16 ديسمبر 2012

هل يحترق الإعلام .. بالاقتراب من مرسي؟!! - حنان عبدالفتاح


بقلم حنان عبد الفتاح
نائب رئيس تحرير المساء
في تحليل إعلامي كاشف لطبيعة المأزق الذي أوجد الإعلام المصري نفسه فيه من خلال تغطيته لأزمة الإعلان الدستوري الملغي والاستفتاء علي الدستور. خرجت علينا قناة الـ بي.بي.سي بتقرير يؤكد أن الإعلام المصري لعب دوراً في تأجيج الأزمة بإظهاره مرسي بالديكتاتور الذي قسم شعبه وعرَّض بلاده لحرب أهلية!! 

وتستطرد الـ بي.بي.سي في تقريرها مؤكدة أن الإعلام في مصر في معظم تقاريره كان يعكس الأيديولوجية السياسية للقائمين عليه وهي تختلف تماماً عن أيديولوجية مرسي الإسلامية.. ليس هذا فحسب. بل إن التقرير علي لسان أحد الضيوف.. وهو الكاتب عبدالوهاب بدرخان.. ذهب إلي أن الإعلام بمصر نأي بنفسه بعيداً عن مرسي منحازاً للشعب المعارض لمرسي حسب وجهة نظره مطبقاً مبدأ إذا اقتربت من موقف الرئيس مرسي ستحترق!! 
وهكذا.. حينما كان لدينا حاكم طاغية قبل ثورة 25 يناير انحاز إعلامنا للحاكم ضد الشعب.. وحينما جاءت الثورة بحاكم منتخب يريد أن يدعم مسار الديمقراطية.. حتي لو اختلف البعض علي هذا المسار.. وجدنا إعلامنا الحكيم يقف له بالمرصاد ويحول بينه وبين شعبه بالتركيز علي آراء الطرف المعارض للرئيس فقط بقلبه للحقائق وعلي طريقة "حلال لي حرام علي غيري". 
والدليل علي ذلك انتقاد الإعلام المصري للاعتصام السلمي لجبهة "حازمون" أمام مدينة الإنتاج الإعلامي مطالبين بتطهير الإعلام.. فاعتبر بعض الإعلاميين إن لم يكن أغلبهم أن هذا الاعتصام اعتداء علي حرية الرأي.. بينما رفض هؤلاء الإعلاميون أنفسهم انتقاد الإخوان والمؤيدين لمرسي للاعتصام اللاسلمي لمعارضي الرئيس أمام قصر الاتحادية الذي رأوا فيه عدواناً علي الشرعية وهيبة الدولة. بينما رأي هؤلاء الإعلاميون أن اعتصام معارضي مرسي حق من حقوق حرية التعبير عن الرأي ليكرسوا بذلك مبدأ "حلال للمعارضة وإعلامها التعبير عن رأيها. حرام علي غيرها". 
ونفس المبدأ اتبعته قيادات جبهة الإنقاذ الوطني حينما طالب أحد أعضائها وهو مصطفي الجندي المنسق الميداني لها في حواره معي طالب باعتماد دستور مؤقت بديلاً للاستفتاء المزمع بعد غد يتم بموجبه اختيار مرسي رئيساً للجمهورية.. والبرادعي رئيساً للوزراء وذلك ارتكازاً للشرعية الثورية وهي نفس الشرعية التي رفضوا منحها لمرسي حينما أصدر إعلانه الذي ألغاه رغم أن مرسي هو الرئيس المنتخب وليسوا هم!! 
وهكذا نجد البعض ينكر الشرعية الانتخابية مفضلاً عليها شرعية الأصوات الصاخبة عبر أبواق إعلامية فضلت النأي بنفسها بعيداً عن مرسي ليس خشية علي نفسها من الاحتراق وإنما رفضاً للتطهر واتباعاً لأيديولوجيتها الخاصة بعيداً عن المهنية وحنيناً منها لماض قريب انقلب الشعب عليه.

ليست هناك تعليقات: