11 أغسطس 2012

بحوث الرأي العام : استغلال احداث رفح سياسياً ضد الرئاسة أو الإسلاميين خروج على الوطنية


- حارص: معاداة الإسلام وتياراته ومعتنقيه مناخاً خصباً لهذه الجرائم - مثل هذه النوعية من الجرائم لا يخرج مرتكبوها عن فكر الخوارج (يضربون الوطن ويحسبون أنهم الأصوب دينياً)
 -  الجماعة الإسلامية بمصر مؤهلة لمعالجة هذا الفكر الضال -  مصالح الموساد تتقاطع مع الفكر الضال لتحويل مسار الثورة المصرية -  استغلال الحدث سياسياً ضد الرئاسة أو الإسلاميين خروج على الوطنية
 
 أكد الدكتور/ صابرحارص أستاذ الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج أن الخاسر الأكبر في جريمة رفح النكراء ليست مصر والقوات المسلحة فقط بل الإسلام وصورته والتيارات الإسلامية داخل مصر وخارجها، وشدَّد على أهمية أن يكون لهذه التيارات الإسلامية التي تمارس نشاطها السياسي والثقافي والإعلامي دورها الرئيسي في مواجهة هذه الأفكار الضالة والجماعات المُضلَّلة وكشف نواياها ودوافعها وحقيقة مفاهيمها المغلوطة، ويؤكد حارص أن مثل هذه النوعية من الجرائم لا يخرج مرتكبوها عن فكر الخوارج الذين يضربون الوطن والدين في مقتل ويحسبون أنفسهم أكثر المسلمين حباً للوطن والدين، وأن الوطن عندهم ليس الدولة المصرية ولكنها الأمة الإسلامية بكاملها، وأن مُرتكبي هذه الجريمة يتجاوزون الجنسية المصرية ويؤمنون إيماناً راسخاً بأن الكيان الصهيوني هو مصدر وسبب لكل ما يتعرض له المسلمون من قتل وحرق وإذلال ومهانة في كل انحاء العالم، وأن الأسباب المباشرة التي حرَّكتهم لارتكاب جريمتهم في هذا التوقيت بالذات هو ما يحدث للمسلمين في بورما وغزة دون أن يتحرك أحد من المجتمع الدولي أو الدول المحسوبة على الإسلام من وجهة نظرهم، خاصة وأن الفكر الضال لديه إيحاء باستلهام نصرة المسلمين بغزوة بدر في رمضان المعظم ونصر أكتوبر المُبين.


وأضاف حارص أن هناك أسباباً أخرى غير السبب الفكري تتصل اتصالاً وثيقاً بمناخ سياسي يحمل فشل الثورة المصرية من وجهة نظرهم ومعاداة تيارها الإسلامي وتعرضه لهجوم إعلامي وسياسي كاسح لتشويه صورته ومنع وصوله للحكم بالطرق الديمقراطية واعتبار الإسلاميين غرباء عن الوطن متأثرون بأفكار الصحراء التي تُهدد بتغيير هوية الدولة المصرية وأنماط حياتها وثقافتها، فضلاً عن مغالاة بعض التيارات المسيحية والعلمانية واليسارية في معاداة الإسلاميين إلى درجة إعلان الدولة المسيحية من الخارج وجماعة الإخوان المسيحيين من الداخل والإصرار علناً على إسقاط الجمهورية الثانية لمنع أخونة الدولة على حد تعبيرهم.

وأكد حارص أن هذا المناخ الفكري وحالة الاستقتطاب والصراع السياسي المُتطرف   والشعور بظلم الإسلاميين في الداخل والخارج هو التربة الخصبة لعودة الفكر الجهادي ومنح الشرعية للعنف من جهة، وتكثيف نشاط المخابرات الأمريكية والموساد من جهة أخرى بحيث تتقاطع المصلحتان مع بعضهما البعض؛  جهاديون يعتقدون خطأً أن الفرصة سانحة لردع الكيان الصهيوني وملاقاة ربهم شهداء، وكيان صهيوني لديه خبرة من منتصف السبعينات في اصطياد هؤلاء والتخلص منهم وتشويه صورة الحكم الإسلامي ومنع تقدمه في المنطقة وخاصة في مصر.

وأوضح حارص أن هذه الجماعة الإجرامية الضالة والمُضلَّلَة وقعت في فخ إمكانية الوصول إلى حرس الحدود الإسرائيلي وتنفيذ إحدى العمليات الجهادية من وجهة نظرهم التي سيكون صداها مدوياً للعالم الإسلامي خاصة في ظل ما يتعرض له المسلمون ببورما وغزة، وأن هذه الجماعة أيضاً تعتبر أن الدولة المصرية التي لم تشرع في تطبيق الشريعة الإسلامية رغم وصول تيارها الإسلامي إلى الحكم وأن قواتها المسلحة التي تحول دون ذلك يستحقان منها هذه العملية الجهادية التي تحرج الجمهورية الثانية من جهة وتكشف الفراغ الأمني للقوات المسلحة وعدم قدرتها على حماية حدودها مع العدو الاسرائيلي من جهة أخرى.

ويستنكر حارص توظيف الحدث واستغلاله سياسياً بشكل يوحي بالشماتة في مؤسسة الرئاسة أومحاولة تشويه التيار الإسلامي والخصم من رصيده عند الجماهير، وشدّد حارص على أن أي محاولة لفهم المشهد على أنه يرتبط بإخراج المُعتقلين الإسلاميين من السجون أو مجرد مؤامرة اسرائيلية هي محاولة عبثية تضر بالأمن والوطن المصري لصالح صراعات بين القوى السياسية، وأن مواجهة هذا التيار الإرهابي لن تتم فقط بالمطاردة الأمنية والقضاء عليهم لأن هناك الأولوف من الأجيال الحالية والمتلاحقة التي تنخدع بهذا الفكر المُضلَّل، ولكن المواجهة الصحيحة يجب أن تبدأ بتغيير المناخ السياسي والإعلامي الذي يلفظ الإسلاميين ويُشعرهم بأنهم دخلاء على الوطن المصري، وفي نفس الوقت انتهاج سياسة التعاطف الإعلامي مع المسلمين الذين يعانون من الاضطهاد والقتل والتشريد في كل مكان، وسرعة إحراز تقدم في الملف الفلسطيني والاعتراف بعدالة القضية الفلسطينية وحقوقهم المشروعة لأن غياب هذا المناخ هو الذي يستغله الإرهابيون في تجنيد أجيال متواصلة تستبيح ضرب الأمن المصري باعتباره من وجهة نظرهم حاجزاً في الوصول إلى اسرائيل.

ولفت حارص إلى أن الجماعة الإسلامية وكوادرها بمصر مؤهلة تماماً لمعالجة هذا الفكر المضلَّل لخبراتها الطويلة في سواء في اعتناق الفكر الجهادي بمبررات إسلامية غاية في الإقناع والتأثير أو في مراجعة هذه الأفكار واكتشاف الخلل والفهم الخاطئ فيها والإقلاع عنها والتوبة النصوح فيها، وأضاف حارص أن هناك  نوعين من التعامل الاسرائيلي مع مصر بخصوص هذه العمليات الإرهابية، فهي إما أن تقوم بإبلاغ الجانب المصري بالمعلومات التي تجمعت لديها في حال وجود نظام مصري متعاون معها، وإما ان تغض الطرف وتسعى إلى أن تكون لاعب من وراء ستار في صنع هذه العمليات في حال وجود نظام مصري غير مرغوب فيه من الجانب الاسرائيلي  وتريد إحراجه وسقوطه من الداخل.

ليست هناك تعليقات: