31 يوليو 2012

صدام حسين والتاريخ د. مطلق سعود المطيري

د. مطلق سعود المطيري
*كاتب سعودي
شاهد البعض في إحدى القنوات الفضائية عرضاً كوميدياً للرؤساء المخلوعين، وكان عملًا ساخراً مثل ما كانت حياة هؤلاء الحكام في السلطة، وقد تجمعوا في مكان سمي في هذا العمل الكوميدي بمزبلة التاريخ،وتوقفت كثيرا عند صورة رئيس سبق زملاءه التعساء الى ذاك المكان، وكان توقفا كله حيرة وتردد، هل هذا الزعيم السابق يستحق هذا المكان؟ أم أن هذا العمل الكوميدي جنى عليه وعلى تاريخه ؟، فالزبالة كلمة مهينة يستحقها كل رئيس لوث حياة شعبه وقطع كل عرق فيهم ينبض بالكرامة والشرف .

التردد بالحكم على تاريخ صدام حسين، حالة تصيب كل من أراد أن يكتب للتاريخ شيئاً عن هذه الشخصية المحيرة، فإن قلت "دكتاتور" فهناك شواهد تدعم هذا القول، وإن قلت إنه مستبد يحكم بفردانية مطلقة، فقد كان اسلوبه بالحكم كذلك. هذا جانب أما الجانب الآخر فقد كان طوال فترة حكمة واقفا بوجه التمدد الفارسي بالمنطقة، ومواقفه من القضية الفلسطينية ترتفع فوق مواقف الفلسطينيين أنفسهم، وكلما شاهدنا اليوم التوغل الفارسي في المنطقة، لا نملك إلا الترحم على روح صدام، ولو رأينا كيف اليوم تباع القضية الفلسطينية بأبخس الأثمان، عرفنا كم كانت هذه القضية غالية جدا في فترة حكم صدام حسين.

مصدر الاعتراض الرئيسي على أن يكون صدام في مزبلة التاريخ، كما جاء في تلك التمثيلية، هو مساواته بحكام خلعتهم شعوبهم بكل شجاعة ووطنية، اما صدام فقد أزالته من الحكم قوة الاحتلال الأمريكية، وحكمت عليه بالإعدام الدولة الفارسية، بعد مشاهد محاكمة هزلية كان المراد منها استعراض قوة طائفة معينة في الحكم على بقية الطوائف، وإعلان موت العراق الموحد، فلم تكن مصادفة أن تكون القضيتان الرئيسيتان لمحاكمته ذات طابع طائفي وعنصري، فقضية الدجيل وحلبجة، فهنا شيعة وهناك كرد، لتسير الحياة السياسية والاجتماعية بعد موته في هذين الطريقين شيعي كردي، والبقية، الطوائف وخاصة السنة تم توقيع هوية العراق الجديد على رقابهم .

فهل هذه التمثيلية الكوميدية التي أظهرت صدام حسين في مزبلة التاريخ، تعد وثيقة محايدة للحكم على صدام حسين، أم أن الأمر فيه شيء من التجني والتجاوز على التاريخ ؟

فقد كان كل ما جاء بعد صدام حسين في العراق من توغل ايراني، وعربدة احتلال اجنبي بالشرف والكرامة، اعمالًا جعلت الزبالة مكاناً لا يليق بصدام حسين.

فهل من قدم على حبل المشنقة بشجاعة شاهدها العالم جميعه، دون أن ترصد له ارتجافة واحدة، أو صرخات خوف، من هذا المصير المخيف والقاسي، في أول يوم من عيد الأضحى، في ذاك اليوم المشهود الذي ختم فيه حياته بكلمة "أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " يستحق مزبلة التاريخ أم ننتظر لوقت قصير حتى يحدد لنا التاريخ موقع هذا الزعيم فيه؟

الجمهورية : قريبا صدور عفو عن مبارك وأركان نظامه



وقالت صحيفة "الجمهورية" الحكومية على موقعها الإلكتروني "بوابة دار التحرير" اليوم "الأحد" إنه تم توزيع منشور على جميع سجون مصر لحصر أعداد المساجين المحكوم عليهم في قضايا مختلفة وبأحكام جنائية ممن تخطوا الستين عاما ويعانون من أمراض مزمنة أو أمراض الشيخوخة، وذلك تمهيداً للإفراج عنهم بعد قرار من اللجنة الطبية الخاصة بالإفراج عن المساجين بعفو صحي.
 جدير بالذكر أن اللجنة مشكلة من الطب الشرعي، بالإضافة للقطاع الطبي بوزارة لداخلية ويتم الحصول على رأي النائب العام أيضاً.
 وأضافت الصحيفة أن المنشور الذي تم توزيعه على جميع سجون مصر يشمل الطاعنين في السن، والذين يندرج تحتهم جميع أعضاء الحكومة السابقة وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد حسني مبارك وجميع أعضاء نظامه.
 يذكر أنه في مقدمة أركان نظام مبارك الذين تعدوا السن ويعانون أمراضا في مقدمتهم صفوت الشريف وزير الإعلام، ورئيس مجلس الشورى السابق وزكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، وأحمد نظيف رئيس الحكومة السابق.
 ولن يشمل العفو أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني السابق وكلا من جمال وعلاء مبارك نظرا لصغر سنهم.
 ورجحت الصحيفة أن يتم إصدار قرار بالعفو الصحي عن كل الطاعنين في السن نظرا لحالتهم الصحية.

الهلباوي : اتمنى ان يسيطر الاخوان على دول الخليج لمواجهة النفوذ الامريكى



استبعاد الشاطر تم وفق لوائح تم تطبيقها على الجميع و الاخوان سيمنحون اصواتهم لأبو الفتوح

 الاخوان شاركوا فى جهاد افغانستان و العراق و كنت مسؤلا عن رعاية اسر المجاهدين

التنظيم الدولى كان مسؤلا عن وضع مناهج التربية لشباب الاخوان فى معظم بلدان العالم

 الكتاتنى لم يكن منصفا  فى زيارته للبحرين و كان عليه ان يسأل قادة الخليج عن حقيقة النفوذ الامريكى فى بلادهم

سفر الاخوان لأمريكا ترويجاً للشاطر .. كارثة ... و لقاءاتهم مع الخارجية الامريكية ... خطيئة سياسية

 
الامم المتحدة و مجلس الامن جزء من النظام العالمى الفاسد و اتمنى ان يسيطر الاخوان على دول الخليج لمواجهة النفوذ الامريكى


اجرى الحوار: سيد حسين
انتقد القيادى الاخوانى السابق كمال الهلباوى سياسات جماعة الاخوان المسلمين مؤكداً على ضرورة تغيير استراتيجاتها خلال المرحلة المقبلة بعد فقد الجماعة لرصيد كبير من مصداقيتها فى الشارع المصرى .
و قال الهلباوى ان استبعاد الشاطر تم وفق لوائح قانونية طبقت على جميع المرشحين متوقعا استحواذ الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح على اصوات معظم شباب الاخوان ؛ و تطرق فى حواره مع التحريرالى العديد من القضايا الدولية و المحلية فالى نص الحوار :
بداية صف لنا رؤيتك حول الاوضاع الراهنة الخاصة بانتخبات الرئاسة من خلال ثلاثة محاور مترابطة "قانون العزل السياسى و ترشيح جماعة الاخوان للدكتور محمد المرسى و فرصة ابو الفتوح " ؟
بداية قانون العزل السياسى لا يكفى لتطهير الوطن من الفاسدين لاننا فى حاجة ماسة الى عملية تطهير شاملة للتخلص من اعداء الثورة و مؤامراتهم التى لم تتوقف و لكن صدور قانون العزل جاء فى توقيت بالغ الحساسية ووقى الدولة من ترشح الفلول و اعوان الظام السابق من خوض غمار الانتخابات الرئاسية ؛ اما فيما يخص استبعاد الشاطر و ترشيح الاخوان للدكتور محمد مرسى فام عملية استبعاد خيرت الشاطر تمت وفق لوائح وشروط اللجة العليا للانتخابات و سرت هذه الشروط على الشاطر و على غيره من المرشحين و لكن ترشيح الجماعة فى حد ذاته لأحد اعضائها جاء بعد تخبط دام لفترة ترددت فيه الجماعة بداية من البحث عن مرشح مناسب ليس له انتماء لجماعة او حزب و اتهءً بقرارها الاخير و هو ما يعكس حلة التردد فى اتخاذ قرار ا؛ الامر الذى يعزز من فرصة ابو الفتوح الذى اعتقد ان جزء كبير من شباب و اعضاء الجماعة سوف يدعمونه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة .
اثارمؤتمر الشاطر و مرسى فى المنصورة غضب كثير م القوى السياسية بعد الاشتباكات التى وقعت بي اعضاء الجماعة و الشباب الثورى لمنع استكمال المؤتمر الاخوانى المزمع عقده آنذاك ؛ فهل تمثل هذه الاحداث تراجعا لشعبية الجماعة فى الشارع ؟
بالفعل فقدت الجماعة كثير م مصداقيتها و لكن اعتقد ان احداث المنصورة من الممكن حدوثها مع اى مرشحو ليست غريبة .
لا اعتقد ان تكون هناك محاولات من قبل الاخوان لاقناع  حماس بالتوقف عن الجهاد و لا اعتقد ان الاخيرة على استعداد  لفعل ذلك فلا يمكن للفصائل الفلسطينية بمجملها ان تتوقف عن الجهاد ضد محتل و ليس من منهج الاخوان كما افهمه ؛ التفاوض مع العدو مغتصب الارض فالمهج الحقيقى  يدعو الى مقاومة الاستعمار و طرد المستعمر كما  فعل  الامام البنا ايام الاحتلال الانجليزى لمصر
الاخوان لا تتبع النهج الجهادى بدليل انها لم تشترك فى العمليات الجهادية منذ الخمسينيات فما قولك ؟

 انا كنت من بين صفوف المجاهدين ضد الاحتلال الانجليزى و كنت عضوا فى الجماعة صاحبة التاريخ المقاوم للوجود الانجليزى على ارض الوطن فالاخوان يشتركون فى الجهاد ضد المستعمر لان تهاليم الامام البنا تلزمنا بذلك .

لا اقصد الاحتلال  الانجليزى فكل المصريين جاهدوا ذده و ليس الاخوان فقط  و لكن اقصد افغانستان و العراق  و البوسة و فلسطين و كل البقاع العربية المحتلة .

اثرت نقطة مهمة و يجب ان تفهم الامة العربية ان المجهاهدين فى افغانستان و العراق لم يحتاجوا الى رجال حرب  كما قال لى سياف و ربانى و حكمتيار و القادة الميدانيين هناك  و لكنهم  لم يمانعو ايضا فى  ان يقاتل معهم بعض العرب و لكن كانوا فى حاجة امسّ الى من يرعى اسرهم   و يتولى امر اطفالهم و الايتام و الارامل و تعليم الاطفال فى المهجر و حفر الابار و المياه و هذا كان دور الاخوان المسلمين و هذا مشاركة صريحة فى الجهاد فالجهاد بالمال ايضاً و ليس بالرجال فقط .

هل  كان التنظيم الدولى هو المكلف بتلك المهام ؟

لم يكن هناك تنظيم دولى للاخوان كما كان مرسوم له ان يكون لان الامن عطله بمنع السفر و السجن و بعد الربيع العربى من الممكن ان ينتعش و ينفذ المشروع ؛ و لكن قام بتلك العمليات الجهادية الاخوان على وجه العموم ؛ فبالرغم من التضييق الامنى على لقاءاتنا الا انا كنا نجتمع و ننسق و نوحد جهودنا فى معظم الدول العربية .

و لم يقتصر الامر على افغانستان و لكن كانت  هناك لقاءات بين القيادات يتحدثون فيها  و يضعون خطط و مناهج التربية للشباب و الاطفاال  لمعظم البلدان العربية التى تنشط فيها الجماعة فاللقاءات كانت مستمرة رغم التضييق الامنى  .

تتحدث عن الاخلاقيات التى وضعها البنا فى تعاليمه للاخوان الا ترى براجماتية الجماعة و نفعيتها خروجا على تعاليم الامام كما حدث فى وساطتهم للافراج عن المتهمين الامريكان فى قضية التمويل الاجنبى ؟

الخارجية الامريكية صرحت بان الافراج عن المحتجزين تم  بوساطة الاخوان  و الاخوان نفوا ما صرحت به الادارة الامريكية و قالوا انهم لم يكن لهم دور فى هذه القضية و لكن أوكد ان كل من اشترك فى  هذه الجريمة أو اسهم بكلمة او عمل واتبع عدم الشفافية فيما حدث فهو مشارك فى الجريمة و يجب مسائلته حتى لو كانت جماعة الاخوان او غيرها .

نفى الاخوان مرواغة سياسية تتبعها الجماعة فى سياساتها عموما  بعد وعودهم للقوى السياسية بشأن انتخابات  الشعب والزج بمرشح  للرئاسة  و هذا نوع من النفاق لا يجوز لمن يحمل راية الدعوة الاسلامية فلماذا يصر الاخوان على  اقحام الدين فى السياسة بعد سلوكياتهم السياسية الفجة ؟

السياسة لا تنفصل عن الدين بأى حال من الاحوال  لاننا نفهم دين الاسلام الشامل الذى يغطى كل مناحى الحياة  و المراوغة تكون فى الحرب و  فى غير ذلك تتنافى مع الاخلاق

الا ترى ان وعود الاخوان السياسية و تحركانهم الاحتكارية خلال الفترة الماضية نوع من النفاق ؟

 اخطا الاخوان بوعودهم و تصريحاتهم وو ضعو قيودا على تحركاتهم و ترددوا و تخبطوا و فقدو رصيدهم فى الشارع المصرى و هذا ما حذرنا منه مرارا و تكرارا فالجماعة انحرفت بالفعل عن تعاليم و نهج الامام البنا .

هل كان هناك تنسيقا بينك و بين مكتب الارشاد بشأن سفرك الى ايران فى اعقاب الثورة ؟

سافرت الى ايران بصفتى الامين العام لمنتدى الوحدة لاسلامية متحدثا عن اثر ثورات الربيع العربى
و لم امثل الاخوان وانما ذهبت متحدثا من منطلق خلفيتى الاسلامية لا اكثر و لم يكن مكتب الارشاد على علمى بسفرى لطهران

هناك توتر اقليمى فى منطقة الشرق الاوسط قبل رحيل نظام مبارك  و توقع الجميع تغيير معادلة السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة الا ان الشواهد تؤكد اتباع الاخوان لمنهج مبارك بعد سيطرتهم على الاغلبية البرلمانية و ارتمائهم فى احضان الادارة الامريكية فما هو تفسيرك للموقف و ما هو الدور المأمول من الجماعة ؟

التوتر فى الاقليم قائم وكان ينبغى ان يكون للاخوان  دور من خلال نظرة موضوعية محايدة تراعى صالح مصر باتباع سياسة  معارضة للهيمنة الامريكية  على المنطقة و كان لابد ان يحاربو نفوذ امريكا فى الخليج و الوقوف فى وجه ايران سواء من الامريكان او من عرب الخليج المحتلين وهو ما دفعى لانتقاد  مدح الكتاتنى لملك البحرين بعد زيارته لعمان  مؤخراً بحجة قضاء الامير على مؤامرة يجرى تدبيرها هناك  و كان على الكتاتنى ان يكون اكثر انصافا و يسأل قادة الخليج متى يخرج الامريكان من بلادهم

اولا التواصل مع اى دولة امر طبيعى سياسيا و لكن يجب ان تتم اللقاءات على الملأ و بشفافية واضحة بدون اخفاء و لا يجوز ان يلتقى الاخوان للمسؤلين الامريكان خلف الابواب المغلقة اما فيما يخص  من ذهب منهم  الى امريكا ليروج لخيرت الشاطر كمرشح رئاسى  فلو ان كل مرشح مصرى يرسل وفدا ليأخذ البركة من الامريكان فسوف تكون  كارثة ليس بعدها كارثة فوجهتنا ليست امريكا و انما وجهتنا  اقامة دولة حرة مدنية ملتزمة بالقوانين الخالية من التمييز و العنصرية و الاستضعاف

و لا اعرف كيف يعطى  الاخوان وعودا  لامريكا بعدم مهاجمتهم فى الاعلام المصرى  و على خلاف ذلك ادعو الاعلاميين و جميع القوى السياسية الى التصدى للاساءات الامريكية  و فضح انتهاكاتها

تدخل امريكا فى الشأن المصرى مرفوض سواء كان ذلك عن طريق الاخوان او العسكر او المعونة الامريكية او معونة المنظمات الحقوقية كما ان  تدخلها  فى اى مرحلة من المراحل تهدف الى تحقيق مصالحها و دليل على ذلك اننا  نلمس علاقاتها الطيبة مع تركيا التى ظهر غضبها تجاه اسرائيل فى مرحلة زمنية سابقة على الربيع العربى  و لكن علينا ان نتذكر انها حليف استراتيجى لامريكا و اتمنى من الاخوان حينما يستقبلون اى مسؤل غربى او امريكى ان يكون ذلك من خلال مؤتمر صخفى معلن بعيدا عن سياسة الخفاء .

لا يوجد فرق بين الولة المدنية ذات المرجعية الاسلامية و لا يوجد تناقض بينها و بين الشريعة الاسلامية لانها تكفل العدل و المساواة و الطعام  و الشراب و المسكن ؛ قيل ان نفكر فى تطبيق الحدود و هناك تخويف من الشريعة بالرغم من ان  القيم الانسانية الموجودة فى كل المحتمعات الحضارية مستمدة من الشريعة الاسلامية
فالمسميات و هوية الدولة المصرية شكليا لا تحقق صالح المصريين لأن ما حدث ايام مبارك من فساد وافساد و تجويع للناس و اهدار موارد الدولة كان تحت مسمى الدولة المدنية .

هل تقصد تدلل بتلك العبارة على صحة سياسات جماعة الاخوان و زراعها السياسى الحرية و العدالة ام انه شرح لمعنى الدولة المدنية فى المنهج الاسلامى من الناحية النظرية او بمعنى ادق انك لا تصف الواقع و انما تردد ما ينبغى ان يكون ؟

اتحدث عن مشروع و منهج الاخوان و من ينحرف عنه  فهو لا يمثل الاخوان المسلمين و   لو تصدر اعلى المجالس و المناصب فى الدولة .
و هل تتقد ان وصف المرشد العام للصحفيين و الاعلاميين بسحرة فرعون  يتوافق مع ما جاء به منهج الاسلام على وجه العموم و منهج الاخوان بصفة خاصة ؟.

 بديع نسى ان يقول من هو فرعون و اذا كان الاعلاميون و الصحفيون يمثلون نموذجا لما حدث ايام هذا الطاغية فانه نسى ايضا  ان سحرة فرعون امنوا فى النهاية فلا يجوز و لا يليق ان يصف هذه الشريحة من المجتمع بالسحرة .
هناك حقيقة غامضة عن تمويل الجماعة لم يتطرق اليه احد و نطمع فى صراحتك بأن تحدثنا عن هذا الملف الغامض ؟
اموال جماعة الاخوان من جيوب اعضائها و حينما كنت عضو فى مكتب الارشاد و عضو مجلس الشوؤرى العالمى و مسؤل عن الملف الافغانى و قارة اسيا - حتى يعرف غزلان من هو كمال الهلباوى – كنت  ادرس كورس عن الاسلام فى بريطانيا  و رفضت المقابل حتى لا يقال ان الاخوان يحصلون على تمويل من الخارج

و الاتهامات حول ملف تمويل الجماعة لا اساس لها فالاخوان يدفعون اشتراكات و الامام البنا كان يحث الاغنياء على ان يهبوا جزء من ثرواتهم للجماعة و هو ما يحدث بالفعل و لا يوجد تمويل للجماعة من اى جهة .

هل تحاول اقناعى بان قصر المقطم من الاشتراكات الهزيلة التى يدفعها اعضاء الجماعة ؟

نعم  من جيوب الاخوان
 و ماذا عن حقيقة بنك التقوى  واستثمارات و ركات خيرت الشاطر و علاقتها بتمويل الجماعة


اتهامات باطلة

صف لنا رأيك حول تصريحات مسؤل الام الاماراتى بأن هناك محاولات اخوانية للسيطرة على الخليج العربى ؟

اتمنى ان  يسيطرالاخوان  على الدنيا كلها و لو سيطروا على الخليج سيواجهو النفوذ الامريكى فى المنطقة
كما فعل البنا عندما قاتل الانجليز فى مصر و مساعدة الفلسطينيين برجال جاهدو ضد المحتل الغصب للارض 
و لكن هل تتماثل سياسات الجماعة و الحزب مع منهج حسن البنا ؟ 
لا بالتأكيد انهم انحرفو عن تعاليم الامام حسنا البنا
هل توى التحرك خلال الفترة القادمة لتفعيل عمل التنظيم الدول للاخوان و الحصول على اعتراف دولى بشرعيته  ؟

استقلت من عضوية الجماعة و لا يمكن ان اكون فى التنظيم الدولى الا اذا انتقلت القيادة من مصر و التنظيمات الدولية ليس بحاجة الى اعتراف دولى و انما هو حركة و روح تسرى فى المجتمع كما قال حسن البنا ثم ممن نحصل على الشرعية فمجليس الامن و الامم المتحدة جزء من النظام العالمى الفاسد  الذى لابد و ان ينتهى و يكون لنا فيه نصيب او استاذية كما قال الامام

 كلمة اخيرة؟

كنت اتمنى ان يسير الاخوان والقوى الثورية على نهج ما فعله الامام الخوميني في اعقاب الثورة الاسلامية في ايران حين قام بمحاصرة السفارة الاسرائيلية وطرد السفير الاسرائيلي وقطع العلاقات مع امريكا ومواجهة نفوذها في خطوات باتت امتدادا للمنهج الثوري في ايران فيجب على الاخوان الوقوف كحائط صد في وجه المطامع الامريكية في المنطقة.

صيد الثعالب في حلب .. انتظروا الانسحاب التكتيكي .. بقلم : نارام سرجون



بقلم : نارام سرجون 
لا أدري كيف سأكتب لكم عن حلب .. حلب ليست دمشق .. وربما كانت أعصاب الدنيا معلقة الآن في حلب .. وكذلك أعصاب القرن الواحد والعشرين مشدودة الى حلب.. تكاد حلب تخطف الأضواء من دمشق وتكاد تنتزع من عنق دمشق قلادة العاصمة وتضعها على جيدها .. وربما تأخذ منها رداءها الطويل المقدس وتخلع عنها عباءتها الأموية لتضع على كتفيها عباءة سيف الدولة .. هل من المعقول أن الدنيا كلها تقف من جديد تنتظر على أعتاب "سيف الدولة" كما انتظرته جيوش الروم قلقة.. وماهو السر الذي تخفيه حلب عنا؟؟

هل لأن حلب أجمل امرأة في الشرق وأكثر أنوثة من غيرها؟ ..هل لأنها المرأة التي كانت تمر على خصرها قوافل الحرير.. والحرير؟…هل لأنه لاتوجد مدينة في الدنيا تضاهي حلب في الوجدان العربي حيث حيكت أجمل قصائد العرب على الاطلاق وحيث نسجت كسوة قلعتها كما لو كانت كسوة الكعبة من حكايات الوفاء والحب والفخر وحكايا الخيل والليل والبيداء .. وحيث قصص الحسد والعتاب والفراق بين الأصدقاء والأحبة .. فهناك سكب المتنبي أجمل المسبوكات الذهبية العربية بلا ريب.. وهناك لايزال المتنبي في ضمائرنا يقف حارسا في شوارعها ولايزال يعانق سيف الدولة … وهناك لايزال صوت نشيج أبي فراس وشكواه الى حمامة طليقة ..
قلت لكم ان حلب ليست دمشق .. وكنت أعني ماأقول .. فدمشق التي قاتلت منذ أيام كانت تدافع عن نفسها وعن حلب وعن بقية المدن السورية .. أما تميز حلب فلأنها اليوم تمسك بيدها كل مصائر المدن الكبرى في الشرق الأوسط .. هذه المدينة البيضاء..تمسك بيديها ظلام وسواد وليل وخوف المدن الشرقية الكبرى .. هناك مدن ترتجف في الشرق شمال حلب وجنوب دمشق ..تخشى أن تشد حلب بيدها السلاسل الممتدة تحت الأرض منها الى المدن البعيدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فتهتز وقد تنهار المدائن الكبيرة .. ولعل من أجمل توصيفات حلب هو أن قدرها اليوم أن تكون مدينة تمسك بأقدار العواصم الأخرى مثل أنقرة وتل أبيب والرياض والدوحة وربما أبعد .. وهي التي ستقرر مصائر سياسيين وقادة في المنطقة وأسر عتيقة حاكمة ..
لا ألوم أردوغان وهو متوتر من معركة حلب وكأنه سيخسر القسطنطينية (استانبول) ويرسل بطاريات الصواريخ والعسكر.. لأنها معركة مصيره السياسي .. وربما من حلب تتشقق كل تركيا ويتشقق رأس اردوغان وحزب العدالة والتنمية كله .. ان لم ينتصر أردوغان في حلب هزم في تركيا نفسها وربما تحاصره المحاكم التي ستنتظره وتقلبات مزاج العسكر .. وكذلك ان لم ينتصر في حلب وجد نفسه أمام فم واسع وبلعوم لكل الأزمات التي نهضت من انفلات حزب العمال الى تفاقم الازمة الاقتصادية الى التململ من تذبذباته .. وربما من حلب سيخرج عبد الله أوجلان من جزيرة مرمرة .. وهذا ماقيل عن أحد الشروط السورية في احدى جولات المفاوضات مع أوغلو .. السوريون يريدون عبد الله أوجلان طليقا تقديرا لاخلاصه لهم !!وهدية للاكراد في علاقة تفاهم وانسجام معهم .. ولامبالغة ان قيل بأن معركة حلب ليست معركة الرئيس بشار الأسد بل معركة أردوغان الأخيرة..

العربان في الخليج وهم ليسوا بقوم محاربين يحسون بتلاطم مياه الخليج من هدير الدبابات السورية حول حلب ويبدو أن الحر الذي يحرقهم هذا الصيف ليس حر الطقس والرمال اللاهبة بل حر التوتر والانفعال وحبس الأنفاس وحرارة الحمى .. ربما حمى الخوف .. صارت كل الأرواح معلقة في قلعة حلب وتتدلى منها ..لأن انتصار الجيش السوري في معركة حلب سيغير كل اتجاه الأزمة السورية التي لن تنتهي نهائيا لكنها ستدخل مرحلة قبول الأمر الواقع المتمثل في استحالة اسقاط الرئيس الأسد ..والبقاء على العداء معه .. لكن الآن ان تمكن الرئيس الأسد من اخماد أنفاس المتمردين في حلب فهذا سيسبب عمليا احباطا لكل المقاتلين الذين انضموا للقتال الى جانب المعارضة .. والذين سيسيطر عليهم شعور باللاجدوى واللاأمل .. شعور سيشبه ماتلا سحق تمرد مدينة حماة في الثمانينات .. فالتمرد آنذاك لم يمت لكنه فقد زخمه نفسيا وهاجر المقاتلون ولم يعودوا ..الا بعد ثلاثين سنة وعبر هذه الأزمة ..

وهناك قلق خاص لدى الدوحة والرياض من أن العداء مع الاسد دخل مرحلة خطيرة للغاية خاصة اذا ما اعتبر الرئيس الأسد ان للقطريين والسعوديين دورا رئيسيا في مساعدة المخابرات الغربية في اغتيال قادته الأربعة وبالذات العماد آصف شوكت .. فالعماد آصف شوكت تربطه قرابة عائلية بالرئيس الأسد واستهدافه استهداف لدم الرئيس الأسد نفسه .. الذي شكل فقدانه لشوكت جرحا لايندمل فهذه أول مرة في تاريخ عائلة الرئيس الأسد التي تفقد أحد أفرادها اغتيالا .. ولذلك فان العقلية البدوية الخليجية تنظر للأمر بمنطق بدوي صحراوي على أن نجاة الرئيس الأسد من الهزيمة في معركة دمشق وبعدها في حلب واستقراره بحكم الأمر الواقع .. سيجعله يستدير استخباراتيا .. ليثأر من قتلة قادته .. ويتحول الى اصطياد الذئاب .. وعبرت رسالة قطرية غامضة الى المملكة العربية السعودية سربت الى احدى السفارات العربية ووصلت الى بعض الديبلوماسيين مؤخرا من خشيتها أن افلات الرئيس الأسد من الهزيمة سيعقبه عملية ثأر شرسة .. من بندر بن سلطان وبعض رجال الحكم السعودي لأن الرئيس الأسد حسب زعم الرسالة ربما سيرى أن دم شوكت لن يهدأ الا بدم بندر .. وتقول الرسالة انها لاتستبعد أن يخصص الأسد وحدة للاستخبارات الشرسة لامهمة لها الا اصطياد الرؤوس المتورطة بدم قادته (دون أن يلومه أحد) .. بندر بن سلطان .. وحمد بن جاسم.. تحديدا..ولذلك فان معركة حلب فاصلة لهذه الرؤوس.
على كل حال .. كيف نعرف ماالذي يحدث في حلب علينا أن ندخل عقل الخصم .. والخصم ليس المعارضة السورية المسلحة فهؤلاء لاعقول لهم بل ينفذون تعليمات الخصم حيث العبقرية الشيطانية .. الخصم هو الغرب والناتو بما فيه تركيا .. والخصم في حروبه يركز على شيئين .. القوة الجوية والقوة النفسية .. لاشك ان القوة الجوية الغربية لايستهان بها لكن هذه القوة لديها مؤشرات على أن الروس قد بنوا للسوريين حائط الصواريخ الذي يريدونه .. والطائرات التي تقترب من الحائط لن تعود بنسبة 90% ودرس الطائرة التركية دليل قوي على ذلك .. والمعادلة الجديدة هي أن الدفاعات الجوية السورية قد ألغت قيمة التفوق الجوي الغربي أو على الاقل قللت كثيرا من أهميته .. ولذلك تلكأ الناتو في تفويض الأتراك بالتدخل..

أما القوة النفسية العاتية فهي الحرب النفسية التي بالتجربة حطمت عدة جيوش ومنها الجيش العراقي الكبير عبر ماكانت تبثه قناة الجزيرة والتي حاولت تكرار الأسلوب في حرب تموز 2006 بالترويج لعنف العصف الجوي الاسرائيلي بنشر صور الدمار وصور الموت بحجة فضح الجيش الاسرائيلي .. لكن الحقيقة أن ذلك كان لارهاب جمهور حزب الله وترويعه والضغط نفسيا على مقاتليه وقيادته..

وتحاول القوى الغربية عند مهاجمة الخصم ضرب عاصمته فورا دون اضاعة الوقت في الاجتياح من المحيط نحو المركز .. بل من الغريب أن أسلوب قتل الخصم هو تجنب المحيط واصطياد المركز لتوفير حرب ومعارك المحيط .. وهذا ماحدث بالضبط في العراق .. فالامريكيون لم يبذلوا الكثير لاحتلال أم القصر أو البصرة أو الناصرية .. بل ان أم القصر تلك المدينة الصغيرة قاومتهم ثلاثة اسابيع ولم تخل من المقاتلين نهائيا الا بعد سقوط بغداد .. ومافعله الأمريكيون هوالقاعدة التالية: اتجهوا نحو المدن الرئيسية ولا تدخلوها بل طوقوها وامنعوها عن تقديم الدعم للعاصمة ..أما العاصمة فأسقطوها تلفزيونيا وسينمائيا وحطموا أرواح أهلها نفسيا واسحقوا معنويات مقاتليها ثم ادخلوها ..انه الاجتياح من المركز نحو المحيط بعكس كل حروب التاريخ حيث تقاتل الأطراف وتتآكل تدريجيا الى حين الوصول الى رأس الدولة … العاصمة..حيث المعركة الفاصلة..
وحتى هذه اللحظة لاأحد يعرف على وجه الضبط كيف سقطت بغداد ..فلا يزال سقوط مدينة محصنة فيها 5 ملايين نسمة يثير الحيرة خاصة وان الكثير من السياسيين الغربيين والمراقبين الغربيين كانوا قلقين جدا من دخول بغداد أو البصرة ويتوقعون مذبحة بحق القوات المقتحمة .. لكن المهمة تحققت بسرعة قياسية وبلا خسائر .. البعض روج لخيانة فرطت الجيش العراقي والبعض روج بأن الامريكان استعملوا القنبلة العجيبة في مطار بغداد فانفرط الجيش العراقي .. وذهب آخرون الى أن الامريكيين لم يدخلوا الا ممرا وشريطا ضيقا نحو ساحة الفردوس لتصوير سقوط التمثال مع مجموعة من الممثلين الكومبارس المستقدمين من المعارضة العراقية والكويت فصدق المحاربون الموالون للجيش العراقي السقوط وامتنعوا عن القتال الذي صار بلاجدوى .. فيما قال آخرون ان ساحة الفردوس كلها التي ظهرت كانت ساحة مزيفة ومشهد سقوط التمثال كان سينمائيا لكنه أعطى الانطباع أن الأمريكيين دخلوا بغداد ..

المهم أن سقوط العاصمة شتت انتباه الجيش العراقي وتم الترويج بشكل واسع لموت صدام حسين في قصف مطعم الساعة وبالطبع تم شل الاعلام العراقي بالكامل وتقطعت أوصال الاتصالات بين القيادات التي كان من الممكن التثبت من كل الشائعات ونفيها بسرعة .. ولم يكن الامريكان يحتاجون أكثر من هذه السويعات من الدهشة والتوهان والغيبوبة ..وماهي الا ساعات قليلة حتى بدأت فرق النخبة المحاربة العراقية تعلن استسلامها..أقوى المحاربين وأصلب الفرق رفعت الراية البيضاء .. وكان القادة الامريكيون يمرون على الدبابات العراقية المصطفة بالعشرات وقد تدلت سبطاناتها نحو الاسفل في اشارة على الاستسلام .. ورأيت أحد قادة الفيالق الأمريكيين سعيدا وهو يربت على مدفع احدى الدبابات الحديثة وهو يقول: رائع .. رائع .. دبابات رائعة وشرسة .. كان من الممكن أن تقاتلنا أشهرا في محيط المدن..
واليوم كان يراد احداث نفس السيناريو في سورية من دمشق ..أي اجتياح من المركز نحو المحيط باسقاط العاصمة نفسيا واعلاميا لساعات عبر اغتيال القادة الكبار الذي يتزامن مع خروج آلاف المقاتلين من مكامنهم فور اعطائهم الاشارة ويتم تصوير استيلائهم على نقاط حيوية رمزية في دمشق .. واشاعة اصابة الرئيس .. كل هذا لتسود البلبلة بين المقاتلين وانفراط الجيش السوري في دمشق أثناء الساعات التالية للصدمة .. ومن الممكن اقتتال القطع العسكرية بسبب اختلاف قادتها في تفسير الموقف والتعامل معه في غياب توجيهات القيادات المذهولة وغياب التوجيهات الرئاسية التي ستتفاجأ بزخم التحرك ..وهول الخسارة..وهنا تعم الفوضى غالبا في المدن المحيطة فتتهاوى تباعا ..

لكن هذه الخطة كانت تفتقد عنصرين هامين هما الدعم الجوي للمقاتلين والقدرة على شل شبكة الاتصالات القيادية السورية .. حيث أن المقاتلات الجوية الغربية كانت ستعيق تحرك الجيش السوري وتسمح بتمدد التمرد ..كما أن غياب الاتصالات سيلقي مزيدا من الريبة على مصير الرئيس لدى القادة الميدانيين والشعب تماما كما حدث في بغداد بعد قصف مطعم الساعة في حي المنصور ..لكن الرئيس الأسد بقي على اتصال مع الجميع وفي فترة وجيزة أعلن عن سد الثغرة القيادية في شخص وزير دفاع يوصف في التقارير الغربية بالشرس جدا..
وقد اشار أحد التقارير ان المخططين الغربيين كانوا يعرفون أن فجوة غياب الغطاء الجوي ليست في صالح المعارضة لكن الفكرة البديلة عند فشل اسقاط الرئيس الأسد في الساعات الأولى كانت تعتمد أساسا على الوقت وعلى بسالة المعارضة التي ستصمد اسبوعين على اقل تقدير حيث يضطر النظام لأن يحشد كل قوته الضاربة في نزق وعصبية لاستعادة دمشق .. وعندها تنهض معركة حلب في الاسبوع الثاني والنظام قد تم امتصاص قوته الى دمشق ..فيزداد تخبطه وعليه عندها أن يخسر احدى عاصمتيه لانقاذ واحدة منهما.. فتكثر الأمم المتحدة الضجيج لادخال قوات فصل و (قبعات زرق) .. وتبدأ الحكاية الطويلة في مناطق للمعارضة تتقوى وتزداد مناعة ويرد اليها المزيد من المقاتلين والمنشقين والعتاد وتصبح امرا واقعا في مواجهة المناطق الخاضعة للسلطة التي تلقت ضربة معنوية قاسية وهنا تبدأ مرحلة التخلخل البنيوي للجيش السوري وجمهور الدولة الوطنية .. وعلى طرفي خطوط التماس وعلى ضفاف منطقة القبعات الزرق سينشأ الانفصال النفسي والاجتماعي وربما جدار برلين .. وحكومتان .. ودولتان ..على غرار برلين الشرقية وبرلين الغربية ..دمشق الشرقية ودمشق الغربية !!!. فكل حكومات المنافي لاتساوي حكومة على الأرض وفي الميدان..ومن هنا يتم الانطلاق..

ماحدث كان مفاجأة وهو أن معركة دمشق امتدت لساعات فقط وكانت حاسمة على غير توقع من جميع الخبراء الذين تنبؤوا بهزيمة المعارضة في غياب الضغط الجوي والاسناد الناري من الخارج لكن بعد أن يصمد المقاتلون لأسبوعين على الأقل .. والبعض قال ربما لن تتمكن الدولة من هزيمتهم الا بعد شهر كامل بعد أن تدفع آلاف القتلى من جنودها ثمنا للنصر في حرب الشوارع ..وقد تبين "أن الجيش السوري كان في حفلة صيد .. "حفلة صيد الارانب البرية" ..على حد تعبير صحيفة ايطالية ..
وفجأة وجد الحلفاء أنفسهم أمام خيار (حلب تقاتل وحيدة) التي كانت بانتظار صمود معارضي دمشق.. فاذا بها تنتهي وحيدة يسميها المراقبون العسكريون انها تشبه عملية (الكاميكاز) اي العمليات الانتحارية .. أي ان قتال حلب دون دمشق المرهقة هو عملية كاميكاز حيث سيلقى بمجموعة المقاتلين في حلب في مواجهة جيش سوري مدرب قد انتهى كليا من صيد الأرانب البرية في دمشق ..ليتفرغ لاصطيادهم ..

يسعى الغربيون في معركة حلب الانتحارية كما كشفت اتصالات تم اعتراضها الكترونيا الى جعل المعارضة تقاتل عبر امواج متلاحقة يتواصل تدفقها من تركيا للاستيلاء على الأطراف .. هذه هي الخطة الاحتياط لمدينة حلب -وهي الخطة التي كانت دوما في الأدراج لحين حلول الوقت المناسب – هذه الخطة تقول لايجب تكرار خطأ التلكؤ في درعا وبانياس وحمص وادلب .. كان يجب امداد المقاتلين في هذه المدن المحيطية بشكل أكثر فعالية واكثر "وقاحة وتحديا" .. لايجب تكرار خطأ بابا عمرو بالذات عندما تم الاعتماد على المقاتلين دون استدراج مجلس الأمن بسبب الروس ..

في حلب هذه المرة سينتظر المقاتلون مجلس الأمن والناتو الذي سيأتي من غير تفويض رسمي .. مجلس أمن ثائر يشبه عمله عمل جيمس بوند .. والمقصود بذلك اقامة غرف عمليات من قبل الناتو على حدود حلب .. بحيث تشارك الأقمار الصناعية الغربية في توجيه المقاتلين وتحذيرهم من حشود الدبابات وتحرك المروحيات .. فحلب مدينة على حدود الناتو ويجب أن تغامر تركيا ببعض التحرك مثل الدخول الصامت والبارد في الحرب لكن دون اعلانها .. أي الدخول بالرادارات وطائرات التجسس وقيادة العمليات واختيار الأهداف والخواصر الرخوة للقوات السورية وتوجيه المقاتلين مباشرة بناء على معطيات الاستطلاع والرادارات لانقاذهم من اطباق محاولات الحصار وارشادهم لاحكام حصار الوحدات المعزولة .. وبالطبع مع بهارات أردوغان وتوابله الحارة في تصريحاته ليصبح للمشهد مذاق الحرب الساخنة الملتهبة دون نيران..لاطالة المعارك ماأمكن ..

ويبدو للكثيرين أن معركة حلب أهم من دمشق لأنه سيتم فيها تدارك كل أخطاء المدن التي سقطت بيد الجيش السوري .. وتبدو حلب اليوم في عيون المعارضة هي مجموع كل المدن المهزومة فهي: حمص (بابا عمرو) وادلب وحماة ودرعا وبانياس ودمشق-الميدان .. وكل الاخطاء التي أسقطت هذه المدن سيتم تداركها وستكون حلب هي أول مدينة قد لاتخرج عن سيطرة النظام بالكامل لكنها ستشكل أول تعثر للنظام وأول عملية مكلفة ونازفة لقواته .. وحلب هي التي ستبقى أمواج المقاتلين تتلاحق اليها من تركيا لاطالة أمد المعركة وكسر هيبة الجيش السوري بعدم قدرته على الحسم ..
ولكن بالمقابل لايعرف الكثير عن خطة الجيش السوري الذي تتحرك الوحدات الخاصة منه داخل المدينة وحولها وفق تكتيك لاتكشف عنه القيادة السورية ويقال ان الخطة الموضوعة منذ أشهر وسميت "خوذة القلعة" هي التي ستعتمد لأن السوريين ومنذ عنتريات أردوغان وضعوا في حسبانهم ذلك واستعدوا له .. فيما على الحدود تتم عملية خاصة ربما ستشكل مفاجأة المعركة .. والملفت للنظر أن الخبراء الغربيين على العموم والواقعيين منهم على الخصوص لايعولون على معركة حلب الا من حيث امكانية انزال خسائر كبيرة بالجيش السوري لاهانته وتصوير آلياته المحترقة وأسر بعض الجنود وبالتالي الانتقال لمرحلة اعلان حلب معقل المعارضة .. فلاهي بنغازي ولاهي كوسوفو بل مدينة رمادية بلا سيطرة لأحد .. وهي مدينة الطرفين ..أي انها ستكون روما التي حاصرها هانيبعل القرطاجي عدة سنوات وتردد في اجتياحها عدة مرات فاجتاحته ..
لكن من يتحدث الى القادة السوريين الميدانيين ويسألهم عن امكانية تكرار عملية صيد الأرانب البرية التي كانت في دمشق يأتي الجواب بأنهم يعتقدون بأنه ان كانت معركة دمشق لصيد الأرانب البرية فان معركة حلب ستكون لصيد الثعالب .. لأن صيد الأرانب البرية عملية ليس فيها اثارة ولاابتكار بل دقة تسديد وهدوء أعصاب وسرعة اطلاق النار على هدف لايهدأ .. بينما صيد الثعالب مطاردة يتمتع فيها الصياد ..ويمارس هواية المطاردة للثعالب المراوغة .. وفي النهاية يفوز بالفراء غالي الثمن..
لقد امتلأت حلب بالثعالب .. ولكنها أيضا امتلأت بصيادي الثعالب .. فانتظروا انسحابا تكتيكيا .. للثعالب.. قبل أن تعود القوات السورية تجر عربات مليئة بفراء الثعالب .. والأقفاص المليئة بالثعالب..

الاثنين 30-07-2012

لو أنني كنتُ رئيسَ مصر! - بقلم محمد عبد المجيد



بقلم محمد عبد المجيد
الإنسانُ بدون الحــُـلم صحراءٌ جدباء، وبغير الخيالِ كمحبرةٍ جافةٍ بجوارها قلمٌ نزع الصدأُ ســِـنـَّـهُ، ومن حُسن حظ المرء أنَّ كلَّ الأشياءِ قابلة للسرقة أو الفقدان أو الاختفاء إلا ..  الحــُـلم.
حتى أشرس السجــّـانين لا يستطيع أن يتسلل إلى سجين يحتضر ليطــَّـلــِـع علىَ أحلامه قبل أن يصحبها معه مــَـلــَـكٌ الموت وهو يقوم بزيارته اليتيمة، والتي ينتظرها كل واحدٍ منا مع تمنياتٍ أن يتأخر ضيفــُـك فتبلغ عــُـمـْـرَ نوح، عليه السلام، وهو يصنع الفــُــلــْـكَ وقومه يتغامزون!
في غربتي التي امتدت لأربعة عقود قمت في خيالي بتغيير المشهد المصري مرات لا حصر لها، ونشرت مقالا تحت عنوان ( مجلس الشعب الذي أحلم به)، ثم ( الرجل الذي أحلم به رئيسا لمصر ) وقلت في مقالي الأخير:
الحياة لا تستقيم بدون أحلامٍ، والأحلامُ هي العلاجُ السحرّي لكلِ أنواعِ اليأسِ والكآبةِ والحزن!

ومع ذلك فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التمسك بالحلم عن زعيم ينتشلنا من مستنقع لا قرار له، أو الاستمرار في العبودية المختارة تتقاذفنا أسرة مبارك كأننا كرة بلاستيك تمررها أقدام لاعبين يصرخ فيهم جمهور هستيري يظن أن كرامته تحددها الملاعب الخضراء، وأن التقدمَ هو حالة كروية ولو تحول المجتمع كله إلى أفواه جائعة، وبطون خاوية، وعقول فارغة، ونفوس مريضة.
وأنا لا زلت مُتمكسا بالحُلم عن زعيمٍ مجهول كما تتمسك عذراءٌ في خِدرها بفارسٍ أحلامِها الذي قد لا يأتي حتى يلج الجمل في سُم الخياط!

أحلم برئيس يحب مصرَ، وترابَها، ونيلها، وتاريخها، وحاضرَها، ويحتفظ في مخيلته بتفاصيل مستقبلِها الذي يرسم كل خطوطه كفنان ماهر لا تبرح الريشة سبّابته وإبهامه إلا لِــِـماماً!

أحلم برئيس يحترم شعبَه، ويعتبر كرامة كل مصري مِنْ كرامته، ولو سرق كفيلٌ أو مُهَرّبٌ على مراكبِ الموتِ أو بلطجي أو رجل يَحْميه أحدُّ الكبار مصرياً، فإنَّ الرئيسَ يأتيه بحقه قبل أنْ يقوم مِنْ مَقامه.

أحلم برئيس يتسلل آناءَ الليل وأطرافَ النهار إلىَ السجون والمعتقلات، ويبحث عن المظلومين، ويُفرج عن الأبرياء، ويطرد مِنْ رحمته كبارَ الضباطِ المتورطين في التعذيب والمهانة واذلال أبناء البلد.
أحلم برئيسٍ يحترم القضاءَ، ويجعل القضاة والمستشارين يُشرفون علىَ الانتخابات، ويُعطي توجيهاته بأنْ لا تقترب وزارة الداخليةِ مِنْ أيّ مصري يتم الحُكمُ عليه بالبراءةِ، فيعود إلىَ أهله قبل أنْ ينبلج فجرُ اليومِ التالي.
أحلم برئيس يُحب الفنَ الرقيقَ، ويستمع إلىَ الموسيقى الكلاسيكيةِ، ويحفظ بعضَ المعلقات، ويعرف قواعدَ اللغة العربية وآدابَها، ويستشهد مُرْتجلا بالمتنبي وأبي تمام وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل والجواهري ومظفر النواب!
أحلم برئيس لديه مشروع قومي ووطني وحضاري، ويعرف تضاريسَ مصر وجغرافيتها، ويقرأ لجمال حمدان، ويحفظ عن ظهر قلبٍ كل قطعة من أرض مصر، ولديه فكرة عن احتياجاتها البشرية والمائية والانمائية.
أحلم برئيس ينتزع مئات الآلاف من الأفدنة التي استولى عليها لصوصُ عَهدِ مبارك، ويُعيدها للمصريين في مشروعات انتاجية، زراعية وصناعية، ومدن سكنية ضخمة وراقية وجميلة تتسع للفقير والغني على حد سواء.
أحلم برئيس يغضب من المديح، ويزيح عن طريقه المنافقين، ويفتح صدرَه للنقد، ولا ينام الليلَ حتى يطمأن أنَّ بالوعة صغيرة في قرية نائية سقط فيها ثلاثة أطفال قد تم إغلاقها ومحاسبة رئيسُ الحي، وأنَّ المصريَّ الذي يستغيث به ولو كان في جوفِ كهفً يصل صوّته للقصر.

أحلم برئيس عبقري، وذكي، ورقيق القلب، ويفهم في الفلسفة وأصول الحكم، ويقرأ في العلوم الانسانية، ويحفظ عن ظهر قلبٍ الشِرّعة العالمية لحقوق الانسان، وتخجل منظمات حقوق الانسان أنْ تعاتبه ولو علىَ استحياء.
أحلم برئيس يتساوى لديه المسلم والمسيحي والبهائي واللاديني، والســُـنـّـي والشيعي، وأن المقياس الوطني لديه هي الكفاءة والمصداقية والنزاهة والعمل الجاد والمثابرة.
أحلم برئيس يلتهم الكتاب الجَيّدَ الذي تقع عليه عيناه، ويستطيع أنْ يتحدث حديثا راقيا وعقلانيا وموضوعيا، مرتجلا وليس من نص جامد أحمق وضعه له مستشاروه، عن الصحة والعلاج وحقوق الطفل ومناهج التعليم وحرمة البيوت وأسعار الكتب والملازم في الجامعة والدروس الخصوصية ونسبة التلوث في مياه الشرب.
أحلم برئيس يحلم بجيش وطني قوي، كل أفراده كأنهم خليّة نحل في التدريب والتعلم، وهم سَندٌ للأمة وليسوا عالة على اقتصادها، وأنَّ التعليمَ لا يتوقف مع اليونيفورم، وأنْ لا تكون لأي قوة في العالم سيطرة ولو غير مباشرة على جيش مصر، وأنَّ المصريين هم الذين يحددون حاجياتهم من السلاح، وأنه جيش يتحرك داخل أرض الوطن دون اتفاقات تلزمه بالتقزم والتحجيم ورغبات أمريكا وإسرائيل!
أحلم برئيس يخاف من أصغر عضو في مجلس الشعب، ويخاصم النومُ عينيه قبل أيّ استجواب تحت قبة البرلمان، ولو كان الاستجوابُ موجَّهاً إلى وزير في أقلّ الوزارات أهمية.
أحلم برئيس يَعْرض على الأمة مشروعا متكاملاً للقضاء على الأميّة في عدة سنوات.
أحلم برئيس لا يحكم مصرَ وهو على فراش المرض أو الموت، وأنْ يكون في كامل قواه العقلية والروحية والجسدية والنفسية.
أحلم برئيس يبدأ صباحَه بتصفح كل الصحف اليومية، المعارضة قبل القومية، ولا يعتمد على ما يختاره له مستشاروه، وتلتقط عيناه همومَ الوطن كله، ويتصل بنفسه بكل مسؤولي مؤسسات الدولة، وتلهب توجيهاته قوىَ النشاط فيها، وتضاعف أوامره عطاءاتهم، ويزيح عن الطريق المهمِلَ والفاسدَ، ولا تكون له أولويات، فكل مشاكل الوطن علىَ نفس القدر من الأهمية، محاربة المخدرات كالعلاج المجاني، كرامة المواطن في أقسام الشرطة كحقه في مياه غير ملوثة، حق الطفل في الحليب يومياً كأهمية العاطل في العثور على عمل.
أحلم برئيس لا تسجنه الشللية في القصر، ولا يحبسه المنافقون في الايحاء له بأنه الملهَمُ والزعيم، ولا يبحث عن الثناءِ والمديح في كل عمل يقوم به أو توجيهات أو أوامر.
أحلم برئيس يبدأ من الصفر في كل شبر من أرض مصر، من الشواطيء التي استولى عليها الأثرياءُ، والاحتكارات في البيع والشراء التي التهمت خيرات مصر، وإنشاء لجان حماية المستهلك، ووضع خطة مُحْكمة وذكية للفصل في مئات الآلاف من القضايا المُحنطة في المحاكم، فالعدالة البطيئة ظلمٌ بَيّنٌ، وخطة لوضع حلول لأكثر من مليون طفل من أطفال الشوارع، وانهاء فضيحة سُكان المقابر، وتخليص الوطن من العشوائيات، واعتبار القضاء على البطالة هي المَحَكّ لنجاح الرئيس أو فشله في إدارة شؤون الوطن.
أحلم برئيس لا يحكم باسمه أولادُه وأشقاؤه وزوجته وحواريّون ومستشاروه والملتصقون بسطوته وسيطرته، فكل الناس في عهده علىَ قدم المساواة، ويستطيع أصغر قاض استدعاء ابن الرئيس، وحتى الحُكم بحبسِه لو تجاوز السرعة المسموح بها لسيارته.
أحلم برئيس غير مختلّ النفس والروح، وفيه تواضع وإيمان ومحبة وتسامح، ويعتبر نفسَه الملاذ الآمنَ لكل مصري في الداخل أو في الخارج.
أحلم برئيس صادق مع شعبه، ولا يقيم معاهدات سرية مع خصوم مصر، ولا يتعاون مع إسرائيل، ولا يسمح لأي دولة باهانة رعاياه، ويصارح المصريين بكل تفاصيل الاتفاقات والمعاهدات التي تعقدها الدولة، ولا يُفرّط في استقلالها، ولا يبيع غازَها وبترولَها لأعدائها ..
أحلم برئيس لا يكره المصريين ولا يحتقرهم كما هو الحال مع الرئيس مبارك، فنجده في موقع أي حادث كبير، أو حريق، أو غرق سفينة، أو كارثة تسمم، أو زلزال ....
أحلم برئيس يجري، ويلهث، ويطير بمصر صوب كل مناحي التقدم والازدهار والرفاهية والتطور، ويتمكن من ازالة الفوارق بين الطبقات، وليس كما الرئيس مبارك الذي ينام ملايين من رعاياه وهم يتضورون جوعا، ويلعب العشرات بمليارات انتزعوها عنوة من خيرات مصر.

أحلم برئيس إنْ هددت مسؤولا في عهده بأن شكواك ستصل إليه يَخرُّ صريعا من الخوف حتى لو كان وزير الداخلية إنْ أهانك ضابط أمن، ووزير العدل إذا اختفت قضيتك في المحاكم، ووزير الصحة إذا سرق مجرمو الطب عضوا من جسد مريض يأتمنهم عليه تحت التخدير، فيخونوه رغم قسَم الشرف الطبي.
أحلم برئيس يُعيد التسامحَ للمصريين، وفي عهده يتساوى المسجدُ والكنيسة، ويحتفل كل مصري بأعياد أخيه في الوطن، ويعتبر كل من المسلم والقبطي أن حساب الآخرة شأن ربّاني، وأن الجنة لمن جاء اللهَ بقلب سليم، وأنَّ محبة المصري للآخر الذي يختلف معه في الدين والعقيدة هي أقصر الطرق لصناعة التسامح الذي يُرضي اللهَ تعالى.
أحلم برئيس تدعو له ربّة كل أسرة مصرية وهي تطعِم أولادَها، وتصحبهم للطبيب أو الصيدلي، وتتسوق حاجياتهم، وليس كما يحدث الآن فملايين من ربّات البيوت المصرية يرفعن أيديَهن إلى السماءِ، ويلعَنَّ مَنْ تسبب في هذا المشهد الكارثي والحزين لأم الدنيا.
أحلم برئيس ينتزع السلطة من الرئيس مبارك، ولا تصل به إلى القصرِ دبابة في حماية أمريكية أو مساعدة اسرائيلية.
أحلم برئيس يرفع مصرَ درجات في التعليم والإعلام والكتاب ودور النشر وحقوق الانسان وحرية الصحافة والصحة والمواصلات و ...
أحلم برئيس يوافق على مناقصة ضخمة لشركات نظافة تجعل مصرَ واحدة من أنظف بلادِ العالم الثالث، وتضع صناديقَ قمامة في كل شوارع وحواري وأزقة مصر، وتقوم بتفريغها مرتين في كل يوم.
أحلم برئيس يعرف كلمة السرّ، ويَدخل بها إلى نفوس وقلوب وعقول المصريين، ويدمرّ البرنامجَ الذي وضعه عهد مبارك في شرايين أبناء شعبنا فجعل سلوكيات المصريين بلطجة ورشوة وفساداً وبقشيشاً واكراميات واستغلالاً وكراهية وتعصّباً وتديّناً زائفاً وازدواجية تجمع الملائكة والشياطينَ في قلب واحد، فيُعيد الرئيسُ الجديدُ الوضعَ الطبيعيَّ للانسانِ السويِّ.
أحلم برئيس تتقدم مصرُ في عهده بالفن الجميل، والموسيقى َالراقية، والفيلم الجيّد، والكِتاب المثمر والمفيد، والتلفزيون الريادي ...
أحلم برئيس يأمر وزير إعلامه بطرد آلافَ العاملين والعاملات في القنوات المصرية كلها، الأرضية والفضائية، ثم يعيد توظيفهم على أسس جديدةٍ قائمة على الكفاءات الثقافية واللغوية والعقلية والعلمية والقدرة على العطاء والمعلومات العامة والأفكار المبهرة والمبدعة، وفي هذه الحالة لن يعود إلى الشاشة الصغيرة من المومياوات الحالية إلا حفنة تعَدّ على أصابع اليدين!

أحلم برئيس يغادر المواطنُ مصرَ في عهده ويعود إليها سبعين مرة في اليوم، فلا تجرح كرامتَه في المطارِ كلمة أو نظرة أو اشتباهٌ، ويرفع رأسَه أمام مدير أمن المطار.
أحلم برئيس لا يضيع خطابُ بريدٍ في عهده، ولا يُهمل موظفٌ شكوى أو طلباً، ويحتقر المصري كل من يتوسط لآخر، ويعتبر القضاءُ أنَّ أعداءَ الوطن في الداخل هم مهربو المخدرات، والبلطجية من المَسّجلين خطرين، والذين لا يحترمون أحكامَ العدالة.
أحلم برئيس لستَ مُضطراً في عهده أنْ تضع يدك في جيبك لتحصل علىَ حقك، ولا تضغط علىَ أعصابِك المزايَدة الدينية من مُكبّرات الصوت، وجدال النقاب، ومطاردة المفكرين، ولا يقبل القضاءُ دعاوىَ يرفعها متخلفون عقلياً لمطاردةِ من يُفكرّ، أو يختلف معهم ..
أحلم بالبطل الذي ينقذ مصرَ قبل أنْ تصعد روحُ الوطن إلى بارئها، وأنْ يأخذ أرضَ الكنانة في أحضانه، ويلملم جراحَها قبل أن تتفكك أرضُها وينحسر نيلُها، ويستولى الآخرون على نصيبِها من المياه، وتتحول مصر إلى ساحة حرب داخلية نتيجة التعصب والكراهية.
أحلم برئيس يضع مبارك وأسرتَه وزبانية السلطةِ وداعمي الطغيان وخط الدفاع الأول عن الاستبداد في العقود الثلاثة المنصرمة من المستشارين والوزراء وكبار الإعلاميين ورؤساء تحرير صحف النفاق القومية ومثقفين وكُتاب وروائيين وأكاديميين ومحافظين خلف القفص في محكمة شعبية بتهمة محاولة اغتيال وطن، وتخريب أمة، ونهب دولة، واهدار طاقات، وتهجير أدمغة، وتفريغ مصر من خيراتها.
أحلم بانتفاضة أبطال العبور، أو عصيان مدني، أو ثورة العمال والطلاب، أو غضب الجوعى، أو ثأر الذين لم تعد كرامتهم تتحمل المزيدَ من المهانة، أو بطل بجوار الرئيس استيقظ ضميرُه فجأة إثر اكتشافه أنه يحب مصرَ حُبّاً حقيقيا، وليس كرويّا، وأنه الرجلُ الذي تنطبق عليه معظمُ شروط أحلامي!

لم يكن هذا الحلم في عام 2009الأخير، فمادام هناك قلب ينبض فسأكرر المشهد عشرات المرات حتى يستوي مع صعود روحي إلى بارئها.
في العامين المنصرمين طاردتني أفكار أزعم الآن أنها الأقرب إلى النضج، وأنها الأسرع في تحقيق التقدم لمصر، وشغلتني بأم الدنيا عن كل القضايا الأخرى.
اكتشفت أنه لو حكم مصرَ نبيٌ بغير رسالة سماوية لما تمكن من أنْ يختار معاونيه ومستشاريه ووزراء حكومته ومحافظي البلد ورؤساء وعُمــَـد ومشايخ القرى والنجوع، فقدرة الإنسان على اختيار المسؤول الأقرب إلى الكمال لا يمكن أن تزيد عن ثلاثة أشخاص ولو كان يعرف كل مصري يتهادى بين حلايب والثغر.
لو أنني رئيس مصر، وهذا خيال محض لئلا يصطاد فيه المدرَّبون على البحث عن الجنسيات والهويات وجوازات سفر الأولاد وأختام الزيارة، خروجاً من مطار القاهرة الدولي أو دخولاً إليه، فيمكن أن أعرف مئة أو مئتين من الأشخاص الأكفاء لتولي مناصب رسمية وحكومية.
سبعون من هؤلاء يمكن اعتبارهم بدرجة امتياز في مجال عمل كل منهم: البحث العلمي، الإدارة، تنقية المياه، الزراعة، الهندسة النووية، التربية والتعليم، التعليم العالي، الصحة، إدارة المستشفيات، الخبرة بصناعة الدواء، السياحة، الإعلام، صفقات السلاح الأرخص والأفضل، الثقافة، الآداب والعلوم الإنسانية ... الخ
وخمسون من السبعين يتميزون بالكفء والعبقرية في مجالين أو أكثر.
وثلاثون من الخمسين يمكن وصفهم بأنهم موسوعات متنقلة على أرض مصر.
وعشرون من الثلاثين لا تجد إلا بشق الأنفس ثغرات أخلاقية أو معلوماتية أو ضعفاً في الصمود أمام الشللية، أو صبراً يسقط صاحبه إعياءً مع كثرة الضربات المتلاحقة من الخصوم.
وعشرة من العشرين تكاد تكتمل في شخصية كل منهم ما أنت بقادر على أن تعثر على مساحة متناهية الصغر من الضعف أو الخلل يتسلل منها مما يؤذي المجتمع أو المنصب قبل أن يؤذي صاحبه.
ثلاثة من العشرة في تصفية نهائية لو بحثتْ أجهزة المخابرات والأمن وكشف الكذب والفيش والتشبيه وتاريخ صاحبه وكم المعلومات الذي يختزنه، وقدرته على الإدارة، وعشقه لمصر، وحساباته في البنوك، وعدم تورطه في صناعة صنم حزبي أو سياسي أو ديني  لما عثرت على خلل واحد ولو استعانت بكل من يعرف حياة هذا الشخص الخاصة والعامة والعائلية وطفولته ومراهقته ومراحل تعليمه.
هؤلاء الثلاثة هم أٌقصى ما أستطيع أن أختار بدقة وأمانة ومنطق وعقلانية وبحث وتدقيق وفحص وتجارب شخصية حتى لو كنت أعرف تفاصيل حياة كل مصري من الثمانين مليونا.
لو زدت واحدا أو اثنين لمنحتُ لفرصة الخطأ في الاختيار كوة تتسلل منها ولو كانت أصغر من فم النملة، فنصف عمر الإنسان يمضي قبل أن يبدأ في معرفة ماهية الحياة.
نحن أمام ثلاثة أنبياء بدون رسالة! كل واحد منهم حِكـــمة تمشي على قدمين، وموسوعة فيها روح وجسد وعقل وفكر.
إنهم الأساس الذي أبني عليه مشروعي الحلمي أو الخيالي لإنقاذ مصر!
ليس لأي منهم حزب سياسي أو ديني أو توجه أيديولوجي أو تعاطف مع جهة دون أخرى أو اكتراث بالفروقات والهويات والمذاهب والأديان والعقائد والمقدسات التي تفصل مصريا عن آخر.
التقدم والحضارة والتمدن والرفاهية والأمان والقوة كلها أهداف لأي مجتمع في العالم الأول الذي يحتفظ بمسافة بعد المشرقين عن الخطة الخمسية لحكومة ذكية في أحد بلدان العالم الثالث، وهذا يعني أن السرعة المضاعفة التي تلهث بها حكومة مخلصة وجيدة في مصر، مثلا، ستظل في ذيل ركب الأمم، فالرئيس مهما بلغت عبقريته لن يتمكن ومستشاروه ومساعدوه من اختيار الأنبياء الذين تحدثت عنهم.
نأتي إلى الثلاثة الذين قمت باختيارهم، فأرفع يدي ليتولى كل منهم القيام بنفس العملية والتي غالبا لن تحتمل الخطأ بأي صورة من الصور ، فيختار الثلاثة تسعة، ثم وقفة جديدة لشرح كيفية الاختيار، نظريا وعمليا، فتقف أمام سبعة وعشرين ممن لا يعرف أكثر المصريين أنهم من أبناء مصر ولكن غابوا عن المشهد الفاسد والمستبد والمنافق والأفاق والوصولي.
لا يعرف أحد بالخيارات، ولا يتصل من تم اختيارُه بمن يريد اختيارَه.
في أقل من أسبوع يكون لديك ما يقارب ثلاثة آلاف عالم وموسوعي ومثقف وإداري وشجاع وأمين ونزيه و ... ، وهؤلاء ليسوا أشخاصا عاديين، ولو استعنت بالجن الأزرق وهدهد سليمان ومصباح علاء الدين لما استطاعوا جمعهم في مكان واحد.
مصريون حتى النخاع، مجهولون كأنهم أشباح لا تراها العين المجردة. ليس منهم واحد موجود أمامنا في المشهد المصري حتى لو كان أتباعه يركعون له آناء الليل وأطراف النهار.
هؤلاء هم مصر التي يحصرون مشاكلها وهمومها وأزماتها ومصاعبها وأوجاعها وكوارثها بين إصبعين من أصابعهم، فينطلق الوطن ويصبح عمل اليوم كأنه عدة أسابيع في الزمن البائد، والشهر عاماً، وتنجز في العام ما يجعل مصر تبدو كأحد النمور الآسيوية الأفريقية والعربية التي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت في المفهوم الإنمائي والتطوري.
ثلاثة آلاف لا يختار الرئيس منهم الأصلح لأي منصب وإلا فقدت الكفاءة المكان المناسب لها، ولكن يختار كل منهم، مع تنظيم وإدارة من الرئيس دون أي إيحاء، المنصب الذي يستطيع أن يستخرج كل ذرة في عبقريته، وقد يختار أن يكون محافظا لمحافظة يعرف قدرته على جعلها جنة مصر وقبلتها، وقد يختار وزارة الصحة لتحقيق مشروع في ذهنه يجعلها بردا وسلاما على صحة كل المصريين، وربما يختار التعليم ليضع حلمه في قفزات تعليمية تعجّل في تقدم مصر، ولعله يصبح مسؤولا عن محو الأمية، أو تنظيم ضرائب الدولة ليتضاعف دخلها، أو يكون لديه برنامج متكامل لجعل أرباح قناة السويس أو السياحة أو الإعلام أو التصدير أو الاكتفاء الزراعي الذاتي أو .. ضعفين أو أكثر.
ثلاثة آلاف من أنبياء العصر موجودون قــَـطعا بين الثمانين مليونا من المصريين، وهنا سيكون منهم مجلس الشعب ومجلس الشورى والمحكمة الدستورية والنائب العام وكل الوزراء ووكلاء الوزارات، ولن يكون هناك منهم من هو مدين لأي جهة، حزبية أو دينية أو عسكرية أو رئاسة الوزراء. لن تعرف مسبقا صاحب المنصب، رجل أو امرأة أو مسلم أو قبطي أو معتنق أي دين آخر أومذهب .
الحرية هي أن يستقل صاحب المنصب عن أي تلميحات أو تصريحات أو إيحاءات من جهة سلطوية أو مالية أو قداسة دينية.
كلهم، الثلاثة آلاف، مصريون حتى النخاع، تنطق كل مسامات أجسادهم بعراقة خمسة آلاف عام.
تلك هي فكرتي التي شغلتني ردحا من الزمن، وقمت على مدار أيام الحلم والخيال والفكرة والمتابعة في ســَـدِّ كل ثغراتها ليختفي تماما من المشهد المصري كل هؤلاء الذين آذت اطلالتهم وكتاباتهم عينيَّ، وأوجعت حناجرُهم وصيحاتهم المتخلفة وأفكارُهم المتقلبة أذنـَـيَّ.
إنها حلم قد يذهب الآن مع الرياح، وفقا لتعبير الكواكبي، ولكنه يذهب غداً بالأوتاد، لذا لم يكن أيٌّ من المرشحين الثلاثة عشر قادراً على مداعبة أقل أحلامي وأصغرها وأكثرها تواضعاً وبساطة، فكلهم كانوا أصغر من مصر بمئات السنوات الضوئية.
هذا هو حلمي لإنقاذ مصر بدون وجوه كالحة، غاضبة، متطرفة، جوفاء، وصولية تطل علينا منذ سنوات فيتناثر غبارها ليضاعف تلوث الهواء والماء والفكر والسياسة والإعلام و .. القصر الرئاسي.
ترى، من يشاركني هذا الحلم؟
*رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 21يونيو 2012

27 يوليو 2012

اختطاف ناشط من بيته فجر اليوم.. و"ضباط من أجل الثورة": موجود في المخابرات الحربية



البديل: بسمة مصطفى
قالت الناشطة الحقوقية، منى سيف، على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن أنس العسال الناشط والمسعف والذي يحاكم عسكريا في قضية العباسية, تم خطفه من بيته فجر اليوم الجمعة, حيث كان يحدث مع أحد أصدقائه على الهاتف، وسمع طرق عنيف على الباب فقام ليفتحه، ولم يسمع صديقه سوى صراخ ثم انقطع الخط".
ومن جانبها قالت الحقوقية راجيه عمران " في اقل من 24 ساعة تم خطف انس العسال واحمد إبراهيم, هل هناك علاقة بين أنس الذي يُحاكم عسكرياً في قضية العباسية واحمد إبراهيم عضو مجموعه لا للمحاكمات العسكرية للمدنين؟".
وأنس هو أحد الشباب النشطاء المتطوعين في المستشفى الميداني، وألقي القبض عليه كمتهم في أحداث العباسية.
وفى سياق متصل أكدت صفحة ضباط من اجل الثورة، أن أنس " محتجز بالمخابرات الحربية"، وتابعت:"أنس احد مسعفي ميدان التحرير شارك في إسعاف المصابين في العديد من الأحداث (مجلس وزراء ,محمد محمود, العباسية 4مايو)".
وكان أنس قد أصيب بكسور في اليدين وإحدى ساقيه، كما يعاني من جروح وكدمات تعرض لها في العباسية، ومن المقرر أن يكون النطق بالحكم على أنس يوم الأحد القادم.

رغم الاصابات الخطيرة والاضراب عن الطعام .. القضاء العسكري يمنع الأطباء من زيارة معتقلى العباسية



للواقع : رامي محمد
 فوجئ وفد نقابة أطباء القاهرة والذى تقدم بطلب الى القضاء العسكرى يوم الثلاثاء الماضى للسماح لهم بالزيارة للاطمئنان على صحة جميع المعتقلين المحبوسين على ذمة أحداث العباسية، خاصة ممن كانوا مضربين عن الطعام وذوي الحالات المرضية الشديدة والمصابين بإصابات خطيرة قد تؤدى إلى تدهور حالتهم الصحية، برفض الموافقة على  طلب الزيارة وعدم السماح لهم بحجة أن حالة الضحايا لا تستدعى زيارة.
 وكان مسئولو سجن طرة قد رفضوا زيارة وفد سابق من النقابة العامة بحجة عدم الحصول على تصريح، وقامت مجموعات من ضحايا المحاكمات العسكرية بإضراب تلو إضراب عن الطعام داخل السجون خلال الشهرين الماضيين، وساءت حالتهم ولم يهتم بمعاناتهم أي مسئول في مصر، بدأنا الشهر الماضي في مبادرة تكوين وفد من أساتذة الطب وأطباء التحرير ونقابة أطباء القاهرة والحقوقيين للاطمئنان على صحة جميع المعتقلين المحبوسين على ذمة أحداث العباسية، خاصة ممن كانوا مضربين عن الطعام وذوي الحالات المرضية الشديدة والمصابين بإصابات خطيرة قد تؤدى إلى تدهور حالتهم الصحية وقد تؤدى إلى الوفاة مثل:
 جروح قطعية في الرءوس.. كسور بالأرجل.. مرضى بالسكر والكبد والتهاب الأعصاب ومسنون.. مريض يعيش بدون الكلي والطحال ويعاني من نزيف.. وغير ذلك من حالات.
هذا إضافة إلى القهر النفسي والعصبي نتيجة استمرار احتجازهم ظلما دون أدلة، رغم الوعود بالإفراج عنهم قبل رمضان، وتعرضهم المستمر للحرارة الشديدة في شهر الصيام في زنازين سيئة، مما يؤدى إلى إصابات نفسية شديدة الخطورة، مما أوصلهم بالفعل إلى نوبات الهياج والثورة العارمة عدة مرات في سيارات الترحيل والمحكمة! إننا لا نجد تعليقا ولا ردا على هذه الواقعة الإنسانية والحقوقية الخطيرة في شهر رمضان المعظم، إلا أن نضعها أمام الضمير الإنساني للمجتمع المصري كله.
 واختتم بيان الاطباء الصادر عصر اليوم  بوضع الواقعة في بلاغ أمام رئيس الجمهورية ووزير الصحة وجميع المؤسسات الحكومية والرئاسية، مطالبين إياهم جميعا بضرورة تمكين حق السجناء في الصحة وإتاحة مراقبة المجتمع المدني لهذا الحق داخل السجون المصرية.

علاء صادق: الحرب على مرسي موجهة لإرادة الشعب

ب

قال الناقد الرياضي، الدكتور علاء صادق، صباح الجمعة، إن: «الحرب على الإخوان تساوي الحرب على مرسي وإرادة الشعب، وتساوي أيضًا الحرب على الاستقرار والنهضة، وأخيرًا تساوي الحرب على مصر».
وكتب «صادق»، في حسابه على «تويتر»: «إلى رئيس الجمهورية محمد مرسي، وإلى رئيس الوزراء هشام قنديل، مطلوب تغييرات جذرية في وزارات الخارجية والداخلية والعدل والإعلام والمالية».
وتطرق «صادق» في تدويناته القصيرة للحديث عن اتحاد الكرة، قائلاً: «بدأت بخيانة وانتهت بخيانة، لك الله يا مصر، ولكم الله يا شهداء مذبحة بورسعيد، خيانة الأمن للألتراس مهّدت للمذبحة، وخيانة اتحاد الكرة أعادت المصري»، لافتًا إلى أنه: «لو لدينا جهات رقابية عادلة، لتم تحويل كل المسؤولين عن اللجنة المؤقتة في اتحاد الكرة للتحقيق الفوري، تمهيدًا لمحاكمتهم على خيانة الأمانة»، حسب تعبيره.
ودعا «صادق» للتحقيق مع اتحاد الكرة، قائلا: «بلاغ إلى النائب العام، مطلوب فتح ملف تخاذل أو تآمر أو خيانة اتحاد الكرة في قضية المصري بالمحكمة الرياضية في سويسرا، مطلوب محاكمة الخونة».

مرسي: سننظر باهتمام في كل مقترح أو مظلمة يقدمها المواطنون



المصري اليوم - محمد فرغلي ومحمود عمر

أكد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، الجمعة، حرص مؤسسة الرئاسة على النظر باهتمام في أي مظلمة يقدمها المواطنون، معلنًا بدء حملة «وطن نظيف» يومي الجمعة والسبت.
 وأضاف مرسي، عقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد «ناصر» بالفيوم: «من لديه مقترح أو مظلمة، سننظر فيها باهتمام»، وأضاف: «نحن اليوم نتحرك من أجل وطن نظيف يومي الجمعة والسبت وباقي الأيام إن شاء الله»، في إشارة إلى حملة «وطن نظيف» التي تبناها الرئيس في بداية شهر رمضان المبارك.

وقام مرسي بتفقد حملات النظافة بمناطق «السواقي» بميدان قارون و«منشأة عبد الله»، مرورًا بشارع أحمد شوقي، حاثًا المواطنين على المشاركة الفعالة في المبادرة.

وكان الآلاف من أهالي الفيوم قد احتشدوا خارج فناء المسجد أثناء تأدية الرئيس الصلاة، فيما نشبت مشادات ومشاجرات داخل ساحة المسجد بين المصلين وبعضهم، بسبب التزاحم على الجلوس في الصفوف الأمامية.

قيادات «إخوانية» تتهم الأجهزة التنفيذية والأمنية بإعاقة خطة الـ«100 يوم»



المصري اليوم - غادة محمد الشريف
اتهم عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، الأجهزة التنفيذية والأمنية في الدولة، بالتراخي في مساعدتهم في تنفيذ خطة الـ100 يوم، مؤكدين أن بعضهم يسعى إلى «إسقاط  الرئيس أمام الشعب».

وقال الدكتور محمد عماد الدين، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، إن «هناك عدم تعاون من بعض التنفيذيين في الجهاز الإداري للدولة دون مبرر يذكر، بالإضافة إلى أن ضعف بعض الإمكانيات المتاحة في حملة النظافة، وقلة عدد السيارات والمعدات المستخدمة يؤدي إلى عرقلة خطة المائة يوم، فضلا عن السلوك غير الحضاري الموجود لدى بعض المواطنين خاصة في القرى».

وأشار إلى أنه رغم «دعوتهم عددًا من الأحزاب للمشاركة في خطة المائة يوم، إلا أن الأحزاب التي استجابت وتعاونت مع الحملة، هي النور، والأصالة، والوسط، وحركة شباب 6 إبريل».

واتهم «عماد الدين» الجهاز الأمني بـ«التراخي»، مشيرا إلى أن «جهاز المرور يغلب عليه الكسل والإهمال في العمل، وبالتالي هذا يؤثر سلبا على العمل».

في السياق نفسه، قال محسن راضي، عضو الهيئة العليا للحزب، إن أهم ثلاث معوقات تواجه خطة المائة يوم، هي: «الفلول الذين لا يزالون في السلطة التنفيذية، وبعض أفراد السلطة القائمة، وبعض وسائل الإعلام».

من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الرحمن، عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، إن «التعطل الذى أصاب خطة المائة يوم، هو التراخي من قبل بعض أفراد الجهاز التنفيذي للدولة، خاصة الجهاز الأمني والإدارة المحلية».

وأكد بدوي موسي، عضو أمانة الشباب بحزب الحرية والعدالة، أن «بعض قيادات ورؤساء الأحياء، وبعض أفراد وزارة الداخلية، لديهم تعليمات بعدم التعاون والعمل مع قيادات الحزب، والقوى السياسية في تنفيذ خطة المائة يوم».

وتابع أن الحزب يقوم برصد هؤلاء الأفراد وأسمائهم، وأسماء الأحياء والأجهزة التنفيذية المتقاعسة، وتسليمها إلى مؤسسة الرئاسة لتتولى النظر بشأنهم.