01 أغسطس 2013

فى يوم القدس العالمى :متى نحرر ( مدينة السماء ) ؟بقلم: د. رفعت سيد أحمد

يحتفل المسلمون جميعاً ، بكافة مذاهبهم الدينية واتجاهاتهم السياسية ، يوم الجمعة القادم (3/8/2013) (الجمعة الأخيرة من رمضان المعظم) بيوم القدس العالمى ، اليوم يأتى الاحتفال بيوم القدس العالمى ، والعالمين العربى والإسلامى يموج بثورات وتحولات كبرى ، أصابت العدو الأمريكى – الصهيونى ، بهلع واضطراب واضحين ، وإن ادعى غير ذلك ؛ ويأتى أيضاً فى أجواء محاولات إسرائيلية دؤوبة لإكمال تهويد القدس ، مع إشعال وتيرة الاستيطان بها ، انطلاقاً من أزمات داخلية اقتصادية واسعة أدت للمظاهرات الأخيرة ، وأيضاً ترجمة لعقيدة صهيونية ثابتة تقول بيهودية القدس وبخرافة هيكل سليمان والاستيطان فى القدس عبر ثلاث أطواق استيطانية ، الأول يطوق منطقة الحرم القدسى والبلدة القديمة ، والثانى يطوق الأحياءفى القدس ، والثالث يطوق القرى العربية فى القدس .
* إن القدس (مدينة السماء) كما يتغنى بها الشعراء ، تتعرض فى عيدها السنوى ، وفى يومها العالمى ، لتحديات كبيرة ، قد تؤدى بمسجدها العريق (المسجد الأقصى) للانهيار الكامل نتيجة تزايد الاعتداءات والحفريات (وهذا تحديداً ما حذر منه كافة المجاهدين الفلسطينين والعرب .
حول هذا الوضع الصعب لمدينة السماء فى يومها العالمى دعونا نسجل الهوامش التالية ، علها تفيد فى إنارة الطريق مجدداً إلى القدس :
أولاً : نحسب أن (القدس) القضية والرمز ، هى وحدها القادرة على توحيد الأمة (مسلمين ومسيحيين) (عرب وكرد) (سنة وشيعة) ، ففيها المعنى الروحى والقرآنى الذى يوحد الأمة ، حين تتمثله العقول المخلصة والقلوب المؤمنة بفلسطين وعروبتها تمثلاً صحيحاً ، إن بإمكان احتفالنا السنوى بيوم القدس العالمى أن يتحول إلى احتفال بالوحدة بين المسلمين بكافة مذاهبهم وبين العرب بكافة أعراقهم وطوائفهم ، فقط الأمر يحتاج إلى الاخلاص فى الفهم والتخلص من الانتهازية السياسية والإحن الطائفية .
ثانياً : القدس تتعرض لعملية تهويد واسعة عبر التهجير والحفريات والاستيطان ، ولنتأمل القرارات الأخيرة الصادرة عن حكومة نتنياهو بشان تهويد القدس ، إن تأمل هذة القرارات ، مضافاً إليها التأمل الدقيق فيما يجرى من حفريات خطيرة تحت المسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم لسليمان ، والتى تهدد بالفعل أساسيات المسجد وتعرضه للانهيار ، كل هذه التهديدات، ينبغى أن تدفعنا كقوى وطنية وإسلامية مصرية وعربية ، إلى تبنى استراتيجية جديدة للدفاع عن القدس ، استراتيجية تليق بثورة 25 يناير المصرية وموجتها الثورية الثانية فى 30-6-2013 التى أزعجت الإسرائيليين والأمريكيين ، استراتيجية تتجاوز الرؤى القاصرة والطموحات الفئوية والمذهبية الضيقة ، إلى أفق أرحب ، أفق القدس ؛ فلننتهز فرصة احتفالنا يوم الجمعة القادم بيوم القدس العالمى ، لندعو إلى تأسيس هذه (الاستراتيجية الجديدة لتحريرها والدفاع عنها عملياً) بعيداً عن الدفاع عنها كلامياً وفى القاعات المكيفة كما يحدث الآن .
* إن القدس تنادينا فى يومها العالمى .. بأنها لاتزال عروس عروبتنا – كما سبق وسماها صديقنا و شاعرنا العراقى الكبير مظفر النواب – ولايزال زناة الليل ( الصهاينة ) يهددون شرفـها ، فهل نستجيب ل ( صرخاتها ) فى يومها العالمى أم سنصمت كما صمت الجبناء –أقصد الحكام العرب-؟!
email:yafafr@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: