13 سبتمبر 2015

محمود سلطان يكتب: هل عوقب وزير الزراعة على "نزاهته"؟

نقلا عن "المصريون":
كتب السياسي البارز ممدوح حمزة، في تغريدة له على "تويتر" مرجحًا أن يكون مالك إحدى الصحف الخاصة الشهيرة، هو الذي يقف وراء تفجير قضية فساد لوزير الزراعة المقال صلاح الدين هلال.
حمزة أحال متابعيه إلى تقرير على موقع إلكتروني، كشف صراعًا مريرًا بين مالك الصحيفة، ووزير الزراعة المقال، على 3428 فدانًا بالطريق الصحراوي يضع الأول يده عليها، ببرقاش بالجيزة منذ عام 1994، ويرفض سداد ما عليه من مستحقات للدولة، وهي تفصيلا: 2000 جنيه رسوم مرافق عن كل فدان زراعي، بالإضافة إلى مبلغ 30 جنيهًا عن كل متر لمساحة 198 فدان مبانٍ، تقول هيئة التنمية الزراعية، إن تلك المستحقات قانونية وطبقًا للمادة 18 من اللائحة التنفيذية للقانون143 لسنة1981..
 وهدد هلال مالك الصحيفة الخاصة، بسرعة سداد المبالغ المستحقة للدولة، وإلا سوف يتم سحب الأرض وعرضها للبيع في مزاد علني.
الأستاذ علاء الدين حمدي كتب مقالاً نُشر له في "المصريون" أمس 12/9/2015، قدم فيه مفاجآت صادمة تخص صلاح الدين هلال، وأن الرجل "تحدى" الرئيس السيسي ورفض القرار الجمهوري بتخصيص أرض قيمتها 110 ملايين جنيه مجانًا للشاب محمود بدر لإقامة مصنع بسكويت عليه..
 ولنتأمل ما ورد في مقال حمدي ناقلاً عن جريدة الوطن، في عدد الجمعة 26 يونيو 2015، للأستاذ "محمد أبو عمرة"، تحت عنوان: "انفراد: الزراعة ترفض تخصيص أرض مصنع بسكويت لـ"بدر" دون مقابل"، جاء فيه: (رفضت وزارة الزراعة، بشكل رسمي، الطلب الذي تقدم به "محمود بدر" مؤسس "تمرد"، حسب وصف الجريدة، لتخصيص أرض مساحتها 5 أفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة في القليوبية دون مقابل) أيضًا حسب المساحة التي حددتها الجريدة. ثم نأتي لأهم ما جاء في الخبر.. (وأشار المحضر إلى أن قرار اللجنة لا يخالف القرار الجمهوري للرئيس عبد الفتاح السيسى الصادر برقم 385 لسنة 2014، لمصلحة محمود بدر، ولكنه يحمى ممتلكات الدولة من الهدر والأراضي الزراعية من التعدي عليها بالبناء وتبويرها، فيما نص قرار اللجنة العليا لتثمين أراضى الدولة على أن القيمة الفعلية للأرض تبلغ 110 ملايين جنيه، بعدما كان مقررًا أن يتم تخصيصها دون مقابل).
بمعنى أن الوزارة رأت أن قرار الرئيس يمثل تفريطًا في ممتلكات الدولة وهدرًا وتبويرًا للأراضي الزراعية ومن ثم كان قرارها، المسئول، بالرفض وبصيغة مهذبة"! انتهى ثم أن هناك أسئلة مسكوت عنها، تتعلق بقائمة "الرشاوى" المزعومة وهي أشياء من النوع الذي يضحك، خاصة أنها تخص وزيرًا بيده كل أراضي مصر تقريبًا.. فما الذي يجعله يبتذل نفسه ـ وهو الوزير الذي كما قلت له "ملك مصر" ـ ويقبل رشاوى وشوية بدل وموبايلين، وتأشيرات حج لعائلته؟!
ناهيك عن عملية القبض عليه "الهوليودية" في وسط ميدان التحرير، بطريقة أثارت استغراب العالم كله: إيه لزمتها يعني؟! إلا إذا كان الغرض منها، الخوف من أن يتكلم في "الممنوع" عقب خروجه من مكتب محلب، بعد أن قدم استقالته. خلاصة القول هنا إن هناك مساحات مظلمة في هذه القضية، وأن وراءها أسرارًا كثيرة، وربما يتم الكشف عنها يومًا.. ولكن متى؟!: عساه أن يكون قريبًا.

12 سبتمبر 2015

“حراك”تدشن تظاهرة الكترونية بالتزامن مع مليونية الفسطاط ضد”السخره”

كتب-أحمد المصري:
دشن الائتلاف الثوري للحركات المهنية – حراك‏ حملة الكترونيه للتظاهرلا على مواقع التواصل الاجتماعي والتدوين على هشتاج ‫#‏ضد_قانون_السخرة_المدنية بالتزامن مع مليونية الفسطاط التي انطلقت فاعلياتها منذ قليل ويتوقع ان تنتهي مساء اليوم.
حملة حراك ضد قانون السخره
كانت” حراك “قد اعلنت دعمها لمطالب العمال والمهنيين بإسقاط قانون الخدمة المدنية التي قالت انه يهدد 20 الف مهني وعامل بالقاعين العام والخاص .
وقال المتحدث باسم الحركه احمد ابو زيد ان المشير السيسي يحاول اجهاض ثورة العمال ضد قوانينه المشبوهة عبر تزامن التغيير الوزاري مع موعد المليونية لأعطاء ايحاء للموظفين بوجود تغيير في سياساته نحوهم وهو امر غير حقيقي بل هعي محاولة تنفيس الغضب بعض قضية الفساد الكبري التي هذت اركان النظام .

من حذاء «منتظر الزيدي»… إلى نصف سؤال «مقداد الماجري»… حديث في المهنة!

سليم عزوز
لم يكن غريباً على إنقلاب عسكري، تزعجه فتاة تعاني من إعاقة في إحدى قدميها، هي إسراء الطويل، فيتهمها بمحاولة قلب نظام الحكم، أن يهزمه «نصف سؤال» من الصحافي التونسي «مقداد الماجري»، فينسحب رئيس الحكومة من المؤتمر الصحافي، وتقيم فضائيات الثورة المضادة حفلة ليلية صاخبة للفت الأنظار عن العورات التي تبدت للناظرين!
لقد أصبح هذا المؤتمر موضوعاً للحديث انتقل على أثره لأن يكون المؤتمر الصحافي لرئيس حكومة الإنقلاب ومضيفه التونسي، هو أحد المؤتمرات الصحافية التي تمثل علامة، مثل مؤتمر الرئيس الأمريكي بوش الإبن في العراق، الذي وصلته خلاله رسالة من الصحافي العراقي منتظر الزيدي تتمثل في حذائه الطائر. ومؤتمر عبد الفتاح السيسي وخالته ميركل في ألمانيا، ونجمته الصحافية المتدربة «فجر العادلي»!
وكان يمكن لمؤتمر إبراهيم محلب أن يمر في هدوء في تونس، لو كان الرجل سياسياً، فينتظر «مقداد» حتى يكمل سؤاله عن الفساد الخاص بقضية القصور الرئاسية والمتهم فيها محلب، على حد قول الصحافي، ورداً سياسياً من نوع أنه لم يكن متهماً في هذه القضية سينهي الموضوع. مع أن «شركة المقاولون العرب» التي كان يترأس مجلس إدارتها إبراهيم محلب، قد سهلت للمخلوع وأهل بيته نهب أموال الدولة في هذه القضية، لكن كان واضحاً أن محلب يمتلك حماية خاصة داخل المجلس العسكري، حالت دون توجيه الاتهام له!
«مقداد الماجري» داس على «اليد الموجوعة» لرئيس حكومة الإنقلاب، فتحسس بطحته بيده الأخرى، ثم انسحب، ولم يكن المؤتمر ضمن اهتمام المصريين، فلو اقتصر الأمر على الإنسحاب فلم يكن قد وصلنا نبأ ما جرى، لكن برامج «التوك شو»، التي تقوم عليها الأذرع الإعلامية لقائد الإنقلاب، تصرفت كالدبة التي قتلت صاحبها، وصدقت ما قاله المتحدث باسم حكومة محلب من أنه لم ينسحب من المؤتمر، فكان هذا النفي سبباً في ذيوع فيديو المؤتمر ليرى الجميع صاحبهم منسحباً، بدون استئذان، وبدون إعلان من الطرف المضيف بأن المؤتمر انتهى، وهذا من التقاليد، ورأينا كيف أن ميركل هي من قامت بالخبط على ظهر عبد الفتاح السيسي لتخبره بانتهاء المؤتمر، حفاظاً عليه من الإحراج، الذي تحقق رغم الانسحاب!
فمحلب ضيف ولا يجوز بروتوكولياً للضيف أن ينهي المؤتمر، إلا إذا كان المؤتمر لم «ينتهي»، وأن الرجل وجد لديه حاجة ماسة لقضاء الحاجة في الخلاء!
إنه إخواني
رواج فيديو الانسحاب، دفع الدببة لأن يجهزون على صاحبهم فانطلقوا يتهمون «مقداد» بأنه إخواني، ويعمل في فضائية إخوانية، ففي دوائر الإنقلاب فإن كل المصائب لا بد وأن يقف الإخوان وراءها، فإذا طلبت زوجة إنقلابي منه الطلاق فلا بد أن يكون الإخوان وراء ذلك، لذا فقد ظن الدببة أن وصف الصحافي التونسي بالإخواني الذي يعمل في فضائية «الزيتونة» الإخوانية، يمكن أن يطوي الملف، ويصبح هروب محلب مبرراً، وهو الهروب الذي مثل فضيحة يتغنى بها الركبان!
أحد الدببة، قال في برنامجه إنه يعرف الأمن التونسي جيداً، في إشارة لقوته ويقظته، وتساءل عن السبب وراء السماح لهذا الصحافي الإخواني بحضور المؤتمر؟! وهو أمر كاشف عن الطبيعة الأمنية التي تسيطر على الفتى، ذلك بأن الأصل في المؤتمرات الصحافية أن يحضرها الصحافيون بغض النظر عن الإنتماء السياسي لكل منهم، والمنع هذا سلوك ينتمي للأنظمة الإنقلابية والدول البوليسية!
وهكذا، فبدلاً من أن يشعر القوم بالعار، لأن صحافي بنصف سؤال أظهر الإنقلاب العسكري في مصر بهذا الهوان والضعف، ذهبوا يبررون أمام زحف السؤال. والغريب هو ما قالوه من أنه يعمل في قناة لا يشاهدها أحد!
لا بأس، فقد عرف الناس خارج تونس بإعلامي اسمه «مقداد الماجري»، وعرفوا قناة «الزيتونة»، التي لم أكن أعرفها وأنا المنشغل بالنقد التلفزيوني، وقد كان ما جرى سبباً لأن أسأل هل هي قناة إخوانية فعلاً؟ فقيل لي إنها تدور مع الثورة حيث دارت، وكذلك الأمر بالنسبة لمقدم البرامج بها زميلنا المذكور، وهي قناة فقيرة ومعرضة للإغلاق لضيق ذات اليد، لكن سبحانه وتعالي يضع سره في أضعف خلقه، فلم يكن من هزم الإنقلاب بنصف سؤال، يعمل في الـ «سي أن أن»، فربما وقتها سمعنا من إعلام الثورة المضادة، أن مجلس إدارة العالم، وهو من اختراع تامر ابن أبيه، اجتمع لإحراج إبراهيم محلب، وأن اوباما وبتحريض من شقيقه الإخواني من يقف وراء النصف سؤال الذي طرح!
الإنقلاب العسكري في مصر يعلق فشله في البر والبحر على شماعة الإخوان، لذا كان الاتهام لـ «مقداد» بأنه إخواني، ولم يكن هو موفقاً في رد الإتهام عن نفسه، لأنه بالفعل ليس إخوانيا، ولعدم وعيه بتفاصيل الأمور في مصر أضحك الثكالى وهو يصيح عبر شاشة «الجزيرة مباشر»، باستدعاء عبارة مستهلكة: «لست إخوانيا ولكنهم إخواني»، وهي عبارة جرى ابتذالها على نحو جعل من الهاجس الأمني يفسرها بأن من يرددها هو بلا شك «إخواني» يكتم إخوانيته.
لست منهم
هذه العبارة هي تطور لعبارة أخرى كان يقولها الكائن الإخواني قبل الثورة: «لست من الإخوان ولكني أحبهم في الله»، وكان هذا إعلان بأن من ينفي هو عضو في التنظيم وإن أقسم على الماء فتجمد، وبعد الثورة كان كثيرون يعلنون أنهم من الإخوان، رغم أنهم ليسوا منهم، وأحدهم كان لا يكف عن الهجوم علي أنا عندما انتقد القوم، بتجاوز عندما كان يقول إنني أهاجمهم لأنني كنت انتظر أن يحققوا أمنيتي فأكون نائباً على قوائمهم.. الآن أطالع صفحات هؤلاء المتطاولين السابقين على مواقع التواصل الإجتماعي فأجد أذكاراً ونحو ذلك!
من تكرار مقولة «لست إخوانيا ولكنهم إخواني»، على لسان كثيرين، خشيت أن نكتشف في يوم ما أنه لا وجود لأحد إخواني، وقد يفاجئنا المرشد العام للجماعة بإعلانه «لست إخوانيا ولكنهم إخواني»!.
ولم يكن هذا فقط ما يؤخذ على «مقداد الماجري» في مشاركته على «الجزيرة مباشر» فقد ظهر مشحوناً ويمتلئ بجرعة غضب دفعته لأن يخسر كثيرا من جماهيريته، فهاجم مصر بدلا من أن يهاجم الإنقلاب، وهاجم إعلامها الذي وصفه بالدعارة، دون أن يخصص أن هذه الدعارة ليست شأناً مصرياً ولكنها إفراز للثورة المضادة، ثم إن مصر ليست فقط التي اختزلها في لحظة كان فيها التونسي الخضر حسين شيخاً لأزهرها. وهو الجزائري الأصل والذي عاش في تونس وتخرج في جامع الزيتونة.
لكن من الواضح أن هذا إنتاج حالة الشحن التي يعيشها من جراء حملة الإبادة الإعلامية التي استهدفته، ولو فكر وقدر لوقف على أن هذه الحملة هي لأنه أوجع الإنقلاب العسكري بنصف سؤاله، ولظهر أكثر هدوءاً ولما مثل أداؤه صدمة. وليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
اللافت، أن فضائيات الثورة المضادة، لم تنظر للأمر من باب المهنية، فقد كان حذاء «منتظر الزيدي»، يخالف تقاليد وأعراف المؤتمرات الصحافية بالنظرة المهنية المجردة، لكنه في المقابل كان عملاً وطنياً شجاعاً بامتياز في مواجهة هذا المستعمر. أما في أزمة مؤتمر السيسي وخالته ميركل، فقد كانا هما من خرج على تقاليد المؤتمرات عندما لم يلتفتا لسؤال «فجر العادلي» فكان هذا دفعاً لها للانتقال من الصحافة للسياسة، ومن المهنة إلى الثورة، لكن في حالة «مقداد» فقد كنا أمام سؤال مهني بامتياز ولم يخالف الأعراف المهنية عندما طرحه، فمن خرج عليها هو من انزعج من مجرد سؤال لم يكتمل وغادر المؤتمر!
الملاحظ، هو أن بعض مقدمي برامج «التوك شو» في فضائيات الإنقلاب، أظهروا جهلاً بطبيعة عمل الصحافي، فقد لاموا «الماجري» واتهموه بالخروج على أعراف الضيافة وتقاليد المهنة، وهذا كاشف عن عدم وعي بدور الإعلامي فهو ليس موظفاً بالعلاقة العامة بالحكومة، كما أنه ليس نادلاً في فندق، دوره حسن استقبال الزبائن!
ليس على «سفرجية» الإنقلاب العسكري أن يحددوا طبيعة عمل الإعلامي «مقداد الماجري»!

10 سبتمبر 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: ها قد عدنا يا مصريين

على طريقة الجنرال الفرنسى غورو الذى ذهب الى قبر صلاح الدين فى دمشق بعد احتلال سوريا عام 1920، وقال قولته الشهيرة "ها قد عدنا يا صلاح الدين." متصورا انه بذلك يأخذ الثأر القديم لاوروبا وأجداده فى الحملات الصليبية، بعد هزائمهم وطردهم من الارض العربية فى القرنين الثانى والثالث عشر.
على طريقة هذا الجنرال، بعثت لنا اسرائيل امس، برسالة مشابهة، بإعادة فتح مقر لسفارتها فى القاهرة، بعد أن كان شباب مصر وثوارها قد نجحوا فى اغلاقها بالضبة والمفتاح فى مظاهراتهم وحصارهم لها فى 9 سبتمبر 2011، والذين كنت قد كتبت بالأمس موضوعا عنهم وعن بطولاتهم بعنوان "حين أغلق ثوار مصر سفارة اسرائيل" ، قبل ان يصلنى نبأ اعادة افتتاح السفارة الصهيونية.
انهم المتظاهرين الذى وصفهم ايهود باراك وزير الدفاع الصهيونى السابق ومعه عديد من القيادات الاسرائيلية، بانهم من مجموعة من الرعاع.
فيأتون اليوم ليبعثوا لنا برسالة انه ((ها قد عدنا يا مصريين))
***
لماذا اراها هكذا؟
لأنهم اختاروا ذات اليوم، 9 سبتمبر 2015، بعد أربع سنوات بالتمام والكمال، ليكون هو الموعد الذى يعيدون فيه افتتاحها.
وهى اشارة لا تخفى على اى مراقب.
وللأسف، تمت هذه الرسالة بالاتفاق والتواطؤ مع الادارة المصرية ووزارة خارجيتها؛ اذ لا يمكن ان يكون قد غاب عنهم المغزى من وراء اختيار هذا الموعد تحديدا.
ليصبحوا شركاء للاسرائيليين فى توجيه هذه الرسالة الوقحة، وليكونوا شركاء لهم فى اهانة الشعب المصرى وثورته.
يفعلون ذلك، رغم ان الشباب تظاهر يومها غضبا للكرامة والسيادة المصرية بعد ان قامت القوات الصهيونية بقتل خمسة جنود مصريين على الحدود الدولية، بدون حتى ان تكلف نفسها بإبداء اى اعتذار او أسف.
***
نحن ندرك بطبيعة الحال، عمق العلاقات المصرية الاسرائيلية الحالية فى عهد السيسى، والتى وصلت الى درجة غير مسبوقة، حتى فى ظل السادات ومبارك :
· فلقد أصبحت اسرائيل هى البوابة الدولية التى تجلب للنظام المصرى الجديد، الاعتراف والرضا الامريكى والدولى .
· و تدخلت اسرائيل واللوبى الصهيونى فى امريكا لأول مرة فى التاريخ للضغط على الادارة والكونجرس الأمريكيين من اجل استئناف المساعدات العسكرية لمصر، بعد ان كانت فى السابق تضغط دائما لتجميدها او ربطها بقائمة من الشروط والمطالب الاسرائيلية.
· كما قامت الادارة المصرية بتنفيذ المطالب والأحلام الاسرائيلية القديمة ببناء منطقة عازلة على الحدود مع غزة، وهدم الأنفاق تحت الارض، مع اغلاق المعبر فوقها، وهى المطالب التى حتى مبارك نفسه رفض تنفيذها.
· وانحازت الى اسرائيل فى عدوانها الاخير على غزة فى صيف 2014، والذى أودى بحياة ما يزيد عن 2000 شهيد.
· وربطت الإدارة المصرية إعادة إعمار غزة، بنزع سلاح المقاومة، حين اشترطت تسليم السلطة هناك الى جماعة أبو مازن التى التزمت فى اوسلو بنزع السلاح الفلسطينى.
· وانحاز السيسى الى المخاوف الاسرائيلية من الاتفاق النووى الايرانى، كما صرح بنفسه لوسائل اعلام اوروبية منذ بضعة شهور.
· والقائمة تطول...
ومن ثم فنحن ندرك ان اعادة فتح السفارة الاسرائيلية فى القاهرة مع ترسيم سفير مصري جديد فى إسرائيل، منذ بضعة أسابيع، لأول مرة منذ سحبه فى 2012، لم يكن سوى تتويج لكل هذه العلاقات المتميزة والممتازة.
ولكن مع ذلك، لم يكن من اللائق أبدا من ناحية الشكل و المغزى، ان تقبل الادارة المصرية، تحت اى ظرف، ان يأتى موعد الافتتاح فى الذكرى الرابعة لمظاهرات الغضب الشعبى ضد قتل الجنود المصريين.
*****
القاهرة فى 10 سبتمبر 2015

09 سبتمبر 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : حين أغلق ثوار مصر سفارة " اسرائيل"


أكتب هذه السطور ردا على كل من يحاول الطعن فى وطنية الثورة المصرية. كما أهديها تحية وتقديرا لكل ثوار مصر و شبابها، الذين شاركوا فى هذا اليوم العظيم، وأخص منهم الشهداء والمعتقلين .
***
((ان الذين اقتحموا سفارتنا فى القاهرة هم مجموعة من الرعاع )) أيهود باراك ـ وزير الدفاع الصهيونى السابق
***
تحل اليوم 9 سبتمبر 2015، الذكرى الرابعة لنجاح الشباب المصرى الثائر فى اغلاق سفارة العدو الصهيونى بموقعها الحصين فوق كوبرى الجامعة بمحافظة الجيزة.
فتحت اسرائيل سفارتها فى مصر بعد توقيع معاهدة السلام فى 1979، واتخذت اول مقر لها فى شارع محيى الدين ابو العز بحى المهندسين، قبل أن تنتقل الى موقعها الحالى لتحتل الأدوار العليا فى احد الابراج المطلة على كوبرى الجامعة، والذى يقع فى شارع متناهى الصغر عرضا وطولا، تحت الكوبرى، لإحكام السيطرة الامنية عليه. ولتتحول المنطقة المحيطة بها الى ثكنة عسكرية، تعج بقوات الأمن والمخبريين السريين، المجهزين بكافة انواع الاسلحة. والذين حولوا حياة سكان المنطقة وكل من يقترب منها الى جحيم، وكأهم يعيشون فى معسكر للجيش او للامن المركزى، او فلنقل معسكر اعتقال.
وعلى امتداد سنوات وعقود طويلة، عجزت كل محاولات القوى الوطنية، فى الاقتراب من محيط السفارة بمسيرات او مظاهرات من اى نوع. بما فيهم طلاب جامعة القاهرة التى لا تبعد عن موقع السفارة، سوى بضعة أمتار، فلقد عجزوا كغيرهم عن الاقتراب من السفارة المقدسة. التى أصبحت اكثر تحصينا ربما من قصور الرئاسة أو من السفارة الامريكية ذاتها.
وحتى فى ذروة فاعليات التعاطف والدعم الشعبى للقضية الفلسطينية، عجزنا عن الاقتراب من هذا الحصن المنيع. وما زلنا نتذكر موجات الغضب الشعبى ضد اعتداءات اسرائيل على لبنان فى 1982 ومذبحة صابرا وشاتيلا وحرق المسجد الابراهيمى ومذبحة قانا وانتفاضة الحجارة 1987 وانتفاضة الاقصى 2000 والاعتداءات المتكررة على غزة...الخ، وكيف عجزت جميعها عن تخطى الحواجز الامنية المنيعة للسفارة.
وكان من المشاهد المتكررة والمستفزة لعموم المصريين و لسكان المنطقة، هو موكب السفير الصهيونى الذى تحمل سيارته لوحة دبلوماسية برقم 114 وهو الكود الدبلوماسى الخاص بسيارات اسرائيل فى مصر، وكيف يحيطونه بأسطول من سيارات الحماية الأمنية وكأنه رئيس الجمهورية، او رئيس لدولة كبرى فى زيارة لمصر.
وحين حفظ الناس هذا الرقم الكودى، اصبح ينتقل فى سيارات تحمل لوحات معدنية عادية، للتمويه والتخفى، لأنه يدرك جيدا ان المصريين لم يستوعبوا أو يقبلوا ابدا وجوده بينهم فى مصر.
***
كان هذا هو الوضع على امتداد 32 عاما، الى ان قامت الثورة المصرية:
وبعد نجاحها فى ازاحة مبارك فى 11 فبراير 2011، بأسابيع قليلة، وبالتحديد فى 8 ابريل 2011، نجحت طلائع من شباب الثورة لأول مرة، فى كسر الحواجز الأمنية للسفارة، والتجمع أمامها وحصارها لساعات طويلة.
كان ذلك ردا على الاعتداءات التى قامت بها اسرائيل على غزة فى 8 ابريل، وأوقعت 19 شهيدا، فى اول عدوان على الفلسطينيين بعد الثورة المصرية، والذى فهمه كثيرون بأنه بمثابة أول اختبار صهيونى لمصر الثورة، وبمدى التزامها بالمعاهدة وبما تنص عليه من فصل العلاقات الثنائية عن اى اعتداءات اسرائيلية على اى اطراف عربية اخرى. وهو الموقف الذى أكد النظام المصرى التزامه به على الدوام منذ 1978 حتى قبيل الثورة .
وبالفعل نجحت تظاهرات الشباب فى ارغام العدو الصهيونى على ايقاف العدوان على غزة فورا، بعد ان ابلغته الادارة المصرية نظيرتها الاسرائيلية، بانها لم يعد لها سيطرة على حركة الناس فى الشارع، وانه لن يكون بمقدورها حماية السفارة لو استمر العدوان.
***
وكانت الموقعة الثانية فى اغسطس من نفس العام، حين توجه الآلاف من المصريين لحصار السفارة وانزلوا علمها لأول مرة منذ 1979، ردا على قيام القوات الاسرائيلية بقتل خمسة جنود مصريين على الحدود فى 18 اغسطس 2011، بدون ان يقدموا اى اعتذار، وبدون اى رد فعل من الحكومة المصرية او من المجلس العسكرى.
وقطع عيد الفطر المبارك تظاهراتهم، ليكتشفوا ان الحكومة المصرية، قد استغلت اجازة العيد، لتبنى جدارا عازلا، من الخرسانة المسلحة، حول السفارة لحمايتها من المتظاهرين. فما كان منهم الا أن عادوا بأعداد مضاعفة لحصار السفارة مرة أخرى وفى ملحمة شعبية غير مسبوقة وبأدوات بدائية، استطاعوا فى ساعات قليلة ان يهدموا الجدار العازل، واستطاع بعضهم تسلق المبنى، واقتحام غرفة أرشيف ملحقة بالسفارة، لتنقلب الدنيا، ولتقف اسرائيل والبيت الابيض على قدم وساق، وليصدر الرئيس الامريكى تعليماته للادارة المصرية بالتدخل الفورى لحماية موظفى السفارة الاسرائيليين وانهاء هذا الموقف فورا.
وبالفعل تدخلت القوات، بعد اتصال أوباما، لفض المتظاهرين ولإنهاء الحصار، وسقط فى الفض بعض الشهداء، وتم اعتقال العشرات. وكانت هذه هى المرة الاولى بعد الثورة التى تتجرأ فيها السلطة وتعيد استخدام القوة لضرب المتظاهرين وتفريقهم. وفى اليوم التالى تم اعلان حالة الطوارئ.
ولكن الاهم من كل ذلك، انه منذ تلك اللحظة، اختفى الاسرائيليين من هذا المبنى، وأغلقوا مقر السفارة الذى كبس على انفاسنا اكثر من ثلاثين عاما. والى يومنا هذا، لم يعلنوا بعد عن مقر سفارتهم الجديد. يتردد أحيانا انهم يديرون اعمالهم من السفارة الامريكية، أو من منزل السفير الاسرائيلى، ولكن ليس فى مصر حتى اليوم مقر معلوم للسفارة الاسرائيلية.
لم تكن السفارة، مجرد رمز لوجود العدو الصهيونى فى مصر، بل كانت قبل ذلك وبعده، رمزا لكل النظام الحاكم؛ نظام كامب ديفيد الذى أسسه السادات وثبت دعائمه حسنى مبارك.
***
كان شباب الثورة المصرية هو الذى فعل ذلك. وهو الذى ارغم اسرائيل على الاعتذارعن قتل الجنود المصريين، وليس الدولة المصرية بكل هيلمانها وهيبتها ومؤسساتها.
و لم تكن هذه هى نهاية المطاف، بل واصل عديد من الشباب نضالهم من أجل توظيف ما اتاحته الثورة من حريات وأدوات للتواصل الجماهيرى، فى دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن الفلسطينيين فى مواجهة الاعتداءات الصهيونية فى نوفمبر 2012، وفى توعية الناس بسوءات نظام كامب ديفيد والمعاهدة، وطالبوا بقطع العلاقات وسحب السفراء، ونظموا مئات الزيارات الى غزة عبر معبر رفح بعد ان كانت محرمة ومحظورة عليهم. ونشطت لجان الدعم والإغاثة ونصرة القدس والأقصى. وانطلقت سلاسل من المؤتمرات والمحاضرات فى كل ربوع مصر، فى نقاباتها ومقرات أحزابها الوليدة، بل فى الشوارع والميادين، تحاول احياء الوعى بالمشروع الوطنى فى مواجهة المشروع الامريكى الصهيونى.
صحيح ان الطريق كان لا يزال طويلا، لكنه لم يعد مسدودا كما كان منذ نهاية حرب 1973. وصحيح أن قطاعات واسعة من القوى السياسية، تجاهلت فلسطين وكامب ديفيد فى خطاباتها وبرامجها السياسية، اما خوفا أو تواطؤً، ولكن أجواء الحرية مكّنت الشباب الوطنى من كسب أرض جديدة كل يوم. لقد كان الوضع مبشرا.
***
ولقد عبر عديد من القادة الصهاينة عن قلقهم البالغ من هذه الحالة الشعبية، بقولهم ان اسرائيل اعتادت دائما ان تتعامل مع القصور العربية، ولكنها لم تعتَد ابدا على التعامل مع الشارع العربى الذى يعاديها ويكرهها ويرفض الخضوع لضغوطها وتهديداتها. وان الربيع العربى قد جعل من الرأى العام العربى رقما مهما وشريكا فى صناعة القرار العربى.
***
ولكن مع الارتداد عن الثورة وأهدافها، وعودة الاستبداد، وحظر وتجريم المظاهرات والمشاركات الشعبية، ضعفت وتراجعت وخفتت تماما، كل الفاعليات الشعبية المناصرة لفلسطين والمناهضة لاسرائيل ولكامب ديفيد. بل أن اعدادا كبيرة من شباب موقعة السفارة فى سبتمبر 2011، أصبحوا اليوم نزلاء فى السجون والمعتقلات.
***
وفى ختام هذه السطور، ارجو على كل من يردد بغير تفكير أو دراسة او فهم، ما تروج له أنظمة الحكم العربية، من ان الثورات العربية هى صناعة امريكية، ان يتوقفوا عن ذلك وان يراجعوا انفسهم، وان يعلموا ان النظام الرسمى العربى وكل أنظمته الحاكمة هم الصناعة الامريكية الحقيقية فى وطننا العربى. فهم الذين أدخلوا الأمريكان الى بلادنا ليحتلوها وينهبوها ويقسموها ويحاولون افشال أو اختراق أو إحتواء ثورات شعوبها.
*****
القاهرة فى 9 سبتمبر2015
موضوعات مرتبطة:

07 سبتمبر 2015

على القماش يكتب : حكاية حافظ " دوره " .. أبو سعده سابقا

رفض اعدام القتله فى ليبيا .. وتجاهل التجاوزات فى سجون مصر
منذ سنوات قليلة طلبت وزارة الخارجية من لجنة الحريات بنقابة الصحفيين حضور ممثلين عن اللجنة والنقابة لحضور مناقشة تتعلق بالمصريين الصادر ضدهم أحكام فى ليبيا
وذهبت ومعى الزميلة نور الهدى زكى لحضور الاجتماع بمبنى وزارة الخارجية بجوارالاذاعة والتلفزيون بماسبيرو
وبدأ الاجتماع باستعراض مساعد وزير الخارجية المشكلة ، والتى تتلخص فى وجود احكام بالاعدام صادره فى حق عدد من المواطنين المصريين ، وان الاحكام عن احداث جنائية لا علاقة لها بالسياسة اطلاقا ، وان جميعها عن أحداث قتل وأعترف الجناه بالقتل العمد ، باعترافات من غير أكراه ، بل بشهود مصريين .. وان الحكومة الليبية حاولت الاستجابة لطلب الخارجية المصرية بتسوية الحالات بتعويض اسر المجنى عليهم مقابل العفو ، ونجحت بالفعل فى بعض الحالات ، عدا الحالات المستعصية الجارى استعراضها ، وجميعها جنايات قتل بشعه مثل ان يقوم الشاب المصرى باغتصاب سيده ليبية يعمل لدى أسرتها ، وعندما يقاومه زوجها يقوم بقتله ثم يقوم بقتل اسرة الزوج من زوجه واطفال لاخفاء الجريمة .. الى أخر حوادث القتل البشعة المقرونه باغتصاب أو سكر أو سرقه
وللحق مع هذا السرد ، من قتل بشع ، ورفض أهالى الضحايا التنازل أو أخذ ديه والعفو – وهذا حقهم – لا أخفى اننى أيدت توقيع العقوبة ضدهم .. فالقضايا المذكورة لا علاقة لها بالسياسة ، والاحكام من وصف الخارجية ليست بها تجاوزات ، وتطبيق الشرع وحكمة القصاص لولى الآمر وهو المحكمة فى هذه الحالة وطبقا للقانون بل والمنطق أمرأ طبيعيا .. وكتر خير الحكومة الليبية التى ماطلت فى تنفيذ الاحكام لسنوات طويلة على أمل تنازل أهالى الضحايا والعفو عن هؤلاء الجناه
فجأه هب حافظ أبو سعده بانفعال بطريقة ذكرتنى بخليفه خلف خلاف المحامى فى مسرحية شاهد ما شفش حاجه ، ليدافع عن الجناه دفاعا مستميتا ، ليس تشكيكا فى ارتكابهم للجرائم الفظيعة ، أو جور المحاكمات .. بل لانه ضد عقوبة الاعدام على طول الخط مهما كانت الجريمة ، وأخذ يستشهد بالعديد من الدول التى لا تطبق عقوبة الاعدام وتكتفى بالسجن .. وبما ان هؤلاء قضوا فترة طوبلة فى السجن ( فترة احتجازهم لسنوات لمماطلة السلطات الليبية فى تنفيذ الاحكام ) فقد قضوا معظم فترة سجنهم ويستحقوا الافراج عنهم ، ويمكن اعادة محاكمتهم فى مصر
أنتهى الاجتماع الى اقتراح بسعى الخارجية مع الحكومة الليبية وأسر الضحايا مرة أخرى للعفو عن القتلة والجناة .. وخرجت لتنطبع فى ذاكرتى رفض ابو سعده لعقوبة الاعدام على الاطلاق ومهما كانت الجريمة ، وهو ما يتعارض مع قناعتى الشخصية بالقصاص من القاتل تطبيقا للشرع والقانون والعدالة
وفى الفترة الآخيرة صدرت احكام اعدام كثيرة ، بعضها رفضتها محكمة النقض ، و تراجعت المحكمة عنها لحدوث تجاوز مدوى ومخالفة للقانون ، مثل حالات اكتشاف أطفال ضمن الحكم باعدام اكثر من 500 شخص وهو الحكم الصادر من محكمة بالمنيا ، وتبين ان الحكم صدر دون سرد الاسماء وتكشف وجود أطفال بينهم 
ورغم هذا لم ينطق ابو سعده بحرف واحد ولو عن خطأ الحكم الآول والصادر بحق اعدام الاطفال .. وهو الذى كان يستميت لعدم تطبيق الحكم على نحو 20 فردا فى حوادث متفرقة كلها قتل واغتصاب وكافة الجرائم والموبقات
ومنذ أيام أحتج عدد من أعضاء المجلس القومى لحقوق الانسان على وقوع حالات تعذيب للمسجونين وتجاوزات فى حقهم ، فاذا ب " ابو سعده " يشن عليهم هجوما مستميتا دفاعا عن وزارة الداخلية ، وان الحال فل الفل وكله تمام ، ولم تحدث حالة تجاوزات واحدة.. وكأن كل ما يروى من مأسى وصلت الى موت المسجونين بسبب نقص العلاج مثل حالة عصام دربالة وغيره وهو ما نشرته " المصرى اليوم " و " الشروق " وهى صحف لا تنتمى للتيار الاسلامى ، وما يعانيه مجدى احمد حسين والدكتور مجدى قرقر وغيرهما وتعرض حياتهم لآشد المخاطر ، وما يرويه أسر المسجونين من صور المعاناة وهو مسجل فى لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وغيرها ، لم يسمع ابو سعده بها ، بل ولم يقرأ الصحف حتى صحف الحكومة ومنها " الاهرام " مثل ما كتبه م . يحى حسين عبد الهادى - وهو كاتب لا ينتمى للتيار الاسلامى حتى يهدأ من لديهم " فوبيا "- فروى ما يتعرض له عصام سلطان وغيره داخل السجون ، وقد يكون هؤلاء حظهم أفضل ممن لا يعرف أحد به ، و بما يتعرضون له ، وأختتم مقاله باعلاء القيم الانسانية لآى سجين ، وان ما يجرى هو عودة الى قبل ثورة يناير
فى المسرح ، بمجرد ان يسأل المخرج الممثل عن حاله يجيبه على الفور حافظ الدور بامتياز .. وهكذا أصبح حال " ممثل " المجلس " القومى " ومنظمات حقوق الانسان .. حافظ الدور .. أبو سعده سابقا

سيد أمين لـ"كيهان" الفارسية: ثورة مصر ستنجح وعلى ايران رفع يدها عن العراق وسوريا

اجرت صحيفة "كيهان" الفارسية واسعة الانتشار حوارا مطولا مع سيد أمين حول الاوضاع السياسية في مصر واحتمالات نجاح ثورة مصر والموقف في الشرق الاوسط وموقف العرب من ايران وبرنامجها النووى والموقف من داعش وغيرها .
وباختصار قال ان الاخوان المسلمين لم يحكموا مصر من الاساس ونظام مبارك لم يترك السلطة لحظة واحدة وان الثورة المضادة اخذتهم ذريعة لافشال الربيع العربي في مصروان الثورة المصرية ستنجح في نهاية المطاف.
وقال ان داعش هى حركة مخترقة امريكيا والهدف من نشاتها هو اتخاذها ذريعة لسحق الربيع العربي وهى حركة ارهابية شأنها شأن ميليشيا بدر االشيعية والحزب الاسلامى الشيعى والمهدى الشيعية وكل الجيش العراقي الطائفي وهى حركات نشأت في ايران 
وقال ان المشروع النووى الايرانى قد يكون اضافة للمسلمين والعرب ولا يجب ان نهاجمه لاننا نؤمن برب واحد ورسول واحد وكتاب واحد وتاريخنا مشترك وثقافتنا مشتركة وعدونا واحد وعلى ايران ان تترك العراق وسوريا لشعبيهما وان تتفرغ لمجابهة قوى الشر الغربية بدلا من العرب.
وطالب ايران برفع يدها عن العراق وسوريا وترك شعبينا هناك ليقرروا مصيرهم بانفسهم 
** خرج الشعب المصری الی الشوارع عام 2011 لتغییر النظام ولکن الان وبعد مرور عده سنوات ، یتکئ العسکر علی منصه الحکم . ما هو تحلیلکم لهذا الوضع؟
* لأن من فجر ثورة يناير هو جهاز المخابرات بهدف منع جمال مبارك من الصعود للحكم .. وكانت كل النخب التى خرجت انذاك هى تابعة لهذا الجهاز ولكن حينما تفاعل الشعب بصدق واخلاص مع تلك الثورة فلتت الامور من جهاز المخابرات فراح يقود الثورة المضادة سرا ونجح في ذلك الى ان اعلنها صراحة.
**-لماذا لم تتمکن الثورة المصریة ان تکتمل؟ ما هی العقبات التی تحول دون تحقیق الثورة المصریه؟
* لم تتمکن الثورة المصریة من الاكتمال بسبب ان الثوار اعطوا ثقتهم لرجال الثورة المضادة لقيادة الثورة , فضلا عن ان دولة مبارك كانت دولة عميقة ومتجذرة للغاية , ولها أليات ادارة يمكنها بها تعطيل سير الحياة وافتعال الازمات .
وهى ادوات لم يصل لها الثوار حتى الان, كما ان الثورة في مصر لم تحكم لحظة واحدة فكل من تولى حكم مصر بعد 2011 كانوا هم رموز النظام القديم ذاتهم.
وحتى الاخوان المسلمين والرئيس مرسي لم يحكموا مصر لحظة واحدة , لأن يدهم كانت مغلولة والدولة العميقة كانت تدير وتسيطر على كل مفاصل الدولة بعكس ما كانوا يريدون فبدوا كما لو كانوا متأمرون مع تلك الدولة التى اصبحت عدوتهم الان بشكل صريح , وهذا غير صحيح.
** تعتبر حکومة السیسی الاخوان المسلمین کمنظمه ارهابیه و حظرت انشطه هذه المجموعه، ما هو السبب فی قرار الحکومه هذا؟هل المخاوف من قدره الاخوان المسلمین سببت فی ازاله هذه المجموعه من المعادلات السیاسیه؟
*حكومة السيسي اعتبرت الاخوان كحركة ارهابية من اجل اتخاذ الاجراءات التى ستقاومها كذريعة للانقضاض على الثورة كلها وفرض نظام حكم فاشي , ولدينا مثل شعبي يقول "اضرب المربوط يخاف السايب" اي اننا حينما نبدأ بضرب المكون الاكبر بين الثوار بكل تلك الوحشية ستخاف بالقطع كل فصائل الثوار الاخري , وبالفعل قدرة الاخوان كانت هى الهاجس الاكبر وحائط الصد الامامى امام الفاشية. 
**لقد بدأ السیسی انشطته الانتخابیه بشعار انتعاش الوضع الاقتصادی و الامنی؟ هل تحققت شعاراته بعد مرور سنتین؟
* أولا لم يكن السيسي بحاجة لأى شعارات لكى يكون رئيسا للجمهورية فهو جاء بانتخابات مزورة بشكل صريح وقاطعها الشعب بشكل واضح جدا والاعلام الرسمى سواء او المحسوب على الدولة نقل ذلك أنذاك على الهواء وقال ذلك بصراحة لسبب غير مفهوم حتى الان, ومع ذلك صار السيسي رئيسا واعترف به العالم الغربي الذى يدعمه بقوة.
كما ان انجازاته الاقتصادية لم يتحقق منها اى شئ على الاطلاق بل ساءت الامور بشدة اقتصاديا رغم نهر الاموال الذى تدفق عليه من دول الخليج العربي بتوصية من الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل, ونظام حكم السيسي يعتمد بشكل كلى على الاعلام والدعاية في الترويج لمشروعات عملاقة ثبت انها وهمية لدرجة انه يروج ان التفريعة التى حفرها لقناة السويس هى قناة سويس جديدة على خلاف الحقيقة والعالم الغربي تواطأ مع الامر وتحدث بصفتها قناة جديدة خلافا للمنطق والجغرافيا.
** لقد سبق ان قادت مصر فی العهود الماضیه الکفاح العربی ضد اسرائیل الا ان حکومه سیسی تقیم حالیا علاقات ودیه مع اسرائیل وهو ما یعنی نسیان القضیه الفلسطینیه من قبل الحکومه المصریه. ما هو تحلیلکم بشان ذلک؟
* كما قلت لكم من قبل ان الداعم القوى للسيسي هى امريكا واسرائيل , وهو يرغب في ان يمثل لهما دور الشرطى الخاص بهما في المنطقة وان يصفي لهما كافة حركات المقاومة خاصة المقاومة الاسلامية في غزة وفي سيناء وحتى في اليمن واى مكان اخر تستشعر منه اسرائيل الخطر.
اما القضية الفلسطينية فلم ينساها الشعب المصري ابدا ولكن الاعلام الرسمى جعل قلة من البسطاء يستشعرون ان الخطر على مصر ليس من اسرائيل ولكن من حماس ومن ايران ومن حزب الله ومن ثوار ليبيا , وهؤلاء البسطاء تعرضوا لغسيل مخ بسبب الاعلام وهم يستفيقون رويدا رويدا , كما ان من يقاومون نظام السيسي في مصر الان بكافة توجهاتهم الفكرية هم انفسهم من يعادون اسرائيل, لذلك فالسيسي تحالف مع اسرائيل ضدهم.
*ما هو اسباب وجود نشاطات ارهابیه فی سیناء و ما هی المجموعات الارهابیه و ماهی اهدافهم فی تلک المنطقه؟
* لا اجد اى مبرر للنشاطات الارهابية في سيناء , ولكن اتصور ان الامر مجرد غطاء لتفريغ سيناء وتأمين حدود اسرائيل الغربية , اما المجموعات التى تتقاتل بعضها البعض هناك فهم عناصر تنسب الى جماعات اسلامية متشددة تتحالف معها عناصر قبلية عانت من الجور والظلم والتهميش مقابل القوات المسلحة من جانب وعناصر تتبع محمد دحلان المنشق الفلسطينى المقرب لاسرائيل والقوات الدولية , ولا احد يستطيع ان يرسم صورة واضحة للمشهد هناك بسبب المحاذير الامنية والاعلامية لكن هذا ما استشفه الكثيرون من خلال وسائل الاعلام الحديثة وشهادات العائدين من سيناء .
**لماذا لم تتمکن حکومه سیسی من توفیر امن مصر؟
* حكومة السيسي لم توفر الامن لمصر لانها فقط تريد اشعار الناس بالفزع من الفوضى فيقبلون بالحكم الفاشي وهى حالة مقصودة ومدبرة ومع ذلك لا اظن انها ستنجح لانه يمكنك ان تخدع الناس بعض الوقت ولكن لا يمكن ان تخدعهم كل الوقت.
**هل تتوفر الان فی مصر حریه التعبیر و النشاط السیاسی؟ وضح بالتفصیل.
* لا يمكن ان تتوافر حرية التعبير والانشطة السياسية الجادة في ظل الحكم الفاشي هذه قاعدة ثابتة في العلوم السياسية , فكل ما هو مسموح به من اعلام مجرد صدى صوت لما يقوله اعلام الدولة , والسياسة المسموح بها الان في مصر فقط ان تمارس هواية الحب والغزل كل يوم في السيسي ونظامه ولا شئ غير ذلك , ولو كانت ثمة انتقادات فهى انتقادات بين شركاء مصالح , فربما حديث صحفي مثل ذلك الذى اجريتموه معى قد يقودنى الى السجن المؤبد وربما الى الاعدام وان مرروه مرور الكرام فهذا فقط لانه لم يصل صداه للداخل.
فقد تم حظر جميع الاحزاب والحركات المناوئة وتجريمها وتم صناعة احزاب وهمية بديلة لاستكمال الديكور الديمقراطى امام العالم وهى احزاب لا توجد ادنى شعبية لها , ففي مصر نحو 94 حزب سياسي بينهم قرابة 82 حزب وهمى وباقي الاحزاب هى اما احزاب مغلقة اداريا واما احزاب مستانسة ايضا.
اما الصحف المعارضة فجميعها صودرت واغلقت وشرد الاف الصحفيين من اعمالهم.
**-تشیر بعض الاخبار الی ان مصر تتبع السعودیه فی کثیر من الموضوعات و احداث المنطقه. الیس هذا انتقاصا و مذله لمصر وهی قلب العالم العربی؟
* مصر تتبع السياسة السعودية ليس منذ الان ولكن منذ عصر مبارك الذى كان يمكنك في عصره ان تهاجمه هو شخصيا ولكن غير مسموح لك بمهاجمة ملك السعودية , ومثل هذا الامر يحدث الان بالحرف وانا اعتقد ان مثل هذه الولاءات هى مجرد املاءات غربية على حكومة مصر , فلو ساءت علاقة واشنطون بالرياض ستجد علاقة القاهرة بالرياض ستسوء في نفس اللحظة, وهذا بالقطع يمثل مذلة كبيرة لمصر.
**-بری موخرا الدیکتاتور المصری حسنی مبارک من جمیع التهم و اطلق سراحه، ما السبب فی ذلک؟ الیس هذا یعنی القدح فی الثوره المصریه؟
* قلت سابقا ان نظام مبارك "الدولة العميقة" هى التى كانت تحكم طيلة الوقت بعد ثورة يناير والسيسي نفسه هو رجل مخابرات مبارك, ولو لم يكن السيسي شخصا موثوقا لدى مبارك ما وصل لهذا المنصب ابدا , كما ان الثورة المصرية سقطت حينما أوكل المجلس العسكري لنفسه مهمة ادارة البلاد في 11 فبراير 2011 ورحب الثوار بذلك لنقص في الخبرة السياسية احيانا وللتأمر من بعضهم احيانا وربما لاستعجال الفرح برحيل مبارك الذى جر العسكر الثوار اليه لشغلهم عن توكيلهم بادارة شئون البلاد.
**-استقلال القضاء المصری الی ای مدی؟
* لا يوجد قضاء مستقل في ظل نظم حكم فاشية, هذا عامة , وقطاع كبير من القضاء المصري تثير احكامه السخرية الان وتبدو بشكل واضح فيها الازوداجية والغبن والجور, والفساد في القضاء ينذر بعواقب وخيمة على البلد واى بلد يرغب في اقامة دولة متقدمة.
**-فی رایک من هم الدول و الجماعات التی لا یریدون استئناف العلاقات بین ایران و مصر؟ ما هو اقتراحاتکم فی هذا الشان؟
*حينما اراد الدكتور محمد مرسي استئناف العلاقات مع ايران تصدت له الدولة العميقة وراح السلفيون المحسوبون الان على نظام السيسي يشنون حكلة ضارية ضد مرسي ويعتبرونه قد "تشيع" وانه باع مصر لايران وما الى ذلك من دعايات كاذبة , وانا في تقديري انه لا احد يستطيع ان يجهر في مصر برغبت بعودة العلاقات مع ايران , وحتى ان حدث ذلك فهى مجرد رسائل تهديد وابتزاز لا اكثر ولا اقل للسعودية من اجل مد النظام بمزيد من الدولارات ورغم ان الاخوان فقط هم من سعوا للتقارب مع ايران اثناء فترة حكمهم, الا انهم يخشون الجهر بذلك الان وهم في موقع المطاردين ويحتاجون الى ضم او لملمة القوى السياسية حولهم.
وانا كثيرا ما دعوت في مقالاتى الى استبدال العداء بين مراكز القوى الاربعة "تركيا والسعودية ومصر وايران" الى تعاون وتشكيل قوة متحدة تخدم العالم الاسلامى ضد العدو التاريخى اسرائيل , ولكن ذلك يحتاج الى استقلال سياسي اكبر عن امريكا والغرب في كل تلك العواصم , ونحتاج الى لملمة الصراعات بين تلك القوى وابداء حسن النية بينهم وحل الصراع في العراق حلا ينتصر للشعب العراقي سنته وشيعته وكافة مكوناته بشكل ديمقراطى وكذا الامر في سوريا واليمن وليبيا وينتصر هذا الحل لاستقلال تلك البلاد عن كافة مصادر النفوذ والتأثير والعمل باخلاص لاقامة نظم ديمقراطية تعددية حقيقية فيها تمتاز بعلاقات متوازنة مع كل تلك القوى الاقليمية الاربعة, مع مقاومة اسباب العداء بين السنة والشيعة, ومنع اشتعال الحرب المذهبية التى يخطط لها الغرب في بلادنا.
**-ان للشعبین الایرانی والمصری حضاره عریقة و رائعة، هل تعتقد ان اقامه العلاقات و وشائج الصداقه بین البلدین من شانها ان تخدم مصالح الامه الاسلامیه و تزید فی قدره الاسلام؟
* بالقطع عودة العلاقة الرسمية بين الشعبين الايران والمصري ستخدم مصالح الامة الاسلامية وتزيد من قدرة الاسلام ولكن حدوث ذلك يحتاج الى استقلال في اتخاذ القرار وهو ما اعتقد انه لن يحدث , بل ان رغبة الرئيس مرسي للتقارب مع ايران هى واحدة من جملة اسباب حفزت الغرب للاطاحة به سريعا.
**ما هی الظروف والمناخات لابد من توفیرها لاقامه العلاقات بین ایران ومصر وماهی العوائق ؟
* لا يمكن ان تقام علاقات بين مصر وايران في ظل نظام الحكم الحالي في مصر الذى يقتات على الدعم الخليجى ويقع تحت الوصاية الغربية بشكل كامل , ولذلك فلابد من الخلاص من التبعية للغرب قبل حدوث ذلك.
** کیف ینظر الشارع المصری الی العلاقات بین ایران و مصر و ضروراتها ؟
* المصريون يحبون ايران ويرون انها دولة تقوم بدور المقاومة ولكن المسألة العراقية بالتحديد اعطت صورة سلبية عن ايران وحولتها الى دولة مذهبية تعادى السنة وزاد الطين بلة في المشهد السوري , وراح كثير من الناس يغيرون نظرتهم اليها واتبروها دولة طائفية, فلو كفت ايران يدها عن هاتين الدولتين, ستكسب شعبية كبري في كل الدول العربية.
**-ما هوتقییمک لدعم ایران للحرکات و الشعوب المضطهده فی العالم؟
* كما قلت من قبل ان موقف ايران الرسمى من القضية الفلسطينية موقف رائع بحق وحاز على اعجاب شعوب العرب عموما لكن وصم ايران بالدولة الطائفية قلل من هذا البريق والاعلام ساهم في توطيد تلك الصورة.
**-ماهی رؤیة وتقییم الشعب المصری لمسار المفاوضات الایرانیه الغربیه بشان البرنامج النووی السلمی الایرانی؟
* المصريون نظروا بانبهار الى هذا الملف , واعتبروه خاتمة لمشوار من الصمود والتحدى , وودوا لو كانت مصر تمضى على نفس الخطى , ولكن البعض شكك في الامر واعتبر ان هذا الاتفاق ما كان ليحدث الا اذا قدمت ايران تنازلات للغرب او انها وقفت في الصف الغربي, عموما انا كعربي لا اعتبر ايران عدوا لى طالما رفعت يده عن العراق وسوريا وكمسلم ادعمها بشدة ولكن اخاف من النزعة الطائفية التى يبرزها الاعلام لنا , ومع ذلك اثق انها انتصرت في كل معاركها.
وانا انتهز هذ الفرصة للدعوة الى التسامح بين الشيعة والسنة وانا لا اقصد بها دعوة الاخوة في ايران لذلك فقط ولكن ايضا ادعو رجال الدين السنة والشيعة معا لاحترام حق الاختلاف المذهبي وان نبحث عما يوحدنا وليس ما يفرقنا فنحن نؤمن باله واحد ورسول واحد وقرأن واحد ونصوم ونصلى صوما وصلاة واحدة .. وهذا التشابة والتوحد لا يحدث ابدا بين فرقاء , بل اننا كيان واحد .ز والغرب المسيحى اختلفون في ماهية الله نفسه ولكنهم ابدا لم يتقاتلوا طائفيا.
**ماهو رايكم في داعش وهل تعتبرونها حركة رهابية؟
* داعش هى حركة امريكية ارادت بها اجهاض ثورات الربيع العربي وتشويه حركات الاسلام السياسي المعتدلة والقضاء عليها , وانا هنا اتحدث عن القيادات فقط الذين اشك في انهم صنائع امريكية واستغلوا روح الانتقام السائدة في المنطقة العربية لتوجيهها ضد الشيعة والاكراد بدلا من امريكا واسرائيل وداعش هى لا تعبر ابدا عن اهل السنة ولكن هناك ملحوظة واجبة القول ان قطاعا من شياب الحركة انضموا لها باعتبارها حركة رافضة للظلم والقهر الذى يمارس ضد الشباب الاسلامى في عموم المنطقة العربية . وبالقطع لا يعنى كلامى ذلك اننى ادافع عن الحركة العنيفة ولكن فقط انا احلل عوامل تمسك بعض الشباب بتلك الحركة , ولو قلنا ان داعش هى حركة ارهابية في العراق مثلا فكذلك ينطبق الامر على جميع الحركات المسلحة التى اسستها الاحزاب في العراق سواء الاحزاب السنية او الشيعية , كلها حركات ارهابية وتمارس القتل والقمع والظلم.
اما تكفير الحركة فهو امر لا ينبغي ان نتحدث فيه لانه لا ينبغى ان نكفر الناس ثم بعد ذلك نقول اننا نحارب التكفيريين , كما ان الدخول في ديمومة التكفير قد يجعل الجميع يكفر الجميع , مع انه لا احد يملك الوصاية الدينية علينا كمسلمين ليقول من هو المؤمن ومن هو الكافر.
**- ايران لم تروج للطائفية فهل يمكنكم اعطائنا نماذج على هذا الاتهام؟
* اما بخصوص ترويج ايران للطائفية في العراق فهذا امر يلمسه العراقيون ذاتهم ومنهم شيعة ونددوا به في مقالاتهم , والواقع يقول ان كثير من الميليشيات الشيعية في العراق او اغلبها كانت تعيش اصلا في ايران وجاءت بعد الغزو الامريكى له, حدث ذلك قبل ظهور داعش في العراق بل قبل ظهور اى حركات اسلام عنيف في هذا البلد , فضلا عن ان النفوذ السياسي الايرانى واضح للغاية في العراق في الحكومة وفي دستور المحاصصة وفي الاحزاب وفي الحياة العامة , لدرجة تجعل الكثيرين يؤكدون ان العراق صارت ولاية ايرانية ولا يمكن لاى عراقي يحب استقلال بلده ان يحب ايران شأنه في ذلك ذلك شأن اى ايرانى يدافع عن استقلال بلده.
وانا كعربي مسلم احب ايران او على الاقل لا اعاديها فبينها وبيننا كعرب روابط دينية وثقافية وتاريخية وعرقية ومصاهرة ومصالح مشنركة وعدو واحد ايضا.
وارفض ان يصطف بعض العرب مع امريكا واسرائيل ضدها كما تفعل السعودية والامارات الان بخصص المشروع النووى واعتبر ذلك خيانة كبري للاسلام والعروبة ايضا , وانا مؤيد للمشروع النووى الايرانى واعتبره اضافة للامة الاسلامية وهناك كثيرين من المثقفين المصريين البعيدين عن السلطة يرون تلك الرؤية ولكن على ايران ان تبتعد عن سوريا والعراق فنهما خسرت حب الناس لها.

ناگفته‌های انقلاب مصر به روایت سیاستمدار مصری
گفت وگو: محمدرضا مرادی
مترجم: مهرداد آزاد
*مردم مصر در سال 2011 برای تغییر نظام به خیابان‌ها آمدند. اما اکنون بعد از گذشت چند سال باز نظامیان بر سر کار هستند. تحلیل شما از این وضعیت چیست؟
به اعتقاد من آغاز کننده انقلاب ژانویه، دستگاه اطلاعاتی مصر بود تا از روی کارآمدن جمال مبارک جلوگیری کند و تمامی طیف نخبگان که در تظاهرات شرکت می‌کردند وابسته به این دستگاه اطلاعاتی بودند، اما وقتی مردم با صداقت و اخلاص با این انقلاب همراهی کردند کنترل امور از دست دستگاه اطلاعاتی خارج شد و لذا به مبارزه پنهان با این انقلاب روی آورد و در این کار موفق شد و آن را علنی اعلام کرد.
*به نظر شما چرا انقلاب مصر نتوانست کامل شود؟ موانع تحقق انقلاب مصر چه بود؟
علت اینکه انقلاب مصر نتوانست راه خود را تداوم بخشد، این بود که انقلابیون با اعتماد به افرادی که بر ضدانقلاب بودند رهبری انقلاب خود را به آنان سپردند. افزون بر آن حکومت مبارک، حکومتی اختاپوسی بود که به همه جا ریشه انداخته بود و ساز و کارهای مختلف مدیریتی در اختیار داشت که می‌توانست روند زندگی را از حرکت متوقف کند و ایجاد بحران نماید. این ساز و کارها، مکانیزم‌هایی است که هنوز انقلابیون به آنها دست نیافته‌اند. از طرف دیگر انقلاب مصر حتی برای یک لحظه هم حکومت نکرد و تمام کسانی که بعد از سال 2011 بر سر قدرت آمدند، همان مهره‌های رژیم سابق بودند و حتی اخوان‌المسلمین و مرسی برای یک لحظه هم حکومت نکردند چون دستشان بسته بود و حکومت اختاپوسی مبارک، امور کشور را اداره می‌کرد و سایه آن بر تمام بخش‌های دولت گسترده بود.
*در حال حاضر دولت السیسی اخوان‌المسلمین را یک گروه تروریستی می‌داند و فعالیت این گروه را ممنوع اعلام کرده است. دلیل این اقدام دولت چیست؟ آیا ترس از قدرت اخوان المسلمین باعث شده است تا این گروه را از معادلات سیاسی حذف کنند؟
دولت السیسی به این دلیل اخوان‌المسلمین را یک جنبش تروریستی اعلام کرد، که به بهانه آن، دست به اقداماتی برای سرکوب کامل انقلاب بزند و حکومت فاشیستی برقرار کند. ما یک مثل عامیانه داریم به این مضمون که: «حیوان بسته شده را بزن تا حیوان رها و بسته نشده بترسد» یعنی اگر ما هسته مرکزی و اصلی انقلابیون را با وحشی‌گری تمام سرکوب کنیم بقیه گروههای انقلابیون حساب کار دستشان می‌آید و عملاً قدرت اخوان‌المسلمین بزرگترین مانع و دیوار حائل در برابر فاشیسم و اقدامات فاشیستی و سرکوبگرانه بود.
*السیسی با شعار بهبود وضعیت اقتصادی و امنیتی وارد فعالیت‌های انتخاباتی شد؟ آیا بعد از گذشت دو سال این شعارها تحقق یافته است؟
اولاً السیسی نیاز به طرح شعارهای انتخاباتی برای رسیدن به ریاست جمهوری نداشت، چون او با انتخابات کاملاً تقلبی به روی کار آمد؛ انتخاباتی که مردم مصر به روشنی تمام آن را تحریم کردند و رسانه‌های دولتی و یا وابسته به دولت هم به طور زنده و مستقیم آن را نقل کردند و به این تحریم علناً اشاره نمودند بدون آنکه علت آن را بازگو کنند. اما با این وجود السیسی رئیس جمهور شد و جهان غرب که با قدرت از او حمایت می‌کند او را به رسمیت شناخت.
از طرف دیگر او هیچ دستاورد اقتصادی نداشته است و به رغم پول‌هایی که از کشورهای خلیج (فارس) به سفارش آمریکا و اسرائیل به طرف او سرازیر شده، اما اوضاع اقتصادی کشور بدتر هم شده است. حکومت السیسی، برای تبلیغ طرح‌های اقتصادی بزرگ خود، به طور اساسی بر روی تبلیغات و رسانه‌ها تمرکز دارد؛ طرح‌هایی که معلوم شده توهمی و خیالی بوده است. به طور مثال در جریان حفر مسیر دوم کانال سوئز، چنین تبلیغ کردند که کانال سوئز جدیدی ایجاد کرده‌اند. در حالی که چنین چیزی حقیقت نداشت. جهان غرب هم با این مسئله همسویی نشان داد و برخلاف منطق و جغرافیا آن را کانال آبی جدیدی معرفی کرد.
*زمانی مصر پرچمدار مبارزه با اسرائیل بود اما اکنون دولت السیسی روابط دوستانه‌ای با اسرائیل دارد. این امر به معنای فراموشی مسئله فلسطین در نزد دولت مصر است. تحلیل شما در این مورد چیست؟
همان‌طور که قبلاً توضیح دادم بزرگ‌ترین پشتیبان السیسی، آمریکا و اسرائیل است. السیسی هم تمایل دارد نقش ژاندارم مخصوص آنان را در منطقه بازی کند و تمام حرکت‌های مقاومت خصوصاً مقاومت اسلامی غزه و سینا و حتی یمن و هر نقطه دیگر را که خطری برای اسرائیل محسوب می‌شود به نفع آمریکا و اسرائیل سرکوب کند. اما در خصوص مسئله فلسطین، مردم مصر هرگز آن را فراموش نکرده‌اند اما تبلیغات رسانه‌های رسمی دولتی برای عده اندکی از افراد ساده‌لوح چنین وانمود کرده‌اند که خطری که مصر را تهدید می‌کند نه از جانب اسرائيل بلکه از سوی حماس و ایران و حزب‌الله و انقلابیون لیبی است.
اینگونه افراد ساده‌لوح توسط رسانه‌های دولتی شستشوی مغزی شده‌اند اما اندک اندک اینها دارند بیدار می‌شوند. همچنین کسانی که با وجود گرایشات فکری مختلف اکنون در برابر رژیم السیسی مقاومت می‌کنند، همان‌ها بر ضد اسرائیل هستند از این رو السیسی با اسرائیل بر ضد آنها هم‌پیمان شده است.
*دلیل فعالیت‌های تروریستی در صحرای سینا چیست و چه گروه‌هایی و با چه اهدافی در این منطقه فعالیت می‌کنند؟
برای فعالیت‌های تروریستی در سینا هیچ توجیهی نمی‌بینم اما فکر می‌کنم این مسئله صرفاً پوششی است برای خالی کردن سینا و در امان ماندن مرزهای غربی اسرائیل. اما گروه‌هایی که در آن منطقه با یکدیگر می‌جنگند عبارتند از: عناصر منسوب به گروه‌های اسلامی و قبایل متحد آنان که از ظلم و ستم و بی‌اعتنایی نیروهای مسلح به ستوه آمده‌اند و عناصر وابسته به محمد دحلان، فلسطینی جدا شده نزدیک به اسرائیل و نیروهای بین‌المللی.
هیچ کس نمی‌تواند به دلیل ممنوعیت‌های امنیتی و رسانه‌ای اخبار دقیقی از وضعیت آنجا ارائه دهد اما همین مقدار اطلاعات از طریق رسانه‌های نوین و اخبار و اطلاعات افراد بازگشته از آنجا به دست آمده است.
*چرا دولت السیسی نتوانسته است امنیت مصر را تامین کند؟
دولت السیسی در واقع نمی‌خواهد در مصر امنیت برقرار کند چون می‌خواهد مردم همیشه احساس وحشت از هرج و مرج و آشوب بکنند تا حکومت فاشیستی او را بپذیرند و این برنامه از پیش طراحی شده و مورد نظر و مطلوب اوست. با این وجود فکر نمی‌کنم که او موفق شود، چون ممکن است مدتی مردم را بفریبد اما همیشه نمی‌تواند آنها را در فریب نگه دارد.
*آیا در شرایط کنونی در مصر آزادی بیان و فعالیت‌های سیاسی وجود دارد؟ 
در سایه حاکمیت حکومت فاشیستی، نمی‌توان از آزادی بیان و آزادی فعالیت‌های سیاسی سخن گفت. این یک قاعده ثابت در علوم سیاسی است. آن دسته از رسانه‌هایی که اجازه دارند سخن بگویند، صرفاً انعکاس دهنده مطالب و تبلیغات رسانه‌های دولتی هستند. سیاستی که الان در مصر وجود دارد این است که هر روز از السیسی و رژیم او تعریف و تمجید کنی و قربان‌صدقه او بروی و اگر انتقاداتی هم وجود داشته باشد انتقاداتی از جنس انتقادات شرکای ذی‌نفع است. چه بسا یک گفت‌وگوی مطبوعاتی نظیر آنچه الان با من انجام می‌دهید باعث حکم زندان ابد یا اعدام برای من شود و اگر از کنار آن بی‌سر و صدا بگذرند و آن را نادیده بگیرند به خاطر این است که این گفته‌ها به گوش مردم در داخل نرسیده است. 
اکنون مجرمیت و ممنوعیت برای تمام احزاب و گروه‌ها اعمال شده و احزاب پوشالی جایگزین، ساخته شده‌اند تا دکور دموکراسی در برابر جهان کامل شود. این احزاب ساختگی هیچ محبوبیتی در بین مردم ندارند. در مصر حدود 94 حزب سیاسی وجود دارد که نزدیک به 82 مورد آن پوشالی و خیالی است و بقیه احزاب هم یا تعطیل شده‌اند یا با حکومت کنار آمده‌اند. روزنامه‌ها همگی مصادره و تعطیل شدند و هزار روزنامه‌نگار نیز از کارشان بیکار گشتند.
*انتشار برخی اخبار نشان‌دهنده این است که مصر در بسیاری از تحولات دنباله رو عربستان شده است. آیا این برای مصر به عنوان قلب جهان عرب کسر شأن و خفت نیست؟
دنباله‌روی مصر از سیاست‌های سعودی نه مربوط به زمان حاضر بلکه به دوره مبارک بازمی‌گردد. در آن زمان شاید می‌توانستید به شخص مبارک حمله کنید اما حق نداشتید به شاه عربستان تعرضی بکنید. مشابه این وضع الان هم وجود دارد. به نظر من چنین دنباله‌روی و شیفتگی، صرفا دیکته‌های غرب به دولت مصر است و اگر روابط واشنگتن با ریاض تیره شود خواهید دید روابط قاهره هم با ریاض همان لحظه به تیرگی خواهد گرائید. این امر قطعا ذلت بزرگی برای مصر به شمار می‌رود.
*حسنی مبارک دیکتاتور مصر اخیرا از تمامی اتهامات تبرئه و آزاد شد. دلیل این امر چیست و آیا این به معنای دهن‌کجی به انقلاب مصر نیست؟
قبلا گفتم که رژیم مبارک به عنوان یک دولت اختاپوسی بود که در دوره پس از وقوع انقلاب ژانویه هم حکومت می‌کرد و السیسی مامور اطلاعاتی مبارک بود و اگر السیسی فرد مورد اعتماد مبارک نبود هیچ‌گاه به قدرت و این پست نمی‌رسید. همچنین انقلاب مصر زمانی شکست خورد که شورای نظامی، وظیفه اداره کشور را در (11 فوریه 2011) به عهده گرفت و انقلابیون به خاطر کم‌تجربگی سیاسی و یا توطئه‌چینی از سوی برخی از آنها از حضور شورای نظامی استقبال کردند.
*دستگاه قضایی مصر تا چه میزان استقلال دارد؟
به طور کلی در سایه حاکمیت یک رژیم فاشیستی، سیستم قضایی مستقلی وجود ندارد و بخش زیادی از احکام صادره از دستگاه قضایی مصر مسخره‌آمیز است و دوگانگی و تقلب و ستمگری کاملا در آنها مشهود است. وجود فساد در تشکیلات قضایی عواقب خطرناکی بر این کشور و هر کشور دوستدار برپایی حکومت پیشرفته به دنبال دارد.
*به نظر شما چه کشورها و گروه هایی نمی‌خواهند روابط ایران و مصر از سر گرفته شود؟ پیشنهاد شما در این مورد چیست؟
زمانی که دکتر محمد مرسی خواست روابط با ایران را برقرار کند حکومت اختاپوسی به مقابله با آن برخاست و سلفی‌هایی که الان طرفدار رژیم السیسی هستند حملات شدیدی بر ضد مرسی انجام دادند و اعلام کردند او شیعه شده و مصر را به ایران فروخته و از این قبیل تبلیغات دروغین به راه انداختند. ارزیابی من این است که هیچ کس در مصر نمی‌تواند تمایل خود را به برقراری رابطه با ایران علنا ابراز کند و اگر تمایلی ابراز شود صرفا پیام‌هایی تهدید‌‌‌آمیز و تحریک‌کننده برای عربستان خواهد بود تا دلارهای بیشتری به مصر بدهد و با اینکه فقط این اخوا‌ن‌المسلمین بودند که در دوره حاکمیت خود تلاش کردند به ایران نزدیک شوند اما آنان که در حال حاضر تحت تعقیب هستند و نیاز دارند نیروهای سیاسی را پیرامون خود گرد آورند، از بیان علنی این موضوع هراس دارند.
من در مقالات و نوشته‌های خود بر ضرورت تبدیل دشمنی میان 4 کشور صاحب قدرت یعنی مصر و ایران، ترکیه و عربستان به همکاری و تشکیل یک قدرت متحد در جهت خدمت به جهان اسلام علیه دشمن تاریخی یعنی اسرائیل بارها تاکید کرده‌ام. اما لازمه این امر استقلال سیاسی این کشور‌ها از آمریکا و غرب است و ما نیازمند زدودن چالش‌های میان این قدرت‌ها و ایجاد حسن‌ نیت در آنها هستیم و باید چالش عراق به‌گونه‌ای حل شود که منجر به پیروزی مردم عراق اعم از سنی و شیعه و تمام اجزای آن به صورت دموکراتیک شود. همچنین بحران سوریه، یمن و لیبی به شکلی حل شود که منجر به استقلال این کشورها از حیطه نفوذ و تاثیرگذاری دیگران شود و تلاش‌های خالصانه برای برقراری نظام‌های دموکراتیک متعدد صورت گیرد تا با ایجاد روابط متوازن با این 4 قدرت منطقه‌ای در برابر همه عوامل ایجادکننده دشمنی میان شیعه و سنی بایستد و مانع وقوع جنگ‌های مذهبی و فرقه‌ای غربی‌ها در کشورها شود.
*مردم ایران و مصر دارای دو تمدن کهن و باشکوه هستند. به نظر شما برقراری روابط بین این دو کشور و دوستی آنها بایکدیگر چه کمکی می‌تواند به اسلام کند؟
قطعا بازگشت روابط رسمی میان دو ملت ایران و مصر به نفع امت اسلامی و موجب افزایش قدرت اسلام خواهد بود. اما تحقق این مسئله نیاز به استقلال در تصمیم‌گیری دارد که به نظر من این امر هیچ‌گاه اتفاق نخواهد افتاد. چرا که تمایل مرسی برای نزدیکی به ایران یکی از عوامل مشوق غرب برای سرنگون کردن سریع وی بود. 
*چه زمینه‌ها و شرایطی برای برقراری روابط ایران و مصر باید مهیا شود؟
با وجود حکومت فعلی مصر، برقراری رابطه بین مصر و ایران امکان‌پذیر نیست. این حکومت از حمایت‌های کشورهای خلیج فارس ارتزاق ‌می‌کند و به‌طور کامل تحت قیمومت غرب است و لذا پیش از برقراری رابطه، باید از زیر یوغ غرب خارج شود.

06 سبتمبر 2015

الذكرى الأربعون للاختراق الأمريكى لسيناء ..اتفاقية فض الاشتباك الثانى

بقلم : محمد سيف الدولة
هذه حكاية واحدة فقط من حكايات كثيرة مماثلة، نهديها الى الذين يطالبوننا اليوم، بتأليه الدولة والانسحاق أمام هيبتها ومؤسساتها، ويدّعون سمو وطنيتها على وطنية باقى الشعب، وانفرادها دوننا جميعا بالقدرة على حماية الامن القومى. كما نهديها الى كل الذين يطالبون بتفويض الرئيس ونظامه ومؤسساته، فى حكم البلاد وادارتها بلا رقيب او تعقيب
***
فى أول سبتمبر من عام 1975، وقعت مصر و اسرائيل، اتفاقية فض الاشتباك الثانى، والتى سمحت للعدو الامريكى باختراق الجبهة المصرية لأول مرة.
فلقد أسندت مهمة الاستطلاع الجوى فوق المناطق التى يغطيها الاتفاق للولايات المتحدة وليس للأمم المتحدة.
كما اسندت اليها، مهام مراقبة محطات الانذار المبكر التى اقامتها مصر واسرائيل، وسمح لها من اجل ذلك بإدخال ما يقارب من 200 مراقب مدنى، على ان يسمح لهم بالتنقل بحرية، وأن يتمتعوا بالحصانة من الاختصاص المحلى الجنائى والمدنى.
***
لماذا نسميه اختراقاً؟
لان الامريكان بنص المواثيق الدولية ووفقا لاتفاقيات لاهاى 1907، كانوا فى حالة حرب فعلية مع مصر، بعد ان قاموا بعمل جسر جوى من السلاح لقوات العدو الصهيونى اثناء حرب 1973، بالاضافة الى تجسسهم الجوى على توزيع قواتنا فى الجبهة الغربية للقناة، وإمدادهم اسرائيل بالمعلومات التى مكنتها من القيام بثغرة الدفرسوار. ناهيك عن الدور الامريكى المحرض والراعى والقائد والداعم والممول لجريمة احتلال سيناء عام 1967، والحيلولة دون صدور قرار من مجلس الامن يقضى بانسحاب القوات المعتدية وفقا لما ينص عليه ميثاق الامم المتحدة.
وبالتالى فان السماح للعدو باختراق الجبهة المصرية، والقيام بدور المراقب والوسيط، بدلا من قوات الامم المتحدة، صاحبة مثل هذه الاختصاصات فى كل مناطق الحروب والنزاعات المسلحة، انما يعكس انحرافا جسيما على ثوابت وأهداف وضرورات معركة التحرير واستقلال البلاد و امنها القومى.
خاصة بعد أن تحول هذا الدور المؤقت الى دور دائم، وفقا لبرتوكول القوات متعددة الجنسية MFO ، الموقع عام 1981، والذى اعطى، مرة أخرى، للولايات المتحدة بدلا من الامم المتحدة، مهمة مراقبة القوات المصرية فى سيناء، كما أعطى لها الحصة الأكبر من عدد هذه القوات.
وهى القوات التى قال عنها القادة الاسرائيليون، "ان وجود القوات الامريكية الحليفة لاسرائيل فى سيناء، هو اهم شروط انسحابنا من سيناء."
وهى ايضا القوات التى يلوّح الامريكان اليوم بالرغبة فى سحبها، فى اطار الضغوط التى يمارسونها على الادارة المصرية، لزيادة عتادها وتسليحها، ولاضافة مهام امنية لأدوارها التى تقتصر بموجب المعاهدة على المراقبة فقط.
وهو الانسحاب الذى رفضته مصر، رغم أن هناك مطلبا وطنيا قديما باستبدال متعددة الجنسية، بقوات محايدة تتبع الامم المتحدة، لما في ذلك من تحرر من احد القيود التى فرضتها علينا المعاهدة.
***
لماذا نطرح هذا الكلام الآن؟
لعدة أسباب:
· أولا ـ لانه سيظل واجب علينا مع طلعة كل صباح ان نذّكر بالقيود التى فرضتها اتفاقيات كامب ديفيد على الارادة والسيادة الوطنية المصرية، وجعلت من كل الادارات المصرية المتعاقبة منذ توقيعها وحتى اليوم، فاقدة لاستقلالية القرار الوطنى، فى مواجهة اى ضغوط امريكية او اسرائيلية جادة.
ولأن التحرر من هذه القيود هى مهمة وطنية لم تنجز بعد. ومهما طال الزمن وتعددت النظم والحكام والرؤساء، فان اى نظام يحكمنا فى اطار كامب ديفيد لا يمكن ان يكون نظاما وطنيا، بصرف النظر عما يردده من شعارات.
***
· ثانيا ـ لانه بمراجعة اسماء كبار المسئولين السياسيين والعسكريين الذين قبلوا التوقيع على هذه الاتفاقية وما سبقها من اتفاقية فض الاشتباك الاول فى 28 يناير 1974، وما تلاها فى كامب ديفيد فى 17 سبتمبر 1978، ثم المعاهدة فى 26 مارس 1979، وما تلا ذلك من سيل من اتفاقيات التطبيع والتنسيق..الخ.
فاننا سنجد انفسنا امام قائمة من رجال الدولة، من الوزن الثقيل،الذين سبق وشاركوا جميعا، عسكريين ومدنيين، فى معارك التحرير بدءا بحرب الاستنزاف وانتهاء بحرب اكتوبر، وهم ينتمون الى الجيل الذى ادرك خطورة الكيان الصهيونى ومشروعه على مصر بقدر خطورته على فلسطين، الجيل الذى تولى اعداد وتربية كل المصريين على العداء لاسرائيل، وحتمية تطهير الارض العربية منها، وان المشكلة ليس فى سيناء، وانما فى وجود هذا الكيان الاستيطانى العدوانى التوسعى فى قلب الأمة العربية وعلى حدودنا الشرقية...الخ
ورغم ذلك فانهم قبلوا جميعا، التوقيع على اتفاقيات، اقل ما يقال عنها انها اتفاقيات تعكس حالة الضعف والاستسلام لتفوق اسرائيل، واقرار بالعجز عن مواجهتها، ناهيك عن تسليمهم مصر تسليم مفتاح للولايات المتحدة.
وهنا يأتى مربط الفرس؛ فمثل هذه الانحرافات الوطنية والتنازلات الخطيرة، تسقط كل الدعوات التى يطلقونها اليوم، عن ضرورة تقديس الدولة بكل مؤسساتها الى درجة تقترب من العبادة والتأليه. وان الوطن و الدولة و الرئيس هم شئ واحد. من يؤيدهم وطنى، ومن يعارضهم خائن.
خاصة وان السيسى ونظامه الحالى لا يزالوا يتبنون ذات النهج وذات السياسات فى التعاطى مع اسرائيل، بل ويمعنون فى تعميق علاقاتهم معها. وكثيرا ما يردد هو وخبرائه العسكريين والاستراتيجيين على ان السلام معها اصبح أحد الثوابت المصرية و جزء من وجدان كل المصريين!
***
· وأخيرا وليس آخرا، فانه من الضرورى ان نحيى ذكرى أخطائنا وهزائمنا وانحرافات حكامنا، جنبا الى جنب مع احياء ذكرى الانتصارات والانجازات، لنتعظ ونتعلم ولنذكر انفسنا دائما، بأنه لا فرق بين المصريين، حكاما او محكومين، مدنيين او عسكريين، الا بمواقفهم ومعاركهم وبرامجهم وبصلابة تمسكهم بثوابتنا الوطنية.
*****
القاهرة فى 6 سبتمبر 2015

05 سبتمبر 2015

سليم عزوز يكتب: "الخضيري" قاضي الثورة في قبضة الثورة المضادة

لو لم يكن له إلا دوره في تفجير انتفاضة القضاة ضد نظام مبارك لكفاه.
إنه المستشار محمود الخضيري، الذي يدفع الآن ثمن كل مواقفه النضالية في سجون الثورة المضادة، فلم تمنع شيخوخته ومرضه دون التنكيل به بواسطة نظام المخلوع الذي عاد عبر "عبد الفتاح السيسي"، الذي يناصب كل خصوم مبارك العداء، والذي قرر الانتقام من كل من شارك في ثورة يناير، حتى أولئك الذين مثلوا غطاء مدنيا للانقلاب العسكري.
"الخضيري" وبصفته رئيس نادي قضاة الإسكندرية، فجر شرارة النضال ضد مبارك، ليتلقفها المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي قضاة مصر، فتشهد مصر انتفاضة غير مسبوقة، تطالب باستقلال القضاء، وترفض الإشراف المنقوص على الانتخابات البرلمانية، وتعلن أن قضاة مصر لن يكونوا شهود زور بإشراف لا يشمل العملية الانتخابية برمتها. وكانت مفاجأة أن أول جمعية عمومية للنادي تعلن النضال قوامها تسعة آلاف قاض، كما كانت مفاجأة لنا أن السواد الأعظم منهم من شباب القضاة.
لم يكن النظام الحاكم قد مس امتيازات القوم، ومع هذا خرجوا للشارع بالأوشحة، على نحو كاشف أن حكم مبارك فقد مبرر وجوده، والذي رد على هذه المطالب بإلغاء الإشراف القضائي برمته على العملية الانتخابية والعودة إلى إشراف الموظفين، بتعديل في الدستور، ظن أنه سيعصمه من الغرق، فكانت الثورة، التي شارك فيها المستشار محمود الخضيري بقوة، وكان قد استقال من العمل القضائي قبلها، وقبل وصوله لسن خروجه على التقاعد، ليكون بعيدا عن قيود الوظيفة وموانعها.
في البداية، ظننت أن الرجل منتم لأفكار جماعة الإخوان المسلمين، وتنبأت بأنه عندما يتحلل من عمله كقاض سيكرر تجربة المستشار حسن الهضيبى المرشد العام الثاني للجماعة، وكثيرا ما اتهمه إعلام مبارك بذلك، لكنه استقال ولم ينضم للإخوان وظل على استقلاله. وعندما ترشح لانتخابات مجلس الشعب في إحدى دوائر محافظة الإسكندرية، قلنا إن موقعه الطبيعي هو رئاسة هذا البرلمان، فإذا لم يكن هو الرئيس وهو قاض مرموق، ومنتمٍ للثورة بجدارة، فمن يكون رئيس برلمان الثورة؟!
وقد خاض الرجل انتخابات وعرة في إحدى دوائر محافظة الإسكندرية، وقف السلفيون فيها مع خصمه الذي استدعي لمهمة إسقاطه وهو شقيق رجل الأعمال المسجون في قضية مقتل "سوزان تميم" هشام طلعت مصطفى، فدخل بكل قوته، يسنده المال، كما تسنده سمعة لا بأس بها، لكن تدينه من النوع الخاص بصاحبه، فلم يكن له دور في النضال، ولا دور في الثورة، وعندما خاض الانتخابات، كان ذلك وفق قواعد دولة مبارك بالحفاظ على مقعد شقيقه.. لكن هل كان من يؤازرونه والذين حصلوا على الأتعاب بالوقوف بجانبه علاقة بالثورة أو بالنضال؟ وهم الذين تنازلوا عن دم ابنهم "سيد بلال"، الذي قتل على أيدي زبانية التعذيب، وهم يدفعونه للاعتراف بارتكاب جريمتهم المتمثلة في تفجير كنيسة القديسين!
لقد كاد دم "سيد بلال" يذهب فطيسا، لولا تنديد الدكتور محمد البرادعي بجريمة قتله، ومع ذلك فإن رموز السلفية دفعوا في اتجاه طوي صفحة اغتياله، فحالوا دون أن يكون، وهو شهيد دولة الاستبداد والإجرام أيقونة للثورة، في حين أن خالد سعيد الذي قتل في ساحة أخرى وبملابسات معروفة، تحول إلى أيقونة لها، بصمود أسرته، واستعدادها للتعامل كما لو كان الفقيد هو أحد أبطال حرب أكتوبر!
المراقبون والمشاركون في هذه الانتخابات يعلمون الثمن الذي دُفع لوقوف السلفية الرسمية ضد الخضيري، وكانت دولة مبارك حاضرة من وراء حجاب، تعمل على إسقاط أحد رموز الثورة انتقاما منه في شخصه.
يحسب للإخوان أنهم لم ينسوا فضل الرجل، وجعلوا من معركته الانتخابية معركتهم، ووصلت منهم إشارات تفيد أنه رئيس برلمان الثورة، ولو فعلوا لما تمكن أحد من المزايدة عليهم، لاسيما وأن المعركة كانت لا تزال مشتعلة بين من يمثل الثورة: البرلمان أم الميدان؟! لكنهم ظنوا أنهم لن يهزموا بعد اليوم من قلة، فسيطر عليهم فقه التنظيم لا أسس بناء الدول، ففضلوا عليه الدكتور سعد الكتاتني، الذي لم يكن بأدائه إضافة، وهو الذي حرص على استدعاء طريقة فتحي سرور رئيس برلمان مبارك في إدارة الجلسات، وباستخدام العبارات التي ارتبطت به، وكانت بداية القصيدة كفر، عندما وجد أن رئاسته للمجلس لا تكتمل إلا في استمرار الأمين العام للبرلمان منذ رئاسة "صوفي أبو طالب"، "سامي مهران" في موقعه، وكان قد أحيل لجهاز الكسب غير المشروع بعد الثورة، ومنع من السفر، لكن الكتاتني حصل له على إذن بالسفر معه، من جهات التحقيق، في أول جولة خارجية له وكانت للكويت.
لقد كان "الخضيري" له دوره الفاعل في الثورة، وفي ميدان التحرير، وكان حضوره بكل ثقله، يمثل دلالة بأنها ثورة وليست مجرد "هوجة شباب"، وعندما تنحى المخلوع، تزعم المحكمة الشعبية له في "ميدان التحرير"، وهي المحاكمة التي حاول المجلس العسكري بطرقه إفشالها، وعندما قام المخلوع بمداخلة في قناة "العربية" من شرم الشيخ، وجد الثوار في هذا تحديا للثورة وكان قرار المستشار محمود الخضيري هو الدعوة لحشد من الثوار بسياراتهم يتوجهون لشرم الشيخ، للقبض عليه.
عندئذ لم يجد المجلس العسكري الحاكم من سبيل في مواجهة المد الثوري، إلا أن يتدخل بحبس مبارك، وكان في الواقع يحميه، إلى أن يصبح الظرف مواتيا للإفراج عنه.
وقد كان "الخضيري" دائما صوت الثورة الفصيح والشامخ، وهو مثل معنى لوصف كنا نطلقه على القضاة من أمثاله، ويجري ابتذاله اليوم، وهو "القاضي الجليل"، وقد حدثني زميل مراسل لإحدى الفضائيات كان قد ذهب للإسكندرية لتغطية الانتخابات البرلمانية، كيف يعامل القضاة في اللجان الانتخابية الرجل في جولاته، وكان شباب القضاة ينحنون ويقبلون يده. وأكاد أسمع الآن "همهمات" من الذين يتحركون في دوائر العدم وتنطلق تعليقاتهم من العدم أيضا.
فقبل كلامهم العدمي، الذي قد يدور حول أن جميع القضاة هم في معسكر الثورة المضادة، وليس فقط من يشاركون في عدد محدود من الدوائر تتولى محاكمة الإخوان، علينا أن نسأل من المسؤول عن غياب من شكلوا أول جمعية عمومية في مواجهة مبارك، ودعوا لاستقلال القضاء دون أن يكون قد "داس" لهم أحد "على طرف"، وكانت هيبتهم محفوظة وقد تأثرت بنضالهم وخروجهم للشارع، وكانوا في غنى عن هذا كله.
لا أدعي أنني أمتلك إجابة على ذلك، وهو ليس موضوعنا، فموضوعي هو المستشار محمود الخضيري، الذي أدار اللجنة التشريعية في البرلمان باقتدار، وكثيرا ما وضع اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية والقانونية، في حجمه الطبيعي، وهو الذي كان يجري تقديمه رغم ضحالته القانونية، كما لو كان عبد الرازق السنهوري باشا الفقيه القانوني التاريخي المعروف. وكان شاهين في اجتماعات اللجنة في البداية يتعامل على أنه "المندوب السامي العسكري"، لكن مثل هذا الكلام لم تكن لتقبله قامة قانونية بحجم "الخضيري"، كما لا يقبله رجل انتماؤه للثورة أصيل، فعامل شاهين على أنه واحد من آحاد الحاضرين.ولهذا فالخضيري يدفع ثمن كل مواقفه النضالية، في سجون الانقلاب، دعك من أفلام الكارتون وأنه عذب محاميا في ميدان التحرير إبان الثورة وصعقه بالكهرباء.إنها الثورة المضادة تنتقم من أحد رموز ثورة يناير، ومفجر شرارة انتفاضة القضاة "القاضي الجليل" المستشار محمود الخضيري.

محمد رفعت الدومي يكتب: كليبتومانيا الضوء : سيمون بين السرايات حالة

"كليبتومانيا" هو الشغف بسرقة أشياء الآخر بهدف الحصول علي لذة مؤقتة، سلوك لا إرادي، يبقي مرضًا علي كل حال حتي يتعلق الأمر بالضوء، عندئذٍ، يصبح مرض السرقة مرضًا خاصًا بالمشاهير الأكثر قدرة علي النفاذ إلي قلوب الجماهير، وهؤلاء أقلية، ومن هذه الأقلية "سيمون"..
عندما قرأت لأول مرة أن "سيمون" قررت الوقوف تحت الأضواء مجددًا من "بين السرايات"، تناسيت سيطرتها التامة علي مفردات شخصية امرأة من القاع في تجربة سابقة لها علي المسرح، وسألت نفسي: 
- امرأة مثل "سيمون"، وديعة وأرستوقراطية ومثقفة الروح، ماذا ستفعل هناك؟
لم أظفر بإجابةٍ عن هذا السؤال إلا مع أول وقفة لـ "صباح" فوق الخط الدرامي للأحداث، تلك اللحظة، تبين لي أن "سيمون" ما كانت لتقدم علي الذهاب إلي "بين السرايات" لولا أنها تدرك تمامًا أن لديها أسلحة وعتادًا أقوي بكثير مما يتصور أحد.. 
لقد أكدت وعيها الغائر بلعبة الضوء المعقدة، كما أكدت أنها تعرف عن مزاج الكاميرا ما لا يعرفه إلا القلائل، لذلك، كانت شهرًا من القصائد المتجددة التي لمست مناطق رمادية تجاهلتها الدراما المصرية التي تناولت الأرملة، أو المرأة التي تصارع الحياة بمخالبها الخاصة، وتجاوزت بـ "صباح" كل أدوارها السابقة، وأسست لاسمها وعيًا جديدًا لا يمكن أن يهمله كل من سيؤرخ لـ "سيمون" بعد "بين السرايات"!
قدرتها علي استقطاب المتلقي إلي عالمها الخاص دون أن يدري مذهلة، إلمام وجهها ليس فقط بمفردات التفاعل مع الكاميرا إنما مفردات التجاوب معها شاسع جدًا، وهذا شئ فطري لا يمكن تعلمه، لكن، إن كنت أظن أن تفردها يعود بالأساس إلي انتباهها المبكر إلي خطأ يماطل المتخصصون حتي الآن في تصحيحه فلأن ذلك علي الأرجح هو سر تفردها، إنها ليست ممثلة، لا كسرت بعدًا علي طول الطريق ولا تورطت في انفعالات متشنجة، ولا لقب "الممثل" يليق بفنان، فالتمثيل في أبسط صوره ليس مضاهاة الطبيعة إنما الطبيعة ذاتها، ليس واقعًا موازيًا إنما سردٌ أمين للواقع نفسه، ما ليس طبيعيًا ليس فناً!
وما كنت أظنها في البداية مجازفة ً هي عودة "سيمون" من خلال عمل اجتماعي يعكس واقع المهمشين بقسوته وتوتره وصراعاته في وطن يحلم سكانه بالهروب من قبح الواقع إلي واقع بديل، مزيف، يأخذهم بعيدًا عن مآسيهم، يخدرهم، لكن، أن نقدم لهم انعكاس واقعهم المرير ونطلب منهم أن يتفاعلوا معه فاحتمالات العزوف كبيرة جدًا..
تزداد احتمالات العزوف حدة مع شغف المخرج "سامح عبد العزيز" بسرد الأحداث تصاعديًا لا حشدها وتكثيفها في البدايات، هذا يعني أن إيقاع الدراما سوف يسير في نطاقه المرسوم، فهو يعلو أو ينخفض طبقاً لتقدم النص دون أن يقيم وزناً لشهية المتلقي، يبدو أن الاختبار كان عسيرًا! 
أعترف الآن بأنني كنت مخطئاً، لقد نسيتُ أن عودة "سيمون" بحد ذاتها كانت حدثاً من شأنه أن يأخذ "بين السرايات" إلي مرتفعات شاهقة من معدلات المشاهدة والإثارة، دعاية مجانية لعمل في طور الإنشاء، وهذا تمامًا هو الذي حدث، ذلك أن وجودها عزَّزَ من شعبية العمل وأضفي عليه زخمًا يصعب تصديقه، لقد ضربت قلوب الكثيرين موجةٌ عنيفة من الشغف برؤية جزء سُكَّريٍّ يخرج من متون الغياب يصلهم بماضيهم، وعندما رأي "سيمون" من لم يرها في صاحبة السعادة مع "إسعاد يونس" لأول مرة نسي الكثيرون حالتهم في تفاصيل وجهها، لقد أصيبوا بصدمةٍ ميسرة، ما زالت جميلة ورائقة كالعهد بها!
وكالعهد بـ "أحمد عبد الله" كان النص هادئاً، والنسيج الدرامي صلبًا ومكثفاً، والشخصيات منحوتة بتدبر، وهي تنمو في سياقها الطبيعي، والعلاقات بينها مبررة وواقعية! 
كان الانطباع المبدئي من اسم العمل أن البطولة للمكان، كما أن إخلاص "أحمد عبد الله" لتيمة المكان أكدته عدة تجارب سابقة، حيث لا بطل محوري يعمل الآخرون علي تربية شخصيته ولا حكاية بطل، آلية في الكتابة تضع الكاتب بمأمن من الاتهام بترك مناطق رمادية ورائه، فاستدارة حكاية من شأنها أن تعوض عدم نضج حكاية أخري، كما تفتح أمامه بوابة كبيرة للفرار من شبهة استدعاء تجارب سابقة، وتمنحه رفاهية التحرك فوق مساحة واسعة من آفاق التلقي وسرد مستويات مختلفة من المفردات الإنسانية، لكل بطل حكايته الخاصة، ولكل حكاية أبطالها الثانويون الذين يمتلكون دائمًا فرص التسلل إلي مركز الضوء مع تقدم الخط الدرامي وانحساره، وهذا ما استفادت منه "سيمون" كثيرًا، كيف؟
في مثل هذا الأحوال، يصبح الوضع في البلاتوه محمومًا، وتلعب أدوات الفنان الخاصة دورًا مهمًا في تنمية شخصيته، إنه امتحان لمعرفة المزيف من الحقيقي، غير أن قوة روح "سيمون"، وولع الكاميرا بوجهها، من قبل حتي أن تنطفئ المعركة الدرامية في "بين السرايات"، جعلت السؤال عن بطل العمل ينكمش إلي إجابة واحدة: "سيمون"، طبعًا!
ولا ألوم أحدًا علي عزفه، لقد فعل معظمهم أقصي ما يستطيع.. 
كان "صبري فواز" كعادته منصة درامية فادحة، "سيد رجب" كان شديد اللياقة أيضًا، وأكد "محمد شاهين" أنه ينضج بوتيرة مرضية، ونجحت "نجلاء بدر" في الخروج من قفص الحسناء، لم يتطلب هذا أكثر من بطالة ماكييرها لبعض الوقت يثبت خلاله أن الماكيير بإمكانه تزوير الملامح أيضًا..
لكن "باسم سمرة"، لا أدري هل لتعمد الكاتب أن تبدو الشخصية هكذا ملتبسة أم لتقصيره هو واستعجاله أثناء القراءة، أخطأ الإمساك بخيوط "مخلص" وأبعاده جيدًا! 
بينما فضلت "روجينا" المراوحة في مكانها، وبالقدر نفسه، "أيتن عامر"، لم تضف كلتاهما إلي أفكار المتلقي السابقة عنهما جديدًا!
إن مما هو في حكم المؤكد أن 30 يومًا قضتها "سيمون" في "بين السرايات" سوف تهيؤها للتحليق في آفاق أكثر رحابة، كانت كيمامة أطلقتها في البراري، عندما تراها تحلق في السماء تشعر بأنه أنسب مكان لها فحسب..

04 سبتمبر 2015

سعيد نصر يكتب : أرجوك متستحمرنيش .. مش قادر أبقى حمار

برغم حدوث "ثورتين" ، إلا أن ثالوث "الاستحمار والاستهبال والاستخفاف " عاد وسيطر على المشهد وبشكل غير مسبوق ، حتى فى أسوأ فترات الرئيس الأسبق حسنى مبارك .
ففى الوقت الذى مازال فيه الرئيس السيسى متمترسا عند" مفيش مفيش.. مش قادر أديك"، لدواعى يراها هو ونصدقه فيها ، نجد المستشار أحمد الزند وزير العدل يعطى الخبراء بوزارة العدل والمحاكم حافزا بحد أدنى 700 جنيه وبحد أقصى 1200 جنيه ، أى بما يعادل الحد الأدنى للأجور الذى يطالب به العمال ، ورفضه اصحاب الشركات بالقطاع الخاص ، والذى لم تزل منشآت حكومية غير قادرة على الوفاء به لموظفيها . 
أيضا مجلس القضاء الأعلى- مع احترامنا الشديد له - إتخذ قرارا فى منتهى الغرابة ، حيث أعطى منحة 5 ألاف جنيه لوكلاء النيابة والقضاة ، دون مراعاة لمقولة السيسى "مفيش مفيش .. مش قادر أديك"، ودون مراعاة للمغزى السىء لتزامن هذه المنحة السخية مع بدء إجراءات الانتخابات البرلمانية ، وهى منحة سخية بمنظور الموظفين البسطاء الذين يطمحون فى منحة ولو 50 جنيها ويقال لهم " مفيش مفيش .. مش قادر أديك " .
والمضحك أنه عندما تنتقد ذلك يقولون لك " مجلس القضاء الأعلى لم يكلف وزارة المالية شيئا ، لأنه أعطاهم من ميزانيته الخاصة " ، وكأنه لم يحصل على هذه الميزانية من الشعب ، والعجيب أنهم يقولون هذا الكلام دون أدنى دراية منهم بأن ما يقولونه فى منتهى الخطورة ، لأنه يوحى - ولو بالتلميح لا التصريح- بأن القضاء دولة داخل الدولة ، وربما يدركون ذلك ولكنهم يستحمروننا ويستخفون بعقولنا فى فترة لم يعد فيها للعقل مكانا ، تحت وطأة الطبل والرقص والزمر ، وكأن هذا الثالوث الصاخب الهادف للتعمية وفرض منطق الوصاية على الجميع أصبح بمثابة جزءا أساسيا فى إستراتيجية محاربة الإرهاب! 
وبرغم أن الشعب كله يحارب الإرهاب ، وبرغم أنهم يحاربونه بتفويض من الشعب ، وبرغم أن الإرهاب يستهدف الشعب كله ، خرج علينا المجلس الأعلى للجامعات الذى يترأسه وزير التعليم العالى بقرار غريب وشاذ يستثنى قيادات القضاء والجيش والشرطة من منظومة التوزيع الجغرافى فى تنسيق طلاب الثانوية العامة للإلتحاق بالجامعات ، دون الالتفات إلى أن القرار يعصف بمبدأ العدالة الاجتماعية وبمبدأ تكافؤ الفرص ، باعتبارهما أهم هدفين اندلعت من أجلهما معظم الثورات على مر التاريخ ؟ 
والغريب فى القرار المشار إليه أنه جاء بدافع أنهم مهددين من الإرهاب ، برغم أن الشعب كله مهدد بالإرهاب ، بدليل أن معظم الذين استشهدوا فى عمليات إرهابية ، إما جنود يؤدون خدمة عسكرية إلزامية ، أى مدنيين ، وإما مدنيين تصادف وجودهم فى ذات المكان مع توقيت وقوع التفجيرات ، وبالتالى فإن هذه الدافع ليس وجيها ، ولا ينطلى على أحد ، و لا يوحى بأننا نسير فى الطريق إلى المجتمع الأفضل ، أو الدولة الأكثر ديمقراطية ، حتى بمنظور العدالة الاجتماعية فقط ، خاصة وأن تلك الشريحة المستثناة ، هى الأقدر على تحمل نفقات اغتراب أبنائهم فى الكليات التى يلتحقون بها ، مقارنة بأبناء صغار الفلاحين والعمال والبسطاء والأرزقية باعتبارهم أغلبية الشعب ، الحامى للجميع من الإرهاب ، بدليل أن الرئيس السيسى ، طلب تفويضه لمحاربة الإرهاب ، عندما كان وزيرا للدفاع . 
وما يدهشنى هنا ، هو أن هؤلاء الذين يتخذون قرارات عجيبة وغريبة من تلك النوعية، لم يعد لديهم أى خوف أو قلق من احتمال يقظة الشعب وإفاقته وانتباهته ، و كأن الشعب فى منظورهم قد مات ، وهو ما اعتبره أخطر ما فى الموضوع ، خاصة وأنه خطير على الرئيس السيسى نفسه .

03 سبتمبر 2015

د. عمرو حمزاوي يكتب : فرصتنا الضائعة

وترضخ لشروط وظيفة وحيدة هى تبرير الظلم والقمع، تفتقد بلادنا مكونا جوهريا من مكونات تحقيق العدل والتقدم والانتصار لحرية المواطن واستعادة السلم الأهلى للمجتمع والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية.
وﻷن السلطوية الجديدة لا ترى فى منظمات وهيئات المجتمع المدنى سوى القوى الهدامة والفوضوية التى يتوهم الحاكم الفرد وتتوهم المؤسسات والأجهزة الأمنية دوما حضورها ما أن تطلب الديمقراطية ويقاوم العصف بسيادة القانون وﻷن السلطوية الجديدة تعمل زيفا على احتكار مضامين الوطنية والصالح العام لكى تمرر فى خطوة تالية الادعاء المتهافت بانتفاء حرص المجتمع المدنى على الوطن، تتعرض بوجه خاص المنظمات الحقوقية ومبادرات الدفاع عن الحريات والهيئات المعنية بالعدالة الانتقالية لصنوف متنوعة من القمع تبدأ بتمرير القوانين الاستثنائية وتتواصل بسلب حرية العاملين فى المجتمع المدنى ولا تنتهى أبدا عند حملات التخوين والتشويه وإسكات الأصوات المستقلة عبر ممارسات الاغتيال المعنوى.
ولأن السلطوية الجديدة تتعامل مع المجتمع المدنى كعدو ــ شأنه هنا شأن المواطن المتمسك بحرية الفكر والتعبير عن الرأى والرافض للصمت على المظالم والانتهاكات ــ تهجر المنظمات الحقوقية ومبادرات الدفاع عن الحريات وهيئات العدالة الانتقالية، بل وكافة أشكال العمل التطوعى بين المواطنات والمواطنين، بعيدا عن المجال العام وتهميش أطروحاتها الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية تماما كالقانوية والسياسية.
ولأن السلطوية الجديدة تخلق بين الناس الانطباع الكارثى أن الحاكم الفرد المسيطر على مؤسسات وأجهزة الدولة الوطنية هو الوحيد القادر على «دفع البلاد نحو الاستقرار والتقدم والتنمية» وأن المجتمع المدنى فى المجمل ما هو إلا عنصر تعويق يتعين إما إخضاعه أو إزاحته بالكامل، شأنه فى هذه الحالة شأن المصالح المتوسطة والصغيرة فى القطاع الخاص التى تعانى اليوم بشدة فى سعيها لإطلاق المبادرة الفردية والنجاة من ثنائية الاستتباع نظير الحماية والعوائد التى تعتاش عليها حيتان السوق الكبيرة، تخسر مصر مواطنا ومجتمعا ودولة طاقات منظمات ومبادرات وهيئات طوعية وواعية تستطيع نشر قيم العقل والعلم والعدل والحرية والمساواة والجمال والتنوير فى مواجهة الجنون والجهل والظلم والتطرف والكراهية، وتستطيع العمل بفاعلية ﻹنجاز قيم الاستقرار والتقدم والتنمية المستدامة التى نريدها حقيقة مجتمعية راسخة لا تختزل فى دعاية السلطوية الجديدة أو أوهام طيور الظلام والمكارثيين، وتستطيع أن تكون قاطرة مصر نحو الديمقراطية. والأخيرة هى التى يحاربونها ويحاربون المطالبين بها بقسوة

01 سبتمبر 2015

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : حين سجنوا مصر فى 1981

حين يواجه الناس نظاما مستبدا باطشا ينتهك الدستور والقوانين، ويصادر الحقوق و الحريات، ويقضى على العدالة ويؤمم الحياة السياسية ويحظر المعارضة ويطاردها، ويعتقل من يريد منها، وينشر أجواء من الشك والتخوين والتحريض والكراهية، ويحكم قبضة الامنية على كل شئ.
وحين يشعر الناس بالعجز ولا يعرفون ماذا يفعلون فى مواجهة كل ذلك، بعد ان تم تجريدهم من كل ادوات الرأى والتعبير والاعتراض والمشاركة، فانهم يبحثون فى تاريخهم القريب عن محن مشابهة علهم يجدون فيها دروسا او مخارج لمحنتهم ومحنة البلد الحزينة.
وكذلك حين يضرب داء الصمت قطاعات واسعة من المفكرين والمثقفين والسياسيين والنخب، فيصمتون عن آلة البطش والاستبداد بل ويباركونها احيانا. فانه قد يكون من المفيد تذكيرهم بمحنهم الشخصية حين كانوا هم الضحايا ونزلاء السجون.
***
فى مثل هذه الايام منذ 34 سنة، عاشت مصر محنة اعتقالات سبتمبر الشهيرة، حين انطلقت قوات الامن وسيارات الترحيلات لتعتقل آلاف المصريين وتشحنهم الى السجون.
بررها السادات حينها بان هناك فئات مخربة تهدد الوحدة الوطنية و السلام الاجتماعي و سلامة الوطن مما يستوجب اتخاذ تدابير استثنائية لإنقاذ البلاد. وقال بالنص فى خطابه فى 5 سبتمبر 1981:
((منذ فترة ليست بالقصيرة حاولت بعض الفئات المخربة في مراحل متعددة إحداث فتنة طائفية بين أبناء الأمة وعملت جاهدة للقضاء علي وحدتها الوطنية، مستعملة في سبيل تحقيق أغراضها بعض الشعارات المضللة والوسائل غير المشروعة نفسية ومادية لتعويق مسيرة الشعب في طريق تنميته وازدهاره وديمقراطيته، ..
وفي الآونة الأخيرة بصفة خاصة وقعت أحداث جسيمة هددت الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، إلا أن هذه الفتنة الباغية قد استرسلت في غيها واستهانت بكل القيم والقوانين، وتنكبت عن الطريق السوي وسلكت سبيل العنف والإرهاب وسفك الدماء وتهديد الآمنين، كما أن بعض الأفراد قد استغلوا هذه الأحداث وعملوا علي تصعيدها، الأمر الذي يجب معه اتخاذ إجراءات سريعة وفورية لمواجهة هذا الخطر الذي هدد الوحدة الوطنية وسلامة الوطن..))
***
كان القائمة الاولى للمعتقلين تضم 1536 شخصا، من الكتاب والمفكرين والسياسيين والمثقفين الذين ينتمون الى كافة التيارات الفكرية والسياسية المصرية بلا استثناء. ولأول مرة تجد القومى مع الاشتراكى مع الليبرالى مع الاسلامى مع الشيخ مع القس فى زنازين واحدة أو عنابر مشتركة.
كان من ابرز المعتقلين، فتحى رضوان، عبد العزيز الشوربجى، عصمت سيف الدولة، نبيل الهلالى، حلمى مراد، فؤاد سراج الدين، فريد عبد الكريم، محمد حسنين هيكل، محمد فايق، عبد العظيم ابو العطا، محمود القاضى، عمر التلمسانى، مصطفى مشهور، الشيخ المحلاوى، الشيخ كشك، اسماعيل صبرى عبد الله، فؤاد مرسى، عبد الغفار شكر، حسين عبد الرازق، عبد المنعم ابو الفتوح، حمدين صباحى، كمال ابو عيطه، ابو الفضل الجيزاوى، لطيفة الزيات، امينة رشيد، ميلاد حنا، ابو العلا ماضى، كمال السنانيرى، عبد العظيم مناف، صلاح عيسى، عبد العظيم المغربى وآخرين.
***
وتم تكليف اجهزة التحقيق، بالتعاون مع وزارة الداخلية، بتقسيم المعتقلين فرق و جماعات، وتفصيل وتلفيق التهمة المناسبة لكل فريق. وشهدت جلسات التحقيق مهازل نتيجة تهافت التهم والأوراق.
ولم يقتصر الأمر على الاعتقالات، بل صدرت حزمة إضافية من القرارات ضد عديد من الشخصيات والمؤسسات الأخرى:
· فتم نقل بعض أعضاء هيئة التدريس والجامعات والمعاهد العليا من وظائفهم بذريعة ممارستهم أنشطة لها تأثير ضار على الرأي العام، و تربية الشباب و تهدد الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو سلامة الوطن.
· كما تم نقل بعض الصحفيين والعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية واتحاد الإذاعة والتليفزيون والمجلس الأعلي للثقافة إلي هيئة الاستعلامات بنفس الذرائع.
· و تم التحفظ علي أموال بعض الهيئات والمنظمات والجماعات والجمعيات بذريعة انها مارست نشاطاً أو أعمالاً هددت الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي أو سلامة الوطن.
· كما تم حل بعض الجمعيات لنفس الذريعة .
· وتم الغاء التراخيص الممنوحة بإصدار بعض الصحف والمطبوعات مع التحفظ علي أموالها ومقارها.
· كم تم عزل البابا شنودة من منصبه، وتعيين لجنة خماسية من الاساقفة للقيام بالمهام البابوية، وهو القرار الذى صاحبه اعتقال عشرات من المسيحيين والزج بهم فى السجون ضمن القائمة الاولى، المذكورة عاليه، للمتحفظ عليهم كما كانوا يسمونهم وقتها.
***
وخرج رجال السادات، وصبية النظام فى البرلمان والمنابر والاعلامية والصحفية، يبايعونه كما يفعلون مع كل رئيس، بل ويزايدون عليه ويصرخون بأعلى أصواتهم ((أن اضرب بيد من حديد، فالشعب معك و وراءك))
وخرجت مانشتات الصحف الحكومية تتحدث عن المؤامرات والخونة والعملاء والفتن الطائفية وتختلق مزيد من التهم والادعاءات وتضخم وتبالغ فيها بغرض التشهير والطعن فى وطنية وشرف المعتقلين .
كانت ايام سوداء على مصر، لم يخفف من وقعها سوى ان الجميع بدون استثناء كانوا جنبا الى جنب فى السجون، فهونت،وحدتهم فى الظلم، عليهم وعلى ذويهم،. كانت مصر كلها مسجونة.
لقد كان هناك حالة وحدوية قريبة الشبه بحالة ميدان التحرير فى الثمانية عشر يوم الأولى من الثورة من 25 يناير الى 11 فبراير 2011، والتى أحب دائما أن أسميها ((الـ 18 البيض)).
***
كان السبب الذى اعلنه السادتيون فيما بعد تبريرا لهذه الحملة، هو انه اراد تأمين الجبهة الداخلية وحمايتها من اى معارضة او قلاقل، يمكن أن تعطى ذريعة لاسرائيل لإلغاء أو لتعطيل انسحابها المزمع من سيناء فى ابريل 1982.
أما السبب الفعلى هو ان القوة الوطنية المصرية كانت فى حالة مخاض ثورى فى مواجهة السادات ونظامه وكانت فى سبيلها الى تشكيل جبهة وطنية موحدة لإسقاطه، بعد ان سلم مصر للأمريكان، وتصالح مع العدو الصهيونى ووقع اتفاقيات كامب ديفيد التى قيدت السيادة المصرية فى سيناء، وأخرجت مصر من مكانتها العربية والاقليمية، وسلم ادارة الاقتصاد المصرى لصندوق النقد الدولى ونادى باريس، وفتح الباب لراس المال الاجنبى ووكلاءه من رجال الاعمال المصريين لاستباحة ثروات مصر ومقدراتها، ناهيك عن تعميق سياسات الاستبداد بترسانة من الاجراءات والقوانين المقيدة للحريات. 
ولكن للأسف الشديد، أدىت جريمة اغتيال السادات فى اكتوبر 1981، والإتيان بمبارك خلفا له، الى وأد هذا الحراك الثورى وتعطيله وتأجيله 30 سنة.
***
هل هناك فرق بين اجواء الاستبداد فى سبتمبر 1981، وبين أجوائه اليوم؟
بالطبع هناك فروق تتعلق بموقف النظام من القوى والتيارات والشخصيات السياسية المعارضة، ومن منها يقرر سجنه و حظره، ومن منها يكتفى بحصاره والتضييق عليه.
وهو موقف يرتبط بتقدير النظام فى كل عصر أو مرحلة، للقوى السياسية ودرجة خطورتها عليه، من حيث قدرتها على التأثير فى الرأى العام أو المنافسة على السلطة المحرمة على الجميع.
فى 1981، كان السادات يرى أن القوة المدنية أشد خطورة عليه من الاسلاميين. ولكن المعادلة اليوم، ومنذ سنوات طويلة، قد اختلفت بعد أن قام النظام بتوجيه ضربات متتالية للقوى المدنية، وبالذات لأجنحتها القومية واليسارية.
ولكن فى الحالتين؛ فى 1981 و 2015، فان الحظر شمل كل فصائل المعارضة الحقيقية اياً كان انتماءاتها السياسية او الفكرية. بدليل سجن عشرات من الشباب الذين شاركوا فى 30 يونيو، بالإضافة الى ما تتعرض له المعارضة المدنية، هى الأخرى، من حملات الشيطنة والتشهير والتضييق.
والخلاصة انه فى الحالتين، نحن بصدد "استبداد الدولة" وبكل ما تملكه من امكانيات ومؤسسات وأدوات للسيطرة والقمع، وبكل ما تروجه من مبررات وذرائع، فى مواجهة معارضة سياسية محاصرة ومجردة من اى امكانية للتعبير او للتغيير.
*****