13 سبتمبر 2012

طالما ظل العراق تحت الاحتلال يبقى أمن المقاومة الوطنية العراقية خطاً أحمر



شبكة البصرة
حسن خليل غريب
في استمرار المقاومة العراقية الأمل العربي الأخير:
تبقى المقاومة الوطنية العراقية ذلك الإشعاع الذي يُضيء في آخر النفق المظلم الذي تسير فيه أقطار الأمة العربية في هذه المرحلة الذي يشتدُّ فيها التآمر عليها، وذلك على الرغم مما يبدو للبعض أنها تشهد فيها متغيرات إيجابية. وعلى نتائج نضالها نستطيع استشراف ليس مستقبل العراق فحسب، بل نستشرف على ضوئها مستقبل وطننا العربي الكبير أيضاً. ففي انتصار المقاومة العراقية انتصار للمشروع العربي المقاوم، وفي اجتثاثه أو احتوائه اجتثاث له أو احتواء يجردِّه مما اكتسبه في العقود الماضية من مواقع مؤثرة.
ونكررها قائلين: إن المقاومة الوطنية العراقية هي تلك الثورة الحقيقية التي جمعت ما بين ثلاثة عوامل أساسية كشروط أساسية لإنجاح الثورة، وهي: الدليل النظري لماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها أولاً، والقيادة الواعية والواعدة ثانياً، والشعب الجاهز ليكون الذراع الأساسية للثورة ثالثاً.
ونعيد التذكير أيضاً بأن القوى المعادية التي تعمل جاهدة لضرب المقاومة العراقية، الذراع الأساسي للمقاومة العربية، تضع أيضاً هدف القضاء على المقاومة الشعبية العربية في أولوية أهدافها. وهذا الهدف لم يبدأ الآن، بل وُضع منذ أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، وقد اشتدَّت خطورته في هذه المرحلة، أي مرحلة ما تُسمى بمرحلة (الربيع العربي). لأن تلك القوى تُدرك أنه طالما هناك قبضة شعبية مقاومة تواجه الاستعمار والصهيونية، فلن يعرف الاستعمار ممراً آمناً له في وطننا العربي، كما لن تجد الصهيونية مستقراً لها على أرضنا.
بين تأييد لـ(ثورة) هنا، أو حراك هناك، وضخ لشعارات تلامس وجدان الشعب العربي، يبقى للاستعمار والصهيونية ليس بصمات في كل منها، بل لها مخططات مدروسة نفسياً واجتماعياً لسرقة نتائج أي حراك شعبي، وتدفع ثمناً لها من دماء الشعب العربي وأرواح أبنائه ونضالاته وعذاباته. ومن أهم النتائج التي تعمل للحصول عليها، أن يكون لها حصة في أي نظام جديد يساعدها على اجتثاث رأس المقاومة العربية بشكل عام والمقاومة العراقية بشكل خاص، كونها الأشد تأثيراً والأكثرها حيازة لشروط الثورة الناجحة.

لم يرتفع شعار واحد في حراكات (الربيع العربي) يطالب بحق المقاومة:
لذلك ومن أجل تخليص الشعب من الوقوع في أفخاخ الخديعة التي تمارسها وسائل الإعلام الاستعمارية والصهيونية، رفعنا شعار التحذير من أهداف القوى الخارجية خاصة أنها الأقدر، في هذه المرحلة، على سرقة (الحراك) وتحويل نتائجه لمصلحتها. وبهذا تقطف الجوهر بالاستيلاء على القرار الوطني والقومي، وتعطي الشعب القشور مما تزعمه ديموقراطية الانتخابات والحرية باختيار الأنظمة التي تعرف القوى المعادية أنها لن تكون أكثر من إنتاج قديم بأغلفة جديدة. ولأننا لسنا بوارد التفصيل في هذا الجانب في مقالنا المحدود، فإننا نتساءل: هل رفع أي نظام جديد من الأنظمة التي تأسست على زخِّ مطر (الربيع العربي) هتافاً يدعو لحماية المقاومة العربية؟؟!! أم هل صدر عن أي منها ما يشير بصراحة إلى حق الفلسطينيين بتحرير أرضهم المغتصبة؟؟!! أم هل رفعت (المجالس الوطنية) المزعومة شعاراً يدعو لمواجهة الاستعمار والصهيونية؟؟!! أو أعلنت أنها مع حق الفلسطينيين بممارسة حقهم بالمقاومة، أو أنها مع حق العراقيين بتحرير وطنهم؟؟!!
وإذا كانت المقاومة الفلسطينية قد شُيِّعت في مدافن الخلاف بين حركتيْ فتح وحماس، واختزلت القضية الفلسطينية بمن منهما له الحق بتمثيل الفلسطينيين، وبدورهما راحت الحركتان تتلهيان بخلافات بينهما لا يبدو أنها ستشهد نهاية سعيدة. وتوزِّعت القوى الدولية والإقليمية مناطق النفوذ والهيمنة على قرار هذه الحركة أو تلك.
وإذا كانت نتائج المقاومة اللبنانية قد دخلت في دهاليز توظيفها لمصلحة هذا الطرف الإقليمي، أو ضد ذاك. بحيث باتت محمية بعوامل خارجية وهي بعيدة الآن عن أي واقع يعيق وجودها، أو قد ينجح بإلغاء تأثيرها انتظاراً لما سوف ترسو عليه نتائج تقاسم النفوذ في هذا الحراك أو ذاك.

الهدف الأساسي اجتثاث المقاومة العراقية:
تبقى المقاومة الوطنية العراقية، بأهدافها وخطة عملها واستمرار نضالها، واستقلالية قرارها، الهدف الرئيسي أمام قوى الشر التي تبغي سوءاً بأمتنا العربية، تلك القوى التي ما تزال تواطأ وتتآمر على عزلها وحصارها، وذلك بتجفيف كل ساقية يمكن أن تساعدها على تجاوز العوائق التي تُوضع في طريقها.
ومن أجل هذا السبب جئنا لندلي برأي وموقف واستشراف لما يُعدُّ لها من أفخاخ.
كانت البوابة السورية لسنوات طويلة مضت، منذ احتلال العراق، تشكل رئة يتنفس منها المقاومون العراقيون، سواءٌ أكانت هذه الرئة كبيرة أم صغيرة، مشرَّعة بشكل كامل أم بشكل مُنتَقَص، فهي اليوم بعد وقوع (الحراك السوري) مُحاصرة ويتم العمل على إقفال كل الكوى والمنافذ أمامها. وهي تعاني الآن من إشكالية استثنائية غير بارزة للعيان، أو أن هناك تعتيماً إعلامياً من القوى التي تطالب برأسها وتعمل على اجتثاث البضع من الرئة السورية التي تتنفس منها.
وعندما قدَّمنا لمقالنا بالقول: إن أمن المقاومة الوطنية العراقية على الساحة السورية خط أحمر، سنضيء بما يتوفر لدينا من رؤية على واقع جديد تعيشه، واقع يحمل لها المتاعب المرحلية، كما قد يحمل لها متاعب استراتيجية. ونوضح أكثر ونضيف لم نكن لنهتم بهذا الجانب لو لم نكن نؤمن بأنه من الممنوع أن يتم اغتيال الأمل الأخير لنا في إبقاء طليعة (الحركة العربية الثورية) حيَّاً، بحيث يؤدي القضاء عليه إلى حالة إحباط شاملة للقوى الوطنية والقومية التي تراهن على أن إنجاز تحرير العراق شاملاً سيكون بوابة المستقبل لتلك القوى من أجل ضمان استئناف نضالها الوعر بدروبه.
ما هي الإشكالية التي تواجه المقاومة الوطنية العراقية على الساحة السورية في هذه المرحلة الدقيقة؟

اجتثاث المقاومة العراقية هدف مشترك بين أميركا وإيران:
بداية نقول، وبالأدلة الكافية، إن من يتصارع على الساحة السورية الآن قوتان خارجيتان، وهما: المشروع الأميركي والمشروع الإيراني، إذ يعتبر كل منهما أن حسم الصراع على الساحة السورية لهذا الطرف أو ذاك هو حيازة ورقة قوة رابحة له جداً في مسلسل التسابق على حيازة أوراق قوة في هذه الدولة العربية أو تلك. خاصة أن الساحة السورية تأتي في الدرجة الثانية من الأهمية بعد الساحة المصرية. فإذا ربحها المشروع الأميركي يعني أنه أصبح اللاعب الأقوى في تعميم منهج (الكامب ديفيدية) لمصلحة العدو الصهيوني. وإذا استطاع المشروع الإيراني أن يحافظ عليها يعني أن الورقة السورية ستبقى عامل الرهان الأكبر، والورقة الأدسم، في تحديد أسس المحاصصة التي تدور بين المشروعين في العراق بشكل خاص.
إن كسب الورقة السورية يعني الحصول على ورقة ضغط قوية عندما تحين فرصة تقسيم الحصص، وستبدأ هذه الفرصة بعد أفول بهجة (الربيع العربي) ووهجه، أي بعد ذبول حدته وتراجعها. ويعتبر الطرفان أن الساحة السورية هي أكثر ساحات (الربيع العربي) أهمية لموقعها الجغرافي الوسط بين ثلاث دول، وهي العراق ولبنان والأردن، فمن يحسم الأمر له عليها يكتسب أوراق القوة في قرار الأنظمة الثلاث.
وإذا كان من غير المنطقي أن نختصر اللاعبين على الساحة السورية باثنين: إيراني وأميركي، فإنما كان هذا الحصر بهما فقط باعتبارهما رمزين للتدخل الخارجي، وأكثرهما تأثيراً، والقارئ اللبيب المتابع لديه الصورة الواضحة عن انقسام العالم إلى معسكرين، يبتدئ بأميركا الجنوبية ولا ينتهي بالصين، مروراً بما بينهما من مشاريع وقوى ودول تسيل لعابها لحيازة موقع للتأثير في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وللعالم.
إننا قمنا باختزال التدخل الخارجي بأميركا وإيران على الساحة السورية، فلأن همنا في هذا المقال هو الوصول إلى تحليل أقرب ما يكون من الموضوعية لواقع المقاومة الوطنية العراقية الراهن، والإضاءة على احتمالات مواقف قد تتخذها مما يجري على الساحة السورية كون تلك الساحة ذات حساسية فائقة على أمنها.
لكن تفاقم الوضع وسوئه، لسبب أن الطرفين: النظام وحركة الشعب، عجزا عن الوصول إلى قاسم مشترك، ودخلا دائرة الصراع الأمني الجهنمية المغلقة، خاصة بعد عسكرة الصراع وغلبة القرار العسكري على قرار الحوار. وإن دخول المعارضة السورية دائرة الحل الأمني كان قراراً خارجياً تلطى تحت ذريعة استخدام النظام كل وسائل القمع الأمني. ولهذا أجازت القوى الخارجية لنفسها أن تقوم بتشريع أسلوب المواجهة الشعبية المسلَّحة ضد المؤسسات العسكرية والأمنية النظامية، وقدَّمت السلاح لقوى المعارضة التي تأتمر بأوامرها.
وبمثل هذا التحول، أي دخول أنفاق الحل الأمني، وهو بلا شك دخول إلى الدائرة الجهنمية المغلقة، فقد النظام وقوى المعارضة قدرتهما على السيطرة، وبذلك أصبح من المستحيل خرق الدائرة الجهنمية، الأمر الذي رشَّح الحالة الداخلية السورية للدخول في نفق الفعل ورد الفعل. فارتهن الطرفان لمشيئة الاستعانة بالخارج طلباً للمعونة والإسناد وحاجيات الإمداد العسكري والمالي والسياسي والإعلامي. وبذلك تحوَّل النظام والمعارضة معاً إلى رهائن للخارج، كلٌّ منهما يستقوي بالجهة التي تقوم بتقديم وسائل الدعم له. ومن أسوأ الأمور أن ترتفع أصوات هنا وهناك: منهم من يزعم أنه يقف إلى جانب الشعب ولهذا يستنكر التدخل الإيراني ويدعو لمواجهته، وهذا بحد ذاته تبرير غير معلن للتدخل الأميركي. وهناك من يزعم أنه يدافع عن الكيان الوطني السوري، ولهذا يستنكر التدخل الأميركي، وكأنه يبرر بشكل غير معلن تدخلاً إيرانياً.
بين هذا الموقف وذاك، تناسى الجميع أن المستفيد الأكبر مما يجري في سورية هما أميركا وإيران، يتقاتلان ويتنافسان على أرض سورية، ويقتاتان بدماء السوريين وأرواحهم، وأموالهم، بحيث راحت سورية تدفع ثمناً كبيراً وضخماً مما تبقى من لحمة وطنية بين أبناء الوطن الواحد. وما همُّ قوى الخارج إذا كان السوريون جنوداً يتقاتلون ويتجارحون ويتماوتون ويتقاصفون في حرب داخلية لا مصلحة لهم فيها. وهم الآن مستمرون بتدمير بلدهم بينما قرار اختراق الدائرة الأمنية الجهنمية أصبح خارج قرارهم الذاتي.

الإخلال بأمن المقاومين العراقيين في سورية هدف مشترك:
وهنا، وفي ظل هذا الواقع، نتساءل: ما حصة المقاومة العراقية مما يجري في سورية؟
لقد أعلنت المقاومة العراقية على لسان قائدها، المجاهد عزة الدوري، أنها تقف إلى جانب حق الشعب السوري بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي الوقت ذاته جاء الإعلان محذراً من خطورة ما يجري في سورية من تخريب وتهديم يستهدف تقويض الأمن الوطني السوري، والكيان الوطني السوري. ودعا إلى تسوية الوضع على قاعدة القرار السوري المستقل، ورفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية.
إن سقوط المعارضة بيد الاستعانة بالخارج تارة بتشريع حقها بالدفاع عن نفسها، وتارة أخرى تحت ذريعة حماية المدنيين في مواجهة منظومات النظام الأمنية، دفع النظام السوري إلى التفتيش عن كل وسيلة تقدم الدعم والإسناد إليه، فوقع بأخطاء لعلَّ أكثرها خطورة عندما لجأ للاستعانة بـ(حكومة المالكي) العميلة، فلبَّت تلك (الحكومة) الطلب واستجابت.
وهنا، لا بدَّ من التساؤل: في حكومة المالكي للأميركيين حصة، فهل من المعقول أن يسمحوا له بتقديم معونة للنظام السوري الذي تدعم فيه أميركا بعض القوى المعارضة ضده؟؟!!
من قبيل التذكير نقول: يشكل اجتثاث المقاومة الوطنية العراقية هدفاً مشتركاً للمشروعين الأميركي والإيراني. وهما كما يجمعهما هدف اجتثاثها في العراق، يجمعهما أيضاً هدف تجفيف كوة الساحة السورية أمامها. وإذا كانا يتسابقان ويتصارعان على تلك الساحة إلاَّ أنهما يتَّفقان على وسيلة إنهاء أي تواجد عراقي في سورية يُشتمُّ منه رائحة معارضة (العملية السياسية) أو مقاومتها. فكيف يحصل ذلك؟
بالنسبة للأميركيين، نجزم بأنهم يريدون اقتلاع العامل المقاوم ثأراً منه لأنه كان السبب الأول والأخير الذي اقتلعهم من العراق، والذي يهدد تواجدهم في الوطن العربي إذا ما انتصر في العراق. وهم إنما قلَّصوا وجودهم العسكري فيه مرحلياً، بينما لا تزال أنظارهم تعتبره قلب الدائرة في مخطط استكمال الهيمنة على النفط العربي أولاً، ولأن مشروع المقاومة العراقية سيبقى المخرز الاستراتيجي الذي يهدد ليس مصالح الاستعمار فحسب، بل يهدد وجوده أيضاً. وإنه لن يُكتب لأي مشروع أميركي أسس النجاح طالما ظلَّت استراتيجية المقاومة حيَّة تُرزَق.
ولهذا عندما خرج الاحتلال الأميركي من العراق، بالشكل الذي خرج فيه، ظلَّ يراهن على العودة إليه من النوافذ التي يعمل على فتحها من سورية وغيرها. ولأن العراق يمثِّل الثقل الاستراتيجي للهيمنة الاقتصادية الكاملة على النفط العربي، أجاز لحليفه المالكي أن يُقدِّم الدعم مرحلياً للنظام السوري ولكن على شرط التضييق على أية حالة اعتراض أو مقاومة عراقية. وهو وإن كان لم يطلب منه ذلك بشكل مباشر فهو يثق بأن هذا الطلب يقع في رأس أهداف النظام الإيراني.
أما فيما له علاقة بالمصلحة الإيرانية فليست مجهولة أهداف النظام الإيراني عندما يجيز، بل يأمر، حكومة المالكي العميلة لتقديم الدعم للنظام السوري. وهنا نحصرها في سببين رئيسين: الدفاع عن حليفهم النظام من جهة والقيام بمهمات أمنية تستهدف وجود المقاومين العراقيين من جهة أخرى. واستهداف المقاومين العراقيين يتم سواءٌ أكان بتصفيتهم مباشرة على الساحة السورية، أم كان باستدراجهم إلى داخل العراق لاعتقالهم أو تصفيتهم بشكل مباشر.
ولأن اتفاقاً استراتجياً جمع أميركا وإيران ضد المقاومة العراقية أجاز الطرفان لحكومة المالكي العميلة لفتح بوابة الحدود بين العراق وسورية ودخول متطوعين عراقيين معبَّئين بحقنٍ طائفية (جماعة مقتدى الصدر)، أو قوى أمنية ترتبط مباشرة مع النظام الإيراني معبَّئين بحقن الدفاع عن الوجود الإيراني في العراق وسورية (فيلق القدس الإيراني). وفي المقابل يتسلل الأصوليون العراقيون لمشاركة المعارضة السورية المسلَّحة برضى من الأميركيين وتمويل من السعودية، وتسليحهم تحت ذريعة الدفاع عن أبناء طوائفهم من السوريين. وبمثل هذا الواقع والواقع المقابل تنتقل حروب الطوائف من العراق إلى سورية. ولا نحسب أن أمن المقاومين العراقيين سيكون بمنأى عن هذا الصراع العراقي – العراقي، بل سيكون في صلبه، وسيكونون هدفاً لكليهما.

المقاومة العراقية سيدة نفسها بأي قرار يضمن أمنها:
ولهذا نرى أنه من حق المقاومة العراقية أن تتخذ أي قرار مرحلي يصب في هدف حماية أمنها، لأن أمنها في هذه المرحلة يسبق أي هدف آخر. وإنها في الوقت الذي ترى هذا الهدف بوضوح وموضوعية وحكمة، نرى أنه لن يغيب عن عقلها الاستراتيجي رؤية المخاطر الاستراتيجية التي تحيط بمصير ليس العراق فحسب، بل تحيط بمصير الأمة العربية ومستقبلها أيضاً، من جراء ما يجري في سورية وغيرها مما يُطلقون عليه (الربيع العربي).
وفي هذا الإطار، وفي ظل غياب قيادة سورية، من النظام أم من المعارضة، غير مرتبطة بالخارج شرقاً وغرباً، تستطيع أن تضمن للمقاومة العراقية أمنها، أو أن تتعهد لها بإعادة الحراك الأمني الحاصل إلى أسسه الداخلية، يبقى من حق المقاومة العراقية أن تحافظ على أمنها بالشكل الذي تقرره وتريده. وليس من الجائز لأحد أن يُلزم المقاومة العراقية باختيار حل واحد من بين حلين لا ثالث لهما: إما ضد النظام ومع المعارضة، أو ضد المعارضة ومع النظام، فكل من الحلين له مخاطره الشديدة.
وهنا نرى أن الشعب السوري سيشكل الحاضنة الأمينة الضامنة لأمن المقاومين العراقيين، وإن الاستناد إلى حماية الشعب السوري، لن يُغيِّب عن بال المقاومة العراقية اتخاذ كل إجراء فني يحول دون المس بأمنها وأمن مقاوميها وأصدقائها.
في 9/9/2012

ليست هناك تعليقات: