أثارت التسجيلات المسرَّبة الجديدة التي بثتها قناة "مكملين" الفضائية من داخل مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع حينها، والتي أظهرت احتقار عدد من المسؤولين المصريين بينهم السيسي لدول الخليج وحكامها، ضجة واسعة في الدول العربية وبالأخص الخليجية منها.
وطالب عدد كبير من المشاهير في الخليج حكوماتهم بسحب سفرائها من مصر بعد وصف السيسي لدولهم بأنها "أنصاف دول"، كما أظهرت التسريبات الطريقة المبتذلة في الحديث عن الأموال التي كانت الدول الخليجية توردها له، مثل قول السيسي: "الفلوس عندهم زي الرز"، و "عايزين 30 للجيش وقرشين يتحطوا في البنك المركزي".
محللون سياسيون ومراقبون للشأن الإقليمي والدولي، يرون أن التسجيلات المسربة الجديدة من داخل مكتب الرئيس المصري "عبدالفتاح السياسي"، قد تؤثراً تأثيراً كبيراً على العلاقات المصرية الخليجية، مشيرين إلى أن الدعم المالي والاقتصادي من دول الخليج لمصر سيتوقف في حال تم التحقق من صحة هذه التسريبات.
وتوقع المحللون خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن رد الدول الخليجية على السيسي لن يكون مقتصراً على الإعلام فقط، بل إن الدول المذكورة في تلك التسريبات، تدرس حقيقة هذه التسريبات، وستكون عواقبها وخيمة"، حسب اعتقادهم.
وكانت قناة "مكملين" المصرية المعارضة لحكم السيسي، قد بثت تسريبات جديدة، تطرق فيها الأخير إلى المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، بلغة تنتقص من مكانة تلك الدول، وفقاً للأعراف الدولية المتبادلة.
كما وردت في التسريب بعض الألفاظ النابية بحق والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، امتنعت قناة "مكملين" عن نشرها لإخلالها بالآداب العامة.
العلاقات ستتأثر كثيراً
المحلل السياسي، د. محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، أكد أنه في حال التحقق من صحة هذه التسريبات، فإن العلاقات المصرية الخليجية ستتأثر تأثراً كبيراً، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام المصرية تسيء في هذه اللحظات إلى بعض الدول الخليجية، " وهذا بلا شك سيؤثر على العلاقات".
وأوضح المسفر في حديث خاص لـ"شمس نيوز"، أن الدعم المالي والاقتصادي للرئيس المصري من قبل الدول الخليجية سيتوقف، مضيفاً: حيث سيكون الدعم الاقتصادي الخليجي لمصر في أقل درجاته ومراحله".
رفع الحصار
ولفت إلى أن هذا سيؤثر أيضاً في المؤتمر الاقتصادي المصري المنتظر خلال الأيام القادمة، والذي سينعقد في القاهرة، ويدرس أوضاع الاقتصاد المصري، متوقعاً أن يكون حضور بعض الدول الخليجية في هذا المؤتمر ليس بالحجم المطلوب.
وأشار المحلل السياسي إلى أن دول مجلس التعاون في هذه الحالة تتضامن مع بعضها البعض، وذلك في مواجهة الطرف الآخر "السيسي"، منوهاً إلى أنه من الممكن أن تضغط هذه الدول على الرئيس المصري الحالي، لرفع الحصار عن قطاع غزة، حسب تقديره.
وتوقع المسفر أن لا يقتصر رد الدول الخليجية على الإعلام فقط، "بل إن الدول المذكورة في تلك التسريبات، تدرس حقيقة هذه التسريبات، وستكون عواقبها وخيمة"، على حد وصفه.
وتابع: من الممكن أن تعاقب الدول الخليجية مصر، تحت ذريعة انهيار أسعار النفط، وتقول إنها لن تستطيع أن تتكرم عليه كما في السابق"، منوهاً إلى أن حجم المساعدات المالية التي تقدم للنظام المصري من قبل الدول الخليجية تقدر بـ 20 مليار دولار، "وهي مساعدة كريمة جداً" بحسب تعبير المسفر.
لم تكن مفاجئة
بدوره، يرى الكاتب والمفكر التركي، د. إسماعيل ياشا، أن التسجيلات المسربة من مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، لم تكن مفاجئة بالنسبة لدول الخليج، معللاً ذلك بأن نظرة دول الخليج للانقلابين تكون معروفة جيداً.
وقال ياشا خلال اتصال هاتفي مع مراسل " شمس نيوز": لا أتوقع أن تؤثر هذه التسجيلات على علاقة مصر بالدول الخليجية، إلا إذا كان هناك أمر آخر من ناحية الانقلابيين"، مشيراً إلى أن الخلاف بين السيسي وزعماء الخليج، من الممكن أن يكون في فشل الانقلاب المصري، حسب السياسة المرسومة له.
وأضاف: الدول الخليجية دعمت السيسي في انقلابه ليتولى الحكم، وأمطرته بالأموال والمساعدات والإمدادات الكثيرة، وكل هذا يخدم مصالح الزعماء الخليجيين"، منوهاً إلى أن هذه المساعدات قد تتقلص في هذه المرحلة، وتكون في إطار الدعم الخفيف.
وأعرب المفكر التركي عن توقعه بوجود صراع آخر يسير في صفوف "الانقلابيين"، مبيّناً أن السيسي لم يكن الولد المطيع لبعض زعماء الخليج، بحسب تعبيره.
وتابع ياشا بالقول: هناك جهات من داخل هذه المصلحة تؤمن بأن السيسي لم يكن المناسب في مكانه، وأن الأوضاع في مصر لا تسير حسب ما هو مخطط لها".
وتحولت ميادين العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة لحرب كلامية بعد تسريبات الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي، ليحتل الهاشتاق السيسي_يحتقر_الخليج" المركز الأول في العالم على موقع تويتر، ووصول أعداد تغريداته إلى مئات الآلاف، بينما المتابعون يراقبون ويترقبون ردود أفعال النخب الخليجية من إعلاميين وأكاديميين وكتّاب، الذين أدلوا بدلوهم حتى فاض الكأس.
وكان النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي، غرد على حسابه في "تويتر" قائلا: "تسريب السيسي اليوم فيه احتقار للكويت، والسعودية، وسب لقطر، والشيخ تميم، فعلا.. إذا أكرمت اللئيم تمردا".
كما أيده الباحث الشرعي السعودي موسى الغنامي بضرورة تحرك رسمي من قبل الحكومات الخليجية حيال "تحقير السيسي لهم، حيث طالب حكومة بلاده وبقية حكومات الخليج بسحب سفرائهم من القاهرة، احتجاجاً على ما جاء في التسريب.