ومضات من خطاب القائد المجاهد عزة ابراهيم ( ح٢ ) الومضة
الثانية جيش التاريخ والجغرافية
تعقيبا على نداء الاخ العميد الركن ابو محمد الركابي
ربيع العراق أم صيف العراق نبشركم بانتصار تموزي
جديد بإذنه تعالى
التدخل العسكري الإيراني.. الاحتمالات والنتائج!!
تعتيم تام على مظاهرات في الوسط والجنوب تأييداً لمطالب المحافظات الغربية والشمالية
النجف
العربية: خاص
أكدت
مصادر التحالف الوطني العراقي في محافظة النجف ان البيانات التي صدرت من القوى
الوطنية في الفرات الاوسط في ٣/١/٢٠١٣ وبيان التحالف الوطني العراقي في ٤/١/٢٠١٣
قد انتجت بعض ثمارها. اذ توجه عدد من الوجهاء وشيوخ عشائر الفرات الاوسط الى
الرمادي وشاركوا أخوتهم المعتصمين والمتظاهرين. وكذلك خرجت مظاهرات واحتجاجات في
المحافظات الوسطى والجنوبية إلا أن تعتيماً جرى عليها ومنعت وسائل الاعلام من
تغطيتها. ففي محافظة النجف العربية خرجت مظاهرة واحتجاجات ضد حكومة العمالة واحرق
المتظاهرون الإطارات وحصلت بعض الاصطدامات بعد مناسبة زيارة اربعينية الحسين بيوم
واحد وكان على رأس المتظاهرين جماعة السيد الحسني الصرخي ثم التحمت بها جموع غفيرة
للتنديد بحكومة الوضع الراهن ومؤيدة لمطالب اخوتهم في المحافظات الغربية والشمالية
وستستمر هذه الاحجاجات يوماً بعد يوم بالرغم من اغرائات مادية من قبل عصابات
الاحتلال الى ذوي النفوس الضعيفة لمقاومة هذه الاحتجات بهدف تغطية جرائمهم
المفضوحة ومحاولة قلبها إلى مؤيدة لهم لكنها لن تفلح لان الحق يعلو ولا يعلى عليه
والبقاء للاصلح. .
والعراق
باق والاحتلال ومخلفاته إلى زوال
**********************
بيان رقم ( ٨ ) صادر من مكتب سماحة الشيخ عبد الملك السعدي
شبكة ذي قـار
بسم
الله الرحمن الرحيم
بيان
رقم ( ٨ )
قال
تعالى ( .. فبشِّر عبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو
الْأَلْبَابِ ) الزمر : 18.
الحمد
لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد مصطفاه، وعلى
آله وأصحابه ومن سار على نهجهه ووالاه.
أمَّا
بعد: فمن منطلَق الحرص على جيشنا الباسل ورجال البلد وحرصا على الحفاظ على دم
العراقيين جميعا من الفاو إلى زاخو؛ لأنَّهم شركاء في الوطن وإخوة في المواطنة؛
ولأنَّهم نسيج واحد منذ قرون عديدة لم يعرفوا الفرقة إلاَّ بعد الاحتلال المقيت.
رأيت
من الواجب عليَّ أن أُوجِّه هذا النداء إلى أبنائي المتظاهرين وأبنائي العسكريين
والسلطة القائمة على دفة الحكم، وعلى النحو الآتي:
أولا
: النصيحة للمتظاهرين :
أُكرِّر
وصيتي لكم بالثبات وبقوةٍ وصبرٍ على ما أنتم عليه من مظاهارات واعتصامات، وأُكرِّر
وصيتي لكم بأن يبقى اعتصامكم كما بدأتموه وكما هو عليه من سلم وشعارات إسلامية
وعربية وعدم التلفظ بالألفاظ الجارحة واستعمال اليد في التخريب، وليبقَ اعتصاما
سلميا لا غير، واثبتوا على على ما أنتم عليه من الحذر من الشعارات المُفرِّقة أو
رفع ما فيه استفزاز، وأُوصيكم بالبقاء على عدم حمل السلاح أو الآلات الجارحة بوجه
أحد لتبقى القوة العسكرية لكم ولحمايتكم لا للإيقاع بكم إلاَّ إذا وجَّهوا فوهات
بنادقهم إليكم فدافعوا عن أنفسكم بكل بسالة كما دافعتم عن أنفسكم وطردتم المحتل،
فإنَّ المدافع عن عرضه وعن نفسه وماله إذا قُتِل فهو شهيد.
ثانيا
: النصيحة للسلطة :
أُوصيكم
بأبنائكم وأبناء بلدكم الذين أوصلوكم إلى دفة الحكم، وإياكم ووسائل التفرقة
وأساليب المُغالطة، وارضخوا للواقع، واسمعوا لكل طلب يخدم العراق والعراقيين
ويحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم واتجاههم السياسي
والديني والقومي.
فقد
سمعت من بعض المسؤولين بواسطة وسائل الإعلام ألفاظا وعبارات تُفرِّق ولا توحِّد،
وكلٌّ يريد أن يُسَيِّر البلد على نهجه وما يرغبه، وفي مقدمتها توزيع التُهم على
المتظاهرين واتهامهم بالطائفية والتبعية للآخرين وكأنَّ المظاهرات جاءت بدافع من
وراء الحدود، فإنَّ هذا يزيد الشباب حماسا وغيضا، فلا يلزم من رفع بعض الصور
والأعلام من قِلَّة قليلة أنَّها تُعبِّر عن أهداف جميع المتظاهرين.
فالله
الله في شباب العراق لأنهم ملتزمون ولم يخرجوا عن آداب التظاهر وإلاَّ فإنَّكم
تتحمَّلون وزر ما يقع عليهم وتُحاسبون عليها في الدنيا قبل الآخرة.
فتحلُّوا
بالصبر والإصغاء للمطالب الدستورية والشرعية التي هي حق من حقوقهم و فيها صيانة
لأعراضهم ومقدَّساتهم وأموالهم وأنفسهم.
ثالثا
: النصيحة للجيش والقوات المسلحة :
أُهنِّكم
بيوم تأسيس الجيش العراقي الباسل المشهود له بالبطولة وحماية العباد والبلاد وذلك
بمناسبة الذكرى الثانية والتسعين.
كما
وأُهنِّئ الشرطة بيوم تأسيس الشرطة العراقية في ذكراها الحادية والتسعين.
وأُوصيكم
بالحلم والأناة مع إخوانكم المتظاهرين، وأن لا تجعلوا من أنفسكم جماعة إرهابية كما
حدث في الموصل، بل كونوا حماة للعراق والعراقيين.
كونوا
محايدين ولا تسمعوا لمن يريد أن يجعل منكم أداة حرب وقتال، فأي شخص يُهدر دمه منكم
أو من المعتصمين فإنه هدر لدم عراقي ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وخذوا
العبرة مما يحصل اليوم في سورية، فإنَّها دماء تُراق على حساب حماية فرد مُعيَّن
أو جماعة مُعيَّنة، فإنَّكم حماة البلاد ولستم حماة الأشخاص، ولا تتأثَّروا
بالخلافات الجارية بين السياسيين، فإنَّهم سيسلمون هم وأُسرهم وأنتم ترمِّلون
نساءكم ونساء الكثير منكم من إخوانكم وتيتِّمون أطفالكم وأطفال غيركم.
فالله
الله في السلاح العراقي الذي ينبغي أن يُدَّخر لإسرائيل ومن يعتدي على البلاد ولا
تضيِّعوه في إيقاد الحرب بين العراقيين.
وآمل
من الإخوة العلماء والمراجع في جميع المحافظات أن يوجِّهوا النصيحة للجيش في
الحفاظ على أرواح العراقيين والحفاظ على قوة العراق من أن تُهدر في القتال بين
الإخوة وأبناء البلد الواحد.
وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، جنَّب الله العراق والعراقيين نار الفتنة فيما
بينهم.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي
٢٧
صفر ١٤٣٤
٩ / كانون الثاني / ٢٠١٣
http://alomah-alwasat.com/newsMore.php?id=83
************
جندي من ذلك الجيش
هنالك
سؤال حائر لا بُدّ أن نتوقف عنده طويلاً ..نسأله لأنفسنا بجميع ما ينطوي عليه من
أحزان وأشجان ، فهو السؤال الأكثر مدعاة للحيرة والألم.
ما
الجائزة التي ربحها المشاركون ، أو الموافقون على قرار بول بريمر الحاكم الأميركي
للعراق بعد الاحتلال بحلّ منظومة الجيش العراقي السابق ، ثمّ ما لبث المتورّطون أن
تنبّهوا للخطيئة ، فأحالوه في الآتي من الزمن إلى ذكريات جنرال متقاعد بنظرات من
عطف ، وكلمات من رثاء ؟!.
أمس
مرّت ذكرى تأسيس الجيش العراقي وكان لي في المناسبة أن أتذكر تاجاً من تيجانه
وراية خفاقة من راياته ، وأن أفتح صفحة من دفاتر اللواء الركن الراحل محمود شيت
خطاب ، الذي بلغت كتبه المطبوعة والمخطوطة نحو ( 400 ) كتاب في السيرة والتاريخ
والقصص والتراجم والإسلاميات والعلوم العسكريّة ، وعدا عن ذلك كله فقد كان نموذجً
العسكريّ النادر . حفظ القران الكريم منذ صباه الباكر ، وكان يقضي أكثر ساعات
الليل في تهجّد وخشوع فإذا غلب الخشوع النعاس أجهش بكاءً من خشية الله .
ومن
عجائب هيبة هذا الجنديّ أنه صلّى صلاة العيد في مسجد السيّدة زينب في القاهرة ،
وعندما انتهى من الصلاة ، التفت إليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، فرآه بين
الصفوف ، فجاءه وأخذه معه إلى ضريح السيدة زينب يداً بيد بطريقة ملفتة للنظر حتى
انتهت مراسيم الزيارة ، وفي الطريق حدّثه وزير الأوقاف المصري ـ آنذاك ـ الدكتور
عبد الغني كامل ، وقال له : لم أر عبد الناصر عامل أحداً قبلك ، بما عاملك اليوم
من الاهتمام والاحترام !.
ومرّة
كان يصلّي في مسجد أبي يوسف في الكاظمية ، فلمح عالماً من الهنود ، فسلّم عليه ،
وسأله : هل ترغب أن أعاونك في شيء ، فقال
العالم الهنديّ: أريد زيارة محمود شيت خطاب ، فصحبه خطاب معه إلى داره ، والهنديُّ
لا يعرفه ، ولمّا حل في داره وعرفه ، اندهش الهنديّ وفرح كثيراً .. وهنا تمتم خطاب
قائلاً : حمداً لله وكلّ شيء بقدر !.
روى
لي الراحل ذات يوم ، أنه كان يعمل في القاهرة رئيساً للجنة معجم توحيد المصطلحات
العسكرية ، وهناك بقي مدة خمس سنين يتعاون مع المجموعات الفدائية ، ويمدّها
بالمعلومات العسكرية والتوجيهات الملائمة للصراع ، وقد قدّموا له مبلغاً كبيراً من
المال مكافأة على عمله ، لكنه رفض استلامه ، وتبرّع به إلى هذه المجموعات ، التي
كانت تعمل تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية .
احتفظ
خطاب بعلاقات واسعة مع رجال كان لهم دور منهم شيخ الأزهر الأسبق الدكتور عبد
الحليم محمود ، وقد شاءت ظروف السياسة أن يفترق الاثنان بسبب فتوى شيخ الأزهر،
التي أجازت زيارة السادات إلى القدس، ثمّ جمع الله بينهما في لقاءٍ ببغداد .. وانصرف خطاب بكثير من النقد لشيخ الأزهر وتفجّر
غضباً عليه من دون مراعاة لمقامه ، حتى إذا هدأ روعه وانتهى من كلامه ، قال له
الأزهري : ولكنني كنت في الحج يا سيادة اللواء ، وهناك من زوّر برقية التأييد
باسمي !.
رحم
الله هذا الجنديّ العراقيّ الباسل الذي عاش حياته زاهداً في الدنيا براتب تقاعدي
بائس لا يتجاوز ستمائة دينار في أحسن الأحوال .. ولا بدّ من السؤال مرّة تلو مرّة : من المسؤول عن حلّ الجيش السابق فارتكب أكبر
الخطايا ؟!.
مع
تحيات ابو علي
******************
العراق في ردهة الطوارئ
كاظم
فنجان الحمامي
يرقد
العراق كله الآن في ردهة الطوارئ بعد فشل الجراحة الترقيعية في صالات العملية
السياسية المضطربة, فبدت على جسده علامات الإصابة الجلدية بفيروسات التجزئة, وارتفعت
فوق سريره رايات الفلول المتحركة بدعم القوى الأجنبية المغرضة, في محاولة خبيثة
لتقسيم إرثه, وتفريق قبائله إلى سنة وشيعة, وعرب وأكراد وكلدانيين وآشوريين وسريان
وتركمان وشبك ويزيديين وصابئة, وتعالت في الوقت نفسه صيحات البقاء تحت خيمة العراق
التي جمعت الأعراق كلها في أفيائها الوارفة.
لقد
عشنا هنا فوق هذه الأرض المقدسة بتواد وانسجام. كلنا سنة وكلنا شيعة, لا نواصب ولا
روافض بل إخوة, كلنا عرب وكلنا أكراد في عراق الأعراق, ليس منا من يسعى لتأجيج
الصراع الطائفي ولا العرقي, وليس منا من يخون العراق ويستل خنجره ليطعنه في خاصرته.
.
لكننا
نقف الآن للأسف الشديد على أرصفة محطات المرحلة القلقة من مسارات التخبط وخطوط
التأرجح والتفكك الذي وصلنا إليه في بداية العام الميلادي الجديد 2013, في ظل
الإفرازات المعقدة, التي أنتجتها العملية السياسية المتعثرة منذ اليوم الذي ارتدت
فيه ثوب التعددية الطائفية, لأول مرة في حياتها, قبل عشرة أعوام, وعبر مسيرتها
القصيرة الحافلة بالتناحر والتنافر. .
قالوا
لنا قبل عقد من الزمان: لا عيب في التعددية, على اعتبار إنها الواجهة الرئيسة
للنظم التي تضع أقل القيود الممكنة على حرية التعبير والتنظيم والتمثيل للأفضليات
السياسية, فاكتشفنا إنها لا تخلو من المثالب والعثرات, فلم يشعر بعضنا بمن يمثلهم
أو يعبر عن مصالحهم, بسبب غياب المعيار الذي يجسد همومهم ومشاكلهم, ناهيك عن تباين
الموارد السياسية لمختلف الأفراد والجماعات, واتضح لنا فيما بعد ان النظام التعددي
قادنا من حيث ندري أو لا ندري إلى تفاقم قوة الكتل السياسية الكبرى, وتبوئها
المواقع الطليعية في حلبة العملية السياسية, وهكذا توسع تمثيل الأغلبية على حساب
انحسار تمثيل الأقلية, فتذبذب عندنا الشعور بالرضا في خضم التفاوت الكبير لمؤشرات
القوة والضعف بين الأغلبية القوية والأقليات المهمشة, بيد أنها لم تكن مؤثرة على
تأجيج حدة الصراع مثلما فعل بنا الغليان المكبوت في المراجل الطائفية المتفجرة بوقود
التحريض الخارجي مدفوع الثمن, فتوسعت دائرة التنافر الطائفي شيئا فشيئا, حتى وصل
بنا الأمر إلى ظهور ملامحه بين أقطاب المذهب الواحد, أو بين عناصر الفرقة الواحدة,
كان المسلمون في العراق (سنة وشيعة) يشكلون في أيام الخير لحمة طيبة مع المسيحيين
واليهود والصابئة, ويشكل العرب مع الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى صورة رائعة
من صور التآلف والتواد, وما أن هبت عليهم رياح التدين السياسي, التي أصبحت فيها
الفتاوى الارتجالية هي القاعدة التي قامت عليها هياكل التعددية الجديدة حتى انقلبت
الصورة رأسا على عقب, وتفجرت براكين العداء لأتفه الأسباب, فتعمق الشعور لدينا
بعدم الرضا عن النظام التعددي القائم على المحاصصة الطائفية. .
كنا
نأمل أن تعثر الأقطاب المشتركة في العملية السياسية على طريقها الفعال لإجراء
المصالحة, وتهتدي لتخفيف حدة العداء بين بعضها البعض, وكان من الممكن أن تكون
لمهارات القوى السياسية الأدوار الفاعلة في مد جسور التقارب والتلاحم نحو ضفاف
الأمن والأمان. .
وكنا
نأمل أن تسعى الحكومة نحو خلق مؤسسات مبتكرة لها طابع ديمقراطي واضح لتحقيق
المصالحة السياسية, والتوفيق بين عوامل التباين والتنوع بين الجماعات المتصارعة, فولدت
وزارة المصالحة الوطنية لتمنحنا بصيص أمل, لكننا لم نلمس منها النجاح المتوقع
لإحراز الحد الأدنى من التوافق والانسجام بين الأطراف المتنافرة. .
لقد
تفجرت الآن الخصومات الطائفية بتحريض واضح وصريح من أرباب الطائفية البغيضة, فتصاعدت
لهجة المطالبة بالتقسيم والانفصال, وباتت تهدد آخر قلاع العملية السياسية, وتنذر
بتسلل المليشيات الطائفية عبر الثغرات الحدودية للبلدان المستفيدة من تدمير العراق,
حتى وصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه من تشرذم وضياع وقلق, ولم يبق أمامنا من فسحة
أمل في إخراج العراق من ردهة الإنعاش السياسي, ونقله بسلام إلى بر الأمان إلا
بالتشبث بأشرعة الدستور قبل أن تمزقها زوابع الطائفية, عسى أن ننجح من خلالها في
توطين مصادر القوة سواء على مستوى السلطات التنفيذية أو التشريعية أو القضائية, أو
على مستوى التوزيع الجغرافي للموارد, وبالتالي فإن الحد الأدنى من الإخلاص الوطني
كفيل باختفاء واضمحلال أقوى أنماط التنافر السياسي أو الطائفي أو العرقي. .
ولابد
لنا في الختام من الإشارة إلى أهمية الفصل الدستوري التام بين السلطات, إلى جانب
العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم, والالتزام
بالديمقراطية باعتبارها العقار السحري, الذي سيؤدي إلى تنوع البدائل أمام القوى
الوطنية, ومن ثم التقليل من احتمالات انفراد أو تسلط طرف منها, واستحواذه على كل
شيء مقابل لا شيء للطرف الآخر, ويقلل من حدة التعصب بين أقطاب المعارضة, ويغلق
النوافذ والثغرات بوجه المخالب التخريبية, التي ماانفكت تسعى لتفتيت العراق
وتجزئته, وتسعى لبث الفرقة, وزرع الفتن بين أبنائه. . .
والله
يستر من الجايات
*****************
لماذا يريد المالكي حل البرلمان
بعد أن دخلت ثورة الكرامة العراقية
أسبوعها الثاني بحشود مليونية، أدرك المالكي ومن خلفه إيران الشر أن إنهاء هذه
المظاهرات الحاشدة والمتصاعدة لم يعد ممكنا. ورغم ما سعت اليه أجهزة حزب الدعوة
العميل من تشويه الصورة المشرفة للمظاهرات، لم تجد ما تتهمها به سوى أن شابا في
اليوم الأول من الاعتصام كان يرفع صورة أردوغان، وآخر كان يرفع علم الجيش السوري
الحر وثالث اتهمهم بأنهم أبناء الخنازير وعملاء إيران..!! وعندما فشل المالكي
والشاهبندر وغيرهم من عملاء جارة الشر في محاولات التشويه، جرب المالكي حظه بلغة
التهديد والوعيد، متوهما أنه ذو قوة وجبروت يذكرنا بقول الشاعر (إن الزرازير لما
طار طائرها ... توهمت أنها صارت شواهينا)، ولعله تخيل في عقله المريض أن سنة
العراق سيصيبهم الرعب مما قال، وسوف لن يخرج أحد منهم اليوم التالي..! لكنه اكتشف
بعد سويعات من تهديداته أنها لم تزد المتظاهرين إلا عزيمة وإصرارا على الخروج
بأعداد أكبر بل وفي مناطق أكثر سخونة..! إذا ًيجرب المالكي الآن حظه في خديعة
أخرى، وهي الدعوة الى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. وقد يستغرب البعض من
إصرار المالكي وحزب دعوته واندفاعهما الشديد باتجاه حل البرلمان، وهو ما يؤكد على
حجم المكيدة التي يخططون لها، وإذا عرف السبب بطل العجب: منذ أشهر والمالكي يريد
اتخاذ قرار يكرس فيه جميع السلطات بيده بشكل منفرد ودون تدخل من شركائه في العملية
السياسية، ولا حتى من قائمة الائتلاف الشيعي. ونختصر كل هذه الدعوات بدعوته إلى
تعطيل الدستور، وهذه المطالب سوف تتحقق له دون جهد إذا ما أعلن القيادي في حزب
الدعوة خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية (المريض) لشؤون الإعدامات، حل الحكومة
والبرلمان، وفق طلب زعيم الحزب نوري لمالكي..! لا نريد أن نناقش البعد القانوني في
صلاحيات نائب رئيس الجمهورية بإصدار مثل هكذا مرسوم جمهوري بحل البرلمان،
سواء حصل على تكليف من الرئيس المريض بكامل الصلاحيات أم لا، لأنه وبرضوخ المحكمة
الاتحادية لارادة المالكي بشكل مطلق فان تمرير قانون حل البرلمان سيكون أمرا مسلما
به، لذا فلا نجد من حاجة للبحث في موضوع الامكانية القانونية لصدور هذا التشريع. الخطوة
الأولى التي تلي هذا الإعلان هو حصول المالكي على قرار ومرسوم رسمي [نابع من
الدستور] يعطي المالكي في ظل غياب البرلمان الحق بالتفرد بجميع السلطات التنفيذية
والتشريعية، إضافة إلى السلطة القضائية التي استولى عليها من خلال تعيينه لأشخاص
يمتلك عليهم الكثير من الملفات التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، حتى الموعد المفترض
لانتخابات جديدة نعلم جميعا أنها لن تتم في اقل من عام. والخطوة الثانية من هذا
القرار هو رفع الحصانة عن أعضاء البرلمان، والنتيجة هي أن جميع خصوم المالكي بما
فيهم رئيس البرلمان سيكونون مهددين بالاعتقال او الهروب، وهذا سيحقق للمالكي إسكات
الكثير من الأصوات، وربما يصدر قرارات قضائية وبدعاوي كيدية ضدهم مما يمنعهم من
المشاركة في الانتخابات القادمة، وسيظهر أناس أكثر خضوعا منهم من الموالين له
أمثال (مهدي الصمدعي، وخالد الملا، واحمد عبد الغفور السامرائي، والمنشقين عن
العراقية أمثال قتيبة الجبوري وعالية نصيف، وغيرهم ممن باعوا العراق لإيران). والخطوة
الثالثة والتي هي اخطر من سابقاتها هو فك الاعتصام بالقوة واثارة المعتصمين
بعمليات قتل واعتقال طائفية، بعد ان يقوم المندس مقتدى الصدر بسحب تأييده من
التظاهرات ويصفها لمؤيديه بأنها طائفية تريد سحب الحكم من يد الشيعة، وأمام
استخدام القوة ضد المتظاهرين فان الأمر قد يتطور بشكل دموي بعد أن يتيقن
المتظاهرون انهم لم يحققوا شيئا من مطالبهم وأنهم سيظلون دوما محاطين بالذل
والخنوع، مالم يلجأوا الى السلاح، وبذلك يتم جرهم الى معركة غير متكافئة يدفعون
فيها ثمنا باهظا. والخطوة الرابعة التي سيتطور لها الوضع بعد حل البرلمان هو تمكن
المالكي من إعلان حالة الطوارئ، وهو إعلان الحرب ضد أهل السنة ليس في أماكن
الاعتصام وضد المتظاهرين فحسب، بل وملاحقتهم في منازلهم واستباحة جميع المحرمات...
أما الخطوة الخامسة وهي الأكثر خطورة فتتمثل بتعطيل العمل بالدستور، وهو ما يصبو
إليه المالكي لتحقيق جميع رغباته والأجندات الإيرانية التي أتت به، بعد ان يكون قد
قتل واعتقل وهجر أكثر أهل السنة واستملكت أراضيهم وأملاك الأوقاف بشكل خاص، ويكون
قد حقق جميع ما فشل تحقيقه خلال السنوات السبع الماضية. هذه الخطوات الخمس تمثل
المراحل التي يمكن ان يطبقها المالكي ليس بحق المتظاهرين فقط وإنما بحق أهل السنة
العرب والأكراد معا. لذا نوجه نداءنا لكل أهل السنة الشرفاء من العرب والأكراد أن
يتيقظوا لمثل هذه المخططات الماكرة والمدمرة، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لكافة
التطورات قبل أن يستفحل الأمر وتسيل أنهار من الدماء
**************
المالكي واسطبل امريكا
شريف عبد العزيز الزهيري
shabdazizabd@hotmail.com
للأمريكان نظرية سياسة شهيرة أقروها
منذ الحرب العالمية الثانية وما أنتجته من تغيير لشكل وموازين القوى الدولية؛ من
أجل السيطرة والهيمنة على دول العالم الثالث وخاصة دول العالم الإسلامي، وهي سياسة
"تبادل الجياد" وتقوم فكرتها الأساسية على الاعتماد على العملاء
والوكلاء الذين يحكمون بلادهم بالوكالة عن الأمريكان، فتكون إدارتهم لبلادهم أشبه
بالاحتلال غير المباشر، فلا يخرجون أبدًا عن فلك السياسة الأمريكية وخطوطها
المرسومة ونطاقاتها المحجوزة. وفي حالة فقدان أحد العملاء والوكلاء الأمريكان
لكفاءته وخبرته الإدارية التي تضمن السيطرة والهيمنة الأمريكية على هذه البقعة؛
فإنه يُتخلى عنه فورًا ويدخل إسطبل التعاقد الأمريكي، وتقوم أمريكا باستبداله
فورًا بغيره من العملاء والوكلاء القادرين على حماية المصالح الأمريكية وتنفيذ
أجندتها في المنطقة، أي إذا تعب جواد ولم يعد قادرًا على مواصلة الركض، وركبوا
جوادًا آخر مازال في عافيته ولياقته، فيواصل الركض خدمة لرغبات السيد الأمريكي. هذه
السياسة اتبعها الأمريكان مع رضا بهلوي شاه إيران وجمال جورسيل التركي وهيلاسياسي
الحبشي ومبارك المصري وزين العابدين التونسي وكثير قبلهم وبعدهم، ما دام هناك جياد
تركض وأطماع تقتل وشعوب تثور. فإن الإسطبل الأمريكي سيظل عامرًا، ويبدو أن الدور
قد حان على نوري المالكي.
نوري المالكي سياسي من طراز فريد ندر
أن يوجد مثله، فهو منقطع النظير بحيث لا توجد هذه التركيبة النفسية والعقلية
والسياسية متجسدة في رجل واحد، فهو خليط من انتهازية سياسية وطائفية دينية وعصبية
حزبية وطموحات ديكتاتورية وأطماع دنيوية واستبدادية سلطوية، شديد التلون سريع
التحول، يجيد اللعب على كل الحبال، فهو علماني صريح مع أمريكا وأوروبا، وصفقاته
واتفاقياته و2,5 مليون برميل بترول يوميًّا تستقبلها المصانع الأمريكية تشهد على
ذلك، وطائفي بغيض مع أهل السنة في العراق، وجرائمه الوحشية ومجازره البشعة بحقهم
واضطهاده الشديد ومعتقلاته المليئة برجال ونساء السنة وإقصاؤه السياسي التام لهم
يشهد على ذلك، وعميل مخلص لإيران، وفيلق القدس، وقاسم سليماني، وجيش بدر، وعصائب
الحق، والمراكز الثقافية والتجارية والاقتصادية والبضائع الإيرانية تشهد على ذلك،
وعدو لدود لكل دول الجوار، والمنطقة وتركيا والسعودية بالأخص تشهد على ذلك، ومهووس
بالسلطة ضد أي خصم سياسي مهما كان انتماؤه، ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وأسامة
النجيفي وصالح المطلك وطارق الهاشمي ومسعود البارزاني وأخيرًا وليس آخرًا العيساوي
يشهدون على ذلك، سريع التخلي عن حلفائه وأصدقائه في سبيل مصالحه الخاصة، والمتحدث
باسمه وحليفه الوثيق "علي الدباغ" يشهد على ذلك.
لذلك كله؛ فإن أمريكا ظلت محتفظة به
عميلاً مخلصًا وجوادًا رابحًا في سباق تمزيق وتوتير وتدمير العراق الكبير،
واستمرار المالكي رئيسًا لوزراء العراق لأكثر من سبع سنوات رغم كل هذه الفتن
والاضطرابات والقلاقل دليل على اعتراف أمريكا بكفاءة الرجل، فالعراق في ظل قيادة
المالكي قد ودع الأمن والأمان والاستقرار لغير رجعة، وسيظل بلدًا متوترًا مضطربًا،
تغيب عنه مؤسسات الحكم الراشدة، سيظل العراق تحت قيادة المالكي نهبًا للصراعات
الإثنية من طائفية وعرقية، العراق تحت قيادة المالكي سيظل بلدًا انتقاليًّا يستخدم
في إدارة الصراعات الإقليمية، وتصفية الخلافات الجانبية يستفيد منه الجميع إلا
العراقيين أنفسهم، يستفيد منه الأمريكان بكميات ضخمة من البترول يوميًّا تجعل
الأسعار العالمية تحت السيطرة ونطاقات التأثير السياسي والعالمي لكبار الدول
المنتجة مثل السعودية وفنزويلا محدودًا، وكذلك يستفيدون منه في القضاء على حركة
الجهاد الإسلامي هناك ومنع انتقالها لدول الجوار، ويستفيد منه الإيرانيون ونظام
الطاغية بشار والروس في إقامة جسر جوي لنقل السلاح والجنود من إيران وروسيا للقتال
ضد الثوار السوريين، وأيضًا في تحويلات النقد الأجنبي الذي يتم ضخه من البنك
المركزي العراقي للتحايل على الحظر الخارجي لتمويل شراء السلاح، وهي التي كانت
السبب في تفجير الأزمة الأخيرة مع وزير المالية العيساوي. بالجملة فالعراق تحت
قيادة المالكي لن يكون دولة بالمعنى المعروف، وستظل مثل ميدان وساحة خلفية يلعب
بها كل من يريد ألا يلوث يده وبلده بمثل هذه الألعاب القذرة.
الأزمة الأخيرة التي تفجرت في العراق
مع وزير المالية رافع العيساوي السني كانت بمثابة القشة التي ستقصم ظهر المالكي إن
شاء الله، فعلى الرغم من أن العيساوي دون مكانة وأثر الهاشمي والمطلك والنجيفي عند
أهل السنة، إلا أن محاولة إبعاده من العراق بتكرار سيناريو الهاشمي الملفق منذ
أكثر من سنة، كان بمثابة سيل الطغيان الذي بلغ ربى أهل السنَّة بالعراق ودفعهم
للثورة والاحتجاج، فالمالكي يمسك بحقيبتي الدفاع والداخلية وسائر الأجهزة
الاستخباراتية والأمنية، وهو يسيطر على وزارة النفط عن طريق حليفه ونائبه حسين
الشهرستاني، ويدير سياسة خارجية من دون المرور بالوزير زيباري، وكل ما يحتاجه لبسط
سلطته كاملة هو الإطباق على موارد الدولة المالية بعيدًا عن أية رقابة، لذلك أقدم
على خطوته الحمقاء التي استجاشت الشعور العراقي عامة والسني خاصة.
تظاهرات عارمة لم تشهدها العراق من
قبل في مدن عديدة، وبأعداد ضخمة في الموصل أكبر مدن محافظة نينوى، سامراء وتكريت
في محافظة صلاح الدين، والرمادي والفلوجة وغيرها من مدن محافظة الأنبار ذات
الكثافة السنية والعربية، ولأول مرة يشهد العراق مليونية تنادي بسقوط النظام على
غرار ثورات الربيع العربي، ولأول مرة يطلق العراقيون اسمًا على يوم الجمعة مثل
السوريين والمصريين؛ "جمعة العزة والكرامة" ولأول مرة يشهد العراق
اعتصامًا شعبيًّا يقطع الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن وسوريا والسعودية،
وهو الطريق الذي يشهد تدفق السلاح والعتاد الإيراني والروسي على بشار وجنوده،
ولأول مرة ترفع أعلام كردستان في مدينة عربية هي الفلوجة للمطالبة بتجاوز الخلافات
العرقية بين العرب والأكراد من أجل تكوين تحالف سني ضد تحديات المالكي الطائفية،
في الوقت الذي أغلق نحو 60 ألف شخص الطريق الرئيس الذي يمر عبر مدينة الفلوجة على
بعد 50 كيلومترًا غربي العاصمة وأحرقوا العلم الإيراني ورددوا هتافات مثل "يا
إيران برا برا بغداد تبقى حرة" و"يا مالكي يا جبان.. تأخذ شورك (المشورة)
من إيران".
كل هذه الأمور تجعل أمريكا تفكر
بصورة جدية وسريعة في توفير جواد جديد غير المالكي يواصل دور المالكي ويحتفظ بنفس
سياساته دون إحداث مثل هذا القدر الكبير من الصدامات والتوترات داخل العراق،
فأمريكا تخشى على الحقيقة اندلاع ثورة عربية إسلامية بالعراق، فالعراق بلد في غاية
الأهمية استراتيجيًّا وجغرافيًّا واقتصاديًّا، ومعنى أن تقوم ثورة في العراق وتنجح
في الإطاحة بالمالكي، أو يسقط المالكي تحت وطأة الاحتجاجات قبل أن يتوافر البديل
المناسب أمريكيًّا وإيرانيًّا، فهذا معناه إعادة ترتيب المنطقة بأسرها من جديد،
فالمالكي لن يسقط وحده بل سيسقط معه مباشرة بشار الأسد والدور الإيراني والروسي
والشيعي في المنطقة كلها، معناه قيام تحالفات جديدة وقواعد جديدة للعبة، معناه
تعطيل أو سقوط المصالح الأمريكية في المنطقة، مما سيجعل الكيان الصهيوني في
النهاية كنتونًا ضيقًا محاصرًا من كل مكان.
لهذه الأسباب كلها أقول: إن أيام
المالكي باتت معدودة، ولو ظلت الاحتجاجات الشعبية مستمرة، والاعتصامات قائمة، وقطع
الطريق الرئيس ثابتًا، وواكب ذلك ضغوط سياسية من السياسيين العراقيين السنة وغيرهم
ممن ناله من أذى وطغيان المالكي، لو تناسقت الجهود الشعبية مع التحركات السياسية
فلن يمكث المالكي في منصبه إلا قليلاً، ثم يلحق بإسطبل الجياد الأمريكية المتقاعدة
عن العمل، حيث يترك ليموت مهملاً وحده، أو يطلق على رصاصة الإعدام، وغالبًا سيكون
الخيار الثاني، والله أعلم.
******************
المهيبة.. على سناك سلام الله
ألقى
شاعر العرب الأكبر عبدالرزاق عبدالواحد، قصيدة مهيبة عصماء في مهرجان جماهيري نظمه
أبناء شعبنا العربي الأردني في مدينة الكرك، إحياءً للذكرى السادسة لاستشهاد سيد
العراق، البطل الرمز صدام حسين، وهذه قصيدته المهيبة في رثاء الشهيد أبي عدي،
يرحمه الله تعالى.
على سناك سلام الله
أكـادُ
أُقـسِــمُ يـا مَـولاي.. لـَو تـَقِـفُ
في
قَـبرِكَ الآن كُـلُّ الأرضِ تَرتَجـِفُ!
لأبـصَـرَ
الـنـَّـاسٌ عِـمـلاقـاً ، ذُؤابَـتُـهُ
بـالـغَـيـمِ
والـقُـبـَّـةِ الـزَّرقـاءِ تَـلـتَحِـفُ!
يَـرنُـو
إلَـيهِم ، وَفي عَـيـنَـيـهِ مَغـفِـرَةٌ
وَنـَظـرَةٌ
مـِلـؤهـا الإشْـفـاقُ والأسَـفُ
أوشَكتُ
أهـتـفٌ يا.. ثمَّ اقـشـَعَـرَّ دَمي
مِن
هَـيْـبَةِ اسمِكَ..ظَلَّ اليـاءُ والألـِفُ
على
شِـفـاهيَ مَبْهورَيـن.. وابـتَـدأتْ
سِـيماكَ
مِن ذروَةِ الجَوزاءِ تـَنكَـشِـفُ
أجَـلْ
أنا أيـُّهـا الـقِـدِّيـس، يَحـمِـلـُـني
إلـيكَ
دَجلـَة ُ، والأهـوارُ، والسَّـعَـفُ
***
حَـنـيـنُ
كلِّ الـعـراقـيِّـيـن يَـصعَـدُ بي
وَكُـلُّ
أهـلِـكَ في الأرُدُ نِّ تَـنـعَـطِـفُ
قُـلـوبُـهُـم
صـاعِـداتٍ في مَـدارِجِــنـا
حَـرَّى،
وَنحـنُ إلى مَرقـاكَ نَـزدَلِـفُ
إجَـلْ
أنـا يا أعَـزَّ الـنَّـاسِ.. تَـعـرفُـني
لأنـَّني
مـِنـكَ حَـرفٌ لـيـسَ يَـنـحَـرِفُ
لا
عَنكَ لاعن عراقِ المَجـدِ يُـبْعِـدُني
لا
الحُزنُ لا الخَوفُ لا الإرهاقُ لا الشَّظَفُ
فأنـتُـمـا
كُـنـتُـمـا لي كـلَّ عـافـيَـتي
عَـلـَيكُما
نَـبْـضُ قـلـبي ظَـلَّ يَعـتَـكِـفُ
وأنـتُـمـا
كُنـتُـمـا لِـلـعُـرْبِ أجـمَـعِـهِـم
قَـدْراً،
وَقِـدْرا ً، وَمـاءً منـهُ تَغـتَـرِفُ
وَأنـتُـما
الـقُـوَّةُ الأبْـقـَتْ مُـكـابَـرَتي
حتى
وَفَـيْـتُ، وَصانَتْ أهـلـَنـا لِـيَـفُوا
وَقَد
وَفَوا.. إي وَرَبِّ الـبَيْت.. أدمُعُهُـم
عَلـَيكَ
في كلِّ أرضِ العُـربِ تَـنْذَرِفُ
***
هَل..هَل
سَـمِعـتُـكَ يا مَولايَ تَسـألُني ؟
أدري
بأنـَّـكَ تَـدري فَـوقَ مـا أصِـفُ
أنا
أرى حَـدَّ عَـيـني، وارتِفـاعَ يَـدي
وأنـتَ
مِـن مـَلـَكـُوتِ اللهِ تـَرتـَشِـفُ
هـا
مـُقـلـَتـاكَ ، وَفي لألاءِ ضَوئِهِـمـا
أرى
أعَـزَّ حُـدودِ الـلـَّـهِ تـَنْـكَـشِــفُ
الحبُّ،
والعَطفُ، والغفرانُ، والرَّأَفُ
وَلـَمْعَـةٌ
كانخِطافِ الـبَـرقِ تَـنـخَطِـفُ
أرى
بِـهـا كـبـريـاءَ الـكَـونِ أجـمَـعِـهِ
بَـيْـنـا
أُ ُحِـسُّ بِـشَيءٍ دافِـيءٍ يَـكِـفُ
كـأنـَّـهُ
الـدَّمعُ ، لولا عُـمْـقُ مَعرِفَـتي
بِـأنَّ
دَمـْعَـكَ غــالٍ أيـُّهــا الأنِـفُ
أنا
الذي جِئتُ أبـكي.. جِـئتُ تَحمِلُـني
ألـَيـكَ
أوجاعُ أهـلي.. كُـلـُّهُـم نَـزَفـوا
وَكُـلـُّهُـم
وُطِـئَـتْ هـامـاتُـهُم صَـلـَـفـا ً
يا
سَـيِّدي ضَجَّ فينا الظُلـمُ والصَّلَـفُ
***
وَبَعـدَ
تـِلـكَ الـذُّرى والـعِـزِّ، أ ُمَّـتُـنـا
صارَتْ
لأدنَى مَهاوي الذّلِّ تَـنْجَرِفُ
يا
أهـلـَنـا.. يا عراقـيّـون .. يا أ ُنُـفُ
يـا
حـافِـريـنَ قُـبـورا ًفَـوقَـهـا وَقَـفـوا
نَـيْـفا
ًوتـسعـيـنَ شَهـراً يَـنـزفونَ دَما ً
كُلُّ
عـلى قَـبـرِهِ .. هَـيهـاتَ يَـنصَرِفُ
فَـقَـبـرُهُ
كـانَ مـِعـيـارا ً لِـغَـيـرَتِـهِ
لا
كالـيَـلـُوحُونَ أحـيـاءً وَهُـم جِـيَـفُ
اللهَ
.. لـَو أنَّ أهـلي أنـصَفُـوا دَمَـهُـم
لـكـنَّ
أهـليَ فَـرْط َالـذُّلِّ ما نَـصَـفُـوا
بَـل
سَـوَّغُوا كلَّ ما يَـندى الجَبينُ لـَهُ
حتى
لقد ماتَ فينا الصِّدقُ والشـَّرَفُ!
أمـَّا
الـذيـنَ أغـارَتْ خَـيـلـُهُـم زَمَـنـاً
لكنْ
على أهلِهِم صالـُوا وما نَـكَـفُـوا
كانُـوا
جَـبـابِـرَةَ الـدُّنـيـا بـما هَـتَـكوا
وأهلـُهُم
في مَهاوي ظُلـمِهِـم رَسَـفُـوا
***
ها
أنتَ تُبصِرُ يا مَولايَ كَم صَغُروا
كـبيرُهُم
صارَ مِنـهُ الخِـزيُ يَـنكَسِفُ
وَنَحـنُ
نَـرنُـو إلـيهِـم .. لا مُـقـارَنَـةً
حـاشـاكَ
ياسَـيِّـدي.. يا مَن لَـهُ تَـجِـفُ
حـتى
نـجـومُ الـسَّـما.. لـكنْ مُـفـارَقَـة ٌ
أنْ
يُذكـَرَ الكَوكَبُ الـدُّرّيٌّ والحَشَـفُ!
عـلى
سَـنـاكَ سَـلامُ اللهِ مـا مـَطـَرَتْ
وَما الـضُّحى وَظلامَ الـلـيلِ يَختَـلِـفُ