15 يناير 2015

فاطمة الكرّاي تكتب :«عشنا وشفنا» إرهابي… يقود مظاهرة ضد الإرهاب !؟


أعلنت الكاتبة التونسية فاطمة بن عبد الله الكرّاي رفضها مشاركة زعماء الإرهاب في العالم في المشاركة في مسيرة ضد الإرهاب.
وقالت إن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني الذي مازالت دماء شهداء فلسطين عالقة بيديه اعتمد خطة هجومية في عملية استغلال للحدث الذي هزّ وأدمى فرنسا الأسبوع المنقضي.
وأكدت أن هذه الغاية الصهيونية، تمثّل أحد أهداف الإطاحة بمؤسسة الدولة العربية، حتى تبقى فلسطين معزولة، وشعب فلسطين، لا يقوى على الصّمود كشعب، سلبت منه أرضه ووطنه منذ ستّ عشريات…
كما استنكرت مشاركة القادة العرب وقالت إن العرب الرسميين نجدهم قد انقسموا مرّة أخرى، بين مهرولين… مضروبين بعصا الذلّ، فتجد غالبيتهم يشاركون في مسيرة الجمهورية بباريس، وهم لا يفقهون حدود أمنهم الوطني ولا القومي، وبين فريق مازال يقايض الأمن القومي بمهمّات مناولة لا يُحسب لها ـ في العالم ـ حساب
وإليكم نص المقال:
بدا الأمر لافتا للبعض… ومزعجًا للبعض الآخر، حين حضر بنيامين نتانياهو مظاهرة الجمهورية في باريس، بل و تمكّن حسب الصحافة الصهيونية الصادرة يوم الإثنين من التسلل الى الصف الأول.. صف القيادة…
بنيامين نتنياهو جيّر الحدث لصالح الكيان الصهيوني، الكيان المحتل لكامل فلسطين، حين اعتمد خطة ثلاثية تنبئ في خطوطها العريضة أنها لا تحمل عناصر مفاجأة بما حدث في فرنسا، ونقصد الهجومات التي مست "شارلي هيبدو" فقتلت أكثر من 12 فرنسيًّا…
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي مازالت دماء شهداء فلسطين عالقة بيديه و يمارس إرهاب الدولة المنظّم باعتراف كل من يرى ما يحدث في فلسطين بغير الغربال الأمريكي اعتمد خطة هجومية في عملية استغلال للحدث الذي هزّ وأدمى فرنسا الأسبوع المنقضي.
أول قرار لنتنياهو دعوته ليهود فرنسا إلى "العودة" (أي ممارسة فعل الاستعمار) إلى فلسطين المحتلة في إشارة منه أن الفرنسيين من ذوي الديانة اليهودية لم يعودوا في أمان بفرنسا، وكذلك ألمح إلى أن فرنسا ليست وطن اليهود بل إن اليهود هم إسرائيليون أينما كانوا… وفي هذا إشارة لا تدع مجالا للشك في أن الكيان الصهيوني يحظّر الخطة القادمة والقاصمة لاستراتيجيات النضال الوطني الفلسطيني، والقائلة إن إسرائيل هي دولة يهودية… وهو الأمر الذي تقف أوروبا ضده والولايات المتحدة تحاول أن تمرره.
ثاني قرار اتخذه نتنياهو في هذه الفترة وبمناسبة هذا المصاب الفرنسي هو دفن القتلى من الفرنسيين ذوي الديانة اليهودية في إسرائيل، أرض فلسطين المغتصبة… وفي هذا القرار تأكيد للقرار الأول.
ثالث قرار اتخذه نتنياهو هو تميزه عن واشنطن، إذ بدا لافتا أن قرارًا خطيرًا ومصيريًّا كالذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتحول في وقت قياسي إلى باريس من أجل المشاركة في مسيرة الجمهورية (يوم الأحد المنقضي) حشر واشنطن في الزاوية… زاوية النقد والاستياء.. لأن تمثيلية واشنطن في مظاهرة الجمهورية يوم الأحد المنقضي، بدت منخفضة جدًا… فكانت المشاركة الأمريكية على مستوى سفيرها في باريس فحسب.
نتنياهو وانطلاقًا من القرارات الثلاثة أراد أن يعطي رسائل مشفّرة.
أولها للأوروبيين الذين أظهرت عملية سبر للآراء سنة 2005 أنهم يعتبرون في غالبيتهم أن إسرائيل تمثّل الخطر الأكبر على السلم والأمن الدوليين… حيث فاقت نسبة أصحاب هذا الرأي من الأوروبيين 50٪ بالمائة… مع نسب أخرى تصل أكثر من 60٪ في بلدان أوروبية…
ثاني هذه الرسائل المشفّرة، هي الإيذان من جانب واحد (إسرائيلي) ويحاول أن يجرّ إليه الأوروبيين والأمريكان، وهو أن إسرائيل التي أدخلها فقهاء السياسة في الغرب، في دائرة الديمقراطية الليبرالية Démocratie libérale التي تدين بها أنظمة الغرب زائد اليابان، هي اليوم "دولة ضد الإرهاب" وليست دولة راعية ومنتجة للإرهاب… وأن القضية الفلسطينية، تريد منها إسرائيل في توقيت نجد فيه نواة الدولة العربية تتوارى خلف التاريخ ـ بغداد ودمشق مثالا ـ سوف تصبح قضية داخلية… قضية إرهاب وليست قضيّة تحرّر وطني…
هذه الغاية الصهيونية، تمثّل أحد أهداف الإطاحة بمؤسسة الدولة العربية، حتى تبقى فلسطين معزولة، وشعب فلسطين، لا يقوى على الصّمود كشعب، سلبت منه أرضه ووطنه منذ ستّ عشريات…
هذا الهدف الأخير، حاولت إسرائيل تمريره، أواسط التسعينات لكن دون جدوى… أما اليوم، فالوضع كما المشهد محتاجان إلى تبصّر كبير، لأنّه في الوقت الذي تخطّط فيه الدوائر الصهيونية في عملية استغلال وحشية لما وقع في "نيويورك" سنة 2001 وما وقع في باريس 2015، وتجيير آلام الآخرين لصالحها، فإن العرب الرسميين نجدهم قد انقسموا مرّة أخرى، بين مهرولين… مضروبين بعصا الذلّ، فتجد غالبيتهم يشاركون في مسيرة الجمهورية بباريس، وهم لا يفقهون حدود أمنهم الوطني ولا القومي… وبين فريق مازال يقايض الأمن القومي بمهمّات مناولة لا يُحسب لها ـ في العالم ـ حساب…

ليست هناك تعليقات: