20 يناير 2013

في دلالات الحملة الصهيونية ضد الرئيس المصري - نواف الزرو


نواف الزرو
لا تتوقف الدوائر والاجهزة واللوبيات الصهيونية عن العمل والبحث والتدخل في الآخر العربي، في مسعى للشيطنة والادانة والضغط والابتزاز والتأثير على الموقف والتوجه والسياسة، وفي هذا السياق فتحت"اسرائيل" ولوبياتها الامريكية في الآونة الاخيرة ملف الرئيس المصري محمد مرسي، بحثا عن تصريحاته ومواقفه السابقة ضد اسرائيل واليهود، فاطلقت حملة ضده متهمة اياه ب"تصريحات عنصرية لا سامية ضد اليهود"، والتي وصف فيها اليهود بانهم: "سلالة القردة والخنازير"، وفق تسجيلات قديمة لمرسي، سحبتها الاجهزة الصهيونية من الارشيف لغاية التشويه والبلبلة والاشغال، فانبرت تلك الدوائر تطالب الرئيس مرسي بالاعتذار والتراجع والالتزام بكذا وكذا...!، وحتى الخارجية الامريكية طلبت رسميا من الرئيس المصري، التراجع عن تصريحاته وشددت على ضرورة "التبرؤ" منها، وجاء ذلك على الناطقة باسمها، فيكتوريا نولاند، إذ ردت على سؤال حول معرفتها بتعليقات مرسي، التي صدرت عنه قبل وصوله إلى السلطة، بالقول: "لقد انتقدنا بشدة تلك التصريحات لدى صدورها عن مرسي عام 2010، عندما كان قياديا بجماعة الإخوان المسلمين"، وسارع الرئيس المصري الى التوضيح قائلا: "أن تصريحاته حول الصهيونية "أخذت مجتزئة"، من سياق تعليقه على العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2010، وشدد على ضرورة وضع التصريحات في السياق الذي قيلت فيه، وشدد على "التزامه بالاحترام الكامل للأديان وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر وخاصة الأديان السماوية"، الا ان الولايات المتحدة رفضت التوضيح وقالت "إنه لا يكفي بيان التوضيح الذي صدر عن الرئيس المصري، والذي قال فيه إنه يحترم أبناء جميع الطوائف، ويرفض الملاحظات التي تمس بمتدينين غير مسلمين- وكالات 18 / 01 / 2013 "، وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، فكتوريا نولاند، إن بيان مرسي هو خطوة أولى ومهمة، ولكن الولايات المتحدة تتوقع أن يثبت الرئيس المصري وزملاؤه بالأقوال وبالأفعال أنهم ينوون إظهار التسامح الديني"، وأضافت "أنه يجب أيضا على الرئيس المصري أن يثبت أنه ينوي احترام الالتزامات الدولية لمصر"، وهو ما وصف على أنه إشارة إلى اتفاق السلام مع إسرائيل.
نعتقد ان الرئيس المصري لم يكن مضطرا لمثل هذا التصريح التوضيح الذي هو اقرب الى التراجع والاعتذار، امام مثل هذه الوقاحة الصهيونية، فالسجل الصهيوني طافح بالادبيات التوراتية والسياسية العنصرية التحريضية التي كان من الاولى للامم المتحدة والجنايات الدولية والادارة الامريكية ان تشجبها، وان تطالب بمحاكمة المتورطين فيها وهم كثر في "اسرائيل"، وتبدأ القائمة بهم منذ جابوتنسكي مرورا بالآباء المؤسسين للكيان الصهيوني، وصولا الى كبار الحاخامات وقادة ذلك الكيان اليوم، ففي سجل كل واحد منهم كم هائل من التصريحات والادبيات العنصرية التي يجب ان يحاكم عليها.
فقد أفتى حاخامات بني صهيون في كل مناسبة وغير مناسبة مشرعين العنصرية وممارسة الإرهاب والقتل ضد العرب، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما صرح به الحاخام الرئيسي للكيان الصهيوني شلومو غورن الذي قال: "لا يوجد شعب فلسطيني، ولا أولئك الذين يطلق عليهم فلسطينيون ليس لهم أية حقوق وطنية في البلاد"، ولعل أخطر الفتاوى الدينية اليهودية الداعية لاقتراف الإرهاب الدموي ضد الجنس العربي، ما جاء على لسان حاخام حركة شاس عوباديا يوسف الذي وصف العرب بـ" الأشرار والفلسطينيين بالأفاعي، وأن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء (العرب)"، ثم أعلن في وقت لاحق مفتياً: "يجب أن لا تأخذنا رحمة بالعرب، يجب قصفهم بالصواريخ من أجل إبادتهم ومحوهم عن وجه الأرض"، وعلى ذات المنهجية كان أحد كبار حاخامات اليهود قد أعلن: " أن دم العرب لا يشبه دم اليهود"، وعزز الحاخام اسحق غينزبورغ حاخام المدرسة الدينية اليهودية " يوسف حي" فتاوى مسبقة من الحاخامات حينما وصف العربي قائلاً: " أن العربي حيواني بطبعه، وقد وصفته التوراة بأنه إنسان متوحش .. وهناك فرق بين الدم اليهودي والدم العربي .. وأن هذا التمييز موجود في التوراة"، وأشاد الحاخام نفسه بالمجرم غولدشتاين وقال: "أنه بما ارتكبه قام بتقديس الله وإنقاذ الأرواح والانتقام وإحراق الشر" ، " ودعا إلى طرد الفلسطينيين"، وكانت أبرز الفتاوي الداعية إلى قتل العرب تلك التي جاءت على لسان الحاخام دافيد كفيتس حاخام مستوطنة يتصهار الغربية من نابلس الذي قال : " إن قتل العرب لا يشكل مشكلة أخلاقية".
وكل ذلك ما هو الا غيض من فيض الأدبيات الدينية التشريعية اليهودية والتصريحات التحريضية العنصرية، وهناك غيرها الكثير الكثير، فالأدبيات السياسية الصهيونية التي تبيح الإرهاب وتهدر دم العرب سجلها طويل، ويمكن استحضارها في الرد على كافة المزاعم والضغوطات الامريكية الصهيونية الرامية الى الشيطنة والتشويه وحرف الامور، ناهيكم عن الاحتلال والحروب والجرائم المفتوحة في فلسطين، والتي من الاولى ان تفتح ملفاتها بالجملة في التصدي لحملات الشيطنة والتحريض الصهيونية.

سفير اسرائيل الاسبق فى مصر يهاجم القرأن الكريم ويقول: لا سلام مع الاخوان المسلمين!


استبعد السفير الصهيوني الأسبق في القاهرة "تسفي مزئيل" وجود أي فرصة للسلام أو التعايش بين جماعة الإخوان المسلمين والكيان الصهيوني، زاعما أن كراهية الكيان واليهود متأصلة لدى الجماعة خصوصا مع دعوة القرآن الصريحة لكراهية اليهود، على حد تعبيره.
ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية11/1/2013 مقالا لمزئيل يعقب فيه على تصريحات القيادي الإخواني عصام العريان، وتطرق فيه إلى ما أسماه بمنظومة العلاقات الخارجية للإخوان منذ القدم.
وأشار الى أن الإخوان المسلمون تحالفوا مع أعداء اليهود، ضاربا المثال بما أسماه مراسلات حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمون مع الزعيم النازي هتلر، وهي المراسلات التي كشفت عن اعجاب البنا بهتلر بسبب موقف الأخير من اليهود.
وانتقد مزئيل مؤسسة الأهرام المصرية عارضا ما نشرته أسبوعية الأهرام ويكلي قائلا "زعمت الأهرام ويكلي في تقرير لها عن اليهود المصريين أن عددهم وصل قبل الحرب الى 988 ألفا، بينما العدد الرئيسي لهم فقط هو 8 آلاف ".
واختتم مزئيل مقاله بانتقاد التصريحات التي أدلى بها الدكتور عصام العريان والذي طالب بمحو الكيان الصهيوني عن الخريطة، موضحا أنه لمن المؤسف أن يصدر هذا الحديث عن شخص يعتبر مسئولا سياسيا كبيرا في مصر التي ترتبط بعلاقات مع الكيان الصهيوني.


رد على ادعاءات سفير الكيان الصهيونى في مصر

القرآن ناصر اليهود حينما كانوا مظلومين وأنصفهم كما لم ينصفهم أحد!: والإسلام والمسلمون أنصفوهم لكنهم كانوا يردون دائما بالعدوان والنكران !:

عبد الله شبيب
نعم يا [أضون تسفي مزئيل ] يا من تحاول الدس والتضليل ! وأنت تعلم أنه ليس الإخوان وحدهم هم الذين يؤمنون بالقرآن وما جاء فيه ..مما سميته [ كراهية اليهود] .. .. فكما أنك تعلم ذلك ..فإنك بالتأكيد تعلم أن كل مسلم يؤمن بالقرآن – وليس هنالك مسلم لا يؤمن بالقرآن ..وإلا لم يكن مسلما ..ولذا فكل المسلمين يعرفون حقيقة اليهود وأخلاقياتهم .. وغدر كثير منهم وتسويفهم وتزويرهم ..وتحريفهم ..وقلبهم للحقائق وحقدهم ..إلخ مما كشف القرآن من طبائعهم ( وليس دعوة لكراهية ولكن توضيح حقائق وتقرير أمر واقع ملموس!..وتوعية وتحذيرا!) .. من أول سورة البقرة ( التي عرضت مماطلاتهم مع الله – عبر وساطة نبيهم موسى – عليه السلام – حيث كانوا يساومونه ويغالطونه في موضوع ذبح بقرة !) – وذلك لتوعية وتعليم من يفاوضونهم!.. - .. إلى الجزء الثلاثين من القرآن... !!- مع أن القرآن وقف مع بني إسرائيل ضد فرعون الذي اعتبره رمزا تاريخيا للطغيان والشر !.. فهل هذه المواقف التي تكررت في القرآن عشرات المرات.. نوع من الكراهية لليهود ؟! أو دعوة لكراهيتهم ؟!..وهذا ( لعن فرعون ومعاداته لظلمه لبني إسرائيل ) ما يؤمن به المسلمون ؟
ولكن القرآن – ككتاب منزل صادق – يعرض الصورتين = فهومع المظلوم ضد ظالمه.. ولكنه إذا أصبح المظلوم ظالما متجبرا ..فهو ضده أيضا .. وينكر مظالمه ..ويردعه عنها .. ( فكما لكم.. عليكم كذلك ) .. يذكر إحسانكم وإساءتكم ..! أم أنك تريده أن يسكت على باطلكم وقتلكم الآنبياء وعدواناتكم..ومؤامراتكم ..إلخ.. ؟!
ألا تعلم – وتقرأ – أن التوراة والإنجيل كذلك أنكرا جرائمكم ..وهاجماكم – وكل المنحرفين والعصاة - بقسوة وشدة ؟!!..أم تريد أن أُذَكِّرك ببعض النصوص من الكتابين ؟!
..و[ تطبيقات الكراهية] أثبتها تاريخ اليهود عمليا – مع الإسلام والمسلمين ..منذ غدرهم الأول في قينقاع ..وعدوانهم على نساء المسلمين ورجالهم – ثم محاولة اغتيال نبيهم عليه السلام – في بني النضير – ثم خيانتهم العظمى في بني قريظة بطعنهم المسلمين المتحالفين معهم ..طعنهم – من الخلف – في غزوة الأحزاب-..وانضمامهم إلى معسكر الأعداء من مشركي العرب المهاجمين للدولة الإسلامية في المدينة والمحاصرين لها !!..!.. والتصرفات الحاقدة ومختلف أشكال التعدي حتى هذه اللحظة ../وما رأيناه في الهجوم على غزة ..ومن الحقد والعدوان والعنصرية والقمع والسرقة .. في تصرفاتهم في سائر فلسطين ..وآخرها أفاعيلهم في قرية ( باب الشمس ) شرق القدس .. بهدمها والتنكيل في بُناتها والأوين إليها ..وقمعهم للصحافيين والإعلاميين ..لمنعم من نقل [ الحقيقة الوسخة ] والتصرفات الهمجية لليهود المعتدين وجيشهم الخسيس..وفضح [ دناءاتهم وسوء أخلاقهم وتصرفاتهم ووحشية جيشهم الجبان ] للعالم كله !! وعدوانهم وسرقتهم لفلسطين ..وحقوق أهلها جهارا نهارا ..وبدون خجل أو حياء !!
.. إذن القرآن ..بين حقائق ولم يتجن على أحد ..والمسلمون – وكثير غيرهم .. بؤمن بتلك الحقائق .. بل يحسها ويعيشها على الواقع..!
بل إن [ كراهيتكم] وعداوتكم الشديدة للإسلام ورسوله وللمسلمين تبدت قبل الهجرة .. حين ذهب وفد من مشركي قريش .. ليهود المستوطنات حول ( يثرب) ..ليستشيروهم في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ..حيث أنهم لا خبرة لهم بالرسالات السماوية والكتب .. فرأوا أن يلجأوا لاستشارة الخبراء بذلك ..وهم يهود يثرب .. فكان جواب أؤلئك الحاقدين .. الحقد والتحريض ..وتوصية المشركين بالتمسك بعبادة الأصنام ..لأنهم ضللوهم وقالوا لهم [ دينكم خير من دينه]!!- أي محمد صلى الله عليه وسلم وفضلوا الوثنية على الأديان السماوية !.. ففضحهم الله تعالى في تنزيله المحفوظ على نبيه المعصوم – صلى الله عليه وسلم " إلم تر إلى الذين أُوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ..ويقولون للذين أشركوا : هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا؟"
أرأيتم كيف كنتم تغشون من يستشيركم ..وتودون به إلى جهنم ..وإلى الهلاك ..وألى ما ترتب عى ذلك من عداوات وحروب ..ومشاكل ومآسي ؟ - بمشورتكم الفاسدة كعادتكم في إيقاد الفتن "كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ..ويسعون في الأرض فسادأ! والله لايحب المفسدين "..!!
إذن أنتم البادئون بالعداوة والكراهية .. فلِم تلومون غيركم إذا قابلوا عملكم بالمثل ؟!
.. مع أن النبي صلى الله عليه وسلم .. – منذ وصل المدينة المنورة .. كتب ( صحيفة المدينة ) –أول دستور مكتوب في التاريخ ! وقرر فيه مساواتكم بالمسلمين ..وترك لكم كامل الحرية في دينكم وشؤونكم ( لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ) – كما جاء حرفيا في الوثيقة .. وأوصى كل قبيلة من الأنصار ,... كانت لها علاقة مع أحد منكم.. أن تحتفظ بعلاقاتها الودية والاجتماعية معكم.. ولم يدعهم إلى كراهيتكم ..وقطْعِ علاقاتهم بكم!..[ راجع يا مزئيل ] – وكل أمثالك .. ( صحيفة المدينة ) وقولوا الحق ولا تحرفوه .. إن كنتم منصفين – أو تستطيعون أن تكونوا منصفين .. ولا شك أن فيكم بعض المنصفين..ولا نريد أن نطيل بذكر بعضهم وبعض مواقفهم ..فأنت [ يا مزئيل ] وغيرك من مثقفي اليهود ..تعرفونهم جيدا .. بل إن بعضهم يعيشون بين ظهرانيكم.. وتحاصرهم أكثريتكم [ بالكراهية ] وبالتهديد أحيانا ..!! ولسنا نحن ولا الإخوان المسلمين ولا حسن البنا رحمه الله !
..ألا تعلم .. يامزئيل ..- كما يعلم كثير من مثقفي اليهود ومؤرخيهم وغيرهم.. أن اليهود تعرضوا للاضطهاد .. قبل الإسلام وبعده .. في كثير من أصقاع العالم – لطبائعهم ومواقفهم وأنانيتهم وبعض أعمالهم – كالربا والقتل – ولو للحصول على دم يخلطونه بالفطير ..كما أثبت أحد الأساتذة اليهود المؤرخين .. في جامعات اليهود بفلسطين - ..وغير ذلك ..
..وتعلم أن اليهود تعرضوا لمذابح وتشريد وتنكيل في كل – أو معظم دول أوروبا –التي تنافق لهم حاليا [ لاستخدامهم لمصالحها كأمريكا !] – ولم يجدوا لهم ملاذا إلا في ظلال المسلمين ودولة خلافتهم ؟!!
كثير منكم يعترفون بذلك ويذكرونه !!
لقد آويناكم وأكرمناكم ..وحميناكم.. وكان جزاؤنا منكم [جزاء سِنِّمار]!!
وأجرناكم من الموت والظلم .. فكان جزاؤنا جزاء ( مجير ام عامر = [أي الضبعة ]!! التي عثر عليها أعرابي متجمدة من البرد .. فأخذها وآواها .. وأدفأها .. فحين قويت واستراحت هجمت عليه وهو نائم فأكلته !!!.. فقال شاعرنا العربي في تلك الواقعة وأمثالها ..وللاعتبار منها :
ومن يصنع المعروف في غير أهله ! يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر !!
وكذا كان جزاء إحساننا إليكم..أن اعتديتم على أقدس أقداسنا ( بيت المقدس وفلسطين ) الأرض المباركة .. وشردتم شعبها .. وقتلتم منه – ومن غيره من العرب والمسلمين ..مئات الآلاف ..وارتكبتم آلاف المجار [ نحو 3000مجزرة].. وأفسدتم في الأرض أيما إفساد .. .. ولا زلتم ترتكبون في فلسطين وأهلها – وما حولها ..كل جريمة ومأثمة ..لا تراعون في مؤمن ولا إنسان( من غير الجويييم) إلّاً ولا ذمة ..!
.. هذا مع أن قرآننا – الذي تعرفه حق المعرفة ..ولعلك تؤمن به وتصدق ولو بعض ما جاء فيه – حذّرنا وأنذرنا – منكم ومن إفسادكم وغروركم وبين عاقبتكم بوضوح.. في سورة تحمل اسمكم ( سورة بني إسرائيل = أو الإسراء) .. حيث قال سبحانه :" وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب .. لتُفسِدُنَّ في الأرض مرتين..ولتعلُنَّ عُلوا كبيرا"... إلخ!!
كتاب [حق الكراهية : أي للعرب والفلسطينيين ] للحاخام حاييم تزوريا !
لو ألفه عربي أو مسلم لطاف به اليهود العالم مشهرين منددين شاتمين! 
..ويا [ خواجة مزئيل] ألم تسمع بهذا الكتاب ..الذي ألفه يهودي ليبرر أعمالكم الوسخة والقبيحة ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين ؟!.. هل سمعت بإنسان – مهما كان متوحشا ودمويا –ألف كتابا بهذا العنوان؟!
هل استوحى [ حاييم ] أفكار الكراهية من القرآن ؟ ! أم من التوراة المليئة - ليس بالدعوة للكراهية والحقد فقط ..ولكن لتطبيقهما عمليا في شكل أوامر بالذبح والتدمير بشكل همجي وقسوة دامية !!
.. هل تريد أن أذكرك ببعض النصوص الدموية من التوراة ؟! لا شك أنك تعلمها وتقرؤها أكثر مني ..انظر مثلا في أسفار [ إشعيا وإرميا ] وأمثالهما !! لتعلم من هو الإرهابي ..ومن القاتل ؟ ومن المحرض على الكراهية ..وتنفيذها ..كما تنفذونها الآن في فلسطين..ونفذتموها في مواقع ..وحقب أُخَر!!
ماذا كان قولك ..وقول الإعلام ..اليهودي والتابع وكل دوائركم..لو كان مؤلف الكتاب عربيا ,... أو مسلما ؟!!
هل كنتم تسكتون ..وتُعرضون..أم تُقيمون [ مَندبةً عالمية!] وتتخذون فضحه ..والتدليل على همجية – كل الجنس الذي ينتمي إليه مؤلفه – أنشودة تشيعونها في العالم ..وتحرضونه على ( هذه الوحوش البدائية التي تقابل الود والتحضير والديمقراطية ..و..إلخ- من معزوفاتكم السخيفة أنتم وحلفائكم الصليبيين ) - ( شعوب) تقابل.. كل ذلك [ الهراء ] بالكراهية ؟!!
يا [ مزئيل ] ويا كل يهودي ..وأوروبي وأمريكي ..وإنسان -.. = إن مؤلف كتاب [الكراهية = دعوة للكراهية والإبادة والحقد] .. ليس من الإخوان المسلمين..ولا من العرب المسلمين ولا المسيحيين – ولا حتى من الفلسطينيين الذين لو ألفوه لكان حقا لهم من كثرة وشدة ما لاقوا وما زالوا يلاقون من تصرفات حاقدة همجية من جنود دولة العدوان و[ بهائم ]مستوطنيها الجامحين المفسدين !!.. إنه من تأليف [ حاخام يهودي ]!!!..أفلا تبصرون..؟ أفلا تعقلون ؟!! أفلا تنصفون؟!! 
والمسيحيون وغيرهم وبعض اليهود يرفضون الدولة الصهيونية ويدعون لمحوها وتفكيكها!!:
... كما نريد أن نلفت نظرك – يا [ أضون مزئيل ] إلى أنه - كما أنه ليس الإخوان وحدهم – ولا المسلمين كلهم .. فقط ..يقفون منكم ذلك الموقف الذي تسميه [ كراهية ] – وتشرّف ( الإخوان المسلمين ) وحدهم به ..! بل ..إن المسيحيين الفلسطينيين ..والعرب ..وكثيرا من أحرار العالم ومسيحييه- وحتى بعض العقلاء اليهود المنصفين- وغيرهم .. يشاركوننا في مواقفنا من عدوانكم ..وإنكار [ فرض اغتصابكم بالقوة والأمر الواقع ] وسلب حقوق ووطن شعب كامل ..مُصِرّ على استرجاع حقوقه ..!.. ولن يضيع حق وراءه مطالب .. والظلم والباطل لا يدوم [ فدولة الباطل ساعة ] ..! وقد آن أن تنقضي تلك الساعة ..ومعظم المتغيرات العالمية والإقليمية.. تشير إلى قرب زوال دولتكم ..وباطلكم .. !!
ألم تسمع بالبروفيسور المفكر العاقل ( شلومو ساند = أستاذ التاريخ اليهودي بجامعة تل أبيب بفلسطين ) ..الذي أثبت زيف [ لفيفكم الذي تسمونه : الشعب اليهودي أو الإسرائيلي]؟ ..في كتابه الفذ (متى وكيف تم صنع الشعب اليهودي ؟!) فثارت ثائرة الغوغاء اليهود عليه وهددوه حتى زملاؤه الأكاديميون المثقفون قاطعوه!!!..وقبل أن ينقضي العجب من كتابه ..هذا ..خرج على الناس – وخصوصا اليهود ودولتهم الزائفة الباطلة -.. بكتاب أعجب وأصدق ..( متى وكيف تم اختراع أرض إسرائيل )!!!.. مفندا أي حق لكم في فلسطين فهل يا [ أضون تسفي ] البروفيسور اليهودي ساند .. يؤمن بما يثير القرآن مما تسميه [ كراهية اليهود]؟؟!!
ألم تسمع بتأكيد الداهية اليهودي المشهور [ هنري كيسنجر ] – الأحرص على الدولة اليهودية من نفسه !- يؤكد زوال [ دولتكم الباطلة ] خلال عشر سنين؟؟!! فهل هذا الذي خدم دولتكم كما لم يخدمها أحد .. يكره اليهود أيضا ؟؟!! ويؤمن بالقرآن؟!
.. والغريب أن كل ذلك ..توافق مع ( تقرير استخباراتي علمي ) خرجت به عدة معاهد ومراكز وجهات أمريكية بحثية واستخباراتية متخصصة موثقة .. كلها تؤيدكم بلا تحفظ!.. .. وما أظنك تتهمهم بكراهيتكم ..فكلهم لهم أدوار متنوعة في تثبيت دولتكم..,وملاحقة وتشويه أعدائها والتجسس والتحريض عليهم - وخصوصا أصحاب الحق ..ولها كذلك دور كبير – بل أدوار -في ترتيب أوضاعكم وحمايتكم ..بتركيز دكتاتوريات قمعية فاسدة متخلفة تقمع الشعوب عن أن تتحرر وتنهض وتملك قرارها وتقف على أقدامها لتواجهكم..ندا بند !!
ألا تعرف طائفة ( ناطوري كارتا ) اليهودية ..والتي تعد بالملاييين ..وتعلم أنها تعارض قيام ووجود دولتكم وعدوانها وغطرستها !– وأنهم يدعون أيضا إلى ( محو الدولة اليهودية من الخريطة ) – كما اتهمت الإخوان وحدهم بذلك !
وقد بعث ( حاخاماهم في نيويورك ( مليون ) ولندن ( مليون) .. بعثا – باسم الطائفة ..ببرقية تهنئة إلى حماس حينما فازت في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ..ورد فيها بالحرف الواحد ..دعاْء : ( نسأل الله أن يعجل بتفكيك دولة إسرائيل - سلميا- ..على أيديكم )!!
ولذا فنصيحتي المخلصة – لكل يهودي طاريء على أرض فلسطين ..أن يحزم حقائبه ..ويعود من حيث أتى – أو أتى آباؤه – إلى موطنه الأصلي ..قبل أن ينضم إلى عصابة الغاصبين !!
وأولهم [ النتن – ياهو] فما زال والده في نيويورك ينتظر عودته !!
انجوا بأنفسكم وأهليكم ..قبل أن يجتاحكم الطوفان القادم المحقق..وربما في شكل [هرماجدون ] التي يُعِدُّها لكم ويتوعدكم بها – وإيانا- أصدقاؤكم [ الإنجيليون المتعصبون ] الحاقدون !!!
وهتلر! وما أدراك ما (الهر) هتلر؟!: 
.. أما هتلر.. فمعظم الفلسطينيين والعرب – وليس حسن البنا وحده- إن كان ما قلته حقا..وأول مرة أسمعه منك ! - كانوا معجبين به ..وكنا في فلسطين ( نحلف بحياته ) لأنه ضد اليهود الذين جاءوا ليسيئوا لنا في وطننا ..وضد الإنجليز الذين استعمروا بلادنا وأساءوا إلينا وثبتوكم بوعد بلفور وغيره ..وما تعرف من مؤامرة [ صنع دولة إسرائيل ]..!!
وإن كان هنالك رأي قوي يقول بأن [ حركات هتلر] كانت بالتنسيق مع الصهاينة للدفع نحو إقامة وطن لليهود في فلسطين –على حسابنا وليستقطبوا التأييد ويستعطفوا الرأي العام الغربي وغيره على طريقة[ المسكنة ] والابتزاز ..مما يؤكد كذب [ خرافة الهولوكوست ]!!..وقد كان مكتب التنسيق الصهيوني ( مع هتلر ونظامه) في 10 شارع شتراوس ببرلين..ويقوم عليه اثنان من أهم الصهاينة وممن تمجدهم مراجعها..,هما [ بار جلعاد – وبينو] !!
وعلى أي حال ..لنا الظاهر !! وهل تنكر ..وتنسى أن( عدو عدوي .. صديقي )؟؟!!
ملاحظة: أرجو ممن يعرف عنوان السفير اليهودي [ تسفي مزئيل ] – لو وُجِد- أن يرسل له نسخة من هذا المقال .
كما أرجو ممن يعرف [ البريد الإلكتروني لجريدة الجورازلم بوست ] – أن يرسل لها المقال ..
مع الشكر الجزيل
عبدالله شبيب

الكونفدرالية عنقاء بثلاثة رؤوس على الأقل - عادل سمارة


بعيداً عن تفارق الاجتهادات بأن الكونفدرالية الثنائية ولاحقا الثلاثية وأكثر لتحل محل المشرق العربي أو لتغطي الهلال الخصيب، أي قول البعض بأنها طبخة على النار يتم التحضير لها وقول البعضالآخر أن الأمر ليس مطروحاً قط. وقد يكون السياق التاريخي والسياسي ومعيار القوة وحدود التبعية هي التي ترجح هذا الاجتهاد أو ذاك. أو تاتي بآخر.
ليجادل البعض كما يريد، وليلقي كثيرون بالونات الإعماء /الإعلام كما اعتادوا، ولكن السؤال الذي لا جدال فيه: هل خلا سابقاً، ليخلو حالياً، المناخ السياسي من هذا المشروع أو شبيهاً له؟
بعد أشهر قليلة من احتلال 1967 تقدم د. حمدي التاجي الفاروقي بمشروع جوهره التقاسم الوظيفي بين الأردن والكيان، وهذا يعني ان الرجل كان على تنسيق مع الأردن والكيان[1] ، ورُفض ذلك من القوى الوطنية، وطُويت صفحة المقترِح والمقترَح. فرغم هزيمة حزيران، كان المناخ الوطني والقومي عالياً بما لا يسمح بأية مساومة. أقول الوطني والقومي لأن هذا توجه الأكثرية الشعبية على امتداد الوطن العربي بأكمله حينها قبل أن ينخر الإيدز الثلاثي (التسوية والنيولبرالية والوهابية) قطاعات واسعة.. لم يكن هناك دور لفصائل من قوى الدين السياسي ولا التحريفية السوفييتية ولا سيما في الكفاح المسلح. كما لم تكن البرجوازية الكمبرادورية (وهي قًطرية في انتمائها ومعولمة في مصالحها) قد تسلمت اية سلطة في الدول قومية الاتجاه، سوريا ومصر والعراق والجزائر. اذكر هذه الأنظمة لأن بقية الأنظمة لم تضع فسطين على أجندتها، بل إن كثيرا منها وخاصة الخليجية كانت ولا تزال مشغولة ضد القومية العربية. مختصر القول هنا: أن الهزيمة كانت عسكرية لا عقيدية وطنية، ولكن خطورتها بالطبع أنها لم تكن اشتباكات حدود بل فقدان جغرافيا مع عدو مشروعه الدائم سحق الحيز الفلسطيني والعربي وإعادة تشكيله كتجهيز لسحقه مجدداً وأبداً.
ولكن، منذ هزيمة 1967 ظل مشروع التقاسم الوظيفي يطفو ويغطس طبقاً لتطور الأحداث وميزان القوى. ففي عام 1978 قدم يجآل ألون (من حزب العمل الإسرائيلي) مشروعه الذي جوهره التخلي إداريا وسكانيا عن أجزاء من الضفة الغربية للأردن على أن يحتفظ الكيان بما أُسمي حزام آلون، أي منطقة الأغوار على امتداد نهر الأردن بحيث تبقى بيد الكيان الصهيوني. ومنذ تلك الفترة بدأ الاستيطان في الأغوار لفرض واقع ديمغرافي عسكري على اي حل مستقبلي. وبالطبع كان ألون في حزب العمل (الذي يسميه كثير من اللبراليين الفلسطينيين والعرب يساراً- أي معسكر الولايات المتحدة في عمق وطننا) وأقصد هنا أن هذا الحزب هو الذي بدأ الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما القاعدة العامة فتقول بأنه ما من مشروع يُدفن إلى الأبد لدى المركز الإمبريالي والصهيونية فكثيراً ما تُدخل مشاريع مع أخريات. وسواء نُفذت المشاريع أم جُمِّدت فإن ما تُدفن هي الأدوات الفلسطينية والعربية التي تخدم هؤلاء وإن كانت كاحتلال الأرض تبقى آثارها السيئة طويلاً. لا تاريخ صلاحية للمشاريع الاستسلامية سوى بحدوث توقيت وتاريخ جديد هو انتصار المقاومة والممانعة ضمن حاضن قومي عربي.
لكنه نصف قرن!
مضى نصف قرن تقريباً على سقوط كامل فلسطين، وتداعي القوى القومية العربية إثر ذلك، وقوى اليسار غير التحريفي على صعيد الوطن العربي بأسره. وخلال هذه الفترة لم يتوقف الصراع في الوطن العربي متخذاً حالة الدفاع بل الإنزواء وحتى الردة لدى قطاعات عديدة منها من قبل قوى الثورة والهجوم من الثورة المضادة التي حققت "انتصارات" هائلة بكل المقاييس أخطرها الاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي علناً وشبه علني وسراً سواء من تحريفيين وكمبرادور وقوى دين سياسي، أما اللبراليون فهم ضمانة هذا الكيان بداية ونهاية، وتعمُّقت الكيانات القُطرية إلى درجة الزعم بشرعيتها أو تخيل البعض بأنها المقدمة للوحدة وتبددت إصلاحات الأنظمة التقدمية سواء الزراعية أو الصناعية والمحاولات الاشتراكية وتحولت أنظمة هذه الإصلاحات من انقلابات وطنية وثورية وتقدمية إلى حالات ديكتاتورية تحافظ على نفسها بالمشروع الأمني الذي لم ينفع فكان سقوط مصر أولاً ثم تدمير العراق وليبيا والمغول اليوم على أبواب سوريا. وعلى جبهة الثورة المضادة تفجر الريع النفطي ليرفع حكام تلك المنطقة إلى واجهة السياسة العربية مما مكَّنها من تشريع التبعية للإمبريالية إلى درجة تسليم أرضها لقواعد وجيوش الأخيرة ونشر ثقافة الدين السياسي التي تدعو بأن الحياة ممكنة بلا عمل ولا استقلال ولا إنتاج ولا حداثة ولا قومية ولا حقوق للمرأة، فالنفط هنا وبمال النفط أو ريعه يمكن شراء كل شيء. ولا عجب أن يردد الكثيرون هناك: "ولماذا نشتغل، فنحن ندفع للغربيين ليشتغلوا" أما الغربيين فيرددون الكلمة الفصل: " كيف حصل أن انتقل نفطنا لباطن أرضهم!How did our oil get under their soil?. ليس هذا كل شيء فقد تحولت أنظمة النفط إلى أدوات تعتدي على الأقطار العربية ذات الأسس القومية وتدمرها نباية عن الصهيونية والمركز الرأسمالي الغربي. وهذا تأكيد بأن الخيار دوماً، إما الثورة المضادة وإما الثورة. لقد تم مسح إنجازات الأنظمة القومية سواء الإصلاح الزراعي أو التصنيع، أو التعليم المجاني أو الطبابة المجانية ورفض الاعتراف بالكيان ودخول حروب لتحرير فلسطين ومعاداة الإمبريالية ورفض التطبيع وتوسيع نطاق العلمانية والمساواة للمرأة...الخ وصُوِّرت كمجرد استبداد بحت بينما جرت التغطية المطلقة على الأنظمة الملكية والأميرية والمشيخية المطلقة والمرتبطة بالمركز الإمبريالي والمحايدة تجاه الصراع العربي الصهيوني إن لم تكن متورطة لصالح الكيان نفسه[2].
وهكذا، يُختتم ما يقارب نصف القرن وقد وصل الصراع إلى حشدين:
· بدايات تبلور معسكر المقاومة والممانعة متواصلا مع قوى إقليمية وعالمية صاعدة
· وانفلات متغول من الثورة المضادة لوأد هذا الوليد بأي ثمن.
ومن قِبل المشروعين يتم التجاذب على ما يسمى الربيع العربي الذي يقرأه كل بلغته ويحركه حسب احتشاده، مما يجعل المعركة الحالية هي الأقسى في التاريخ العربي الحديث.
في هذا المناخ، يتجدد الحديث عن الكونفدرالية بين المناطق المحتلة والأردن، بمعنى أن هذا المشروع ليس كما يريده الشعبان اساساً كما أنه ليس على مقاس وبقرار الحكام ولن يكون.
ولكن، بل بداية: في حالة غياب او تغييب الشعب العربي وخاصة الفلسطيني، وفي حالة تصفية الأنظمة التقدمية واتساع الهجمة من الثورة المضادة، اين يقع هذا المشروع ومن هو الطرف المقرر والذي بيده الحسم حتى اللحظة على الأقل؟ هل هو غير الإمبريالية والصهيونية؟ ومن هو الطرف المستهدَف: هل هو غير الشعب وقوى المقاومة والممانعة؟
لا بد أن نذكر بداية أن الأنظمة العربية لم تسحب مبادرتها "للسلام" منذ عشر سنوات رغم أن الكيان رفضها بازدراء. وكان ولا يزال واضحاً أن عدم سحب المبادرة هذه يرتد إلى أن هذه الأنظمة ليست بصدد اعتماد أي خيار آخر من المتوفرة والممكنة عربياً، بل ابعد من ذلك، فقد تبنت الجامعة العربية استرايجية المركز الرأسمالي والصهيونية بإعلان الحرب على بقايا الدولة قومية الاتجاه اي ليبيا وسوريا[3]. علاوة على أن كل نظام بل حتى كل سياسي عربي يبدأ نهاره ويختمه بأن فلسطين هي القضية الأولى. ولعل آخر من قال هذا في نهاية 2012 الرئيس التونسي الذي يعمق ربط بلاده بالغرب ويفتح بلاده للتطبيع عبر رشى خليجية ويرفض وضع نص في الدستور التونسي بتحريم التطبيع.
والأخطر من حديث المرزوقي كانت زيارة نبيل العربي إلى رام الله حيث قدم للكيان اعتراف كل الأنظمة العربية بالكيان دفعة واحدة وبلا مواربة. ولا يمكن رؤية هذا بعيدا عن موافقتها، ما عدا سوريا، طالما ارتضته أمينا عاماً وأكد العربي لا مباشرة على جوهر المبادرة العربية حيث قال إن على العرب القيام بشيى ما.
ما هو هذا الشيء طالما أن:
· الأنظمة العربية مفككة واسوأ من السابق؟
· مصر وتونس في الطريق السابق في علاقتهما بالمركز الرأسمالي العالمي وبالاستجداء من المؤسسات المالية الدولية هروباً من متابعة واسترداد الثروة المسلوبة محليا ودولياً، وكل هذا بقيادة قوى الدين السياسي التي هي لبرالية فيما يخص الارتباط بالنظام الرأسمالي العالمي، وظلامية فيما يخص الحريات وخاصة حرية المرأة والعبادة ولا قومية فيما يخص الكيان الصهيوني.!
· القرار صهيو/اميركي
· والأهم طالما أن المشروع الفلسطيني والعربي في حالة من السكر بالوهابية والتسوية والخنوع القطيعي المعلن. وإلا ما معنى أن ما من أحد في كافة الأراضي المحتلة رمى حجراً على هذا القادم للركوع تحت أقدام الكيان باسم كل العرب!
ليس صحيحاً أن أحداً لم يتنبه لزيارة العربي بمضمونها اللاقومي. ولكن هذه الزيارة أتت في مرحلة تشريع التطبيع وتكثيف المد الطائفي والقُطري والوهابي خاصة. وعليه، فإن الاهتمام بفلسطين هو موقف قومي، وهذا الموقف خارج أجندة اللحظة حتى في عقل القطيع الجماهيري الذي لم يتحرك. حينما جاء بورقيبة إلى الأردن 1965 ودعى العرب للاعتراف بالكيان اهتزت الأرض من حراك الناس، وحينما جاء السادات إلى الكيان وقفت حتى دول ضده، أما اليوم حين يأتي رجل باسم كل الأنظمة لم يقل أحد شيئاً. هل يعني هذا غير أن "إسرائيل برأيهم دولة شرعية"!
في ضوء هذا، هل يمكننا تجاهل أن مجيئ العربي كان امتدادا: لزيارة الملك الأردني لرام الله، ثم زيارة نتنياهو إلى عمان ومن ثم زيارة العربي لرام الله؟
هل الأمر بعيد عن ترتيب صفوف معسكر التسوية سواء لدعم نتنياهو في انتخابات الكنيست، والقبول بالحل الذي قدمه منذ أمد وهو لا سلام سوى السلام الاقتصادي لأنه يخدم الكيان وحسب في مشروع الاندماج المهيمن في الوطن العربي. وهنا يكون البنلوكس الثلاثي (الأردن والكيان والحكم الذاتي) والذي يجد جذوره في التقاسم الوظيفي الذي طرحه الكيان من هزيمة 1967.
ماذا عن الدوافع؟
يفتح هذا على دوافع الزيارات المتبادلة ويفتح على مشهد الارتباك ايضاً. فسلطة أوسلو في مأزق سياسي وليس مالي. هي في مأزق الضغط الأمريكي والخليجي والعربي الرسمي للتسليم بدولة يهودية. ولتمرير هذا فهي مهددة بإقامة إمارة إسلامية في غزة. فلكي تحول دون ذلك عليها رفع الأيدي مطلقا إلى أعلى. وربما مشكلتها أنها لن تفعل شيئاً إذا ما خُدعت كما خُدع الحسين بن علي والحاج أمين الحسيني! وفي الشأن السوري لم يكتفي الغرب ونتنياهو بالهجمة التي يمارسها الإعلام/الإعماء الفلسطيني ضد الدولة السورية لصالح الهجمة الأممية الوهابية/الغربية والصهيونية بل يريدون أكثر دائماً.
والنظام الأردني يتعرض لتجويع كي ينخرط بجيشه ضد سوريا أو على الأقل للقيام بما تقوم به تركيا. وليس مؤكداً أن المخابرات الأردنية لم تقم بشيء من هذا، ولكن المطلوب حرب قُطرية طائفية بتصميم ومعايير المركز والصهيونية. وكما يبدو وصل الوضع في الأردن إلى حالة جمود مؤقت، فلم يتورط النظام علانية، وفتح بعض العلاقات مع العراق بهدف تكتيكي، ولوَّح بتجديد الفدرالية مع الحكم الذاتي، وتزامن هذا مع زيارة نتنياهو إلى عمان والعربي ووزير خارجية مصر إلى رام الله. وتزامن مع كل هذا تورط كثيراً من الفصائل الفلسطينية في طعن الشعب السوري في مخيم اليرموك بهدف المساهمة في تدمير سوريا.
هذا وكأن كل الملفات بانتظار التطورات في سوريا، بل كل هذا الطراز من الملفات ضد سوريا. وقد يكون هذا المشهد وحده كافٍ ليرى كل ذي أخلاق وبصيرة أن سوريا حقا تدافع وبقوة وصبر عن آخر معقل قومي عربي وعن المقاومة الحقيقية، لأن المقاومة التي تشارك العدوان الوهابي الغربي الصهيوني ليست مقاومة بل مجاميع بدون عمود فقري تلتوي ذات اليمين وذات الشمال وتنتهي إلى الوراء إلى الثورة المضادة وهنا يكون مال الريع اساسي في استداراتها.
صحيح أن المأزق الاقتصادي في الضفتين أنهما تعتمدان كثيرا على الريع. ولكن صحيح كذلك أن من قرارات إقامتهما ككيانين أن يكون الريع مكوناً اساسياً. فما الذي اختلف حتى جفت مصادر الريع؟ إن كانت قد جفت حقاً لا تمثيلاً.؟ وبغض النظر عن حقيقة الأمر، فإن تكوين الكيانين الأردني والفلسطيني هو سياسي قبل أن يكون اقتصادي وتوظيفهما دوماً واليوم سياسي كذلك.
لذا في مجرى التسوية وإنهاء القضية يمكن أن يتم سحب ملف الكونفدرالية عن الرف والشغل عليه. وحين يبدأ التعامل جدياً معه، سيكون بعد ظهور نتائج الصمود السوري ضد الغزاة.
ويالطبع فإن المأزق الاقتصادي الجاري هو من مقدمات الهتاف للفدرالية والكونفدرلية وتتبعه أغاني وحدة الشعبين وتزاوج الشعبين وأخوة الشعبين. هذا بعد عقود من ضخ القطرية والإقليمية والأردنة والفلسطنة، واللاجىء والمواطن...الخ. وملخص هذا أن لا أحد يستشير الشعب هنا أو هناك. فالمشروع من صنع "القَدَرْ" الأرضي أي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ومن تمويل نفط الغرب المخزون والمستخرج من الخليج!.
متى يكون للكونفدرالية معنى؟
دعونا نبدأ من سوريا والجولان. فقد تنطح كثير من مثقفي أوسلو-ستان ومن يزعمون أنهم مارسوا الكفاح المسلح ثم يئسوا لأنهم اكتشفوا أن القيادات كما يصفونها: خائنة، فاسدة، مصلحية، تافهة...الخ . لكن هؤلاء ما أن اندلعت أحداث سوريا حتى تحولوا إلى ابطال يُدينون سوريا بعدم تحريرالجولان[4]. لنقل لا بأس، سوريا لم تحرر الجولان، ولها مشاكلها وتقصيراتها وكذلك استراتيجيتها التي ربما يجوز لي الاستنتاج بأنه في غياب واقع عربي وحدوي لا فرصة لتحرير الجولان أو فلسطين ولذا يجب حماية سوريا ببناء توازن استراتيجي وهو ما نراه اليوم بحائط الصواريخ، والذي ربما لولاه لدخلت قوى الغدر لتطحن سوريا كما طُحنت كميونة باريس أو دولة القرامطة.
وهذا يفتح على الأردن، أليس الأردن مسؤولا عن استرجاع الضفة الغربية على الأقل؟ ألم تكن جزءاً من الأردن؟ وأنا نفسي لست ضد ذلك طالما هو على أرضية عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني. ولكن، ما معنى التنازل عن كل فلسطين والاعتراف بالكيان ثم تكوين كونفدرالية على أرضية موافقة الكيان والاعتراف به ولاحقا انضمامه لها كونفدرالياَ! أي أن كل هذا لا يقوم لا على أرضية أخوَّة الشعبين في الضفتين ولا على أرضية القومية والتحرير؟ ألا يعني هذا أن هذه الفدرالية والكونفدرالية هي في سياق اندماج الكيان في الوطن العربي اندماجاً مهيمناً؟ أليس هناك فارقا بل فالقاً بين من لا يستعيد الجولان ويبني سوريا ويرفض الاعتراف بالكيان وبين من يعترف بالكيان ويصفي المقاومة وينتهي في كونفدرالية مع الكيان؟ فمن هذه الزاوية يجب النظر إلى هذا المشروع.
فأي مشروع وجودي بين الضفتين يجب ان يقوم على اساس قومي لا قطري ولا إقليمي ولا طائفي وبهدف بقاء الفلسطيني على هويته إلى أن يتم التحرير. وبغير هذا سوف تتم مشاغلة الناس في صراعات إقليمية بينية هدفها اقتلاع اي تفكير في فلسطين والاندماج في المكان الجديد والصراع عليه كمكان لقطيع بدل وطن لشعب. نأمل أن تفهم الطبقات الشعبية في الوطن العربي وخاصة في الأرض المحتلة أن أي مشروع خارج سياق تحرير فلسطين هو مشروع يهدف استلاب الفلسطينيين الذين بقوا في 1948 و 1967 استلاب صمودهم في الوطن وعدم لجوئهم!
ما معنى الالتفاف على السيادة؟
الأردن دولة ذات سيادة بمفهوم الأمم المتحدة. وهو مفهوم صممته دول المركز الإمبريالي على مقاسها مما يوجب رفضه شعبيا من الشعوب التي تعرف بالحد الأدنى ما هي الأمم المتحدة. لأن من صاغوا هذا المفهوم منحوه للكيان الصهيوني وهو على أرض ليست له[5]. وهذا بالمناسبة للذين يكرهون فلاديمير إيليتش لينين هذا مركز رفضه لدولة لليهود في رده على البوند وهم التيار الصهيوني أو اليهودي في حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي قبل الثورة البلشفية 1917 حيث قال لهم لا يمكن تصور وجود قومية أو دولة قومية بلا أرض لها تقام عليها دولتها. ما فعلته الأمم المتحدة عكس هذا وهو ما اعترفت به حتى أنظمة عربية. فقد أيد عبد العزيز آل سعود إعطاء فلسطين لليهود عام 1918. فمن هو العربي لينين أم إبن سعود! الشيوعية الحقيقية أم الوهابية؟ ومن الأنظمة العربية التي اعترفت بالكيان الأردن وسلطة الحكم الذاتي، وهذا يلقي ضوءاً على مضمون ودور الفدرالية والكونفدرالية.
إن الأردن وكافة القطريات العربية ليست ذات سيادة بالمفهوم القومي العربي. ولكن للإنصاف، فإن للأردن سيادة ما بمفهوم الأمم المتحدة. إنما اين السيادة لدى الفلسطينيين؟ فكيف يمكن إقامة وحدة بينهما؟ اليس الأمر هو تمرير عدم حصول الفلسطينيين على سيادة لأن هذا مرفوض من الصهيونية والغرب الرأسمالي وهذا يصب في التقاسم الوظيفي. لذا، رفضت الولايات المتحدة حتى الدولة الافتراضية لفلسطينيي احتلال 1967، لأنها تؤمن بأن الضفة هي للكيان، هذا رغم أن الدولة الافتراضية يمكن استخدامها لتمرير الكنونفدرالية. صحيح أنها لا تعلن ذلك، ولذا، فإن الحد الأدنى لديها هو كونفدرالية تحفظ للكيان سيطرة حقيقية على الأرض وللأردن وسلطة أوسلو سيطرة على الناس. وبالمناسبة هذا يتقاطع مع أطروحات الحاخامات اليهود[6] الذين يعتبرون اي جزء كدولة مستقلة للفلسطينيين هو تقسيم "لأرض إسرائيل" وهذا بنظرهم "حرام"، وإذا رددنا الموقف الأميركي إلى الأصول البروتستانتية فهي من النهج نفسه حيث تعتبر الولايات المتحدة شكلا من هدايا الله إلى "شعب الله المختار وأرض الميعاد" وبهذا جرى ذبح سبعين مليون من شعوب شمال أمريكا، ولا يختلف ما قام به الإسبان والبرتغال في جنوب أمريكا من مذابح لم تُحصى كما يجب بعد، فالكاثوليكية بإهاب الاستعمار لا تختلف عن أدعياء شعب الله المختار، بل إن كل من بيده قوة استعمارية هو "شعب مختار"!!.
إن تمرير لا سيادة على اية بقعة من فلسطين يغدو ممكناَ عبر الفدرالية والكونفدرالية. ولا ننسى أن الولايات المتحدة ضمن سياق سياساتها لا تزال تعتبر الضفة والقطاع مناطق متنازع عليها.
بناء على غياب السيادة في حالة الضفة الغربية وقطاع غزة، هل هناك معنى لشعار "القرار الوطني المستقل"؟ بل هل يمكن الحديث عن قرار حر في حالة كهذه؟ وهل هذا هو السبب الحقيقي الكامن وراء توقيع اتفاق أوسلو دون العودة للشعب؟ وهل سيكون تنفيذ الفدرالية والكونفدرالية بالرجوع إلى الشعب؟ هذا إذا كان الرجوع إلى الشعب الفلسطيني ممكناً من أجل أي مشروع. ولأنه حقا ليس ممكنا لوجستياً على الأقل، فإن ما هو ممكنا هو النضال الوطني بكل اشكاله طالما بعيدة عن الاعتراف بالكيان، فالنضال لا يحتاج لاستشارة ولا استفتاء[7].
موقع الإقتصاد في القرار السياسي:
أُقيمت إمارة شرقي الأردن منذ بداية عشرينات القرن الماضي إثر قرار أبلغه وزير خارجية المستعمِر البريطاني ونستون تشرشل للأمير عبد الله. وبقيت الإمارة ومن ثم المملكة مرتبطة سياسيا واقتصاديا ببريطانيا لتكون سوراً شرقياً لحماية الكيان، هذا على الأقل ما هدفت منه بريطانيا ، وكانت هذه حصة الأمير عبد الله من تقطيعات اتفاق سايكس-بيكو. ولذا كان يحصل الأردن دوماً على مساعدات مالية من بريطانيا لتمويل الجيش والأمن وحتى مصلحة السجون وقد بلغت هذه المساعدات 10 مليون دينار سنويا في خمسينات القرن الماضي. وحينما قام الأردن بإعفاء الضابط البريطاني جلوب باشا (ابو حنيك) من قيادة الجيش العربي الأردني 1956 أوقفت بريطانيا المساعدات فتعهدت بها مصر عبد الناصر وسوريا شكري القوتلي (للقارىء أن يقارن اليوم حيث تجوع مصر وقد تردت للاعتماد على الولايات المتحدة وقطر حتى تأكل بينما سوريا تعيش رغم حرب عالمية عليها. فهل نفهم من هذا خطورة رجال الطوائف ومثقفي الطوائف)؟
تبلغ المساعدات السنوية الأميركية، التي حلت محل البريطانية 360 مليون دولار سنويا وصلت عام 2012 كحالة استشنائية إلى 400 مليون دولار. وهذه المساعدات لا تخرج عن كونها إبقاء النظام الأردني ضمن الحظيرة الأميركية. وعليه، إذا كان هناك من معنى سياسي للمال السياسي أي الريع مقابل الارتباط السياسي الذي يستحيل الفكاك منه فهذا هو المعنى. وإذا اراد الأردن طريقاً حقيقياً طالما ليس بوسعه الاعتماد على نفسه ذاتياَ، فإما وحدة مع سوريا والعراق أو إحداهما وبغير هذا يكون البقاء على أبواب ضواري الإمبريالية. هذه صورة مُرَّة تصلح للأدب، ولكنها حقيقية.
ليس هذا موضوعاً في الاقتصاد الأردني، ولكن اللافت أن الحديث في موضوع الكونفدرالية تواكب مع أزمة اقتصادية في الأردن، وعدم توفير مساعدة خليجية له من جهة ومع الحرب على سوريا من جهة ثانية. وكان الأردن قد قطع شوطاً في تنفيذ توصيات الخبراء الاقتصاديين الغربيين مما جعل فرصة مواجهة الأزمة وتحديداً الشح المالي بموارد محلية أو بقيم موجودات محلية أو باستدانة جديدة أمراً صعبا. فقد وصلت الخصخصة حتى إلى وضع أجزاء اساسية من اقتصاده بيد الاجنبي كالفوسفات والاسمنت والبوتاس والمصارف...الخ وهذا يجعل القدرة على المناورة في خانة صفرية. أما وهذا هو الحال، فلا غنى عن التمويل الأسود. لذا يجب أن يستمر الأردن في علاقات التطبيع مع الكيان والتعاون مع المخطط السياسي الأميركي للمنطقة .
في سياق التبعية والاعتماد على التمويل الأجنبي حصل الأردن من 1970-2003 على 19 مليار دولار. وقد بلغت حصة التمويل الأجنبي في الفترة 1975-80 نسبة 30% من الإنتاج المحلي الإجمالي[8].
لا يختلف حال مناطق الحكم الذاتي عن الأردن، فقد حصلت السلطة على تمويل أجنبي في الفترة ما بين 1993-2012 ما قيمته 24 مليار دولار، ولكنها تعلن اليوم حالة الإفلاس كما صرح رئيس مجلس الوزراء يوم 8 كانون ثان 2013.
وهناك مخاوفُ في الأردن من ارتفاع حجم الديون لتتجاوز مستوى الـ 70% من الناتج المحلي الإجمالي البالغ قرابة 29 مليار دولار بعد أن بلغت هذه الديون 19 مليار دولار في نهاية أغسطس هذا العام. كما يُتوقع أن يرتفعَ العجز في الموازنة إلى 7.5 % من الناتج المحلي الإجمالي من 7.1% في عام 2011، وكان قد بلغ في نهاية سبتمبر 1.7 مليار دولار أي ما يعادل 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي
ومن الطرافة بمكان أن يتم إطراء الانتفاخ المالي الناتج عن الريع على أنه نمواً! فهو من مصادر خارجية سواء التمويل الأجنبي أم السياحة أم تحويلات العاملين في الخارج أي تصدير قوة العمل نظرا لوجود عوامل طاردة داخلية لقوة العمل وليس فقط وجود عوامل جذب خارجية. ففي سنوات الطفرة النفطية ما بين 1973-1984 تحدثت المصادر الرسمية الأردنية عن نسبة نمو وصل 16 بالمئة. لكن هذه المصادر لم تقل بأن ذلك بسبب عوامل خارجية وليس من الإنتاج الحقيقي، كما لم تتم الاستفادة من هذه التحويلات والتمويل في بناء قدرات إنتاجية. وبدورها فإن سلطة الحكم الذاتي والمصرف الدولي قد زعما بان النمو عامي 2010 و 2011 قد وصل 9% ، بينما عجزت هذه السلطة عن دفع رواتب موظفيها طوال الربع الأخير من عام 2012 ودخلت العام الجديد معلنة الإفلاس[9]!
كما تتشابه الحالتان فيما يخص الفساد، وهو امر لافت بمعنى أن أحد اسباب الإفلاس أو الأزمة هي الإدارة المالية للمال العام بما فيه التمويل الأجنبي الذي يُفترض أن يُصبح مالاً عاماً بعد دخوله الخزينة. هذا إلى جانب الإنفاق على الأجهزة البيروقراطية في البلدين حيث توظف الحكومة الأردنية 50 بالمئة من قوة العمل ويشكل قطاع الخدمات 65 بالمئة من الاقتصاد ولا يختلف حال مناطق الحكم الذاتي عن هذا. والمهم أن التوظيف الحكومي ليس قطاعاً عاماً كما تلعب فيه المحسوبية دورا كبيراً وكذلك الحصة العالية للأجهزة الأمنية ليس كرواتب وعدد كبير فقط بل دفع الأُعطيات والامتيازات لكسب الولاء.
تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن الكونفدرالية تواكب مع مرور البلدين بأزمة اقتصادية، أزمة محروقات في الأردن، وهي أزمة لا تنحصر في هذه السلعة الهامة بل تتمدد في شبكة من السلع تحيط بخناق المواطن، وتمر الضفة الغربية بأزمة رواتب، وهذه تطال ما لا يقل عن ثلث السكان مباشرة علاوة على تأثيرها على السوق عموماً حيث أن توقف رواتب هؤلاء الموظفين يؤدي إلى انكماش السوق المحلي الذي يتحرك عادة مع نزول رواتب الموظفين إلى أن يدوخ مع نهاية الشهر مما يؤثر على جميع المواطنين.
ولعل الفساد وتضخيم الأجهزة الأمنية ودفع الأعطيات تلخص معادلة تجويف الوعي من أجل تجريف الثروة وهي اشد أشكال الافتئات على الرأي العام واحتقاره بما هو شكل من التحدي العلني للمواطنين وصولا إلى تحقيق قاعدة إما أن تركع أو تثور.
ضمن هذا المناخ تحديداً، يصبح بإمكان السلطات في البلدين مواصلة التطبيع بعد أن يصل البلد إلى مأزق الاختيار بين رفض التطبيع ومن ثم التجويع وهي الحالة التي يكون التنسيق مع الكيان ومركز الإمبريالية عادياً وعلنياً، وهذا تحديداً مناخ الحديث عن الكونفدرالية دون حراك شعبي ليقول كلمته على الأقل.
أما والحال هكذا، فيكون النقاش السياسي هو في اي اشكال التطبيع هو المناسب للمرحلة بداية من منظور واشنطن[10] وتل أبيب وليس اي خيار يراه الأردنيون والفلسطينين!
الحل في المشرق وليس في الغرب
إذا كان الأردن دولة فقيرة ولكن ذات سيادة بمفهوم الأمم المتحدة وسايكس-بيكو، فإن الضفة الغربية فقيرة وبلا هذا ولا ذاك. وعلى هذا يترتب السؤال المصيري بمعنى: إلى اين تذهب كيانات من هذا القبيل؟ ما مصيرها؟ فكلاهما يعتمد على الريع اساساً، كلاهما يعتمد على ريع الدور ضمن السياسة الإمبريالية في الوطن العربي. وحتى المساعدات التي تقدمها بين حين وآخر هذه الدولة النفطية أو تلك هي في سياق ما تسمح به تحديداً الولايات المتحدة. هذا باستثناء المنحة النفطية التي كان يوفرها الرئيس الشهيد صدام حسين للأردن، والتي منعها الكيان عن مناطق الحكم الذاتي حينما عرض العراق ذلك على أل يو. أن.دي.بي.
وهذا يفتح على تمنعات الدوحة والرياض في تقديم تمويل إلى الأردن واوسلو-ستان، بينما مثلا تُغدق قطر على إمارة الإخوان في غزة. كما يفتح كذلك على بداية هذه المقالة أي زيارة نتنياهو إلى عمان والحديث عن الكونفدرالية. فهل الضغوطات القطرية والسعودية مقصود بها استئناف المفاوضات لتكريس يهودية الدولة وإنعاش التقاسم الوظيفي كمقدمة للكونفدرالية. اي تجويع الطرفين وتنقيط بعض الماء في الحلق بالتواكب مع التماشي مع مشروع الشرق الأوسط الكبير؟
وهل كانت زيارة المالكي للأردن محاولة لتعديل الأمور بمعنى عودة العراق إلى منحة الرئيس صدام حسين، وتقريب الأردن من وضعه الطبيعي بين العراق وسوريا؟ وهل الاجتماع الذي ضم مؤخرا أبو مازن ومشعل مع الرئيس المصري هو لمواجهة التحرك العراقي الذي هو جوهريا عراقي/سوري /إيراني؟ هذا ناهيك عن تحريك قطاعات في العراق ضد حكومة بغداد بتحريض سني من السعودية وقطر. اي تحريك طائفي ضد نظام طائفي ولكنه تحريك ليس على أرضية أفضل من النظام نفسه! وأين يقف النظام المصري الحالي أمام التلويح بمساعدات له تقارب 70 مليار دولار شريطة التخلي عن مساحة تتراوح بين 720-4000 كم مربع من سيناء لإقامة دويلة فلسطينية عليها تستوعب معظم فلسطينيي الضفة الغربية وترتبط مع الضفة الغربية، كما ترتبط الأخيرة مع الأردن في سياق التقاسم الوظيفي ومن ثم الكونفدرالية، وذلك في مواجهة محور المقاومة والممانعة؟
قد نخلص إلى القول بأن ملف الكونفدرالية مرتبط، وخاصة حالياً، بتطورات الصراع على سوريا. وهو الصراع الذي سوف تحدد الثورة المضادة موقفها بموجب نتائجه. وقد يكون تحريك مسألة الكونفدرالية مثابة خطف الموقف في اللحظة الحالية قبل تعافي سوريا لفرض أمر واقع لا سيما وأن هذا يتوافق مع مقدمات سياسة النظام الإخواني في مصر والذي يرسل إشارات تناقض بعضها بعضاً، وإن كان منحاها العام هو لصالح الثورة المضادة.
إن انتهاء الصراع بصمود الدولة السورية يفتح الطريق باتجاه وجوب وحدة المشرق العربي أو الهلال الخصيب كما يحلو للحزب السوري القومي الاجتماعي أن يسميه. وفي هذه الحالة يكون انضمام الفلسطينيين إلى هذه الوحدة أو الاتحاد بناء على كونه دولة عربية ترفض الكيان وترفض أوسلو ووادي عربة، وتضع تحرير فلسطين كإحدى أهم مهامها، وفي هذه الحالة يكون هدف تحرير فلسطين على أرضية أول مجموعة من البلدان العربية متحدة . حينها تتلاشى الدعاوى الطائفية والمذهبية والإقليمية لصالح البعد المركزي وهو البعد القومي. وفي هذه الحالة يكون موقع الكيان خارج هذه الترتيبات ويكون التناقض معه تناحرياَ، وليس كما كتب كثيرون في غمرة تعشُّقهم للتسوية والاستسلام أي ما هو ابعد من كونفدرالية اردنية فلسطينة مع الكيان بل كانوا يضمون لها سوريا[11].
بقي أن نشير، إلى أن الكونفدرالية إضافة إلى كونها تشطب حق العودة، فإنها تقوم كذلك بتقاسم "التعويض" وهو الأمر الذي سوف يجرد اللاجئين حتى من التعويض نفسه، إن حصل. وهذا يفتح على وجوب مقاومة هذه الكونفدرالية شعبيا بمختلف الوسائل[12].
[1] لنا ان نتذكر أن موشيه ديان كان وزير الحرب الصهيوني آنذاك وكان يقيم علاقات حميمة مع شخصيات تقليدية محلية ومع الأردن وضمن رؤيته كانت سياسة الجسور المفتوحة مع الأردن. أي باختصار كان العامل المقرر هو الكيان.
[2] من اللافت أن مثقفين ومفكرين قوميين ويساريين قد استكانوا لهذا الموقف من الأنظمة قومية الاتجاه مأخوذين بالاختلاف معها أو ربما بموتورية فردية من البعض، فتغاضوا عن إنجازاتها وتغاضوا عن مخاطر الأنظمة التابعة إلى درجة سهل فسير تاباتهم مواقفهم لصالح أنظمة التبعية. وهكذا، حين بدأ مشروع تصفية هذه الأنظمة وخاصة العراق وليبيا وسوريا اصطف هؤلاء مع الثورة المضادة!
[3] من المفارقات السوريالية أن عمرو موسى الأمين السابق لجامعة الدول العربية والذي دعا مجلس الأمن لإرسال الناتو لاحتلال ليبيا صار من قيادات المعارضة المصرية لسلطة الإخوان المسلمين في مصر! وسلطة الإخوان تطالب مجلس الأمن باحتلال سوريا!
[4] إن أي نظرة دقيقة لهذه الأطروحات تؤكد بأن طارحيها هم من معسكر متعاقد جديد هدفه سقوط سوريا عبر توريطها منفردة في حرب مع الكيان والمركز الإمبريالي بهدف التخلص من اية مقاومة أو ممانعة. فتحرير اي شبر عربي في هذه المرحلة لن يكون فقط دور قطر لوحده. ربما ارسى عبد الناصر هذه المسألة منذ عقود حينما كان يقول ليست لدي بعد خطة لتحرير فلسطين، ولا شك أن الرجل كانت لديه خطة هي الوحدة العربية. ولا حاجة للتذكير بأن السعودية ونظام مبارك دعمت الكيان ضد حزب الله في حرب 2006.
[5] بالمناسبة، كان مبرر الأمم المتحدة في تشريع الغزو الأميركي 1991 ضد العراق بعد تحريره الكويت 2 آب 1990، بأن الكويت عضو في الأمم المتحدة رغم أنها الولاية 19 من العراق. وحينما قررت الولايات المتحدة غزو العراق وهو عضو حقيقي في الأمم المتحدة لن تغضب الأمم المتحدة ورغم انها لم تدعم العدوان قبل وقوعه لكنها عادت واعترفت به! والطريف ان فضائية مثل المنار كفضائية مقاومة تستضيف عراقيين يهاجمون الطائفية ويقفون على أرضية طائفية يشتمون صدام حسين ويقولون نحن اسقطنا نظامه؟ ومع ذلك يبتسم مذيع المنار دون أن يجرؤ على تصحيح المدعي ليقول له: يا رجل كل العالم يعلم أن النظام اسقطته الجيوش الأميركية وتوابعها.
[6] أنظر مقالة عادل سمارة، ثنائية القومية والحكم الذاتي الثقافي ودولة لكل مواطنيها –مشاريع صهيونية، في مجلة كنعان العدد 85 لسنة 1997 ص ص 33-50. والمقالة تفنيد مبطر لصهيونية د. عزمي بشارة في فترة كانت قوى المقاومة والممانعة تستقبله كفاتح. والطريف أن هيئة التنسيق الوطني السورية وأعضاء محترمين فيها، حتى بعد انكشاف بشارة دعاهم للحضور في الدوحة فاستجابوا! فهل ينقد أحد منهم نفسه على الأقل الآن؟ وبمعزل عن بشارة، هل قطر المكان (النظام والدولة) التي يتلقى فيها مثقفون ومفكرون كيف يحلوا معضلة سوريا؟ هل ثلاثي عضو الكنيست (المندوب السمي الصهيوني)، وممثل الإخوان وحاكم قطر هم من يُحجُّ إليهم في اي أمر؟ مساء 14 كانون ثان 2013 بدأ السيد هيثم مناع حديثه بأن ثلاثة من قادة هيئة التنسيق دعها بشارة إلى الدوحة وذهبوا إلى هناك، وقال بأن احدهم معتقل في سوريا. لا بأس فهذا نقد في محله، ولكن السيد مناع لم يعتذر للأمة العربية ولسوريا عن ذهاب قيادته لتلقي تعليمات، وربما غير ذلك من مندوب الكيان!
[7] نتذكر هنا النكتة السمجة بأن فؤاد السنيورة انتقد حزب الله لأنه لم يخبر حكومته بأنه سوف يدخل حربا ضد الكيان! هل يمكن لمقاوم أن يكشف أوراقه لحكومة كهذه هدفها نزع سلاح المقاومة رغم وجود الاحتلال!
[8] يُوجه نفس النقد للكيان الصهيوني الذي يحصل على مساعدات تصل نسبتها النسبة في الأردن، ولكن مع فارق من شقين على الأقل: الأول أن الكيان يحيل قسطا كبيرا من هذا التمويل إلى قطاعات الإنتاج وخاصة العسكري التي تدر عليه أرباحاً وارتباط المستوردين به سياسياً وأمنياً، والثاني تمويل قطاعات الإنتاج عامة وخاصة التكنولوجيا المتقدمة.
[9] للإضاءة على لفيف من المتعاقدين اقتصاديا ولبراليا في الأرض المحتلة مع النيولبرالية أنظر لهذا الأمر مقالة عادل سمارة ، استلاب التمول واغتراب التنمية في مجلة كنعان العدد 149 ربيع 2012 ص ص 7-25.
[10] لذا لا غرابة أن يكون عدد الأردنيين العاملين في قوات حفظ السلام 50 ألفاً وهو ثالث حجم لجنود دولة واحدة وهو عدد هائل في بلد بحجم الأردن يؤكد انه أمر يقع في نطاق مكافأة هذا البلد على دوره. أما سلطة الحكم الذاتي، فتعبر عن دورها عبر التطبيع والتنسيق الأمني مع الكيان ناهيك عن تكريس إعلامها ضد نظام القذافي إبان غزو الناتو 2011 وإرسال بعثات أنجزة ودبلوماسية إلى النظام الجديد ناهيك عن وقوف هذا الإعلام ضد سوريا حالياً بشكل يثير كثيراً من التساؤلات.
[11] من بين من تحمسوا كثيرا للسلام مع الكيان الصهيوني الإشكنازي إبرهيم الدقاق مؤسس الملتقى الثقافي العربي في القدس وخاصة ورقته " مستقبل الاقتصاد الفلسطيني" حيث يعرض رؤية تشكيل كتلة اقتصادية يسميها "بر الشام" تتكون من الكيان والأردن والمناطق المحتلة وسوريا ولبنان! انظر نقد عادل سمارة لهذا الطرح ولطرح كثير من المتعاقدين في كتابه ، التنمية بالحماية الشعبية، منشورات مركز الزهراء القدس 1990، ص ص 47-55. يجدر التذكر أن هذه الأطروحات كانت سابقة حتى على مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو حيث تحمس المتعاقدون أكثر بعدهما. وأما الأكثر طرافة، فهو أن المؤتمر القومي العربي الذي انعقد بعد نشر هذه الأطروحات كان يستقبل السيد الدقاق كممثل للأرض المحتلة؟ هل السبب أن المؤتمر تطبيعي، أم أن الناس لا تتابع؟
[12] انظر بصدد فخ التعويض مقالة عادل سمارة اللاجئون بين العودة والتعويض في مجلة كنعان العدد 132 عام 2008 .

19 يناير 2013

أيتها النخبة ارحلوا عنا رحمكم الله- محمد علاء



روزاليوسف
نخبة في أبراج من العاج يتواجدون فقط في إستديوهات البرامج ، و لكن يخلوا منهم الشارع لا يعرفون معاناة و مأساة أفراد هذا الشعب الذي كان له تاريخا عظيما ضاع على أيديهم و أيدي أمثالهم ، لا يدركون معاناة البسطاء إلا عندما يتاجرون بألامهم و كثيرا بدمائهم عندما يدهسون تحت عجلات القطار ، أو تغرق بهم عبارة أو سفينة صيد في البحر و هم يبحثون عن قوت يومهم ، أو عندما تنكل بهم حكومات دكتاتورية خارج بلادهم مازلت تعيش بأفكارها في القرون الوسطي و هم العلماء و الأطباء و المعلمون الذين فروا من بلادهم بحثا عن لقمة العيش لم تأمنها لهم بلادهم إلا للنفانين و لاعبي الكرة و الراقصات أمام العلم يباع بالكيلو ، أو يتعمل بيه قراطيس توضع فيها الطعمية .
تلك النخبة في الحقيقة لا تسعى لحل مشاكل البسطاء الذين لا يشعرون بهم ، بل يتحدثون عنهم فقط و يستغلون ألامهم و دماءهم كثيرا للوصول إلى السلطة ، لم يفكروا يوما بأن يسعوا لحل مشاكل هؤلاء البسطاء ، لم يفكروا في النزول بينهم يجبون الطرق في القرى و النجوع و العشوائيات ، أن يطوفوا أسواقهم يتحدثوا مع امرأة مسنة هرم بها العمر تجلس تبيع خضار لتربى أبناءها ، يتحدثون مع أناس يعانون يوميا في مواصلات متهالكة متزاحمة ، تتعرض فيها النساء يوميا لتحرشات جنسية ، لشباب قال عنهم رسول الله أنهم خير أجناد الأرض ، شباب أصبح شغله الشاغل الجلوس على المقاهي ليلا و النوم نهارا ، شباب شعر بالموت و هو حيا عندما يمد يده لوالده ليأخذ مصروف يومه بدلا من أن يساعد والده على متاعب الحياة ، شباب فضل الموت في البحر ليكون وجبة لأسماك المتوسط و هو يحاول البحث عن شعاع أمل في بلاد الطليان .
يا من يسمونك النخبة بغض النظر عن انتماءاتكم السياسية |، كنتم إخوان أو سلفيين أو يسار أو قوميين أو ليبراليون أرحلوا عنا رحمكم الله فأنتم تحاربون من أجل السلطة و فقط ، ينهار بيت ، و يموت و يصاب العشرات ، يموت ما يزيد عن 50 طفلا كل ذنبهم في الحياة أنهم خرجوا من بيوتهم بحثا عن العلم في مدارس متهالكة ليعودون إلى أهالهم أشلاء ، يخرج الشباب وراء فريقهم إلى ملعب كرة القدم ليعودون إلى أهالهم في أكفان ، شعب يذهب إلى مستشفيات الدولة ليعالج من مرض ما فيخرج ميتا بسبب قلة الإمكانيات ، شعب خرج عن بكرة أبيه مطالبا بالعيش و الحرية و العدالة الاجتماعية مطالبا أن يعامل كإنسان كرمه ربه و لم يحصل من كل ذلك على شيء ، نخبة تهاجم من في سلطة سواء كان المجلس العسكري أو محمد مرسى الرئيس الجمهورية أو غيره ، و تحمل من في سلطة دائما المسئولية عما يحدث .
تلك النخب لم تسعى لوضع حلول مباشرة لمشاكل كثيرة تعوم عليها الدولة يجب أن نتحمل جميعا مسئولية حلها ، و الإخوان عندما وصل منهم رئيس إلى السلطة تغيرت المواقف و تبدلت الأمور و تذكروا فجأة أن خزينة الدولة مفلسة و أن الجهاز الإداري للدولة خرب يحتاج إلى إعادة بناء و ليس إلى مجرد إصلاحات شكلية بتعين وزير محل أخر ، جهاز يعم به الفساد ليس في قياداته فقط ، بل فساد يبدأ من أصغر موظف في الدولة لم يكفه مرتب الدولة الذي لا يتجاوز مئات الجنيهات على أقصى تقدير فلجأ لسياسة فتح الدرج ، نسوا ما كان يقال في مؤتمراتهم الانتخابية لمجلس الشعب ، تناسوا وعود محمد مرسى عندما كان مرشحا لرئاسة الجمهورية و ما سموه بمشروع النهضة التي لم نشهد منها شيء حتى تلك اللحظة ، إلا أن الفساد مستمر ، و شهداء الشعب يتساقطون في كل شبر مسئولة عنه الدولة .
سمعت بأذني تلك بأحد مؤتمرات جماعة الإخوان المسلمين و ذراعها السياسي الحرية و العدالة بحضور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة و العديد من قيادات الحرية و العدالة بالدقهلية و ذلك بقرية ميت العامل مركز أجا –محافظة الدقهلية- و تحدث خالد الديب المرشح حينها لعضوية مجلس الشعب فردى بتلك الدائرة ، و الذي أصبح فيما بعد عضوا بمجلس الشعب أن الدولة تستطيع توفير ما يقرب من 50 مليار من الدعم الذي يذهب إلى الأغنياء و غير المستحقين في دعم الطاقة و غيرها للمصانع ، بالإضافة للمرتبات الضخمة للمستشارين و عدد من القيادات التنفيذية للدولة و أن تلك المليارات يجب أن تستخدم لتحقيق العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة و كان يؤمن بها الإخوان أنفسهم حينها ، و لكن عندما وصلوا للسلطة في مجلسي الشعب و الشورى و من ثم رئاسة الجمهورية ، و تواجدوا بتلك السلطة ما يقارب العام و النصف لم يحققوا منها شيئا و اختلفت الحسابات و تغير الكلام و أصبحنا نسمع المبررات التي تتشابه في كثير من الأحيان مع مبررات مبارك .
يا أيتها النخبة أقولها مرة أخرى ارحلوا عنا و اتركوا هذا الشعب في معاناته و لا تتاجروا بدمائه فقد سأم منكم جميعا ، يا من يسمونكم بالنخبة أن لم تنحوا الأهواء الشخصية لكلا منكم و الرغبة في مجد ذاتي شخصي أو حزبي ستكونوا وصمة عار في تاريخ مصر ، و تكونوا ضيعتهم على مصر و شعبها فرصة للتنمية منها لها الله بثورة أبهرت العالم و سيشهد لها التاريخ ، فرصة أن يعمل و ينتج و يعيش هذا الشعب المسلوب حقه منذ سنوات في رخاء يستحقه و يمتلك مقوماته بالفعل ، تعلموا من مانديلا ، و غاندي ، و مهاتير محمد ، و أردوغان ، و لولا دي سيلفا ، و غيرهم كثيرون ، تعلموا منهم كيف غيروا مصائر أوطانهم إلى الأفضل أو ارحلوا عنا رحمكم الله .

الكتالوج الأمريكي الذى يحكم مصر!! محمد سيف الدولة

الدكتور محمد سيف الدولة .. وضع يده على السبب الذى يجعل العدو الصهيونى والامبريالية تملك فى مصر اكثر مما يملك المصريون فيها .. وكتب هذه الدراسة الموجزة شديدة الاقناع والمنطقية والحجية والسلاسة منذ عدة سنوات حول تشخيص الداء وهى تكمن فى خمسة مستويات هم 1) رهن سيناء 2) تصفية القطاع العام 3) نظام سياسي، حكومة ومعارضة يعترف بإسرائيل ويسالمها 4) طبقة رأسمالية تابعة لأمريكا وصديقة لإسرائيل 5) وأخيراً عزل مصر عربيا .

لذا ارجوكم ان تقرأوا المقال بل وتنشروه بينكم نصره لمصركم
سيد أمين

تدار مصر وتحكم منذ عام 1974، بموجب كتالوج وضعه الأمريكان للرئيس السادات ونظامه، فالتزم به هو ومن معه، ولا يزالون. ويعتبر هذا الكتالوج هو الدستور الفعلي والحقيقي لمصر، فله السيادة علي دستورنا الرسمي الصادر عام 1971. وكان الهدف الرئيسي لهذا الكتالوج وما زال هو تفكيك مصر التي أنجزت النصر العسكري في 1973 تفكيكها مسمارا مسمارا، و صامولة صامولةواستبدالها بمصر أخرى غير راغبة في مواجهة "إسرائيل"، وغير قادرة على ذلك أن هي رغبت. فأمن "إسرائيل"، هو الفلسفة والغاية التي من اجلها تم تصنيع مصر الجديدة، مصر على الطريقة الأمريكية.ولهذا الكتالوج المقدس، خمسة أبواب، نستعرضها معا بابا، بابا:
الباب الأول:
هو إبقاء سيناء رهينة، بحيث يمكن "لإسرائيل" أن تعيد احتلالها في أي وقت تشاء خلال أيام.
وذلك بهدف وضع النظام المصري تحت تهديد وضغط مستمر، يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقدم علي أي سياسة أو خطوة تغضب منه الولايات المتحدة و"إسرائيل"
كيف فعلوا ذلك ؟
فعلوها من خلال الترتيبات الأمنية القائمة في سيناء بموجب اتفاقية السلام، والواردة في الملحق الأمني، والتي بموجبها تم تقسيم سيناء إلى شرائح طولية موازية لقناة السويس أسموها من الغرب إلى الشرق (ا) و(ب) و(ج)، وسمح لمصر بوضع قوات مسلحة في المنطقة (أ) فقط، وبتعداد 22 ألف جندي فقط أي ما يوازي ربع عدد القوات التي عبرنا بها في 1973، بعرق جبيننا وبدم شهدائنا، والتي قبل الرئيس السادات إعادتها مرة اخرى إلى غرب قناة السويس في اتفاقيات فض الاشتباك الأول الموقعة في 18 يناير 1974
أما المنطقة (ب) فمحظور وضع أكثر من 4000 جندي حرس حدود فقط مسلحين بأسلحة خفيفة.وفي المنطقة (ج) بوليس مصري فقط وتراقبنا على أراضينا، قوات أجنبية موجودة في سيناء في قاعدتين عسكريتين في شرم الشيخ والجورة، بالإضافة إلى 31 نقطة تفتيش اخرى. وهي قوات غير خاضعة للأمم المتحدة، يطلقون عليها قوات متعددة الجنسية، وهي في حقيقتها قوات وحيدة الجنسية تقريبا، حيث أن 40 % منها قوات أمريكية والباقي قوات حليفة لها من حلف الناتو وأمريكا اللاتينية. والقيادة دائما أمريكية. هذه هي خلاصة التدابير الأمنية في سيناء، والتي تحول دون قدرتنا علي الدفاع عنها في حالة تكرار العدوان الصهيوني علينا، علي الوجه الذي حدث في عامي 1956 و1967.إن هذا الوضع هو بمثابة " طبنجة " موجهة إلى رأس مصر طول الوقت.وهي طبنجة مستترة، غير مرئية للعامة، العدو لا يعلن عنها، والنظام ينكر وجودها، ولكنه يعمل لها ألف حساب. 
هذا هو الباب الأول في كتالوج حكم مصر
* * *

الباب الثاني:

جاء هذا الباب لتجريد مصر من المقدرة علي دعم أي مجهود حربي جديد علي الوجه الذي حدث قبل وأثناء حرب 1973.فلقد اكتشفوا أن وراء نصر أكتوبر قوة اقتصادية صلبة هي القطاع العام المصري الذي استطاع أن يمول الحرب، فقرروا تصفيته.أي أن بيع القطاع العام أو الخصخصة كما يقولون، والذي تمارسه الإدارة المصرية بنشاط وحماس منذ 1974 وحتى الآن، ليس مجرد انحياز إلي القطاع الخاص أو الى الفكر الرأسمالي، وليس قرارا سياديا صادر من وزارة الاقتصاد المصرية، وإنما هو قرار حرب صادر من وزارة الخارجية الأمريكية، ألزمت به الإدارة المصرية، فالتزمته. وكان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية هي آليات الضغط والتنفيذ لإتمام هذه المهمة. واستبدل دور القطاع العام في دعم المجهود الحربي، بمعونة عسكرية أمريكية سنوية لمصر مقدارها 1.3 مليار دولار، يعتمدها الكونجرس في ميزانيته في مارس من كل عام، مقابل 2.4 مليار "لإسرائيل".وبهذه الطريقة ضمنوا ضبط الميزان العسكري لصالح "إسرائيل"، والإحاطة الدائمة بقدراتنا العسكرية، والتحكم فيها من خلال الخبراء وقطع الغيار وخلافه .إن صدور قانون الانفتاح الاقتصادي في مارس 1979 بعد شهرين من اتفاقية فض الاشتباك الأول، وقبل انسحاب القوات الصهيونية من سيناء ليس صدفة. 
كان هذا هو الباب الثاني في كتالوج حكم مصر. 
* * *

الباب الثالث:

وهو الباب الذي ينظم الحياة السياسية في مصر، فيرسم الخطوط الحمراء والخضراء، ويحدد معايير الشرعية ومحاذيرها، ويحدد من المسموح له بالعمل السياسي والمشاركة في النظام من الحكومة والمعارضة، ومن المحجوب عن الشرعية والمحظور من جنتها. وفي هذا الباب تم وضع الشرط الأمريكاني الأساسي بل والوحيد لحق أي مصري في ممارسة العمل السياسي، وهو شرط الاعتراف ب "إسرائيل" وحقها في الوجود، والقبول بالسلام والتعايش معها. وعلي ذلك فان أي جماعة أو حزب لا تقبل الاعتراف ب "إسرائيل"، يحظر عليها المشاركة في العملية السياسية.وتم صياغة ذلك بتأسيس نظام حزبي صوري، مكون من عدد محدود من الأحزاب علي رأسها دائما حزبا واحدا يستأثر بالحكم وبالسلطة، يسمي بحزب مصر أو الحزب الوطني أو حزب المستقبل أو أي اسم، ولكن بشرط أن يكون في الصلب من برنامجه ما يفيد أن السلام خيار استراتيجيوالسلام كما نعلم هو الاسم الحركي لأمن "إسرائيل" وعلي ذلك فان الالتزام الرئيسي للحزب الحاكم في مصر يجب أن يكون هو: " أمن "إسرائيل" خيار استراتيجي" لقد وضع الأمريكان هذا الباب في الكتالوج خوفا من أن يأتي خليفة لأنور السادات ينقلب علي السلام مع "إسرائيل" كما انقلب هو على سياسة عبد الناصر بسهولة فائقة.ليس ذلك فحسب، بل بلغت بهم الدقة في تفكيك مصر القديمة، مصر المعادية "لإسرائيل"، أن قرروا منع العمل السياسي في الجامعات المصرية.وذلك بسبب ما رصدوه من دور الحركة الطلابية في أعوام 1971 و72 و73 في الضغط علي السادات للتعجيل بقرار الحرب، وما رصدوه أيضاً من دور الجامعة والحياة الطلابية في تربية وإعداد وصناعة أجيال وطنية تعادي أمريكا و"إسرائيل" .فقرروا إغلاق المصنع الوحيد في مصر الذي ينتج شبابا وطنيا، مسيسا، واعيا بحقائق الأمور. ولم تكن صدفة أن تصدر اللائحة الطلابية التي تمنع العمل السياسي في الجامعات عام 1979، في ذات العام الذي وقعت فيه مصر اتفاقية السلام مع "إسرائيل".
كان هذا هو الباب الثالث في كتالوج حكم مصر.
* * *

الباب الرابع:

أما هذا الباب فكان هدفه بناء وتصنيع طبقة من رجال الأعمال المصريين موالية وتابعة للولايات المتحدة وصديقة "لإسرائيل"، طبقة تتبني المشروع الأمريكي وتدافع عن النظام الجديد وتحميه ضد باقي طبقات الشعب و فئاته.
طبقة تدافع عن السلام مع "إسرائيل" وعن التبعية لأمريكا، وترتبط مصالحهم معا بروابط التوكيلات والتجارة والبيزنس.ولقد تم تصنيع هذه الطبقة بأموال المعونة الأمريكية الاقتصادية البالغة 800 مليون دولار سنويا منذ 1975، والتي تقلصت فقط في السنوات الأخيرة .فقامت هيئة المعونة الأمريكية بالتعاقد مع مئات من الأفراد والشركات علي مئات المشروعات وبتسهيلات هائلة وصلت في بعضها إلى إقراضهم بفائدة مؤجلة 1.5 % بأقل عشرة مرات عن الفائدة السائدة في البنوك المصرية.وتمت المهمة بنجاح وتم تصنيع طبقة المصريين الأمريكان، وهي التي تملك مصر الآن وتديرها، وهي التي تعقد اتفاقيات البترول والغاز والكويز والسياحة مع "إسرائيل"، وهي التي أدخلت الشتلات الزراعية "الإسرائيلية" إلى مصر وصدرت الاسمنت إلى الجدار العازل هناك، وما خفي كان أعظم.وهي الآن تمتلك عدد من الصحف و القنوات الفضائية والجمعيات الأهلية، وتوجه ما يصدر من تشريعات برلمانية. ومن رجالاتها تتشكل كل عام بعثات طرق الأبواب التي تحج إلى أمريكا كل عام لتلين العلاقات وتعقد الصفقات، وتسجل التعليمات. 
كان هذا هو الباب الرابع من الكتالوج

الباب الخامس:

أما الباب الخامس والأخير في الكتالوج الأمريكي لحكم مصر، فهو يتناول كل خطط عزل مصر عن الأمة العربية والإسلامية، وضرب أي جماعة أو فكرة أو عقيدة أو إيديولوجية تعادي المشروع الأمريكي الصهيوني.
ولقد وضع الأساس القانوني لهذا الباب في المادة السادسة من معاهدة السلام التي نصت صراحة علي أولوية هذه المعاهدة عن أي التزامات مصرية سابقة عليها، وبالذات اتفاقيات الدفاع العربي المشترك .
كما ألزمت مصر في نفس المادة بعدم الدخول في أي التزامات جديدة تتناقض مع أحكام ونصوص المعاهدة الإسرائيلية .
وكانت الخطوة التالية هي تشكيل جيش من المفكرين والكتاب والصحفيين والإعلاميين، مهمته توجيه مدفعية فكرية ثقيلة، إلى كل ما هو عربي وكل ما هو إسلامي وكل ما هو وطني أو تقدمي
جيش مهمته تجريد مصر من هويتها التاريخية والحضارية بصفتها جزءا من كل عربي إسلامي في مواجهة مشروع استعماري أمريكي صهيوني .
وكان المستهدف في هذا الباب هو وعي الناس ومعتقداتهم، من حيث هما خط الدفاع الأخير والاصلب عن الوطن.
وافتتح الهجوم توفيق الحكيم عندما كتب في منتصف السبعينات مقالا بعنوان حياد مصر، طالب فيه بان تقف مصر علي الحياد بين العرب و"إسرائيل"، كما وقفت سويسرا علي الحياد في الحرب العالمية الثانية، وانضم له في الهجوم لويس عوض وحسين فوزي، وبدأوا حملة علي عروبة مصر وعلي ما أسموه بالغزو العربي الإسلامي، ونادوا بالفرعونية وبحضارة 5000 سنة، وبالروابط التاريخية بيننا وبين اليهود ...الخ
ونجح للتصدي لهم حينذاك، نخبة من اشرف الكتاب الوطنيين علي رأسهم أحمد بهاء الدين ورجاء النقاش. ولكنهم ما زالوا بيننا، ينشطون مع كل اعتداء جديد علي الأمة. نشطوا في العدوان الأخير علي غزة، وفي العدوان علي لبنان 2006، وفي الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وفي الانتفاضة الفلسطينية 2000، ومرات كثيرة أخرى، كلما يكون مطلوب التغطية علي موقف الإدارة المصرية. 
كان هذا هو الكتالوج الأمريكي المقدس لحكم مصر بأبوابه الخمسة:
1) رهن سيناء
2) تصفية القطاع العام
3) نظام سياسي، حكومة ومعارضة يعترف بإسرائيل ويسالمها
4) طبقة رأسمالية تابعة لأمريكا وصديقة لإسرائيل
5) وأخيراً عزل مصر عربيا .
والكتالوج كما ذكرنا في البداية، له السيادة والسمو الفعلي عن كل ما عداه من نصوص أو قوانين اخرى بما فيها الدستور المصري ذاته
*******************

السيادة المجروحة فى سيناء ـ ارقام وحقائق 

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
قد تكون هذه هى المرة المائة التى اعيد فيها نشر هذه الدراسة ، التى كنت انشرها مع كل تهديد امريكى او عدوان صهيونى جديد ، بهدف الكشف والتحذير من حقيقة ان "سيناء كامب ديفيد" هى نقطة ضعفنا الاساسية والثغرة الاكبر فى امننا القومى ، كما انها فزاعة خطيرة ودائمة فى ايدى الولايات المتحدة واسرائيل لاخضاع الارداة المصرية الرسمية وكسرها على كافة المستويات .
وكان الصدمة و الانزعاج والذهول والغضب هم ردود الفعل الفطرية و التلقائية لكل من يتعرف على هذه الحقائق للمرة الاولى ، ولكن سرعان ما كان ينسى الجميع وينتقلون الى موضوعات اخرى اكثر اثارة وتشويقا فى عالم المصالح والسياسة والاعلام العجيب ، هذا العالم الجهنمى القادر على تجاهل وتهميش الاساسيات ، وابراز وتضخيم الفروع والهوامش ، لتبقى قضايا المصيرية مهملة و متروكة يديرها الاعداء والخصوم ، ولنصحو فجأة على عدوان جديد وشهداء جدد ، فنعاود الكرة وهكذا !
وفيما يلى نص الدراسة :
* * *

اولاـ التدابير الامنية :


وهى ما ورد فى الملحق الاول من الاتفاقية ( الملحق الامنى ) ، ولقد وردت به القيود الاتية على حجم وتوزيع القوات المصرية فى سيناء :
· تم لاول مرة تحديد خطين حدودين دوليين بين مصر وفلسطين ، وليس خطا واحدا ، الاول يمثل الحدود السياسية الدولية المعروفة وهو الخط الواصل بين مدينتى رفح وطابا ، اما خط الحدود الدولى الثانى فهو الخط العسكرى او الامنى وهو الخط الواقع على بعد 58 كم شرق قناة السويس والمسمى بالخط (أ).
· ولقد قسمت سيناء من الناحية الامنية الى ثلاثة شرائح طولية سميت من الغرب الى الشرق بالمناطق ( ا ) و ( ب ) و (ج )
· اما المنطقة (أ) فهى المنطقة المحصورة بين قناة السويس والخط (أ) المذكور عاليه بعرض 58 كم ، وفيها سمح لمصربفرقة مشاة ميكانيكية واحدة تتكون من 22 الف جندى مشاة مصرى مع تسليح يقتصر على 230دبابة و126 مدفع ميدانى و126 مدفع مضاد للطائرات عيار 37مم و480 مركبة
· ثم المنطقة (ب) وعرضها 109 كم الواقعة شرق المنطقة (أ) وتقتصر على 4000 جندى من سلاح حرس الحدود مع أسلحة خفيفة
· ثم المنطقة (ج) وعرضها 33 كم وتنحصر بين الحدود الدولية من الشرق والمنطقة (ب) من الغرب و لا يسمح فيها باى تواجد للقوات المسلحة المصرية وتقتصر على قوات من الشرطة ( البوليس) ، بالإضافة الى 750 جندى حرس حدود سمحت بهم إسرائيل عام 2005 لمراقبة حدود غزة .
· ويحظر إنشاء اى مطارات او موانى عسكرية فى كل سيناء
· فى مقابل هذه التدابيرفى مصر قيدت الاتفاقية إسرائيل فقط فى المنطقة (د) التى تقع غرب الحدود الدولية وعرضها 3 كم فقط ، وحدد فيها عدد القوات بـ 4000 جندى
· وللتقييم والمقارنة ، بلغ حجم القوات المصرية التى كانت الموجودة شرق القناة على ارض سيناء فى يوم 28 اكتوبر1973 بعد التوقف الفعلى لاطلاق النار ، حوالي 80 ألف جندى مصري واكثر من الف دبابة .
· ولكن الرئيس الراحل انور السادات وافق على سحبها جميعا وإعادتها الى غرب القناة ما عدا 7000 جندى وثلاثون دبابة ، وذلك فى اتفاق فض الاشتباك الاول الموقع فى 18 يناير 1974
· ان مراجعة خطة العدوان الاسرائيلى على سيناء فى حربى 1956 و1967 ، تثير القلق فيما اذا كانت الترتيبات الحالية قادرة على رد عدوان مماثل لا قدر الله .
· وللتذكرة فلقد تم العدوان الاسرائيلى عام 1967 على اربعة محاور:
1) محور رفح ، العريش ، القنطرة
2) محور العوجة ، ابو عجيلة ، الاسماعيلية
3) محور الكنتلا ، نخل ، السويس 
4) محور ايلات ، دهب ، شرم الشيخ جنوبا ثم الطور ، ابو زنيمة شمالا ليلتقى مع هجوم المحور الثالث القادم من راس سدر
· وتجدر الاشارة الى ان المنطقة المسلحة الوحيدة (أ) تنتهى قبل ممرات الجدى ومتلا والخاتمية التى تمثل خط الدفاع الرئيسى عن سيناء .
· سبق للرئيس السادات ان رفض هذا الوضع ، اذ انه صرح فى 19 مارس 1974 " آن الحديث الدائر في اسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب آن يتوقف 0 فاذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف اطالب بنزع سلاح اسرائيل كلها 0 كيف انزع سلاح سيناء 00انهم يستطيعون بذلك العودة في وقت يريدون خلال ساعات "
* * *

ثانيا : القوات الاجنبية فى سيناء :

وهى القوات متعددة الجنسية MFO او ذو"القبعات البرتقالية" كما يطلق عليها للتمييز بينها وبين قوات الامم المتحدة ذو القبعات الزرقاء . ويهمنا هنا التاكيد على الاتى :
· نجحت امريكا واسرائيل فى استبدال الدور الرقابى للامم المتحدة المنصوص عليه فى المعاهدة ، بقوات متعددة الجنسية ، وقع بشانها بروتوكول بين مصر واسرائيل فى 3 اغسطس 1981.
· تتشكل القوة من 11 دولة ولكن تحت قيادة مدنية امريكية
· ولا يجوز لمصر بنص المعاهدة ان تطالب بانسحاب هذه القوات من اراضيها الا بعد الموافقة الجماعية للاعضاء الدائمين بمجلس الامن .
· وتقوم القوة بمراقبة مصر، اما اسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط لرفضها وجود قوات اجنبية على اراضيها ، ومن هنا جاء اسمها (( القوات متعددة الجنسية والمراقبون ـ MFO ))
· وفيما يلى بعض التفاصيل :
· تتحدد وظائف MFO فى خمسة مهمات = ( 4 + 1 ) هى :
1) تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة على امتداد الحدود الدولية وعلى الخط ( ب ) وداخل المنطقة ( ج )
2) التحقق الدورى من تنفيذ احكام الملحق الامنى مرتين فى الشهر على الاقل ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك
3) اجراء تحقيق اضافى خلال 48 ساعة بناء على طلب احد الاطراف
4) ضمان حرية الملاحة فى مضيق تيران
5) المهمة الخامسة التى اضيفت فى سبتمبر2005 هى مراقبة مدى التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصرى الاسرائيلى الموقع فى اول سبتمبر 2005 والمعدل فى 11 يوليو 2007 ( ملاحظة : لم يعلن عن هذا الاتفاق ولا نعلم ما جاء به ، ولقد وقع بعد سيطرة حماس على غزة )
· مقر قيادة القوة فى روما ولها مقرين اقليميين فى القاهرة وتل ابيب
· المدير الأمريكى الحالي ديفيد ساترفيلد David M. Satterfield ومدة خدمته أربعة سنوات بدأها فى اول يوليو 2009 . وقبل ذلك شغل منصب كبير مستشاري وزيرة الخارجية كونداليزا ريس للعراق ونائب رئيس البعثة الامريكية هناك ، كما كان سفيرا للولايات المتحدة فى لبنان .
وكان المدير السابق جيمس لاروكو James A. Larocco امريكى الجنسية ايضا وكذلك سيكونون على الدوام بنص البروتكول .
تتمركزالقوات فى قاعدتين عسكرتين : الاولى فى الجورة فى شمال سيناء بالمنطقة ( ج ) والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة
· بالاضافة الى ثلاثين مركز مراقبة
· ومركز اضافى فى جزيرة تيران لمراقبة حركة الملاحة !
* * *

تكوين القوات وتوزيعها :

· تتكون من قيادة وثلاثة كتائب مشاة لا تزيد عن 2000 جندى ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات دعم واشارة
· الكتائب الثلاثة هى كتيبة امريكية تتمركز فى قاعدة شرم الشيخ والكتيبتين الاخرتين احداهما من كولومبيا والاخرى من فيجى وتتمركزان فى الجورة فى الشمال وباقى القوات من باقى الدول موزعة على باقى الوحدات وفيما يلى جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات :

الولايات المتحدة - كتيبة مشاة فى شرم الشيخ -425 
الولايات المتحدة -وحدة طبية ووحدة مفرقعات ومكتب القيادة المدنية - 235 
الولايات المتحدة - القيادة العسكرية - 27
كولومبيا - كتيبة مشاة فى الجورة فى الشمال- 358
فيجى - كتبة مشاة فى الجورة فى الشمال -329
المملكة المتحدة - القيادة العسكرية -25
كندا -القيادة العسكرية والارتباط وشئون الافراد  28
فرنسا -القيادة العسكرية والطيران -15
بلغاريا -الشرطة العسكرية - 41
ايطاليا - دورية سواحل من ثلاثة سفن لمراقبة الملاحة فى المضيق وخليج العقبة -75
نيوزيلاندا -دعم وتدريب واشارة - 27
النرويج -القيادة العسكرية ومنها قائد القوات الحالى -6
اورجواى - النقل والهندسة -87

يلاحظ من الجدول السابق ما يلى :
· تضطلع الولايات المتحدة بمسئولية القيادة المدنية الدائمة للقوات كما ان لها النصيب الاكبر فى عدد القوات 687 من 1678 فرد بنسبة 40 %
· وذلك رغم انها لاتقف على الحياد بين مصر واسرائيل ، ( راجع مذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية الموقعة فى 25 مارس 1979 والتى تعتبر احد مستندات المعاهدة )
· وقد اختارت امريكا التمركز فى القاعدة الجنوبية فى شرم الشيخ للاهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لاسرائيل
· رغم ان جملة عدد القوات لا يتعدى 2000 فردا ، الا ان كافية للاحتفاظ بالمواقع الاستراتيجية لصالح اسرائيل فى حالة وقوع اى عدوان مسقبلى منها ، خاصة فى مواجهة قوات من الشرطة المصرية فقط فى المنطقة ( ج )
· ان الوضع الخاص للقوات الامريكية فى بناء الـ MFO قد يضع مصر فى مواجهة مع امريكا فى ظل اى ازمة محتملة ، مما سيمثل حينئذ ضغطا اضافيا على اى قرار سياسى مصرى .
· تم استبعاد كل الدول العربية والاسلامية من المشاركة فى هذه القوات
· ومعظم الدول الاخرى عدد قواتها محدود وتمثيلها رمزى فيما عدا كولومبيا وفيجى
· ان القيادة العسكرية كلها من دول حلف الناتو
* * *

الميزانية والتمويل :

· تقدر الميزانية السنوية الحالية للقوات بـ 65 مليون دولار امريكى
· تتقاسمها كل من مصر واسرائيل
· بالاضافة الى تمويل اضافى من اليابان والمانيا وسويسرا
* * *

وفى اسرائيل :

اما على الجانب الاخر فى المنطقة (د) فلا يوجد سوى مراقبين مدنيين قد لا يتعدى عددهم 100 مراقب ، حيث رفضت اسرائيل وجود اى قوات على (اراضيها)
* * *
كان ما سبق هو حجم ازمة السيادة فى سيناء ، وان لم نسارع للتحرر منها فورا بتعديل المادة الرابعة من المعاهدة على اضعف الإيمان ، فستظل ارادتنا مكبلة وسيظل شهدائنا يتساقطون واحدا تلو الآخر بلا حول ولا قوة .
* * * * *
القاهرة فى 6 اغسطس 2012

في مواجهة حلف السفارة الأمريكية - عامر عبد المنعم


واضح أن غياب قضية الاستقلال عن أمريكا والخلاص من الهيمنة الغربية وراء هذه الفوضى التي نراها على الساحة السياسية.
إن تعمد الكثير من القوى السياسية استبعاد الاستقلال كأساس لأي تحالف أو توافق سياسي هو الذي جعل الأحزاب في حالة عداء مع بعضها البعض، والابتعاد عن العدو الحقيقي.
غياب فكرة التحرر من الهيمنة أو تغييبها يأتي بسبب ارتباط معظم السياسيين الجدد بالسفارة الأمريكية والوقوع في أسر الأمركة.
بعض السياسيين تسيطر عليهم ذات الفكرة التي سيطرت على الرئيس المخلوع وكانت سببًا في نهاية حكمه وهي أن رضا أمريكا شرطٌ ضروريُ للوصول إلى السلطة، ولكي ترضى أمريكا فالباب هو استرضاء اليهود الأمريكيين ثم تطورت الفكرة الشيطانية إلى استرضاء إسرائيل.
هذه الفكرة العقيمة يبدو أنها مازالت تسيطر على بعض السياسيين النائمين الذين لم يستيقظوا حتى الآن رغم التغييرات الاستراتيجية التي حدثت في العالم منذ سبتمبر 2001. 
فأمريكا كدولة إمبراطورية انتهت بعد تحطيم جيشها وجيوش الغرب في العراق وأفغانستان، وبسبب هذه الحروب ضد المسلمين إنهار الاقتصاد الأمريكي والاقتصادات الأوروبية.
أمريكا الآن مجرد دولة قوية مثلها مثل فرنسا وبريطانيا وانتهى حلم الإمبراطورية الأمريكية الذي توهموه في بداية الألفية، ولن تقدر الولايات المتحدة على الدخول في مغامرات عسكرية جديدة بعد خسائرها الفادحة في أفقر دولتين إسلاميتين، ولم يعد معها الكثير من الأوراق التي تستخدمها في إرهابنا.
أمريكا لم تستطع مساعدة الكيان الصهيوني الذي هزم في غزة منذ أسابيع بعد أن امتلك الفلسطينيون الصواريخ التي حققت الردع الذي حرموا منه منذ احتلال فلسطين.
ولكن رغم تهاوى أمريكا عسكريًا واقتصاديًا فإن الدبلوماسية الأمريكية تعمل بنشاط، وتقوم السفيرة الأمريكية بجولات يومية للتواصل مع الأحزاب والمنظمات، وللأسف تجد تجاوبًا يجعل السفارة الأمريكية وكأنها هي التي تحكم مصر.
الدبلوماسيون الأمريكيون خرجوا على القوانين والأعراف الدولية وراحوا يرتبون اللقاءات والاجتماعات داخل مقر السفارة وفي مقار الأحزاب والمنظمات ومكاتب السياسيين، وتنظم السفارة الأمريكية – بشكل مباشر وغير مباشر- مؤتمرات وورش عمل، ودورات تدريبية، داخليًا وخارجيًا للتجنيد، ولجمع الفرقاء الذين أنشأت معهم علاقات لتكوين طبقة جديدة توافقت على الأرضية الأمريكية، وتلميعهم إعلاميًا من خلال الإعلام الممول أمريكيًا وصهيونيًا ويسيطر على الساحة الإعلامية المصرية.
وفي ضوء هذا المناخ الفاسد فإن السفيرة الأمريكية تمسك -بنسبة كبيرة- بخيوط اللعبة السياسية، وهي التي تحرك أحزابًا وقيادات سياسية كقطع الشطرنج وفقًا لما تخطط له المخابرات المركزية الأمريكية.
للأسف لقد نجحت السفارة الأمريكية في اختراق أحزاب وتجنيد سياسيين بدرجات متفاوتة.
وإن استمر هذا الوضع المخزي سنشهد حالات واسعة من التفكيك للكيانات والجبهات الوطنية وتفشيل للتحالفات الجادة لا يعلم الناس أسبابها، وأيضًا سنشهد إقامة تحالفات تضم كل المتناقضات لا يعرف الناس لها تفسيرًا.
مصر تحتاج إلى جيل جديد من السياسيين يتحمل المسئولية بوعي ويخرج من التقسيم الحالي الذي فرضته علينا أمريكا وأذنابها.
المعركة الآن ليست بين الإسلاميين والعلمانيين (فهم جزء صغير من الجبهة المعادية)، وليست بين الإسلاميين والقوميين رغم ما بينهم من خلافات.
إن المعركة الكبرى الآن بين الإسلاميين والوطنيين المطالبين بالاستقلال وبين الحلف الأمريكي الصهيوني والأحزاب والشخصيات المتحالفة معه.
فالتحالف والعمل الجبهوي الذي تنتظره مصر يجب أن يجمع دعاة الاستقلال ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، ويستبعد المتعاونين والمتعاملين مع أمريكا وسفارتها.
مصر تحتاج إلى دعاة الاستقلال وبناء مصر الجديدة على الإسلام كأساس، وتبني نهضتها بالاعتماد على نفسها.
مصر تنتظر المشروع الإسلامي الذي ينهي هذه الفوضى، ويقطع علاقة التبعية لأمريكا، ويوظف الطاقات التي لم تستغل حتى الآن.
aamermon@alarabnews.com