17 سبتمبر 2014

"ديلي بيست": علماءُ المسلمين باتوا أبواقا لحكوماتِهِم القمعية لا نصيرا للحق

كتب محمد جمال عرفة
قالت مجلة "الديلى بيست": "إن علماء المسلمين باتوا اليوم – بعد الثورات المضادة - أبواقا لحكوماتهم القمعية لا نصيرا للحق، وأن السياسات القمعيّة، هى المسئولة عن إنتاجِ التطرُّفِ فى الشرق الأوسط.
واعتبرت المجلة – فى تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 بعنوان:the Arab World Must Promote Political and Religious Reforms مؤتمر مكافحة الإرهاب الذى عقد الأسبوع الماضى فى جدة بأنه "مؤتمر الفرصة الضائعة"؛ لأنه لم يكن أى من المشاركين ممثلًا لصوت مستقل، ديمقراطى، أو منتقد فى الشرق الأوسط، وبدلًا من ذلك، كان علماء المسلمين الذين شاركوا فى المؤتمر معظمهم أصواتًا لحكوماتهم، والتى تدين كل صوت معارض على أنه إرهابىّ.
وقالت: "إن الحكومة المصرية تُساهم فى ارتفاع التطرف؛ لأن سياسة القاهرة فى سحق الإخوان المسلمين تبين أن عبد الفتاح السيسى، لم يقرأ التاريخ بشكلٍ كافٍ، وأن سياسة القبضة الحديدية التى تصف أى معارض بالإرهابى، لن تؤدى إلا إلى خلق درجة أعلى من التطرف داخل الحركة.
وقالت: "إن هناك ما لا يقل عن 20 ألفًا من أعضاء جماعة الإخوان مهملون من العالم بعيدًا فى السجون المصرية، ينتظرون حكمًا بالإعدام شنقًا، وغالبًا ما يتعرضون لتعذيبٍ مروعٍ تصبح معه الرصاصةُ فى مذبحة رابعة نوعًا من الحظ الجيد، وهذا الوضع مشابه جدًّا للظروف التى أنتجت القيادى البارز فى تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، فى الثمانينيات".
وقالت: "إن السبب الأساسى لإنتاج التطرف فى العالم العربى يكمن فى ثقافة الإقصاء السياسى القمعية، إلى جانب التعصب الدينى، والأمر متروكٌ للولايات المتحدة أن تفعل المزيدَ؛ لتشجيع سياسة شاملة فى الدول العربية، كما فعلت مؤخرًا فى العراق، عندما أجبرت المالكى على التنازل عن مكتب رئيس الوزراء؛ بسبب سياساته الخاطئة".
ودعت الولايات المتحدة لإعادة النظر فى سياساتها فى منطقة الشرق الأوسط، سواء فى السعودية أو فى ضرورة الضغط على حكام مصر؛ للتخلّى عن مطاردة جماعة الإخوان المسلمين، وإجراء الإصلاحات السياسية التى تؤدى فى النهاية إلى تبنى عقد اجتماعى جديد فى هذه الدول، يمثل كل مجموعات السكان ويحميهم؛ لأن هذه هى الاستراتيجية الفعّالة لمكافحة الإرهاب.
وشددت المجلة على أن الولايات المتحدة لا تتعلم من أخطائها، وأن واشنطن تعرف اليوم أن تجاهل حكومات المنطقة للأقلية السنية، فى حالة العراق، أو الأغلبية السنية، فى حالة سوريا، يعد تهديدًا للأمن الوطنى الأمريكى، وكلما كانت مستبعدة أكثر من قبل حكوماتها، كلما خلق ذلك بيئة خصبةً أكثر لازدهار الجهاديين السنة.
وقالت: "إن مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب لم يتعرض لهذا المرض الشامل فى العالم العربى. عبر جميع أنحاء المنطقة، هناك لعبة سياسية محصلتها صفر، تغذى فقط صعود التطرف".
وختمت بقولها: "إن الحل، هو فى دعم الجماعات التى تدعو بنشاطٍ لثقافةِ الديمقراطية وقيمها فى جميع أنحاء العالم العربى، ولكن هذا لن يحدث "إذا ما بقى الغرب يختار باستمرار دعم الحكام العسكريين والمستبدين والطغاة جيلًا بعد

ليست هناك تعليقات: