10 يونيو 2013

قناة العربية في الهاوية .. بقلم: فوزي بن يونس بن حديد


دام برس:
ما زالت قناة العربية تمارس لعبتها القذرة في تعاملها مع الملف السوري، وما زالت تتحاور مع أزلام الإعلام وممن تدّعي أنهم من المعارضة السورية، فيأتون بأرقام من رحم خيالهم البالي وأشبه رجال يشتمون ويسبون النظام بشكل مفزع يدل على إفلاسهم في المجال السياسي وافتقارهم لأبجديات الحوار والأدب الأخلاقي، فمن يظهر على شاشة العربية تعرف مسبقا ما سيقوله عن النظام السوري، سيقول إن الإرهابيين ثوار، وإن النظام يقمع شعبه، بفلسفة جوفاء وخرقاء وكأنهم مأجورون وتحذّرهم هذه القناة من التحدث بالحقيقة الناصعة، وتحرمهم مستقبلا من الوقوف أمام الشاشة الخرقاء.
ولم تكتف بذلك، بل سعت إلى زجّ رجال الدين في الأزمة واختلاق فتاوى تزيد من الشرخ في العلاقات بين المسلمين، فمرة يظهر القرضاوي الذي يبدو أنه قد خرف ولم يعد يميز بين الأبيض والأسود، ونحن نتفهم كبر سنّه وعدم قدرته على التمييز، يظهر وكأنه يقرأ ما يملى عليه من أصحاب القرار في قطر وإلا سيسحبون منه الجنسية القطرية فيضطر إلى التنازل عن المبدأ من أجل دنيا فانية.
ومرة أخرى يظهر مفتي الديار السعودية الذي يبدو هو الآخر أنه سلك طريق من سبقه في التقيد بإملاءات أسياده، فيفتي بما لا يجوز أن يفتي به، فكيف يعتبر حزب الله حزبا مقيتا وأنه يجب محاربته، وفي المقابل يفتي بحرمة الخروج على وليّ الأمر حتى وإن كان جائرا، فإن الذي نراه من الزج بعلماء لهم قيمتهم العلمية وصيتهم الواسع في العالم الإسلامي خطأ استراتيجي كبير وإفلاس عظيم وإخلال واسع بصدقية المهنة الإعلامية.
فإذا كانت العربية تقول الحقيقة فلم لا تقول الحقيقة، لمَ تركّز على نقطة واحدة، لم تدير وجهها عن الحقيقة، لمَ تطمس الحقيقة، لمَ لا تقول الحقيقة مما يجري في السعودية من مشاكل تمسّ السعوديين أنفسهم؟ لمَ لا تتعمق في الأزمة السعودية؟ إنها الحقيقة التي لا حقيقة وراءها، قناة العربية قناة يجب أن تتوقف وإلا في نظري إذا واصلت مسارها ستُحاكم يوما وسيُحاكم كل من كان سببا في دمار سوريا وقبلها ليبيا، فهي تتعامل مع الإرهاب حينما تتصل بمن يسمّون أنفسهم ثوارا وحينما تتبع أقوال جون مكين المتطرف الإرهابي، فالإرهابي لا يعرف من الدنيا إلا الإرهاب وسفك الدماء ولا يعيش إلا مع لغة الدم والدمار، كما فعل أخيرا مع ثوار سوريا حين قابلهم وأخذت صور له معهم، وهو يطالب اليوم الولايات بالدخول في حرب أخرى ضد سوريا فلم يتعلم الدرس من العراق كما يبدو، تشرّب الإرهاب من سلفه بوش بزعم أن روح القدس قد حلّت في نفسه وأمرته بحرب سوريا، وأتوقع إذا فاز مكين في الانتخابات القادمة ربما يكون رئيس نحس على العالم لأنه لا يعرف إلا لغة الدم.
قناة العربية ليست قناة إعلامية بقدر ما هي قناة تجسّسية وضعت لتخريب الدول العربية الواحدة تلو الأخرى وتطبق برنامج الفوضى الخلاقة التي وضعت أسسها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وهاهي اليوم تحرك المخطط حسب ما وضع له ولكن النتائج تجري عكس ما تشتهيه أمريكا وغيرها من الدول لأن هناك دولا في العالم تعارضها وتعارض سياستها، فكفّي أيتها القناة عن تملّقك لحكومة السعودية ولا تزجي بنفسك في حرب كلامية مع الشعوب العربية التي أصبحت تكرهك وتمجّك وتفضّل أن ترى الحقيقة في قنوات أخرى أكثر صدقا وعدلا.
كفّي عن مسارك الأهبل الذي لا فائدة من ورائه ولا تجنين إلا حصادا منخورا لا تحصلين منه إلا سيئا، وستعرفين أنك تمشين إلى الهاوية بأفعالك التي لا تحترم حتى من أصغر محللينا، إنها الهاوية التي ترمين فيها نفسك بنفسك والله أمرك بأن لا تلقي بنفسك في التهلكة.

ليست هناك تعليقات: