17 يوليو 2014

مجازر المالكي وإيران في العراق مدعاة لموقف عربي حازم ، والمرجع الصرخي واتباعه إنموذجاً !.

د. عمر الكبيسي
أولاً : لم تكن إجراءات الإبادة والتعسف الذي واجهت به سلطة المالكي وجيشه وميليشياته شخص المرجع الشيعي العروبي محمود الصرخي واتباعه ومقراته في كربلاء بشكل مركز ومحافظات الديوانية وبغداد والبصرة والنجف والتي تضمنت القصف الجوي والمواجهة العسكرية وحرق المكاتب والمساكن ومن ثم جرفها بالمعدات الآلية وبشكل غير انساني ومقرف ، أمر مستغرب ، فلقد عودنا السيد المالكي على هذا النمط من التعامل اللا إنساني والهمجي مع كل من يعارض او مجرد ينقد نهجه وسلوكه في قيادة البلد وما انتجته هذه السياسة من محن وأزمات . لقد تعاملت سلطة حزب الدعوة بالمثل في مجزرة الزركه وفي صولة الفرسان مع الصدريين في البصرة .
ثانياً : لم يتجاوز السيد الصرخي في حديثه عن محنة العراقيين بعد الاحتلال الامريكي للعراق مستوى الوصف الواقعي للمشهد الدموي الذي انتجته الطائفية السياسية في العراق بسبب النفوذ الايراني المستفحل ومحاولات استغلال المرجعية وفتاويها لتبرير هذه السياسات ،وذلك ما يتوافق عليه مجمل الخطاب التحليلي الوطني والعربي والدولي رسميا واعلاميا . لم يهدد السيد الصرخي احدا بالقتال او الجهاد او العنف بالسلاح ولم يتجاوز مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان والكلام الذي لا يحسب لا شرعا ولا عرفا نمطا من انماط الارهاب والعنف بل هو واجب شرعي منصوص عليه بالكتب السماوية ومعارضة سلمية متحضرة مكفولة بالقوانين الوضعية . فيما يعده الداعية المالكي موقفا يخضعه لمضمون المادة 4 ارهاب ويحسبه من دواعش الشيعة في قاموسه الشيعي الإمامي ؟ أو ليس في ردة فعله هذه لحديث مرجع إمامي كالسيد محمود الصرخي الحسني معترف فيه تشويه للمذهب والدين واستخدام للعنف والارهاب من خلال استغلال السلطة وتجاوز للقضاء ومخالفة لأبسط متطلبات حقوق الانسان المتحضر ، اين هي حرية الانسان وحرية المعتقد والدين ؟ وأين هي الديمقراطية التي يتمشدق بها هذا الداعية الاسلامي المتخلف ؟. وأين تسامح الإسلام وسلمه من واقع الحال العراقي ؟. ما مبرر تمسك المالكي بالولاية الثالثة وهو يدرك واتباعه وانصاره ماذا سيؤدي له هذا التمسك بالولاية ؟. ألم ينصح السستاني بضرورة التغيير ، ويمتنع جهارا وتكرارا عن مقابلته ، ودافع عن المرجع السيد النجفي وفتواه بتحريم اعادة انتخاب المالكي ؟ ولماذا يعارضه المالكي في رأيه بينما يتخذ من فتوى السيد السستاني بتشجيع التطوع في الجيش ذريعة للتجييش الطائفي وتسليح الميليشيات التي تعبث بأمن المدن وبغداد بالذات .
ثالثاً : أي دين هذا وأي مذهب ، بل أي قانون لحقوق الانسان يجيز السكوت عن جريمة نزوح ما يتجاوز اكثر من مليون ونصف نازح عراقي بلا سكن وطعام او خدمات بسبب حرب طائفية اهلية وميليشياوية تشنها سلطة طائفية على مكونات عراقية اساسية تستهدف الانسان والثروة والخدمات وتسندها أميركا وروسيا وايران وسوريا ومرجعيات دينية بالمال والرجال والإمداد العسكري الأرضي والجوي. تدخل ايران عسكريا لم يعد خفيا ، و وجود الارهاب والعنف الطائفي المنظم بين الأطراف المتصارعة جلي واضح ، والإسناد الاعلامي والمعنوي والمرجعي لمزيد من التأجيج والتجييش الطائفي يشكل سمة واضحة لهذه الصراع الدائمي ، وحين يتصدى أهل الحكمة والمعرفة من علماء الاسلام والمراجع المعتدلة لحرب كهذه بالنصح والرشد والسداد وكشف حقائق الأمور وعواقبها ، يتم التعامل معهم من قبل السلطة بكل هذه الغضاضة والإبادة والتصفية الجسدية . هكذا عومل السيد الصرخي ومن قبله السيد احمد الحسني البغدادي وحسين المؤيد والطائي من قبل السلطة الحاكمة بسبب عروبيتهم و وطنيتهم واستنكارهم للنفوذ الايراني العدواني في السياسة العراقية .
رابعاً : والسيد الصرخي مزدوج التحصيل العلمي والشرعي فهو مهندس مدني ومجتهد شرعي بتحصيل ودراسات حوزوية عراقية ومن المدرسة الصدرية وهو في متوسط العمر لا يستطيع المالكي ان يصفه بالخرف كما وصف المرجع النجفي حين عرّاه على حقيقته وافتى بعدم جواز انتخابه ولم يتردد المالكي من اعتقال طلبته وتطويق مكتبه في حينها .
خامساً :يعتبر المالكي كل خطاب وطني عروبي نابع من صميم الوسط الشيعي في العراق تهديد مباشر لمشروع ايران التوسعي في المنطقة ولهذا يتصدى المالكي لقمع وتصفية وإبادة كل فكر عروبي عابر للطائفية ويوحد السنة والشيعة بمشروع وطني يؤسس لدولة مدنية عراقية عصرية .
سادساً :لقد آن الأوان لان تدرك الدول العربية لنظمة وشعوب وجامعة ان السلطة الحاكمة في بغداد تبيد الشعب العراقي على خلفية مشروعها الطائفي الصفوي وتسعى لطمس هوية العراق العروبية وان النظام الإيراني يسعى بكل امكانياته البشرية والتسليحية لدعم استمرار حرب الإبادة بذريعة الأرهاب وداعش وأكبر دليل على ذلك هو الاسلوب الذي تعامل المالكي وجيشه وميليشياته مع المرجع العربي السيد الصرخي واتباعه لا لشيء الا لأنه انتقد التجييش الطائفي والنفوذ الايراني الذي يدعم السلطة الطائفية في العراق ويستهدف عروبة العراق وهويته . مطلوب من الجامعة العربية ومنظمة الغمل الاسلامي ودول العالم الحر استنكار التدخل الإيراني والتجييش الطائفي لمجابهة الثوار والمنتفضين في العراق وفي سوريه واستمرار السلطتين الحاكمة فيهما بإبادة شعبيها بشتى واقسى أساليب القصف والتدمير والإبادة للسكان والمدنيين وتتعمد نزوحهم من مناطقهم ومدنهم تمهيدا لعزلهم وذلتهم وطمس هويتهم .
إيران تقصف قرى ومدن الحدود الشمالية وتوقع بسكانها العرب المسيحين واليزيدية خسائر بشرية ومادية كبيرة. طائرات سوخوي بقيادة طياريين ايرانيين يقصفون القائم والرطبة وصلاح الدين والأنبار ويلحقون باهلها الويل والثبور لمنع النازحين من العودة الى مدنهم في رمضان .

الميليشيات التي تغذيها إيران وقوات جيش القدس متواجده في الساحة وسليماني صاحب القول الذي يجب ان ينفذ وهو الذي يأمر بالترشيح ويسمي السلطة بشخوصها والكل له راضخون .

سابعاً: أما العرب فلا نسمع منهم استنكارا او استذكارا ، والكل يشكرها على العون الذي تقدمه لملايين النازحين ! ، وكأن المشكلة كلها هي الإعانات وليس المشروع الخطير الذي تتبناه إيران بكل ما تملك من وسائل وطاقات . النازحون والمحافظات الست محاصرة طبيا ، لا يدخلها دواء ، مرضى الفشل الكلوي في الموصل منهم على غسيل الكلية اكثر من 300 مريض لا تتوفر لهم وسائل الغسيل من مستلزمات ومحاليل والمراكز الصحية تخلو من الضمادات والسوائل الوريدية وأدوية الاسعاف الأولي ، ناهيك عن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب !. أين المنظمات الانسانية العربية منها والدولية ؟.
العرب السنّة يعاقبون بذريعة (داعش) ، حارث الضاري وعزت الدوري وقادة الجيش السابق وفصائل ثوار العشائر والمقاومة كلهم داعشيون ! والعرب الشيعة عندما ينتفضون لعون ونصرة اخوتهم السنة العرب يبادون ويسمونهم دواعش الشيعة ‘ هكذا وصموا المرجع العربي محمود الصرخي الحسني وأبادوا اتباعه كما ابيد منتفضي الزركه من قبل ، والمراجع البغدادي الحسني وحسين المؤيد والخالصي وغيرهم يعاملون على نفس الشاكلة ! ، وكأن إرهاب ميليشيات العصائب والبطاط وبدر والباسيج ولواء ابو الفضل العباس ومقاتلي حزب الله في سوريا ليسوا إرهابا ، والاعلام ينشر يوميا صور المعتقلين و وسائل تعذيبهم وقتلهم ، أي إنصاف هذا ؟
المشروع الإيراني كما تدرك كل الأنظمة العربية المجاورة لا يحده العراق المنكوب ، بل هو مشروع للمنطقة العربية كلها ، والمشروع الطائفي هو ذريعة وليس حلاً حقيقيا لتفادي الأزمة ، يجب أن يكون للعرب مشروعهم الوطني والعروبي ، قبل فوات الأوان ! سكوتهم ذل وهوان .
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميتٍ إيلام
في 5 تموز 2014 .

ليست هناك تعليقات: