02 مارس 2013

بؤس الصحافة .. ومأساة النقابة ..بقلم مؤنس زهيري


أشهد إنتخابات نقابة الصحفيين منذ كنت طفلاً .. فتيً .. شاباً .. ثم صحفياً بجوار نقيب قل أن يجود الزمان بمثله .. شهدت معارك صحفية في كل إنتخابات نحو بلوغ النجاح للفوز بمنصب النقيب أو عضوية المجلس .
معارك بالمعني المجازي للكلمة كنايةً عن حدة التنافس بين المرشحين نحو خدمة مهنة الصحافة و خدمة الصحفيين .. إلا أن ما شهدته اليوم جعل الدموع تحاول الخروج من عيني و أنا أكتمها .. فما إن جلست في بهو النقابة إستعداداً لبدء عملية الإقتراع .. إذ بي أسمع صوتاً هادراً ذكرني بصوت موج التسونامي التي إكتسحت جزر المحيط الهادي قبل عدة سنوات مضت .. و ما إن إلتفت وراء ظهري إلا و شاهدت جموعاً من البشر تندفع إلي بهو النقابة بينما تتطاير الكراسي عليها .. و ياللحزن عندما علمت أن ما حدث كان إعتداءاً علي "نقيب الصحفيين" السيد ممدوح الولي .
شهدت نقباءاً عدة و لم أشهد مثل ما شاهدته اليوم في نقابة الصحفيين مع أحد نقبائها .. إنها مأساة نقابية بكل معني الكلمة .. مأساة لنقابة الصحفيين .. و بؤس لمهنة الصحافة ذاتها .. أياً ما كانت الأسباب لما حدث اليوم فقد كان إمتهاناً للمنصب قبل أن يكون إهانة لشاغل المنصب .. و بؤساً للمهنة قبل أن يكون إزدراءاً لنقابة المهنة .. قدر نقابة الصحافة أنها "مرآة" للوطن .. و ما حدث اليوم في بهو النقابة هو إنعكاس لما يحدث علي أرض الوطن ..

ليست هناك تعليقات: