09 سبتمبر 2012

التطبيع خيانة وليس وجهة نظر : بلاغ من الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس





بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
صدق الله العظيم

يا جماهير شعبنا الثائر الصابر في تونس
أيها المناضلون ضدّ التطبيع والمطبعين مع العدو الصهيوني
رفاقنا على درب العروبة والإسلام


كانت حركة البعث القطر التونسي ولا زالت تحذّر من مشاريع التسوية والتصفية التي تستهدف قضية الأرض المغتصبة في فلسطين معتبرة أن التطبيع مع العدوّ الصهيوني ليس مجرّد وجهة نظر كما يروّج لذلك البعض وإنما هو خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا من أجل أن تحفظ الأرض ويصان العرض وتستردّ الكرامة المسلوبة ولهذا كنّا طالبنا بوضوح بضرورة إدراج بند في الدستور يجرّم التطبيع والمطبعين مع كلّ عدوّ يحتلّ أرضنا العربية وبالأخصّ عدو الغصب الصهيوني وضمّنا ذلك المطلب الشعبي والجماهيري في مشروع دستور الجمهورية الثانية الذي إقترحناها منذ شهر سبتمر 2011 .
وقد فوجئنا كما فوجئ شعبنا في تونس بالتصريح الذي أدلى به السيد مصطفى بن جعفر خلال زيارته الى النمسا قولا إن القوميين  أقلية متطرفة غير مؤثرة بسبب اصرارها على تضمين فصل في الدستور يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني..
ويهمّنا في حركة البعث القطر التونسي أن نذكر السيد مصطفى بن جعفر بأن الحركة القومية العربية في تونس هي حركة شعبية جماهيرية متأصّلة في تربة هذا الوطن الذي رواه القوميون بدمائهم الطاهرة الزكية خلال مرحلة الكفاح المسلّح ضدّ الإحتلال الفرنسي وبعد ذلك عبر صراعهم المرير مع النظام البورقيبي وسعيه المحموم من أجل تمرير مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية منذ خطاب أريحا المشؤوم سنة 1965 وصولا الى مقاومتهم البطولية لكلّ أشكال التطبيع السياسي والإقتصادي والثقافي التي إنخرط فيها نظام الدكتاتور الهارب زين العابدين بن علي .
وإن الحركة القومية العربية التي قدّمت مئات الشهداء في سبيل الإستقلال الوطني والعزّة القومية بداية من الشهيد القائد صالح بن يوسف ورفاق دربه من أبناء الحركة الوطنية العروبية مرورا بالشهداء القادة الأزهر الشرايطي وعبد العزيز العكرمي وصولا الى شهداء البعث وعلى رأسهم رفاقنا الصادق الهيشري وعمر السحيمي وحسن المباركي وفوزي السنوسي لهي حركة لها جذورها التي تمتدّ الى عمق أعماق تاريخنا الوطني الرافض جملة وتفصيلا للتطبيع مع العدوّ الصهيوني أو الصلح معه طالما بقي شبر واحد مغتصب من أرضنا في فلسطين .
كما لا يفوتنا أن نذكّر السيد مصطفى بن جعفر بأن مطلب تجريم التطبيع مع العدوّ الصهيوني الذي نادي به القوميون وعلى رأسهم حركة البعث هو مطلب جماهير شعبنا التي خرجت ثائرة ضدّ رمز التطبيع في النظام النوفمبري من خلال شعارها الشهير : الشعب يريد تحرير فلسطين ولهذا فإنه من غير المقبول أن ننعت كلّ الجماهير الشعبية في تونس بأنها متطرّفة وننخرط من حيث نعلم ولا نعلم في إسقاطات غير مطابقة للحقيقة على الميدان أو إدعاءات تفنّدها الرغبة الشعبية المصرّة على تجريم كلّ أشكال التطبيع .
وأننا في حركة البعث القطر التونسي إذ نجدّد إدانتنا الشديدة لأيّ قول أو عمل أو سلوك يصبّ في إتجاه التطبيع مع العدوّ الصهيوني فإننا ندعو جماهير شعبنا وكلّ الخيرين من أبناء هذا الوطن الى عدم التنازل قيد أنملة عن مطلب تضمين بند في الدستور يجرّم التطبيع والمطبعين كما نطالب المجلس الوطني التأسيسي بأن يتخذ موقفا واضحا وصريحا من تلك التصريحات الصادرة عن رئيسه والتي تعتبر مستفزّة لمشاعر التونسيين ودماء الشهداء الذين سقطوا من أجل أن تتحرر فلسطين وبصفة خاصة شهداء حمّام الشطّ سنة 1985.
عاشت فلسطين حرّ عربية مستقلة من النهر الى البحر
المجد والخلود لشهداء تونس على درب تحرير فلسطين
والخزي والعار لكلّ المطبّعين مع العدوّ الصهيوني والمفرّطين في دماء الشهداء
ـــــــــــــــــــــــــ
عزالدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس
06-09-2012

ليست هناك تعليقات: