31 يوليو 2014

متى يقوم السيسى بترشيح اسرائيل لللإنضمام الى جامعة الدول العربية ؟

 
سمير يوسف
تذكرت فيلم بئر الحرمان عندما ذهب البطل إلى السفارة الاسرئيلية في روما باحثا عن عمل، فلما سألَته الموظفةُ عن طبيعة العمل الذي يطمح إليه قال..أريد أن أعمل جاسوسا لاسرائيل!
ويجنح بي خيالي لأشياء تبدو بالأمس غير واقعية، وكنت أخشى أن تتحقق بعد زمن وجيز وسط ضحكات وقهقهات من تخلفنا وعدم فهمنا لمستجدات الأمور وواقع العالم الجديد ،فيظهر عبد الفتاح السيسى يستكمل مشاهدة مسرحية كوميدية، وأن يدعو العرب إلى التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن ينصر إسرائيلَ على العرب، وأن يبرر إبادة الفلسطينيين ، كابوس أم حلم مزعج أم حقيقة لا تستطيع أوهامي أن تتفهمها وتستوعبها؟ .
هل أعيد حساباتي من جديد للتأكد من أنني أعيش في زمن خارج الزمن الحقيقي، وأن النجمة السداسية أقرب إلينا من حبل الوريد؟
السيد عبد الفتاح السيسىالمسلم المتدين يطالبنا أن نساند الأهداف النبيلة للاحتلال الصهيوني، وأن نشكر الله تعالى على أن بعث إلينا نتنياهو ليحقق السلامَ والرفاهية والأمن. أحيانا يفقدك اللامنطق بوصلةَ الوصول إلى المنطق، وتكتشف أن ما تعلمته طوال عمرك لن ينفع في تحريك ذرة واحدة في عقل عبد الفتاح السيسى، وأنك لو عرضت عليه تاريخَ الكيان الصهيوني واعتداءاته وما يحدث في معتقلاته واحتقاره لكل القرارات الدولية، وتعرض مشهد ذبح الأسرى المصريين في سيناء، وحياة عشرة آلاف سجين فلسطيني بما فيهم النساء والأطفال، والتاريخ الوقح الدموي للكيان العبري،فلن يؤثر في عقله ،أما سيدنا أمين عام جامعة الدول العربية إذا أصغى السمع جيدا فستصل إلى طبلتي أذنيه صرخات آلاف من الشهداء يسقطون يوميا جراء العدوان الصهيونى البشع على قطاع غزة الذى نَسيّه نبيل العربى وهو وزيرا للخارجية، وتناساه وهو أمينا عاما لجامعة الدول العربية ،أكثر من ألف وربعمائة فلسطينى قضوا تحت القصف الهمجي الصهيوني والرجل الأول في بيت العرب كان بامكانه أن يصارح الجماهير التي تعتبره بطلا، فيضطر القادة العرب إلى عقد اجتماع فوري وعاجل قبل أن يتصل بعض المسؤولين العرب بنتنياهو يحثونه على القضاء على حماس
وفى الوقت الذى تقوم اسرائيل بمزابح فى قطاع غزة وقد ارتفعَ عددُ شهداءِ العدوان الاسرائيلي المتواصلِ على قطاعِ غزة الى ما يزيد عن الفٍ وثلاثمئة شهيد واكثرَ من سبعةِ آلافٍ ومئتي جريح.كأننا نتحدث عن زمن سحيق، وليس عن سنوات عاشها جيلنا، قبل أن تأتي أجيال تشوهت وتلوثت، حتى اختلطت عليها الأمور وصارت ضحية الحيرة والبلبلة، فأصبح العدو صديقا والشقيق عدوا. ودفعت فلسطين ثمن ذلك الانقلاب البائس.
مجزرة غزة الوحشية لا تَتَحَمَّلُ قوات الاحتلال الصهيونية وحدها وِزْرَها، بل وتَتَحَمَّلُ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، والسلطة الفلسطينية، والنظام العربي الرسمي، وجهات عربية فاعلة، مسئولية مادية وأخلاقية وتاريخية عما يجري في القطاع المنكوب.
فبأسلحة الولايات المتحدة يُقْتَلُ الفلسطينيون وتُدَمَّرُ مساكنهم، وبغطائها السياسي تُقْتَرَفُ الجرائم والمجازر بحقهم، وبتمويلها وبمبادراتها ومناوراتها السياسية تُقْضَمُ حقوقهم، وبوعودها يُسَوَّقُ الوهم لهم، وبتمويلها وتشجيعها تُؤَجَّجُ نار الخلاف بينهم.
أما المجتمع الدولي فلقد رضي، ومن خلال معاييره المزدوجة بدور شاهد الزور، الذي يُغْمِضُ العين عن جرائم الاحتلال، بل ويكافئه على حصاره وعقوباته الجماعية، كما فعل الاتحاد الأوربي مُؤَخَّرًا بتوثيق علاقاته مع الدولة العِبْرِيَّة بعد أعوام من حصارها لغزة، وفرضها العقوبات الجماعية على سُكَّانها.
مجزرة غزة هي الرد الإسرائيلي العملي على تهافُتِ العرب وعلى مبادرتهم السلمية، وهي نموذج عملي للشرق الأوسط الجديد، والذي يُرَادُ لإسرائيل أن تكون فيه السيدَ المطاعَ، والحاكمَ بأمره، فجميع مفاوضات السلام والمبادرات الدولية تتعامَلُ بعنصرية مع الفلسطيني، والذي عليه واجبُ حماية المحتل، مُقَابِلَ دولةٍ مَسْخٍ لا جيش لها، ولا معدات عسكرية فيها ، فيما تتعامل بتبجيلٍ مع دولة الاحتلال، والتي تمتلك السلاح النووي، وتُقَابِلُ أيّ إزعاج أو إيذاء لها ببراكين من النيران والمجازر، كما يجري الآن في غزة.
وفى الوقت التى تدار فيه المجازر داخل غزة يقوم الجيش المصرى بمجازر أخرى ضد بدو سيناء بهدم منازلهم وقتل اطفالهم وهذا دليل واضح على ان هناك تنسيق واضح بين نتنياهو وعبد الفتاح السيسى فى مسلسل القتل والمذابح المشتركة
تـُـناهض السيسي أو تؤيده، تتعاطف معه أو تقف ضده، تؤيد مشروعاته أو تسخر منها، لكن الحقيقة التي لا مـراء فيها أن الرجل أنهىَ على الكرامة المصرية وزرع الرعب فى قلوب انصاره ،وانبسطت أسارير الشيطان، فالحاكم الجديد جاء في ذيله متخلفون، يتمتمون بدلا من الدعاء سِبْاباً ولعنات على الناس والمخالفين لرأيهم، ثم يتنظرون إلى السماء ويتطلبون من الله أن يُنزل غضبه على الناس أجمعين، وأن يحشرهم يوم القيامة في نار جهنم ، في ذهني عشرات الحكايات عن كبار الكبار وقد تسببوا في صدمات متلاحقة لي، وكلها تقريبا كانت بسبب التقرب من السلطة، والتزلف لعبد الفتاح السيسى، والوقوف مع خصوم الشعب.معذرة فهذا التهكم من شدة الحُرقة، وتلك السخرية خارجة من عمق البكاء على أمة المليار ونصف المليار مسلم.
وغدا يخرج علينا عبد الفتاح مطالبا الجامعة العربية بقبول اسرائيل عضوا فيها .

ليست هناك تعليقات: