06 سبتمبر 2014

صحف صهيونية .. الكعبة مورد الأموال الذي يُغذّي الاقتصاد السعودي


التحضيرات المُكثّفة لموسم الحجّ في مكّة تصل إلى ذروتها، والاقتصاد السعوديّ يُتابع إمداد مكة والمدينة المنوّرة بالأموال والاستثمارات الوافرة
6 سبتمبر 2014, 16:270
الكعبة، مناسك الحج (AFP)

لعلّ رُكن الحجّ إلى مكة، المجبور بتنفيذه كلّ مُسلم على الأقل مرة واحدة في حياته، هو مَنبع الدخل الثابت المتواصل والأكثر ضمانًا للمملكة العربية السعوديّة. إذ أنّ للحجّ إمكانات وقدرة اقتصادية تصل إلى أكثر من مليار ونصف حاجّ، وهذه الأرقام آخذة بالازدياد. إذ أنّ هذا النجاح لا يُعزى إلى وفرة الموارد الطبيعيّة أو فطنة مُديري الشركات، ولا حتى إلى مساعدة مؤسّسات ماليّة أو سياسات خارجيّة خارقة.
فليست الكعبة مُجرّد حجرٍ أسود، إنّما هي مورد الأموال الذي تجرع منه شركات الطيران، وكلاء السفر، شركات الباصات، مُصنّعو الأغذية، دور التجارة للتذكارات، المطابع وجميع من يمتّ بصلة مباشرة أو غير مباشرة بجلب الحجّاج إلى هذه المنطقة المقدّسة.
من المتوقّع لهذه السنة أن يصل إلى الكعبة ما يُقارب 2 مليون شخص كي يطوفون سبع مرات حول الكعبة، ويقومون برَجم الشيطان بالحجارة والشُّرب من ماء زمزم وبالتالي إدخال ما يُوازي 3% من الناتج المحليّ الإجمالي في السعودية، والذي يبلغ 17-20 مليار دولار، إلى صندوق المملكة السعوديّة الماليّ.
مكة، مناسك الحج (AFP)

وعلى الرغم من أنّ موسم الحجّ سيبدأ هذه السنة بمطلع شهر تشرين الأول، إلّا أنّ التحضيرات تبدأ أسابيعَ عديدةً قبل ذلك، إذ تهبط بهذا الأسبوع الطائراتُ الأولى من بنغلادش والهند التي تحمل أولى مجموعات الحجاج إلى السعودية. بحيث تمنح السعودية موافقة دخول للدول حسبَ عدد المواطنين المسلمين داخل كلّ دولة.
عندما يكون متوسّط التكلفة للحاجّ الواحد بمبلغ يصل إلى حوالي 6000 دولار، فعلى الأرجح لا يوجد مناص من عمليات النهب والسرقة، إذ يضمن وكلاء السفريات دخول المسافرين إلى مكة دون وجود تغطيات ماليّة لذلك. وكذلك، على سبيل المثال، كشفت شرطة لندُن عن وكالَتَيْ سفر مارستا صفقات للحجّ دون حصولهما على تغطية أمنية للحجّاج تضمن تعويض المسافرين في حال قامت شركات السفر أو الطيران بعدم توفية شروط السفر التي ضمنوا تحقيقها لهم. وفي مصر، تقوم السلطات بإغلاق عشرات وكالات السفر الفرعيّة سنويًّا، وذلك لتأمين صفقات حجّ مُغرية من دون رُخَص تُخوّلهم لبيعها.
مناسك الحج (AFP)

في نفس الوقت، تجري سنويًّا تحديثات وابتكارات جديدة في موسم الحجّ داخل المملكة السعودية. وذلك ابتداءً من إنشاء وسائل مواصلات مريحة ومنظّمة، كقطار الأنفاق الذي أسّس عام 2010 بمساعدة الأبحاث في مجال إدارة المرور والحركة العامة التي أُجريت في مركز "الإبداع في وسائل المواصلات والإدارة العامة" بجامعة أم القرى في السعوديّة، وصولًا إلى تطبيقات للهواتف النقالة لتُستعمَل على يد الحجّاج.
كانت إحدى المشاكل العسيرة التي واجهت الحجّاج هي ضلّ الطريق وعدم معرفة موقع الفنادق أو الخيمات التي يسكنون فيها بعد تأدية قسم من شعائر الحجّ خارج مكة. من أجل ضمان عدم حدوث ذلك، بُنيَ تطبيق يرتكز على استعمال نظام التموضُع العالمي (GPS) الذي يرافق الحاجّ على طول طريقه ويُحدّد موقع الفندق الذي يسكن فيه بالإضافة إلى مواقع باقي أعضاء المجموعة.
وتكون هذه الفترة موسم الذروة لشركات الطيران، إذ تُشغّل مجموعة الطيّارات إلى حدّها الأقصى. تُخطّط شركات الطيران المصريّة، على سبيل المثال، لإقامة نقل جوّيّ من القاهرة إلى مكة يشمل 15-20 رحلة طيران يوميًّا، وتقوم بمثل ذلك أيضًا أثناء انتهاء موسم الحجّ في تشرين الأول تحضيرًا لعودة الحجّاج إلى مصر.
الكعبة، مناسك الحج (AFP)

تخضع مكة والمدينة المنوّرة إلى تغييرات اقتصادية هائلة. فمثلا، ارتفعت أسعار السكن إلى 22 ألف دولار للمتر المربّع، وحالات البطالة معدومة إذ يُعتبر مستوى المعيشة في هذه المدن من الأعلى في الدولة. ويزداد الطلب على الأراضي لبناء فنادق أخرى، مطاعم ومواقع استراحة.
من الجدير بالذكر أيضًا، أنّ عرب إسرائيل المسلمين يُسافرون سنويًّا وذلك وفقًا لحصص ثابتة تُمنح من وزارة الشؤون الدينيّة في المملكة السعودية. تُمنح هذه الأماكن كحصص خاصة للمملكة الأردنية الهاشميّة، فتقوم الأردن بمنح التأشيرات المذكورة لوزارة الشؤون الإسرائيليّة.

ليست هناك تعليقات: