04 سبتمبر 2013

عمرو اديب . . انت عار على الاعلام المصرى لـسبك الفلسطينين بقلم : ميساء ابو غنام

لم تفاجئني تصريحات عمرو اديب والذي لا اعتبره انا شخصيا اعلاميا يمكن الاخذ على اقواله، ولن الومه ما دام هناك فوهات اعلامية تسمح لهذا النوع من الشخوص بالحديث على منبرها، اعتدت دائما عدم ايلاء اهتمام للتعليقات السخيفة والجارحة من قبل ابواق الاعلام ما دامت خارج منظومة العمل الصحفي ولا ترتقي للحد الادنى من المهنية الصحفية، ولكن ما دفعني للكتابة هو توضيح الصورة والموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي حول الازمة المصرية .
بداية كان تصريح عمرو اديب فيه اساءة للشعب الفلسطيني ورموزه وقضيته ونضاله وايضا اساءة لمدى حب الشعب الفلسطيني لمصر، فنحن كفلسطينيين نعتبر مصر وطنا كما المصريون اللذين يعتبرون فلسطين قضيتهم، وعندما طرحت سابقا موضوع مرسي ووصفته في قمة الغباء قبل عزله، كانت وجهة نظري نابعة من ضعفه واثر ذلك على القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني الذي لا يمكن ان يتم الا بدور مصري وموافقة مصرية.
" يجب قتل الفلسطينيين والشعب الفلسطيني يستحق القتل ويستحق ما جرى له عبر العقود الماضية مؤديا التحية للجيش الإسرائيلي"......كانت هذه تعليقات عمرو اديب سابقا وكررها حديثا بسبب موقف بعض الفلسطينين المؤيدين لمرسي.
بداية نحن وبعد الثورات العربية التي تطالب بحرية التعبير والديمقراطية ،نعلم ان الشارع العربي والشارع الفلسطيني و جزء منه يحمل في مدافنه ومخارجه تيارات وايدلوجيات سياسية وعقائدية مختلفة وبالتالي فهناك من يؤيد حركة الاخوان المسلمين الذين يمثلون تيار الاسلام السياسي وحركة حماس والتي لها مؤيدوها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفلسطين 48 سيرفضون قطعا اقصاء مرسي عن الحكم وسيدعمونه لانه يمثل الايدلوجيا الخاصة بهم، وبالمقابل هناك الحركات العلمانية واليسارية والتي انا اؤمن بها، ومنطلقها رفض مشروع الاسلام السياسي وفتح المجال للحريات وجعل الدين مسألة شخصية على شاكلة تركيا والدول الاسلامية الاخرى.
ماذا يعني ذلك، اننا كفلسطينين وبثقافتنا لا نقصي احدا ولانمنع احدا من ممارسة حقه في التعبير عن رأيه وعن الاتجاه الذي يميل اليه، فالمسيرات التي خرجت في القدس واراضي 48 تأييدا لمرسي كانت بعضها فردي والاخر بتنسيق مع الحركة الاسلامية في المثلث في فلسطين 48، وبالتالي فأن هناك العديد من العلمانيين واليساريين الفلسطينيين الذين رفضوا حكم الاخوان في مصر وايضا حماس وهي جزء من منظومتهم، وهناك من التزم الحياد في كلا الموقفين، وبالتالي فأن رفض الاخر وميوله العقائدي والسياسي يعني اننا ما زلنا في بوتقة الدكتاتورية وقمع الاخر وحقه في اختيار قناعاته وهذا يتعارض مع فكرة الثورات واهدافها التي قامت على اساس الحريات بكافة انواعها.
الان ما نراه في الاعلام المصري من تصريحات لبعض الاعلاميين المصريين، والذي يسيئ للشعب الفلسطيني ومواقفه العربية، لهو مسيئ بالاساس لمصر وفكرتها القائمة على ان تكون صمام الامان للعالم العربي ومفتاح القضية الفلسطينية التي تتكؤ على مصر العروبة ومصر الثورة ومصر ميدان التحرير، فموقف الشعب المصري تجاه القضية الفلسطينية منذ قيام دولة اسرائيل لهو موقف تشريفي يرتقي لمستوى التاخي العربي والذي يجعل القضية الفلسطينية قضية كل العرب وبالتالي فلسطين وطن لكل العرب وليس لاصحابها فقط.
ومن هنا كانت المفاجئة من اقول عمرو اديب الذي يسقط بتصريحاته كل التاريخ الفلسطيني المصري، ويحييد مصر بعروبتها ووطنيتها وشموخ شعبها الذي اعتبر فلسطين وثوابتها وقضيتها جزء من التاريخ المصري، اعتذر منك اديب فأنت عار على مصر وفلسطين معا.

ليست هناك تعليقات: