20 سبتمبر 2013

مركز ابن خلدون أم ابن صهيون.. ؟؟؟

أحمد هاشم – عن صحيفة الاسبوع المصرية
Saturday 10-12 -2005
(اشعر اني اجلس وسط مجموعة من اليهود.. وليسوا مصريين او عربا.. يتطاولون على الإسلام.. ويتغزلون في عظمة إسرائيل) !!
بهذه الكلمات وقف محمد عبد الرحمن محتجا على ما راح ينضح به رواد رواق مركز ابن خلدون من اراء خلال ندوتهم التي جرت مساء الثلاثاء الماضي فقد كانت هذه الندوة اشبه بجلسة منعقدة في الكنيست الاسرائيلي ، اعضاء ورواد المركز ظلوا لاكثر من 3 ساعات يمتدحون الديمقراطية الاسرائيلية وعدالة اليهود ويعلنون حزنهم على الضحايا الاسرائيليين الذين قتلهم الفلسطينيون ( الانتحاريون ) ويؤكدون ان الارض هي ارض اليهود والفلسطينيون استولوا عليها وطالبوا الدول العربية بأن تعيد لليهود ممتلكاتهم التي تركوها بعد هجرتهم لفلسطين وما على شاكلة ذلك من اراء ومطالب تثير التقزز والقرف من اشخاص يصفون انفسهم بأنهم باحثون و مثقفون، الندوة الفضيحة هي احدي ندوات الرواق الذي يجتمع كل ثلاثاء ضمن برامج مركز ابن خلدون بمقره بالمقطم ، وكانت هذا الاسبوع تحت عنوان " الفكر اليهودي وانعكاسه على تسوية الصراع العربي الاسرائيلي "
وكان المحاضر فيها نبيل صادق عضو لجنة مفاوضات السلام المصرية الاسرائيلية ، هكذا عرفه مدير الرواق كمال بولس ونسي او تناسى ان يقول ان صادق هو سكرتير جمعية القاهرة للسلام ( كوبنهاجن ) وامام اعضاء الرواق الذين كان بينهم عدد من مؤسسي جمعية كوبنهاجن راح سكرتير الجمعية يتناول بالسرد تاريخ الجماعات اليهودية في العالم ونشأة اسرائيل وشرح معتقدات اليهود ومطالبهم ، وتعمد في حديثه اظهارهم في صورة المظلومين والمجني عليهم والايحاء بأنهم اصحاب حضارة وتاريخ ، وتفاخر انه تلقى دعوات رسمية من مراكز اسرائيلية والتقى مؤخرا بوفد منهم في احد المراكز ودخل معهم في مناقشات حول حقوقهم وانتقد المقاومة المسلحة في فلسطين ، وطالب بأن تكون المقاومة بنشر القضية الفلسطينية في اوربا وامريكا. ثم فتح كمال بولس مدير الرواق وهو شخص تعدى الستين من العمر باب المناقشة ودعا اعضاء مركز ابن خلدون والرواق للادلاء بآرائهم حول موضوع الندوة ، لتشتد جلسة الكنيست او الرواق لا فرق سخونة..
اول المتحدثين يصف نفسة ب "الكاتب " رغم ان كل انجازه في الحياة كتاب من 22 ورقة عن مشروع توشكى ابدى دهشته من مصطلح الشهيد وقال: ان القرآن ليس فيه هذا اللفظ ، ومن يمت مقتولا فهو قتيل ومن يقم بعملية انتحارية في اسرائيل فهو قتيل ، اما كلمة الشهادة فهي مشتقة من مشاهدة شيء ما واعلن (الكاتب) غضبه لان التليفزيون المصري يذيع مشاهد القتلى الفلسطينيين ولايعرض مشاهد القتلى الاسرائيليين ضحايا العمليات الانتحارية حسبما يصفها ولايعرض صور الحزن ومشاهد بكاء الاسر الاسرائيلية ، وطالب بأن يكون التليفزيون محايدا ولاينحاز للطرف الفلسطيني وقال: ان العمليات الانتحارية لا تنفع القضية الفلسطينية بل ان لها تأثيرا سلبيا سيئا ولابد ان يلجأ الفلسطينيون للسلام لانه الحل الوحيد ، والدليل ان حرب اكتوبر اعادت 15 كيلو فقط من أرض سيناء ، والمساحة المتبقية عادت بمفاوضات السلام. واستمر المتحدث الذي لا يستحق ان نذكر اسمه في تخاريفه بقوله: المفاوضون الفلسطينيون لا يصلحون للتفاوض لأنهم لم يتعلموا الدرس من الرئيس السادات الذي اعاد الحقوق المصرية بالسلام.
واضاف : اننا يجب ان نعيد الشيء لاصله ولليهود حقوق علينا يجب ان نعيدها لهم، ولهم ممتلكات في الاراضي العربية لابد ان نردها وبلغة ساخرة قال: لقد اطلقت لفظا على المسلمين الذين يتكسبون من الاسلام وهو (الاسلامجية) على غرار الطرشجية و الجزمجية والعصبجية وقد سجلت هذا المصطلح باسمي في الشهر العقاري وهنا ضجت القاعة بالضحك وهؤلاء الاسلامجية هم الذين يدعمون ويغذون المقاومة في فلسطين.
ثم انتقل الحديث لعضو اخر في الرواق وهو صيدلي و للاسف احد خريجي جامعة الازهر ، ولهذا الصيدلي واقعة غريبة ى فقد نشرت "الاسبوع" في عدد ( 15 مارس الماضي ) ان احد المتحدثين في ندوة سابقة بالرواق قال: ( ان الدولة الاسلامية انتهت بوفاة الرسول)، فخرج هذا الصيدلي في اخر اعداد نشرة المجتمع المدني التي يصدرها المركز ليعترف في مقال له انه صاحب هذا القول ويؤكد تمسكه به!!
الصيدلي المذكور وقف في ندوة الثلاثاء الماضي و اثني على ما قاله زميله في الرواق ان مصطلح الشهادة ليس من الاسلام لأن الاسلام يعني بالنسبة له هو القرآن الكريم ولم يرد في القرآن هذا المصطلح ، مضيفا قوله : انا لا اعترف الا بالقرآن وهو مرجعيتي الوحيدة ولا اعترف بكلام الناس (!!) ونحن يجب ألا نضيف اوصافا من عندنا ونفرضها على الله ومن يقتل في الحرب فهو مقتول وليس شهيدا ثم ابدى تعجبه من كم الحزن الذي اجتاح الشارع العربي بعد اغتيال الشيخ ياسين بقوله : لماذا نبدي هذا الحزن علي احمد ياسين؟ ان هذا الحزن يشجع الاسرائيليين على قتل الاطفال والنساء.
وانتقل الميكروفون لمتحدث اخر علمنا انه مهندس زراعي وفي الغالب من تلاميذ وزارة الزراعة المغرمين باسرائيل و يرون انها جنة الله في ارضه فقد وقف وقال حرفيا : لقد قمت منذ عدة اسابيع بزيارة اسرائيل ، والامر بسيط جدا فقد قدت سيارتي للحدود وحصلت على تصريح دخول اسرائيل و كلفني 40 جنيها فقط ، و قد ذهلت مما رأيته هناك من مظاهر التقدم و الحضارة وتأكد لي انها دولة الديمقراطية ولابد ان يعترف العرب بأن الارض هي ارض اليهود والفلسطينيون هم الذين استولوا عليها و قال: نحن كمصريين يجب ان نعلم اننا لسنا عربا فمصر في الاصل ليست عربية.
ثم تحدثت احدى عضوات الرواق الدائمات وهي من المؤسسين لحزب مصر الام الذي يدعو لفرعنة مصر ، فأبدت اعجابها الشديد بالذكاء الاسرائيلي واعتبرت انهم شعب ذكي ويتمتع بقدرات مذهلة تدعونا لاحترامهم وتقديرهم.
وقالت: اذا كان البعض يعتبرون ان هناك اسرائيليين متشددين فان هؤلاء المتشددين لا يختلفون عن المسلمين المتشددين كلاهما واحد. واستمرت الندوة علي هذا المنوال لنسمع عضوا اخر بالمركز يقول ان كل التراث الموجود لدى العرب هو نتيجة سطوهم على التراث اليهودي ، والماسونية في الاصل مصرية واخذها منهم اليهود ، وحل القضية الفلسطينية بالتفاوض وليس المقاومة المسلحة والعنف، ولابد ان نفصل بين السياسة والدين ، ولابد ان ننحني للسادات الذي بعد عن الدين واعتبر القضية سياسية واعاد لنا سيناء، لأنه لم يكن يفكر في فلسطين وكل همه هو اعادة ارضنا لنا ولو فكر في الدين لظل يتفاوض في القضية الفلسطينية وما كانت ارضنا قد عادت لنا. وراح اخر وهو استاذ بجامعة الازهر ليقول لابد ان يغير الفلسطينيون من مقاومة العنف لانها لن تأتي بنتيجة فالمقاومة بالكلمة وليست السلاح .
وقالت متحدثة منهم ان الاسلام استفاد من مصر القديمة وان كلمة ( امين ) مشتقة من كلمة اتون الفرعونية والله اخذها ونشرها في الكتب السماوية ، فلابد ان نعود لاصلنا ونتخلي عن وصف اننا عرب!!
وتحدثت مرشدة سياحية وهي عضو مجلس ادارة جمعية القاهرة للسلام وشهدت الجلسات التي انعقدت في كوبنهاجن بقولها : ما الذي استفدناه من فلسطين سوى وجع الراس؟ يجب الا نضيع وقتنا وننظر لانفسنا ونحن كمصريين حصلنا على ارضنا فلماذا نضيع وقتنا بحثا عن مطالب الفلسطينيين ؟
وقالت : عندما كنت في كوبنهاجن للاتفاق على تأسيس الجمعية فوجئت ببعض الفلسطينيين المشاركين يرفضون السلام وقالوا لها: لقد اتينا رغما عنا، وهذا الكلام يدل على ان الفلسطينيين لايريدون سلاما ويريدون العنف فلماذا نشغل انفسنا بهم؟!
وحملت الندوة الكثير والكثير من صور الإساءة للإسلام وللفلسطينيين والعرب مما لا تكفي هذه المساحة لتسجيله اما المفاجاة التي حولت مسار الندوة فقد بدأت عندما طلب المحاسب عبد الرءوف عبد الحميد وهو من رواد الرواق القدامى الكلمة ، ففاجأ الجميع انه يعلن استقالته من الرواق ويؤكد انه من اليوم ليس له اي علاقة بمركز ابن خلدون ، وهنا احتد عليه مدير الرواق كمال بولس وقطعوا عنه الميكرفون حتى لا يكمل حديثه، وهو ما جعل عبد الرءوف يرد عليهم: هل هذه هي ديمقراطية ابن خلدون؟ انا اريد ان اعلن موقفي على الملأ ، لكن نجح الحضور في التغطية على حديثه والعودة للحديث في موضوع الندوة وهو الامر الذي دفع العضو المستقيل لأن يتولى توزيع صور من استقالته المسببة على الحضور ويقول المحاسب في استقالته انه اقدم علي هذه الخطوة لأن هناك تساؤلات كثيرة لدى كثير من المثقفين وساسة المجتمع المدني حول مركز ابن خلدون ولا توجد اجابات واضحة عليها وجاء في اسباب الاستقالة:
ان عددا كبيرا من اعضاء مجلس امناء المركز البارزين استقالوا لأسباب تتعلق بالتمويل والانفاق والميزانية غير ان المركز لم يعلن أي اجابة واضحة وشافية ترد على هذه الاسباب.
اصرار العاملين على ادارة الرواق ان تكون الندوات عن الخطاب الديني الاسلامي كما لو كان الاسلام هو العدو الاول للمركز والرواق.
في حوار أجرته صحيفة 'العربي' مع الدكتور سعد الدين ابراهيم سئل عن دور جورج سورس المليونير اليهودي وتمويله للمركز وللاسف لم تكن اجابة سعد الدين واضحة وما جاء في الحوار كان من الاسباب الهامة لتقديم الاستقالة .
ان مجلة المجتمع المدني اصبح فيها توريث فالقائمون عليها هم ابناء مدير الرواق سابقا ، وعقد الرواق ندوة عن ميزانية الدولة وحاضر فيها استاذ اورام مما تسبب في تشويه ميزانية الدولة لان المتحدث طبيب وغير متخصص. المحاسب المستقيل قال ان الرواق عقد 12 ندوة حتى الان وجميعها عن الخطاب الديني الاسلامي ، وكانت بعض هذه الندوات عبارة عن وصلة هجوم واساءة للاسلام ولرموزه وتهكم على الصحابة ورواة الحديث، ولايوجد شيء مقدس بالنسبة لاعضاء الرواق ، وبعضهم انكر السنة النبوية ووصل الامر حد ازدراء الدين وقد اعترضت مرارا على تطاول اعضاء الرواق على الاسلام وحاولت اثناءهم عن ذلك دون جدوى وانا اقبل طرح أي موضوع للمناقشة والاختلاف في الاراء الا الاختلاف والتشكيك في ثوابت ديننا. اضف الى ذلك ان الدكتور سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون تهرب في حوارات صحفية اخيرة من الاجابة عن اسئلة تتعلق بتمويل المركز وعلاقته بيهود وعلى رأسهم جورج سورس وهي امور تدفع أي شريف لتقديم استقالته والهروب من هذا المركز الذي لم يعد فوق مستوى الشبهات.

ليست هناك تعليقات: