25 سبتمبر 2012

فتوى التقدمية بخصوص تحريم القواعد الأجنبية في الوطن العربي


اعداد الناصر خشيني أستاذ الدراسات الاسلامية


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمدا خير الأنام وأما بعد فقد سألني بعض الاخوة قائلين : ان الدول الداعمة للربيع العربي وخاصة السعودية وقطر تجثم فيهما قواعد عسكرية كان لها دور رهيب في قتل أبناء العرب والمسلمين في العراق وافغانستان والصومال والسودان واليمن فما هو حكم الشرع في هذه القواعد الأجنبية في الوطن العربي
 وقد اجبت على النحو التالي :
 ان هذه المسألة مرتبطة بحجم ما تملكه تلك البلدان العربية والتي تتواجد فيها هذه القواعد من كم هائل من النفط العربي ومن حكام غير شرعيين باعتبارهم توارثوا الحكم عن آبائهم الذين اغتصبوا السلطة بالقوة والخديعة وبما أنهم يعلمون أن شرعيتهم مفقودة ولا ثقة لهم في شعوبهم فانهم ولحماية انفسهم يأتون بهذه القواعد ليس لحماية شعوبهم من أي غزو في الجوار محتمل وانما لتأمين عروشهم من أي هزة قد تصيبهم ولا يتورعون حتى للتعامل مع الكيان الصهيوني والاعتراف به وتزويده بحاجياته من مواد الطاقة في سبيل القضاء على كل نفس مقاوم سواء في غزة أو لبنان
 هذا وان هؤلاء الحكام يعلمون بشكل جيد أنهم باستيلائهم على السلطة يخالفون أوامر الله بضرورة الشورى
 وأما بخصوص القواعد الأجنبية فان الحكم فيها بين واضح ولا يحتمل أي مجال للتاويل اذ هي محرمة شرعا باعتبارها عدوانا على الامة وتدنيسا للارض المقدسة والدليل قوله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) وكذلك من خلال قول الله تعالى في سورة المجادلة (لاتَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(22)
 وقوله تعالى في سورة المائدة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51) قال تعالى ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون” [المائدة:80، 81 وهكذا يتأكد لنا من القرآن الكريم تحريم التعامل العسكري معهم بحيث ان هذه الأيات واضحة انها تتحدث عن الولاء السياسي والعسكري في حين ان هناك ايات أخرى تجيز التعامل معهم في مجال العهود والاتفاقيات الى حد السماح بالزواج من نسائهم ومؤاكلتهم تاكيدا على ضرورة التعايش السلمي ولكن في حالة القواعد الأمريكية نطبق عليها الآيات التي أوردناها لأنها المناسبة لوضعية امريكا التي تظهر العداء للعرب والمسلمين بشكل واضح وتؤكد ولاءها للعدو الصهيوني ولا تتردد في تقديم كل اشكال الدعم المادي عسكريا واقتصاديا واعلاميا وسياسيا في المحافل الدولية واننا نعتقد جازمين ان الحروب التي تشنها امريكا على العرب والمسلمين ليس دفاعا عن مصالح امريكا وانما دفاعا عن الصهاينة وابقاؤهم محتلين لارضنا ومهيمنين على المنطقة كما ان وجود هذه القاواعد مخالف مخالفة صريحة لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) [ أخرجه البخاري (3053) ومسلم ( 1637) من حديث ابن عباس
 وبناء على ما تقدم نقرر أن القواعد الأجنبية في الخليج العربي حرام شرعا اضافة الى كونها خيانة للأمة العربية والاسلامية وضرب لنضالها في مواجهة العدو الصهيوني وبناء عليه فان هذه القواعد ومن وافق على انتصابها جميعا غير مشروعين والسلام

ليست هناك تعليقات: