04 مارس 2013

عبدالواحد البصري يكتب عن الاديب الفلسطينى نازك ضمرة وروايته "الجرة"


تعريف مختصر نازك خالد ضمره من مواليد1937 وفي قريه غرب مدينة رام الله اخر شهاده حصل عليها ماجستير ادارة اعمال من الولايات المتحده عام 1976 عمل مدرسا في بداية حياته ثم مترجما وبعد استكمال دراسته العليا عمل مديرا لاكثر من شركه 
في السعوديه وفي الاردن احب الادب منذ الطفوله متاءثرا بوالده الذي علمه الكثير من القران والشعر والادب وله عدة مجموعات 
قصصيه اهدى لي مشكورا مجموعة منها ورواية الجرة كانت واحده منها وعندما قراءتها اعجبت بها واعدت القراءة اكثر من مره 
بالرغم من انني لست من الكتاب ولا من الشعراء وحتى انني لااجيد الكتابة في لغتي العربيه فليس عندي في النقد والتجريح والتشريح اي 

صله ولكن المشاعر التي اثارتها هذه الرواية في نفسي جعلتني ارغب في تعريفها لاحبابي من زاوية تلك المشاعر وربما ذلك 
يرجع لحياة الريف التي كنا نعيشها في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي 
كل ما في الروايه هو الولد الصغير ساهر يذهب مع اخته الكبيره سماهر وصديقتها سعاد لملئ جرتيهما بالماء من العين التي 
فوق الجبل ثم يعودوا ثانية الى قريتهم الواقعه على سفح ذلك الجبل انه امر عادي في ذلك الزمان الذي لاتوجد فيه انابيب تنقل الماء 
الى بيوت القريه ولكن هذا الحدث لم يكن عاديا مع ساهر الذي يصعد الجبل مع اخته وصديقتها للتزود بالماء بل شعرت ان الامة 
كلها كانت تتسلق ذلك الجبل تصدم اقدامها بالصخور والحجارات المتناثره على طريق الصعود فتقفز من الالم لتمشي على قدم واحد وانها الامة التي تنظر من فوق قمة الجبل الى ما حولها من قرى معرضه للسرقه من قبل شذاذ الارض وقطاع الطرق انها الامة التي تتفقد ابنائها 
فردا فردا وبالاسماء تشاركهم همومهم والامهم 
نعم انه صبي صغير ورغم ضعفه ولعدم وجود احدا من الرجال قرر النزول الى قعر البئر لملئ الجرتين وانه يصر على المخاطرة  
والنزول بالرغم من الصعوبة واستحالة نزول الاطفال الذين من نفس عمره الا انه نزل الى قعر ذلك البئر المظلم انه كان يمثل 
عزم الامة على النجاح رغم انعدام وسائل ذلك النجاح الا الاصرار والا الصبر والا المثل العالية وعزت النفس واباءها ينجح سهر  
بمهمته ويملئ الجرتين ليرتوي منها الاهل ويعود الركب المبارك واثناء العوده ثم العوده وما ادراك ما العوده يحس ساهر بالعطش من شدة التعب ويطلب شرب الماء فله الحق اليس هو من ملئ الجره ؟ كان ساهر الامة التي لاتريد ان تحرم من خيراتها ليسرقها اللصوص 
لقد ابدع اخي نازك في تنقله من وصف منظر الى اخر والعوده لاستعراض نفس المنظر من جانب يختلف عما استعرضه في ذلك المنظر سابقا 
فيحس القارئ في هذا التنقل ان صاحبنا يفرش روح الامة الكريمةعلى اراضي فلسطين كلها بمدنها وقراها وشواطئها على كل
مواطنيها باختلاف اديانهم وافكارهم وعلى خيراتها وثرواتها وجمال بساتينها وطيب مناخها 
لم امل ولم اسئم من اعادة سرده للمناظر لانني كنت اكتشف في كل اعاده معرفه جديده ووقود يسري في قلبي يرفض الظلام في قاع البئرm
والظلام في الليل ويستنكره حتى في كلب ساهر الوفي 
رواية ابطالها اقل من عدد اصابع اليدين ومسرحها لايتجاوز قرية على سفح جبل وبئر ماء فوقه روايه لا يكلف انتاجها اكثر من بضعة الاف من الدولارات لتقف شامخه امام افلام هوليود التي صرف على انتاجها الملايين ولتنافسها لتنتزع منها جوائز كان والاوسكار 
ربما يتصور القارئ الكريم اني ابالغ في حسن صياغة هذه الروايه فانا اعتقد ولو سجلت هذه الروايه على اشرطة التسجيل الصوتيه وسمع ذلك التسجيل رجل اعمى لاحس بمناخ مناظرها وتصور شخوصها وامكنتها لان ما جاء في هذه الرواية القليلة الكلمات والواسعة المعاني شئ عجيب يجعل القارئ يحس باحساس كل بطل منها وينطق معه بكل كلمه سطرها يراع ابو خالد 
ولكي لا تضيع امتنا بين الامم فاقول ان له ولكل اديب ولكل شاعر ولكل عالم ولكل نابغة في امتنا علينا حق الاعتراف بفضلهم وتقدير جهودهم وتعريف ابناء امتنا بمكانتهم العاليه ولهذا كتبت هذه المقاله

ليست هناك تعليقات: