25 أغسطس 2014

د. إبراهيم حمّامي يكتب: رام الله والقاهرة والحرب النفسية والمعنوية

منذ انهيار محاولات السيسي الحثيثة لتجريد غزة من انتصارها عبر مبادرة أشبه بالمؤامرة...وبعد أن تمسكت المقاومة بمطالبها المدعومة تماماً بتلاحم شعبي لا يتزعزع واحتضان أسطوري...ومع زيادة الضغط على الجبهة الداخلية الاسرائيلية عبر قوافل اللاجئين من الجنوب للشمال وفراغ المغتصبات من ساكنيها...وبوقوع الاحتلال بفخ الاستنزاف الذي قررته المقاومة...بدأت معركة جديدة من نوع آخر...معركة لا تقل شراسة تستهدف ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية...معركة تعتمد الضغط النفسي والمعنوي وسياسات الشائعات والاحباط والتشكيك...
من أهدافها:
التشكيك بالمفاوض السياسي الفلسطيني الممثل للمقاومة والقول بأنه ضعيف يتنازل عن سقف مطالب غزة
الايحاء بوجود خلاف بين المقاومة الميدانية العسكرية والقيادة السياسية
خلق حالة إحباط شديدة بين الناس عبر تسريبات عن قرب التوصل لحل ومن ثم تصعيد عسكري
نشر شائعات وتقارير مغلوطة تماماً تجعل الناس في حيرة من أمرها – بطلها الأسبوع الماضي وبحسب تقارير مقربة من الوفد المفاوض كان ماجد فرج مع المراسل المستقل جداً جداً
ضرب الوفد المفاوض بعضه البعض، ليس بين من يمثلون المقاومة وسلطة رام الله، لكن بين حماس والجهاد تحديداً
وفي النقطة السابقة يلعب السيسي والتهامي أقذر الأدوار من خلال التواصل مع قيادات في الجهاد دوناً عن حماس مع محاولات تقرب وترغيب
القاء اللوم على أشخاص وقيادات بعينها وكأنها تغلّب المصلحة الذاتية على دماء الشعب – مشعل مثلاً
التصعيد السياسي الذي بدأه اليوم تحديداً عزام الأحمد عبر سلسلة تصريحات تقلل من المقاومة ودورها وتطعن في الظهر كعادة قيادات فتح والسلطة.
التركيز على المبادرة المصرية واعتبارها المخرج الوحيد، وهو ما يعني اعادة الأمور لمربعها الأول لأن المبادرة ماتت وقبرت وانتهى الأمر
إطلاق العنان لمجموعة من مرتزقة الاعلام ومن الصهاينة العرب للتباكي على التضحيات وتكرار خطاب عبّاس البائس بأن الهدف هو وقف النزيف ثم الحديث عن باقي المواضيع
إظهار المقاومة باللا مبالي بتضحيات ومآسي الشعب
التقليل من انجازات المقاومة
الضغط للقبول بأي حل كان تحت ذريعة تعبنا وأُرهقنا ولم نعد نحتمل تكرار الحديث عن شرعية مزعومة لعبّاس ومن معه
وللتدليل على ماسبق يكفي أن نطالع ما ينقله ناصر اللحام ويفبركه في كثير من الأحيان، أو ما صرّح به عزام الأحمد اليوم لقناة عودة الفضائية وجاء فيه:
بعد اتفاقنا مع وزير خارجية قطر فوجئنا بتصريحات خالد مشعل التي تقول لا داعي للمفاوضات
لا صحة للضمانات السعودية والقيادة السعودية تدعم المبادرة المصرية بالكامل
انا على اتصال مباشر ولحظي مع كافة الوفود ومصر واضع الرئيس بالتفاصيل اول باول
ليلة 19 على 20 كنا على وشك الاتفاق النهائي ولكن هناك اصابع خفية اعاقت التوقيع
نستغرب من التصريحات التي تقول لا نريد مفاوضات هناك اصابع ما زالت تلعب في الخفاء لافشالنا
مطالبنا حسب تفاهمات 2012
قرار الحرب والسلم بيد السلطة الفلسطينية وليس بيد حماس أو غيرها
لا حكومة ظل ولا حكومة موازية في غزة إلى جانب حكومة التوافق الوطني .
هؤلاء يا سادة يريدون تجريد غزة من انتصارها...هؤلاء يا سادة يتآمرون...هؤلاء يا سادة يحاولون ضرب اللحمة الوطنية بين الشعب والمقاومة والقيادة...انتصار غزة هزيمة لهم...هؤلاء يا سادة هم حلف بغيض بين الغلمان والخرفان والبعران والزعران...وفهمكم كفاية!
احذروهم ولا تقعوا في حبائلهم...احذروهم وأعدوا ليوم محاسبتهم بعد الانتصار بإذن الله...لا مكان للمثبطين والمحبّطين...افضحوهم واكشفوهم...والأهم ثقوا بمقاومتكم ومن يمثلها...لن تقرر لا القاهرة ولا رام الله ولا الرياض ولا أبو ظبي ما الذي يريده الشعب... والمقاومة المنتصرة...وإذا قال الشعب ومقاومته... فعلى هؤلاء الصغار الانصياع...لا نامت أعين الجبناء.
*مدير مركز الشئون الفلسطينية

ليست هناك تعليقات: