18 أكتوبر 2012

باحث كردي: الاكراد شعب بدائي وبسيط .. وطالباني عربي!!


بغداد/ اور نيوز
فجر باحث كردي قنبلة من العيار الثقيل باعلانه ان الكرد شعب بدائي بسيط ليس له حضارة أو تاريخ يفتخر به، تأثر بعد الفتح الاسلامي بالاقوام المجاورة من دون ان يؤثر بها، تعلم من العرب الكتابة، لكنه افتقر الى التراث المعماري.
أ. د. عمر ميران المتخصص في تاريخ شعوب الشرق الأوسط وأستاذ التاريخ في جامعات دول مختلفة، لم يكتف بطروحاته هذه، وانما كشف عن ان عشيرتي البرزنجية والطالبانية هما عشائر عربية، استكردت فيما بعد.
وفيما يأتي نص البحث
انا اعلم علم اليقين بأن الكثير سيتهمني بشتى انواع التهم الجاهزه التي اصبحت من سمات هذا الزمن المريض ، ولكني لا اخشى في قول كلمة الحق لومة لائم ولا غضبة جاهل وحقود. اجد نفسي مضطرا لأدلو بدلوي في هذه الفترة المظلمه من تاريخ وطننا وبلدنا الحبيب العراق.
فأنا كنت قد منعت نفسي من الأنجرار وراء ما يحدث في بلدنا ولكني اجد نفسي هنا وانا في الثمانينات من عمري وكما قلت مضطرا بل ومن واجبي هنا ان اقول ولو جزءا بسيطا مما اِؤمن به واعتقده صوابا.
سوف لن اتطرق الى موضوع تاريخي جاف كما هو الحال عندما كنت اقوم بتدريس المادة التاريخية العلمية ولكني هنا سأقوم بطرح مبسط ليتمكن الجميع من استيعابه.
في البداية اؤكد لكل العراقيين, ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة للشعب الكردي انما هم يمثلون انفسهم واتباعهم فقط وهم قله في المجتمع الكردي ولا يمكن القياس عليهم ولكنهم وللاسف اقول, يستغلون نقطة الضعف في شعبنا ويلعبون على وتر حساس ليجنوا من وراء ذلك ارباحا سياسيه خاصه تنفيذا لرغبة اسيادهم الاميركان. ان الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي في كل ما في الكلمه من معنى حقيقي.
وهذا ينطبق على اخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى آخره. فلو اخذنا نظره عامه ولكن ثاقبه لتاريخ الشعب الكردي لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ولو اردنا ان نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك اكثر من بضع صفحات.
هذا ليس عيبا او انتقاصا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطة في منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الأوسط. على العكس من ذلك ما يمكن ان يقال بحق الشعوب المتحضرة والمؤثرة ببقية العالم المحيط بها والقوميات الأخرى والمجاورة لشعبنا كالفرس والعرب والأتراك واذ ابتعدنا قليلا كأهل الهند و الصين.
المقصود هنا هو ان شعبنا الكردي لم يكن له تأثير مباشر او غير مباشر في او على الأقوام المجاورة له, ولا على الشعوب والأمم الاخرى في العالم, وهذه هي الصفة الأساسية الأولى للشعوب البسيطة والمنعزلة عن محيطها الخارجي. وهذا بحكم الطبيعة الجغرافية الصعبة التي يتواجد فيها الكرد، علما ان هذه الطبيعة الجغرافية الصعبة والحصينة كانت ستكون اول الخطوط الدفاعية عن الحضارة لو كانت هناك بقايا او معالم حضارية كالعمارة او الثقافة او التراث الشعبي.
وليس هذا فحسب وانما والحقيقة العلمية يجب ان تقال, فليس لدى الشعب الكردي ما يقدمه للشعوب المجاورة، علما ان معالم الحضارة الآشورية (الموجودة في نفس المنطقة) ماتزال قائمة هناك وقد حمتها الطبيعة من الزوال لاسباب عدة اهمها البعد والوعورة وصعوبة الوصول اليها من قبل الغزاة على مر العصور اضافة الى ان المادة الاولية المعمولة منها هي الأحجار وليس الطين كما في بعض الحضارات القديمة.
لم يصل الى علمنا وجود اي معلم من المعالم الحضارية للشعب الكردي (انا اتكلم هنا الى ما قبل وصول الاسلام الى المنطقه). ان البعض يحاول ان يقنع نفسه بحضارة كردية وهمية كانت في زمن من الأزمان واقصد هنا الدولة الأيوبية. وهنا اقول انها لم تكن كردية ولكنها اسلامية ولكن قادتها ومؤسسيها من الأكراد, ولكنهم عملوا كمسلمين وليس باسم قوميتهم الكردية, وكان هذا عامل يضاف ويحسب للاسلام لأنه كان لا يفرق بين العرب وباقي القوميات الأخرى.
وهناك نقطة حساسة ومهمة وقد تثير الكثير من اللغط وهي ان هناك الكثير من العوائل بل والعشائر الكردية وذات تأثير في المجتمع الكردي, مع العلم ان هذه العشائر هي من اصل عربي ومن تلك العشائر على سبيل المثال لا الحصر (البرزنجية والطالبانية). ان هذه العشائر قد قدمت الى المنطقه لاغراض مختلفة منها الارشاد والتوعيه الدينية, وبمرور الزمن اصبحت هذه العشائر كردية (استكردت), فلو كان الاسلام او العرب هم كما يتم وصفهم الآن (بالعنصرية والشوفينية) فهل كانوا يسمحون بأن تستكرد قبائلهم و تتغير قوميتهم ولغتهم ؟؟؟
اما بعد ان جاء الأسلام للمنطقة وتم ادخال اللغة والكتابة فمن المعروف ان الاكراد لم يكن لديهم حروفا مكتوبة ولكن لغه يتكلمون بها فقط، وهذه صفة اخرى من صفات المجتمع البدائي البسيط. هنا بدأوا بتعلم الحروف العربية و اخذوها ليكتبوا بها لغتهم وليحموا تراثهم , وهذه حسنة من حسنات المد الأسلامي للمنطقة.
وبعدها ومن هذه النقطه بدأ الشعب الكردي يتداخل مع شعوب المنطقة الأخرى وبدأ يتاثر بها، أكثر من تأثيره فيها كما قلت لانه مجتمع بسيط، ثم بدأ الأكراد ينطلقون نحو مناطق الاسلام بحريه ويسر بحكم انتماءهم لنفس الأمة (الاسلامية) ولم تكن هناك من معوقات بهذا الخصوص لأن الاسلام يحرم التمييز بين القوميات. ومع هذا كله فلم نسمع او نجد اي اثر يمكن لنا ككرد ان نقول انه تراث حضاري كردي خالص. واستمر هذا الحال الى يومنا هذا فيما عدا بعض قصائد شعريه تنسب لأحد الشعراء الأكراد وذلك في وقت متأخر جدا. خلاصة القول, ليس هناك طريقة شعرية متميزه, وليس هناك طراز معماري متميز, وليس هناك لغة متكاملة, وليس هناك تراث شعبي تتميز به الأقوام الكردية .... الخ.
ما اريد ان اصل اليه الآن, انهم يريدون ان يفهموا العالم بان الأكراد كانوا اصحاب حضارة وعلم وتراث وكل هذا غير وارد تاريخيا وليس له اي اثبات علمي. انا هنا لا اريد ان انتقص من شعبي او من نفسي ولكن الباحث العلمي يجب ان يتحلى بالصدق والأمانة العلمية الدقيقة. وخوفي هنا انهم سجعلون من الشعب الكردي شعبا كاليهود في فلسطين وسيجعلون عليهم قيادات تسير بهم نحو الهاوية وسيتم استخدام الشعب الكردي لمحاربة اعدائهم بالدرجه الأولى، اقصد اعداء اليهود والاميركان، وكل ذلك على حساب الشعب الكردي البسيط والمغلوب على امره. وكما قال عبدالله اوجلان: (دولة كردية كأسرائيل مرفوضة نهائيا). ولنا ان نتصور لماذا يودع اوجلان السجن ويستقبل الأخرون في البيت الأسود .!!
وهنا سنكون نحن المتعلمون وامثالنا المثقفون (الذين نعلم حقيقة ما يضمرون) ضد مشاريعهم الهادفة الى زعزعة المنطقة باسرها, كما يحدث في الكيان الصهيوني الآن حيث ان البعض من اليهود هم ضد مشاريع الصهيونية العالمية وتساند الشعب الفلسطيني هناك.
وهنا ايضا اريد ان اتطرق الى نقطة مهمة اخرى وهي التسمية التي يطلقونها على المنطقه (كردستان) والتي كلما ذكرت امامي وانا ابن تلك المنطقة, اشعر بالغثيان والاشمئزاز لما تحمله هذه التسميه من عنصرية بغيضة.
فلماذا يتم اختيار هذا الاسم علما انه يلغي الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجده هناك من الآشوريين واليزيديين والكلدان والعرب والتركمان وغيرهم, فهل هذا هو العدل الذي يعدون به شعوبنا؟ وهنا اريد ان اذكر مثالا بسيطا, لو كان العراق اسمه دولة العراق العربي، كما هو موجود في سوريا ومصر وغيرهما، فهل كان الاكراد سيقبلون بهذه التسمية؟ انا اجيب عنهم : لا لن نقبل .
اذن فلماذا نريد من باقي القوميات التي تعيش معنا في نفس منطقتنا ان تقبل بما لا نقبله نحن على انفسنا؟ وهذا وجه آخر من اوجه الشبه مع الكيان الصهيوني الذي انشا دولة عنصرية قائمة على التمييز العنصري من اسمها الى افعالها.
  
*أ. د. عمر ميران / مواليد 1924 / اربيل شقلاوة
بكالوريوس حقوق / كلية الحقوق / جامعة بغداد 1946
حاصل على شهادة الدكتوراه / 1952 / جامعة السوربون/ تخصص تاريخ شعوب الشرق الأوسط
أستاذ التاريخ / في جامعات دول مختلفة

ليست هناك تعليقات: