18 نوفمبر 2012

هجوم "عمود السحاب" على غزة ومخطط الأهداف ..حرب بلا نهاية .. عمر نجيب



عمر نجيب
اختلفت إلى حد كبير التحليلات والتقديرات بشأن الهجوم الإسرائيلي المركز الذي بدأ يوم الأربعاء 14 نوفمبر 2012 على قطاع غزة تحت تسمية عملية "عمود السحاب" والذي سبقته منذ يوم الخميس 8 نوفمبر مواجهات متقطعة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ بإستخدام سلاح الجو أساسا، وولد الرد الفلسطيني المكثف من غزة وأساسا من جانب كتائب القسام بعد تمكن طائرة إسرائيلية من إغتيال القائد احمد الجعبري بعد ظهر يوم الاربعاء 14 نوفمبر، جاء ليفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات على تطور الوضع في المنطقة خاصة بعد أن استدعت تل أبيب أكثر من 75 الف جندي من قوات الاحتياط.
العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي لوحت حكومة نتنياهو بأنها قد تفوق في حجمها "عملية الرصاص المصبوب" التي جرت ما بين ديسمبر 2007 ويناير 2008، احاطتها سلسلة من الاحداث التي لا يمكن إنكار ترابطها.

المناورات العسكرية الإسرائيلية الأمريكية

يوم الثلاثاء 13 نوفمبر أعلن في كل من واشنطن والقدس المحتلة عن انهاء اسرائيل والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة اعتبرت "أكثر المناورات أهمية" من هذا النوع في تاريخ الطرفين، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان.
وجاء في البيان "يوم الثلاثاء، أنهت القيادة الأمريكية في اوروبا والجيش الإسرائيلي بنجاح مناورات "التحدي القاسي 2012" التي تناولت تدريبات دفاعية جوية على مستوى كبير".
وشارك في هذه المناورات التي بدأت نهاية أكتوبر، حوالي 3500 عسكري أمريكي من القيادة في اوروبا والف جندي إسرائيلي.
واختبر الجنود الاسرائيليون والامريكيون بطاريات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ وهي اخر نسخة لصاروخ باتريوت الامريكي بالاضافة الى صاروخ اسرائيلي مضاد للصواريخ من طراز ارو 2 "حتز بالعبرية" وهو من صنع أمريكي اسرائيلي مشترك.
لتأكيد الترابط، أفاد تقرير لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية يوم السبت 17 نوفمبر، أن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة ميشيل اورين ذكر يوم الجمعة لوسائل إعلام أمريكية إن "الولايات المتحدة أعطتنا الدعم الكامل لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية مواطنينا من إرهاب حماس وأعطت اسرائيل الضوء الأخضر لشن عمليتها الحالية على قطاع غزة".
ووفقا للتقرير فإن اورين أشار إلى أن تل ابيب حصلت على "دعم واضح لا لبس فيه من الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن هذا الدعم مصدره البيت الأبيض والكونغرس الذي حصلت فيه إسرائيل على موافقة كل الأطراف.
من جانبه قام الجنرال عمير ايشل، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، بزيارة واشنطن في وقت سابق بأقل بأسبوع من بداية الأزمة في غزة والتقى كبار المسئولين الأمريكيين.

الهجوم على مصنع اليرموك

في الوقت الذي كانت تجري فيه المناورات الأمريكية الإسرائيلية، علم من العاصمة السودانية أن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت مصنع اليرموك للاسلحة الواقع قرب الخرطوم خلال الثلث الأخير من شهر أكتوبر وخلفت فيه خسائر كبيرة.
في عددها ليوم الاثنين 29 أكتوبر افادت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية نقلاً عن صحيفة "صاندي تايمز" اللندنية، ان 8 طائرات حربية اسرائيلية شاركت في عملية قصف مصنع الاسلحة السوداني.
واوضحت الصحيفة اللندنية ان التخطيط لهذه العملية بدأ في اعقاب الاستيلاء على وثائق تتعلق بهذا المصنع تم العثور عليها داخل الحقيبة الشخصية للقيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح الذي إغتيل في احدى فنادق دبي قبل حوالي سنتين من طرف "الموساد" وكان يعتبر العقل المدبر لعمليات تزويد حركة "حماس" بالأسلحة، حسب الصحيفة.
ووفقاً لمعلومات قامت المخابرات الاسرائيلية بجمعها لاحقا فقد بدأ مصنع اليرموك منذ سنة 2008 بإنتاج صواريخ من طراز شهاب وقذائف صاروخية أخرى.
وأضافت الصحيفة ان الطيارين الاسرائيليين تدربوا لعدة اسابيع على نماذج شبيهة بمصنع الاسلحة كما قاموا بطلعات بعيدة المدى من اجل تطبيق عملية الطيران البعيدة المدى لمسافة 1900 كلم في كل الاتجاهات.
مصادر رصد أوروبية أفادت أن الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأمريكية ساندت بكل إمكانياتها العملية الإسرائيلية، ووجهت الطائرات الإسرائيلية إلى أهدافها بواسطة الأقمار الصناعية وتحت رعاية رادارات القوات الأمريكية سواء الموجودة على سفن الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر أو في القاعدة الفرنسية في جيبوتي.
وحسب تقرير "صاندي تايمز" فقد اقلعت 8 طائرات حربية من طراز "إ ف 15" من قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، حيث حملت كل طائرة من 4 منها قذيفتان تزن كل واحدة منها حوالي طن، في حين قامت الطائرات الأربع الأخرى بعملية المرافقة الجوية لحمايتها.
وأضافت الصحيفة ان طائرتين مروحيتين من طراز "يسعور" أقلعت قبل ذلك بساعات بحيث حملت كل واحدة منها 10 من افراد الكوماندوز الاسرائيلي لإستخدامهم في عملية نشل الطيارين في حال سقوط إحدى الطائرات المشاركة في الهجوم.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر عسكري اسرائيلي قوله انه بعد 90 دقيقة من إقلاع المقاتلات الاسرائيلية بإتجاه السودان، تم تزويدها بالوقود جواً من قبل طائرة بوينغ "707"، في حين قامت طائرات إستخبارية من طراز "غولف ستريم" بعملية التشويش على شبكة الدفاع الجوية السودانية وعلى شبكة الاتصالات في مطار الخرطوم.
يوم 29 أكتوبر نقلت وكالة "يو بي اي" الدولية للأخبار جزء من تقرير إسرائيلي للمحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي جاء فيه أن قصف مصنع "اليرموك" استهدف شحنات أسلحة متطورة كانت سترسل إلى قطاع غزة وليس مصنع الأسلحة نفسه. وأضاف أن الشحنة شملت صواريخ من طراز "فجر" وربما صواريخ أكثر تطورا يزيد مداها عن 70 كيلومترا جاءت من الترسانة الليبية، وصواريخ مضادة للطائرات وربما صواريخ أرض بحر "التي قد تشكل خطرا على أعمال التنقيب الإسرائيلية عن الغاز والنفط مقابل شواطئ جنوب إسرائيل" وعلى البوارج البحرية الإسرائيلية التي تشدد الحصار على غزة.

حملات متجددة

الهجوم الإسرائيلي على مصنع اليرموك كان امتدادا لعمليات صهيونية سابقة على الأراضي السودانية. فيوم الأربعاء 6 أبريل 2011 اتهم وزير الخارجية السوداني علي كرتي إسرائيل بالوقوف وراء هجوم بصاروخ أطلقته طائرة جاءت من البحر الأحمر مما أدى إلى مقتل شخصين كانا في سيارة قرب مدينة بور سودان المطلة على البحر الاحمر. وكانت اسرائيل قد شنت هجوما في شمال المنطقة نفسها في يناير 2009 بدعوى منع وصول قافلة إمدادات سلاح إلى الفلسطينيين، وهي ضربة ذكرت بعض الأنباء أنه قتل خلالها ما مجموعه 119 شخصا قرب الحدود السودانية مع مصر.
الصحف الاسرائيلية الرئيسية كلها أبرزت في حينها نبأ الهجوم في اعدادها ومواقعها على الانترنت. وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاوسع انتشارا "الجيش الاسرائيلي شن هجوما جديدا في السودان".
يوم 7 أبريل 2011 ذكر نائب عن حماس ان الغارة الجوية التي شنت في مدينة بور سودان استهدفت قياديا في الذراع العسكري للحركة لكنه نجا منها.
وأكد النائب اسماعيل الأشقر ان ابن شقيقه عبد اللطيف الأشقر القيادي في كتائب القسام "كان المستهدف الرئيس من الغارة الاسرائيلية في السودان". واضاف النائب ان عبد اللطيف الاشقر "تعرض لعدة محاولات اغتيال سابقة، وأن الاحتلال يطارده منذ سنوات طويلة".

تكتيكات مختلفة

في عملية "عمود السحاب" الصهيونية لشهر نوفمبر 2012 يسجل، أن هناك توجهات أو تكتيكات مختلفة سواء في دوائر اتخاذ القرار بواشنطن أو تل أبيب فيما يخص مدى الهجوم زمنيا وجغرافيا وصولا إلى أهداف محددة.
اعتبر محللون فلسطينيون ان اسرائيل تريد من حربها على قطاع غزة ضمان عدم عبور الأسلحة من سيناء إلى القطاع، إضافة إلى جس نبض الأنظمة العربية الجديدة.
وقال المحلل والكاتب السياسي عبد المجيد سويلم ان "منطقة سيناء مهمة لإسرائيل، وهي تريد التأكد من بقاء الوضع الأمني فيها محكما، فكأنها تقول للعرب: غيروا ما شئتم من أنظمة لكن العلاقة الأمنية القائمة بيننا وبين مصر على أساس اتفاقية كامب ديفيد يجب أن تبقى على ما هي".
واضاف سويلم "هذا الأمر لا يقلل من اهداف اخرى لهذه الحرب المتواصلة على غزة، والتي منها ارباك الساحة الفلسطينية قبل التوجه الى الامم المتحدة لطلب صفة دولة غير عضو، لكنهم يريدون تأكيدا من النظام المصري الجديد الا تمر الاسلحة الى غزة من سيناء".
واشار سويلم الى ان "اسرائيل تريد ايضا من حربها على غزة ترسيم علاقة امنية جديدة مع مصر.
وتدخلت مصر مرارا ابان نظام الرئيس مبارك كلما ارتفعت وتيرة التصعيد العسكري بين حركة حماس واسرائيل عبر المدير السابق للمخابرات العامة المصرية عمر سليمان في مسعى لتهدئة الوضع.
كذلك، ادت القاهرة دورا كبيرا في انجاز اتفاقية التبادل التي ابرمتها حركة حماس مع اسرائيل اواخر عام 2011، وافضت الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيرا في قطاع غزة منذ منتصف 2006 لقاء إطلاق سراح أكثر من الف أسير فلسطيني.
والمعروف أن القائد العسكري لكتائب القسام احمد الجعبري الذي اغتالته اسرائيل، سلم بنفسه الجندي الإسرائيلي للجانب المصري.
كما نجحت المخابرات المصرية في انهاء اضراب عن الطعام اعلنه معتقلون فلسطينيون في السجون الاسرائيلية في ابريل 2012، في مقابل الافراج عن بعض المضربين الموضوعين في الاعتقال الاداري، ومنهم ثائر حلاحله.
لكن اسرائيل عاودت اعتقال حلاحله ومثله تسعة كانت شملتهم صفقة التبادل مع شاليط، بحسب ما قال نادي الأسير الفلسطيني.
من جهته قال باسم الزبيدي استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت ان تبديل شكل العلاقة الامنية بين اسرائيل ومصر "هو بالفعل احد اهداف هذه الحرب، لكنه هدف جزئي".
وتدارك ان "الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو ان اسرائيل تريد جس نبض الحالة العربية، وعما اذا كانت التغييرات التي حدثت في هذه الانظمة عميقة".
وقال الزبيدي "في تقديري ان الموقف المصري في ظل النظام الحالي تقاطع جدا مع النظام السابق، ولم يتم التصرف من قبل مصر في شكل يختلف كثيرا عن موقف النظام المصري السابق".
وتوافق الزبيدي مع سويلم على ان من الاهداف الاخرى للهجوم الاسرائيلي "التشويش على توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر للتصويت على صفة دولة غير كاملة العضوية".
واضاف "اليوم وفي ظل الحرب الدائرة في غزة، لا احد يتحدث عن توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الامم المتحدة، وقد نجحت اسرائيل في تحويل المعادلة الدبلوماسية الى معادلة عسكرية في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي".

سيناء.. ومخاوف في واشنطن

مصادر رصد روسية أشارت من جانبها إلى أن أحد أهداف الهجوم الإسرائيلي التدرب على شن هجوم على شبه جزيرة سيناء المصرية وإحتلالها، وذلك في نطاق مشروع أوسع وضعته الإدارة الأمريكية يستهدف الإستفادة من التفوق العسكري الإسرائيلي لتصفية القوى العسكرية المصرية التي لم ينجح مخطط الشرق الأوسط الجديد في تدميرها عبر الفوضى الداخلية التي رافقت حركة التحول في عدد من دول المنطقة مثل ليبيا سابقا وسوريا حاليا.
إذا كانت لتل أبيب وواشنطن مخططات ذات أبعاد كبيرة فإن لديهما في نفس الوقت ومن جانب معارضي التطرف أو من ينعتون بالصقور في الإدارتين المتحالفتين، محاذير لمنع خروج المواجهة عن حدود معينة.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية بتاريخ 16 نوفمبر في مقال لمراسلتها هيلين كوبر ان القلق ينتاب ادارة اوباما بسبب تصاعد اعمال العنف في غزة، وانها ترى أن أي هجوم بري تقوم به اسرائيل قد يؤدي الى تزايد الضحايا بين المدنيين، وانه قد يصب في مصلحة حركة "حماس" ويوقع مزيدا من الاضرار بمكانة اسرائيل في المنطقة في وقت يتسم بالهيجان.
وأضافت "على الرغم من ان الرئيس اوباما تحدث على الفور وأكد بشكل قاطع علني ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية التي تنطلق من غزة، فان المسئولين في الادارة الامريكية عمدوا إلى حث المسئولين الاسرائيليين بصورة شخصية على عدم توسيع اطار الصراع، باعتبار انها خطوة يرى كثير من الامريكيين انها قد تصب في مصلحة "حماس".
وما يخشاه هؤلاء المسئولون الامريكيون هو ان التصاعد المستمر قد يضر بعلاقات اسرائيل مع مصر والاردن، وهي علاقات منهكة بالفعل، في وقت تخضع فيه الحكومتان إلى ضغوط من مواطنيهما.
وقد اتصل اوباما هاتفيا برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة 16 نوفمبر للمرة الثانية خلال اسبوع كما اتصل بالرئيس المصري، وواصل المسئولون في البيت الابيض والبنتاغون والخارجية الامريكية الاتصالات الهاتفية مع نظرائهم منذ ذلك الوقت.
مسئول أمريكي قال ان حربا ارضية "قد تعني أنه لم يعد هناك أي من الخيارات الوسط للتسوية".
وحسب قول خبراء فان العواقب قد تكون قاسية بالنسبة الى اسرائيل. وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى انها "مسألة تتعلق بالريع المتناقص، وتصاعد فرص الحوادث". واشار الى حرب اسرائيل وحزب الله في لبنان في العام 2006 وعمليات القصف الجوي الاسرائيلية على غزة في العام 2008 باعتبار انها امثلة على ما عانت منه اسرائيل كثيرا من حيث الرأي الدولي بعد استمرار القتال مع جيرانها من الدول العربية التي بثت صورا تلفزيونية للخسائر العربية في الارواح.
وقال ماكوفسكي: "لدي قناعة بان الدرس الناتج عن 34 يوما في العام 2006 اضافة الى احداث العام 2008 التي استمرت لاربعة اسابيع هو ان إسرائيل تحصل على نتائج أفضل في حملات قصيرة الأمد من الحملات الطويلة".


المخاوف من عملية برية

نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية يوم السبت 17 نوفمبر على موقعها الاخباري مقالاً لكبير معلقيها ناحوم بارنياع تحت عنوان "مقتل جنود في هجوم بري عشية الانتخابات سيكون كارثيا لنتنياهو" قال فيه:
"من ناحية سياسية، تعتبر أي مناورة عسكرية دائما مجازفة. وما يبدو في بادىء الأمر كخطوة مجيدة قد يتبين لاحقاً أنه كارثة انتخابية. وهذا هو السبب في أن معظم الساسة يكرهون شن حملة عسكرية عشية الانتخابات. ويعني الشروع بعملية عسكرية التخلي عن السيطرة. ويصبح مصير المرشح في أيدي آخرين غلطة طيار، صاروخ يسقط على مركز رعاية أطفال، وعدم اتباع مدنيين ارشادات السلامة.
لقد استقبلت عملية "عمود الدفاع أو السحاب" بتأييد شعبي اجماعي تقريباً، ولكن ليس لدى نتياهو ضمان بان هذا الموقف سيستمر. ان نحو 80 في المائة من الاسرائيليين ايدوا حرب لبنان الثانية عندما بدأت. لكن معظم ذلك التأييد زال بحلول انتهاء الحرب.
الأجندة تتغير: القضايا الاجتماعية تزاح جانبا ويحل محلها الأمن. ايران تزاح جانبا، ويعود الفلسطينيون إلى الواجهة. وهذا أمر سيء لحزب العمل بقيادة شيلي يلتشيوموفيتش، وهو سيء بالنسبة إلى يائير لابيد. وان وضعا أمنيا غير مستقر هو أمر جيد بالنسبة إلى اليمين عندما يكون اليمين في المعارضة. فعندئذ يستطيع هؤلاء إلقاء خطب نارية من دون أن يضطروا إلى تحمل أي مسؤولية.
عندما يكون اليمين جزءا من ائتلاف يصبح الموقف اكثر تعقيدا. ويستطيع المرء ان يفحص الفوارق بين البيانات المتعالية والافعال نفسها. ويمكن مهاجمته من اليمين على ما اخفق في انجازه، او من اليسار على عدم وجود مظلة دولية. لقد هزم رابين منافسه شامير في 1992 بعد ان نجح في تقديم نفسه كشخص أمني التوجه أكثر من "ليكود". والناخبون يكرهون رؤية عناوين عن الخسائر في الأرواح، خصوصاً من الجنود. وفي هذا السياق، لا يوجد فارق كبير بين المعسكرين: فقد انتهت حياة مناحيم بيغن السياسية في 1984 بسبب الخسائر الكبيرة في لبنان. وتوقفت حياة اولمرت السياسية في 2006 للسبب نفسه.
قبل شهر فقط حمل نتنياهو على اولمرت لانه شن حربين غير ضروريتين بينما شدد على انه هو لم يشن أي حرب خلال الفترتين اللتين كان فيهما رئيساً للوزراء. ولكن نتنياهو لم يأخذ الديناميكيات في الجنوب في الحسبان. وهو لم ينجر إلى هذه الحرب، ولكن الحرب استدرجته. وسيبذل نتنياهو كل جهد لتجنب هجوم بري. فالجنود يقتلون خلال هجوم بري، وهذا أمر سيء. وعشية إجراء انتخابات يكون هذا كارثيا.
على نحو ما تتطابق العملية في غزة مع طلب الفلسطينيين قبولهم كدولة غير عضو في الأمم المتحدة. وستجهد الحكومة الإسرائيلية في القتال على جبهتين في آن معاً: تجنيد العالم ضد الرئيس محمود عباس بسبب طلبه للامم المتحدة وتجنيد العالم ضد منافسيه في غزة. واما الجبهة الثالثة ايران فتقترب من الخلف. والحكومة الاسرائيلية تطلب الشيء الكثير من العالم، لكنها لا تعرض شيئاً في المقابل.
في غضون ذلك، يتصل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض باصدقائه في واشنطن ويطلب منهم سلَماً لينزل به عن الشجرة: انه يعلم ان الكونغرس يخطط للرد على التصويت في الامم المتحدة على الطلب الفلسطيني بوقف تحويل كل اموال المساعدات إلى السلطة الفلسطينية وسحب التمويل الأمريكي للأمم المتحدة. وإذا حصل هذا، فان السلطة الفلسطينية ستنهار.
وقد لمح مسئولو السلطة الفلسطينية بهدوء لاسرائيل انهم عندما يعترف بهم في الامم المتحدة كدولة لن يمارسوا حقهم في مقاضاة اسرائيل في محكمة الجرائم الدولية في لاهاي. وامكانية مقاضاة اسرائيل تقلقها اكثر من الاعتراف بالسطة الفلسطينية كدولة. ومن المشكوك فيه أن تسفر اللفتات الفلسطينية عن أي نتائج، وسيوقف الكونغرس، في اي حال، تحويل الأموال".


ميزان القوى

في تقرير عسكري بثت أجزاء منه هيئة الإذاعة البريطانية للمقارنة بين القوى المتصارعة في مواجهة نوفمبر 2012 قالت:
تستطيع الطائرات والزوارق الحربية الإسرائيلية الوصول إلى أهداف في قطاع غزة في أي وقت تشاء، واذا حدث توغل بري إسرائيلي في القطاع، وهو شيء يود الطرفان تجنبه على الأغلب، ستكون الكفة مائلة بقوة إلى الجانب الإسرائيلي.
النزاع سلط الضوء على حقيقة أخرى، وهي المخاطر التي تشكلها الصواريخ الفلسطينية على الإسرائيليين الذين يسكنون في الجنوب.
قد لا تكون الصواريخ الفلسطينية دقيقة أو معقدة، لكنها مصدر خطر حقيقي، كما هو واضح من إصابتها مبنى في كريات ملاخي يوم الخميس 15 نوفمبر مما أدى إلى مقتل ثلاثة من سكانه.
تقع مجموعة من المدن والبلدات الإسرائيلية في الجنوب في مجال الصواريخ الفلسطينية، وهو ما حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التعامل معه.
الترسانة الصاروخية الفلسطينية كبيرة، وهي تتحسن مع الوقت، وتصنع صواريخ "القسام" القصيرة المدى في مصانع وورش صناعية في قطاع غزة، ويبلغ مدى هذه الصواريخ أكثر من 10 كيلومترات.
أما صورايخ "غراد" التي يعتقد الكثيرون أن مصدرها ليبيا أو إيران فمداها ابعد قليلا، ويصل الى 20 كيلومترا.
وقد أطلق أيضا صاروخ من تصميم صيني ضد أهداف إسرائيلية، يصل مداه إلى 40 كيلومترا.
أما أخطر الصواريخ في الترسانة الفلسطينية فهو صاروخ فجر5، الذي يستطيع الوصول الى تل أبيب.
كانت مخازن تلك الصواريخ ضمن الأهداف التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية في بداية الهجوم، وأفادت التقارير العسكرية الإسرائيلية أن الغارات نجحت في تدميرها، ولكن تقارير أخرى وردت لاحقا تحدثت عن إطلاق صاروخ فجر5 واحد على الأقل.
وسقط الصاروخ في وقت اجتمعت لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية لتستمع إلى آخر المستجدات في العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع، كما تزامن مع توجه آلاف جنود الاحتياط الإسرائيليين إلى الجنوب بعد استدعائهم ليكونوا على أهبة الاستعداد لتوغل بري، في حال أقره المستوى السياسي.
لكن معلقين بارزين في الشؤون العسكرية استبعدوا اتخاذ قرار كهذا في الوقت الراهن لأسباب كثيرة، منها حذَر إسرائيل من تصعيد التوتر في علاقاتها مع مصر، وفقدان ما يسمى بالشرعية الدولية أو بالأحرى الشرعية الغربية التي تحظى بها العملية العسكرية ضد قطاع غزة حتى الآن، والادعاء بأن العملية حققت معظم أهدافها، خصوصا لجهة الردع، ومخاوف إسرائيلية من عدم السيطرة على "ارتفاع لهب النار"، خصوصا في حال أوقع صاروخ عددا كبيرا من الضحايا في أحد الجانبين، أو قتل جنود إسرائيليون في الحرب البرية، فينقلب التأييد الشعبي الحالي إلى غضب عارم على الحكومة قد يكلف نتنياهو كرسي رئاسة الحكومة.
واعتبر المعلق العسكري في "هآرتس" عاموس هارئيل قصف تل أبيب "إخلالا من جانب الفلسطينيين بمعادلة التهديدات، وعليه يتوقع أن ترد إسرائيل عليه بعنف".
ورأى المعلق أنه على الرغم من التصعيد الحاصل "فإنه لا يؤشر بالضرورة إلى أننا إزاء عملية برية لاحتلال القطاع إنما لعمليات محددة تنفذها ألوية"، وأنه بموجب تحليل مصالح "حماس" فإن لها ما تخشاه من تكرار عملية "الرصاص المصبوب"، أي التوغل البري الواسع للقطاع الذي قد يعرض حكم الحركة في القطاع إلى الخطر الحقيقي.
من جانبه، دعا الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي "شاباك" عاموس يادلين، الحكومة إلى مواصلة الضغط العسكري على "حماس" والبحث عن فرصة لوقف القتال بعد تحقيق الهدف، "خصوصا بعد أن تحقق أهدافها بشكل شبه كامل، وتحديدا إعادة معادلة الردع الإسرائيلي في مواجهة حماس وشل قدرتها وغيرها من التنظيمات على استخدام المنظومة الاستراتيجية للصواريخ بعيدة المدى التي لديها"، محذرا من أن إعادة احتلال القطاع والسيطرة على مليون ونصف مليون فلسطيني هو "خطأ استراتيجي خطر"، لكنه اضاف أنه "في حال منعت حماس التوصل إلى تهدئة يمكن احتلال المناطق الحدودية وتدمير الأنفاق وتقسيم القطاع وبتره". ودعا أيضا إلى تمكين مصر من المشاركة في صوغ آلية لإنهاء العملية العسكرية و "السماح للوساطة المصرية البناءة بإنهاء جولة القتال الحالية في أقرب وقت ممكن".
وحذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية "موساد" افرايم هليفي، إسرائيل من الإطاحة بحركة "حماس"، بداعي أن البديل سيكون صعود جماعات أكثر تشددا إلى الحكم.
وكتب المعلق العسكري في "معاريف" عمير ربابورت، أن "السيناريو الذي سيختاره الجيش هو عمل جوي قصير ترافقه عملية برية سريعة وفتاكة"، وقال إن "أبرز ميزات مثل هذه العملية هو ممارسة ضغط سريع على حماس من شأنه أن يؤدي إلى وقف النار ومعالجة منصات الصواريخ داخل الأرض". وتابع أن الجيش الإسرائيلي "يمتاز في العادة في بدايات معاركه، أما مواصلتها، خصوصا الإنهاء، فهو في العادة مختلف تماما، وهنا تحتاج إنجازات الجيش والمستوى السياسي تحسينا جذريا". وأضاف أنه بعد "العملية الرائعة المتمثلة في اغتيال الجعبري، يتراجع الزخم، والوقت ليس لمصلحة إسرائيل والتأييد العالمي ليس مفتوحا"، إذ "في العادة يمنح العالم بضعة أيام منة لإسرائيل". وزاد أن كل يوم يمر والحرب متواصلة "سيزيد من الضغط على الحكومة المصرية لتقوم بإجراء جدي قد يمس باتفاق السلام ذي المعنى الاستراتيجي الهائل لإسرائيل".
ويقر الإسرائيليون بأن نجاح فصائل المقاومة الفلسطينية في بلوغ مدينة تل أبيب، عصب الحياة المركزي في الدولة العبرية، يشكل قفزة نوعية في قدراتها و "نجاحا سيكولوجيا"، ويمنح الفلسطينيين جرعة معنوية على حساب تبجح الإسرائيليين باغتيال القيادي العسكري في حركة "حماس" أحمد الجعبري.
وقد أوضحت قيادة "الجبهة الداخلية" في الجيش "الدفاع المدني" لرؤساء بلديات المستوطنات في جنوب إسرائيل، وجوب أن يستعدوا لاحتمال أن تستمر العملية العسكرية ضد القطاع حتى سبعة أسابيع، وطلبت إليهم تحضير مخزون طوارئ مناسب لهذه الفترة. ووفقا لتقديرات الجبهة الداخلية، فإنه ما زالت لدى المنظمات الفلسطينية في القطاع قدرات على إطلاق صواريخ بعيدة المدى تتعدى مدى 75 كيلومترا.
في مواجهة الصواريخ الفلسطينية هناك الضربات المسبقة على عملية الاطلاق، وبعد ذلك هناك النظام المضاد للصواريخ المسمى "القبة الفولاذية"، والذي يعمل منذ عام 2011.
تقوم أجهزة رادار قوية بتعقب الصواريخ المطلقة، وتقدر مكان سقوطها التقريبي، ثم تطلق صواريخ لاعتراضها.
يمكن التوصل الى "هدنة مضطربة" تستمر لبعض الوقت، وهذا ما يصبو إليه الإسرائيليون حاليا، ولكن الأزمة في غزة لن تنتهي.
ليست هناك مؤشرات لأي عملية سلمية موثوقة في الافق، وفور انتهاء الأزمة الحالية يبدأ العد التنازلي للانفجار القادم للعنف.

القبة الفولاذية

جاء في تقرير نشر في فلسطين المحتلة يوم 17 نوفمبر: منذ اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تستطع القبة الحديدية تحقيق الهدف الذي صنعت لأجله، والتي كلفت مئات ملايين الدولارات، فقد استطاعت صواريخ المقاومة "محلية الصنع"، المنطلقة من القطاع، اختراقَ جدار الحماية الأول لأراضينا.
هذا النظام الممول بشكل كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، وبإشراف من خبرائها العسكريين، لم يستطع صد ما أسمتها إسرائيل قبل سنوات بـ"ألعاب نارية" تصنعها "حماس" في ورش صغيرة، التي تفتقر حسب رأيها إلى "الدقة وقوة الضربة والتأثير".
ويقوم عمل هذه بطاريات القبة الحديدية على إطلاق صواريخ صغيرة موجهة بالرادار لتفجير قذائف من طراز كاتيوشا في مدى يتراوح بين 5 و 70 كيلو متراً، إضافة إلى قذائف المورتر، حيث يبلغ سعر البطارية الواحدة نحو 60 مليون دولار.
ويقول المحلل العسكري واصف عريقات: "إن أصواتا إسرائيلية خرجت وأكدت أن القبة الحديدية لم تصد أكثر من 30 في المائة من صواريخ المقاومة"، مؤكدا أن "المؤسسة الرسمية الإسرائيلية حاولت تضليل مواطنيها والعالم حول قدرتها وقف صواريخ المقاومة بنسبة 100 في المائة.
وأضاف عريقات أن هذه الحرب "أثبتت فشل القبة الحديدية، لقد شاهدنا الصواريخ تسقط على تل أبيب، ومؤخرا كان الحديث عن صاروخ سقط في إحدى ضواحي القدس".
وذكرت وزارة الجيش الإسرائيلية يوم الجمعة: "إن باراك سيطلب من مجلس الوزراء يوم الأحد تخصيص نحو 190 مليون دولار جديدة لتوسيع نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، في محاولة لصد ما يمكن من الصواريخ القادمة من غزة".
ويَؤكد عريقات أن وجود عدد آخر من البطاريات "لن يخفض الخسائر العسكرية والسياسية لإسرائيل ولأمريكا في هذه الحرب، ما سيؤثر سلبا على ثقة المواطن، وعلى اقتصاد إسرائيل الذي كلفها الملايين لتصنيع أربع بطاريات".
ويكفي مبلغ 190 مليون دولار حسب مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه لوكالة رويترز، لتصنيع ثلاث بطاريات إضافية، علماً أن سلاح الجو يملك حتى الآن أربع بطاريات استطاعت فقط اعتراض 218 صاروخا من ضمن أكثر من 705 صاروخا خلال أربعة أيام من بدء الهجوم حسب الرواية الإسرائيلية.
وأثار سقوط الصواريخ على مدينة تل أبيب أسئلة في أذهان الإسرائيليين حول نجاعة هذه التقنية في حمايتهم من ضربات المقاومة بغزة، فيما أعلن مسؤول إسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت "نأسف.. صواريخ حماس وصلت إلى تل أبيب".
المستوطن الإسرائيلي، سيكتشف التضليل الذي تعرض له من قبل قيادته، التي حاولت عمل مناورات معلوماتية عبر وسائل إعلامها لاستعادة قوة الردع المتآكلة، في الوقت الذي تثبت فيه المقاومة العسكرية الفلسطينية تماسكا يوما بعد يوم.

الإحباط
في إنعكاس لحالة إحباط في الكيان الصهيوني كتب المحلل الإسرائيلي ايتان هابر في صحيفة يديعوت يوم 15 نوفمبر تحت عنوان "حرب بلا نهاية"
"العلمانيون منا بعثوا بالتهاني للجيش الاسرائيلي والمتدينون منا صلوا لسلامة الجيش وسلامة دولة اسرائيل، في الوقت الذي انطلق فيه الجيش الاسرائيلي الى حملة "عامود سحاب" ردا على النار التي لا تتوقف من قطاع غزة. وفي هذه الساعة دارج بشكل عام الوقوف خلف الجيش الاسرائيلي الثناء على الخطوات العسكرية وابداء الوحدة.
للتهاني والصلوات على حد سواء يجب أن تضاف ايضا الآمال في أن تكون هذه جولة النار الاخيرة وسكان الجنوب يحظون في نهاية الحملة بسنوات من الهدوء. ولكن هذا، على ما يبدو، هو وهم عابث. الحملة الجديدة هي على ما يبدو مجرد فصل آخر في الكتاب الدموي الذي لم يعد أحد يتذكر بدايته، أما نهايته فلا يراها احد بعد. هذه حرب لا نهاية لها: مرة تكون في الشمال، مرة في الوسط، والان، منذ عدة سنوات في الجنوب.
omar_najib2003@yahoo.fr
شبكة البصرة
http://www.albasrah.net/ar_articles_2012/1112/najib_181112.htm

الوجه الآخر لتركيا التى يتغزل بها التيار الإسلامى ! بقلم د. رفعت سيد أحمد


على هامش زيارة أردوجان الثانية لمصر : 

الوجه الآخر لتركيا التى يتغزل بها التيار الإسلامى !

(دولة تابعة لواشنطن – حليفة لتل أبيب – بها استبداد وتعذيب)
بقلم د.رفعت سيد أحمد
* تركيا دولة تابعة بالكامل لواشنطن ويوجد بها 26 قاعدة عسكرية لأمريكا موجهة ضد المصالح العربية ولخدمة الحلف الأمريكى - الإسرائيلى
* 16 ألف و800 شكوى أمام المحكمة الأوروبية فى عام واحد ضد حكومة أردوجان لانتهاكها حقوق الإنسان وممارسة التعذيب وفى السجون اليوم ثلاثة آلاف معتقل سياسى
* بالأرقام والوثائق وأنواع الأسلحة .. تركيا أكبر شريك عسكرى لإسرائيل ومحاولات التعاون الرئيسية (أنابيب السلام – التجارة الحرة – التعاون الاستراتيجى ضد المقاومة العربية)
* تركيا قدمت لإسرائيل فرص استراتيجية كبيرة لتدريب الطيران الإسرائيلى فى صحراء الأناضول بهدف التدريب على عمليات القتل المنظم للفلسطينيين فى الانتفاضة الأولى (1987) والثانية (2000) واليوم فى قطاع غزة (2012)
* الإسلام الحاكم فى تركيا هو (إسلام البزنس) وليس إسلام المقاومة والثورة ، والاهتمام التركى بالانتماء للحلف الأطلسى أهم من الانتماء للإسلام وهى تركب الثورات العربية من أجل هذا الهدف
* تركيا تلعب دوراً فى تفكيك سوريا وضرب المقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية لصالح المشروع الاستعمارى الغربى
دراسة بقلم د. رفعت سيد أحمد
جاء أردوجان إلى مصر ، ففرح وهلل (الإسلاميون) وبخاصة الإخوان ، وطبل وزمر الإعلام الجاهل ، لأن ما يعرفه هذا الإعلام عن أردوجان وتجربته هو القشرة الخارجية التى تدعى التحضر والتمدين والأسلمة المستنيرة ، دونما تبحر فى أعماق التجربة ، ودونما بحث فى طبيعة الحكم القائم هناك ، والذى سيفاجىء هؤلاء المنبهرين ، أو المعتمدين – عن قصد – تجهيل الحقيقة المُرة ، لتركيا هى أنها دولة تابعة ، ومستبدة بإمتياز ، وليس كما يروج فى إعلامنا ، أنها دولة ديمقراطية ، ولكى ندلل على ما نقول دعونا نبحث وبالوثائق والمعلومات عن الوجه الآخر لتركيا والذى لا يعرفه كثير من الإسلاميين الحاكمين فى مصر والذين يتخذون من تركيا وأردوجان وحزبه مثالاً يحتذى دونما تمحيص أو وتأمل .

إسلام البزنس
أولاً : الإسلام فى تركيا وتحديداً لدى أردوجان وحزبه يأتى كأداة ووظيفة وليس كعقيدة حاكمة وهو يأتى فى المرتبة الثانية بعد (العلمانية) الأتاتوركية – نسبة إلى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة – الحاكمة والتى يحترمها أردوجان ويعلن صباح مساء تمسكه بها ، وبأن الإسلام الذى يؤمن به هو (إسلام البزنس) وليس إسلام المقاومة والثورة كما قد يتخيل البعض ممن يعجبه رطانة أردوجان وخطاباته الفارغة ، والتى يستهدف بها من بين ما يستهدف دغدغة مشاعر المصريين والعرب ، خاصة فيما يتصل بالشأن السورى ، والذى يحكم أردوجان فيه هدف رئيسى هو تفكيك سوريا وضرب المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية ، وتحويل الأخيرة (خاصة حركة حماس) إلى مجرد مشروع سياسى (لا عسكرى) ، وذلك كله خدمة للغرب الذى يعتبر الولاء له سابق على الولاء للإسلام ولمصالح المسلمين والعرب .
* إن التحالف الاستراتيجى (كما سنبين) بين تركيا وكل من إسرائيل وأمريكا هو الحاكم لنظرية حكام أسطنبول (المتأسلمين) ؛ فوفقاً لبحث مهم للكاتب اللبنانى المعروف محمد نور الدين (صحيفة السفير 24/5/2012) لم يتغير الدور التركى فى حلف شمال الأطلسى منذ أن انضمت إليه فى العام 1952 وكان استكمالاً لاعتمادها النهج الغربى فى سياساتها الخارجية، بعدما كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل بعد إعلان قيامها عام 1948 ، تعاقبت حكومات وحدثت انقلابات عسكرية وتناوب العسكر والعلمانيون والإسلاميون على السلطة،ولم يتغير ثبات تركيا فى ولائها للمنظمة التى كانت الشيوعية عدّوها المطلق ، قبل أن تنهار ليحل محلها الإسلام.تغير لون "العدو" من أحمر إلى أخضر،لكن لون السياسة الخارجية لتركيا لم يتغير،ومن التطورات الأخيرة فى المنطقة بدا واضحاً أن انفتاح تركيا ، فى السنوات الأخيرة ، على دول جوارها الجغرافى كان مجرد " حلم ليلة صيف " ، حيث تؤكد سياسات "حزب العدالة والتنمية " أن المزيد من التورط فى اللعبة الأطلسية هو الضامن لاستمراره فى السلطة ، فى مواجهة العلمانيين والأكراد واليساريين ، بل حتى القوميين الأتراك " .
* لا يمكن لأحد أن يحلل السياسة الخارجية التركية بمعزل عن دورها فى حلف شمال الأطلسى .وهذا يضع دائماً شكوكاً سميكة على أية خطوة تركية "إيجابية" فى اتجاه الدول والقوى المعادية للمشروع الصهيونى ، أو المعارضة للسياسات الغربية فى المنطقة .
يقول عبد الحميد بالجى ، الكاتب الإسلامى التركى فى صحيفة " زمان " التركية : " حالت دون أن يتحول الأطلسى إلى تحالف صليبى " .. تركيا بمشاركتها مثلاً فى حرب أفغانستان لم تكن ترشد الأطلسيين إلى حساسيات المجتمع الإسلامى ليتفادوا إثارة النعرات .. بل على العكس كانت الغطاء الذى يمرر تجاوزات الأطلسيين هناك " .
كم من مرة ارتكب جنود " الأطلسى " عمليات قتل للمدنيين واغتصاب للفتيات وتدنيس للمقدسات وانتهاك الحرمات والأخلاق ؟ ألم يكن هذا كله وتركيا جزءاً من الوجود الأطلسى فى أفغانستان ؟ وماذا فعلت حكومة حزب العدالة والتنمية لكى تحول دون هذه الانتهاكات ، وأى موقف اتخذته استنكاراً على الأقل ؟ .
إن السياسة التركية انقلبت على نفسها فى السنة الأخيرة 180 درجة – يقول الخبراء العالمون بالشأن التركى - وباتت إيران وروسيا العدوين الأولين .. هكذا يكتب العلمانى (مراد يتكين) مثلاً فى صحيفة " راديكال " ، قائلاً إن انتقال إدارة الرادارات فى ملاطية من يد الولايات المتحدة إلى يد الأطلسى سيقوى وضع تركيا فى مواجهة إيران وروسيا " ، ويرى أن الغرب ينتظر من تركيا أن تستعيد علاقاتها الطبيعية مع إسرائيل وقبرص اليونانية ، وحتى أرمينيا .
وفى المحصلة – يقول محمد نور الدين فى مقاله – كلما ازداد دور تركيا داخل حلف شمال الأطلسى تبعية كلما ابتعدت أكثر عن حساسيات الشارع فى العالم الإسلامى وقلّت مصداقيتها طبعاً إلا لدى إسلاميينا وبعض نخبتنا التابعة ، شديدة السطحية والذين يركزون على القشرة الخارجية (لتركيا أردوجان) ولا يبحثون عن اللب والجوهر .
***
الاستبداد السياسى فى تركيا
ثانياً : من القضايا التى يجهلها إسلاميو مصر وبعض مثقفيها وسياسييها عن تركيا هو تنامى مظاهر الاستبداد السياسى فى تركيا رغم إدعاءات حزب (العدالة والتنمية) بالديمقراطية ؛ إن الصورة الديمقراطية فى تركيا ليست بهذه النصاعة والإشراق التى يقدمها الإعلام المصرى الحاكم أو المتأسلم أو تروجه قطاعات واسعة من نخبتنا ، فتحت عنوان (تريدون أردوجان ... خذوه !) كتب الكاتب التركى المعروف (براق بكديل) قبل أيام مقالاً رائعاً أكد فيه أن أردوجان ليس سوى (مستبد) وقامع لشعبه ، وأنه يصدر صورة إعلامية كاذبة عن نفسه وهو ليس مع الثورات العربية لكنه مع سرقتها وتحويلها إلى ثورات لحلف الناتو وأمريكا وضرب مثلاً بموقف أردوجان من سوريا ؛ ويختم بالقول (مهما يكن ، أيها الأخوة ، فإن عرضى سار دائماً ، وأضيف إليه هدية مغرية : مع كل أردوجان تحصلون عليه ،نقدم لكم بكل سرور وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو !) .
أما الكاتب اللبنانى المتخصص فى الشأن التركى ، محمد نور الدين فكتب مقالاً آخر عن تركيا تحت عنوان (أردوجان يتحدث عن بلد آخر!) غاية فى الأهمية اعتمد فيه على وثائق وأدلة من داخل تركيا جاء فيه نصاً : [ إنه فى مقابل هذه الصورة الوردية في التنمية الاقتصادية فى تركيا ، تلف صورة تركيا في «التنمية السياسية» ظلال كثيرة، ولا سيما من جانب الاتحاد الأوروبى، الذي امتلأ تقريره الأخير عن تركيا بانتقادات لسياسة حكومة رجب طيب أردوجان حول الحريات السياسية والفكرية.
إذ إنه وفي سياق التضييق على نشاطات حزب العمال الكردستاني أطلقت الحكومة التركية أوسع حملة اعتقالات في صفوف المثقفين والفنانين والنقابيين والناشطين السياسيين، بتهمة التعاون مع حزب العمال الكردستاني ودعم «الإرهاب». ومن هؤلاء المعتقلين مخرجون سينمائيون وكتّاب بارزون وأساتذة جامعات ونساء. وتقدّر جهات تركية عدد المعتقلين الذين يمكن وصفهم بالمعتقلين السياسيين بأكثر من ثلاثة آلاف شخص. وهو رقم كبير جداً في بلد يرفع شعار الديموقراطية، وفي مفاوضات مباشرة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وباتت مقارنة وضع الحريات الصحافية والسياسية في تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية مع وضعها فى عهود الوصاية العسكرية أمراً شائعاً و«عادياً».
وجاءت رسالة أردوجان في الذكرى 63 لوضع إعلان حقوق الإنسان العالمي مغايرة لما هو جار في تركيا، بحيث إن الكاتب (سميح ايديز) فى صحيفة «ميللييت» شكك قبل أيام فى أن يكون أردوجان يتحدث عن تركيا بل عن بلد آخر.
يقول أردوجان في رسالته «إن تركيا، مع كل يوم يمر، تصبح في وضع النموذج في المنطقة والعالم في ارتباطها بالديموقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون».
ويعقّب ايديز على هذه الجملة بـالقول إنه « أمر مأساوي حقاً أن يتكلم عن هذا الأمر أردوجان الذي تلقى جائزة ( معمر القذافي لحقوق الإنسان، ولم يعدها في ذروة الأزمة الليبية ) " .
ويقول ايديز إنه «لكي نفهم وضعنا في مجال حقوق الإنسان هناك حاجة لقراءة كل التقارير التي صدرت من المنظمات الحقوقية الدولية وآخرها تقرير الاتحاد الأوروبي السنوي الرسمي». ويوضح أن الدولة الثانية التي تقدّم ضدها شكاوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هي تركيا، إذ بلغ عدد الشكاوى في العام الماضي (عام 2011 عام الثورات العربية المسروقة من أمثال أردوجان 15 ألفاً ومئتي شكوى، وفي العام 2012 ارتفع إلى 16 ألفاً وثمانمئة شكوى. وفد تثبتت المحكمة الأوروبية من صحة تسعين في المئة من الدعاوى التي درستها حتى الآن. ويقول إن التثبت من أوضاع حريات الصحافة في تركيا يجب ألا تقوم به الحكومة بل الإعلام الحر ] .
* هذه هى تركيا فى عهد أردوجان الذى يجرى خلفه فريق من نخبتنا وسياسيينا وإسلاميينا بمن فيهم د. محمد مرسى وإخوانه المسلمين ، منبهرين ، مقنعين أنفسهم بأنه يساند ثوراتنا العربية لوجه الله ، وهو فى الواقع مجرد (قُفاز) لواشنطن والغرب ، ضد شعوبنا العربية ، ووحدة بلادنا .
***
أمريكا تحتل تركيا
ثالثاً : على النقيض من الصورة الوردية التى يقدمها أردوجان عن بلده الحر المستقل ، ويصدقه بعض السذج من نخبتنا ، تقول الحقائق أن تركيا بلد تابع بالكامل لواشنطن ، وأنه منذ عام 1969 صارت البلد سداح مداح أمام جيش الولايات المتحدة ، ففى هذا العام (1969) وقعت اتفاقية سمح بموجبها للولايات المتحدة بإقامة (26) ست وعشرين قاعدة عسكرية بالإضافة إلى مراكز الرصد والإنذار المبكر ومراكز الاتصالات اللاسلكية وقواعد التجسس وجمع المعلومات, وكذلك التسهيلات البحرية في أهم الموانىء التركية. ولقد عززت الولايات المتحدة القوات المسلحة التركية بحيث أصبحت تمتلك اكبر قوة برية تقليدية (غير نووية) بعد ألمانيا الغربية السابقة في حلف الناتو . كما ان موقع تركيا القريب من منابع النفط يعطيها ميزة كقاعدة جيدة للسيطرة على منابع النفط في الخليج العربي فى حال نشوب حرب عجزت دويلات الخليج فيها – وهو متوقع جداً – عن الدفاع عن أنفسها ، ويسمح للولايات المتحدة السيطرة على معظم الطرق الجوية والبرية المباشرة بين الأقطار العربية والدول المجاورة, وأفريقيا كما يمنحها العديد من القواعد الجوية والبحرية اللازمة لتسهيل مهمات حلف شمال الأطلسي ويجعلها قادرة على تركيز وسائط الرصد والإنذار المبكر ومحطات التجسس لمراقبة التحركات العسكرية لدول الجوار وبخاصة سوريا بعد الأحداث الجارية اليوم فيها ؛ ومن أهم القواعد العسكرية في تركيا هي:ـ
1 - قاعدة انجرليك: وهي من أضخم القواعد الجوية للحلف الأطلسي المقامة على الأراضي التركية وتقع على أبواب مدينة (أضنه) إذ أن تجهيزاتها من الطائرات والصواريخ وأجهزة الاتصال الرادارية المتطورة والبعيدة المدى إضافة إلى تواجد الآلاف من الجنود الأمريكان والأوروبيين, وتسمح لهذه القاعدة بالسيطرة على أجواء الجزء الشرقي من البحر المتوسط إضافة إلى مهماتها المخصصة للهجوم والدفاع فإنها تضم عشرات الطائرات من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الغرب من طراز فانتوم وغيرها. كما تتمركز فيها وحدات من القوة الجوية الأمريكية التكتيكية/ ,16 وتتولى هذه القاعدة بدورها مهمة تدريب الطيارين الأتراك ومن دول حلف الأطلسي المتواجدين في المنطقة من جنسيات مختلفة, وهى اليوم تقوم بتدريب العصابات المسلحة من تنظيم القاعدة وغيرها والتى تقاتل فى سوريا باسم (الثورة) ولكن هدفها تفكيك سوريا وضرب المقاومة المعادية لإسرائيل واستبدالها بحليف جديد صديق لإسرائيل ولمشيخيات الخليج ولحكام أسطنبول .
2 - قاعدة سينوب: وتقع هذه القاعدة على الشاطىء الجنوبي للبحر الأسود وتوجد فيها رادارات بعيدة المدى واجهزة اتصال متطورة, ويديرها موظفون من وكالات الأمن القومي, ومهمتها جمع المعلومات عن نشاطات الدول القريبة من منطقة البحر الأسود ورصد تجارب الصواريخ النووية وجمع المعلومات والنشاطات البرية, وهذه القاعدة مزودة بأجهزة الكترونية متطورة حيث تلتقط رسائل الراديو الخاصة باتصالات الطائرات.
3 - قاعدة بيرنكيك: وهي مخصصة للإنذارات المبكرة, في حالة حصول أي هجوم صاروخي معاد. وهذه القاعدة استخدمت أثناء خلع الشاه محمد رضا بلهوي شاه إيران عن العرش, والأحداث الإيرانية التي تلت ذلك داخليا وخارجيا بالتنسيق مع الأقمار الصناعية التي تلعب هي الأخرى دورا في مجال الاتصال والمراقبة وتقع على بعد (30) كيلومترا شمال ديار بكر ، وهى تستخدم اليوم ضد المقاومة العراقية والجيش العربى السورى والتخديم على إسرائيل فى صراعها مع حزب الله فى الجنوب اللبنانى .
4 - قاعدة كارنمابردن: وتقع على الجانب الشمالي من بحر (مرمرة) وهي قاعدة لخفر السواحل وفيها محطة لتوجيه الملاحة البحرية عن بعد, مهمتها مساعدة سفن الأسطول السادس على تحديد مواقعها بدقة.
5 - قاعدة ازمير الجوية: وتستخدم هذه القاعدة للدعم الجوي وتعتبر مقر القيادة البرية للجزء الجنوبي من حلف شمال الأطلسي وفيها قيادة القوة الجوية التكتيكية للأسطول السادس.
6 - قاعدة بلياري: وتقع هذه القاعدة جنوب العاصمة أنقرة وتعتبر مركزا رئيسيا للتنصت على التجارب النووية التي تجريها روسيا سواء في البحر أو في باطن الأرض.
7 - قاعدة انقرة الجوية: وهذه القاعدة هدفها تأمين الجسور والإشراف على أجواء البحر الأسود, وفيها مركز عمليات تركي ـ أمريكي مشترك...
8 - قاعدة سيلفلي: وتقع الى الشمال من أزمير وهي قاعدة جوية تكتيكية تستخدم عند الحاجة للقوات الأمريكية وحلف الأطلسي.
9 - قاعدة الاسكندرونة, و(يومورتاليك): وتقعان بالقرب من الحدود السورية وتعتبران من أهم مستودعات التموين والمحروقات وفيها 20% من مخزون الأسطول السادس من الوقود ومركز لتأمين الاتصالات الأمريكية ومحطة رادارية أرضية تابعة لنظام الرصد والإنذار المبكر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) .
* من ذلك كله يمكن القول ان موقع تركيا الاستراتيجي له أهمية كبيرة لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو), وهى أهم قاعدة لتدريب المنشقين والعصابات المسلحة التى تعيث فساداً ودماراً الآن فى سوريا باسم الثورة ، والثورة بريئة مما يفعلون ، وبالمناسبة هذه القاعدة يتم فيها أيضاً استقبال بعض الإسلاميين من أمثال (أولاد حازم أبو إسماعيل) و(الإخوان المسلمين) و(لجان الإغاثة الطبية) لدفعهم للموت المجانى فى سوريا باسم الله والدين ، والحقيقة أنهم ذاهبون لصالح واشنطن وتل أبيب !! .
تركيا الصديق الأول لإسرائيل فى المنطقة
رابعاً : يحدثنا التاريخ والواقع أن تركيا التى يحبها الإسلاميون فى مصر ويحبها يوسف القرضاوى وجماعته فى ذلك التنظيم القطرى – الأمريكى المسمى بـ(الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين) ، ربما أكثر من حبهم لبلدهم مصر أو لوطنهم العربى ، ويتمنون إعادة إنتاج نموذجها فى الحكم ، ويقلدونها تقليداً أعمى حتى على مستوى تسمية أحزابهم بأسماء شبيهة بحزب (العدالة والتنمية) مثل (الحرية والعدالة) و(البناء والتنمية) وغيرها من الأسماء المقلدة بلا وعى ، تركيا هذه هى أول بلد فى العالم تعترف بإسرائيل (28 مارس 1949) وتحتفظ اليوم بعلاقات دافئة جداً مع تل أبيب والتاريخ يقول لنا أنها كانت تاريخياً فى صف الأعداء فلقد انضمت إلى حلف بغداد المعادى لمصر عبد الناصر عام 1955 وأيدت العدوان الثلاثي على مصر عام ,1956 والتدخل الأمريكي في لبنان ونشر قوتها على الحدود العراقية للتدخل في إسقاط ثورة 14 يوليو 1958 إضافة إلى تلويحها المستمر بقطع المياه عنه أو تخفيض حصة سوريا والعراق من المياه وإنشاء السدود والخزانات لإلحاق الضرر بالزراعة في العراق وسوريا. وانتهاكها المستمر لحرمة الأراضي العراقية منذ عام 1991 ولحد الآن بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي (P.K.K) مستغلة الأوضاع الشاذة في شمالي العراق ، وتتعاون بقوة مع أمريكا والكيان الصهيوني في مجال التصنيع العسكري للصواريخ وشبكات الليزر التكتيكية المضادة للصواريخ والتي تحمل اسم (نويتلوس) وهي شبكة تم نشرها في أواخر عام 1997 وثمة اتفاقات عديدة بين تركيا والكيان الصهيوني على إنتاج صاروخ (بوياي) (جو ارض) والذى تنتجه تركيا لصالح الكيان الصهيوني ، وتآمرها الواضح على وحدة الأراضى السورية تحت مسمى وهمى اسمه دعم الثورة السورية ، فضلاً عن محاولاتها المستمرة لإحتواء حركة حماس وتحويلها إلى حركة مقاومة سياسية فقط دون الجهاد المسلح خدمة لإسرائيل التى تربطها بها علاقات وطيدة ، من أبرز ملامحها :
1 - في 1958، وقع داڤيد بن جوريون وعدنان مندريس اتفاقية تعاون ضد التطرف ونفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط. وفي 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب. وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري. وقد وقع رئيس الأركان التركي چڤيق بير على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، منها (تدريب عروس البحر) ، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، ثم تدريبات مع القوات الجوية، كما يوجد عدة آلاف من المستشارين العسكريين الإسرائيليين في القوات المسلحة التركية. وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية.
* منذ 1 يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية.
على الرغم من معارضة تركيا لتقسيم فلسطين عام 1947إلا أنها كانت أول دولة إسلامية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل - كما سبق وذكرنا - وسارعت بعقد إتفاقيات تجارية بعدها وبعد عضوية تركيا في حلف الناتو إقتربت سياستها من الأيديولوجية الأمريكية وإتجهت لتعميق علاقاتها مع إسرائيل.
وشهد العام 1994 أول زيارة لرئيسة الوزراء التركية تانسو تشلر إلى إسرائيل لأول مرة وبعدها، ظهرت الاتفاقيات العسكرية السرية إلى النور فى 1996 بتوقيع الاتفاقية الأمنية العسكرية التي اعتبرت مخالفًه للقانون، لأنها وقعت دون موافقة لجنة الشئون الخارجية للبرلمان التركي ، ومع ذلك استمرت حتى يومنا هذا (2012) .
وتضمنت الإتفاقية إقامة مناورات مشتركة برية- بحرية- جوية وتبادل الخبرة في تدريب الطيارين المقاتلين وتبادل الاستخبارات الأمنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف الإيراني والعراقي والسوري إضافة إلي تعاون وثيق في صيانة وإحلال وتجديد سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي التركي بقيمة تتجاوز مليارى دولار.
3 - وحتى 2012 لاتزال عقود التسلح تمثل صلب التعاون العسكري بين أنقرة وإسرائيل بل تضاعفت عما كانت عام 2006 وتحولت إلي شراكة إستراتيجية منحت شركات الأسلحة الإسرائيلية عقودا معلنة وسرية لتطوير الدبابات M60 وتحديث المقاتلات إف-16 وإف-5 وبيع طائرات بدون طيار.
4 - ومن إجمالي الحركة التجارية بين البلدين كانت عقود الأسلحة تمثل بين 65٪و 72٪ وبينما وصل التعاون العسكري في العام الحالي (2012) بين تركيا وإسرائيل إلي 2.5 مليار دولار فان الإتفاقيات الموقعة والتى لم تلغ حتى الأن ترفع الرقم إلى 4.5 مليار دولار وهو حجم الصفقات والتعاون بين البلدين فى 2012.
ورغم اتجاه تركيا لتنويع مصادر مشترياتها من السلاح وإنشاء صناعة وطنية كبديل الا أنها لم تخفض من اتفاقاتها العسكرية مع إسرائيل، بل علي العكس استمرت فى منح إسرائيل المجال الجوي والبحرى للمناورات والتدريب وفتح قواعدها العسكرية فى قونيا وإنجريلك لتستعملهما المقاتلات الإسرائيلية (يا ترى ضد من ستستعملهم إسرائيل ؟! .. السؤال للإسلاميين السذج !!) فالدم الفلسطينى واللبنانى خير مجيب إن هم أعجزتهم الإجابة !! .
5 - التعاون الاستراتيجي العلاقات الاقتصادية تفيد معطيات وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية بأن تركيا تحتل المرتبة السادسة في قائمة الصادرات الإسرائيلية لدول العالم. الناطق بلسان الوزارة براك جرانوت يشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل شهد تطورا هائلا ونبه إلى أنه ارتفع من 300 مليون دولار في 1997 إلى 3.1 مليارات دولار عام 2010 وفيه بلغ حجم الصادرات الإسرائيلية لأنقرة مليارا وربع المليار دولار.
6 – وبالعودة إلى الاتفاقية الأمنية العسكرية سنة 1996 بين تركيا وإسرائيل نجد أن من أبرز بنودها والتى تنفذ اليوم (2012) فى ظل حكومة أردوجان صديق الإخوان المسلمين :
أ- خطة لتجديد 45 طائرة f - 4 بقيمة 600 مليون دولار، تجهيز وتحديث 56 طائرة f - 5، صناعة 600 دبابة m - 60 , خطة لإنتاج 800 دبابة إسرائيلية 'ميركاوه', وخطة مشتركة لإنتاج طائرات استطلاع بدون طيار، وخطة مشتركة لإنتاج صواريخ أرض جو 'بوبي' بقيمة نصف مليار دولار بمدى 150 كم.
ب - تبادل الخبرة في تدريب الطيارين المقاتلين.
ج - إقامة مناورات مشتركة برية- بحرية- جوية.
د - تبادل الاستخبارات (المعلومات) الأمنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف الإيراني والعراقي والسوري وطبعاً التجسس على الفلسطينيين واللبنانيين المقاتلين.
هـ - إقامة حوار استراتيجي بين الدولتين.
و - التعاون الاقتصادي (تجاري صناعي, والعسكري).
7 - والعلاقات التركية - الإسرائيلية يتحكم فيها عناوين ثلاثة: مشروع أنابيب السلام، واتفاق التعاون الاستراتيحي، واتفاق التجارة الحرة. هذا ويتلخّص مشروع «أنابيب السلام» في إقامة محطة بمنطقة شلالات مناوجات التركية لتزويد إسرائيل بكمية 50 مليون طن سنوياً من المياه لمدة 20 عاماً. ويستند المشروع إلى ضخّ المياه في أنابيب برية عبر الأراضي السورية، ثم دخولها إلى شمال لبنان أو شمال شرق الأردن، وبعدها إلى الأراضي الفلسطينية، أو نقلها بحراً إلى الساحل الإسرائيلي في حال عدم توقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان. وتشير مصادر إلى انتهاء بناء المحطة التركية، مع بقاء تنفيذ المشروع معلقاً. مشروع تبلغ تكلفته نحو مليار دولار، ووُقِّعَ في عهد أجاويد، علماً بأن أوزال بدأ يتحدث عنه منذ 1991 بقوله المشهور «مثلما يبيع العرب البترول، يجب على تركيا أن تبيع بترولها، أي المياه». وقد تمّ التوقيع على الاتفاق في أغسطس 2002، ويتردد اليوم أن أردوجان قد أعطى إشارة العمل الفورى فيه بأوامر أمريكية وبروح برجماتية بحتة لا ترى تناقضاً بين ادعائه دعم السلام والمسلمين وعلاقاته المسائية والعسكرية مع أعدائهم ، الصهاينة ! ، أما المحورين الثانيين (التعاون الاستراتيجى والتجارة الحرة) فهما قائمان على قدم وساق ويتم التوسع فيهما رغم اللهجة العالية التى يطلقها أردوجان ضد إسرائيل بين حين وآخر ليرضى السذج من العرب والإسلاميين والذين للأسف يصدقونه ، ويتخيلون بعقولهم السطحية أن هناك خلاف بينه وبين إسرائيل ! ، بيد أن عاموس جلعاد ، رئيس دائرة الشؤون السياسية-العسكرية بوزارة الدفاع الاسرائيلية صرح لراديو اسرائيل، ان "العلاقات العسكرية بين اسرائيل وتركيا لا تزال مستمرة ولايزال الملحق العسكري الاسرائيلي يواصل عمله"وأن ما تدعيه تركيا وأردوجان من قطع للعلاقات العسكرية ليس سوى(كلام للاستهلاك المحلى والعربى ليس إلا).
ثم أضاف المسئول الإسرائيلى أن التعاون العسكرى التركى والإسرائيلى لايزال قائماً ومتطوراً خاصة فى مجال تحديث طائرة F-4 فانتوم تركيا وطائرات F-5 بتكلفة 900 مليون دولار وتطوير 170 من دبابات M60AI لتركيا 500 مليون دولار ، بوب – I وصواريخ بوباى II – 400 كم (250 ميلاً) مجموعة دليلة صواريخ كروز – بوب – II سطح جو من طراز صواريخ مقابل 150 مليون دولار – السهم المضاد للصواريخ الباليستية للصواريخ (متفق عليه من قبل إسرائيل ، إقرار ، الولايات المتحدة ينتظر) – 400 كم (250 ميلاً) مجموعة دليلة صواريخ كروز (التفاوض) .
وينص الاتفاق العسكرى مع إسرائيل بعد تجديده فى عهد أردوجان على تبادل الطيارين ثمانى مرات فى السنة حيث يسمح للطيارين الإسرائيليين بممارسة طويلة المدى مع التحليق فوق الأراضى التركية الجبلية بهدف – طبعاً – التدريب على أراضى شبيهة بالأراضى الفلسطينية، يعنى وباختصار للمشاركة المباشرة فى قتل الفلسطينيين ، ودفن القضية الفلسطينية التى كان ينبغى أن يعتبرها إسلاميو الثورات الجديدة ؛ بمثابة (قطب الرحى) لأن بها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين !! أم يا ترى العلاقة مع تركيا – أردوجان أهم لدى إسلاميينا ونخبتنا المخدوعة ، من (القدس) ، ومن الحقيقة ؟ حقيقة أن (تركيا) دولة بها استبداد ، وتبعية ، وعلاقات مع أعداء الأمة والدين ، وليست بتلك الصورة الوردية التى يصدرونها لنا ويطلبون منا كُرهاً ، أن نصدقها .
***
* خلاصة القول..إن زيارة أردوجان لمصر،وعلاقاته الدافئة الجديدة مع الإخوان والسلفيين، لا ينبغى أن تنسينا أننا إزاء (دولة) تبحث عن مصالحها وليس عن نشر (الإسلام) تبحث عن المنفعة ولو مع الشيطان الإسرائيلى،دولة فى محصلتها الأخيرة تابعة لواشنطن ولحلف الأطلسى،ومن يكن هكذا فإن من غير المتوقع أن يكون مع الثورات العربية الحقيقية (مثل الثورة المصرية فى بداياتها) ولكنه مع ثورات حلف الناتو التى تبحث عن (النفط) وتفكك المقاومة .
* تركيا – أردوجان ، ليست معنا بالمطلق كما يتخيل العقل المريض لنفر من مسئولينا ، ونخبتنا وإعلامنا ؛ إنها مع مصلحتها أولاً ، والتى غالباً ، ما ستتعارض مع مصالحنا فى الاستقلال والتنمية والثورة، ومقاومة المشروع الصهيونى واسترداد فلسطين !! والله أعلم .
Email:yafafr@hotmail.com

اضرب اضرب تل أبيب - اغانى تجتاح غزة


16 نوفمبر 2012

صواريخ المقاومة تدك تل الربيع "أبيب" والقدس.. وانخفاض حاد للبورصة الإسرائيلية


غارات مكثَّفة على غزة.. وحماس تعلن إسقاط طائرة حربية


طفلة فلسطينية عمرها 10 اشهر استشهدت باحدى الغارات الاسرائيلية على حي الزيتون في غزة (ا ف ب)

 الجو للصهاينة.. والأرض للفلسطينيين


منقول من منتديات الصمود الحر الشريف
http://elsoumoudelcharif.mescops.com/t11225-topic#19445

في ثالث أيام الحرب المفتوحة على غزة، فاجأت حركة حماس إسرائيل بنقل ردها على العدوان الى مستوى غير مسبوق. فبعد ان قصفت الخميس مدينة تل ابيب وأسقطت طائرة استطلاع فوق القطاع، وصلت صواريخ المقاومة امس وللمرة الاولى منذ العام 1970 الى القدس الغربية متخطية الدرع الصاروخية التي اقامتها الدولة العبرية، وقد اصيب سكانها بالهلع والخوف وانخفضت البورصة بشكل حاد. كما استطاعت كتائب القسام اسقاط طائرة حربية من طراز «اف 16» فوق غزة بصاروخ ارض جو لكن اسرائيل نفت ذلك.
ومع الفشل الذي منيت به منظومة الدرع الصاروخية، ذهب بعض الخبراء الى القول انه اذا كانت اسرائيل تسيطر على الجو فإن حماس تسيطر على الارض، خاصة مع استخدام صواريخ «فجر - 5» إيرانية الصنع.

 جنود إسرائيليون يختبئون وراء جدار في مدينة كريات مالاشي التي وصلتها الصواريخ الفلسطينية (أب)

 يأتي ذلك، فيما واصلت اسرائيل عدوانها على القطاع وشنت الطائرات غارات مكثفة وعنيفة ليرتفع عدد الشهداء الى 29 والجرحى الى اكثر من 270.
ولم تحترم الدولة العبرية تعهدها بتهدئة محدودة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الى القطاع، اذ أُعلن عن استشهاد فلسطينيين خلال تواجده هناك، حيث اكد وقوف مصر مع الشعب الفسلطيني، متعهدا بالعمل على وقف العدوان.

 هلع في تل أبيب

 كتب مقدم البرامج الإذاعي والكاتب الأميركي أرون كلاين على حسابه على تويتر: صفارات الإنذار تنطلق من جديد في تل أبيب، ركضت إلى الملجأ، أعرف أين سقط الصاروخ، لكن طلب مني أن أتكتم على الموضوع، لكنه موقع ذو أهمية كبيرة.

  الصاروخ المفاجأة

 الوزير الليكودي جلعاد أردن: إطلاق الصاروخ على القدس كان مفاجأة لنا.

  استدعاء 75 ألف جندي

 صادقت الحكومة الاسرائيلية مساء امس على استدعاء 75 ألف جندي احتياط تمهيدا لتوسيع محتمل لعملية عسكرية برية موسعة على غزة.

  صواريخ «حماس»

 القناة الإسرائيلية العاشرة: حركة حماس مازالت تملك آلاف الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
 واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وشنت سلسلة غارات مكثفة وعنيفة على مناطق متفرقة، موقعة المزيد من الشهداء، فيما واصلت فصائل المقاومة تصدِّيها للعدوان الاسرائيلي، وأعلنت كتائب القسام إسقاط طائرة حربية بصاروخ «أرض- جو»، وأطلقت عشرات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، استهدف اثنان منها مدينة تل أبيب، وسقط صاروخان للمرة الأولى على مدينة القدس المحتلة، وقالت كتائب القسام إنها استهدفت الكنيست الإسرائيلي بصاروخ طويل المدى.
 وذكرت مصادر طبية، أن مسناً استشهد، وأصيب آخر بجروح حرجة جراء غارة إسرائيلية استهدفتهم بحي الزيتون شرقي مدينة غزة. واستشهد فلسطينيان، أحدهما امرأة، (محمد سلمان وتحرير سليمان (22 عاماً))، متأثرين بإصابتهما في غارة سابقة على شمال غزة، بعد قليل من استشهاد ناشط من كتائب القسام، في غارة على خان يونس جنوب القطاع.
 واستشهد الناشط إسماعيل قنديل وأصيب آخر بجروح في غارة استهدفتهما قرب مسجد عبدالله عزام في غزة.
 وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة منذ عصر الأربعاء إلى 25 شهيداً بينهم 8 أطفال وامرأتان و3 مسنين، وأكثر من 260 جريحا، منهم 62 طفلا و42 امرأة.
 وفي وقت سابق، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في غارتين إسرائيليتين نُفِّذتا بالتزامن مع تفقّد رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ورئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية لجرحى الهجمات في مستشفى الشفاء.
 وقالت وسائل إعلام محلية، إن طائرات إسرائيلية قصفت بصاروخ منزلاً لعائلة أبو وردة في جباليا، مما أدّى إلى مقتل فلسطيني وإصابة عدد من المواطنين، فيما استُشهد آخر جراء غارة على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
 وجاءت الغارات رغم إعلان إسرائيل هدنة لـ3 ساعات بسبب زيارة قنديل.
 وفي وقت سابق، قُتل 3 أطفال فلسطينيين، وأصيب آخرون في عشرات الغارات التي شنّتها طائرات إسرائيلية فجر أمس، على أهداف متفرقة من غزة.
 وبين الشهداء طفلان سقطا في بيت حانون شمال القطاع.
 وطال القصف الإسرائيلي مقر وزارة الشؤون المدنية وعدة مقرات أمنية تابعة لحركة حماس، بالإضافة الى نقطة امنية قرب منزل إسماعيل هنية.

  450 هدفاً

 وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف 450 هدفاً في قطاع غزة منذ بدء عملية «عامود السماء» عصر الأربعاء الماضي، فيما سجل استهداف مواقع وبلدات إسرائيلية بـ550 قذيفة صاروخية.
 وبدأ الجيش الإسرائيلي، امس، باستدعاء 16 ألف جندي احتياط، بحسب ما أعلنت متحدثة عسكرية، وذلك في إطار استعداداته لتوسيع عمليته العسكرية على قطاع غزة إلى عملية برية محتمَلة.

 صواريخ على تل أبيب

 في غضون ذلك، أطلقت فصائل المقاومة عشرات الصواريخ تجاه مستوطنات الاحتلال الى الشرق والشمال من قطاع غزة، وذلك بعد وقت قصير من شنّ الطائرات الاسرائيلية لأعنف الغارات على غزة منذ بداية العدوان.
 وأعلنت كتائب القسام عن إطلاق مقاتليها صاروخا بعيد المدى باتجاه مدينة القدس، مستهدفا مقر الكنيست الإسرائيلي.
 ولم تعلّق المصادر الإسرائيلي على هذا الإعلان على الفور.
 وأعلن التلفزيون الإسرائيلي عن سقوط صاروخين على مدينة تل أبيب، ظهر أمس، وهي المرة الثالثة منذ الخميس، التي تسقط فيها صواريخ على تل أبيب.
 وسادت حالة هلع بين السكان في تل أبيب، وأمرت قوات الاحتلال بفتح ملاجئ المدينة، وسجلت البورصة انخفاضا حادا بعد قصف المدينة.
 ويمتنع الإعلام الإسرائيلي عن تجديد أماكن سقوط الصواريخ في تل أبيب لعدم استفادة الفلسطينيين من الإحداثيات.
ويقيم في منطقة تل أبيب أكثر من ثلاثة ملايين شخص أو أكثر من %40 من سكان اسرائيل. ولم تصب المدينة بنيران صواريخ منذ حرب الخليج عام 1991.
 كانت كتائب القسام أعلنت خلال الأيام الماضية العديد من المفاجآت، منها قصف مدينة (تل أبيب) وسط إسرائيل بصواريخ محلية الصنع وصاروخ من طراز (فجر 5) إضافة إلى إسقاطها طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ «أرض - جو».