18 أغسطس 2012

وفيق والاستخبارات العراقية، القصة الحقيقية 1 و2



وفيق السامرائي، ضابط عراقي مرتد، خان وطنه والتحق بركب الأعداء، وقدَّم في سبيل ذلك خدمات كثيرة ضد وطنه وشعبه.
هذا هو التعريف الملخَّص للرجل، ولكنه بالطبع لايكفي.
فقد تلقت وجهات نظر من العميد الركن أحمد العباسي، أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة العراقية الوطنية، رسالة تتضمن مقالة في الرد على مانشره وفيق السامرائي من كتب، تضمنت، بحسب ماستقرأون في سلسلة المقالات هذه، بطولات زائفة وأدوار مزعومة لاوجود لها على الاطلاق.
وهذه هي الحلقة الأولى، وستنشر الحلقات الأخرى تباعاً.

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا إن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتهم نادمين  
صدق الله العظيم
قراءة  في كتابي وفيق السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم (1) شهادة لتاريخ العراق وجيشه

العميد الركن (اس) احمد العباسي *
* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة


المقدمة
إلى شعب العراق العظيم
إلى ضباط وجنود جيش العراق الباسل
قرأت في الأشهر الأخيرة كتابي اللواء الركن وفيق عجيل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم وخصوصا بعد إن وجدت بعض الكتاب يستشهدون بهذين الكتابين عند مناقشتهم واقع ما , يتعلق بحرب العراق وإيران وما تلاها من أحداث وكأنهما وثيقة رسمية كل ما فيها منزل وموثوق, فذهبت إلى اقتناء هذين الكتابين وقد المني ما وجدته فيهما  من مغالطات للحقائق والتاريخ . تاريخ الجيش العراقي بأكمله , لما فيه من  تشويه متعمد لهذا التاريخ ومفرداته بالرغم من بقاء الشهود أحياء لحد الآن إلا أنني فوجئت بما ذكر فيهما من شهادات زور وقصص ملفقه  وطمس لادوار القادة الأبطال , فصنع هالة كبيرة حول نفسه وإعطائها اكبر من حجمها بكثير في الوقت الذي يجب على من يريد طمس حقائق , وتغيير ادوار , وغبن حق رفاقه وزملائه إن ينتظر حتى يتوفى الله الجزء الأعظم منهم  ليستطيع إن يغرد على هواه , فوجدت من واجبي الأخلاقي أولا , وواجبي التاريخي تجاه العراق وجيشه ثانيا  إن أضع شهادتي هذه بين يدي العراقيين عن حقبة عاصرتها , كانت من أصعب واهم مراحل العراق حيث عشناها سويه نحن العراقيون شعبا وجيشا , يوم بيوم خلال الثمان سنوات من الحرب الطاحنة بين العراق وإيران التي راح فيها خيرة شبابنا من جنود وضباط قدموا أرواحهم فداء للعراق ليحفظوا حدوده وليؤخروا الاحتلال الإيراني الذي نعيشه الآن لخمسة عشر سنة.
نعم إنهم قدموا أرواحهم دفاعا عن العراق وليس غيره, وجاء وفيق بعد فترة قصيرة يبخس حقوقهم وتضحياتهم ويختزلها في نفسه. وينأى بنفسه عن ما شاب المسيرة من عثرات  كأي حرب وكأي حكم فيه الصالح والطالح  .
نعم كلنا عشنا الحرب العراقية الإيرانية وما حملته من ماسي والألم , وشهدنا حرب الكويت وما أصاب العراق العظيم من تدمير وحشي على أيدي الحلفاء بغض النظر عن مسببات الحرب وارثها الكبير الذي أثقل كاهل العراقيون جميعا, ولكوني ضابط في الجيش العراقي الباسل اعتز بانتمائي لذلك الجيش المقدام وبالأخص عملي  الذي تدرجت فيه وعشت من خلاله  أدق تفاصيل معارك العراق وأكثرها مصيريه مع إخوتي وزملائي وقادتي في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة , فخلال خدمتي في مديرية الاستخبارات العسكرية العامة . تنقلت في عدة أماكن منها معاونية الاستخبارات لشؤون إيران – وخلية الاستخبارات العسكرية  في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة – بالإضافة إلى  كوني احد ضباط أمانة السر - مقر مديرية الاستخبارات العسكرية العامة التي أسسها الفريق الركن صابر عبد العزيز حسين فور استلامه قيادة الاستخبارات العسكرية . فكنت شاهدا على أدق التفاصيل وأكثرها حيوية لقربي من عمل خليه الاستخبارات في القيادة العامة للقوات المسلحة وعملي في معاونيه إيران والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في عملي بأمانة السر - مقر مدير عام الاستخبارات العسكرية باطلاعي على المكاتبات الرسمية المرفوعة من ضباط أقسام ومدراء شعب ومعاونيات الدائرة قبل رفعها للمدير العام ومن ثم إلى المراجع العليا.
وجدت في هذين الكتابين الكثير الكثير من الغبن والتجني والتجريح من قبل الكاتب على قيادات الاستخبارات العسكرية وزملائه في العمل , حيث انه ينفي بل يلغي وجود أربعه مدراء للاستخبارات العسكرية العامة من أكثر ضباط الجيش العراقي كفاءة  تعاقبوا على قيادتها ويضعهم في خانه المستجدين  في الكلية العسكرية وهم المعروفون في سوح الوغى وإدارة دفة القيادة وانه أي وفيق  يدعي لنفسه بأنه  من يقود مدراء الاستخبارات العسكرية   منذ إن كان برتبه صغيره في الجيش  ؟! , فهو يطعن بكفاءة الفريق الركن ماهر عبد الرشيد والفريق أول الركن عبد الجواد ذنون واللواء محمود شكر شاهين , بالإضافة إلى طعنه بأحد قادة جيش العراق الأشاوس واحد أسباب انتصار العراق على إيران في حرب الثمان سنوات الفريق الركن صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة التي شهدت الاستخبارات العسكرية العامة في مدة قيادته لها عصرها الذهبي  في مجال الاستخبارات العسكرية بمعلوماتها الدقيقة عن نوايا العدو والذي توج النصر المبين للعراق على العدو الإيراني .
فكان من بين الأسباب التي دفعتني لتفنيد ما وجدته ظلما وتجنيا  وغدرا ونكرانا للجميل هو ما قرأته من وفيق في كاتبه عن الفريق الركن صابر الدوري الإنسان النزيه صاحب اليد البيضاء والقلب النقي و العقل الراجح والقيادي المسؤول الذي فقده الجيش العراقي في أواخر حكم الرئيس صدام حسين وفقده العراق في هذه السنين والمحن , والذي جعل من وفيق رقم واحد في  المديرية خلال توليه قيادتها والذي لولاه لما كان وفيق  حيا يرزق حد اللحظة ولما عرف على مستوى الاستخبارات ولولاه لكان من المعدومين المعدمين ولولاه لما أصبح معاونا لمدير الاستخبارات العسكرية ولما أصبح مديرا للاستخبارات خلفا لمفخرة الجيش العراقي  صابر الدوري-  فحقا كل نار تخلفها رماد –  وهذا ما سيرد ذكره وتفاصيله خلال تفنيدي لهذين الكتابين - فوفيق استلم إدارة الاستخبارات  ل35 يوما فقط فأقام  الدنيا ولم يقعدها على انه مدير الاستخبارات العسكرية .
ولا أخفيكم وأنا أتصفح مذكرات اللواء الركن وفيق السامرائي لم اصدق ما اقرأ في سطوره ولولا أنني اقتنيت هذين الكتابين من إحدى مكتبات العاصمة عمان واعرف إنها للواء وفيق السامرائي لتصورت إنها  لضابط في الجيش الإيراني وليس ضابط عراقي. ولو كان المؤلف مصطفى شميران قائد القوات البرية الإيرانية , فلن يتمكن إن يصوغ عبارات المديح والإطراء على القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية بقدر ما قام به مؤلف الكتابين وفيق عجيل من كيل المديح وتلميع صورهما .
نعم في طيات صفحات هذين الكتابين وجدت الكثير مما يقف شعر الرأس منه كما يقال , فهناك الكذب , وهناك تأليف للقصص الخيالية , وهناك الغدر والخيانة لمن مد يده إليه فعضها وهناك نكران الجميل لمن  جعله يلمع في صفوف الاستخبارات .
في هذين الكتابين يدعي وفيق بأنه يدير دفة الحرب العراقية الإيرانية منذ إن كان برتبة رائد فهو من يعد تقارير الاستخبارات وهو من يرفعها إلى القيادة وهو من يحضر اجتماعات مجلس الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة رغم صغر رتبته وعدم عضويته في القيادة وهو يناقش رئيس أركان الجيش ويعترض على أراء معاون رئيس أركان الجيش للعمليات ويأخذ الجميع برأيه كل هذا يقوم به وفيق لوحده حسبما يدعي فلا وجود لضباط الاستخبارات ولا وجود لمعاوني المدير العام ولا وجود أصلا لمدير الاستخبارات العسكرية وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة فوفيق موجود ينوب عن الجميع ويفعل كل شيء فهو وحده من يتصل به القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية مباشرة وهو برتبة رائد ركن ويطلب رأيه (شخصيا) !! في أحداث الحرب وتطوراتها  كما يدعي  زورا , إذن لا داعي لمديرية الاستخبارات العسكرية ولا لأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة فالحرب هي وفيق والنصر هو وفيق والقائد هو وفيق.
والان  وبعد إن قرأت كل هذا في هذين الكتابين الملفقين فانه ومن واجبي الأخلاقي سأقوم بعرض فقرات  الكتابين   (حطام البوابة الشرقية والطريق الى الجحيم )بطريقة بسيطة  لأبين الحقيقة والحقائق التي عشتها و لأرد عليه نيابة عن جيش العراق وقادته  بما اعرفه وعايشته من معلومات وتفاصيل دقيقة لقربي من مقر قيادة الاستخبارات  وأتمنى من إخوتي وزملائي ضباط الجيش العراقي  وقادتي  قادة الفيالق والفرق و أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة سواء من سيذكر اسمه هنا أو الذين يقرؤون كلامي ويعرفون الكثير من هذه الحقائق إن يشدو من أزري ويقولوا ما عندهم من حقائق , حجبها وفيق أو نسبها لنفسه وبخس حق العراق كله . فهذا تاريخ جيش العراق لا يصح إن نجعل احد الهاربين من الخدمة والملتحقين بجحافل المرتزقة إن يكتبه ويخطه ويدعيه لنفسه
وقبل إن ابدأ بذكر الحقائق التي في جعبتي والرد على فقرات الكتابين لابد إن يطلع العراقيون على المناصب التي كان وفيق السامرائي يشغلها خلال الفترة التي كتب عنها مذكراته الملفقة ليعرفوا مدى الهالة التي وضعها لنفسه قياسا للمناصب التي كان يشغلها آنذاك
في عام 1980 أيلول بدأت الحرب العراقية الإيرانية ولغاية عام 1982 كان وفيق برتبة رائد ركن ويشغل منصب ضابط قسم إيران وهو اصغر منصب في تنظيم مديرية الاستخبارات العسكرية العامة فتنظيم المديرية يتكون من ( قسم- شعبة – معاونية  – مقر المديرية )
من عام 1983 ولغاية عام 1984 أصبح مدير شعبة إيران بعد إن تم تعديل التنظيم المديرية ليصبح قسم إيران – شعبة وبرتبة مقدم ركن .
منذ عام 1984 ولغاية عام 1986 طرد وفيق من الاستخبارات الأسباب سيأتي ذكرها لاحقا ونقل إلى منصب ضابط ركن في مقر قيادة شط العرب
عام 1986 أعيد وفيق  مدير لشعبة إيران بعد ان توسط له احد أعضاء القيادة العامة عند القائد العام للقوات المسلحة وبعدها  تم تعديل التنظيم  عام 1987 وأصبحت شعبة إيران معاونية إيران ويكون وفيق معاون المدير العام لشؤون إيران والشمال وبرتبة عميد ركن  حتى عام 1991
في عام 1991 عين  وفيق مديرا للاستخبارات العسكرية برتبة لواء ركن لمدة ( 35) يوما فقط ليطرد من الاستخبارات والقوات المسلحة بأمر القائد العام للقوات المسلحة إلى المنظمات الشعبية ليهرب عام 1994 ليلتحق بالمرتزقة والعملاء وسأذكر أسباب وتفاصيل تعيينه بمنصب مدير الاستخبارات وطرده منها كما سمعتها وقرأتها بوثيقة عند احد ضباط الاستخبارات
هذا باختصار خط خدمة (العميل أول الركن ) وفيق السامرائي المستشار العسكري والأمني لرئيس جمهورية مهاباد جلال الطلباني , سقته إليكم قبل أن ابدأ بسرد قصته الحقيقية والرد على كتابيه والذي يسكون على حلقات متسلسلة .
وفيق والاستخبارات العراقية، القصة الحقيقية 2

هذه هي الحلقة الثانية من الرد على ادعاءات المرتد وفيق السامرائي، كما اختصَّ وجهات نظر بها العميد الركن أحمد العباسي، أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة في العهد الوطني.

قراءة في كتابي وفيق السامرائي  حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم -2-

العميد الركن (اس)
احمد العباسي *
بدأ وفيق كتابه بتعريف شخصي له ولمدينة سامراء العريقة وسرد وقائع ثورات العراق ونزاعاته الإقليمية القديمة.. على أية أحال سأتجاوز هذه المراحل, النشأة , وغيرها التي ابتدأ فيها الكاتب, مقدمة كتابه , وسأدخل مباشرة بموضوعي الرئيس - بدء الحرب العراقية الإيرانية - وما ذكره عنها وما نسبه لنفسه ,وسأتسلل في كتابه وأعقب عليه بما لدي من معلومات من منابعها الأصلية ومما عاصرته أثناء عملي في الاستخبارات العسكرية العامة وقربي من مراكز معلومات القيادة الرئيسية , ومما سمعته من قادتي أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وبعض زملائي في الدائرة الذين سمحت لهم الظروف بالاطلاع على بعض خفايا الأمور المهمة التي لن أتردد من كشفها الآن , خدمة للحقيقة والتاريخ لا غير .

أولا - الرد على ما ورد في كتاب حطام البوابة الشرقية من أكاذيب
1-    في الصفحة (43)  وتحت عنوان البداية الفعلية للحرب يقول وفيق
(( وهكذا أخذت نذر الحرب تلوح في الأفق.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حتى مطلع سبتمبر أيلول 1980 عندما شارك الطيران الإيراني بشن غارات جوية على قواتنا , وتم إسقاط أولى الطائرات الإيرانية المقاتلة نوع ( أف ه أي ) بقيادة الملازم أول الطيار حسين لشكري , وطبقا للانطباعات التي زودتنا بها مديرية الاستخبارات الجوية فانه تميز بالصلابة أمام المحققين ولم يستجيب بصورة سريعة للبوح بالمعلومات المطلوبة عن أوضاع القوة الجوية الإيرانية )) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ....

التعليق : معلوم لدى جميع ضباط الجيش العراقي وخاصة ضباط الاستخبارات العسكرية العامة إن مهمة استنطاق الأسرى من مسؤولية ضابط القسم وضابط الشعبة المختص بمديرية الاستخبارات العسكرية  حسب ساحة  العمل  , و بغض النظر عن كون الأسير جندي أم ضابط ينتمي إلى صنوف الجيش المختلفة كان يكون طيار , بحري او مشاة .   فاستنطاق الأسرى  في الحرب العراقية الإيرانية مهمة شعبة إيران يقوم بها ضابط القسم في الشعبة المختصة  وفي بعض الأحيان يحضر الاستنطاق ضابط من الصنوف أعلاه , إلا إن وفيق في كتابه أراد إن ينأى بنفسه عن مسالة بديهيه في العمل الاستخباري ( خوفا من الإيرانيين) وهي استنطاق أسير, ليقول إن الاستخبارات الجوية هي التي استنطقت الطيار .     فقد اطلعت في إحدى المرات على إفادة الملازم الأول الطيار حسين لشكري أثناء عملي في معاونيه إيران  وهي بتوقيع الرائد الركن وفيق عجيل ضابط قسم إيران , ولم أجد أية إشارة في المطالعة الموقعة من قبله - كونه القائم باستجوابه- والمرفوعة إلى مدير شعبته ( الشعبة الثانية ) والمهمش عليها من قبل المعاون ومدير الاستخبارات العسكرية على إن الطيار المذكور كان يتميز بالصلابة أمام المحققين؟!
2-    في الصفحة (20) وفي معرض حديث الموما إليه عن المشاريع الإيرانية لتحصين القواعد الجوية وإنشاء الملاجئ الكونكريتية المسلحة والمحصنة ... فيقول
 (( سبق إن زودتنا الاستخبارات السوفيتية بمخططات واضحة ودقيقه ومعلومات وافية عن تصاميم ومواقع ملاجئ الطائرات في كل القواعد الجوية الإيرانية وشاهدت تلك التحصينات أيضا في قاعدة مهر أباد الجوية خلال زيارتي الرسمية لإيران عام 1975)))))
التعليق : التحق وفيق السامرائي بكلية الأركان عام 1975 وتخرج منها عام 1977 برتبة نقيب ركن حسبما اعلم وذكر هو في صفحة (26) من كتابه هذا , ومن المعلوم لجميع ضباط الجيش العراقي وخاصة من حملة شارة الركن –ماجستير علوم عسكرية – إن طالب كلية الأركان مفرغ تماما للدراسة ولا مسؤولية لديه إطلاقا , ولا يسمح له بمغادرة الكلية (النزول ) إلا يومي الخميس والجمعة وأيام العطل الرسمية , فمتى ذهب النقيب وفيق السامرائي عام 1975 إلى إيران ليطلع على التحصينات الإيرانية في قاعدة مهر آباد ؟! ولماذا يقوم ضابط عراقي بزيارة قاعدة جوية إيرانية ؟
3-    في الصفحة (51) المادة (6) يقول في معرض حديثة عن بدايات الحرب.
(( ولتواصل النشاط الجوي الإيراني في اليوم الثاني بقوة على بغداد وغيرها , اهتزت معنويات القيادة العسكرية العليا , وزاد الطين بله المبالغة الخطيرة المفرطة عن نتائج عمليات الدفاع الجوي, فقد ادعت القيادة أنها أسقطت عشرات الطائرات الإيرانية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الخ))
التعليق : إن القيادة العسكرية آنذاك كانت متماسكة وتعمل بمعنويات عالية بعد إن اجتاحت جحافل جيشنا المقدام القطعات الإيرانية وتوغلت في عمق أراض العدو ... وكان القيادة العامة للقوات المسلحة تضم خيرة قادة القوات المسلحة العراقية تمرسا , وخبرة وكفاءة حيث كانت تتألف من الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل رئيس أركان الجيش والفريق الركن عبد الجبار ألأسدي معاون العمليات واللواء الركن عبد الجواد ذنون مدير الاستخبارات العسكرية العامة , والعميد الركن ميسر الجبوري مدير الحركات العسكرية والعميد الركن شاكر وجر الإمارة مدير التخطيط , هؤلاء القادة شهدت لهم سوح الوغى قبل الحرب العراقية الإيرانية وخلالها مآثر لا تخفى على احد, فأي هراء وادعاء كاذب تكلم به وفيق وهو برتبة رائد ركن يعمل في قسم صغير تابع لشعبة إيران في مديرية الاستخبارات العسكرية لكي يقيم القيادات العسكرية العراقية العليا ؟! .
أما ما تخرص به من التشكيك في إسقاط أعداد من الطائرات الإيرانية , فإسقاطها حقيقة يعرفها العسكريون وجميع من شهد تلك الأيام من أبناء الشعب العراقي العظيم حيث تهاوت الطائرات الإيرانية في سماء بغداد والمحافظات بفعل المقاومات الأرضية والجوية , كما تهاوى وسقط هو في مستنقع الخيانة والرذيلة والعمالة .
4-    في الصفحة (69) والصفحة (70) يقول وفيق .
(( في مطلع 1982, تجمع لدينا معلومات تشير إلى إن إيران تعد العدة للهجوم على قاطع دزفول – الشوش ,وقد اعددنا تقرير استخبارات ـــــــــــــــــــــــــــ ( وكنت آنذاك مدير شعبة إيران ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  استدعيت على إثره من قبل رئيس أركان الجيش عبد الجبار شنشل في غرفة القيادة الرئيسية قال لي يا مقدم وفيق أرسلتم لنا تقرير تقولون فيه إن إيران تحضر لهجوم في قاطع دزفول – الشوش .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بيد إن لدى الرئيس معلومات عن طريق المخابرات تقول إن الإيرانيون يعدون لهجوم كبير في اتجاه المحمرة , وانك تقدر خطورة الخطأ في مثل هذه المواقف ,حصل هذا ومدير الاستخبارات جالس مع أعضاء القيادة العامة ينتظرون ردي , ورغم حجم المسؤولية وخطورتها علي شخصيا فقد بقيت متماسكا ومتمسكا برأيي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اعترض معاون رئيس أركان الجيش على تحليلي ورأيي فيما أيد رئيس أركان الجيش ما قلته واصدر الأوامر بتحريك التشكيلات  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الخ )) ــــــــــــــــــــــــــــــ  وفي الصفحة (75) يقول أيضا   ..
(( اخبرنا رئيس أركان الجيش ورئاسة الجمهورية برقيا إن القوات الإيرانية تعد العدة لهجوم واسع يستهدف مدينة المحمرة وشرق البصرة .  واستدعاني رئيس أركان الجيش على الفور وحصل نقاش مركز بيني وبينه وبين معاون العمليات .  وكالمعتاد أيد مقترحاتي بشأن المناورة السريعة شرق البصرة)))
التعليق :  اعتادت القيادة العامة للقوات المسلحة بعقد اجتماع لها بحضور القائد العام للقوات المسلحة لمناقشة تقارير الاستخبارات وخاصة التقارير التي تشير إلى نوايا العدو , ومن المعلوم لدى ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية إن تقارير الاستخبارات بعد إن تعد من قبل ضابط الركن المختص ترفع إلى المراجع العليا بتوقيع مدير الاستخبارات العسكرية , وان الأخير عضوا في القيادة العامة للقوات المسلحة , ومسؤول مسؤولية مباشرة عن كل ما يرد في هذه التقارير , وفي حالة وجود استيضاح من قبل القائد العام للقوات المسلحة أو نائبه وزير الدفاع أو رئيس أركان الجيش فيسأل مدير الاستخبارات العسكرية العامة لا غيره .
تصورا إن مدير الاستخبارات العسكرية ( وكما يدعي وفيق ) جالس مع أعضاء القيادة العامة ينتظر رأي الرائد الركن وفيق على تقرير مرفوع إلى المراجع العليا من قبل مدير الاستخبارات الجالس في الاجتماع ؟؟!! , فليطلع مدير الاستخبارات العسكرية آنذاك الفريق أول الركن عبد الجواد ذنون على ما يقوله وفيق , فانه ليس فقط يكبر نفسه وهو برتبة صغيره وإنما يغبن حق مسؤوليه .
لقد عملت في  مجموعه الاستخبارات (خلية القيادة) في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة, والذي كان يعقد فيه القائد العام وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة اجتماعات القيادة في الطابق العلوي, كنا نعمل مع مجموعه الحركات والتخطيط وأمانة سر القيادة العامة وهذه الخلية تتواجد في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة (سرداب مقر القيادة العامة –المجلس) مهمتها تـأشير الخرائط وتطابق المعلومات التي يحتاجها قادتنا مدراء التخطيط والاستخبارات والحركات وأمانة السر, إن حصل شيء آني يستوجب ذلك كتدقيق معلومة جديد أو تأشيرها على الخرائط ,  وطيلة تلك الفترة لم يسأل احد من أعضاء القيادة رغم تواجدنا المستمر هناك أيا من ضباط خلية القيادة  أو حتى استدعي احدنا إلى اجتماع القيادة و طلب رأيه بشؤون الاستخبارات, فمدير الاستخبارات العسكرية العامة موجود في الاجتماعات وهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل صغيرة وكبيرة في تقرير الاستخبارات أمام القائد العام وأعضاء القيادة , فقط مدير الاستخبارات العسكرية العامة  له الحق باستدعائنا أو استدعاء مدير شعبة إيران  أو غيرنا بوصفه مسؤولنا المباشر لتدقيق معلومة ما أو أمرنا بتنسب معين اتخذته القيادة , وطيلة السنين التي عملنا بها في مجموعه الاستخبارات لم يصعد احد منا إلى قاعه الاجتماعات  الخاصة بالقيادة العامة ولا حتى غرفة العمليات الرئيسية بتاتا , ولم يدخل وفيق ولا مرة واحدة في غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة , ولم يستدعيه أو يسأله أي مسؤول عسكري خلال هذه الفترة رغم انه في تلك الفترة معاون المدير العام لشؤون إيران والشمال, فيكف يطلبه رئيس أركان الجيش وهو اعلم الناس بالسياقات العسكرية ووفيق برتبة صغيره آنذاك ؟! ولماذا  يستدعى وبأي صفة؟!
5-    في الصفحة (73) والصفحة (74) يقول الموما إليه ..
(( اخذ الضغط الإيراني يشتد على منفذ الرقابية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومع صباح اليوم الثالث شاهدت قائد الفيلق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتمشى في مقر الفيلق قلقا , قلت له ستحصل كارثة كبرى يستحيل معها الدفاع عن العراق وقال ما هو الحل , قلت نطلب من القوة الجوية إسنادا جويا قريبا وشديدا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( وكنت منزعجا إلى حد كبير ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فرد علي بالقول ( الله وايدك ) وتحدثت مع غرفة عمليات القيادة العامة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحدث معي أمين السر العام للقيادة العامة للقوات المسلحة اللواء الركن قدوري جابر الدوري وهو من ضباط الركن غير الأكفاء وأبلغته الموقف , إلا انه ظهر بعيدا عن المعركة ولم يستطع تقدير الخطورةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ماذا نفعل مع صدام ضابط غير كفوء يعينه بمنصب مهم ويفشل وليسبب لنا مشاكل كبيرة على المستوى السستراتيجي ويعود وينسبه إلى مكان آخر حساس لمجرد إن يطمئن إلى عدم قدرته بالتآمر عليه ) مع ذلك لم يستطع عدم إبلاغ المكالمة إلى صدام , ولم تمضي إلا ساعات معدودات حتى بدأت قواتنا الجوية بمهاجمة منفذ الرقابية ـــــــــــــــــــــــــــــ  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ عدت إلى مقر عملي في بغداد وأبقيت مدير الاستخبارات العسكرية العميد الركن عبد الجواد ذنون (ألان فريق أول ركن ) في مقر الفيلق الرابع جنوب مدينة العمارة لمساعدة قائد الفيلق في مهمة الدفاع عن الحدود))))
التعليق : ا-  أتمنى إن يقرأ هذه العبارات كافة قادة الجيش العراقي ليطلعوا على أكاذيب وتخرصات وفيق , تصوروا إن الفريق الركن هشام صباح الفخري قائد الفيلق الرابع والمعروف بشجاعته وإقدامه , يستنجد بالرائد وفيق مدير شعبة إيران كي يستحصل موافقة القائد العام للقوات المسلحة على قيام القوة الجوية بمعالجة العدو في منفذ الرقابية في معركة الشوش . ولأنه لم يعمل في أي منصب قيادي طيلة خدمته العسكرية فانه لا يعرف إن القوة الجوية وفي مثل هذه المعارك الكبيرة متفرغة لإسناد القطعات البرية, إضافة إلى إن هناك سياقات عسكرية محدد لطلب الإسناد الجوي دون الرجوع إلى القيادة العامة, فالأمر لا يحتاج إلى توسط وفيق وكأنه نائب القائد العام للقوات المسلحة وليس ضابط بمنصب صغير في الاستخبارات العسكرية ولو انه عمل بأي بمنصب قيادي لتدارك ما كتبه .
ب‌-   إما تهجم وفيق بهذه الطريقة على أمين سر القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء الركن قدوري جابر الدوري ووصفه بأوصاف هو بعيد عنها كل البعد فانه شيء معيب والجميع في القوات المسلحة يعلم إن وفيق لا يستطيع إن يقابل أو يتصل هاتفيا بأمين السر العام ( فهو بمثابة مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة ) إن الذي يحق له الاتصال به فقط هم أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وقادة الفيالق .
6-    في الصفحة (88)  تحت عنوان علاقة سيئة مع مدير الاستخبارات... يقول وفيق
(( وفي هذه الأثناء بدأت العلاقة تتوتر بيني وبين مدير الاستخبارات لأنه أراد إن يعرض علي تحديدات وشروط في العمل نتيجة شعوره بالنقص , كما انه طلب مني تزويد احد أجهزة المخابرات العربية بنسخة من تقدير موقف الاستخبارات السوقي (الحقيقي عن إيران ) ورفضت تنفيذ الأمر  لأنه سيضعني موقف الاتهام أمام الرئاسة , وبعد إلحاحه قلت له من المستحيل إن أنفذ هذا الطلب وبإمكانه تأدية هذه المهمة شخصيا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جرى تشكيل لجنة تحقيقه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقرر صدام نقلي إلى قيادة قوات شط العرب ـــــــــــــــــــــــ ولم ينفك مدير الاستخبارات من إثارة المشاكل لي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيث أوقفت في سجن مديرية الاستخبارات العسكرية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلا إن صدام أمر بإطلاق سراحي فورا )).
التعليق:
لقد عملت في معاونيه إيران مع المقدم الركن وفيق السامرائي لفترة طويلة وهو معروف من قبل الجميع من انه من النوع الذي لا يرفض طلبا لمدير الاستخبارات أيا كان ولأي شخص أعلى منه رتبة ومنصب.  حيث انه كان كثير التملق للمافوق حتى انه سمى ابنه البكر نوار على اسم ابن مدير الاستخبارات العسكرية اللواء خليل العزاوي آنذاك، بالإضافة إلى انه كان برتبة عقيد ركن وينادي الرائد حسين كامل مدير الأمن الخاص بكلمة سيدي! , بالإضافة إلى نقله المعلومات الملفقة والكاذبة وبتقارير سرية إلى حسين كامل وسكرتير رئيس الجمهورية يطعن فيها بزملائه ضباط الدائرة ومدراء الاستخبارات العسكرية الذين تعاقبوا على الدائرة، وسيأتي ذكر أمثله عدة على غدره هذا لمصالحه الشخصية وتقربا لحسين كامل وسكرتير الرئيس.
واذكر حادثه هنا ... إن اللواء الركن ماهر عبد الرشيد, وفي عام 1983 استدعى  العقيد الركن صالح محيسن مدير الشعبة الثانية (أزاحه وفيق بطرقه الملتوية واخذ مكانه وهو برتبة رائد ركن!) والمقدم الركن وفيق ضابط قسم إيران والذي يرتبط بالشعبة أعلاه والمقدم محمد جليل ضابط امن المديرية, دخلوا إلى مكتب مدير الاستخبارات ولم يدعهم للجلوس, بدأ اللواء ماهر بالحديث وبانفعال، وهم واقفون وسط مكتبه، قائلا انه عاد للتو من رئاسة الجمهورية حيث قابله سكرتير الرئيس لينبهه على بعض تصرفاته, وعند خروجه من دائرة السكرتير لحق به احد أقربائه الذي يعمل في مكتب السكرتير ليخبره بأن الذي أوصل المعلومات هذه إلى السكرتير هو مقدم ركن وفيق, وهو دائم الاتصال بالسكرتير ويرفع التقارير عن ضباط المديرية وخاصة المدير العام ومعاونوه، التفت اللواء ماهر إلى وفيق وقال له بالحرف الواحد  (إن الذي يتجسس على أخوته أما مأبون وأما عجمي, فأي أنت منهم يا وفيق) ولم يرد وفيق عليه .
وفيق يخاف اللواء الركن ماهر خوفا شديدا لأسباب معروفة لدى ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية.
أما قصة إيداعه السجن من قبل مدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن محمود شكر شاهين وإطلاق سراحه فقد قصها علي العميد الركن عامر عبد العزيز رحمه الله عندما عملنا سوية في الدائرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحتى لا أطيل عليكم سأتركها للحلقة القادمة - إن كتب لنا الله اكمالها ليرى العراقيون شعبا وجيشا ماذا لفق وفيق في كتابيه هذين وما هي قصته الحقيقية

* احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة

وجهات نظر
17اب 2012

ليست هناك تعليقات: