26 نوفمبر 2014

"المسلمون" تنشر قصة أمير سعودي على رصيف محطة "لايدن" بهولندا

أثناء محاضرة لي في مارس الماضي لبعض العاملين في متحف "رايكس ميوزيام" بمدينة لايدن بهولندا، وعلي رصيف أحد الشوارع في هولندا ناحية محطة القطار في مدينة "لايدن" الثقافية في الشتاء البارد، اقتربت منه قليلا ونظرت إليه أحسست أني أعرفه، اقتربت منه وجدته إنسانا مثقفا يتحدث العربية بعظمة وثقة الملوك والأمراء ويرفض المساعدة .
تحدثت معه فهو أب لثلاثة اطفال ومتزوجا ببكستانيه ويقول لي انه كان يركب احسن السيارات ويسكن احسن القصور، و يأكل اشهي واطيب المأكولات، ولكنه فقد الاسرة والمال بل وفقد تقريبا حياة الرغد والعيش وقال انه هنا منذ مايقرب من ١٥٠ يوما.
وانه فقد كل شئ وأباه اخذ من حسابه في البنك في سويسرا عشرة ملايين دولارا وخسرها كلها في البورصة.
هذا الرجل هو الأمير محمد بن طلال وينتمي الى عائلة آل راشد التى حكمت السعودية سنوات طويلة.
 ولكن الاسرة خرجت وخرج هو معها لاسباب معينة من السعودية، وكان يصرف له معاشا كبيرا، وقد عاش منه طوال السنوات السابقة حتي توقف منذ حوالى عشر سنوات مضت، وظل ينفق مما كان يمتلكه من مال الي ان نفذت امواله كاملة.
لقد صدقته من اول وهلة تحدث فيها معي لاني شعرت من حديثه الصراحة والشموخ والرفعة في الحديث.
عاش الأمير محمد بن طلال فى العراق لمدة عشرة سنوات، ثم ذهب لأمريكا وهناك دخل الجامعة وحصل منها على دبلومة فى الإقتصاد والعلوم السياسية، وانتقل لأمستردام للحصول على الماجستير فى الخدمة الإجتماعية من جامعة أمستردام وكان يكتفى بالحصول على الإقامة الدراسية ولم يفكر يوما فى طلب اللجوء السياسى، أو الحصول على الإقامة بالزواج وكان يمكنه بسهولة الحصول على ذلك ولكنه رفض ذلك نهائيا لأنه يفتخر بكونه "برنس" سعودي .
كما رفض أن يعمل بشهادته لنفس السبب والان هو بدون عمل ولاجواز سفر ولامال ولايستطيع حتى أن يشترى لنفسه زجاجة ماء.
تركته وتواصلت مع محافظ لايدن وتحدثت عنه ولفت النظر، الا انهم لم يلتفتوا الي ذلك، وعاودت الاتصال الى ان ذهبوا اليه وعرضوا عليه المساعدة الا انه رفض المساعدة، وظل يقيم في مكانه رغم شدة البرد.
إلا انه اراد ان تتدخل الحكومة الهولندية في عودة ماله المنهوب من بنوك سويسرا وان تصرف له الحكومة مرتبا شهريا، وان يقيم في سكن كبقية الناس، وسيعطيهم المال بعدما يستعيد ثروته.
عرضت الموضوع علي الصحف والجرائد الهولندية والبلجيكية الذين وجدوا ان الخبر يستحق الدراسة لانه مادة دسمة اعلاميا .
فهو لايحمل جوازسفر، ولم يحصل على تصريح للإقامة، لامال ولاسقف، ولا غطاء ولا دواء وبالرغم من هذا البرد انه يكسب احترام من يلتقى بهم ويكسب احترامهم وتعاطفهم معه فهو الأمير النبيل الذى يمتلك المال ولايستطيع الحصول عليه!
السؤال هنا الي منظمات حقوق الإنسان بل والمسئولين في هولندا "آرحموا عزيز قوم ذل".. لماذا تتركون هذا الأمير بالذات على هذا الوضع المخزي؟
ننتظر الاجابة من الحكومة الهولندية نفسها، بل ومن الاتحاد الاوربي !!

ليست هناك تعليقات: