18 فبراير 2015

الفورين بوليسي: الحرب العالمية بين المسلمين

ترجمة رقية الكمالي – التقرير
يتساءل الصحفي والكاتب جيمس تروب، في صحيفة الفورين بوليسي: لماذا لا تفعل الولايات المتحدة سوى القليل جدًا لتغيير مسار الأحداث في الشرق الأوسط في الوقت الحالي؟
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، كتب المحافظ الجديد والمجادل بعنف، نورمان بودهوريتز، رئيس تحرير مجلة Commentary، مقالًا طويلًا يناقش فيه القتال ضد التطرف الإسلامي الذي وصل إلى “الحرب العالمية الرابعة”. يميل بودهوريتز إلى تنبؤات مروعة، لكن العديد من كتاب اليمين واليسار فهم هجوم تنظيم القاعدة على الأراضي الأمريكية كجولة افتتاحية لحرب بين الغرب و”الفاشية الإسلامية”، كما سماها كريستوفر هيتشنز. هدأت نوبة غضبهم بعد ذلك كما فشل الإرهابيون في شن هجمات استعراضية واسعة (على الأقل في الولايات المتحدة)، وكما فشلت الحرب البشعة في العراق حتى خف حماس العديد من المقاتلين لخوض معركة الموت بين الإسلام الأصولي والغرب.
فجأة، لا يبدو وصف الحرب العالمية متسمًا بالغلو. إنشاء “الخلافة” التي أعلنت استقلالها في قلب العالم العربي، فضلًا عن قتل مجموعة من رسامي الكاريكاتير في قلب أوروبا، جعلت الإسلام الأصولي يبدو أكثر فاعلية وتأثيرًا، وأكثر قوة وتهديدًا مما كان عليه، عندما كان مجرد حركة يقودها حفنة من رجال الكهوف. حتى إن بعض الكتاب الواقعيين الذين كانوا يضحكون على دعوة بودهوريتز للتسلح ضدهم وقتالهم، ارتدوا على الفرضية التي تقول بأن الحرب الباردة شكلت الحرب العالمية الثالثة؛ أصبحوا الآن يخافون من تعرض الغرب للخطر.
جورج فريدمان، المحلل الكيسنغري الذي يدير شركة الاستخبارات العالمية ستراتفور، كتب مؤخرًا أن “الحرب بين عالمين”، الإسلام والمسيحية، قد بزغ فجرها . كما وصف الباحث في مركز وودرو ويلسون الدولي، آرون ديفيد ميلر، الصراع مع التطرف الإسلامي بأنه “صراع الأجيال” و”الحرب الطويلة”.
أنا لا أجد هذه اللغة مثيرة للسخرية. إنكار الإسلاميين الراديكاليين لأولوية الاختيار الفردي في الفضاء العام العلماني، جنبًا إلى جنب مع رغبة أعداد كبيرة من الناس لقتل الآخرين وأنفسهم من أجل تدمير هذا النحو من الوجود؛ يشكل تحديًا أساسيًا للغرب.
أي نوع من “حرب عالمية” التي نجد أنفسنا الآن فيها؟ كانت الحرب العالمية الوحيدة في القرن الـ19، بين فرنسا وبريطانيا في العقود التي تلت الثورة الفرنسية، صراعًا كلاسيكيًا على السيادة بين القوى العظمى. هل شكلت الحرب العالمية الأولى آخر هذه التشنجات الجيوسياسية، وليس الأيديولوجية. سعت الأيديولوجيات الشمولية، منذ ذلك الوقت، لبسط نفوذها ونشر أفكارها في جميع أنحاء العالم ليتسارع بذلك العراك العالمي. كان هذا العراك ضد الفاشية والشيوعية، ورغم انتشاره الجغرافي، كانت الحروب بين الليبرالية والتصور المناهض لليبرالية عن كيفية تنظيم المجتمع الغربي.
يقدم التطرف الإسلامي الوضع المعاكس تمامًا؛ إنه حرب داخل حضارة غير غربية متفوقة بل مستهلكة للغرب.
لا يظهر أن هذا هو الحال في بداية الأمر. قبل وقت طويل من تنظيم القاعدة، استهدف إرهابيون إسلاميون مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، شركات الطيران الأوروبية والأمريكية، والمعابد والمؤسسات اليهودية. لكن هجمات 9/ 11، بالإضافة إلى خطاب أسامة بن لادن، أعطى بودهوريتز وغيره من الكتاب سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن الإسلام الراديكالي قد أعلن الحرب على الغرب. وقد استمر هذا الخطاب، وتلك التكتيكات، حتى تم الهجوم على صحيفة تشارلي إيبدو الفرنسية، والمؤامرات التي كانت تحاك ضد الولايات المتحدة في اليمن، وفوضى إرهابيي لندن، ومدريد، وغيرها من المدن. تعهد الجهاديون بتدمير العواصم الغربية التي تشكل قلاع النظام العلماني، وبالنسبة لأولئك الإرهابيين الذين يعيشون في الغرب؛ تعد هذه المدن ومواطنوها أهدافًا جاهزة و فرصًا سهلة الاقتناص.
لكن حتى لو قلنا بأن الحرب بين التطرف الإسلامي والحداثة قد بدأت، فإن موضع هذا الصراع سينتقل من الغرب إلى العالم الإسلامي نفسه، هذا هو مغزى صعود وانتشار الدولة الإسلامية.
تمثل “الخلافة” في العراق وسوريا تهديدًا خطيرًا جدًا للغرب، لكنها أيضًا تشكل تحديًا وجوديًا للأنظمة الإسلامية في المنطقة. يرى تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية، أن الدولة القومية اختراع أجنبي لا يمت إلى الإسلام بصلة، لكن خلافًا لتنظيم القاعدة، أنشأت الدولة الإسلامية حاليًا نموذجًا بديلًا يعكس التقاليد الإسلامية ما قبل الحداثة. انتشر شعار الدولة الإسلامية بسرعة مذهلة في ليبيا ونيجيريا وأفغانستان. حتى لو كانت هذه الجماعات الجديدة تمثل عددًا قليلًا من الإرهابيين مع راية سوداء، فإن الرغبة في رفع هذا العلم تظهر قوة هائلة لفكرة إقامة دولة إسلامية “نقية” داخل العالم الإسلامي الفاسد ظاهريًا.
وهكذا أعطت هجمات 11/ 9 انطباعًا مضللًا بأن صعود التطرف الإسلامي كان “عن” الغرب وحاجة الغرب لخوض حرب على الإرهاب من أجل إلحاق الهزيمة به، لكن التطرف الإسلامي هو في حقيقة الأمر يدور حول الإسلام وحول الأنظمة التي تحكم باسم الدين، من الصعب أن نتصور فقدان السرد المتطرف لجاذبيته ما لم تكتسب الأنظمة العربية شرعيتها الحقيقية في نظر مواطنيها. بدلًا من ذلك، فإن سلوك إقامة دولة بدائية كالدولة الإسلامية، قد يعرض الأيديولوجية الجهادية لاحتمالات مؤثرة لا يمكن أن ترضيها، بحيث تهدم الرؤية الراديكالية التناقضات الخاصة بها، كما فعلت الشيوعية في نهاية المطاف.
أمام الغرب الكثير ليفعله من أجل الدفاع عن نفسه من العواقب المفزعة لهذا الصراع داخل حضارة أخرى. سيأتي ذلك تحت مسميات عدة، منها: “الدفاع عن الوطن”، “عمل الشرطة”، “الاستخبارات”، “أمن الحدود”، وما شابه ذلك. وقد تعيد بعض الدول النظر في السياسات الوطنية المتعلقة بمعاملة المهاجرين المسلمين، والبعض سوف يتورط باستخدام القوة في الخارج. لن تسمح الولايات المتحدة وأوروبا للدولة الإسلامية بتعزيز سيطرتها على المزيد من أراضي الدول المجاورة؛ سيكون من اللامعقول أن لا يسعى متطرفو أمة الغرب المتعصبون لتدمير الأنظمة الإسلامية الأخرى وقتل كل هؤلاء الذين يرونهم كفارًا.
ومع ذلك، يتوجب على العراقيين والسوريين والقوى المحلية الأخرى القيام بالقتال الفعلي. قد يدافع الغرب عن نفسه في الحرب ضد داعش، لكنه لن يستطيع فعل الكثير لتغيير شروط ومفردات المعركة.
حين نواجه حربًا حضارية داخل حضارة شخص آخر، فإن أدوات الحرب الباردة التي استخدمناها لن تكون مجدية. منذ السنوات الأولى من الكفاح الطويل ضد السوفييت، انهمكت الولايات المتحدة في حملة دبلوماسية عامة واسعة، سرية وعلنية، بهدف إظهار تفوق الرأسمالية الديمقراطية على الشيوعية.
سعى الرئيس الأمريكي جورج بوش لإحياء هذا الجهد مباشرة بعد هجمات 11/ 9، بتعيين سيدة الأعمال شارلوت بيرز، إحدى الشخصيات القيادية الرائدة في جادة ماديسون، مركز الإعلانات التجارية والدعاية في نيويورك؛ لتطوير رسائل جديدة للعالم الإسلامي. كانت إعلانات تليفزيون بيرز التي تروج لاحترام أمريكا للمسلمين موضع سخرية في العالم العربي، والتي تم التراجع عنها في وقت قريب.
اعترفت بيرز في وقت لاحق قائلة: يجب على أمريكا أن لا تتوقع كسب القلوب والعقول. من جاء بعدها لم يكونوا الأفضل. يواجه مكتب الدبلوماسية العامة للرئيس باراك أوباما عملًا صعبًا تجاه دولة معادية للإسلام تنشر الدعم والموالاة في تويتر بصورة واسعة. إنها محاولة فاشلة ولا طائل من ورائها، ليس لأن الولايات المتحدة ليست جيدة في الدبلوماسية العامة، لكن لأن عددًا قليلًا جدًا من الجمهور المستهدف سيستمعون إليها.
دائمًا ما يتم انتقاد الدبلوماسية العامة بنقد مشترك واحد وهو أن المهم هو الأفعال، وليس الكلمات؛ فالكلام المعسول عن التسامح الأمريكي لا يعني شيئًا عندما تقوم الولايات المتحدة بتعذيب المعتقلين المسلمين واحتجازهم في غوانتانامو. عندما تولى أوباما الرئاسة، أعلن في أول يوم له في منصبه أن الولايات المتحدة سوف تتخلى عن التعذيب، وألقى خطابًا مهمًا في القاهرة واعدًا بـ”بداية جديدة” في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي على أساس “المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل”، على سبيل التجربة في التأثير على الرأي العام العربي، على ما يبدو كان أكثر فعالية بقليل من الإعلان بالكلام المعسول، وسيكون من الجيد إجراء تجربة إضافية بإغلاق معتقل غوانتانامو الذي يهيج المسلمين، رغم أنني لا أصدق أن الأمر يهمهم.
تشكل صياغة حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين الاختبار الأعلى، أحد خلفاء بيرز، وهو كارين هيوز؛ اعترف لي بأنها قالت لبوش إنه من غير المرجح الحصول على دعم الرأي العام العربي في أي مكان، حتى تجبر واشنطن إسرائيل على دفع عملية السلام إلى الأمام، لكنه ربما لن يفعل الكثير لتجفيف المستنقع الجهادي.
بطبيعة الحال، كانت الاستراتيجية الأمريكية الأساسية أثناء الحرب الباردة، تدور حول تقديم الدعم العسكري، والاقتصادي، والدبلوماسي لحلفائها المهددين من قبل الشيوعية. وعلى الرغم من الموضوع المكرر من الرئيس هاري ترومان فصاعدًا، بخصوص مساعدة الولايات المتحدة للديمقراطيات المعرضة للخطر، إلا أنها عمليًا لم تساعد إلا الدول الاستبدادية: إيران، ومصر، وباكستان، وتشيلي، والمغرب، وغيرها.
مع انحسار الحرب الباردة، وفي عهد جيمي كارتر ورونالد ريغان، كانت الولايات المتحدة على استعداد لتحمل مخاطر انتقاد مثل هؤلاء الحلفاء المستبدين كما هو الحال في التشيلي والفلبين. في أعقاب 11/ 9، خلص بوش إلى أن دعم الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط أصبح استراتيجية تهزم ذاتها. وكانت الولايات المتحدة تعلم، كما قال في خطابه الافتتاحي في عام 2005، أنها ستظل عرضة للإرهاب طالما بقيت مناطق بأكملها من العالم في حالة هياج واستياء من الطغيان. كان هذا المبدأ الأساسي في سياسة بوش لتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط. لم تخطُ أمريكا في سبيل الحرية إلا خطوات متواضعة، ومن ثم لم تستطع تحقيق أهدافها المرجوة مثلما فعلت في سياستها العامة.
أثبت العراق، الذي كان فرصة بوش لإثبات أنه بإمكان ترسيخ الديمقراطية في العالم العربي، مقاومة الجهود الأمريكية لتحسين الحكم، ناهيك عن إرساء مبادئ الديمقراطية. والأكثر من ذلك، أن إدارة بوش وجدت أنها لا تزال بحاجة إلى حلفائها المستبدين مثل مصر، وبطبيعة الحال، المملكة العربية السعودية.
أخذ أوباما العظة من تلك الإخفاقات، فاستخدم لغة تهديدات لينة وناعمة فيما يختص بالديمقراطية، وأكد بدلًا عن ذلك على مبدأ “المشاركة” مع الأنظمة الاستبدادية على أمل إذعان هذه الأنظمة لأمريكا، وبذلك يحقق أهدافه العالمية، مثل منع الانتشار النووي؛ لكن كل ما حدث أنه استعاد الوضع السابق لا أكثر. أوقد الربيع العربي شموع الحلم لفترة وجيزة بأن الجماهير العربية سترفع صوتها وتطالب بحقوقها، مما جعل الرئيس يعيد ادعاءات بوش، وهي أنه من مصلحة الولايات المتحدة تطبيق الإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط؛ لكن انهيار الحركات الشعبية في كل مكان قاد تونس إلى وضع حد لهذا الخطاب.
أظهر قرار أوباما الأخير بتغيير خططه وزيارة السعودية بعد وفاة الملك عبد الله مباشرة أن واشنطن مستمرة في الاعتماد على المصادر التقليدية للاستقرار العربي. استعد السعوديون للانضمام إلى الغرب في الحملة ضد الدولة الإسلامية، تمامًا كما كانت إيران في عهد الشاه مستعدة للوقوف بحزم ضد الشيوعية.
هذه المقارنة تظهر مدى هشاشة الاستقرار الاستبدادي. وأظن أن الولايات المتحدة سوف تندم على دعمها للعائلة المالكة الأحادية التفكير في السعودية، كما حدث سابقًا مع الشاه، وربما أكثر من ذلك، لأن الحرب ضد شرعية الدول الإسلامية، أكثر أهمية من شرعية الرأسمالية قبل نصف قرن من الزمان. إن دوافع المتطرفين الإسلاميين تأتي من نفس المظالم التي تحرض غير المتطرفين على الاحتجاج والتظاهر ضد أنظمة وحشية، وفاسدة، ومشلولة. قلب الخيال الرجعي للخلافة الإسلامية، وحتى حكم الطائفية الذي احتضنته الملايين سواء كانوا سنيين أو شيعيين، الدولة التي تحكم باسم المبادئ الأكثر شمولًا. وفي هذا الصدد المركزي للغاية، كان بوش على صواب، حتى لو أخطأ بشأن قدرة الولايات المتحدة على معالجة هذه المشكلة.
من المفهوم أن تعبر إدارة أوباما مسافات طويلة لتهدئة المزاج السعودي المتكدر، جميع الإدارات الأمريكية السابقة لم تفعل نفس الشيء. لكن الفوائد الفورية التي يقدمها السعوديون على هيئة نفط وأمن وخطابات منمقة، تفوق التأثير السيء للعنف، والإيمان الوهابي المتعصب الذي يحكم به الملوك السعوديون، والقمع الوحشي الذي يدعي أن الإسلام معاد للديمقراطية وحقوق الإنسان، والتعبير عن الذات. لنكن واضحين: المملكة العربية السعودية هي أكثر منابع التطرف تحصنًا منه.
يظهر شكل الحكم الإسلامي في جزر الاستقرار أكثر جاذبية، وربما شرعية مثل الإمارات العربية المتحدة، حيث تعد ممارسة الشعائر الدينية شأنًا خاصًا لا تتدخل فيه الحكومة، كما هو الحال في الغرب، على الرغم من انسجام الآداب العامة، في مسائل اللباس واستهلاك الكحول وما شابه ذلك، مع التعاليم الإسلامية السائدة.
ومن يسافر بانتظام إلى أبو ظبي سيرى ذلك واضحًا “حيث إنني أعمل أستاذًا في جامعة نيويورك أبوظبي”، ولعل مثل هذا النظام كان يطبق في دولة معتدلة ومزدهرة نسبيًا مثل سوريا، لكن ليس في أكبر الدول وأكثرها فقرًا وتدينًا مثل مصر، كما يشير إلى ذلك شادي حميد، في كتابه “إغراءات السلطة”، الذي يتحدث عن الإسلام السياسي؛ والذي يرى بأن المصريين شعب متدين لا يمكن أن يقبل حصر الدين في الحياة الخاصة. إنهم يريدون العيش في ظل الشريعة الإسلامية، على الرغم من أنهم يختلفون فيما بينهم حول ما يعنيه ذلك. هكذا يفعل مئات الملايين من الناس في العالمين العربي والإسلامي.
في آخر لقاء معه، قال حامد إن الحركة الإسلامية الوحيدة التي حاولت بجدية استيعاب الدولة القومية هي جماعة الإخوان المسلمين، والتي خرجت إلى حيز الوجود في عام 1920 بعد زوال الخلافة العثمانية.
ويوضح حميد في كتابه قائلًا: لم تكن جماعة الإخوان منظمة ليبرالية، لكنها تتفاهم إلى حد كبير مع مصطلحات الديمقراطية، وتقبل بنتائج الديمقراطية غير الإسلامية، كما يفعل الإسلاميون في دول مثل المغرب وتونس، التي تسمح باستهلاك الكحول وما شابه ذلك. منح انتخاب حكومة الإخوان في مصر في عام 2012 للعالم العربي أكبر فرصة لإثبات أن الإسلام والديمقراطية متوافقان.
لكن بسبب عدم كفاءة وضيق أفق حكومة الرئيس محمد مرسي، بالإضافة إلى التواطؤ النشط بين الجيش والقضاء، أطيح بحكومة مرسي بعد انتخابه بعام واحد ليترك هذا الحدث جرحًا عميقًا في جسد الربيع العربي، ولتعود مصر مرة أخرى، كما كانت لفترة طويلة، إلى الاستبداد والأوتوقراطية العلمانية التي يهيمن عليها الجيش. تعجبت من الشعب المصري كيف صافح القمع الوحشي والركود الاقتصادي مؤيدًا ومباركًا لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسواء استمر هذا النظام أم لم يستمر، فقد أثبتت الأحداث في السنوات الأخيرة بأن الإسلاميين لا مكان لهم في النظام السياسي العربي.
يتم التعامل مع تدمير جماعة الإخوان المسلمين الآن باعتباره نجاحًا هائلًا في مصر وعبر الخليج العربي (ما عدا في قطر، معقل الإخوان). يبدو الأمر في مصلحة الولايات المتحدة لتشجيع حلفائها العرب لتجد مكانًا لمثل هذه الجماعات ولتشجيع الديمقراطية أيضًا، لكن هذا لن يحدث. سألت مؤخرًا مسؤولًا كبيرًا في الإدارة عما إذا كانت واشنطن تستطيع دفع الأنظمة لإلغاء حظر جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في معظم أنحاء الشرق الأوسط؛ فقال بشكل قاطع: “لا”.
لن تنفصل الولايات المتحدة قريبًا عن السعودية، حتى إن إدارة أوباما غضت الطرف عن معاقبة البحرين، الحليف الثانوي الذي يسحق باستمرار أي محاولة للمعارضة السياسية، البحرين هي فعليًا مجرد قمر صناعي للسعودية التي تسرع بإرسال قواتها لخنق أي معارضة سياسية.
تستطيع الولايات المتحدة والجهات الخارجية الفاعلة فعل القليل جدًا لتغيير السردية الإسلامية وتحسين شرعية الدول العربية، فيما إذا تخلت عن استخدام القوة. أظهر الإعدام العلني للرهائن الأمريكيين، الجمهور الأمريكي، منهكًا وغير مبال إلى حد كبير لإقبال أوباما على الحرب الجوية في العراق وسوريا، وأي هجوم بسيط على الأراضي الأمريكية يشبه نباح الكلاب التي تعوي طلبًا للانتقام.
وقد حاول أوباما تسوية الأعمال العدائية، لم يوافق على قصف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إلا بعد استبدال المالكي بالعبادي، وبعد أن قدمت العراق محاولة جادة لإقامة سلطة سياسية شرعية. ولا يمكنني فهم سياسته تجاه سوريا، حيث قبل سنتين إلى ثلاث سنوات وافته الفرصة لدعم القوميين، وكان الإسلاميون والمتمردون في مواجهة مع النظام القاتل بشار الأسد.
الآن، يتمنى أوباما تدريب هؤلاء المتمردين للقتال ضد الدولة الإسلامية وليس ضد الأسد. وفي الوقت نفسه، يأمل في احتواء وتقهقر الدولة الإسلامية في سوريا من خلال حملة قصف منفصلة حتى يستعد المتمردون للقتال، أو هكذا قيل لنا. وربما يسعى في سياسته الحقيقية لصنع السلام مع الأسد على أمل تجنيده ضد المتطرفين. لكن الأسد مخادع: قد يتعايش مع الدولة الإسلامية طالما بقيت ضمن حدودها الحالية في شمال شرق سوريا.
لذا، نعم، قد تستمر الحرب لفترة طويلة، لكن ليس بين “نحن” و”هم”؛ بل بين المسلمين وداخل العالم الإسلامي. قد يثبت الرئيس الأمريكي القادم بأنه أكثر ميلًا للقتال من باراك أوباما. لقد تعبت الأمة من مناشدات الصبر أثناء هجمات تنظيم القاعدة، أو من الدولة الإسلامية التوسعية. قد تتبع منهج الاحتواء أو التهدئة. لكن في هذه الحرب الباردة، سيتعلم الأمريكيون كيفية احتواء عدو لن يدمرهم، والتي ستكون بمثابة اختبار للوطن الأمريكي الكبير.

احد الاباء المؤسسين للانترنت يحذر من "عصر ظلام رقمي" يهدد بضياع السجلات التوثيقية للقرن الحادي والعشرين

أعرب فينت سيرف، أحد "الآباء المؤسسين" للانترنت، عن قلقه إزاء إمكانية ضياع كل ما تحتويه ذاكرة أجهزة الكمبيوتر من صور ووثائق حُفظت لعشرات السنوات.
وأكد سيرف أن العالم معرض لذلك بالفعل مع تحول المكونات 
الصلبة لأجهزة الكمبيوتر وكذلك البرمجيات الموجودة في الوقت الراهن إلى أشياء بائدة.
ويخشى سيرف ألا تجد الأجيال في المستقبل سجلا توثيقيا للقرن الحادي والعشرين بينما ندخل ما سمّاه "عصر ظلام رقمي".
جاءت تلك التعليقات على لسان سيرف خلال مؤتمر علمي كبير في سان خوسيه.
ووصل سيرف، الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لغوغل، إلى المؤتمر العلمي الذي تعقده الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم وهو في غاية الأناقة مرتديا الزي الرسمي، حلة من ثلاث قطع.
ويبدو أن هذا الشخص الأيقوني، الذي ساعد في تحديد كيفية انتقال المعلومات عبر الانترنت، هو الوحيد الذي يرتدي رابطة عنق من بين أفراد طاقم العمل في غوغل.
شعرت بضرورة توجيه الشكر إليه، فانحنيت بالفعل وشكرته على اختراعه للإنترنت. وكان الرد متواضعا للغاية، إذ قال لي "من دواعي سروري أن أكون في خدمتك".
ويعكف سيرف حاليا على حل مشكلة طرأت حديثا تهدد باجتثاث تاريخنا.
فغالبا ما نحتفظ بأحلى الأوقات في حياتنا، وذكرياتنا، وأغلى صور العائلة في شكل رقمي على الأقراص الصلبة في أجهزة الكمبيوتر أو على المواقع الإليكترونية المخصصة لتخزين البيانات.
من الممكن أن نفقد كل ما لدينا من محتوى رقمي على أجهزة الكمبيوتر وفي مواقع التخزين
ولكن بتطور التكنولوجيا، تصبح تلك البيانات مهددة بالضياع نظرا للتطور الهائل في التكنولوجيا والثورة التي يشهدها العالم الرقمي.
يقول سيرف "أنا قلق جدا إزاء ذلك، فأنت وأنا نتعرض لمثل هذه الأمور. فالأشكال القديمة التي ننتج بها الوثائق أو العروض من الممكن أن تكون غير قابلة للقراءة بواسطة أحدث النسخ من البرمجيات لأنه لا يمكن ضمان توافق تلك البرمجيات مع المستندات والملفات القديمة."
ومضى قائلا "بالتالي ما قد يحدث بمرور الوقت هو أنه حتى إذا احتفظنا بأرشيفات هائلة من المحتويات الرقمية، فإننا قد لا نكون على دراية فعلية بماهيتها."
الغلاف الرقمي
ويروج فينت سيرف لفكرة الاحتفاظ بكل ما يتوافر لدينا من أقراص صلبة وبرمجيات حتى لا تتحول إلى أشياء بائدة – تماما مثل ما يحدث في المتاحف – ولكن في شكل رقمي على الخوادم الإليكترونية لمواقع تخزين البيانات.
وحال نجاح فكرته، سوف تتمكن الأجيال القادمة في المستقبل من دخول تلك المواقع للإطلاع على الذكريات الغالية.
ويقول سيرف "الحل هو أن نأخذ لقطات بأشعة إكس لكل المحتوى الرقمي والتطبيقات ونظم التشغيل بالإضافة إلى مواصفات الأجهزة التي يُشغل عليها ذلك المحتوى ونحفظ كل ذلك لوقت طويل. وهذه اللقطات الرقمية ستخلق الماضي في المستقبل."
سيكون ضروريا أن تتبنى شركة ما المشروع لتوفر تلك الخدمة، وقد قلت لسيرف إن القليل من الشركات صمدت مئات السنوات. فكيف إذا يمكننا ضمان حماية ذكرياتنا الخاصة وتاريخ البشرية من الضياع على المدى الطويل؟ فحتى غوغل، من الممكن ألا يكون لها وجود في الألفية القادمة.
وقد تكون تقنية جديدة تعتمد على الإنترنت وأشعة إكس هي الحل للاحتفاظ بالمحتوى الرقمي
ورد سيرف بالقول "للأسف لا. لكن من الممتع أن نتخيل أننا موجودون في عام 3000 وقد قمنا للتو بالبحث عبر غوغل."
وأضاف "تلك اللقطات المخزنة على ذلك الموقع الهائل لتخزين البيانات لابد أن تكون قابلة للنقل من مكان لآخر. حينها سنتمكن من نقل اللقطات من غوغل إلى أي موقع آخر لتخزين البيانات أو إلى أي جهاز كمبيوتر."
وأشار إلى أن العامل الأكثر أهمية هنا هو القدرة على تفكيك تلك اللقطات وتحليلها إلى مكوناتها الأساسية عندما نكون بصدد نقلها من مكان لآخر. فحينها سوف تكون جميعها قابلة للتخزين والأرشفة إذا كانت لدينا القدرة على وضع معايير لمواصفات تلك الأماكن التي انتقلت منها وإليها البيانات سواء كانت أقراص صلبة في أجهزة كمبيوتر أو مواقع لتخزين البيانات في الواقع الافتراضي.
وأضاف سيرف "المشكلة الأساسية هي كيف لنا أن نضمن أن المعايير التي نضعها الآن عند التخزين سوف تكون موجودة وفعالة في المستقبل البعيد. وهل يمكن بعد مرور وقت طويل أن نفسر بعناية ما خزناه من لقطات بأشعة إكس."

فيديو ..مداخلة مع سيد على.. الرهائن الليبيين بخير.. والفيديو للترهيب فقط


أكد العمدة عمران أمبيوه، رئيس لجنة المصالحات المصرية الليبية، إن ظهور 21 مصريا مختطفا في سرت الليبية على يد داعش، مجرد تهديدات فقط، وهم على قيد الحياة ويتمتعون بصحة جيدة.
وقال "أمبيوه"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد على ببرنامج "حضرة المواطن"، عبر "إل تي سي"، أمس السبت، "من خلال اتصالنا مع شيوخ القبائل الموجودة في المنطقة الغربية في سرت التي تسيطر عليها "داعش" سيطرة كاملة، وبعض الجهات الأمنية، تأكدنا من أنهم بخير ولم يمسهم بأي أذى".
وأضاف رئيس لجنة المصالحات المصرية الليبية، أنه لم يتم تحديد أي مهلة لقتل المختطفين، كما أشيع، لكن لهذه اللحظة هم بخير، مشيرا إلى أنهم موجودون في المنطقة السابعة بسرت التي أعلن "داعش" إنها إمارة إسلامية، مشيرا إلى أنهم الـ21 قبطيا المحتجزين، لمبادلتهم بمحتجزين من عناصر التنظيم لدى السلطات الليبية، نافيا أن يكون "داعش" طلب فدية للإفراج عن المختطفين.

17 فبراير 2015

سيد أمين يكتب: هل سينال السيسي مشروعيته من ليبيا؟

في رحلة السيسي للبحث عن الشرعية والمشروعية ..وهى تلك الشرعية أو المشروعية التى لم يتمتع بها قط .. بدءا من "سهرة مدفوعة الاجر" اسماها "ثورة" ادرك الجميع انها ثورة مضادة خٌطط لها سلفا بهدف الحفاظ على دولة اللصوص والتبعية التى ثار عليها المصريون في يناير 2011 , ثم مكافحة ارهاب لم يكن موجود اصلا فتمت صناعته ليكون مسوغا وفزاعة لاستمرار قادة الانقلاب في الحكم,الى انتخابات رئاسية مزورة فضلا عن انها غير مشروعة اصلا لكون البلاد لها رئيس منتخب لم يتنح او يستقل - وانا هنا أطالب الرئيس الشرعى بالتنحى فورا عقب كسر الانقلاب والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة- مرورا بدستور عنصري مٌنع المصريون من رفضه او حتى اختياره, وهى الشرعية والمشروعية التى خوت ووصلت لمرحلة الصفر في الاسابيع الاخيرة من حكم السيسي خصوصا بعد التسريبات الموجعة التى تناقلتها فضائيات الثورة المصرية, والتى أكدت المؤكد بان البلاد تدار بمنطق "الوسية".
إزاء كل ذلك كان لابد من استدعاء مشهد قتل الاقباط في ليبيا, ولا استبعد مطلقا المساهمة في صناعة هذا المشهد من اجل خلق مشروعية خارجية غربية بديلة عن تلك المشروعية الناضبة تقريبا في الداخل, نظرا لكون السيسي فشل تماما في سرعة تحقيق الاستقرار الذى وعد به الغرب في مصر اثناء اعداده لتمثيلية الانقلاب, فضلا عن أن سجله المفزع في انتهاك حقوق الانسان جعله حملا ثقيلا تلفظه الديمقراطية الغربية.
وبتجرد نتسائل كما يتسائل محقق النيابة المحترف في بلدان الديمقراطية من المستفيد مما حدث في ليبيا؟ الاجابة قطعا واضحة, وهناك تساؤلات كثيرة اجاباتها موجعة: 
فهل الطائرات التى قصفت "درنة" في ليبيا هى طائرات يقودها طيارون مصريون؟ أم انها طائرات يقودها طيارون امريكيون اعتادوا الهجمات الجوية ولديهم المعلومات والاقمار الصناعية التى تمدهم بالمعلومات على الارض؟
ولماذا اخترت "درنة" هدفا للهجمات مع ان وسائل اعلامك اعلنت مرار وتكرارا ان خاطفي الرهائن كانوا في "سرت"؟ ام انك فقط شرعت في قصف تلك المدينة لوقوعها بين منطقتين يسيطر عليهما "حفتر" من ثم تمكينه من السيطرة على منطقة جغرافية واحدة أو موطئ قدم كبير بعد الهزائم الفادحة التى تلقاها مؤخرا؟
ومن اين تسنى للسيسي معرفة مناطق تمركز "داعش"في ليبيا؟ ولماذا لم يقصفها من قبل وهو من نفذ هجمات كثيرة اعلنت عنها الخارجية الامريكية , بل واعلن عنها حليفه خليفة حفتر من قبل؟
لماذا انتظرت اكثر من شهر على اختطاف هؤلاء الاقباط دون ان تحرك ساكنا ولم تتحرك الا بعد مقتلهم؟ فضلا عن ان المتحدث باسم "المؤتمر الوطنى" في طرابلس نفي نفيا قاطعا وجود اى اتصال بينكم وبينه لتبادل اى معلومات عن اماكن احتجازهم؟ كما ان ثوار ليبيا نفوا ارتكابهم هذه الجريمة وراحوا يطمئنون المصريين في كل المناطق الخاضعة لهم على سلامتهم , وبعد كل ذلك تصر على ادانتهم؟
ولماذا لم ينتظر السيسي حتى يتأكد من صحة الفيديوهات وراح ينفذ هجماته ؟ ام ان تلك الفيديوهات كانت مجرد ذريعة لمهمة معلبة سلفا؟
وهل "الاباتشى" الامريكية و"الرفال" الفرنسية كانا من اجل مهمة السيطرة علي ليبيا وتسليمها بدون اى مخاطر لأمريكا وعرابيها؟ ألم يقل الايطاليون ان زيارة السيسي لايطاليا كانت لمناقشة الحرب على ليبيا؟
الصورة الأن اتضحت بشكل قوى.. فداعش هى كيان وهمى صنعته امريكا من اجل تحويل وطننا العربي الى "مسمار جحا" تسحق من خلاله المقاومة العربية وفي القلب منها الاسلامية في كل بلداننا العربية, والسيسي وامثاله هم المستفيدون الاكبر منها.
كتبت ذلك منذ اللحظات الاولى لظهور هذا الكيان وقلت ان قيادات "داعش" أو"تنظيم دولة الاسلام في العرق والشام" يدينون بالولاء للغرب بينما تتبعهم ثلة من الشباب الوطنى المؤمن الحر المغرر بهم, وان مهمة هذا التنظيم هو استقطاب جميع التيارات الجهادية في العالم العربي في مكان واحد حتى يسهل للغرب القضاء عليهم مرة واحدة بعدما ينجح في استخدامهم لتشويه الربيع العربي بكل مكوناته وعلى الاخص "الاخوان المسلمين" واسقاطه قبل سقوطهم.
ثمة مهمة اخري تحتل الصدارة لهذا التنظيم في العراق والشام , وهى توسيع هوة الخلاف بين السنة والشيعة هناك , وتحويل المقاومة الوطنية للعشائر والثوار بكل اطيافهم وكتائب الجيش العراقي الوطنى القديم في العراق الى حرب طائفية بدلا من كونها حرب تحرر وطنى تعبر المذاهب والقوميات.
وتعالوا بنا نتأمل جزء يسير جدا من خطوات السيسي المتلاحقة والدءوبة بحثا عن الشرعية الدولية مهما كان الثمن؟
السيسي ينقلب على المسار الديمقراطى في مصر..يرتكب عدة مجازر مروعة .. ثم يعلن الاخوان المسلمين جماعة ارهابية بعد حادث تفجيرمديرية امن الدقهلية .. يتساقط عدد من ضباط الداخلية بينهم ضباط امن الدولة ومساعد لوزير الداخلية ..ثم يعلن حماس جماعة اراهابية .. ثم يدعو الى تحالف مع الجزائر لضرب الارهاب .. ويخرج اللواء المتقاعد الليبي الاصل الامريكى الجنسية خليفة حفتر ليؤكد انه يتلقى دعما من نظام السيسي للحرب على الارهاب في ليبيا هنا يتساقط عشرات الجنود المصريين وتقول السلطات انهم لقوا حتفهم في الفرافرة في هجمات ارهابية بينما تؤكد تقارير متنوعة انهم قضوا نحبهم في ليبيا.. ثم يزور الفاتيكان ويؤكد للبابا هناك ان بلاده تخوض حربا ضد الارهاب الاسلامى , ثم يلتقى الرئيس الايطالى الذى اكد دون مواربة ان هدف اللقاء مناقشة استعدادات الحرب عل ليبيا.. ثم يسافر الى فرنسا ليلتقي الرئيس الفرنسى ويناقش معه استعدادات الحرب على الارهاب في ليبيا ..هنا تفرج امريكا عن صفقة طائرات الاباتشى وتقول ان الصفقة ستعزز قدرات مصر في الحرب على الارهاب في سيناء و"ليبيا".
تخرج الصحف لتؤكد علي استحياء ان من قام بتفجير مديرية امن الدقهلية هو"مرشد لامن الدولة" وان قاتل ضابط امن الدولة زميله ومساعد وزير الداخلية قتل من بعد 45 سنتيمتر "اى من حاشيته".
وبعد فترة وجيزة تخرج الاذرع الاعلامية للمخابرات تطالب السيسي بمهاجمة"داعش" في العراق وفى سوريا وليبيا وحماية السعودية من هذا التنظيم .. والتدخل لضرب الحوثيين في اليمن.
وقوع حادث شارلي ابيدو والسيسي يرسل وزير خارجيته ويقول ان مسيرة باريس استكمال لمسيرة شارلي ابيدو, ثم التزم الصمت ازاء قتل ثلاثة ابرياء مسلمين "لم يسبوا الرسول" فى امريكا.
السيسي يقول في ذكري المولد النبوى ان 1.7 مليار مسلم يريدون قتل الـ 7 مليارات الاخري في العالم لكى يعيشوا ويطالب بتغيير النصوص المقدسة التى تحض على الارهاب وتدمير الدنيا ثم يذهب للكنيسة ويقول لهم علمتم الدنيا الحضارة!!
السيسي يميز بين المصريين , شرطته تقتل سندس في نفس اليوم الذى قتلت فيه شيماء , فراح يعزى اسرة شيماء لكونها "اشتراكية" بحزن بالغ ولم يذكر سندس ذات الثامنة عشر ربيعا بحرف واحد لكونها محجبة.
عموما نعزى كل شهداء مصر مسيحييهم ومسلميهم, اسلاميهم واشتراكييهم وليبراليهم , اخوانهم وسلفيهم , ولا نفرق بين مصري واخر, وندعو الله ان يحفظ مصر ويعجل لها الفرج.
albaas10@gmail.com

محمد العمدة يكتب : نجيب ساويرس من تدمير العراق إلي تدمير مصر وليبيا

لازال نجيب ساويرس يواصل أداء دوره في تدمير العالم العربي والإسلامي .
لم يكن هذا المقال ضمن السلسلة ، وما دعاني لكتابته ما قرأته من تصريحات لنجيب ساويرس ، ووجدت أنها تؤكد ما كتبناه عنه فيما يتعلق بالمهام التي يؤديها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في الشرق الأوسط .
إنني أكتب هذا المقال بعد مضي يوم واحد من فاجعة مقتل واحد وعشرين مصريا بدولة ليبيا ، المصريون الذين تعشقهم كل شعوب العالم بمسلميهم ومسيحييهم مهما كانت لغة من يستقبلهم أو ديانته ، يُقتلون الآن في دولة عربية شقيقة في سابقة نادرة الحدوث إن لم تكن معدومة .
بتاريخ 15/2/2015 مساء ذاع خبر قيام داعش بقتل 21 مصريا بطرابلس بليبيا ، وفي فجر اليوم التالي مباشرة أعلن الجيش المصري أنه وجه ضربات جوية وقال في بيانه : 
"شعب مصر الأبي : تنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني ، وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم ، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد . قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم الاثنين الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية . وقد حققت الضربة أهدافها بدقة ، وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله. 
وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ ، وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد ، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف .
حمى الله مصر وشعبها العظيم وألهم أهالي شهدائنا الصبر والسلوان ".
وفي المقابل أعلنت مصادر ليبية أن القصف أصاب حي سكني بمحيط مدينة درنة وتسبب في قتل سبعة أشخاص منهم ثلاثة أطفال وامرأتين بخلاف الإصابات . 
تباينت الآراء حول تقييم هذه الضربة الجوية ، وإذا تجاوزنا الانقلابيين والبسطاء المُضللين لأن أرائهم معروفة ، وتتبعنا آراء العقلاء المنصفين الذي يبغون الخير لهذا الوطن وليسوا أصحاب مصالح خاصة كالفريق السابق ، سنجد اعتراضات قيمة قيلت عن هذا التصرف الأهوج من السيسي ورجاله تمثلت في الآتي :
- أن من قام بتوجيه هذه الضربة لم يفكر أو يهتم بمصير قرابة مليون مصري يعملون في ليبيا ، وأنهم ربما تعرضوا للخطر بعد هذا التصرف الأهوج .
- تطرقت بعض الآراء إلي أن الحادث مدبر بقصد خلق ذريعة لكي يتدخل السيسي في ليبيا ، ويدعو الغرب للتدخل للقضاء علي الثورة الليبية وتمكين الانقلابي حفتر من البلاد ، وفي هذا الإطار تقول قوات فجر ليبيا في بيان لها : 
" إنّ خليفة حفتر وعبد الفتاح السيسي وأحمد قذاف الدم برعاية أممية واستخبارات مصرية وتنفيذ العملاء والخونة ، قد انتهوا الليلة من إنتاج آخر إصدار لفيلم هوليوودي غاية في الروعة من حيث إخراجه ومونتاجه وتصويره على شواطئ ليبيا ، ثم عرضه على وسائل الإعلام وتسويقه بين المغرضين لإجهاض ثورة الأحرار التي تقترب من الاحتفال بذكراها الرابعة بعد يومين .
وأضافت والآن فما عليكم أيها الثوار، إلا الخوض في معارك وحروب هنا وهناك ، لإنهاك قوتكم وتشتيت جهودكم ، ثم مرحبًا بالتدخل الغربي بـ" إف 16" ، حتى يأتي كرزاي أو مالكي لليبيا ليكافح الإرهاب وبرعاية أممية " .
والعجيب أن ضاحي خلفان النائب السابق لشرطة دبي المؤيد للانقلاب في مصر والمبغض للإخوان المسلمين وكل مؤيدي الثورة ، يصرح في تغريدة له علي موقع " تويتر " أنه " لا توجد داعش في ليبيا وإنما توجد عصابات مؤجرة للفتنة " .
كما أكدت فجر ليبيا نفس الكلام أنه لا وجود لداعش في غرب ليبيا وأن العملية مخابراتية لتبرير التدخل في ليبيا .
ما الذي يمنع أن يكون حفتر ورجاله هم من ارتكبوا هذه الجريمة المروعة ليستفزوا الغرب ويجبروه علي التدخل في ليبيا بذريعة مواجهة الإرهاب وتمكين حفتر من البلاد التي يعجز عن فرض انقلابه عليها .
بل من وجهة نظري الراجح أن يكون حفتر هو الفاعل لأسباب عديدة :
1- ربط عملية الإعدام بقصص اضطهاد المسيحيات اللاتي اعتنقن الإسلام واختيار وقائع قديمة يدل علي أن الفاعل أحسن في اختيار الموضوع من ناحية استفزازه للغرب بل ولكل المصريين و المسيحيين في أي مكان ، وإن كان الغباء هو سيد الموقف ، فما الذي ذكّر داعش بكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين هذه الأيام .
2- إن داعش تتعرض في سوريا والعراق إلي حرب يقوم بها تحالف دولي ويتم إلقاء الحمم عليهم بشكل يومي ، فهل من المتصور أنهم يسعون إلي استفزاز هذا التحالف واتساع نطاقه عليهم ، أعتقد أن الأرجح وهم تحت القصف المستمر ألا يكونوا هم الفاعل لهذه الجريمة المستفزة ، بينما هناك مصلحة لحفتر في استفزاز العالم أجمع حتي يستحث الجميع لدخول ليبيا ومساعدته في إحكام سيطرته علي الشعب الليبي .
3- إن السيسي ومنذ أن تم إعلانه رئيسا وهو يدعو الدول الغربية للتدخل في ليبيا ولم يجد رد فعل إيجابي ، لدرجة أنه عاتب مسئول إيطالي علي عدم التدخل في ليبيا فأعلن هذا المسئول رفضه في المؤتمر الصحفي وقبل أن يغادر مصر ، كما دعا الغرب لتشكيل تحالف دولي للتدخل في العراق وسوريا بذريعة مواجهة الإرهاب ، وقد سبق أن صدرت تقارير غربية تفيد أن مصر تدخلت عسكريا في ليبيا ، ومصر أنكرت ، فأضحي الأمر يحتاج إلي ذريعة تجعل التدخل المصري في إطار مبرر ، حتي يصبح هذا التدخل معلنا دون خجل ، ودون أن يقال أن مصر تتدخل في الشأن الداخلي لدولة مستقلة ذات سيادة دون مبرر .
خلاصة القول أن السيسي بهذا الضربة الجوية لم يفعل شيئا مفاجئا ، بل فعل ما كان يسعي إليه ويدعو له الآخرين ويشاركه في ذلك الانقلابي حفتر ، فمن غير المستبعد إذن أن يكون الأمر من تدبير من يسعون إليه منذ زمن .
4- حين يتحدث أحد أفراد المجموعة التي نفذت الاغتيال باللغة الإنجليزية ، وحين يصف النبي علية الصلاة والسلام أنه بُعث بالسيف رحمة للعالمين وحين يهدد الغرب بالاحتلال ، إذن نحن لسنا أمام عملية انتقام لكاميليا أو وفاء ، وإنما نحن أمام عمل مقصود به تخويف الغرب وحثه علي سرعة التدخل في ليبيا ، لاسيما حين يظهر حفتر علي قناة مصرية بعد عرض فيديو الإعدام مباشرة ويعلن أنه لا يمانع من تدخل مصر عسكريا في ليبيا ، وحين يخرج علينا وزير أوقاف الانقلاب محمد مختار جمعة الذي تشعر وأنت تقرأ بيانته أو تسمع تصريحاته أنه وزير داخلية أو رئيس جهاز مخابرات وليس وزير أوقاف حين يقول في بيان له نقلته شبكة الإعلام العربية محيط يقول فيه : 
أكد د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن ذبح البشر وحرقهم إنما هو خروج من الدين والإنسانية وانحطاط عن مستوى الحيوانية ولابد من قصاص عاجل وسريع وأن نقف وقفة رجل واحد من قواتنا المسلحة لإنهاء وجود تلك الجماعات الإرهابية ومن يدعمها ومحوها واستئصال شأفتها ، واعتبار ذلك واجبا عينيا وفرضا شرعيا ووطنيا ، كما نحذر كل أشقائنا العرب من الخطر الداهم المحدق بنا جميعا مما يتطلب عاجلا تكوين قوة ردع عربية مشتركة للقضاء على هذا الخطر الداهم . 
كما نحذر الغرب كله من أن هؤلاء القتلة المجرمين قادمون إليكم لا محالة إن اليوم وإن غدا ، إن لم نبادر جميعا بالقضاء عليهم ، فيدُكم في يدنا لنقضى عليهم قبل أن يأتوكم بما لا طاقة لكم به . 
كما نؤكد أهمية الضرب بيد من حديد وبلا هوادة على أيدي كل الخونة والعملاء والإرهابيين المجرمين الذين يعملون ضد مصلحة الوطن قولا أو فعلا وكل من يؤوى الإرهاب أو يوفر له غطاء ماديا أو أدبيا إذ لا وقت ولا مجال للمواءمات والموازنات .
ما قاله وزير أوقاف الانقلاب وعلي نهجه سار إعلام الانقلاب هو الهدف إذن من وراء عملية قتل إخواننا المصريين في ليبيا ، فيديو الإعدام يُعرض مساء 15/2 يعقبه تأييد حفتر لتدخل مصر عسكريا في ليبيا وعلي قناة مصرية علي نحو يوحي بالتخطيط والترتيب ، ثم يعقب ذلك عملية هجوم جوي فجر 16/2 ، ثم دعوات من الانقلابيين في مصر وليبيا بدعوة الغرب والشرق والشمال والجنوب وكل لغات العالم لتوحيد الصف للحرب علي ليبيا .
5- إن أقل ما قيل من انتقادات للهجوم الجوي المصري علي ليبيا ، أن مصر توجه ضربة لجهة معلومة عقابا لها عن جريمة ارتكبها فاعل مجهول .
6- ومما قيل أيضا أن السيسي بتصرفاته غير المدروسة والمنطلقة من خلفية التزامه بالحرب العالمية علي الإرهاب التي درسها عام 2006 علي أيدي الدكتورة / شريفة زهير المعلمة بمعهد الدراسات الإستراتيجية بكلية الحرب الأمريكية والمعلمة أيضا بجامعة بن جوريون الإسرائيلية والتي دلت كل مراجعها علي أن الإرهاب مرادف بالنسبة لها للفكر الإسلامي وتيار الإسلام السياسي .
فقد تدخل السيسي في الشأن الداخلي لدولة ليبيا الشقيقة والتي تعيش ثورة علي نظام القذافي الظالم الذي دام أربعين عام ، ثم يأت السيسي ويعاون انقلابي من رجال هذا النظام السابق ليمكنه من البلاد في عمل ظالم وجائر ، ما كان ليفعله إلا أن يكون التزام عليه من دول لا يستطيع أن يخالف أوامرها .
7- ومما قيل أيضا عن عملية الهجوم أنها تزج بمصر في حرب خارجية وصراع جديد هي لا تملك مقوماته في الوقت الحالي ، لأنها هي نفسها تعاني من أزمات لا حصر لها .
خلاصة القول أن الهجوم علي ليبيا أمر محل جدل وخلاف ، والعقلاء المخلصون يرفضون ما حدث ، ومع ذلك يخرج علينا نجيب ساويرس في تغريدة له علي موقع تويتر ليقول : 
Naguib Sawiris @Naguib Sawiris · 10 
" لا خيار لنهو – يقصد إنهاء - الوضع الليبي إلا بتحالف مصري إماراتي إيطالي فرنسي يدخل ليبيا و يحررها مع القوي الوطنية الليبية من قوي الإرهاب انتصارا للإنسانية " .
إذن فقد صدقنا حين قلنا أن الاتحاد القبطي العالمي وعلي رأسه نجيب ساويرس هو الذي أرسي قاعدة إلصاق الإرهاب بتيار الإسلام السياسي في أي مكان في مصر أو خارجها ، وأرسي قاعدة الخلاص من هذا التيار في أي دولة من الدول .
ونلاحظ أن اقتراحه بشأن ليبيا ينطوي علي نفس خطة الانقلاب في مصر ، تقسيم التيارات السياسية في ليبيا ، الأول إسلامي ديني متطرف إرهابي ، والثاني مدني وطني محترم متقدم مثل جبهة الإنقاذ المصرية ، ونظرا لأن تيار الإسلام السياسي هو الأقوى في ليبيا ، لذلك يقترح العميل الأمريكي تشكيل تحالف دولي للانضمام إلي القوي الوطنية الليبية للقضاء علي كل ما هو إسلامي في ليبيا بشرا وقيما ، كما يفعل في مصر ، حين قاد الانقلاب علي النحو الذي سنكشفه في المقالات القادمة .
لقد صدقنا أيضا فيما قلناه في المقال الثالث والعشرين من سلسلة " الاتحاد القبطي العالمي والحركة الصهيونية العالمية " عندما قلنا :
إن كل ما قرأناه عن دور نجيب ساويرس في العراق لا يمثل شيئا يذكر بشأن حقيقة هذا المواطن الأمريكي نجيب ساويرس ، وحقيقة الدور التدميري الذي يقوم به ضد العالم الإسلامي كله لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها .
نشر موقع " SPIEGEL ONLINE INTERNATIONAL " وهو موقع لصحيفة شبيغل الألمانية يَصدر باللغة الإنجليزية حوارا أجرته الصحيفة مع نجيب ساويرس تحت عنوان " SPIEGEL Interview with Egyptian Businessman Naguib Sawiris " وترجمته " حوار شبيغل مع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس" وذلك بتاريخ 12/12/ 2005 أثناء حرب العراق .
هذا الحوار في غاية الخطورة ويكشف لنا أن نجيب ساويرس بمثابة مستشار للولايات المتحدة الأمريكية خاصة وللغرب عامة فيما يتخذه الغرب من سياسات أو يشنه من حروب علي دول العالم الإسلامي ، ونظرا لأنه مقال طويل فسوف أعرض عليكم ترجمة بعض الأجزاء الأكثر أهمية وخطورة ، علي أن ننشر ترجمته كاملا في وقت لاحق .
بعد أن تحدثت الصحيفة مع ساويرس في الحوار المشار إليه عن عماله الثلاثة الذين تم اختطافهم في العراق وعن موقف الرهينة الألمانية وعن الظروف الأمنية في العراق قالت :
SPIEGEL: You're a potential kidnapping target yourself. You are wealthy and known for your controversial political views. You were one of the very few public figures in the Arab world who spoke out early on in favor of taking military action against Saddam
شبيغل :
أنت نفسك هدف محتمل للخطف ، فأنت ثري ومعروف بآرائك السياسية المثيرة للجدل ، وكنت واحدا من الشخصيات العامة القليلة جدا في العالم العربي الذي تحدثت مبكرا لصالح اتخاذ عمل عسكري ضد صدام ؟ .
Sawiris: Yes, and I still believe that it was the right move. We in the Arab world have suffered under dictators for so long that it was time to set an example. If you rob your own people, torture people and pick quarrels with your neighbors, someone will inevitably be after your head. This may be a simple message, but it has established a fundamental moral concept in our political culture 
ساويرس :
نعم ، وأنا لازلت أعتقد أن هذا هو التحرك الصحيح ، فنحن في العالم العربي عانينا من الطغاة لزمن طويل حتي حان وقت إرساء نموذج يكون عبرة للآخرين ، مفاده أنك إن سرقت شعبك وقمت بتعذيبه ودخلت في منازعات مع جيرانك ، فهناك بالضرورة من يقف خلف رأسك – أي سوف يقطع رأسك - .
ما حدث كان رسالة بسيطة ، ولكنها أنشأت مبدأ أخلاقي أساسي في ثقافتنا السياسية.
ومما لاشك فيه أن الجملة الوحيدة التي صدق فيها نجيب ساويرس لتبرير دعوته للولايات المتحدة الأمريكية لشن حرب علي العراق هي جملة ( ودخلت في منازعات مع جيرانك ) في إشارة لتهديد صدام حسين لإسرائيل ، أما باقي إدعاءاته عن الديمقراطية فهي الكذب الفج من رجل كان رأس الحربة في الانقلاب الذي وقع في مصر بعدما أسفرت الديمقراطية عن صعود تيار الإسلام السياسي .
SPIEGEL: Do you have confidence in Iraq's political establishment's ability to hold the country together -- or is an eventual breakup simply a matter of time? 
شبيغل :
هل لديك الثقة في قدرة المؤسسة السياسية للعراق علي الحفاظ علي البلد موحدا أم أن التفكك في نهاية المطاف مسألة وقت ؟
Sawiris: It will platform only be possible to prevent a breakup if a strong secular can establish itself, a platform led by former Prime Minister Iyad Allawi, for example. If the sectarian violence of recent months continues, a breakup is inevitable -- and all of Iraq's neighbors will become involved in the conflict. Syria and Iran are already doing so today 
ساويرس :
" إن إرساء منبر علماني قوي يستطيع أن يرسخ نفسه هو السبيل الوحيد لمنع تفكك العراق ، منبر يقوده علي سبيل المثال إياد علاوي رئيس الوزراء السابق .
وإذا استمر العنف الطائفي الذي يجري خلال هذه الأشهر ، فإن التفكك سيصبح حتميا ، وكل الدول المجاورة للعراق سوف تتورط في النزاع ، وهذا ما تفعله سوريا وإيران الآن " .
من قبل كان هو صاحب الرأي والمشورة بتوجيه ضربة للعراق الذي تجرأ حاكمه وراح يهدد إسرائيل ، وقد تم تنفيذ الضربة والتي قضت علي العراق قضاء مبرما ، ثم يشير علي الولايات المتحدة وحلفاؤها بعدم الانسحاب من العراق قبل إرساء منبر علماني قوي وقادر علي ترسيخ أقدامه في العراق ، واقترح أن يكون هذا المنبر بقيادة إياد علاوي ، والآن يشير بتشكيل تحالف دولي حدد أطرافه ليدخل ليبيا وينهي الأمر هناك بالقضاء علي المتطرفين ، هكذا هي أرواح المسلمين عند العميل نجيب ساويرس وعند الاتحاد القبطي العالمي الذي ينتمي إليه .
ولولا أن نظام مبارك نظام عميل للأمريكان شأنه كشأن ساويرس ، ومن بعده نظام السيسي ، لما أصبحت أرواح المسلمين رخيصة بهذا الشكل ، حيث تؤدي إشارة من نجيب ساويرس إلي قتل ملايين المسلمين أو اعتقالهم .
إنه نجيب ساويرس من تدمير العراق إلي تدمير مصر إلي تدمير ليبيا ويا قلبي لا تحزن .

د. مصطفى يوسف اللداوي يكتب: المسيحيون العرب شركاءٌ في الأرض وأصلاءٌ في الوطن

تزدان أرضنا العربية بسكانها العرب، المسلمين والمسيحيين، الذين شكلوا نسيجها القشيب لمئاتٍ من السنوات التي خلت، ورسموا بألوانهم لوحتها الرائعة، وزينوا بثقافاتهم المختلفة سيرتها العطرة، وعمروا الأرض الطيبة بسواعدهم الفتية وقلوبهم النقية لسنواتٍ طويلة، وعمرٍ مديدٍ قد مضى وهم يبنونها ويعلون أسوارها، ويرفعون شأنها، ويرسمون بألوانٍ زاهيةٍ اسمها، وكانوا فيها أخوةً وجيراناً، وأهلاً وأحباباً، وأصدقاءً وزملاءً، وشركاءً ورفاقاً، يحبون بعضهم، ويأنسون بأنفسهم، ويدافعون عن وطنهم، ويغارون على شعبهم، ويضحون في سبيل قضيتهم، ويقدمون أغلى ما عندهم في سبيل أوطانهم، إذ لا فرق بينهم ولا تمييز في حقوقهم، فهم جميعاً عربٌ أقحاحٌ، يتحدثون لغة الضاد، ويشربون من معين العربية الخالد، وتشرق عليهم شمسها الساطعة.
متضامنون متحابون، وجيرانٌ متعاونون، وأبناء ديانتين مختلفتين متفاهمون، وأصحاب ثقافتين عريقتين متكاملون، يناصرون بعضهم، ويساندون أنفسهم، ولا يقتتلون فيما بينهم، ولا يتمايزون في أشكالهم، ولا يعرفون من لكناتهم، ولا تفرق بينهم سحناتهم، فهم سمرٌ معاً وبيض الوجوه أيضاً، ولونٌ حنطيٌ تلوحه الشمس هما فيه شركاء، اللهم إلا من أسماء تبدو أحياناً دالةً عليهم، ومعرفةً بدينهم، وتكون لبعضهم دون غيرهم، وبدونها قد لا يعرفون أو يميزون، لأنهم معاً أبناء هذه الأرض، وسكان هذه الأوطان، ينتسبون إليها، ويفتخرون بالانتماء إليها، والعيش فيها، والتضحية من أجلها، والسعي في أفجاجها، والعمل في مرافقها.
اليوم يراد بالمسيحيين العرب شراً، وتتآمر عليهم قوى ظلامية سوءاً وضرراً، وتضيق عليهم الأرض العربية التي احتضنتهم بما رحبت، وآوتهم في جنباتها بما وسعت، وكانت عليهم حنونة وبهم شفوقة بما استطاعت، ويصعب عليهم العيش فيها وهي التي أرضعتهم من حليبها، وشب عودهم من خيراتها، وتشكلت ثقافتهم من مفرداتها، يهددونهم ليهربوا، ويضيقون عليهم ليرحلوا، ويعتدون عليهم ليشكوا ويلجأوا، وأحياناً يقتلون ويعتقلون، ويختطفون ويسامون العذاب، وتساق نساؤهم كالسبايا، ويبعن في الأسواق كالجواري، ويمتلكن كالإماء، ويعاشرن كملك اليمين، وهن الحرائر السيدات، والأخوات الفضليات، والنساء الكريمات، والشريكات المخلصات، والوطنيات الصادقات.
ليس هناك من مبررٍ لما يلاقيه الأخوة المسيحون العرب في أوطانهم، فهم يستهدفون عن عمد، ويضيق عليهم بقصد، ويساء إليهم أكثر من غيرهم، ويعتدى عليهم بأشد مما يلقاه إخوانهم، الذين يشتركون معهم في المعاناة والقهر، ويلقون أحياناً ذات المصير، ويتقاسمون العاقبة البائسة معاً، ولا يوجد تفسيرٌ لما يجري لهم على أرضنا سوى أن الذين يقومون بهذه الأعمال إنما هم جهلة وأغبياء، أو أنهم مأجورون ودخلاء، ومتعصبون وغرباء، ولا ينتمون إلى هذه الأرض حضارةً وتاريخاً، فلا يدرون ما يفعلون، ولا يعرفون عاقبة ما يرتكبون، ولا يدركون أنهم بأفعالهم إنما يرتكبون جرائم نكراء، لا يرضى عنها الإسلام، ولا يقرها الشرع الحنيف، ولا يقبل بها المسلمون الصادقون، ولا يقرها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي آمن المسيحيين وجاورهم، وهم الذين بشروا به ومنهم من صدقه.
ربما الضيق الأشد اليوم على المسيحيين العرب هو في العراق عموماً، وفي مدينة الموصل على وجه الخصوص، كونهم أكثر المسيحيين العرب تعرضاً للاضطهاد والطرد، والقتل والخطف والسبي وحتى الاسترقاق والاستعباد، فما لاقاه الأزيديون وغيرهم من مسيحيي العراق لا نقبل به ولا نجيزه، ولا نسكت عليه ولا نرضى به، بل نشعر بالخزي منه، ونتبرأ منه وممن ارتكبه وقام به، وما يتعرض له المسيحيون العرب من اضطهادٍ لهو أمرٌ مدانٌ ومشبوه، وهو لا يخدم قضايانا، ولا ينفع أمتنا، ولا يليق بنا، بل يضر بسمعتنا، ويلحق الضرر بقضيتنا، وهو ليس من قيمنا ولا من أخلاقنا، ولا يتوافق مع شريعتنا وديننا.
فهل يدرك العابثون بالنسيج العربي أنهم يفسدون هذه الروح الحضارية العظيمة التي كانت وسادت، وأنهم يخلقون بممارساتهم الغريبة عدواتٍ مقيتةٍ، وكراهيةً وعنصريةً مرفوضة، ويشيعون أجواءً من الضيق والحرمان والاضطهاد، ما كان لها أن تكون لولا الظلم الذي أوقعوه بأيديهم على المسيحيين، فهم يجرونهم بالقوة إلى مربع الأعداء، ويصنعون منهم خصوماً، ويغذون لديهم فكرة الثأر والانتقام، ويعززون عندهم مفاهيم الغربة وعدم الانتماء، وهم يعلمون أن لهم في هذه الأرض حقاً يساوي حقهم، ويضاهي ما لهم، وهو حقٌ مقدس، وملكٌ موروث، وحرمةٌ لا تدنس.
أم أن القائمين على هذه الفتنة، والمروجين لهذه المفسدة، يريدون أن يبرروا للغرب المستعمر أن يعود، وأن يتدخل في بلادنا العربية بحجة حماية المسيحيين المضطهدين، فهذا فعلٌ يؤدي إلى هذه النتيجة، ولا حسن نيةٍ فيه، ولا سلامة قصدٍ تبرؤه، ومن يرد أو يخطط لعودة الجيوش الاستعمارية إلى بلادنا العربية، تحت أي حجةٍ أو ذريعة، إنما هو خائنٌ للأوطان، ومندسٌ بين شعوبها، وغير غيورٍ على قضاياها، ولا تعنيه حريتها واستقلالها، وسيادتها وكرامتها.
إن الأصل أن نكرم شركاءنا في الأرض والوطن، وأن نكون لهم سنداً وعوناً، وأن ننصرهم ونناصرهم، وأن نحميهم وندافع عنهم، وأن نساعدهم ونمد يد العون إليهم، وأن تكون حرماتهم مصانة، وبيوتهم مصونة، ومقدساتهم محمية، وبيوتهم محروسة، وحياتهم مأمونة، ومستقبلهم في الوطن مكفولٌ ومضمون، فنحن أقوياء بتوافقنا، ومميزون بتعايشنا، ومبدعون بتكاملنا، ومغبوطون بتعاوننا، والعرب المسلمون والمسيحيون يتباهون بتنوعهم، ويتفاخرون بتعدد ثقافاتهم، ويتكاملون بعمق أصالتهم، فلا يضام المسيحيون بيننا، ولا يسامون على أيدينا، ولا يهانون بين ظهرانينا، ولا يعتدى عليهم وهم منا وبيننا.
قديماً هاجر المسيحيون العرب وارتحلوا، وتركوا أوطانهم وهاجروا، وناءت بهم المسافات عن الأوطان، وفصلتهم عن البلاد الأصيلة بحورٌ ومحيطات، لكنهم بقوا في مهاجرهم عرباً، بلسانهم العربي المبين، وفكرهم العربي الأصيل، وثقافتهم الموروثة الممزوجة بتراب الوطن وعبق الأرض، فكانوا في غربتهم النائية كتاباً عرباً، وشعراء بلغاء، ومبدعين كباراً، ومؤرخين صادقين، ومؤلفين متنوعين، كانت الحروف العربية أداتهم، ولغة الضاد وسيلتهم، وعيونهم ترنو إلى أوطانهم، وتتطلع إلى صالح أهلهم، وما يهم شعوبهم، فهل نحفظهم بيننا، ونكون لمن بقي منهم أهلاً وحاضنة، وسنداً ويداً رؤوماً حانية، وظلاً ممدوداً حامياً، عل الباقون يثبتون، والمهاجرون إلى الأوطان يعودون.
بيروت في 22/1/2015

16 فبراير 2015

قوات فجر ليبيا: فيديو اعدام الاقباط تمثيلية

شكك علاء الحويك، المتحدث باسم قوات "فجر ليبيا"، في صحة الفيديو الذي نشرته داعش لقتل المصريين الأقباط في ليبيا.
وقال الحويك إن هذا العمل "استخباراتي", مشيراً إلى أنه لا دلالة واحدة داخل الفيديو تؤكد أن هذه العملية تمت في ليبيا.
واستنكر في مداخلة هاتفية على قناة "الجزيرة"، تخفي هؤلاء حول الدين الإسلامي والتعبير به والاستناد عليه

فيديو.. اهالى الصيادين المختطفين في ليبيا : اولادنا محتجزين لدى الكتيبة 204 التابعة لحفتر



بالفديو "عكاشة" لـ"عمرو اديب" منذ ستة أشهر: ستحدث حرب مصرية علي ليبيا قريبا


نيويورك تايمز: فيديو ذبح المصريين في ليبيا أنتجه «خبراء سينمائيون»

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير نشرته، أن مقطع الفيديو الذي بثه "داعش" لذبح 21 مصريًا في ليبيا يدل علي مدي التطور الذي طال التنظيم الإرهابي في إنتاج مقاطع الفيديو بجودة عالية.
وقالت الصحيفة في تقريرها لوصف مقطع الفيديو، إنه عالي الجودة، ويحمل شعار "الحياة" وهي الذراع الإعلامية لداعش، وهو يناقض بشكل قوي جميع المقاطع المصورة والفيديوهات التي بثتها الجماعة الإرهابية من قبل والتي كانت تتميز بأنها لقطات هشة ومشوشة، ما يدل علي أن من أنتجها سابقًا مجموعة من الهواة، ولكن هذا المقطع أنتج علي يد خبراء ويتميز بالتطور والجودة السينمائية ولكنه صنع بنفس نمط تصوير المقاطع السابقة مثل مقطع الذبح الجماعي للجنود السوريين.