09 يوليو 2012

الرئيس حجر يمنع تسرب المياه - بقلم د.يحيى القزاز



د.يحيى القزاز
القرار الجمهورى الذى أصدره الرئيس د.محمد مرسى بعودة مجلس الشعب المنحل للانعقاد لم يتعد به على المحكمة الدستورية، ولم يلتف على الاحكام القضائية. قراره هو سحب قرار المجلس العسكرى الذى اتخذه بحل مجلس الشعب قبل إجراء انتخابات إعادة الرئاسة ب48 ساعة، وهو قرار سيئ النية استبق الرئيس المنتخب ليحاصره. والقرار لم يكن تحديا للمجلس العسكرى بقدر ما كان محاولة لممارسة صلاحياته التى جمدها المجلس منذ توليه منصب رئيس الجمهورية.
وفى تداعيات القرار إماطة اللثام عن الجزر المنعزلة فى مصر المتربصة بالرئيس المنتخب. وبمجرد صدور القرارقام المجلس العسكرى بالانعقاد ثم دعت المحكمة الدستورية وكذلك نادى القضاة إلى الانعقاد لمناقشة تداعيات هذا القرار. قد يكون مبررا انعقاد المجلس العسكرى باعتباره صاحب مصلحه يصارع الرئيس المنتخب ويدافع عن نفسه وعن وجود نظام مبارك وأصحاب المصالح السيئة بطريقة مستترة، أما المحكمة الدستورية فليس من صلاحياتها متابعة تنفيذ الأحكام ولا متابعة قرارات رئيس الجمهورية إلا بعد الإحالة من جهة مختصة، وفى هذا تجاوز غير محمود لدورها وانحياز لطرف على حساب طرف، وهو دور بغيض يرفضه الشعب.
والشعب لن يقبل بأن تكون مخرجات ثورة يناير العظيمة كثورة 1919 –مع كامل تقديرنا لها- دستور ديمقراطى تنفيذ مواده لايتم إلا طبقا للقانون ومايتفق مع الإخلاق.. وفى هذا تقييد، وللملك حق حل الدستور وتشكيل الحكومة.. دستوره ظاهره الديمقراطية وباطنه الاستبداد. ولم يتمكن حزب الوفد الشعبى العريق من الحكم سوى سبع سنوات تقريبا لأن الملك كان يحل البرلمان –بموجب الدستور- كراهية فى الوفد ويشكل حكومة –طبقا لدستور- من أحزاب الأقلية، ونشأت سلطتان للحكم "السراى" مقر الملك و"القصر" قصر الدوباره مقر المندوب السامى البريطانى، ولا أظن أن الشعب المصرى يرضى بأن تكون نتائج ثورة يناير 2011 كنتائج ثورة 1919: دستور بالمقاس وسلطتان؛ رئيس منتخب مجمد ومجلس عسكرى حاكم.
نظام مبارك المخلوع مازال موجودا ينفث سمومه ولم تُُقتلع جذوره، ومن يريده أن يعود ويسود فليعلنها صراحة وبدون التفاف. ومن يريد ان يقاوم وجود الإخوان فعليه ببناء حزب او تجمع أحزاب فى وجه هذا التنظيم القوى.
هل تعرفون لماذا ادافع عن شرعية الرئيس محمد مرسى؟ ببساطة لأنه الحجر الذىأسد به قطع الجدول أثناء رى الأرض وأمنع به تسرب المياه حتى لاتغرق أحواضا نامية ارتوت فتموت، ولم أجد احجارا غيره بل وجدت معاول تعمل على تقطيع الجدول لإغراق أراض بالتخمة وموت أراض بالحرمان وعدم وصول المياه إليها.
ويبقى الرجاء بتأجيل الاعتراضات الواهية على رئيس منتخب مازال يحبو فى منصبه، فالاختلافات العميقة قادمة عندما يمارس الرئيس مهامه، وأرجو ألا نكون عونا لأعداء الثورة فى إجهاض أول انتخابات رئاسية نزيهة، وسببا فى إزاحة أول رئيس منتخب. أعرف أن جروحنا عميقة لدينا جميعا،فنعم لشرف الخصومة ولا لفجرها، فمصر أهم منا جميعا، والمجلس العسكرى لم يقدم لنا شيئا جيدا طوال ثمانية عشر شهرا نندم عليه.. قتل أبناءنا ومثل بجثث شهداءنا وهتك أعراضنا. أسمع أصواتا تنهرنى وتذكرنى.. فأجيب لم أنس مَن صَمت على كل ماحدث وباركه حرصا على مصلحة لكن اللحظة تتطلب الترفع وتضميد الجراح، والحرص على حق الشهداء فى عدم عودة النظام.. وتلك أمانة، وتكريس الديمقراطية حتى بمن نختلف معهم.. وهذا واجب وطنى. دعونا نقتلع نظام مبارك من جذوره، وبعدها يسهل اقتلاع أى حزب من رئاسة الدولة، ومن جاء به الشعب يدحره الشعب، ومن جاء بالقوة يستمر بالقوة ولايطرد إلابها.. ومعها تسيل دماء عزيزة علينا.. دماء حفظها الله ولتكن دفاعا عن حدود الوطن وليس إراقتها ضد خونة لايستحقون.
صباح الاثنين 9/7/2012

ليست هناك تعليقات: