27 مايو 2013

من جديد .. الهلع يعم بغداد


كتب - احمد الدليمي
منذ عدة أيام و بغداد تعيش في حالة رعب وهلع كبيرين بسبب عودة نشاط المليشيات الطائفية الإرهابية و بوجود قوات الأمن العراقية وتحت انظارها بارتكاب جرائم خطف في معظم شوارع بغداد وكانت حصة الكرخ والأقضية التابعة لهاهي الأكثر شهودا لمثل هذه الأحداث 
حيث تعيش الغزالية الآن حالة من الهلع بعد أن فرضت عليها هذه المليشيات طوقا سدت المنفذين الوحيدين المؤديان الى المدينة , وقد تواجدت هذه المليشيات على مدخل الغزالية الرابط بالخط السريع و الرابط بين بغداد و الأنبار و قيامها بخطف المواطنين على الهوية , و كذلك فأنها أغلقت المنفذ الآخر الرابط بمدينة الشعلة حيث تعتبر معقل و منطلق هذه المليشيات و مكان إعدام الضحايا .

كما تشهد أبو غريب و منذ يوم أمس حصارا مماثلا تم فيه غلق مدخلها على جسر الزيتون و على الطريق الرابط بين هذا القضاء و مدينة الشعلة حيث تم يوم أمس اختطاف أثنين من أهالي ابو غريب و تحت رقابة قوات لواء المثنى و التي تتواجد مفرزة منه على هذا الجسر.
وتتركز اعمال الخطف و التي تتم بمفارز ترتدي زي الشرطة أو الجيش وكثير من الحالات ترافقهم سيارات كوستر مضلله تستخدم لنقل المخطوفين و منها المفارز التي تتواجد باستمرار في ساحة اللقاء والشارع العام المار بالشاش والأسكان وكذلك ما يحدث في حي العامل والسيدية والدورة والزعفرانية وجسر ديالى التي تشهد حملات اغتيالات بواسطة الأسلحة الكاتمة وغير الكاتمة .
وكل هذه الحالات و غيرها التي عمت كامل مدينة بغداد و الارتفاع الكبير بعدد الضحايا من المغدورين فأن المواطن الذي يعاني من هذه الحالة التي يمرون بها و حالة الغضب الشديد التي تعم الشارع البغدادي فأن حكومة المليشيات لا زالت تلتزم الصمت .. إلا بتصريح صدر عن وزير الأمن الوطني المتواجد في عمان حاليا في أجابته عن سؤال حول نشاط المليشيات قال ( بأن حكومته ستتخذ اجراءات خلال الأيام القادمة لمحاربة الإرهابيين ) و هذا التصريح يقصد به العمليات التي يقوم بها الجيش في الأنبار ولا يعني ما تقوم به المليشيات في شوارع بغداد .. حتى لو كان يعنيها .. فلماذا ينتظر لأيام قادمة ؟؟
لذلك فأنه قد حان الوقت أن يتخذ كافة المشاركون بالعملية السياسية التي تسيرها المليشيات و بعقد طائفية أن يجبروا رئيس الحكومة على توجيه المليشيات كافة بالانسحاب من شوارع المدينة و أعادة الحياة في بغداد و المدن الأخرى الى مجراها الطبيعي لحماية جماهيرهم و التي تم تجريدها من السلاح بصورة كاملة لمنعها عن الدفاع عن نفسها في مثل هذه الحالات بالوقت الذي حافظت فيه الأحزاب السياسية الدينية الحاكمة و جماهيرها بالسلاح الموجود لديها و عزز بسلاح من قبل الحكومة, و عند عجز هذه الكيانات من أتخاذ أي أجراء للحد من موجة القتل هذه فأن الشعب سينظر لها بأنها مشاركة فعليا بهذه المجازر وسيتم مقاضاتها حسب القانون الدولي بسببها .
وعلى ممثل الأمم المتحدة أن يتخذ موقفا إنسانيا وينقل الى الأمين العام و مجلس الأمن ما يدور في الشارع العراقي كما هو والطلب من الجهات الأممية ودول الغزو المجرمة بأرسال قوات دولية لحماية المواطنين في بغداد و المدن العراقية الأخرى وعلى وجه السرعة.
وننتظر من رجال الدين و المراجع الكرام كافة ومن كل الأديان والأطياف أن تستنكر مثل هذه الجرائم وتأمر تابعيها بالكف فورا عنها وسيحملهم الشعب كل ما يجري بالشارع العراقي من حقن طائفي يسير بالبلاد الى هاوية مظلمة غير معروفة النهاية .
كما ندعو مواطنينا الكرام أن يتحلوا بالصبر على هذه المحنة و اليقظة والحذر للحفاظ على أرواحهم وأرواح أبنائهم وممتلكاتهم وندعوا فوق هذا و ذاك رب العزة والجلالة أن يحفظ العراق وشعبه و أن يعيد كيد الكائدين الى صدورهم أنه القوي العزيز و السميع العليم

ليست هناك تعليقات: