19 يوليو 2012

روسيا تمتص بركان دمشق



العملية التي حدثت اليوم في دمشق هي عملية عسكرية لحلف الناتو على غرار العملية التي أدت إلى احتلال طرابلس الليبية، أي أنها عملية كبرى تهدف لإسقاط النظام السوري وإنهاء الصراع.
 في طرابلس الليبية تم حشد المسلحين المدعومين من حلف الناتو في المدينة في نفس الوقت الذي تم فيه شراء ذمم عدد من مسؤولي القذافي وقادته الكبار.
 في دمشق تم أمر مشابه حيث أنه تم حشد المسلحين في المدينة وبعد ذلك تم استهداف القادة الكبار واغتيالهم.
 الفرق الأهم بين عملية طرابلس الليبية وعملية دمشق هو أن حلف الناتو فشل في شراء ذمم القادة السوريين، ولذلك هو قرر تصفيتهم جميعا.
 القادة الذين استهدفوا اليوم هم خليط ينتمي لكل الطوائف السورية... محاولة الناتو اغتيالهم جميعا هو دليل على صلابة وتماسك النظام السوري وعدم طائفيته.
 الغرفة التي فجرت كان فيها مسيحيون ومسلمون سنة وعلويون... لو كانت الغرفة تحوي علويين فقط لكنا قلنا أن الناتو يحارب العلويين، ولكن الناتو قرر تفجير العلويين والسنة والمسيحيين بدون تمييز، وهذا أوضح دليل على كذب دعاية الناتو التي تصور الصراع في سورية على أنه صراع ضد العلويين.
 هذه العملية هي ظاهريا مكسب للناتو، ولكنها في الحقيقة دليل عجز وإفلاس.
  هم فشلوا في شق النظام السوري وفشلوا في شراء ذمم قادته، ولذلك قرروا قتلهم جميعا واستثمار ذلك للتأثير نفسيا على روسيا.
 هذا يختلف عما حدث في ليبيا والعراق... أميركا دخلت طرابلس الليبية وبغداد بدون مقاومة لأنها اشترت ذمم المدافعين عن تلك المدن، أما في دمشق فهم عجزوا عن ذلك.
 النظام السوري أثبت صلابة فائقة ومنقطعة النظير، وكل ما رددته أميركا عن أن النظام طائفي ثبت كذبه.
 وزير الدفاع الجديد الذي عين اليوم هو من أصل بدوي حموي... النظام السوري يسير في تعييناته بشكل اعتيادي وبدون مراعاة للجو الطائفي الذي يحاول الناتو خلقه في سورية.
 النظام السوري أثبت خلال هذه الأزمة أنه نظام عقائدي وليس علويا كما تدعي أميركا. ..ما يقال عن كون النظام علويا ثبت كذبه.
  هم حاولوا كثيرا تجريد النظام من الوجوه السنية ولكن كل ما أفلحوا فيه هو شق مناف طلاس دون غيره، وانشقاق مناف طلاس بالمناسبة هو انشقاق ناقص.
 رغم كل العصر الذي قامت به  أميركا لمناف طلاس فإنها فشلت في الحصول منه على تصريح واضح يعلن فيه انضمامه للمعارضة.
 الآن حلف الناتو يحاول بث الذعر في دمشق واستثمار عملية اليوم لتسهيل انتشار المسلحين التابعين له في المدينة، ولكن لا يوجد في الاخبار حتى الآن ما يدل على تقدم للمسلحين، بل على العكس المتوقع اليوم هو أن تشن قوات الجيش السوري هجمات انتقامية ضد المسلحين.
 عند تحليل عملية اليوم يجب ألا ننظر إلى ما أحدثته فقط بل يجب أن ننظر إلى ما كان مرادا منها......... هذه العملية كانت مصممة لتكون على غرار عملية احتلال بغداد وطرابلس الليبية.
 هم كانوا يريدون قتل الرؤوس الأمنية لكي يحدث انفلات وفوضى ويستغل حلف الناتو ذلك لإسقاط المدينة بدون مقاومة... لا شيء من هذا حدث.
 روسيا ردت على الفيلم الغربي بهدوء أعصاب كبير، لأنها طبعا تملك مصادر معلومات على الأرض:

اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو تعتبر انتظام المسلحين في سورية على تنفيذ عمليات ارهابية خلال المناقشات حول تسوية الازمة في مجلس الامن، امرا خطيرا.
 وكتب الدبلوماسي الروسي على صفحته في موقع "تويتر" بالانترنيت يوم الاربعاء 18 يوليو/تموز: "انها لحتمية (نهج) خطرة عندما تجري في مجلس الامن الدولي مناقشات حول تسوية الازمة السورية، يقوم المقاتلون بتفعيل العمليات الارهابية، مفشلين جميع المحاولات" لتسوية الوضع.
 وكان وزير الدفاع، نائب رئيس مجلس الوزراء السوري العماد داود راجحة والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع بالاضافة الى حسن تركماني مساعد نائب الرئيس السوري للشؤون العسكرية، رئيس خلية الأزمة  قد قتلوا في التفجير الارهابي الانتحاري الذي استهدف صباح يوم 18 يوليو/تموز مبنى الأمن القومي في العاصمة دمشق .

قال سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، ان موسكو لن تساند فرض عقوبات على سورية، ودعا الدول الغربية الى تهدئة المعارضة السورية  بدلا من تحريضها . جاء ذلك خلال تصريحات ادلى بها للصحفيين يوم 18 يوليو/تموز في موسكو.

وقال " لقد اعلنت حاليا عمليات "بركان دمشق" و"معركة العاصمة" و"المعركة الحاسمة"،  وعلى هذه الخلفية يكون اتخاذ قرار من جانب واحد يمنع الحكومة من القيام بعمل ما، هو دعم مباشر لحركة ما ثورية". وتساءل "اذا كانت هذه ثورة، فما علاقة الامم المتحدة ؟". واضاف "سنرى، المحادثات مستمرة، ولكننا لن نقبل باستخدام الفصل السابع وفرض العقوبات".
 واعلن لافروف انه خلال محادثات الرئيس بوتين مع كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية، اكد الرئيس "موقفنا، وانه يجب العمل على جميع الاتجاهات، ولقد وافقه عنان في ذلك".
 واشار لافروف الى انه " ليس بامكاني القول كيف يتم تفسير هذا في مجلس الامن الدولي، لان بعض الشركاء يعتقدون بضرورة فرض عقوبات احادية الجانب ضد النظام السوري". ومضى يقول "وعندما نستفسر عن فائدة ذلك – لقد سبق ان فرض حظر على توريد الاسلحة الى ليبيا، ولكن المعارضة استمرت بالحصول على الاسلحة، وكان هذا خرقا فاضحا لقرارات مجلس الامن الدولي – وكيف تتم مراقبة عدم حصول المعارضة على السلاح، لم نحصل على جواب لسؤالنا".
 وحسب قوله "فبدلا من تهدئة المعارضة، يقوم بعض شركائنا بتحريضها على الاستمرار في المجابهة".
 ويعتقد لافروف بان "الضغط على طرف واحد، يعني التورط بنشوب حرب اهلية والتدخل في الشؤون الداخلية للدولة". واضاف مؤكدا "ان وثيقة جنيف هي اساس مشروع القرار الذي اعددناه، لانه يعكس بصدق الواقع الحالي، في حين ان مشروع القرار الغربي يحاول تحريف جميع هذه النتائج لمصلحة جانب واحد".
 واشار لافروف الى استمرار النزاع المسلح في سورية وقال "اذا كان النزاع المسلح على اساس طائفي، وهناك يجري نزاع داخلي مسلح، فان مصطلح "الحرب الاهلية" ليس موجودا في القانون الدولي، بل هناك مصطلح "نزاع داخلي مسلح".
  التصريحات الروسية تكشف أن روسيا تريد استثمار العملية الإرهابية لتحقيق مكاسب سياسية مضادة، ونفس الأمر سيقوم به النظام السوري أمنيا حيث أنه سيصعد حملته الأمنية بذريعة ما حدث اليوم.
 عملية اليوم كانت عملية فاشلة...  هذه العملية لم تسفر حتى الآن عن تغير في مسار الصراع.
  لا الموقف الروسي لان ولا النظام السوري تضعضع... بل على العكس هناك نية لدى روسيا وسورية للقيام بهجوم مضاد، وهذا الهجوم بدأ بالفعل بالتصريحات الروسية التي تعتبر عملية الناتو ففي دمشق عملية إرهابية تعرقل مفاوضات مجلس الأمن.
  تصريحات روسيا بعد عملية الناتو اشتدت بدل أن تلين... لافروف اليوم قال أن دعم الثورات ليس وظيفة الأمم المتحدة، وهذا كلام جديد وتصعيدي.
 روسيا من قبل كانت تقول أنها تؤيد مطالب المعارضة السورية.
 المصدر : مدونة هانى
http://hanisyria.wordpress.com/2012/07/18/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%B5-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82/


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لم اتوقع اطلاقآ التحليل اعلاه فكل ماذكر هو عكس الواقع فالنظام السوري نظام عميل لايران وصديق للكيان الصهيوني من الباطن وهو نظام طائفي والطائفه العلويه ان صح تصنيفها هي الاكثر غوصآ في الاشراك ولا اعتقد ان للناتو او غيره يد بما حصل ولكن ذلك جاء رجمآ بالغيب فالنظام السوري عبر مسيرته معروفآ وقائعه التقيويه دمتم بحفظه