ الرأس: (نحن جنودك سيدي  وسنموت تحت حذائك)
وظهر لاحقا (وشهد شاهد من أهلها) ومن خلال كتابي وفيق عبجل السامرائي وما ذكره في الفقرة السابقة حيث كتب (لضرب عصفورين بحجر واحد الأول زعزعة الثقة بين صدام وقادته وخاصة مدير الاستخبارات العسكرية الأقرب إليه ـــــــ وأظهرت لصدام جوانب العجز الاستخباري الشامل تجاه السعودية –تركيا – إسرائيل – سوريا بموجب مذكرات تحريرية من الضباط الاختصاصيين منها بجمع التواقيع لتبيان العجز الاستخباراي ) فكان استهزاء الرئيس بسؤاله لوفيق ما هو رأيك وهو يهم بالخروج من القاعه وجواب وفيق بأنه مستعد للموت تحت حذاء الرئيس ,بقيت علامة استفهام تحيرنا !!!! (والذي لم نفهمه حينها), قد فهمناه بعد الذي ذكره وفيق في كتابه بالإضافة إلى التقارير التي حدثني بها اللواء الركن سنان أبو كلل رحمه الله من إن وفيق كان قد أرسل تقرير سري إلى الرئيس بعد توليه مسؤولية ألمعاونيه ونقل معاونها السابق اللواء سنان يتهم فيها سنان وضباط المعاونية الأولى المختصة بأنهم مقصرين في تهيئة قاعدة المعلومات عن الساحة الخليجية والأخص السعودية إضافة إلى أمريكا والدول الغربية بالإضافة إلى عدم جديتهم في متابعه تحشدات ونوايا دول التحالف .

بعد أن روى لي اللواء الركن سنان أبو كلل رحمه الله قصة التقارير التي كان يرفعها وفيق ضد مديره وزملائه ودائرته، فقد أخبرته بقصة تقول...((إن رجل فلاح أراد أن يشتري حماراً يُعينه في إعمال الحقل فذهب إلى رجل عندهُ حمار للبيع واشتراه منه وقال صاحب الحمار للمشتري، أني سأبيعك حمارا قويا شغول ومطيع إلا انه به عيب واحد وهو "يأكل اللحم" إضافة إلى العلف .. اضطر الرجل المُشتري لشراء ذلك الحمار وبقى لديه يعمل سنيين، ولم يلاحظ الرجل إن الحمار يأكل اللحم، وفي يوم من الأيام قام الحمار بأكل طفل ابن الرجل... فقام الفلاح بقتل الحمار وتخلص منه ... وبعدها لام الناس الرجل كيف ارتضى أن يشتري الحمار ويعلم به هذا العيب.... وقال الرجل لا تلوموني أني خدعت به)).... فأردف اللواء سنان أبو كلل معقبا على روايتي قائلا: ((أن وفيق ليس أقل خسة من هذا الحمار لأنه أكل لحم رفاقه وأصدقاءه وخان وطنه وشعبه وقد خدعنا به)).
عذرا  للإطالة كون الموضوع لا يتجزأ وللحديث بقية عن هذين الكتابين الملفقين وما ورد بحق قادة الجيش من أكاذيب وما جرى بحقهم من وشايات ومن فم الكاذب ندينه


**********************
الحلقة رقم 6


إذن هكذا كان وفيق مع رفاقهِ وقادتهِ، مُحتال بكلِّ ما تعنيهِ الكلمة مِن مَعانٍ،  يأكلُ لحمَ رفاقهِ، يَتسلـّل كاللصوص والجواسيس، يبحثُ عن زلاتِ لسان، أو لحظة حميمة مع صديق يعبّرُ لهُ فيها عن رأيهِ، فيذهبُ مُسرعاً للإتصال بحسين كامل، أو سكرتير الرئيس، مُتملقاً، مُتزلفاً، ليبدو أمامهم المُخلصَ لهم وللرئيس، يبحثُ عن ثغراتٍ تُقربهُ من أصحاب القرار... ويفعلُ كلَّ ما بوسعهِ، حتى الأعمال المُهينة، ليتقرّبَ إليهم...
كان هذا حالهُ مع اللواء خليل العزاوي، الفريق أول الركن عبد الجواد ذنون، الفريق الركن ماهر عبد الرشيد، الفريق  الركن هشام صباح الفخري، اللواء الركن محمود شكر شاهين وأخيراً الفريق الركن صابر الدوري ...!
جميع من ذكرتُ أسمائهم من مدراء الاستخبارات العسكرية كان يُظهرُ لهم الإخلاص والخضوع .. ولكنهم لم يسلموا من شرّهِ، مكرهِ و أنانيته للصعود على أكتاف هؤلاء القادة المُخلصين لوطنهم، كان وفيق يظهرُ لهم الوفاء والإخلاص والتفاني في العمل لإرضائهم، ويذهب مُتسللاً كما القتلة الغادرين ليطعنهم في ظهورهم ...
ولم يسلم منهُ كل ضباط المديرية!! حتى زملائهُ، فقصة الشهيد اللواء الركن سنان أبو كلل ليست بعيدة عنكم، كما إننا لا ننسى المقدم الركن قاسم عبد المنعم، فقد طعن الجميع كل حسبَ مركزهِ ومستواه،
ولم يَسلم منهُ حتى ضباط الجيش العراقي البعيدين عن مكان عمله!!
ولأن شبيه الشيء منجذبٌ اليهِ، [أو أدهدر الجدر ولكه قبغه] فقد وجد شخصاً، يُماثلهُ في كل شيء، متعطش للدماء، خبيث، أنه حسين كامل حسن...
وبدهائه وخبثهِ استطاع وفيق إن ينفذ إليه، وحققا معاً ما تصبوا إليه أنفسهم المريضة من الشرور، فكان وفيق لا يختلف بغدره هذا عن (فيروز أبو لؤلؤة) و(عبد الرحمن بن ملجم)  الذين غدروا بخير الناس ...
قال لي احد الأخوة: (يبدو إن وفيق بعمله في معاونية إيران قد اكتسبَ خبث ودهاء العجم وغدرهم لان من عاشر القوم 40 يوما صار منهم)،،،
فأجبته: (صدقت، لكن الكثير من ضباط الاستخبارات العسكرية العامة عملوا في شعبة إيران وكانوا بحق ضباط أبطال دافعوا عن العراق وأرضهم وعرضهم إلا إن وفيق رضع الخيانة منذ صغره وتربى عليها فكان هذا سلوكه).
في الصفحة 142-  يقول وتحت عنوان تبادل الاسرى ومفاوضات جنيف يقول وفيق:
((وما دمنا في صدد أسرى الحرب .....................وحتى في مراحل التحقيق الأولى لم يقتل احد منهم إطلاقا بالرغم من تصلب الكثير منهم وإصرارهم على عدم مس خميني بكلمة واحده عندما يطلب منه ذلك ...............وفي مطلع عام 1982وعندما اتصل بي ضابط استخبارات الفرقة العاشرة ............ليخبرني بصلابة وعدم لياقة أسير إيراني وانه سيقوم بقتله..فطلبت منه التمهل وتوجهت إلى قاطع الفرقة في منطقة زاده عباس فاستوضحت منه الموقف فقال إن الأسير (بصق على صورة صدام) فطلبت إحضاره إلى ملجأ ضابط الاستخبارات (تحت الأرض)  فإذا به صبي عمره حوالي 12 عاما فبادرته بالقول ما بك فاخذ يبكي .............. وتوجه إلى صورة مؤطرة لصدام معلقة على جدار الملجأ من الداخل وعاد وبصق عليها .................)
التعليق ....
وفيق عبجل في جل كتابه هذا، الذي كتبه في محاولة لارضاء أسياده، يَمتدحْ (وبكل خِسة) القيادة الإيرانية !! وكأنهُ محسن رضائي قائد حرس خميني، فهو يطلقُ على حرس خميني تعبير (الحرس الثوري)!! وغيرها من الكلمات الأخرى التي يرددها الاعداء الفرس الصفويين المجوس، ويتحدث بعمق عن صلابة الأسرى الإيرانيين الذين اطلع عليهم الشعب العراقي وهم  يشتمون خميني على ورطته الكبرى التي ورطهم بها بإجبارهم قسرا على الذهاب صوب العراق لتحرير كربلاء ومن ثم القدس (الموجات البشرية)، ويقول (إن العراق لم يخرج منتصرا من الحرب)، بالرغم من إن خميني وافق على وقف إطلاق النار مرغما وكلنا نعرف أنهُ قال:(أني أوقع على وقف إطلاق النار وكأني أتجرع السم). وفي هذا الموضوع بالذات، فأننا نرى أن وفيق لم يتطرق أبداً إلى أولئك الأسرى العراقيين الأبطال الذين قضوا نحبهم من غير إن يمسّوا العراق وشعبه بكلمة واحدة، مع أن وفيق اعلمُ بهذا، حيثُ إنهُ كان يُتابع كل شيء بنفسهِ بصفتهِ مدير شعبة إيران المسؤولة عن أسرى الحرب!! وما مذبحة البسيتين والتنكيل بأسرانا الأبطال شهداء العراق، إلا دليل وصفعة بوجه وفيق.
أما قصة الصبي الذي ذكرها وفيق هنا وادخلها في قصة من (تأليف عقلهُ المريض) ليبدو وكأنهُ صاحب القلب الطيب الرافض لممارسات قيادته التي كان يتملقها ويتزلّفها، فقد تم تكليف وفيق بمهمة استنطاق الأسرى الايرانيين منذُ إن كان ضابط قسم إيران، وكما تبرأ من مهمة استنطاق الملازم الطيار الإيراني حسين لشكري (خوفا من إيران) التي ذكرناها في حلقة سابقة، فاننا نراه يتبرأ من دم هذا الصبي الإيراني الذي قتله وفيق بدم بارد أثناء التحقيق معهُ !! وقد شُكــــِـلتْ لجنة تحقيقية في بأمر نائب القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع في ذلك الوقت المرحوم الفريق أول الركن عدنان خير الله رحمه الله وبرئاسة قائد الفيلق الثالث [اللواء الركن صلاح القاضي ] وقائد الفرقة المدرعة الثالثة [العميد الركن جواد اسعد شتينه]، للتحقيق في حادثة قتل الأسير الإيراني الصبي، فـــــأعترفَ وفيق بقتله الصبي متحججاً بأنهُ لم يتمالك أعصابه عندما رأى الأسير يبصق على صورة (السيد الرئيس القائد) !!! وانه مُستعد إن يقطع لسان كل أسير أو أي عراقي يتجاوز على القائد العام في حربنا المصيرية!!... ولكن يأتي وفيق هنا ويتحدث بحديث مُغاير بنسبة 180 درجة، ليُخفي معالم جريمتهِ النكراء القذرة التي أودت بحياة أسير – صبي مُغرر به، وكما اعتدنا منهُ في تأليف القصص الخيالية وحياكة المؤامرات التي يلبّسها لضباط غيرهُ، وما حادثة المقدم قاسم عبد المنعم ببعيدة عن هذا الأمر والتي يتذكرها هو بتفاصيلها,
وفي الصفحة143  يقول
(( ... لقد شاركت في ثلاث جولات من المفاوضات العراقية الإيرانية في قصر الأمم المتحدة في جنيف بحضور الأمين العام..............وبدا طارق عزيز متهكّماً إلى درجة استفزازية تحملتها برودة الأعصاب الإيرانية .......ومن حسن حظ طارق عزيز انه لم يقع بيد أو متناول لسان (شرقي) من ذوي الدم الحار مثلنا، وإلا لوقعَ عليه ما وقع لزميله سعدون حمادي في مؤتمر (البرلمانات العربية) يوم وجه له رئيس برلمان لدولة أهانة مكشوفة في غاية القسوة .....وليت الاثنان يعملان من اجل العراق ولكنهما أدوات بيد سيدهم فيستحقان اللعنة ........... ابرق طارق عزيز (الذي قضى غالبية وقته في بناية ممثلية العراق الدائمة في جنيف في شرب الويسكي ولعب الورق وترديد طرائف بألفاظ في غاية البذاءة .......... لقد أتاحت لي فرصة المفاوضات وأوقات الاستراحة والانتظار الطويلة معرفة شخصية طارق عزيز عن قرب فستظهر الأيام بأنه واحد من ألد أعداء العراق يمثل دورا تخريبا عميقا في تاريخ العراق والمنطقة ..لكنه لم ينشا النشأة الصحيحة..))
التعليق ...
 يعرف الجميع وفي مقدمتهم الأستاذ طارق عزيز وزير الخارجية وأعضاء الوفد العراقي المفاوض أمام إيران في مفاوضات جنيف إن وفيق لم يكن إطلاقا من ضمن تشكيلة الوفد العراقي المفاوض !!! حيثُ تشكل الوفد      (بأمر ديواني ) برئاسة الأستاذ طارق عزيز وزير الخارجية، والفريق الركن صابر الدوري ممثلا عن القيادة العامة للقوات المسلحة (وليس عن الاستخبارات)، والدكتور عصمت كتاني ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك، والدكتور عبد الأمير الانباري ممثل العراق في منظمة اليونسكو، والدكتور أكرم الوتري (مقر الوزارة) والدكتور رياض القيسي مدير الدائرة القانونية في وزارة الخارجية، والأربعة المذكورة أسماؤهم أخيراً هم مِن خيرة مَن عمل في السلك الدبلوماسي العراقي؛ وقد حضرَ الجولة الأخيرة من المفاوضات برزان التكريتي الذي كان يشغل منصب ممثل العراق في الأمم المتحدة في مقرها الأوربي في جنيف، وكان وفيق من ضمن الوفد المرافق  للفريق صابر الدوري، حيثُ اصطحب الفريق الركن صابر الدوري معه سكرتيره  ومرافقهُ الشخصي و وفيق ، وعدداً من أفراد حمايته،
إلا اننا نرى وفيق يتحدث هنا كعضو مُشارك في جولات المفاوضات! في حين إن ذهابهُ الى مفاوضات جنيف كان لأسباب تتعلق بتهيئة الخرائط اللازمة وبعض الاحتياجات العسكرية التي يحتاجها ممثل القيادة العامة الفريق الركن صابر الدوري، فكيف يكون وفيق عضواً في حدث كبير كهذا؟! وبأية صفة؟!
وقد اتصلتُ بأحد السادة الدبلوماسيين المُشاركين في تلك المفاوضات (حيثُ زودني بأسماء ومناصب الوفد العراقي كما هو مثبّت لديهِ مشكوراً) وقد قرأت له عبارات وفيق المذكورة في كتاب الدجل الذي ألفه، كما أنني سألتهُ عنها حينما قال: (شاركت بثلاث جولات) فقال الأستاذ الدبلوماسي العراقي الذي شارك في تلك المفاوضات وهو يضحك: [ ذكرتني بحادثة وهي إن الأستاذ طارق عزيز وعند دخول وفيق في الجولة الافتتاحية إلى قاعه قصر الأمم المتحدة وبخّهُ وبشدة وقال: (( له من سمح لك بالدخول معنا؟! أنت مُكلّف إن تنفذ ما يطلبهُ مديرك منك من خرائط وتهيئة مستلزمات قـــــــد نحتاجها، فلا تدخل بعد اليوم معنا وأبقى في مكانك مع مرافقي أعضاء الوفد)) ولم يدخل وفيق إلى قاعه الاجتماعات إلا في الجولة الافتتاحية مع مرافقي الأستاذ طارق ومرافقي ممثل عضو القيادة العامة].
أما تهجّمهُ على الأستاذ طارق عزيز وزير الخارجية و وصفهُ بهذا الوصف فهذا شأن وفيق في حقدهِ على الوطنيين والأبطال من قادة العراق، حيثُ إن عقدة العمالة تلازمهُ ولن يتخلص منها ولو عاش عُــــــمـُــرْ سيدنا نوح عليه السلام، ولو كان الأستاذ طارق عزيز كما يقول وفيق (من ألد أعداء العراق) لما بقيَ لــــــ10 سنوات في أقفاص الأسر مع رفاقهِ الأسود يدافعون بصلابة عن العراق وقراراته في الحرب العراقية الإيرانية والذين أدهشوا بها الدنيا، ولكان الآن مع العملاء والخونة في (لندن) ينعم بحياة العمالة والجاسوسية التي ينعم بها من وصفه، إن وطنية الأستاذ طارق عزيز وخدمته للعراق وتضحيته بعمره وشبابه في رسم السياسة العراقية وتحمله المسؤولية جعلت أعداء العراق (أسياد وفيق) يوغلون بحقدهم عليه رغم تقدمه بالسن، فيكفي الأستاذ طارق عزيز والأستاذ المرحوم سعدون حمادي (عقل السياسة الاقتصادية العراقية) إن ســـــُطِرتْ أسماؤهم بماء الذهب مع من خدم العراق وتفانى من اجل دفع العدوان والاحتلال عن الوطن، والذي كان وفيق احد أسبابه والتي سآتي ذكرها لاحقا،
ولو كانا [الأستاذ طارق عزيز والدكتور سعدون حمادي] لعبة بيد سيدهم –  كما يقول وفيق - فان سيدهم هذا عراقي عربي وقال له وفيق يوما من الايام (سنموت تحت حذائك)، أما وفيق فأصبحَ لعبة دنيئة بيد أعداء العراق يُعينهم وبكل قوة على تدمير العراق.
في الصفحة 173-174 وفي معرض حديثه عن العلاقة مع مصر العربية وفتح قنوات استخباريه فيها يقول وفيق ...
((واستمر الحال هكذا وفي يوم متأخر من عام 1981 أقدم أفراد طاقم طائرة نقل من نوع جامبو (بوينغ747) تابعة للقوه الجوية الإيرانية على الهروب بطائرتهم إلى مصر................عند استماعنا إلى الخبر قلنا لابد إن يكون لدى هؤلاء الطيارين معلومات حديثة عن أوضاع القوة الجوية والأوضاع الإيرانية ولابد لنا من التحرك بصرف النظر عن الموقف السياسي............وقد أبرقت إلى ملحقنا في الخرطوم ............وقد اقترحت إن نرسل اثنين من ضباط ركن المديرية (لكون الظروف القتالية لا تسمح لي بالمغادرة) في مطلع العام 1982 وتقرر إيفاد كل من العقيد الركن صالح محيسن العلي والمقدم الركن حسين علي السامرائي ............وكما توقعت عاد الاثنان في حالة الارتياح الشديد.......... فقد قمت بعد ذلك بزيارة القاهرة أنا والعقيد الركن صالح محيسين العلي واستقبلنا استقبالا حارا في المخابرات الحربية ..............))
يردد وفيق كلمات تجعل من يقرأ لهُ يشعر بأنه الموجّه والمُحرّك لكل مفاصل الاستخبارات العسكرية لا بل الدولة العراقية والقيادة العامة!! حيثُ نسى وفيق بأنه هو كان في تلك الفترة أي عام 1981-1982 برتبة رائد ركن ضابط قسم إيران، وهو اصغر تشكيل في تنظيم المديرية (قسم – شعبة - معاونيه دائرة - مقر المدير العام)، ولو نلاحظ إن وفيق يُسمي في كتابه (ضابط قسم إيران) عند الحديث عن نفسه (مدير قسم إيران)!! حيث بقيت غصة في نفسه أن يقال له السيد المدير, فنراه يستخدم عبارات:
(لابد لنا التحرك بصرف النظر عن الموقف السياسي..........!)
(أبرقت إلى .......!)
(اقترحت إن نرسل اثنين من ضباط ركن كون الظروف القتالية لا تسمح لي بالمغادرة .........!)
وكأنه القائد العام الذي لا يُستغنى عنه للحظات!!! وهو بهذا يريدُ أن ليوحي لأسياده بأنه على قدر كبير من الأهمية، ونسي إن الكثير ممن شهدَ تلك الفترة، والحمد لله، أبقاهم الله أحياء ليفضحوا كذبه وينشروا غسيلهُ القذر على الملأ ، فضباط الركن الاثنين الذين اقترح وفيق إرسالهم ! لعدم قدرته على المغادرة بسبب الظروف القتالية! هم بالحقيقة مسؤوليهِ المباشرين...! وهو يستلم توجيهاتهُ منهم دون نقاش، ففي ذلك الوقت كان العقيد الركن صالح محيسن العلي هو مدير شعبة إيران الذي يتبعه ويرتبط به الرائد وفيق ضابط قسم إيران! ( والذي أزاحهُ وفيق من منصبه بطرقه الملتوية وأصبح مدير لشعبة إيران بدله وهو برتبة رائد ركن !) فكيف يقترح وفيق إرسال مدير شعبته ومسؤولهُ المباشر كون الظروف القتالية لا تسمح لضابط القسم مغادرة العراق؟! ولكن نفس هذه الظروف!! تسمح لمدير شعبة إيران مغادرة العراق؟؟
وفيق كالضفدع ينفخ نفسه!! ويحاول إن يكبّر نفسه كالبالون!! ونسي إن البالون عندما يعطى كمية من الهواء تفوق قدرته الاستيعابية لابد ان ينفجر يوما
وفي الصفحة 175 يقول ايضا
((وفي مطلع العام 1984 ذهبت مع مدير الاستخبارات اللواء الركن محمود شكر شاهين إلى القاهرة.......... ووفقا لذلك أرسلوا إلى بغداد اللواء أركان حرب حسين البدهوي والعميد أركان حرب فؤاد ..........أراد مدير الاستخبارات اللواء الركن محمود شكر شاهين استخدامهم لإغراض العمل الاستخباري نتيجة شعوره بالنقص من عدم امتلاكه أية خبرة استخبارية ............... ومعروف بعدم قدراته الفكرية ......)))
التعليق ...
يلاحظ السادة القراء والمتابعون إن وفيق (والذي هو برتبة صغيرة) يقوم بتقييم قادة قادته، وهم أعضاء القيادة العامة وقادة الفيالق والفرق، وأمري الألوية، الذين شهِدتْ لهم سوح الوغى بتخطيطهم وقيادتهم الفذة للمعارك! مع أنهُ لم يخدم مطلقا ولو ليوم واحد في مناصب قيادية لا في جبهات القتال ولا في دائرته، ولم يُشارك في أية معركة فعلية في خطوط الجبهة الأمامية أو الخلفية، و رغم كل هذا نراه ينتقص من شجاعة القادة الكبار التي ثبتت شجاعتهم في قتال العدو وجها لوجه، ونراه ينتقص من خبرة كل مدراء الاستخبارات العسكرية العامة الذين توالوا على إدارة دفة المديرية في اخطر مرحلة من مراحل العراق!!! وكأنه القائد العام للقوات المسلحة!! يقيم أداء المدراء والقادة !!!  ولو تطالعوا الكتاب، وما كتبه، لوجدتم إن الوحيد الذي يمتلك الخبرة والذكاء الاستخباري هو وفيق عبجل!! والوحيد الذي يمتلك الشجاعة الخارقة هو وفيق عبجل!! - كما يدعي -  رغم أن شجاعتهُ معروفة جداً  من قِبل ضباط المديرية.
أما مدرائه  ومسؤولية المباشرين منذ إن كان ملازما في احد مراكز الاستخبارات، فهم من غير خبرة ولا دراية كما يدعي  وفيق، فالجميع يعرف إن اللواء الركن محمود شكر شاهين هو مفخرة القوات المسلحة العراقية فقد شغل مناصب عدة حققت للعراق إنتصارات كبيرة على العدو الإيراني الذي يمتدحه وفيق في كتبه، فقد قاد معارك ضارية منذ إن كان أمراً للواء المدرع العاشر مفخرة ألوية الجيش العراقي، وكان من ذوي السمعة الطيبة والسريرة الصافية،  ولم يسلم اللواء محمود من شر وفيق وتقاريره السرية، ومن حقد وفيق وغله على اللواء الركن محمود شكر شاهين أنه أراد إن يوصله لحبل المشنقة بحجه عدم اهتمامه بمعلومات جهاز المخابرات التي تخص نوايا احتلال الفاو عندما رفع تقريراً سرياً للرئيس بهذا الأمر، و ليس بغريب على العملاء إن يطعنوا بالقادة الأبطال الشجعان لتشويه سمعة هذا الجيش العظيم خدمة لأسياده و بسبب عقدة العمالة التي تلازمهم وستلازم ذريتهم إلى يوم يبعثون..
ويقول في الصفحة 188 وفي معرض حديثة عن أبناء المدن والعشائر العراقية في الجيش...
((........ أنهم ينزعجون من سامراء لأنها مركز قوة حزب البعث في فتره ما، وإنهم يرون أنها مصدر تحريض عليهم (وهم بذلك يفكرون صحيحا) ويعتقدون أنها من حلقات الربط الهمة مع الكرد والشيعة ..........))
التعليق :
 إن حقد وفيق على العراق ومحاولته تدمير الوطن بدفع من أسياده واملاءات الأجهزة الاستخبارية التي يعمل لحسابها، لم تسلم منه حتى مدينة سامراء العريقة، وإلا بماذا نفسر قوله هذا بان سامراء مصدر تحريض على نظام الحكم ويعقب (وهم بذلك يفكرون صحيحا)؟؟ هل كان يريد إن يحرّض القيادة السياسية على مدينة سامراء وأهلها الأوفياء! والتي تضم خيره أبناء القوات المسلحة ومسؤولي الدولة الوطنيين؟ آلا يكفي انه وشم المدينة التي قارعت المحتل وأثبتت وطنيتها بعار هروبه من الخدمة والتحاقه بالمرتزقة والعملاء؟! وعودته برفقة القائد الأمريكي المحتل؟!.. يا وفيق ستبقى سامراء عصية على عملاء المحتل فقد تبرّأ أعمام وفيق وعائلته منه فور التحاقه بصفوف الخزي والعار الذي ارتضاه لنفسه، فسامراء فيها من الوطنيين ما يكفيها  من ضباط الاستخبارات العسكرية العامة والجيش العراقي والقادة السياسيين فقد كان رئيس ديوان الرئاسة ورئيس الوزراء الأستاذ احمد حسين خضير السامرائي في مقدمة رجال الدولة في الحكم الوطني وكان من خيرة المدافعين عن المدينة بعد احتلالها من قبل (أسياد وفيق) في وقفته المشرفة في أقفاص الأسر، عندما اســـــــــتُـــقدِمَ قسراً للشهادة ضد رفاقه وقائده و رفضَ رفضاً قاطعا أمام مرأى ومَسمَعْ العالم، حيث قال: ((ليس لدي شهادة ضد قائدي و رفاقي فانا جزء منهم ومن مدينتي سامراء فماذا أقول لأهلي ومدينتي إن شهدت شهادة باطلة ضد رفاقي فهل بعد هذا العمر, الحق عارا بعشيرتي ..فلا شهادة لدي ضد الحكم الوطني)) ... فتحية لرجل سامراء الأسير احمد حسين خضير السامرائي ,,, فأين عداوة النظام لمدينة سامراء إن كان اقرب منصب لرئيس الجمهورية يتنسمه بفخر رجل من رجال سامراء الأبطال ؟
وفي الصفحة 194 يقول
((ويؤكد صدام على شمول ضباط الأجهزة الأمنية والاستخبارية بتنفيذ هذه الإعدامات وقد روى لي ضابط ركن في الاستخبارات انه استدعي في العام 1983 من قبل ضابط امن المديرية ...................ومن هناك تحركوا سوية إلى منطقة صحراوية قرب بحيرة الثرثار وبعد إن ترجلوا من السيارة شاهدوا حفرة كبيرة تمت تهيئتها بواسطة احد الشفلات (وحدة حفر هندسية) ووزعت على الضباط بنادق كلاشنكوف ............انزل منها عدد من الأشخاص وهم معصوبوا العيون وأيديهم مكبله إلى الخلف..... باشر الضباط بإطلاق النار على المعتقلين من الأعلى وإبادتهم وبعد ذلك تم ردم الحفرة بالتراب من قبل (الشفل) وقد سالت الضابط ماذا كان شعورك ((فقال ليس هناك من حل سوى إن أنفذ مرغما .............. وفي ذات مرة من عام 1981 استدعاني مدير الاستخبارات إلى غرفة القيادة الرئيسية قائلا يا وفيق إن امن المديرية يشكون من انك الوحيد بين ضباط الاستخبارات الذي لم يذهب للمشاركة في الإعدامات .................................... قال أنها توجيهات الرئيس فاذهب صوريا وخصوصا إن الضباط المطلوب حضورهم هذه المرة أكثر من المطلوب إعدامهم فذهبت وكان عدد الذين يراد إعدامهم خمسة أشخاص من العسكريين))
التعليق ...
قدم وفيق مطلع حزيران من عام 1982 مقترحا إن تشكل فرقة للإعدامات خلف خطوط القطعات في الجبهة لتقوم بتصفية الضباط والجنود المنسحبين من المعركة  فوراً ، ولما كان مدير الاستخبارات العسكرية العامة [الفريق الركن ماهر عبد الرشيد ] يعرف نوايا وخبث وفيق فقد شتمه كالمعتاد وأخرجه من غرفته وهو يتصبب عرقاً، فازداد حقد وفيق على مدير الاستخبارات، ولم يثني رد مدير الاستخبارات العسكرية وفيق عن غاياته فقد التف على ضابط امن مديرية الاستخبارات العسكرية وقدم له التقرير وقال له: ((اتصلت بحسين كامل وأبلغته المقترح وأمرني إن يرفع التقرير عن طريق ضابط الأمن واخبرني إن لا يبلغ احداً)) .. وبالفعل رفع التقرير عن طريق ضابط الأمن إلى حسين كامل والذي تبناه على عاتقه واستحصل الموافقات على تشكيل تلك الفرق فكان هذا المقترح براءة اختراع لوفيق عبجل منحه اياه حسين كامل، ومنذ ذلك اليوم بدأت علاقة وفيق تتوطد مع حسين كامل, وأصبحَ اتصال وفيق بحسين كامل مباشر من غير وسيط!! يرفع له التقارير الخاصة بضباط المديرية التي يعتقد وفيق أنهم حجر عثرة في طريق صعوده، ولكرهه الشديد لمدير الاستخبارات العسكرية العامة الفريق الركن ماهر عبد الرشيد، والذي كان يشتم وفيق طوال الوقت ويقيمه ويقعده بكلمات نابيه ك ابـن الـــ( )!!!  فقد كتب وفيق ضدهُ العديد من التقارير وكان منها ما ذكرته في الحلقة الثانية من قراءتنا هذه عندما قال الفريق ماهر لوفيق عند اكتشافه لتقاريره السرية التي يرفعها ضده ( إن الذي يتجسس على إخوتهُ يا وفيق, أما مأبونٌ أو عجمي )، ولم يكن وفيق يستطع إن يواجه الفريق ماهر! لجبنهِ ولقرب الفريق ماهر من الرئيس، فما كان منه إلا إن التف من الخلف كعادته وبدأ بصب تقاريره الملفقة على مديره العام، لقد كان وفيق يخاف الفريق ماهر عبد الرشيد خوفاً شديداً وجميع ضباط الاستخبارات العسكرية يعرفون ذلك، وما القصة التي تحدث بها وفيق عن الإعدامات (نقلا عن احد الضباط!) ما هي إلا حادثة  نفذها بنفسه وكان احد الحاضرين المنسقين لها فوصفها بالدقة المتناهية التي قرأناها، وستبقى دماء ضباط وجنود الجيش العراقي الباسل الذين خانتهم شجاعتهم أثناء المعارك الضارية [لأسباب بشرية محضة ممكن أن تحصل لأي بشر] وقرروا الانسحاب ولقوا حتفهم من قبل فرقة الإعدام، ودماء ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة  الذين سيقوا الى حبال المشنقة والذين وشى بهم وفيق زورا وبهتانا من خلال اتهامهم بتقاريره السرية بانتمائهم إلى خلايا تجسسية وعدم إيمانهم بقيادة الرئيس و رفعها وفيق إلى حسين كامل، ستبقى هذه الدماء برقبة وفيق إلى يوم الدين ((يوم لا ينفعُ مال ولا بنون))...
وسنستمر في فضح الاكاذيب الملفقة في هذين الكتابين في الايام القادمة إن شاء الله
*****************

الحلقة رقم (7)


ســــئِــلَ الزعيم الألماني هتلر : مـَــنْ هم أحــــقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟!
 فأجاب: ((أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم))
إن العملاء والخونة يَمتهِنونَ دعـــارة مِنْ نوع خاص! إنها دعارة الدجل والكذب والاحتيال وتشويه الحقائق، لأن دعارتهم هذهِ تؤذي أوطانهم وشعوبهم أكثر مما يؤذيها قصف همجي وإحتلال أجنبي، إن من يُعطي معلومات في كتابهِ تمِس الأمن الوطني القومي العراقي، ويضع الحلول لتدمير البلد وتفتيتهُ و زيادة الخناق عليه من قبل الأعداء، لهو أرذل بكثير ممن يَمتهن الدعـــارة.
وقبل أن أبدأ بسرد التفاصيل، انوّه واطمئن كل إخوتي وزملائي ضباط الجيش العراقي الباسل وضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، أولئكَ الفتية الشجعان الذين امنوا بربهم فزادهم هدى، والذين راسلوني يشدّون من أزري، و يطلبون مني الكشف عن المزيد المزيد من الحقائق، أعاهدهم باني لن أنسى واحدا منهم في ردي هذا، ولن أتردد في كتابة كل ما عرفتهُ وعاصرتهُ وقرأتهُ وسمعتهُ مِنْ أحداث عن أعمال وفيق وتأريخ الاستخبارات العسكرية الذي حاولَ وفيق تشويههُ وطمس معالمهُ؛ وستكون تلك المعلومات الخاصة بالرد على كتابي الدجل والكذب والتلفيق ومعاونة الأعداء على الوطن، من منابع المعلومات التي شهدت وعاشت في قلب تلك الأحداث، مِنْ قادتي  أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة، وقادة الفيالق وزملائي في المديرية، إن كانَ قبل احتلال العراق أثناء عملنا سوية في المديرية وما تهامسنا به حينها، أو بعد احتلال العراق الجريح بفضل العملاء والمرتزقة المأجورين.
كما أنني أريد أن أنوه للقارىء الكريم أن وفيق قام بتأليف هذين الكتابين في سنة 1997 وهذا حتى لا تتناقض الاحداث التاريخية في ذهن القارىء الكريم.
إخواني الأفاضل، لقد لاحظ بعضكم إنني ابتدأتُ بكتابة عنوان سلسلة مقالاتي باسم وفيق (عجيل) السامرائي ثم عدتُ بعدها وكتبتها باسم وفيق (عبجل) السامرائي! وأحب أن أحيطكم علماً إن بعض المواقع راسلتني  للاستفسار عن الخطأ الوارد في كتابة اسم صاحب الكتابين (وفيق عبجل و وفيق عجيل)!! وقد يسأل بعضكم هذا السؤال أيضا؟  فأجيبكم بما يلي:
إن إسم وفيق الصحيح والحقيقي هو: وفيق عبجل السامرائي وليس وفيق عجيل السامرائي!!!!! حيثُ نرى إن هذا الشخص غدرَ بالجميع ومن ضمنهم والده! حيثُ انه قام بتغيير اسم والدهُ، تخيلوا إخواني هذا الشيء؟ وفيق يشمئز من اسم الإنسان الذي كان لهُ الفضل الأول، بعد الله عزوجل، بوجودهِ من العدم! وقد قامَ وفيق (وبكل صلافة) بتغيير اسم والده! وكأنهُ (أي وفيق) إحدى  فنانات الرقص الشرقي التي تريدُ لها اسم شُهرة رنان يُخالف اسمها الحقيقي! وقد نعذر الراقصات والفنانات لهذا السلوك لأسباب تعود لهُن ولا مجال لذكرها هنا ولكن كيف نعذر وفيق على هذا؟ لأن الذي يغير اسم والده، بعد وفاته، (لأنه يبدو أنه يستحي من أسم والده) لا نستغرب أبداً منه كل هذه العمالة ونكران الجميل والحقد والأنانية، فقد خان والده وتنكر له، فكيف لا يغدر بوطن وشعب وقادة ورفاق سلاح؟!
الان في الصفحة  202  وتحت عنوان الأجهزة الخاصة يقول وفيق:
((ولكي تنتبه قوى المعارضة الوطنية خارج العراق ومنها إلى قوى المعارضة داخل العراق وتستوعب طبيعة ووسائل وإمكانات الأجهزة الخاصة....................... لابد من التطرق إلى بعض التفاصيل المفيدة..................لا شك إن العديد من مفاصل هذه الأجهزة بل كافة الأجهزة سيعاد النظر في وجودها............ فلسنا بحاجة إلى كل هذه الأجهزة ................))
التعليق:
تثبت كلمات وفيق في هذه الصفحة انه احد المخربين ومن غربان الشر الذين دمروا العراق وجيشه ومؤسساته وأجهزته الأمنية الوطنية، بل أنه كان المعول الهدام فيها، حيثُ استمرَ دورهُ الخبيث بعد هروبهِ من الخدمة والتحاقه مباشرةً بأسياده اللذين أخلص لهم، حيثُ أصبح تحت رحمه سراويل عملاء إيران، تابعا رسميا مكشوفا ذليلا لهم، فبدأ من جديد ينفخُ سمومهُ على أبناء بلدهِ، فقدم خدمات كبيرة لأسياده في العمالة، حيثُ قدمَ وفيق النصحَ الى أسيادهِ، قبل الإحتلال، واقترحَ على أسيادهِ والعملاء الذين احتضنوه بضرورة تفكيك الجيش والأجهزة الأمنية العراقية ليكون العراق لقمة سائغة لأعدائه، ومسرحاً لتصفية حسابات الأجهزة الاستخبارية العالمية، ولتستمكن منه إيران، لأنه يعلم إن اشد ما يخيف إيران وعملائها وجود جيش عراقي قوي، ذلك الجيش الذي ذاقت إيران الويلات والهزيمة المرة على يده، ولهذا نراه يقدم نصيحته حيثُ قال (لسنا بحاجه إلى كل هذه الأجهزة)...  ، فكيف تكون العمالة إذن؟
وفي الصفحات (203-204-205-206-207 ) قدّمَ وفيق معلومات مفصله عن أجهزة الدولة الأمنية المسؤولة عن الأمن الداخلي والأمن الوطني القومي ومنها مديرية الاستخبارات العسكرية العامة التي كان ينتمي إليها حيث قال في فقرة مديرية الاستخبارات العسكرية العامة:
((تعتبر أكفأ جهاز في التجسس الخارجي ولها ضباط ومستخبرون بواجهات مدنية في سفارات بعض الدول الأردن –تركيا- إيران.... تنصب جهود الاستخبارات منذ أواخر العام 1994 على متابعه أعمال المعارضة في المنطقة الشمالية من خلال منظومتي استخبارات المنطقة الشمالية في الموصل والمنطقة الشرقية في كركوك أو الشعبة الثالثة ( شعبة الأكراد- في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ........................))
التعليق :.
إن قول وفيق بان الاستخبارات (تتابع أعمال المعارضة في الشمال منذ عام 1994) فهذا إدعاء كاذب وهو يعرفه تماما، وضباط المديرية ومعاونية إيران وضباط الشعبة الثالثة ومديرها يعلمون أيضا أن مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، ومنذ العام 1987 عندما أصبح وفيق المعاون الخامس لمدير الاستخبارات العسكرية (لشؤون إيران والشمال)، قد ارتبطت الشعبة الثالثة الخاصة بالشمال (المسؤولة عن المتمردين الأكراد) المختصة بمتابعة المنطقة الشمالية وعملاء إيران المتعاونين مع العدو الإيراني بوفيق شخصيا منذ ذلك العام (اي 1987)، وكانت الشعبة الثالثة (شعبة الأكراد) تتلقى أوامرها وتوجيهاتها من وفيق معاون إيران والشمال  شخصيا!!! وتذهب جميع المعلومات الواردة من شعبة الشمال (الشعبة الثالثة) الى العقيد وفيق عبجل وهو من يــُـعِد تقاريرها النهائية!! ومقترحاتها  قبل رفعها إلى أمانة سر المقر وبتوقيعه!!  بالإضافة إلى إن كل منظومات الاستخبارات خلال الحرب العراقية الإيرانية المختصة بشؤون الشمال (المنظومة الشرقية والمنظومة الشمالية) تأخذ تعليماتها وتوجيهاتها من وفيق حصرا!!! وقد  أطلق  وفيق على حزب الطلباني في مراسلات وكتب وتقارير معاونية إيران والشمال  بــ(عملاء إيران) وعلى حزب مسعود البرزاني بـــ(أدلاء الخيانة)!!!!! وقد اعتمدتْ  هذه التسميات التي أطلقها وفيق منذ العام 1987 في مُكاتبات وتقارير الاستخبارات العسكرية العامة بموافقة القائد العام!.. ويوجد الكثير من النسخ عنها، فهل تغير شيء ما ليقول في كتابه الأثيم: (تنصب جهود الاستخبارات على الشمال من خلال المنظومات (وشعبة الأكراد في مديرية الاستخبارات) وأنني أسأل إخواني زملائي في المديرية: هل توجد شعبة في المديرية بعد عام 1987 ترتبط بالمديرية أو المدير مباشرة؟ أم إن كل الشُعب ترتبط بالمدير العام عن طريق المعاون المختص الذي تتبعه الشعبة المختصة؟ الجواب هو: كلا! إذن لماذا يُغير وفيق في هذا الأمر بهذه الصورة؟ انه الخوف من أسياده طبعا، ولتلميع وجهه أمام أسياده الصغار الذين ارتمى تحت سراويلهم طالبا الصفح والسماح بان يكون احد مرتزقتهم.
 وبعد إحتلال العراق، نرى وفيق قد أعطي الضوء الأخضر بنصب المصائد لضباط الجيش من خلال دعوتهم لمؤتمرات ألفية برعاية رئاسة الجمهورية كما يسمها ويفخر بها الآن، وقد عقد وفيق مؤتمرات الخسة  والغدر  مُستدرجا ضباط الجيش العراقي ممن لا يعرفون حقيقته (ولا أظن إن احد لا يعرف حقيقة وفيق) بحجة منحهم رواتب تقاعدية , ومن خلال تدوين عناوينهم الخاصة وأرقام هواتفهم للاتصال بهم، وبالتالي يبلغ وفيق أسياده فيرسلون مليشياتهم الخاصة لاغتيال الكثير منهم بعمليات خسيسة غادره راح ضحيتها خيرة ضباط قواتنا المسلحة خاصة الذين يعتبرهم وفيق أعدائهُ الشخصيين لأنهم يملكون من المعلومات والحقائق عنه وعن خسته ما يخاف إن يظهر للشعب.
قدمَ وفيق في الصفحات المذكورة أعلاه، تقريراً شاملاً عن جميع الأجهزة الأمنية العراقية، ومنها مديرية الاستخبارات العسكرية العامة التي أوصى بتفكيكها، فقد خان شرف الأمانة والمسؤولية التي اقسم بها يوم تخرجه من الكلية العسكرية وانتمائه لمديرية الاستخبارات العسكرية العامة، مما عرّضَ الأمن الوطني القومي العراقي للخطر؛ وهنا يجب أن يُطرح سؤال؟ إذا كان وفيق قد قدم هذه المعلومات الكبيرة لأسياده في كتاب تم توزيعه لعامة الناس، فكم من المعلومات التي تكشف امن البلد وتجعله لقمة سائغة لضباع وخنازير المحتل قد أدلى بها إثناء لقائه بأسيادهِ بالمخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية بعد هروبه؟ لقد خان وفيق العراق الخيانة العظمى ويستحق اللعنة إلى يوم الدين، فالعراقي الوطني الغيور على وطنهِ، لا يجوز له إن يعرض امن بلده وشعبه للخطر الكبير حتى وان عارض نظامه السياسي، أما وفيق فهو لم يأبه حتى للشرف والعرض بتقديمه هذه المعلومات المفصلة عن أجهزة الدولة الأمنية للعلن والناس!!   فكم من المعارضين كانوا على قدر كبير من الشرف وجنحوا للصمت حتى لا يتعرض العراق للخطر، وتعاملت معهم الدولة كمعارضين أكفاء لأنهم رفضوا إعطاء معلومات تمس امن الوطن والمواطن، إلا إن الوضيع لا يمكن إن يكون بموضع الاحترام أو يفكر بأمن البلد وهو الذي كان  يبيع أمن البلد ومنذ سنين طويلة!  لأن وفيق فقد كل شيء حتى.... ؟ لقد خان الأمانة بكل ما تعنيها الكتب السماوية والأديان واللغات! وتبرأ حتى من عمله الوحيد الذي يفاخر به بعض الأحيان، فقد طعن دائرته التي أنشأته واكل من ملحها وزادها.
في الصفحة 305 يقول وفيق
(( ملجأ العامرية الذي هاجمته طائرة أمريكية استخدم جهاز المخابرات جزءا منه لإغراض المديرية العامة للأمور الفنية والمديرية العامة للأمور الإدارية التابعتين له اللتين يرتدي إفرادهما ملابس زيتونية وبذلك تسببوا بمقتل مئات المدنيين الأبرياء في الأجزاء الأخرى من الملجأ..................................فان تستر المخابرات بالمدنيين كان جريمة كبرى))
التعليق :
في يوم 13شباط 1991 قامت طائرتين أمريكيتتن نوع F-117 بشن غارة خسيسة جبانة على ملجأ العامرية وسط مدينة بغداد، تم إستهداف ذلك الملجأ المدني بقنابل ذكية تحمل حقد وكره إسرائلي على كل شيء جميل في الحياة، وقد تم إستهداف ذلك الملجأ الذي يحتمي به المدنيين العزل، فاستشهد أكثر 400 عراقي جميعهم من  النساء والأطفال والشيوخ.
 إلا إن وفيق يُردّد (بكل غباء) ما يقوله العملاء وأعداء العراق ليُبعد عنهم عار الجريمة الكبرى التي راح ضحيتها مدنين أبرياء  اعتادوا الاحتماء بالملجأ من هول القصف الأمريكي الغادر في أماكن هيئتها الدولة منذ الحرب العراقية الإيرانية للمدنين، وهو بقوله هذا يُعطي  مبرراً لأسيادهِ الأمريكان باستهداف الملاجئ المدنية الآمنة التي  يستخدمها المواطنون العُزل، هذا هو مستوى العمالة لوفيق فنراه يقول: ((إن الأمريكان كانوا على حق وان المخابرات العراقية هي التي كان يجب عليها إن تبتعد عن مواطنيها)) فهو يكذب كعادته وهو أكثر الناس معرفةً بأن هذا الملجأ لم يُستخدم من قبل أجهزة الدولة ......... إخواني أنني كلما أتعمّق في القراءة ازدادُ ازدراءاً لوفيق وأتيقن من إنه كتب ما أملاه عليه أسياده
في الصفحة 324 -325 يقول وفيق:
((صدر القرار 661في 6اب 1990 بفرض عقوبات تجارية شاملة على العراق ولو طبق هذا القرار سابقا وحاليا أو لاحقا بصورة جدية وحازمه لكان من المستحيل على النظام الاستمرار بالحكم فالإنتاج المحلي لا يكفي للقدر الأدنى من الاستهلاك لكافة الوقود الأساسية عدا النفط ....................ولو طبق الحظر....لامكن .............. ارتفاع أجور النقل وارتفاع لأسعار كافة المواد .................إلا إن عدم التطبيق الجدي للقرار بترك مرونة ما تجاه عدد من الأطراف أفرغت بعض الجوانب المهمة من محتوياتها.... لو اعتمدت العقوبات نظاما آخر يتضمن منع الصادرات العراقية كليا لحرمان النظام من الحصول على العملة الصعبة كليا .............. ))
التعليق ...
هنا إخواني في هذه الصفحات نرى وفيق يُحرّضْ أسيادهُ الأمريكان ومن تحالف معهم على استمرار الحصار الاقتصادي على العراق وكأنهُ وزير خارجية الكويت، ويُعطي لهم تصوراً كاملا لسحق العراق وشعبهِ تحت حصار جائر ظالم لم تشهده البشرية أبداً.
وعلى الرغم من إن الحصار الاقتصادي عانى منه شعب العراق الأمرين، وحرمهم من الغذاء والدواء، وكل وسائل التقدم والعلم التي وصل إليها العالم الحديث، وأدى إلى وفاة مليون ونصف المليون طفل بسبب سوء التغذية ونقص الدواء، كما ادى بهبوط الحياة الكريمة، وأدى ذلك الحصار إلى تفشي الأمراض وظهور إمراض المجتمع بشكل مزعج جداً، كل ذلك وأكثر منهُ، فأننا نرى وفيق  يشجع الأمريكان  على استمرار الحصار وتضييقهُ ويُبدي عدم رضاه عن آلية الحصار!! ويطلب منهم زيادة الخناق على الشعب وتنفيذ الحصار بصورة صارمة !! لأنه يرى إن ما حصل للعراقيين بسبب الحصار لا يكفي من وجهة نظرهِ (الحاقدة) لسحق شعبه !!!!!!!!!!! , وهو يعلم تماماً إنه بعمله هذا قد دمر الشعب الذي "يدافع عنه" زورا وخرج لمعارضة نظام الحكم الوطني من أجل ذلك الشعب!!
إن أرواح أطفال العراق الذين قضوا نحبهم  بسبب الحصار الجائر الظالم سوف تظل تطارد وفيق أينما حل وذهب!
فقط لنتصور نفسية هذا الجاحد على أبناء شعبه وكيف سمحت لهُ نفسه المريضة إن يقدم مقترحه هذا إلى  دوائر المخابرات العالمية وينصح بتشديد الحصار الذي فتك بأهله وأقاربه وشعبه وكأن شيئا لم يكن!  نسى وفيق إن مصير وأرواح أطفال العراق الشهداء ليس لعبة بيده , يحقق بها مآربه في العمالة والجاسوسية والوصول، فكيف لا وهو الذي قتل أسير صبي بدم بارد ليزداد حظوة لدى الرئيس بحجه دمه الحار!  الذي جعله لا يحتمل إن يرى طفل يمس شخص الرئيس؟
في الصفحة 227 -228 وتحت عنوان فكرة احتلال بلدة غربي العراق يقول وفيق:
((جرى طرح فكرة في بعض الأوساط الأمريكية لاحتلال مدينة عراقية (غربي العراق) ومساومة النظام عليها للانسحاب من الكويت ......................وقد جرى تكليف الأركان العامة للقوات المسلحة ومديرية الاستخبارات العامة بدراسة المعلومات ......................إن استبعاد هذه الفكرة بشكل سريع من قبل القيادة المركزية الأمريكية ( لم يكن في محله )..........))
التعليق :
مطلع عام 1991 وقبل بدء القصف الجوي الهمجي المتوحش من قبل أعداء العراق، وصلت معلومات إلى القيادة السياسية العراقية، عن طريق إحدى الدول الصديقة، بأن قوات التحالف ستقوم بإنزال جوي، كالذي حصل في قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية فيما بعد، على إحدى مدن العراق الغربية بقصد عزلها عن العراق والتمركز فيها، والإتيان بشلة العملاء والمرتزقة  لتشكيل حكومة ظل هناك، وقد أمر القائد العام للقوات المسلحة إن تقوم رئاسة أركان الجيش ومديرية الاستخبارات العسكرية بتشكيل لجنة لدراسة المعلومات التي حصلت عليها القيادة السياسية، وشُكِلتْ اللجنة وأخذت طريقها في وضع الحلول اللازمة في حال وقوع هذا العمل، والحمد لله، فقد حفظَ الله العراق من شرِهم حينها، ولم تنفذ خطة المعتدين.
 أما مستشار عملاء إيران وفيق فمنزعج !! من إن الحلفاء لم يقوموا بتنفيذ خطة قطع جزء من العراق!! ويقول في كتابه إن (عدم تنفيذهم لهذا المخطط لم يكن بمحله) وبكلامه هذا  يتبين انه  من أوائل العملاء الذين  شجعوا على احتلال العراق وكان من اشد العملاء حماساً للشروع بالاحتلال من قبل الأمريكان، وتفتيت العراق إلى دويلات صغيرة متناحرة ليفقد العراق هيبتهُ وقوتهُ من خلال إضعافهِ ... فتباً للعملاء الذين سعوا في خراب العراق العظيم
وفي الصفحة 235 يقول وفيق:
((..............فالنظام يحتفظ بتشكيلات تحتاج إلى أكثر من نصف مليون عسكري..............وإذا أخذنا بنظر الاعتبار وجود أكثر من خمسة آلاف دبابة , ناقلة أشخاص مدرعة ومدفع متوسط وثقيل , حاليا بحوزة النظام إضافة إلى القوة الكيميائية ,والبايولوجية والصاروخية التي يخطأ خطأ فادحا من يوهم نفسه أنها دمرت ............ يمكن استكشاف الخطر الذي ينتظر المنطقة)) .
التعليق :
يصرُّ وفيق ويحرّض أسيادهُ على معلومة امتلاك العراق للأسلحة الكيمائية!! وهو يستخدم نفس مصطلحات الأعداء التي استخدموها بحجّتهم الواهية لاحتلال العراق وتفتيته من خلال ادعاءهم امتلاك العراق للأسلحة المحرمة دوليا والتي كانت الحجة (الكاذبة) لاحتلال العراق، فالعراق وكما يعلم وفيق و منذ عام 1991 لم يعد له القدرة على استخدام الأسلحة الكيمائية ولا يملك خزين منها، ومنذ عام 1995 لم يعد للعراق أية قدرة على أنتاج  هذه الأسلحة حيث دَمّرَتْ فرق التفتيش المنشآت والمعامل التي استولت عليها حينها وهذا ما أكدته فرق التفتيش نفسها ومنظمات الأمم المتحدة التي يُحرّكها (أسياد وفيق)!! ويعلم وفيق جيدا إن هذه الأسلحة قد دمرها العراق قبل الحرب الجوية 1991 لتفادي تأثيرها على العراق في حال قصفها من قبل الحلفاء، فلم يعد للعراق القدرة على أنتاج الأسلحة المحرمة دولياً منذ عام 1991، أما ما بقيَ من مُقومات إعادة تصنيع هذهِ الأسلحة من مكائن ومعدات ومصانع فقد دمرتها فرق التفتيش الدولية بالكامل عام 1995 . ولكن بقي لدى العراق السلاح الأخطر من كل الأسلحة ذات التدمير الشامل والمعدات والمنشآت!! هذا السلاح هو العقول الجبارة النيرة والقدرات الوطنية التي تستطيع بناء العراق مرة أخرى! ولهذا إستمر الحصار الى 2003، ولم يهدأ لأعداء العراق بال الا عندما أفرغوا العراق من هذه الثروة العظيمة! ولهذا فقد تعاون وفيق مع أسياده في قتل علماء العراق من العسكريين والمدنيين ليفرغ  العراق من الكفاءات المهمة .
ويعلم وفيق تماما إن الأسلحة الكيماوية التي لا تقتل سوى (1%) من الأشخاص هي فقط ما يتملكها العراق، عِلماً إنهُ كان هو يقدم المقترحات تلو المقترحات إلى القيادة، باعتباره مسؤول إيران والشمال (ويعد التقارير والمقترحات بنفسه وكما اعترف) والتي تحدد الأهداف التي يجب قصفها (بالعتاد الخاص) حيث  أطلق وفيق تسميه العتاد الخاص على السلاح الكمياوي في المخاطبات الرسمية) على تجمعات حرس خميني ومقرات عملاء إيران. إلا انه  في كتابيه نراه يريد إن يتبرأ و يبعد عن نفسه مسؤولية إدارة معاونية إيران والشمال حيث انه لم يتطرق في كتابيه هذا عن المسوؤلية المباشرة عن ملف المتمردين الأكراد وارتباط الشعبة الثالثة (شعبة الأكراد) به مباشرة والتي (يعد تقاريرها ومقترحاتها بنفسه) إلا انه عاهد أسياده على تدمير العراق فادعى امتلاك العراق للقوة الكيماوية التي تهدد امن المنطقة .
في الصفحة 398 وتحت عنوان أمثله على التعامل مع القادة يقول وفيق
((ولم يعتبر عدنان من القادة أو الضباط المتميزين ........ازدادت حساسية عدنان من  القادة العسكريين من (أبناء الموصل) الذين اعتبرهم البدلاء المرشحين لإشغال منصبه (بجدارة) وخصوصا الفريق أول الركن عبد الجواد ذنون وكيل رئيس ديوان الرئاسة حاليا وفي شهر مايس 1986عقد اجتماع في غرفة عمليات القيادة العامة في القصر الجمهوري حضره كل من صدام ,عدنان ,الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل الفريق أول الركن عبد الجواد ذنون الفريق الركن هشام صباح الفخري واللواء الركن ميسر إبراهيم الجبوري وهؤلاء الأربعة من الموصل ,والفريق الركن شوكت احمد عطا , واستدعيت من قبل صدام لحضور الاجتماع (أنا برتبة عقيد ركن – مدير شعبة إيران في الاستخبارات العسكرية ) لمناقشة الوضع العسكري (شرق دجله )  وفي حديث عرضي اخذ الفريق هشام يثني على موقفي في معارك سقوط الفاو ........... فاصطدم بالعصب الحساس لعدنان الذي اخذ يتحسس من علاقتي الايجابية مع هؤلاء القادة ............وعندما وصل الحديث إليً طرحت رأيي بوضوح حول الموقف شرق دجله , فاعترض عدنان علي اعتراضا شديدا  مبينا إني مازلت برتبة صغيره ومن غير الصحيح طرح مواضيع بمثل تلك الخطورة , ولم ابتئس مما قاله عدنان لإدراكي بان لا وقع له أمام الحاضرين ,إلا أني فوجئت برد عنيف من صدام على عدنان قائلا (لا إن رأي العقيد وفيق هو الصحيح).................
التعليق :
الفريق أول الركن الطيار عدنان خيرالله نائب القائد العام وزير الدفاع ... من القادة اللامعين في صفوف القوات المسلحة العراقية، حين تقابله تشعر بدفء وطمئنينه لا تشعرها مع غيره، كان وزير الدفاع الشهيد عدنان خيرالله رحمه الله اقرب إنسان لجميع قادة القوات المسلحة وضباط الجيش،. حتى مَن لم تسنح له فرصة التعرف عليه عن قرب  كان يعشقه من خلال قصص القادة والضباط  والجنود، وقد كان الفريق أول الركن عبد الجواد ذنون من اقرب المقربين إليه وصديقه الشخصي ، وكان الشهيد عدنان خيرالله يحب ويحترم ضباط الموصل بالذات لحرفيتهم والتزامهم وأخلاقهم وكثيرا ما كان يصرح بذلك، وكان اشد ما يبغضهُ تدخل المدنيين بأعمال القوات المسلحة وخصوصاً عناصر الأمن الخاص، وكان الشهيد عدنان خيرالله يعتبر حسين كامل طارئ على القوات المسلحة ويعلم إن له جواسيس صغار  داخل المؤسسة العسكرية وبالطبع كان (وفيق) واحداً منهم، ينافقون على الوطنيين من أبناء القوات المسلحة؛ وقد سمعتُ من احد قادتي أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة  في عمّان الكثير عن مناقب الشهيد عدنان خيرالله وزير الدفاع مع جنود وضباط صغار، تُدلِل على سماحتهِ وفطرتهِ القيادية التي تحتمل الصغير قبل الكبير،  فكيف نصدق كلام وفيق بأنه لا يحتمل القادة الذين خاض معهم معارك النصر والعز وجمعتهم رفقة السلاح .
إن حقد وفيق على قادة الجيش الكبار الوطنيين (بسبب شعورهُ بالنقص أمامهم) هو ما يدفعه للكلام بسوء عن الشهيد عدنان خيرالله وزير الدفاع، حيثُ عاد وفيق هنا أيضا بالقول انه اسُتدعيَ من قِبل (الرئيس) شخصياً!!! لحضور اجتماع ضم هؤلاء القادة الأسود وهو برتبة صغيره!!! ولنفترض جدلاً أن ما قالهُ صحيح، أليس من حقنا إن نسأل: أين ذهبَ مدير الاستخبارات العسكرية العامة عضو القيادة العليا للجيش، حتى يطلب الرئيس شخصيا حضور وفيق إلى الاجتماعات؟!!!!! كم يشعر بعقدة النقص هذا المريض؟!!!  فهو، وطوال 6 سنوات عملتُ أنا فيها مُتنقّلاً بين مجموعة الاستخبارات –القيادة العامة –أمانة سر مقر المدير العام – شعبة إيران،   ولم أرى أو اسمع إن وفيق قد حضرَ اجتماعات قيادات الجيش العليا. وكيف يحضرها وبأية صفة ؟!
وفيما يخص هذا الموضوع بالذات، فأنني أريد أن أقول أنه كان من المعروف خلال الحرب العراقية الإيرانية ومنذ القدم إن الرئيس صدام حسين والفريق أول الركن عدنان خيرالله (إبن خالهُ وشقيق زوجتهِ وبالتالي خال أبنائه) هما  شخص واحد من ناحية الأوامر العسكرية وتنفذ تعليمات الفريق عدنان حرفيا مثلما تنفذ أوامر الرئيس، و يزينها حب ووئام بين الوزير وقادته العسكريين، فتصوروا يا إخواني إن الفريق الركن هشام الفخري، وفي اجتماع القيادة العليا للجيش!! وبخصوص أمر مصيري يتعلق بقاطع شرق دجلة!! والمعروف لدى قادة وضباط الجيش بأهميته!! يدخل بحديث جانبي يمتدح فيه (القائد الأعلى للجيش وفيق) ومواقفه ؟!! أيعقل هذا الكلام؟! والأفضع من كل هذا إن  لا بل عند إعتراض الفريق أول الركن عدنان خيرالله نائب القائد العام وزير الدفاع على كلام  مدير شعبة ايران (في الاجتماع المُلفق المزعوم) يقف هذه المرة القائد العام للقوات المسلحة مع وفيق !!!!!!!!!!!!!!! ويؤيد رأي العقيد وفيق مدير شعبة إيران!!!  ويوبخ الفريق أول الركن عدنان خيرالله نائب القائد العام وزير الدفاع !
( حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له)
اترك هذه الحادثة الملفقة و(أحلام) وفيق  التي لم تتحقق بحضور اجتماعات القيادة العامة للقوات المسلحة، إلى تعليق القراء وخاصة ضباط وقادة جيش الانتصار في حربنا العادلة مع إيران .
وفي الصفحات  402-303 من نفس الموضوع، يتحدث وفيق عن الفريق هشام صباح الفخري يقول ..
(( من مواليد الموصل خريج الكلية العسكرية الأولى ........................ من قدامى البعثيين المعروفين بإقدامهم وصلابتهم....................... عين معاون لرئيس أركان الجيش للعمليات وفي عام 1986 قام الأمن العسكري بإشراف الفريق صابر الدوري بتسجيل أحاديث صوتيه له يتهجم فيها على صدام ....................حرص النظام على دفعه إلى كافة المعارك الخطيرة................ مستهدفا التخلص منه ولم يكن الهدف الأخير خافيا على الفريق هشام والذي صرح به كثيرا أمام من يأتمنهم ......................احد الضباط الموالين للفريق ابلغني برغبة الفريق هشام الحضور في مراسم التوديع إلا أني تلقيت إشارة واضحة من قبل رئاسة الجمهورية بعدم الحضور..... كان واضحا بأنه كان يحاول الإطاحة بصدام .............كلف باستعادة مدينه العمارة ................ ورفض طلب صدام تعيينه (محافظا لميسان )
التعليق :
الفريق الركن هشام صباح الفخري، أحد الضباط القادة  الشجعان في الجيش العراقي الباسل، وكما هو معروف في صفوف القوات المسلحة هو من اقرب قادة الجيش للرئيس صدام حسين، ولا يصدق او يعقل احد من إن الفريق هشام يتهجم على الرئيس!!!! – ولنفرض جدلاً أنه فعلا تهجم على الرئيس – فمن المؤكد إن الرئيس لن يبقيه قائدا في الجيش لو علم بذلك، لكون العراق في حالة حرب تتطلب الإيمان بقضية العراق والالتفاف حول قيادته في هكذا ظرف تحتمها العقيدة العسكرية العراقية، وبقوله إن الأمن العسكري سجل له أحاديث – وبإشراف الفريق صابر الدوري – فهو بهذا يريد إن يخلط الأوراق التي اعتاد خلطها بدس السم بالعسل ليصنع شرخا بين القادة الوطنيين الشجعان ولحاجة في نفسه وعقده تشعر بها وأنت تطالع كتابيه.
إن وفيق  يدعي إن علاقته متينة بالفريق هشام صباح الفخري ويبدأ كلماته بمدح الفريق هشام ومن ثم المحاولة في إثارة الشكوك حوله من خلال تحريض الرئيس عليه بالقول (بان الرئيس كان يدفعه إلى كافة المعارك للتخلص منه وان الفريق هشام يعرف هذا وصرح به لمن يأتمنهم.) ! .. بالإضافة إلى قوله إنه (يحاول الإطاحة بالرئيس). انظروا إلى هذا الحقود، الذي لا احد  يسلم من شرهِ حتى وهو خارج البلد! فكيف يتحدث عن الفريق هشام بهذا الشكل –وهو صديقه كما يدعي – ليوصله بالتالي إلى الإعدام؟ هل الصداقة عند وفيق بهذه الصورة؟! فنحنُ نرى أن وفيق يطعن الفريق هشام بخسة وكأنه يمدحه.
ولنفترض جدلا إن الفريق هشام قد أسرَّ وفيق بهذا القول وان لديه النية بالإطاحة بالرئيس (حشا الفريق هشام فالخيانة ليست من ثوبه أنها ثوب المأبونين) فكيف يرتضي وفيق لنفسه إن يخبّر عن صديقه؟! هذا هو وفيق وبهذا الشكل يتعامل مع مَن يُسميهم أصدقائه؟! إن قوله هذا عن الفريق هشام  وإثارة الشكوك حوله في وقت كان فيه الفريق هشام يشغل مناصب محافظ بغداد، محافظ الموصل، وكيل وزير الداخلية، هو إسلوب اليهود والفُرس و الذي يريدهُ وفيق هو أن يوصل الفريق هشام إلى حبل المشنقه بحجه محاولته الاطاحة بالرئيس كما يدعي!! والا بماذا نفسر ما كتبه وفيق هنا؟
إن وفيق كالحرباء وابن أوى لا يتغير طبعهُ ودناءتهُ إطلاقاً، فبنفس هذه الأكاذيب أودى بحياة الكثير من الضباط والقادة إلى ساحات الإعدام، يتحدث بالحديث الناعم ويدسَّ بين كلماته ما يعرف انه يثير القيادة حول ضباط الجيش، وبعد أن يتم إعدام الأبرياء يبكي عليهم ويقول (أعدمه صدام - ووشى به فلان - وقام حسين كامل ... الخ  ولا علاقة لي بهذا الموضوع - وحدث بإشراف فلان -)  وهو صاحب الفضل الإجرامي بكل هذا، وبهذه الطريقة أوصل الوطنيين إلى المشانق
هذا هو وفيق لمن لا يعرفه، أرسل العديد من القادة والضباط إلى حبل المشنقة وساحات الإعدام بوشاية صغيره كهذه، إلا إن الدليل القاطع على وطنية الفريق هشام وقربه إلى الرئيس وعدم صحة ما اتهمه به العميل أول الركن وفيق عبجل هو بقاء الفريق الركن هشام الفخري في العراق يتنقل بين المناصب التي تحتاجه فيها القيادة وقد ألف مذكراته التي أطلقها عام 2001 وهو يحكي عن بطولاته وعلاقته بالرئيس والقادة، حتى توفاه الله واحتضن تراب العراق  في مدينة الموصل الحدباء  جسده الذي ضحى به من اجل العراق، ولكن أذا مات وفيق فهل ستقبل ارض العراق الطاهر إن يدنسها ؟!

سيبقى تاريخ جيش العراق وقادته ناصع البياض لا يدنسه الخونة والعملاء والمرتزقة والحمد الله الذي جعل وفيق يهرب من الخدمة العسكرية قبل الاحتلال ويظهر على حقيقته
رحم الله شهداء العراق الأبطال الذي لقوا حتفهم بوشاية من العملاء الصغار

سنكمل إن شاء الله القصة الحقيقية لما ذكر في هذين الكتابين الملفقين .
******************

الحلقة رقم 8


إذن هذا هو وفيق .. وهذهِ هيَ طـُرقهُ التي يستخدمها في دس السم في العسل لاستدراج القادة والضباط إلى حتفهم .. وكان من بين كلماته التي يُطلقها عندما يريد تَسقيط احد الضباط الشجعان في المديرية وفي الجيش قول (هذا عجمي و هذا شيعي) ... استخدمها وفيق قبلَ إن تولد الطائفية في العراق في 2003 بفضل أسياده المحتلين، وبطريقته النتنة هذهِ صعدَ على جثث الضباط والمراتب الشجعان بالتعاون مع سيدهِ في الشر حسين كامل ...
ولكثرة الأسئلة الواردة من السادة القراء حول قصة المقدم الركن قاسم عبد المنعم (محور شعبة إيران وقائدها الحقيقي)  فلابد لي إن اذكر قصته مُفصّلة أستكمالاً لقضية طرد وفيق من الاستخبارات من قبل اللواء الركن محمود شكر شاهين ومن ثم سجنه في سجن المديرية عام 1984،  قبل إن نعود إلى إكمال فقرات كتاب وفيق الذي نشر عام 1997 من قبل (دار القبس الكويتية!!) و أرجو وضع خمسين خط تحت (دار القبس الكويتية!!)
المقدم الركن قاسم عبد المنعم، من ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وهو محور شعبة إيران وعقلها التحليلي الفذ؛ ومنذ بداية الحرب العراقية الإيرانية ولغاية عام 1984، كان المقدم قاسم عبد المنعم يقوم بنفسه بإعداد تقارير المعلومات الاستخبارية عن العدو الإيراني وكان سيل معلومات الاستخبارات الميدانية يـَصبُ في جعبة المقدم قاسم لوحدهِ، وبعد إن يكمّل التقارير تُرفَع إلى معاون مدير الاستخبارات ومدير الاستخبارات العسكرية العامة بتوقيع وفيق عبجل! الذي كان يسرق جهد المقدم قاسم وجهد الاستخبارات الميدانية وجهد شعبة إيران والتي يُجيرها لنفسه بعد توقيعها من قبله ويدعي أمام ضباط الدائرة وقادة الاستخبارات  انه من قام بإعدادها بنفسه.
في احد الأيام بدأ الهمس بين ضباط شعبة إيران بان هناك شخص إيراني يعمل كمترجم في قلم الشعبة 13 !!! وبقي يعمل هناك لفترة تجاوزت الستة أشهر !!!! واتضح بعدها إن هذا الشخص إيراني فعلا !!! وهو أسير أصلا في سجون الأسر، وقد استقدمه وفيق للعمل في الشعبة !!! وبعد مدة اختفى الأسير الإيراني من الشعبة من غير إن يعرف احد السبب !!! وبعد طرد وفيق من شعبة إيران ونقله إلى قيادة شط العرب عام 1984بسبب شكوك مدير الاستخبارات اللواء محمود شكر شاهين، بان لوفيق ارتباطات بالإيرانيين !!! وقعت المفاجأة الكبرى حيث أننا عرفنا إن وفيق قد استقدم هذا الأسير الإيراني للعمل في الشعبة من غير موافقة المدير العام !!! و من ثم قام بتهريبه الى إيران مقابل رشوة كبيرة !!! حيث اتضح إن هذا الأسير من عائلة ثرية في إيران !!!  فأستدعي وفيق على أثرها من قيادة شط العرب وأودع سجن المديرية وبعد إجراء التحقيق معه، مارسَ وفيق كعادته التملّق والتمسكُن المعروف بهِ، وإشادته بنفسه و ولائهِ اللامتناهِ للرئيس وكرهه لإيران وكل من يحبها، ومن ثم تمكن من الصاق  تهمة استخدام الأسير الإيراني بالمقدم قاسم عبد المنعم،!!! ولان المقدم قاسم معروف بإدارته للشعبة ومعلوماتها، فتحجج وفيق بالقول: [إن المقدم قاسم عبد المنعم هو المسؤول عن عمل الشعبة وهو من يعد تقاريرها الاستخبارية !!! ولا علم (لوفيق) له بذلك !!! وهو من قام باستخدام الأسير من دون علمه!] وقد شهد مع وفيق أثنان من زبانيته المعروفين بعلاقتهم الدنيئة بوفيق وسوف أرمز لهما بـ (أ) و (ن) . ولان وفيق عبجل هو وفيق عبجل وتربطه علاقة شر ودماء طاهرة  أريقت بالتعاون مع حسين كامل، فقد لبسَ الجريمة المقدم الركن قاسم عبد المنعم البعيد كل البعد عن  هذا العمل والذي هو أصلا لا يمتلك الصلاحية بأستقدام أسير إيراني من أقفاص الأسر! فأحيل المقدم قاسم عبد المنعم إلى المحكمة العسكرية وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنين قضى بعضها وأطلق سراحه بأمر الرئيس صدام حسين بعد مقابلته من قبل عائلة المقدم قاسم عبد المنعم.
وبهروب الأسير الإيراني الثري الذي استخدمه وفيق من دون موافقات وبعد اطلاع الأسير على تفاصيل واليات عمل شعبة إيران ومعرفه آليات العمل في ظروف الحرب الطاحنة تلك، أصاب الاستخبارات نكسة كبيرة في تقدير الموقف ومعرفة نوايا العدو لان العدو أصبح على علم ودراية كاملة بما تقوم به شعبة إيران بعد هروب الأسير وبحوزته كامل الصورة عن عملنا بالإضافة إلى نقل وسجن العقل المفكر والمحلل لنوايا إيران المقدم قاسم مما كلف العراق وجيشه الكثير خلال أعوام 1984 -1986 وأخرها احتلال الفاو التي يتحمل وفيق وزرها والذي يتبجح وفيق في كتابة عند الحديث عن احتلال الفاو بالقول....
 في الصفحة 89 – 90 وتحت عنوان عبور شط العرب وسقوط الفاو
(((في تلك الفترة حاولت الابتعاد عن الاحتكاك بالوضع العام وكنت اقضي إجازتي الدورية (أسبوع مقابل ثلاث أسابيع في الواجب) في مزرعتنا الخاصة ................ و في يوم وتحديدا ليلة 9-10فبراير1986 وبينما كنت غارقا في نومي العميق في مقصورة خاصة في القطار المتجه إلى البصرة........., ولم أفكر قبل النوم قطعا بالوظيفة أو الحرب.............. استيقظت من النوم فجأة ونظرت إلى ساعتي (العاشرة واثنتي عشر دقيقه ) ليلا ورددت كلاما محدودا وهو ( لماذا لم يهجم هؤلاء الإيرانيون حتى الآن ) وعدت إلى النوم....... .....لاقانا سائق العميد ......... قال هجمت إيران على قاطعنا قاطع شط العرب والقتال يدور في الفاو وجزيرة أم الرصاص . وظهر إن الهجوم بدا الساعة العاشرة وخمسة عشر دقيقة............. جاءت ضربة الفاو مفاجئة للقيادة العراقية والاستخبارات بصورة مذهلة وتعتبر العملية الأولى التي يحقق فيها الإيرانيون مباغته كاملة , بعد مباغته كادت تكون كاملة , حققوها في العام الذي سبق في هور الحويزة بعد خروجي من الاستخبارات , وكان هجوم الفاو صفعة مخيفة لكل أولئك الذين وفقوا ضدي حسدا بفضل المنجزات التي حققتها الاستخبارات بوجودي في الكشف المبكر والدقيق للنوايا الإيرانية , إذن (الآن حصحص الحق) واخذ القادة والضباط يتحدثون بإشادة كبيرة عن دوري في الاستخبارات )))
التعليق
هذه الفقرة تدل على صحة شكوك اللواء محمود شكر شاهين مدير عام الأستخبارات من إن وفيق هو عميل إيراني – أمريكي، فكيف لشخص نائم  في مقصورة قطار مطرود من الاستخبارات يستيقظ من نومه فجأة ويسأل نفسهُ (لماذا لم يهجم هؤلاء الإيرانيون حتى الآن؟) وعلى قاطع العمليات المتواجد هو فيه  تحديدا؟! هل هي نبؤة مثلا!!؟ أم هي مصادفة؟! أم لأنهُ يعلم إن هناك هجوما سوف يحدث بناءاً على المعلومات التي زودها للأسير المهرّب من قبله وللعدو الإيراني  عن قاطع العمليات الذي كان يعمل به وفيق وهو متمتع بإجازة دورية؟ فهل هذه مصادفة؟
ولو تلاحظون إن وفيق  حدد ساعة الهجوم على المنطقة المتواجد هو فيها  وهو نائم؟ وان كانت هذه موهبة ربانية فلماذا لم يبلغ قائدهُ وصديقهُ كما يصفه الفريق هشام الفخري؟ وكيف لضابط عراقي يدعي الوطنية في كتابه و يقول إن احتلال الفاو هو صفعة لقيادته وجيشه؟ كيف تكون العمالة إذن خضراء أم حمراء؟!
بالطبع انه يكذب ويدعي لنفسه عندما يقول إن مباغتة العدو الإيراني لجيش العراق واستخباراته هي بسبب خروجه من الاستخبارات !! بل هو يعرف تماما إن سبب نكسة الاستخبارات وشعبة إيران في تلك الفترة في تحديد نوايا العدو الإيراني كانت  لسببين:
الأول:-  سجن ونقل المقدم قاسم عبد المنعم  العقل التحليلي لشعبة إيران الذي كان يقوم بإعداد وتحليل كافة تقارير شعبة إيران بعد إن البسه وفيق تهمة اقترفها هو ليتخلص منه.
الثاني:- المعلومات التي جمعها الأسير الإيراني الثري بعد إن اطلع لستة أشهر كاملة على آليات عمل الشعبة و الذي قام وفيق بتهريبه من العراق مقابل رشوة كبيرة.
لم يكن المقدم قاسم عبد المنعم أول ضحايا وفيق عبجل ولم يكن آخرهم، ولكن لتسليط الضوء على هذه الحادثة الأليمة والتي خسر فيها العراق خيرة ضباطه خبرة استخبارية وشجاعة وخسر الضابط مستقبله الوظيفي بسبب شخص حقد على نفسه قبل زملائه فكان سلوكه هذا الذي لازمه خلال حياته الوظيفية الشنيعة، فغدر بالمقدم قاسم رغم انه كان السبب في الذي يعتبره وفيق نجاح له بإدارة شعبة إيران، وخسر العراق مدينة الفاو وخيرة شبابه بسبب عمالة وفيق عبجل وأنانيته وغدره بمن حوله، ولهذا فأن وفيق يتحمل دماء آلاف الشهداء العراقيين التي سالت على ارض الفاو.
 وبالعودة إلى فقرات كتاب حطام البوابة الشرقية يقول عبجل
في الصفحات 246-247-248- يقول وفيق
(( وقبل إن يبدأ الهجوم البري بعدة أيام ذهبت شخصيا إلى احد مقرات صدام في احد مساكن حي العدل في مدينة بغداد ولم أجده هناك ووجدت حامد يوسف حمادي (سكرتيره الشخصي) وأخبرته بان موقف المناورة لقوات التحالف خطيرا جدا ...................وقد اضطرب حامد يوسف حمادي اضطرابا واضحا......................... وخرجت بعد إن بلغت الرسالة. وبعد حوالي الثلاث ساعات زارنا صدام وابنه قصي في مقرنا السري وقد جاء ضاحكا متحدثا مع الفريق صابر الدوري ( وفيق متحدث مع حامد ومطير جريشة ) .............................. والتفت إلي مستفسرا عما قلته .
وفي الصفحة 248 يتحدث عن هجوم الحلفاء البري ((............................ ................................................................................................. بدأت قواتنا بالتراجع واستلمنا موقفا من قيادة الفيلق الثالث يقول انه نتيجة لهجوم الحلفاء  تراجعت سبعة ألوية من خط الدفاع الأمامي ....................................................... وان الفريق صلاح عبود قائد الفيلق يعد العدة لاستعادة المواضع الساقطة , وفي ذلك الوقت الحرج حضر صدام إلى مقرنا السري (المدني) في العطيفيه وأطلعه الفريق صابر على الموقف فسال (ما هو رأي اللواء وفيق ) قلت له إن مفهوم التراجع هنا ليس حركة منظمة ولابد إن السيطرة قد فقدت ...................................))

التعليق .
فيما يتعلق بذهاب وفيق إلى مقر الرئيس صدام حسين البديل في حي العدل فلا احد يعلم إن للرئيس مقر هناك ولا علم لأحد ضباط الاستخبارات بمقرات الرئيس ولا حتى دائرة حمايته ومرافقيه لأنني اعتقد إن متطلبات الأمن الشخصي للرئيس والتي يشرف عليها شخصيا توجب إن لا يعلم أي شخص مهما كانت درجة قربه شيئا عن هذه المقرات البديلة في الظروف الاعتيادية فكيف إذا كانت هذه المقرات مستخدمة من قبل الرئيس المستهدف من الحلفاء في ظروف كالتي كانت سائدة في تلك الفترة من عام 1991 ؟ إن هي إلا كذبة كبيرة أخرى من أكاذيب وفيق، وحتى لو سُئلَ احد أعضاء القيادة السياسية أو القيادة العامة للقوات المسلحة عن مكان تواجد الرئيس لأنكر معرفتهُ ونفى علمه بمكانهِ، ففي تلك الفترة بالذات ولظروف البلد المعروفة تحت القصف والرصد الجوي الأمريكي لم يكن احد من قادة الجيش يعلم موقع مقرنا البديل نحنُ (مقر ضباط ركن مديرية الاستخبارات العسكرية) وكانت طريقة الاتصال تتم عبر ضباط الارتباط المكلفين من قبل الاستخبارات حصرا،  فكيف بالمقر البديل الخاص بالرئيس صدام حسين نفسه؟
وقد علمنا لاحقا، بعد انتهاء حرب الكويت ومرحلة القصف الجوي إن  الرئيس صدام حسين حضر لعدة مرات إلى المقر البديل الخاص  بمدير الاستخبارات العسكرية العامة الفريق الركن صابر الدوري  في منطقة العطيفيه، والذي يبعد مسافة 500 متر عن مقرنا البديل (مقر ضباط ركن الاستخبارات) الذي كنا نتواجد فيه مع  وفيق عبجل وعدد من الضباط منهم المعاون الرابع لمدير الاستخبارات وأمين السر الأقدم للاستخبارات  وعدد من ضباط ركن الاستخبارات  وعدد من الكتبة .
وهذا المقر -أي مقرنا نحن ضباط ركن الاستخبارات - لم يدخله الرئيس صدام حسين أطلاقا طيلة فترة تواجدنا فيه خلال مرحلة القصف الجوي ولم يزورنا لا هو ولا المدير العام أطلاقا، وكان لمدير الاستخبارات مقر بديل خاص به يبعد لمسافة قريبه من مقرنا، ولمتطلبات الأمن والاختفاء والتمويه في تلك الظروف لم يكن احد من الضباط باستطاعته الذهاب إلى المقر البديل الرئيسي لمدير الاستخبارات  إلا إذا تم إستدعائهُ من قبل المدير العام، وتحتم علينا التعليمات الأمنية للحفاظ على سرية المقرات البديلة إن يكون الذهاب بصورة متخفية حتى لا يثير انتباه الجيران وسكان المنطقة، وفي احدي المرات تم إستدعاء اللواء الركن (م) المعاون الرابع لمدير الاستخبارات و وفيق عبجل من قبل المدير العام عند عودته من مدينة البصرة للمذاكرة حول احد تقارير المعلومات المرفوعة من قبلنا، ولم  يتأخروا خارج مقرنا أكثر من عشرة دقائق حيث عادوا وقالوا حضر ضيف مهم عند المدير العام،  وحال دخوله لمكتب المدير العام أمرنا بالانصراف ريثما تنتهي الزيارة. وقد اخبرني السيد المعاون الرابع اللواء الركن (م)  بأنهم دخلوا على المدير العام وبعد إن جلسوا دخل للمقر الرئيس صدام مع مرافقه عبد حمود، فأمرنا المدير العام بالانصراف فورا.  وبعد إن أصبحت الاستخبارات العسكرية (المقر العام في الكاظمية) مقرا متقدما للقيادة العامة للقوات المسلحة برئاسة الفريق صابر الدوري وعضويه الفريق صلاح عبود والفريق الطيار الحكم حسن علي مدير طيران الجيش بعد انتهاء مرحلة القصف الجوي  سمعنا من خلال غرفة العمليات وأحاديث القادة حول الأوامر إن الرئيس صدام حسين كان يتردد على المقر البديل للمدير العام لوحده  ويرافقه بعض الأحيان عبد حمود مرافقه الشخصي  وطيلة فتره فتح مقر القيادة العامة للقوات المسلحة داخل مجمع الاستخبارات في الكاظمية لم يحضر الرئيس صدام حسين إلى ذلك المقر مطلقا وكان يتصل هاتفيا بمدير الاستخبارات أو عن طريق احد مرافقيه عبد حمود أو ارشد ياسين.
ولم يكن وفيق في تلك الزيارات متواجد هناك، أي المقر البديل لمدير الاستخبارات في العطيفية، حيث كان المقر البديل الخاص بالمدير العام  يستخدم فقط من قبل المدير العام عند استدعائه إلى بغداد من قبل القيادة حيث كان مدير الاستخبارات العسكرية يتواجد خلال مرحلة القصف الجوي مع رفاقه أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة في المقر المتقدم في مدينة البصرة للإشراف على سير المعارك، واجزم و أؤكد هذا الأمر والذي يعرفه جميع ضباط مقرنا البديل ومنهم المعاون الرابع وأمين السر الأقدم وضابط ركن المعاونية (صديق وفيق الشخصي)، وعليه إن كل ما ذكره وفيق عن مناورة العدو أو مفهوم التراجع وسؤال الرئيس (ما هو رأي اللواء وفيق)؟ هي عبارة عن أحلام يقضة من تأليف وتلفيق وفيق الذي اعتاد عليها  ولا صحة لها إطلاقاً، وهو ربما قام بتأليفها ليوهم أسياده بعد هروبه بأنه كان على قدر من الأهمية التي تجعل الرئيس صدام حسين يستشيره بدقائق الأمور .

وفي الصفحة 278-279-280-وتحت عنوان التحالف الغربي والعربي، يتحدث وفيق عن زيارة الرئيس صدام حسين إلى ما اسماه معسكر الاستخبارات في الكاظمية ويقول:
((في بداية شهر أكتوبر تشرين الأول 1990 دخلت معسكر الاستخبارات على ضفة نهر دجلة في الكاظمية في بغداد مجموعات تضم أفراد من الأمن الخاص والحرس الخاص وانتشروا داخل المعسكر الممتد على مساحة واسعة مزروعة بأشجار النخيل التي تجاوزت أعمارها المائة عام وبعد ن استقروا وصل صدام وبرفقته سكرتيره اللواء عبد حميد التكريتي، وطلب فور وصوله عرضا بالمعلومات عن الموقف الاستراتيجي العام وانتشار القوات في الجزيرة والخليج ...... وبعد استماعه لعرض مفصل ..................................... ...................... بدأ صدام حديثا مسهبا عن التحالف وأبعاده نأخذ منه طبقا للنقاط التي تم تدوينها في حينه وجرى تعميم بعض فقرات ذات الطابع المعنوي إلى المفاصل المهمة في الاستخبارات منها ما يلي :
منذ جاءت ثورتكم (يقصد نفسه) في 17-30 تموز 1968ورياح التآمر تهب على العراق في كل اتجاه..........................غالبية الدول والحكومات العربية وبالتتابع شعرت بالخطر ............. وشعرت أمريكا وبريطانيا وتركيا وإيران (وحتى الاتحاد السوفيتي في بعض الأحيان) بخطر جدي وسعت الرجعية في الخليج للتآمر علينا بطرق سرية أو اقتصاديه ................ ........حاولنا تقييم الموقف الخليجي خلال الحرب مع إيران
-         حاولنا بناء العراق في مرحلة معقدة جدا .................................. .......
-         وبعد انتهاء الحرب مع إيران وقفت أمريكا والخليج ضدنا ...................
-         والآن فان علينا فهم حقيقة وإبعاد التحالف الغربي والعربي ...............
-         يعتمد التحالف الغربي على ثلاث ركائز (أمريكا – فرنسا –بريطانيا ....................................................................
-         أما التحالف العربي فالدويلات الخليجية تمر بحالة من الرعب الآن ويحاول الأمريكان والانكليز الضغط بقوة على جروحهم ..........و بالنسبة لسوريا فما بيننا وبينهم لا يحتاج لا توضيح..................... حاولنا كثيرا تعديل مسار العلاقات مع مصر .....................))
التعليق
طيلة فترة خدمتي الطويلة في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة الممتدة لـ(15) عاما لم يقوم الرئيس صدام حسين بأية زيارة إلى مقر مديرية الاستخبارات العسكرية العامة في الكاظمية إطلاقا ولم اسمع انه حضر إلى هذا المكان سواءاً قبل هذا التاريخ أو بعده، وجميع ضباط وضباط صف وجنود ومنتسبي مديرية الاستخبارات العسكرية العامة يعرفون هذا ومتأكدون منه مليون بالمائة، وحتى بعدما تم إفتتاح المقر المتقدم الرئيسي للقيادة العامة للقوات المسلحة داخل مقر المديرية بعد مرحلة القصف الجوي للفترة من 3اذار-10نيسان 1991، لم يحضر الرئيس ولا لمرة واحدة لهذا المكان، لكن يبدو ان وفيق عبجل قد تم تكليفهُ أسياده أعداء العراق والمخابرات العالمية المرتبط هو بها لتأليف هذه القصة والحديث المطول للرئيس صدام حسين حول عدواة الدول العربية والغربية بالطريقة التي كتبها   من أجل إثارة الدول الغربية والعربية والخليجية وجيران العراق ضد النظام في العراق أكثر وأكثر وحتى يقوم بإلغاء أية محاولة لإعادة المياه الى مجاريها ما بين العراق ومحيطه، خصوصاً في تلك الفترة التي كان العراق بحاجة إلى فتح قنوات حوار مع محيطه العربي لرفع الحصار الجائر عنه، ولهذا فقد عمد الى  تأليف قصة من خياله القذر الحاقد على العراق وشعبه.
في الصفحة 322 يقول:
((وفي الأسبوع الثاني للاجتياح ظهر تيار ينادي بوضع الخطط المعدة سلفا لمواصلة الاجتياح جنوبا والاستيلاء على منابع النفط السعودية والمساومة بها (على الكويت) وكان ابرز المنادين به علي حسن المجيد وحسين كامل وسبعاوي إبراهيم الحسن (مدير المخابرات-أخ صدام ) وطه الجزراوي وجرى بالفعل ولكن بعد مرور بضعة أسابيع من تشكيل لجنة من التخطيط والحركات والقوة الجوية ومديرية الصنف الكمياوي والاستخبارات العسكرية لدراسة وتجديد خطط الاندفاع جنوبا للاستيلاء على مناطق النفط والسواحل السعودية المطلة على الخليج, وطلب من الاستخبارات إعداد آخر المواقف عما يلي
-         محطات تحليه المياه السعودية
-         أماكن انتشار ومراحل تدفق قوات الحلفاء البرية والجوية والبحرية في السعودية ومنطقة الخليج
-         الأهداف المناسبة للضربات الكيماوية ولم تجر الإشارة إلى الأهداف الضربات البايلوجيه حيث لا تتوفر اية معلومات عنها لدى القوات المسلحة عدا الاستخبارات وقيادة الصواريخ ...........................................
-         معلومات عن نوايا الطرف المقابل .........................................
-         معلومات عن طبوغرافية الأرض
وعقدت اللجنة سلسلة من الاجتماعات شبه المتواصلة وجرى عرض الخطط في اجتماع خاص للقيادة العامة للقوات المسلحة واتخذ القرار بما يلي
-         المصادقة على الخطط المفصلة
-         تتابع الاستخبارات أعلى نقاط كثافة الانشطار البشري لقوات الحلفاء واعتباره أعلى أسبقيات مهام الاستخبارات (وواضح من ذلك اخيار متابعه اهداف الضربات البايلوجيه دون الدخول في التسمية )
-         تنفذ الخطط في حينه وبأمر من القائد العام للقوات المسلحة .................................................
-         يعطى الاسم الرمزي (روح الفتوح )
ونظرا لتصاعد وتيرة تحشد الحلفاء جرى صرف النظر عن تطبيق العملية قبل احتواء الهجوم البري تجنبا لاحتمالات للفشل   ...................))
التعليق:
إن وفيق يلفق الاكاذيب كعادته، فكيف علمَ بــ((ظهور تيار ينادي بمواصلة الاجتياح جنوبا والاستيلاء على منابع النفط السعودية والمساومة بها على الكويت وان ابرز المنادين به علي حسن المجيد وحسين كامل وسبعاوي إبراهيم الحسن ..؟!)) هل كان وفيق يحضر اجتماعات عائلة الرئيس والقيادة السياسية أيضا؟! أم انه كان يضع الرئيس واجتماعاته الخاصة تحت المراقبة؟؟
أنني أؤكد إن ادعاء وفيق إن الاستخبارات لديها علم بأهداف السلاح البايلوجي محض كذب وافتراء لأنه لا وجود نهائيا لمثل هذه الأفكار لدى القيادة العامة للقوات المسلحة ولو كان الأمر مثلما لفق وذكر وفيق في كتابه هذا  لكنا علمنا به كوننا من ضباط الركن العاملين بشرف لتنفيذ ما تأمر به قيادتنا العسكرية ولم نطلع على هكذا استحضارات ولم تصلنا هكذا أوامر
كما أؤكد إن لا خطط معدة سلفا لمواصلة الاندفاع جنوبا بعد احتلال الكويت للاستيلاء على منابع النفط السعودية والمساومة بها على الكويت، وان وفيق عبجل يعرف هذا تماما حيث أحيل آمر اللواء التي ضلت  ثلاث دبابات من لوائه طريقها وغرزت على الحدود السعودية إلى التقاعد بأمر القائد العام للقوات المسلحة  بعد تشكيل مجلس تحقيق بحقه وهذا ما يعرفه وفيق جيدا
إن كل ما ذكره وفيق هو كذب وهراء ولا صحة له مطلقا، لكن يظهر إن جهة استخبارية ما [ قد تكون CIA أو الموساد أو المخابرات البريطانية] هي التي طلبت من وفيق إن يكتب هذا الهراء، لإعطاء تصور لأعداء العراق عن مدى خطورة النظام على دول الجوار والمجتمع الدولي وامن المنطقة، خدمة للمخطط المعد لاحتلاله، فاحتلال العراق وتدميره عام  2003 يتحمل مسؤوليته العملاء أمثال وفيق وغيرهم .
أملي كبير بقادتي أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وضباط المديريات والصنوف التي ادعى وفيق إنها شاركت في اللجنة المشار إليها اعلاه إن يقولوا كلمة الحق خدمة للتاريخ ولجيش العراق العظيم الذي يتجنى عليه ويلفق العملاء عنه الأكاذيب
رحم الله شهداء العراق العظيم في معارك الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض والموت والخزي للعملاء الملفقين
سنتابع تفنيد ما ورد في الكتابين في  الأيام القادمة إن شاء الله

قراءة في كتابي وفيق عبجل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم (10) لتاريخ جيش العراق وشعبه
إذن، إنتهينا مما ذكــــرهُ وفيق عن حرب الكويت ولقاءات وفيق عبجل "الوهمية" مع الرئيس صدام حسين، وقبل أن ننتقل إلى فقرات أخرى من كتاب "حطام البوابة الشرقية" لوفيق عبجل لابد لي من الإجابة على استفسارات الكثير من الأخوة القراء الذين يسألون عن علاقة وفيق عبجل بشعبة الشمال، بعد تكرار ذكرها في مواقع عدة من حلقات الرد، من غير فرزها بفقرة منفصلة وشرحها تفصيلا فأصبحت الصورة مشوشة لدى القراء والمتابعين ولكل هذا أقول:
في سنة1983 .... تمكّن وفيق عبجل من إزاحة العقيد الركن صالح محيسن مدير شعبة إيران بطرقهِ المعروفة وأصبح هو مديرها وهو برتبة رائد ركن!!! وفي سنة 1987، توسّع تنظيم مديرية الاستخبارات العسكرية العامة  بعد دراسة أجريت لهذا الغرض بأمر مدير  الاستخبارات العسكرية العامة ، وذلك بعد أن طالت  فترة الحرب العراقية الإيرانية ودخولها عامها السابع من غير مؤشرات لحسم المعارك، فتقرّر أن يــُــرفَعْ تنظيم شعبة إيران، والتي كان مديرها وفيق عبجل الى مستوى معاونية حيثُ كانت بمستوى شعبة طيلة فترة الحرب السابقة للعام 1987 ، وقد رُفِعتْ مستويات أقسام شعبة إيران إلى مستوى شُعبْ مستقلة ترتبط بمعاونية إيران التي اُستُحدِثَتْ في ذلك العام!! و بسبب تداخل العمل في تلك الظروف بين شؤون إيران وما يقوم به عملاء إيران من قيادات [واتباع] الأحزاب الكردية العميلة من أعمال تخريبة ضد قطعات الجيش العراقي، فقد تقرر أن ترتبط شعبة الشمال (الأكراد) المسؤولة عن الحركات المسلحة الكردية والتي كانت تــُقاتل جنبا لجنب مع العدو الايراني الفارسي ضد الجيش العراقي من خلال مقرات حرس خميني، حيثُ تم فتح مقرات مُشتركة من قبل حرس خميني وعملاء إيران في شمالنا الحبيب من خلال مقر عمليات أطلق عليه "قيادة عمليات رمضان".
وهذا المقر المشترك التابع لحرس خميني، والذي يتواجد فيه قيادات كردية (عملاء إيران وإدلاء الخيانة كما اسماهم وفيق بعد ارتباط شعبة الشمال به شخصيا) المتمثلة بالحزبين الكرديين المتعاونين مع العدو، حيث يقوم هذا المقر والذي تتبعهُ مقرات صغيره مثل (ظفر1 ،ظفر2)، بالتخطيط والإشراف على عمليات الغدر خلف خطوط القطعات والتي حصلت ضد جنود وضباط الجيش العراقي الباسل، والتي كانت تدافع عن حدود العراق الشمالية، لهذا تم ربط شعبة الشمال (الأكراد) بمعاونية شؤون إيران. وقد أرتبط بمعاونية شؤون إيران منظومات الاستخبارات العاملة في شمال العراق (المنظومة الشرقية والمنظومة الشمالية) من خلال الشعبة الثالثة- الشمال، فأصبح تسميتها (المعاونية الخامسة لشؤون إيران والشمال) وتعمل هذه المعاونية بإدارة وفيق عبجل السامرائي، ولهذا فان  كل ما يخُص المنطقة الشمالية من مقترحات وأوامر ومعلومات وما يخص الحركات الكردية خلال الحرب العراقية الإيرانية وحرب الكويت كانت تمر وتدقق من خلال وفيق عبجل وترفع التقارير والمقترحات إلى المدير العام من قِبل وفيق وبتوقيعه شخصياً .
 إلا أنني فوجئت وأنا أقرا فقرات كتاب "حطام البوابة الشرقية" إن وفيق عبجل لم يذكر أية إشارة لارتباط الشعبة الثالثة (الشمال – الأكراد) به شخصياً!!! بالرغم من حديثه عن إدارته لمراحل الحرب كافة وإدارته للاستخبارات كلها منذ أن كان برتبة ملازم!! وحتى إنهُ عندما أفشى معلومات تمس الأمن القومي العراقي، عندما قدّمَ شرحا تفصيليا  في كتابه الملفق عن أجهزة الأمن العراقية، ذكر وفيق عبجل في معرض حديثه عن مديرية الاستخبارات العسكرية العامة في الصفحة( 205) مايلي:
(((تنصب جهود الاستخبارات منذ أواخر العام 1994 على متابعة أعمال المعارضة في المنطقة الشمالية من خلال منظومتي استخبارات المنطقة الشمالية في الموصل والمنطقة الشرقية في كركوك أو الشعبة الثالثة (شعبة الأكراد- في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة)))) 
***************
الحلقة 10
 إذن أشار وفيق عبجل  في الفقرة أعلاه  إلى ارتباط الشعبة الثالثة (شعبة الشمال) بمديرية الاستخبارات بصورة عامة! وان عملها باتجاه الشمال بدء منذ أواخر عام 1994 كما ادعى وهذا الشيء غير صحيح إطلاقاً (لا ارتباط الشعبة بالمديرية ولا تاريخ بدء جهودها) وهذا الشيء يعرفه ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، والحقيقة والتي يعرفها جميع ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ووفيق أيضا  هي ارتباط الشعبة الثالثة (شعبة الشمال) بمعاون المدير العام لشؤون  إيران والشمال وفيق عبجل منذ سنة 1987 . 
وقد أطلق وفيق تسمية (عملاء إيران) على حزب الطلباني و تسمية (أدلاء الخيانة) على حزب البرزاني في مكاتبات ومخاطبات معاونية إيران والشمال الرسمية واعتمدت في جميع المكاتبات حتى التي ترفع الى الرئاسة وبموافقة القائد العام إلا إن وفيق عبجل  ارتضى لنفسه الانبطاح تحت سراويل عملاء إيران  بعد إن هرب من الخدمة الوطنية ليكون خادما طيعا أجيرا لهم.
وبالعودة إلى فقرات كتاب "حطام البوابة الشرقية" وفي  الصفحة (422) وتحت عنوان استعادة كركوك يقول وفيق:
((بعد أن فرغ الحرس الجمهوري من مطحنة كربلاء والنجف بدأ التحشد سريعا من خلال تحريك الدبابات باتجاه كركوك. وذهبت إلى هناك ووقفت على جسر صغير يبعد حوالي 25كيلومترا عن كركوك وإذا بامرأة أعرابية تمر من الجسر وتنظر إلينا مستهزئة متهكمة على الجيش العظيم المهزوم ...................... تم حشد اكبر قوة مدرعة ومدفعية لاستعادة مدينة كركوك ولأول مره يعقد اجتماع للقادة العسكريين حضره كل من عزت الدوري ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وعدد من القادة .. واعترضت بشدة على جزء من الخطة يقضي بقصف كركوك قصفا مدفعيا ثقيلا لمدة ساعة كاملة وكانه هدف عسكري تعبوي خالص وقلت لهم أن في المدينة أناس هم أبناء شعبنا وليس من المنطق وضع المدينة تحت القصف المدفعي الثقيل ، واحتدم النقاش بيني وبين الفريق أول الركن حسين رشيد رئيس أركان الجيش ولم يتدخل عزت الدوري وشرعت القوات المدرعة بالهجوم الواسع بإسناد مدفعي وجوي من طائرات الهلكوبتر المسلحة وتم استعادة المدينة ... ولم يترك البيشمركة خلفهم سوى جثة واحدة .......... " وأخذت الهلكوبترات المسلحة تهاجم النازحين المدنيين بأسلوب إجرامي لا ينسى .))
التعليق
يقول وفيق انه ذهب إلى كركوك ووقف على جسر هناك... وهو بالفعل قد ذهب إلى هناك وشارك في تحرير كركوك وقاتل مع الأستاذ عزت الدوري في الصولة الأولى وهذا ما يعرفه كل من شارك في أعادة الأمن إلى مدينة كركوك  و يعرفه أيضا ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وقد صوِّرتْ هذهِ الحالة بكاميرا فيديو (أي ذهاب وفيق إلى هناك ومشاركته في الصولة الأولى) وحـُـفـِـظـَتْ ضمن وثائق المديرية حينها واطلعنا عليه في شريط التسجيل وهو يهرول ....!!!! خلف الأستاذ عزت الدوري أثناء بدء استعادة المدينة وهو يعرف ذلك تماما. والسؤال هنا: أن وفيق في تلك الأثناء كان معاون مدير الاستخبارات العسكرية، فلماذا ذهب إلى كركوك في ذلك الوقت تحديدا؟ ومن غير واجب رسمي؟ أو تكليف رسمي؟!! 
تصوروا أن وفيق يصف جيش العراق الباسل  بالجيش المهزوم !!! ويؤلف قصة المرأة الأعرابية فقط لينتقص من الجيش !!!علماً إن هذا الجيش نفسهُ هو الذي كان له الفضل الكبير في انتشاله من حالة الضياع والبؤس التي كان يعيشها قبل التحاقه بالكلية العسكرية، لا بل يشير ويشيد بشجاعة العملاء !! [ والذي أسماهم هو (عملاء إيران) و(أدلاء الخيانة) ] من أنهم لم يتركوا خلفهم سوى جثة واحدة!! أن هذا الجيش المقدام الذي يصفه وفيق بالمهزوم تحمل أكثر من طاقته وقاتل في معركة غير متكافئة  ضد 33 دولة تمتلك من التكنولوجيا ما لا يمتلكه العراق، وقد قام الحلفاء بتدميره في صفحة غادرة أثناء انسحابه من الكويت بعد وقف إطلاق النار الذي لم تلتزم به أميركا الشر سيدة وفيق وسيدة أسياده، فدمرت ما دمرت من معداته والياته وقتلت الالاف  من الجنود والضباط وهم في حالة انسحاب وليس في حالة انفتاح ومجابهة، والذي بقي من هذا الجيش استطاع أن يعيد الأمن إلى محافظات العراق بإيمانه بضرورة وحدة العراق من زاخو إلى الفاو فقام بواجبه العظيم بإفشال ما خطط له أعداء العراق من تقسيمه إلى دويلات متناحرة طائفيا وقوميا كما فعل وفيق وأسياد وفيق بعد احتلال العراق وتدميره في 2003، وما الاتهامات التي تعرض لها هذا الجيش المقدام من انه جيش استخدم لقمع الشعب إن هي الا تهمة باطلة أشاعها أعداء العراق للنيل من هذا الجيش المقدام، فلم يشترك الجيش في قتل مواطنيه الذين هم جزء منه بل قام الجيش باستعادة المحافظات التي سقطت بغدر عملاء إيران في المنطقة الشمالية والمخابرات الإيرانية التي غررت بالمواطنين وتركتهم لمصيرهم بعد هروبها إلى مواقعها وهذا الشيء يعرفه وفيق قبل غيره من أن قوات 9 بدر وقبل بدء المجابهة الكبرى أكملوا تحشدات الهاربين من الخدمة العسكرية العراقية، واجروا مناورات على الحدود بالاشتراك مع حرس خميني، فاستغلوا  لحظة انسحاب الجيش من الكويت  وحدث ما حدث  وهو اعلم الناس بهذا. 
أن هذا الجيش العريق الذي منح العراق انتصاراته والذي يصفه وفيق بالمهزوم  لهو جيش عظيم باسل داس على جراحاته وقام بإعادة الأمن إلى المحافظات المغدورة من قبل العملاء، ولم يلطخ قادته الشجعان الأوفياء سمعتهم بالعمالة والهروب من الخدمة رغم كل الظروف التي مروا بها، ولم يدنّسوا شرف العسكرية العراقية (و زيها الرسمي) وهم يستقبلون قادة فيلق 9 بدر  الذين اصطفوا مع العدو الإيراني  كما فعل وفيق عبجل وهو يستقبل سيده عادل عبد المهدي أحد قادة فيلق 9 بدر وبكل فخر وإعتزاز !!  
هناك سؤال آخر حول هذه الفقرة من كتاب الأكاذيب وهو:  
بأية صفة ذهب وفيق إلى كركوك وحضر اجتماع يضم عزت الدوري ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش من غير أن يكلف رسمياً بالذهاب من قبل دائرته؟ 
ولماذا ذهب وفيق إلى هناك من تلقاء نفسه وفي يوم إجازته (يوم واحد) التي طلبها من أمين السر الأقدم؟!!! 
تصوروا يا ضباط الجيش العراقي الباسل أن الفريق أول الركن حسين رشيد القائد العراقي الغيور الذي شهدت له سوح الوغى في الحرب العراقية الإيرانية يتناقش مع وفيق لا بل ويحتدم النقاش بين الاثنين؟!! تصوروا يا قادتي أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة  إن نقاش يحتدم بين الفريق أول الركن حسين رشيد ووفيق عبجل  ؟! أن  الفريق حسين رشيد مفخرة الجيش العراقي الباسل الشجاع الوطني الغيور والذي لا يحتمل أن يمس العراق بكلمة واحدة  والذي ظهر في شاشات التلفزيون وهو يقاتل في محكمة الاحتلال بدفاعه عن العراق وحربه المصيرية وهو بيد أعداءه في قفص الأسود من غير أن يبالي حتى بحياته يحتدم نقاش بينه وبين وفيق وهو بمنصب رئيس أركان الجيش؟! تصوروا فقط انه يقول الفريق حسين رشيد وليس غيره؟!! أين أنت يا سيدي (أبا علي ) لتقرأ ما كتبه وفيق عنك ؟!! إلا إذا كان وفيق حينها نائبا للقائد العام للقوات المسلحة ونحن لا نعلم؟!  
وهنا أيضا حاول وفيق النيل من جيشه تنفيذا لأملاءات أسياده  بالقول انه اعترض على قصف مدفعي على المدينة وانه اختلف مع الفريق حسين رشيد حول الأمر، وذلك ليبين وفيق الذي اقترح جمع الشيعة والأكراد من عمر 15-55 وذبحهم ليكون في الجانب الأمين لثلاثين سنة قادمة!! بأنه العطوف الحنون على هذا الشعب . 

في الصفحة (423 و 424) يقول عبجل:
(( وطبقا لسير الأحداث  ابلغ الحلفاء ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة بضرورة وقف العمليات العسكرية شمال الخط (36) إلا أن القوات البرية لم تلتزم بذلك في المراحل الأولى، ووصلت القوات أمام مضيق كورة وتبين إن الأستاذ كوسرت رسول علي هو الذي تولى قيادة المعركة في الخط الأول، اتصلت بقائد الفيلق الخامس الفريق الركن علي محمد الشلال مستوضحا الموقف فاخبرني أن المعركة عنيفة وتكبدت قواتنا خسائر فادحة ولم يعد بوسعها استئناف التقدم وخلال هذا الوقت كانت الاتصالات للتفاوض جارية، واذكر أني استحصلت موافقة عزت الدوري لوقف القتال أثناء مرور الوفد الكردي على الأقل إلا أن هذا الأمر لم ينفذ لان القوات تلقت الأمر عن طريق حسين كامل بمواصلة أطلاق النار وحاولت أن أمارس دوري بقوة بعد أن تم تعييني في منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة .................. وحصل اتفاق  على وقف أطلاق النار إلا أن تاريخ النظام حافل بعدم احترام المواثيق ولذلك لم أكن املك إجابة حقيقة للإخوة الأكراد عن الخروقات التي حصلت ))

التعليق 
يحاول وفيق عبجل في الفقرة أعلاه أن يغازل سادته العملاء الكبار الذين ارتمى هو تحت سراويلهم بالقول (أن الأستاذ كوسرت رسول هو من يقود المعركة وان قواتنا تكبدت خسائر فادحة ولم يعد وبوسعها التقدم )  ليبرز شجاعة زائفة لسادته عملاء إيران  زوراً وبهتنا لا بل انه يتصل بقائد فيلق؟! ولا اعلم بأية صفة ؟! 
جميع ضباط الجيش العراقي الذين شاركوا في عمليات أعادة الأمن إلى شمالنا الحبيب وضباط ركن الاستخبارات العسكرية يعلمون إن سادة وفيق  بمجرد أن سمعوا أن قوات الحرس الجمهوري وقادة الجيش الأشاوس لم تهزهم مرحلة القصف الجوي وعادوا لتحرير العراق من الغادرين، وقد عزموا أمرهم على إعادة  الأمن إلى محافظات العراق حتى هربوا مذعورين إلى إيران ولم يبقى منهم احد متخلين عن الذين غرر بهم من إتباعهم.
وفيق عبجل  يصف قوات الجيش العراقي بأنها تكبدت خسائر فادحه ؟!! تخيلوا أن كوسرت رسول احد سادة وفيق يقود معركة بمجموعة من عملاء إيران ويكبد قوات الجيش العراقي التي يقودها الفريق الركن علي محمد شلال خسائر فادحة وتجعل الفيلق الخامس البطل لا يستيطع التقدم ّ؟! وكأن كوسرت رسول في نظر وفيق عبجل احد قادة الأركان؟! أن بمجرد أن عَلِمَ قادة الخيانة أسياد وفيق بان جيش العراق مصمم على إعادة الأمن للمحافظات التي غدرها عملاء إيران، لاذوا بالفرار وتركوا خلفهم كل شيء  ولم يقاتل منهم احد إلا بعض المجاميع المغرر بها وكل قادة الجيش العراقي الباسل يعلمون أن مرحلة إعادة الأمن إلى المنطقة الشمالية لم تكون بتلك الصعوبة كالتي كانت في المنطقة الجنوبية، بسبب هروب عملاء إيران من شمالنا الحبيب إلى أوكار الهزيمة والغدر التي انطلقوا منها 
نلاحظ إن وفيق يتصل بالسيد عزت الدوري مباشرة؟؟ تخيلوا فقط ذلك إن كان وفيق لا يستطيع ولا يحق له أن يتصل بأي عضو من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة فكيف يتصل بنائب القائد العام؟؟ أنها أحلامه المريضة كالعادة وليثبت لسادته انه فعل ما بوسعه لنجدتهم وانه كان يعينهم بقوة ضد العراق وانه كان يريد تأمين سلامتهم! 
 وأخيرا يتهم النظام الوطني الشرعي بعدم احترام المواثيق بالرغم من معرفته أن سادته عملاء إيران وإدلاء الخيانة نقضوا كل الوعود والعهود وكانوا سببا في استنزاف الدولة العراقية منذ تأسيسها والى حد اليوم

في الصفحة 431 يقول 
((وتشكل الوفد العراقي المفاوض برئاسة عزت الدوري............................... وقدمت الجبهة الكردستانية أوراقها بالطلبات ومن بين تلك الطلبات إعادة المسفرين إلى إيران من الأكراد الفيلية (الشيعة) وبدا واضحا أن الحكومة استهدفت إطالة المفاوضات لكسب الوقت ريثما يمكننا الإمساك ببعض الأمور))

التعليق
من المعروف وفي تلك الظروف إن العراق وقيادته السياسية كانت تسعى جاهده لإنهاء موضوع شمال العراق بتوسيع قانون الحكم الذاتي الذي منح الأكراد امتيازات لم يحصلوا عليها في الدول المجاورة وتوسيع صلاحياتهم، ووفيق عبجل يعلم جيدا أن سيده جلال كان السبب في إطالة أمد المفاوضات بدفع من الأمريكان الذين كانوا يحتلون شمال العراق بعد مقابلة جلال لمساعد وزير الخارجية الأمريكي الذي أمره بمماطلة الحكومة وعدم التوقيع على الاتفاق النهائي الذي أنجز حتى يتمكن العملاء من ترتيب أوراقهم وهذا ما حصل فعلا وقد رفع وفيق تقريره إلى الرئاسة بهذا الأمر. 
أن طوال فترة المفاوضات مع الحركات الكردية كان سيده جلال يتعمد أطاله الحوار وعدم التوقيع على الاتفاق- وهذا مثبت في وثائق الاستخبارات وبتوقيع وفيق - بعد أن وصل مراحله النهائية  ليعد العدة لغدره المعتاد فقد قام العملاء بخرق الاتفاق بعد أن استأذنوا للذهاب لمدة أسبوع إلى شمال العراق ومن ثم العودة لتوقيع الاتفاق النهائي، إلا أنهم وكعادة غدر أسياد وفيق وفيق عبجل بدءوا بالتعرض لدوائر الدولة وقتل وموظفيها العاملين في شمالنا الحبيب وقتل منتسبي  الجيش غدرا وبهذا نقضوا العهود والوعود الذي يتهم وفيق عبجل قيادة العراق بأنها من تنقض الوعود والعهود رغم معرفته الدقيقة بكل هذه الحقائق كون ارتباط شعبة الشمال به شخصيا وقد كتب تقريره الاستخباري عن تلك الفترة ورفعه إلى الرئيس في الـ35 يوما الذي قاد فيها الاستخبارات وكالة في غفلة من الزمن فأية عمالة هذه يا وفيق؟
وهنا يجب أن أذكر حادثة أقل ما توصف بأنها بشعة وهي بمثل بشاعة مَن إرتكبها، إنها حادثة مقر قيادة الفرقة 36 ومنطقة دربندخان والتي راح ضحيتها شُهداء عُـــزّل، مدنيين وعسكريين، ضباط وجنود، لم يتمكنوا حتى من سحب أسلحتهم والدفاع عن انفسهم؛ تلك الكوكبة من الأبطال والتي كان على رأسها الشهيد العميد الركن غالب عبد الله قائد الفرقة، عِلماً بأن هذه الحادثة قد ظلت مبهمة الى أن نشر أحد الصحفيين الألمان كتاب عنها حيثُ كان شاهد عيان عليها، كما إن الأخ رافد العزاوي قد نشر مقال عنها في 20/9/2011 وفي عدة مواقع، ومن أجل الإطلاع عليها بصورة دقيقة المقالة بعنوان (كم جريمة لديك يا طالباني)  و يرجى الدخول الى الرابط التالي لقرائتها: 
http://www.wijhatnadhar.com/2011/09/blog-post_4246.html


فلهذا صدر قرار القيادة بسحب كافة الموظفين ودوائر الدولة ووحدات الجيش من محافظات الشمال الثلاث الى حدود كركوك لعدم تمكن العراق في تلك الظروف القاسية من تامين الحماية لمواطنيه التي تكلف الحكومة الكثير من الأموال في تامين الطرق والمحافظات في ظل الحصار الاقتصادي الظالم، لان بقائهم هناك وتعرضهم لغدر القتل من قبل عملاء إيران يكلف الدولة الكثير في مثل تلك الظروف  وليس كما يدعي خادم عملاء إيران من أن الحكومة استهدفت إطالة المفاوضات لكسب الوقت .

في الصفحات ( 432و433 ) وتحت عنوان بين الطلباني والبرزاني يقول وفيق: 
(( لم يكن البرزاني متشددا في التفاوض بل على العكس كان يسعى للاتفاق وفق طلبات بسيطة جدا وقال لي بالنص (( إذا أعطانا السيد الرئيس خمسة بالمائة من حقوقنا سنوافق) ......................وقد أرسل الطالباني رسالة شخصية إلي بخط يده يقول فيها أن إجراءات السلطة تلقي ظلال من الشك على نواياها وقد زادتني هذه الرسالة اطمئنانا ........ تتسم نظره صدام نحو السيد الطالباني بالريبة وعدم الثقة ويرى فيه عدوا لدودا ذا علاقة خارجية وداخلية متشعبة))

التعليق 
من المؤكد أن يكون الرئيس صدام حسين ينظر بعين الريبة والشك لجلال الطلباني والسبب معروف كون جلال كان يردد دوما بأنه ليس بعراقي ولا دخل له بالعراق ( و وفيق يعلم جيداً ذلك كونه مسؤول شؤون الأكراد ورفع هذه المعلومة في تقارير الاستخبارات). لهذا كان الرئيس صدام حسين عندما يصدر أي عفو عن المحكومين يكون في نهاية القرار عبارة (باستثناء المجرم جلال الطلباني) لثبوت عمالته واعترافه بأنه ليس عراقي. 
و يعترف وفيق هنا بأنه العميل رقم واحد لسيده جلال من خلال اعترافه باستلام رسالة شخصية من جلال الطلباني!! والسؤال هنا: كيف يرسل جلال الطلباني رسالة شخصية لوفيق عبجل؟! وعن طريق مَن؟! 
ومن ثم نرى وفيق يعترف بممارسته  لنفس الدور السابق بعد هروبه إلى أحضان سادته للتخريب لكن هذه المرة بين أسياده جلال ومسعود والسبب هو لتحريك الشارع الكردي ضد البرزاني الذي بيدو انه كان على خلاف معه أثناء تأليف كتاب الدجل هذا والذي جعله يصف البرزاني بالتهاون في المفاوضات وعمالته – كما يقول – للنظام الوطني . أتمنى أن يطلع القراء على ما قاله بحق مسعود البرزاني وجلال الطلباني في كتابه هذا لاني في صدد تصحيح  تاريخ العراق الذي زيفه وفيق وليس على تاريخ العملاء وأذنابهم، ليتعرفوا على أسلوب وفيق المراوغ في كل المواقف للتخريب بين الضباط سابقا وأسياده لاحقا بتلميع صورة جلال والانتقاص من مسعود فهل قرأ مسعود ما قاله وفيق ضده ؟ اعتقد أن وفيق لن يستطيع أن ينكر هذا الأمر كما انكر تقاريره التي رفعها إلى الرئاسة والتي تخص الأكراد. 

وفي الصفحة (437 ) وبعنوان الالتحاق العلني بالمعارضة يقول وفيق:
((أسوة بالمعارضين الحقيقيين للنظام والاستبداد تحت ظروف السيطرة المقابلة المتأتية من إمكانات هائلة عشت طيلة أربعة وعشرين عاما من بدء انخراطي في العمل السري الداخلي ................ مما لا شك فيه أن وجودي في احد الأجهزة الأمنية والمخابراتية كان عنصرا مساعدا في ترقب الإحداث وفي الأعوام 1991-1994 عندما ركزت نشاطاتي السرية على تشكيل حركة ثوار الشعب العراقي .......... وكنت على معرفة دقيقة بتقارير المعلومات التي ترفع حولي ومراحل مراقبة خطوط الهواتف العائدة لي))

التعليق
أسوة بالعملاء والخونة الحقيقيين يعترف وفيق وببجاحة هنا بأنه عميل وجاسوس!! ليس على رفاقه وزملائه وقادته فقط بل ضد وطنهِ العراق اجمع حيث اعترف هنا بأنه طيلة 24 عاما كان يعمل كجاسوس للأجهزة الاستخبارية العالمية. وهنا يتحدث وكأنه مدير الاستخبارات بالقول (تقارير المعلومات ترفع إلي) هنا يتوقع القارئ أن وفيق كان مديرا للاستخبارات عندما قرر الهروب من الخدمة من خلال قوله (وكنت على معرفة دقيقة بتقارير المعلومات التي ترفع حولي ومراحل مراقبة خطوط الهواتف العائدة لي)) وذلك  لعدم تطرقه لتاريخ تعينيه مدير للاستخبارات وكالة لمد 35 فقط وأيضاً لعدم تطرقه لتأريخ يوم إقصاءه من منصبه كما ذكر في مناصبه السابقة  التي حددها بالأعوام والشهور في كتابه هذا بل مر عليها (تعينيه وطرده من الاستخبارات)  مرور الكرام للتشويش على القراء  كعادته المعروفة بأنه كان مديرا للاستخبارات حتى لحظة هروبه .

وفي الصفحة ذاتها يقول وفيق: 
((في منتصف العام 1993 اصدر قصي (بناء على توجيهات والده) أوامر إلى الأمن الخاص باغتيالي وتم اكتشاف مجموعه من الأمن الخاص وامن سامراء إثناء اقترابهم من المسكن الذي أقيم فيه ليلا وأطلقت عليهم النار وكانت الخطة كما اعترف بها احد المشاركين تقضي بان يقفز احدهم إلى داخل حديقة الدار والاختباء جوار سلم الباب الداخلي الرئيسي.............................وبعد ان أبدء بالنزول على السلم يطلق النار علي من مسافة متر واحد بمسدس كاتم للصوت ))

التعليق
من المعلوم في تلك الفترة انه وبمجرد أن يثبت أو يشك بان احد الضباط على علاقة بعمل خياني تجسسي ضد الدولة تتخذ بحقه الإجراءات القانونية أو الإجراءات الاحترازية على اقل تقدير،  فكيف قام الأمن الخاص - كما ادعى وفيق – في احد صفحات كتابه   بمجرد أن تحدث احد الضباط الفريق ثابت سلطان في النادي العسكري  بحديث ساخر عن علي حسن المجيد وحسين كامل  تمت تصفيته وأنزلت رتبته؟!  وعندما يُراقبْ وفيق ويشك بولائه لا بل التأكد من علاقته بالمعارضة الخيانية -كما يدعي- يترك يعمل لسنين عده يوزع البيانات من داخل العراق؟؟!!  من غير أي أجراء ضده؟! وبكل هذه البساطة ؟! فهل هو حالة شاذة؟ أم ماذا؟ ولماذا يقوم الأمن الخاص بالتخطيط لاغتياله في الوقت الذي تستطيع الدولة اعتقاله وبكل بساطة وإيداعه السجن مع الجواسيس والخونة أو على اقل تقدير استدعائه للتحقيق؟! كما فعل اللواء الركن محمود شكر شاهين في قضية الأسير الإيراني الذي استخدمه وفيق في شعبة إيران ومن ثم قام بتهريبه؟! فهل كانت الدولة تخشى اعتقال وفيق والتحقيق معه؟! هل كانت مثلا تخشى خروج مظاهرات جماهيرية شعبية مليونية تندد بالتحقيق مع وفيق؟! أم أنها تخشى على تدهور الوضع الأمني وذلك مثلا لشعبية وفيق المتزايدة بين قادة الجيش والشعب؟! و إن كان هناك شكوك بوفيق ما الذي منع الدولة من اتخاذ إجراء قانوني بحقه؟ إلا إذا كان سيده حسين كامل الموصوف بخيانته وهروبه بعد هروب وفيق قد سهل له هذه الأمور وأبعده عن الاعتقال !!! ليلتقوا سوية من جديد بعد هروبهم تجمعهم خيانتهم لأولياء نعمتهم بعد عملوا سوية داخل العراق وأوغلوا في دماء ضباط الجيش، فربما يكون الأمر كذلك فمن يدري؟! ؟

في الصفحة (438)وتحت عنوان مغادرة العراق، يكمل وفيق: 
((وفي أواخر العام 1994 ازدادت تدابير وإجراءات المراقبة الفنية والبشرية الموجهة ضدي واخذ سيل المعلومات يصل إلي من مصادر موثقه تدل على أن أمر اغتيالي أو اعتقالي أصبح وشيكا جدا فاضطررت إلى المغادرة السريعة إلى كوردستان العراق ................  حيث كان السيد الطلباني بانتظار وصولي , وبعد لقاء بسيط غادرت إلى صلاح الدين  بالسيارة الخاصة للسيد الطلباني وحمايته الخاصة ................أذيع بيان الالتحاق يوم 1-12-1994 والتف الجميع من حولي معتزين بهذه الخطوة الوطنية الكبيرة لأول ضابط برتبتي وموقعي ومن هناك بدأنا المشوار الجديد ......... بالرغم من ثقتي التامة بنقاء مسيرتي بل موقفي الرافض للنظام وبالرغم من علاقتي الوثيقة واتصالاتي السرية مع السيد جلال الطلباني إلا أنني شعرت بحاجتي إلى كل صوت يقف معي لأني كنت محسوبا في الظاهر على نظام جائر من خلال اشتغالي في احد أجهزته الخاصة (الاستخبارات) ))

التعليق 
من المؤكد أن يلتف جميع العملاء من حول وفيق بعد هروبه كأول ضابط عميل برتبته قدم خدمات جليلة في العمالة والتجسس لأسياده مدمري العراق وصانعي الفتنه 
لو كانت إجراءات المراقبة الفنية والبشرية محكمة فعلا تجاه وفيق عبجل كما يدعي لما تمكن من الإفلات من قبضة الدولة المراقبة المستمرة عليه، وان هروب وفيق بهذه الطريقة السهلة باستخدام سيارته الشخصية والتوجه إلى نقاط معينه كما ذكر في كتابه ومن ثم الوصول إلى مدينة السليمانية تثبت عدم وجود أية مراقبة من قبل لدولة لوفيق وجميعنا نعرف أن كفاءة أجهزة المراقبة ومنتسبي الأجهزة الأمنية كانت بدقة عالية وتقوم مجموعة اختصاصية بهذا العمل وقد سمعت الكثير عن قصص المراقبة لمسؤولين سابقين وضعوا تحت الرصد بمجرد الشك ولأخذ الاحتياطات من احتمال وقوعهم في شرك الأعداء  وهذه الإجراءات لا يفلت منها احد يريد الهروب ولو كان هناك شك ولو 1% بوفيق لوضع تحت الإقامة الجبرية .
 يحاول وفيق أن يوحي من خلال قوله (واخذ سيل المعلومات يصل إلي من مصادر موثوقة تدل على أن أمر اغتيالي أو اعتقالي أصبح وشيكا) بأن له صلات وثيقة بمنتسبي الأجهزة الأمنية ومن خلال هذه الصلات والتعاطف كانوا ينقلون إليه تفاصيل مراقبته، انه في كتابه في ذلك الوقت من عام 1997 يحاول أن  يزعزع ثقة الدولة بمنتسبيها عندما لفق كتابه هذا ونسي أن في العراق من الوطنيين العراقيين ما لا تغريهم كنوز الدنيا ويشمئزون من العملاء وخدمهم ولا يرتضون أن يسيئوا إلى عوائلهم وعشائرهم كما فعل هو. 
أما قوله من انه ظاهريا كانت محسوبا على النظام فهذا القول ليس صحيح فوفيق كما وصفه المقدم حميد الواسطي كان أكثر من صدام صداميةً ومحسوب على النظام ظاهرا وباطنا  من خلال علاقته بحسين كامل وتقاريره السرية التي كان يرفعها له ولسكرتير الرئيس وباعترافه هو في كتابه عندما ذكر كتابته للتقارير السرية التي تبين العجز الاستخباري للرئيس للإيقاع بزملائه حيث ادعى أن الرئيس قال له (انك كفئ و وموثوق) إلا انه بعد هروبه وثبوت خيانته للعراق بعد أن افشي إسرار الدولة وأعطى معلومات تفصيلية عن وحدات الجيش والأجهزة الأمنية التي تخص الأمن القومي فقد وصل إلى خانه العملاء ودرجة الخيانة العظمى بعد أن انتهى دوره في إقصاء الضباط الوطنيين الشجعان.

في الصفحة( 454) وتحت عنوان الحصار يدمر فلسفة أمن صدام حسين، يقول الموما اليه:
(( كان في أواخر الحرب مع إيران (1986-1988) يجري فتح مقرات في الجبهة لصدام وكانوا يطلبون مني اختيار ثلاث مقرات وبيان وجهة نظري في أفضلها أمنيا........كما كانوا يطلبون مني أخفاء ذلك عن المدير العام .))

التعليق : 
إن صحت هذه المعلومة وأنا اجزم بان وفيق كاذب بصددها كونه كما يدعي  ملاحق من قبل الدولة ويخضع للمراقبة منذ أن كان رائد في الجيش العراقي!!, هنا يثبت وفيق قوة علاقته بحسين كامل حسن الذي كان برتبه رائد و وفيق برتبه عقيد ركن ويناديه وفيق بكلمة سيدي؟؟!!! لا بل انه محسوبا على النظام والحلقة القريبة من الرئيس والمتمثلة بحسين كامل، فكيف يقوم شخص يدعي انه مراقب من قبل أجهزة الدولة باختيار مقرات لرئيس الدولة وفي حالة الحرب؟ والسؤال هنا  ما مدى الثقة التي يتمتع بها وفيق من قبل حاشية الرئيس أو الرئيس نفسه لكي يطلبوا منه أن يختار مواقع للرئيس يستخدمها في الجبهة!؟؟ ولماذا يطلبون منه أن يخفي الآمر على مديره العام كما يقول؟ أليس هذا يدل على ثقة الرئيس بوفيق التي جعلت من الرئيس ومرافقيه أن يطلبوا منه اختيار مقرات للرئيس في ظروف الحرب تلك؟ !
وفي الصفحة (473) يقول وفيق:
(( أن خروج اللواء الركن وفيق السامرائي إلى المعارضة يختلف جذريا عن موضوع حسين كامل فبالرغم من إني من وسط العراق ومن مدينة يتمركز فيها الحزب وقضيت عمرا في الاستخبارات قريبا من القيادة العليا ومطلعا على إسرار كثيرة عن النظام ...............إلا إني لم أكن من العائلة الحاكمة ولم ألطخ يدي بدماء الشعب وأمواله ولذلك فما يقاس علي لا يصلح للقياس على حسين كامل ... واستقبلتني المعارضة استقبالا حارا))

التعليق
لا يختلف هروب وخيانة حسين كامل عن هروب وخيانة وفيق عبجل  فالاثنان شريكان بدماء ضباط الجيش العراقي الباسل التي أريقت  بوشايات من وفيق بالاتفاق مع حسين كامل لإبعاد الضباط الأكفاء الذين اخلصوا للعراق قبل أي احد آخر، لعقدتهم النفسية هما الاثنان تجاه النقص الذي يشعرون به أمام الوطنيين وذوي الأخلاق والسمعة الحسنة والمعرفة القيادية وما قصة اللواء الركن الشهيد سنان عبد الجبار ابو كلل والمقدم قاسم عبد المنعم إلا دليل على عقدة النقص التي كان يتمتع بها وفيق عبجل وحسين كامل تجاه الضباط الوطنيين الأكفاء، وسنذكر أمثله أخرى في الحلقات القادمة عن الغدر الذي طال الضباط الآخرين، ولو أن وفيق لا يشعر بنقص وتشابه بينه وبين حسين كامل لما تطرق لمقارنة نفسه بسيده الهارب وبلسانه، ومن المؤكد أن المعارضة تستقبل خدمها الجدد استقبالا حارا وهذا شيء لا يفتخر به بل هو عار ابدي يصيب العميل وعائلته إلى ابد الآبدين، فهل الخيانة والجاسوسية عملا يفتخر به؟.

إلى هنا انتهي من فقرات كتاب التلفيق حطام البوابة الشرقية وردي على ما قرأته فيه من معلومات تخص أمورا اطلعت عليها وعرفتها، أما باقي فقرات الكتاب فتخص العملاء والخونة والمعارك التي خاضوها فيما بينهم والتي يبرز فيها وفيق أمانة ووطنية سيده الطلباني ويطعن ويتهم غريم سيده  البرزاني  بالخيانة لأنه يريد التفاهم مع الحكومة المركزية وإنهاء الحالة الاستثنائية التي كانت سائدة آنذاك والتي لا يرضى عليها وفيق عبجل بالطبع لان الأمريكان كانوا لا يريدون أن تحل مشكلة الشمال وقد أمروا إتباعهم  من خلال مساعد وزير الخارجية الأمريكي أسياد وفيق بعدم التوقيع على الاتفاق، فلهذا امتعض وفيق من لين مسعود البرزاني أثناء المفاوضات ورغبته في التوصل إلى حل مع الحكومة لهذا كال الشتائم والاتهامات لمسعود البرزاني لإحساسه بتقاربه مع الحكومة وهذا ما لا تريديه أجهزة المخابرات التي كان وفيق يعمل لحسابها
وقبل أن نبدأ بالحلقة الجديد إن شاء الله بالرد على كتابه الآخر (طريق الجحيم) ادعوا كل أخوتي وقادتي ضباط الجيش العراقي الباسل والقراء والمتابعين ومن له الاهتمام والاطلاع على تاريخ الجيش العراقي الباسل أن يتصفح هذا الكتاب (حطام البوابة الشرقية) بنفسه ويدقق في كل كلمة وحرف مدسوس فيه ليجد الكثير مما لم نذكره لعدم معرفنا بكل شيئا إلا ما شهدناه بأنفسنا او ما عرفناه من قادتنا وزملاءنا الموثقين فكتبنا عنه ما كتبنا، كما أنني أدعوهم الى الذهاب الى كل فقرة تطرقتُ أنا اليها من اجل أن أثبت للجميع أنني لم أتجنى على المدعو وفيق. 

احمد العباسي
احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة
Ahmad_alabasi2001@yahoo.com